كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. الفصل الثاني و العشرون
لا يعرف كيف وصل الى هنا وكيف اجتاز تلك المسافة سليما دون إصابات فما أن هاتفته والدة ريتال باكية وأخبرته بنقلها إلى الطوارئ وجد نفسه يقف أمام غرفة العناية المركزة بقلق يدعو الله ان تكون بخير ولا يصيبها مكروه
حرك شعره للخلف وهو يشد عليها بخوف أن يفقدها ، لا يهمه الطفل كل ما يريده الآن هو سلامتها وحسب
زفر بضيق أخفاه في خطواته التي لم تتوقف وهو يدعو بصدق بينما السيدة منال تقف في زاوية بعيده تدعو في صمت وتقرأ ما تيسر لها من القرآن لتقع نظراته على السيد عزيز الذي يراه لاول مرة في تلك الحالة بعيدا كل بعد عن هيبته المعتادة او قوته التي لطالما تسلح بها يجلس على كراسي الانتظار بقلق يكسو ملامحه علامات الحزن والخوف ليتحرك نحوه دون المزيد من التفكير متخذا القرار الذي تأخر فيه لأيام
***
الوجع الذي بداخله لا يقدر المرارة التي يشعر بها كالعلقم في فمه تزيده بؤسا شعوره بالذنب والحزن على صغيرته يزيدانه خوفا وندما
مازال منظرها وهي تفقد الوعي بين يديه يعذبه ويذكره بأخرى لطالما سقطت مغشيه بين يديه وبعدها كان يسمع بخبر قتل حلمه قبل ان يكتمل
كتم وجعه وهو يدعو بصدق وقلق ساطع على ملامحه ان تكون بخير فهو لن يتحمل خسارة صغيرته ، لن يقوى على معايشة آلامها التي عاشها هو مرارا وتكرار سابقا لن يستطيع مواساتها على شيء هو نفسه لم يكن يتقبل فيه المواساة
لمح منال التي تقف بعيدا تحارب وجعها بقوة ايمانها كما اعتادها ليحمد الله على وجودها في حياته فلولا وجودها لكان خسر اكتر من ذلك فحنانها الذي أغدقته عليه وعلى ابنته هو من جمعهم لسنوات
أطبق جفنيه بتعب ومشهد سقوط ريتال يحيي بداخله الكثير والكثير ليزداد دعاؤه لها بالخير وان يردها له سالمه
شعر بجسد يجلس بجانبه لينبه على صوت ادهم وهو يقول مطمئنا
" ستكون بخير لا تقلق "
لم يرفع رأسه ولم يحرك ساكنا ليردف أدهم بأمل اعاد له بعضا من الحياة الهاربة من وجهه
" ريتال قوية لا تخف عليها "
نعم ابنته قويه وستجتاز تلك الأزمة ، صغيرته لن تهزم بسهولة وستحارب من اجله عليها أن تفعل عليها أن تعود له ليعوضها عن السنوات التي ظن ان بابتعاده عنها ستكون افضل فهو لم يكن يعرف كيف يكون اب جيد لها ولكنه سيتعلم ليصبح كذلك لن يتركها تعاني بمفردها او تختفي من أمام ناظريه نبهه همس أدهم الأجش وهو يربت على فخده بقوة
" ادعو لها عمي ستكون بخير "
رفع رأسه مندهشا من كلمة عمي التي قالها ادهم بأريحيه ليذكره بذلك الصغير الذي لم يكن يفارقه سوا ايام معدودة ويعود لأحضانه من جديد بعدها متلهفا لرؤيته واللعب معه
ابتسم بدفء ابتسامة هادئة كتلك الذكرى التي عطرت خياله مزيحه وجعه قليلا وهو يومئ مؤيدا قوله ليتمتم بخفوت
" بإذن الله "
غرق كل منها في صمته وكل منهما يفكر في مصير تلك التي يحملان كلاهما السبب في سقوطها بعد كل هذا العذاب الذي عانته على ايديهم
انتبها معا على صوت الباب الذي فتح ليقفز ادهم مقلصا المسافة بينه وبين الطبيب في خطوة بينما يمر من جانبه سريرا متحركا يحمل فوقه جسد ريتال على عكس عزيز الذي خانته قدماه ولم يستطع النهوض او حتى السؤال عن صحتها متجمدا في مكانه لا يتحرك سوا لسانه بالدعاء بينما منال تقف على مقربة من ادهم تنتظر الإجابة بقلق شع على ملامحها لتطمئنها إجابته كثيرا
