كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. الفصل الثاني و العشرون
انهى الاتصال مع أدهم الذي تفهم حالته وقدر حمزه ذلك الأمر كثيرا فلطالما كان ادهم بجانبه يسنده دوما ويمده بالقوة دون ان يرهقه بكثرة الأسئلة
" ها حمزه ماذا ستفعل ؟ "
انتبه على سؤال شقيقه الذي ظهر للتو امامه ليرد باختصار لم يريح فضول اسلام
" سأطلب تصريح بخروج كارمن واذهب بها "
" الى اين ؟ "
سأل باستنكار ليربت حمزه على كتفه وهو يرد بعجلة من امره
" سأتصل بك وأخبرك بكل شيء طمأن أبي وأمي "
" وماذا عن السيد إسماعيل ؟"
" هو يعرف بكل شيء لا تقلق أنت "
رد سؤاله وهو ينهض ليردف برجاء " لا تخبر احد إسلام واعتني بالسيد إسماعيل والسيدة سحر "
" زينب .. زينب أخي "
هز رأسه موافقا بأسف
" نعم والسيدة زينب ... سأذهب الآن "
" ولكن حمزه ... "
" لا تقلق إسلام انا اعرف جيدا ماذا افعل وسيكون كل شيء بخير "
" بإذن الله "
ردد إسلام وهو يتبع بنظره خطوات حمزة المبتعدة ليخرج هاتفه ويتصل بعمار لتصله الرسالة المسجلة التي لا يسمع غيرها منذ البارحة بأن الهاتف مغلق أو غير متاح
*****
طرق الباب برقة منبها لدخوله قبل أن يفتح الباب بهدوء لم يعكس قلقه عليها الذي لم يستطع تجاهله أكثر من ذلك فمهما ادعي من ثبات أمام عائلته أو قوة أمامها فهو في قراره نفسه يعرف انه يموت قلقا عليها
أصاب حدثه عندما وجدها متكورة على نفسها تنحب بوجع فوق السرير العريض ليقترب برقة وهو يحاول أن يمنع نفسه من ضمها غليه بقوة وزرعها بين صدره لعلها تستكين ويهدأ وجعها
ربما يكون رد فعلها اقوى مما يجب ولكن الضغط الذي تعيشه الفترة السابقة وحديث ادهم البارحة مع إحساسها بالذنب لأنها لم تستطع ان تقف بجانب فريده وهول ما فعلته الأخرى كل هذا بجانب الشعور المؤلم نحو والدها والذي يتجاهلها متعمدا أدى الى ضعفها وانكسارها بتلك الطريقة
جلس بجانبها على السرير ليلمس كتفها برقة هامسا بألم
"ريتال "
جمع شعرها المشعث وهو يمسح عليه برفق لينادي باسمها من جديد بنبرة اجشة
" ريتال حبيبتي اهدئي أرجوك "
كورت نفسها اكثر ليزداد نحيبها المؤلم لقلبه ليردف متمتما بحنو " اهدئي عزيزتي "
لم تظهر اي رد فعل لكلامه ليرفع أسها بخفه من فوق الوسادة وهو يهمس بخفوت أمام عينيها المغلقتين بينما وجهها برقة ويزيح شعرها للخلف
" ريتال حبيبتي توقفي عن البكاء بالله عليك من اجل طفلنا "
حركته الحنونة مع همسه الدافئ جعلها تفقد أعصابها لتنهار على كتفه تبكيه كل الوجع الذي بداخلها وتشكوه بؤس حالتها فهي بأشد الحاجة إليه في تلك اللحظة بحاجة الى حبه الذي لمسته في صوته ولمسة يده بحاجه لتشعر بدفء أحضانه التي لم تجربها سوا مرة واحدة
ضمها بقوة ود بها لو يزرعها بداخله ليمسح على شعرها وظهرها برقة هامسا برفق لتهدئتها " اهدئي حبيبتي هشششش"
استمر بكاؤها لفترة لم يتوقف فيها عن ترتيل آيات من القران الكريم على رأسها وهو يمسح على شعرها بحنو
" كل شيء سيكون بخير "
همس برقة ما ان توقفت عن البكاء وهدأت قليلا لترد بهمس باكي
" لا شيء سيعود كما كان ادهم لا يمكن إعادة الماضي "
" ولكن يمكن تصحيحه "
قالها بدفء رغم الالم الذي علق بصوته مستمرا بالمسح على خصلات شعرها لترد بوجع
" هناك اشياء لو كسرت لا يمكن جبرها لا يمكن ادهم "
