كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. الفصل الثاني و العشرون
" ايسل ... ايثار ... خالة سلوى لقد عدت اين انتم ؟!! يا اهل الدار لقد عادت أختكم الحسناء "
هتفت بصخب افتقده ارجاء المنزل لتضع حقيبة سفرها أرضا وتستدير لتعدل من منظرها الشاحب امام المرآة الكبيرة التي تتوسط ردهة منزل عائلتها الذي عادت إليه بعد غياب ولكن بحال مغاير تماما لحالها عندما تركته
مسحت على وجهها لترجع خصلات شعرها للخلف وهي تحركه بينما تتأمل انعاكس ملامحها على المرآة امامها
رغم مرور بضع ساعات على خروجها من الوطن إلا أنها اشتاقت إليه واشتاقت لكارمن ونور كثيرا وكم تمنت لو كانت إحداهما على الأقل بجانبها قبل موعد طائرتها لتمنعها من فعل ذلك ولكن اختفاؤهما كان في صالحها لأنها تكرهه لحظات الوداع وهذا كان أكثر ما يتعبها عندما تفكر في الأمر
" أسيا ! أهذا أنتِ ؟"
انتبهت على صوت ايسل التي ظهرت أمامها لتسرع إليها وتحتضنها بشوق وهي تهتف بسعادة غلبت على حزنها لرؤية شقيقتها
" ايسل اشتقت إليك كثيرا .. يا الهي لم اكن اعرف إنني سأشتاق اليكم بهذا الشكل "
رغم استنكارها من وجود أسيا ألا أنها لم تستطع أن تخفي فرحتها برؤيتها لتضمها بقوة وهي تهتف بسعادة مماثلة
" ايتها المزعجة وأنا أيضا افتقدك للغاية "
ضربتها على كتفها بخفه لتعود وتضمها من جديد بحنو لطالما تميزت به ايسل وأغدقت به على كل من حولها
" اخبريني عنك وعن أحوالك وكيف كنتِ تعيشين ؟ "
لمسها صوت شقيقتها الحنون لتترجم مشاعرها لبكاء صامت وهي مازالت تتعلق برقبتها وتدفن وجهها في عنقها لتهمس بخفوت
" لم استطع فعل اي شيء من دونكما .. لم اقدر على المواجهة بمفردي "
أبعدتها بجزع من بكاؤها الذي أقلقها لتعود وتضمها من جديد وهي تهمس برفق
" هششش اهدئي ... اهدئي عزيزتي كل شيء سيكون بخير "
قادتها إلى الداخل برقة وهي تمسح على شعرها برفق بينما عقلها يحاول أن يجد تفسير لبكاء أسيا النادر حدوثه لتردف بمرح مفتعل بددت به القليل من الحزن الذي خيم عليهما بعدما مرت فترة وهي تبكي في حضنها
" ذكريني انا سجل هذا اليوم في التاريخ فأنت لا تبكي كل يوم سوسو وهذا حدث في حد ذاته "
ابتسمت أسيا من وسط دموعها لتهتف وهي تضربها على كتفها بحنق لتبعدها عنها
" لا اعرف كيف يتحمل أحمد غلظتك تلك ليكن الله في عونه "
غامت حدقتي ايسل بسحابة سوداء تجاهلت مرارتها وهي تقل بابتسامة ثابتة أمسكت بها ببراعة
" دعك مني ومن احمد الآن فهو سيكون هنا في المساء فلتسأليه عن ذلك ولكن اخبريني الآن بكل شيء أريد أن اعرف كل التفاصيل عن الوطن "
" ليس الآن "
هتفت أسيا وهي تنهض بخفه من جانبها لتردف مبررة الأمر بابتسامة دافئة أعادت الحياة لوجهها الباكي
" سأصعد أولا لأسلم على ماما سلوى وأغير ملابسي وأزيل عني عناء السفر ومن ثم سأعود إليك لأخبرك بكل شيء "
ابتسمت ايسل بدفء وهي تنهض بدورها قائلة
" حسنا حبيبتي وانا سأذهب للمطبخ لأعد لعشاء اليوم وسأتصل بإيثار لأخبرها
" كلا لا تفعلي ... لا تخبريها دعيها تتفاجئ بوجودي "
لم تستعجب ردها فهي مقدره قلق أسيا من رد فعل إيثار لتطمئنها بحنو وهي تمسك بكفها