" هي بخير والحمد لله والجنين ايضا بخير لا تقلق سيدي "
وصله رد الطبيب لينزل بردا وسلاما على روحه ويلتقط أنفاسه الذي حبسها وترتخي أعصابه المشدودة بقوة ليهتف ادهم بالحمد متبعا قوله بالسؤال عن إمكانية دخوله لزيارتها
" سيتم نقلها الآن لغرفة عادية يمكنك رؤيتها حينها "
" شكرا لك دكتور "
" لا شكر على واجب ستبقي تحت الملاحظة لفترة ومن ثم يمكنها الخروج "
" شكرا لك بني حفظك الله لعائلتك ولا أراك فيهم بأسا أبدا"
رد شكر منال ودعوتها بابتسامة ممتنة وبهزه بسيطة من رأسه قبل ان يستأذن مبتعدا
بكت السيدة منال في فرح لسلامة ابنتها ليضمها ادهم مقبلا رأسها وهو يقول بحنو
" هي بخير خالتي لا داعي للبكاء "
" الحمد لله ... الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك "
دفنت رأسها في صدر ادهم لتكتم شهقاتها وهي تترك العنان لنفسها بعدما تماسكت طول تلك المدة بقوة ظاهرية لم تعد بحاجتها الآن
" اهدئي منال هي بخير لقد سمعت الطبيب بنفسك "
حركت رأسها بإيمائه وهي تبتعد عن ادهم الذي مازحها بعفوية وبمرح ليس جديد على مسامعها
" اووه خالتي انت اذن من أورث ريتال عادة البكاء كثيرا ، لقد اتهمتك ظلما عمي ظننتك أنت من فعل ذلك لأنني كنت دوما ارى الخالة منال مبتسمة "
" كلا بني أنا لا ابكي سوا في المناسبات الرسمية فقط وأحيانا لا افعل "
جاراه مزاحه رغم تعبه وهو يقول بني بعفوية لم يُحملها ادهم الكثير فوق طاقتها لتدفعه منال بخشونة وهي تهتف بحنق
" ابتعدا من هنا ودعوني اذهب لارى ابنتي خيرا لي من البقاء معكما "
" تحركت غاضبة ليلحق بها عزيز وادهم الذي استقبل اتصال نور العاشر ليطمئنها على وضع ريتال بفرح هددت بالتلاشي ما ان اقترب من غرفة ريتال فهو حتى الآن لا يعرف ردها ويحترم مساحتها في التفكير
******
" حمد لله على سلامتك مدام "
قالتها الممرضة بابتسامة بشوشة ما انا فتحت ريتال عينها لتردف وهي تتأكد من أن كل شيء
" عائلتك كانت قلقة عليكِ للغاية و والدك رغم تعبه الشديد رفض أي مساعدة حتى تنهضي بالسلامة " اتسعت ابتسامتها وهي تمتم بود صادق " لديك عائلة محبة سيدتي حفظها الله لك "
" شكرا لك "
تمتمت ريتال بخفوت لتساعدها الممرضة على الجلوس وتعديل الوسائد من خلفها وهي تتحمد على سلامتها مجددا وتخبرها أنها والطفل بخير ووضعها الصحي بخير
فُتح الباب لتسرع والدتها بالدخول وهي تهتف بقلق
" ريتال حبيبتي هل أنتِ بخير؟ "
ابتسمت لوالدتها التي غمرتها في حضنها الدافئ مردفة بحنو وبنبرة غالبها البكاء
" يا الهي ريتال لقد أخفتني عليكِ للغاية هل تشعرين بأي وجع ؟"
" أنا بخير ماما "
تمتمت بتعب وهي تبتعد عن حضن والدتها لتردف باعتذار صادق
" اسفه لذلك ماما... انا بخير عزيزتي لا تقلقي "
طبعت منال قبلة حانية على جبهتها قبل أن تبتعد مرددة بالحمد لسلامة صغيرتها والطفل لتسمح لأدهم الواقف خلفها أن يقترب من زوجته
" هل تشعرين بتحسن ؟"
سأل أدهم وهو يميل ليطبع قبله على رأسها بحب لترد بهمس خجول
" شكر ادهم انا بخير الحمد لله اشعر بتحسن كبير "
" حمدا لله على سلامتك أذن "