بكت من جديد ليضمها إليه مغمغما برقة
" اهدئي حبيبتي أرجوك "
" لا اصدق انها فعلت هذا ! أنها واتتها القوة و كسرت العم كمال بتلك القسوة وجرحت عمتي حتى وان كانت عمتي ..... "
سكتت عاجزة عن المتابعة لتردف بألم " أبي سيصدم أن عرف بفعلتها تلك خبر كهذا يمكن ان ينهيه "
" باذن الله سيكون كل شيء بخير لا تقلق "
كتمت شهقاتها في صدره العريض متمتمة بانكسار " اكتشافها للماضي كسرها اعرف ولكن لما فعلت هذا ؟ بالتأكيد هي الآن وحيدة ومنكسرة... لماذا فعلت هذا ادهم ؟ ايا كان حقيقة الماضي ومهما كان مؤلم ولا يصدق لم يكن عليها ان تفعل هذا "
ابتعدت لتسأله برجاء ان يريحيها " اليس كذلك ادهم ؟ ما فعله ابي وعمي كمال كان اقوى ربما هي معذوره لقد دمرها حقيقة الماضي ؟!! "
غمغمت بوجع وهي تشد خصلات شعرها للخلف بحده " لقد دمرنا بأكملنا "
" الماضي ليس كما تظني ريتال والدك والعم كمال لم يفعلا شيء "
التفتت لأدهم بصدمة ترمقه بنظرات تائهة لتهمس بضعف وتكذيب " مـــاذا ... "
أردفت وهي تستدير نحوه بينما هو هرب من نظرتها مشيحا وجهه للناحية الأخرى " ماذا تعني؟ "
أطبق جفنيه بألم لتنهض بحده تنتظر إجابته التي اتت ناسفه كل شيء وهو يجيبها بكل ما يعرفه او ما عرفه مؤخرا بالتحديد وأحاله لشخص اخر
"والدك لم يفعل شيء والعم كمال كذلك لم يخن اي احد "
" وكيف ذلك ؟!! وما أخبرتني به و والدك وانتقامك والعم كمال ونور كل هذا ... انا لا افهم شيء "
تمتمت بهذيان وهي تحرك رأسها نفيا لتنهار جالسة مرة أخرى ليهمس بأسف حقيقي
" لقد عرفت الحقيقة مؤخرا الامر ليس .... "
أوقفته وهي تقول بندم وبمرارة لم تتحملها لتعود لبكائها بينما تقف من جديد
" الأمر انك ظلمت ابي طوال تلك السنوات وسعيت لانتقام واهي كاد ان يدمرني.... بل دمرني بالفعل ادهم "
" ريتال أنا "
ردد اسمها بأسف لتوقفه وهي تتابع بوجع منفصلة تماما عن الحاضر
" الأمر أنني حملت أبي ذنب لم يرتكبه وصرخت به ورميت بوجهه كل عذابي منك وهو " غصت بشهقتها لتردف من بين بكاؤها " الامر ان فريده انتقمت من شيء ليس حقيقيا "
" ريتال "
غمغم بأسف محاولا تهدئتها لتنهض بغضب هاتفه
" ماذا ... ؟ ماذا ادهم ...ماذا ؟ " دارت بعنف اخل بتوازنها للحظة ليهتف بقلق وهو يسارع باسنادها
" انتبهي انت حامل "
أبعدت يده بحده صرخت بها وغلفتها بنبرة موجعة
" نعم أنا حامل .... أنا كذلك ادهم انا احمل طفلنا ... الطفل الذي كنت لا اعرف كيف سأخبره بالعداوة التي بين والده وجده " اختنق صوتها لتكمل بندم وهي تشيح بيديها " الطفل الذي كنت لا اعرف كيف سأقول له أن جده قتل الآخر بدم بارد بعدما كان اعز أصدقاءه و والده قرر ان ينتقم لذلك فتزوجني "
حاول الامساك بها لتدفعه مردده بغضب
" الطفل الذي..... "
اختفى صوتها وراء موجة بكاء جديدة أنهكت قواها ليتمكن من ضمها مغمغما باسف
" انا اسف ريتال انا اسف حبيبتي "
علا صوت نحيبها وهي تتمسك بأدهم ليشد عليها بقوة أراد أن يمحو بها كل وجعها لتمتم هي بتعب اجهدها
" ابي لن يسامحني ... لن يفعل بالتأكيد "
" اهدئي ريتال "
" لقد أخبرته إنني نادمة على كونه والدي وانه لم يتسبب لي سوا بالشقاء طوال تلك السنوات "
استقبل صدره شهقتها ليزيد من ضمها متمتما برفق
" اهدئي ارجوك "
" صرخت به وأخبرته أنني لا أريده أخبرتـ.....