" لا تقلقي حتى وان كانت غاضبة منك وستسعد برؤيتك كثيرا " لتردف وهي تدفعها نحو السلالم الداخلية " هيا اصعدي الآن وسلمي على الخالة سلوى وتأكدي من أنها تناولت دوائها "
" حسنا سأفعل "
لم يتحدث اي منهما في الأمر وتظاهرتا بأن كل شيء بخير وكم أصبحت كل منهما مؤخرا تجيد فن التظاهر ببراعة
*****
" صلاح إيثار صلاح لا اعتقد انه يمكنك أن تنسي اسمي عزيزتي أليس كذلك ؟!! "
هتف بغضب مغلف ببرود أتقنه صوته وهو يقترب منها بخطوات ثابتة عكس مشاعرها هي التي أخذت تثور بعنفوان داخلها ليجلس أمامها ببرود تخلت هي عنه وهي تهتف بانزعاج فضح أمرها بعدما كانت سجلت نقطة في ملعبه وفرحت بها
" ما الأمر صلاح ؟ ماذا تريد ؟ وما الذي تفعله هنا ؟"
" اتيت لرؤيتك والاطمئنان عليك إيثار فليس من اللائق انا اكون قريبا من هنا ولا افعل "
" حقا !! " قالتها بسخرية كابتسامتها التي علت ثغرها لتردف بتهكم ساخر " لطالما كنت صاحب واجب صلاح وتعرف الأصول جيدا "
أظلمت حدقتيه من تلميحها الساخر ليسود وجهه وهو يسمعها تضيف في برود
" حسنا أنا بخير يمكنك الرحيل الآن فانا لدي عمل ولن استطيع ان أؤخره أكثر من ذلك "
تأملها جيدا ليتأكد انه أمام إيثار نفسها وليست واحده أخرى تشبهها ليشتد غضبه من قولها واصرارها على رحيله بينما حديثها السابق ع خطيبها القادم يزيد من إزعاجه ليربط بين كلامها لتتوهج عينه بغضب تحكم به ولم يخرجه في صوته الهادئ
"لا تقلقي لن اشغلك كثيرا فقد مر الكثير من الوقت وبالتأكيد لدينا الكثير لنحكيه "
وقفت بحده من برودة الذي زاد من غضبها منهيه الحديث وهي تهتف بانزعاج
" لا شيء بيننا لنتحدث به صلاح ومن فضلك اذهب الآن انا لا أريد اي مشاكل "
استنتج ان تلك المشاكل تتعلق خطيبها ليشتد غضبه متجاهلا ثورتها وهي يرد بوقاحة أوصلتها لقمة عصبيتها
" انتِ مخطئة عزيزي فهناك الكثير والكثير لنتحدث به وأنا أيضا لا أحب المشاكل وأنتِ تعلمين ذلك ولا بأس من مقابلة خطيبك فأنا في توق لها "
أخرسه دخول زياد الصاخب وهو يهتف بمزاح عفوي بعدما حي جين سريعا برأسه ودخل مباشرا ولم ينتبه لحديثها الذي ضاع في صدمته برؤية صلاح بالداخل
" لقد وصلت حبـ....... ما الذي يفعله هذا هنا ؟ "
هتف قاطعا جملته وهو يتقدم بعصبيه نحوه بينما الأخر لم يحرك ساكنا لتسرع ايثار بالوقوف بينهم وهي تتحرك بسرعة كعادتها وبخطوات متزنة وقد أقلقها دخول زياد وشعرت بغضبه من انزعاج ملامحه لتهتف وهي تدفعه من صدره قليلا للخلف
" لا شيء .... هو على وشك الرحيل زياد ارجوك اهدأ "
تنازل عن غروره وهو ينهض بعجرفة من فوق الكرسي ليهتف ساخرا وهو يشير الى زياد بازدراء
" أهذا هو خطيبك الذي تخشين على مشاعره ! "
جمد قوله الاثنان معا لتسرع بتصحيح الأمر ليستغل زياد الوضع ويشد إيثار اليه هاتفا ببرود شتت تلك الضائعة التي تتوسطهم
" نعم انا هو و وجودك بيننا غير مرحب به "
" اووووه انظروا من يتحدث " ليردف وهو يتحرك ناحيتهم ببرود " لا بأس سأرحل الآن ولكن سأعود مجددا وقريبا كثيرا عزيزتي إيثار "
حاول لمس وجنتيها ليبعده زياد بحده جعلته يبتسم ساخرا قبل ان يتابع تحركه خارجا من المكتب لتعود حركة الهواء لدورتها الطبيعية وتلتقط إيثار أنفاسها التي حبستها من قوة الموقف حولها
|