" أرأيت أيتها الحمقاء هذا ما يحدث أن لم تنتبهي لنفسك ؟ وتعتني بصحتك "
وبختها والدتها بحدة ليضيف ادهم من بين ضحكته على تأنيب السيدة منال لها
" اخبريها خالتي لعلها تتعظ " ليردف بخبث وهو ينظر لريتال بتلاعب " انتظري فقط حتى أخبر جدتي والخالة صفية "
" لا تكن لئيما ادهم "
تمتمت بحنق ليهمس بخبث بجانب أذنها لم يصل لمسامع أحد سواها
" انتِ تستحقين ذلك لما تفعلينه بي "
دفعته بخشونة أخفت بها خجلها ليضحك أدهم بخفه مع السيدة منال التي جلست على ركنية صغيرة في جانب الغرفة وهي تقول
" اجل دعيه يفعل فيبدو أن السيدة فايزة تعرف كيف تتصرف معك "
" ابتعد عن ابنتي يا ولد ولا تضايقها "
هتف عزيز بحدة مصطنعة ليمثل ادهم الخوف وهو يرجع خطوة للخلف مرددا بابتسامة مرحة
" حسنا ... حسنا انا كنت أمزح معها فقط عمي "
ضحك عزيز بخفه وهو يقترب منها ليهمس بدفء ابوي طابعا قبله على جبينها
" حمدا لله على سلامتك ابنتي "
" سلمك الله بابا اعتذر لإخافتك لم اكن اقصد ذلك "
مسح على رأسها بحنو هامسا به
" لا تشغلي بالك بذلك المهم انك بخير وحفيدتي ايضا كذلك "
لمس بطنها المنتفخ قليلا لتبتسم ريتال بود قائلة
" نعم نحن كذلك ابي طالما أنت بخير "
تقابلا نظراتها للحظة هي تتأسف بخجل أن يسامحها عن تصرفاتها الحمقاء التي ارتكبت برعونة وهو يتأسف لكل تلك السنوات التي أضاعها دون ان يكون بجانبها لتكسر هي سحابة الصمت التي لفتهم هامسة بخفوت
" اعتذر ابي اتمنى حقا ان تسامحني "
" لا داعي للاعتذار عزيزتي.... انتِ ابنتي التي أحبها وستظلين هكذا للأبد .. " ليردف ممازحا " رغم إنني اعتقد باني سأحب ابنتك اكثر منك "
لفت ذراعيها حول عنق والدها الذي ضمها لصدره بحنان وهو يردد باعتذار صادق
" اعتذر بشده لكل ما عنيته بسببي انا لا اريد انا فقدك ريتال لا اريد ذلك حقا "
" لن تفعل ابي لا تخف انا سابقى بجانبك دوما "
قبلها على خدها وهو يجلس بجانبها على تلك المساحة الصغيرة المتبقية في السرير لتريح رأسها على كتفه بسعادة لطالما تمنها وهي صغيرة بينما هو يحوط كتفها بعناية واهتمام هاتفا بأدهم الذي اشرقت ملامحه لرؤيتهما معا بذلك الشكل
" ادهم أسال الطبيب ان كانت ريتال تستطيع الخروج برفقتنا "
مسحت منال وجهها الباكي وهي تلتف لأدهم لتطلبه برجاء ولهفة
" نعم بني افعل ذلك فأنا لن اطمئن حتى تعود برفقتي الى المنزل "
نهض ادهم قائلا بمرح أراد به كسر حالة الحزن التي لفتهم تلك
" حسنا سأفعل ولكن اعتذر منك خالتي فريتال ستعود معي واعدك أنني سأعتني بها وان أرادت هي سأحضر لها خادمة "
" ولكن بني هي ... "
همست منال بتردد لتقاطعها ريتال باحترام قائلة
" لا بأس ماما انا حقا بخير سأعود لمنزلي مع ادهم "
" ولكن ريتال..... "
اعترض والدها تلك المرة لتلمس كفة بحنو هامسة برقة
" أنا حقا بخير أبي لا تقلق وسأكون عندك كل يوم ولكن لا يمكنني ان اترك نور بمفردها وايضا ادهم وكذلك سأكون براحة أكبر في بيتي أبي أرجو ان تتفهمني "
" حسنا عزيزتي ان كان هذا سيريحك "
تقبل والدها الأمر لترضى منال بذلك على مضض فهي مازالت قلقة على وضع ريتال الصحي وتخشى أن يصيبها شيء وهي بعيدة ليتحرك أدهم خارجا من الغرفة وهو يحمل بداخلة أمل ضئيل شع بنور بالكاد يُرى ولكنه سيتشبث به للنهاية
****
|