اوقفها هامسا بتوسل " لا تفعلي بنفسك هكذا والدك سيغفر لك اي شيء فانت ابنته الوحيدة "
حركت رأسها نفيا مغمغما بحزن من بين دموعها " يالتني لم أكن ابنتك هذه كانت اخر كلماتي اليه "
سند رأسه على رأسها ليعتذر بصدق " اسف ريتال .. انا حقا اسف للغاية "
ابتعدت عنه لتمسح وجهها مردفة بهدوء أحضرته مرغمه
" اخبرني بكل شيء اريد ان اعرف كل شيء ادهم من البداية "
اومأ موافقا ليهمس برقة " حسنا دعينا نجلس وساخبرك بكل شيء "
" حسنا "
تحركت نحو الركنية بتعب ليلحق بها في سكوت مستنشقا اكبر كم من الهواء يساعده على القادم جلس بجانبها ليغرقا في الصمت للحظة قبل أن يكسره ادهم وهو يخبرها بكل شيء بداية من جده والظرف الذي وجده مرورا بالحقيقة الذي عرفها صدفة وأيضا اخبرها بمقابلته بالسيد كمال وتعرى أمامها من مخاوفه ليبثها ندمه ووجعه مزيحا الحمل الذي يجثم على قلبه
تنهد بصوت ما ان فرغ من حديثه مطأطأ برأسه للأسفل غير قادرا على مقابلة أنظارها أو مواجهة دموعها التي لم تتوقف ليُخرج صوتها بصعوبة حاملا حزنها
" هذا يعني ان ابي ليس سيئ "
اوما غير قادرا على الرد لتسال مجددا بمرارة واسف
" وعمي كمال ليس بالوحش عديم الضمير "
إماءه أخرى كانت من نصيبها يحصنها الصمت لتعود سائلة بنبرة خافتة " هذا يعني اننا ظلمنا ابي طوال تلك السنوات "
" نعم "
أخرجها ضعيفة خافته بعيده كل البعد عن ثقة ادهم المتعارف عليها لتفاجئه ريتال بسؤال تشبع بكل ألامها ووجعها بهدوء شديد وبصوت بالكاد خرج من فمها
" هل تعتقد ان ابي سيسامحني .... هل تظن ذلك؟ "
رفع رأسه إليه ليرغمها على مقابلته وهو يجيبها بقوة
" تحدثي معه ريتال اخبريه بأسفك وبالتأكيد سيفعل "
خارت قواها تماما وهي ترد هامسة " اريد النوم اشعر بالتعب وبالبرد الشديد "
دون كلمة إضافية ودون الحاجة لأي تعليقات مد يده أسفل ركبتها ووضع الأخرى حول كتفها ليحملها بخفه لتضع هي راسها على كتفه مرحبه بفعلته وكل شيء من حولها لا يبدوا طبيعيا او يحمل تفسير منطقي
وضعها على السرير لتوليه ظهرها ما ان لامس جسدها السرير وهي تهمس بتعب
" يمكنك الذهاب سأكون بخير "
تجاهل قولها ليصعد على السرير بجانبها ويحتضنها من الخلف بقوة أسرت رعشة قوية بداخلها لتستجيب لحركته وهو يديرها اليه وتدفن نفسها في أحضانه لتنفجر في البكاء بشكل جنائزي بينما هو يمسح على شعرها مغمغما بحنو
" لا باس .... لا باس حبيبتي "
تشبثت به بقوة وهي تنهار تماما متخلية عن أي قوة وأي كبرياء متخلية عن أي شيء مقابل تلك اللحظات الذي تشعر فيها بالانتماء اليه وقلبها يئن وجعا يرثوا كل ما فات
غفت بعد فترة بعدما أنهكها البكاء المتواصل لساعات ليدثرها ادهم جيدا متمتما بأسف كل شيء سيكون بخير كل شيء سيكون كذلك حبيبتي
******
|