كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. الفصل الحادى و العشرون
أوقف محرك السيارة امام فيلا كمال الإمام كما طلبت منه وهو يحاول ان يتحكم في غضبة الذي وصل لذروته وبات من الصعب عليه ان يفعل ليستدر نحوها هاتفا بحده لم تبالي بها او تؤثر في رد فعلها وحدقتيه تهدر بغضب عاصف اضاف خشونة لملامحه وهو يجز على اسنانه بحنق من جنونها
" وها قد وصلنا الى منزل والدك فريده ... هل اكتفيت من جنونك الآن ام هناك المزيد ؟ "
انفرجت شفتيها عن ابتسامة ساخرة كنبرة صوتها وهي تقول ببرود اغاظه بينما تكد يديها لتنزع عنها حزام الامان
" ماذا انس ؟ الن تأتي لتحتفل مع عائلتي بخبر زواجنا ؟"
شد على عجلة القيادة بقوة حتى ابيضت مفاصله وهو يحاول بجهد ألا يحول تلك الرغبة الملحة بصفعها لواقع لعلها تعود لرشدها
اتمت نزولها من سيارته بسلام دون ان يصيبها شيء لتهتف بسخرية وهي تميل بجسدها قليلا لتكون في مستوى النافذة
" مازال الطريق في اوله انس الا تريد المتابعة ؟ انه انتقامك عزيزي فاسعد به "
تخلص من حزام الامان بعصبية ليترجل بغضب تطايرت كالشرر من حدقتيه زافرا بضيق يجثم على صدره ويتعبه فلأول مرة يسير على خطى لا يعرف نهايتها صحيح ربما كان يسير سابقا في طريق فريده ولكنه كان يعرف نهايته مغلقة ولا سبيل امامه سوى الابتعاد عنها ام الان فهو في طريقها ايضا ولكن لا يعرف اي شيء والأسوأ انه مجبور على مجارة جنونها فإحساس الذنب يكبل حركته ويشل تفكيره
وأكثر ما ازعجه هو تخيل فريدة مع رجل اخر ، تخص شخصا اخر غيره ، تكون ملكا لرجل اخر لا يستحقها وربما سيؤذيها كما فعل هو وتلك الفكرة جعلت قلبه يتولى القيادة ويقسم على فعل اي شيء فقط لحمايتها حتى وان كان الامر لا يعجبه المهم انها تكون معه وبخير
انتبه على صوت فريده وهي تهتف بصخب وبمبالغة ما ان خطت عتبة الباب لتقذف بنسخة مفاتيحها على البار الذي بجوار باب الفيلا
" بابا ماما لقد عدت ... عمار اين انتم ؟ "
عقد حاجبيه باستنكار فعلها ليلحق بخطواتها المتعجلة وهو يتمتم بحنق وصل اليها وتجاهلته متعمده
" تبا لك فريده ما الذي تنوين فعله ؟! "
" فريده اهذه انت حقا ! لا اصدق انك عدت "
هتف السيد كمال الذي خرج من غرفة مكتبة مسرعا يجر عجلات كرسيه المتحرك بسعادة لم تخفيها نظرات عينيه تتبعه والدتها التي بدت اكبر من عمرها بسنوات على غير العادة وهي تخرج من غرفة اخرى ربما تكون غرفة الطعام هاتفه بفرح شع بصوتها
" يا الهي حبيبتي حمدا لله على سلامتك "
تابع المشهد امامه وكانه عرض خاص وهو الشاهد الوحيد عليه ليؤلمه قلبه وهو يرى السيدة سعاد تسرع بضم ابنتها التي لم تكلف نفسها عناء رفع يديها حتى لتضمها بالمثل بينما صوتها يصله محملا بغضبها المستتر خلف ملامح السعادة المزيفة التي اتقنت رسمها على وجهها
" سلمك الله ماما وانا ايضا اشتقت اليك"
ابتعدت عن والدتها لتميل نحو والدها وتقبل وجنتيه ببرود لسعه وازعج ملامحه لتعتدل سريعا غير مبالية بالامر وهي تستدير لتقابل اخيها الذي يهبط الدرج هاتفا بسعادة كالآخرين
" فريده يا الهي واخيرا عدت ايتها الشقية "
اسرع عمار بالاقتراب منها ليضمها بسعادة ويرفعها قليلا من على الارض وهو يردف مازحا
" لن اسمح لك بالخروج من هنا مجددا إلا على بيت زوجك وحتى هو الآخر لن اسمح له بان يأخذك بعيدا عن هنا "
ابتسمت على مزحته ليضعها على الارض برفق ويضم كتفها بحنان اضاء ملامحه المرهقة والتي تعكس وجع روحه
لم ينتبه احد لانس الواقف بجانب الدرج في خضم سعادتهم بعودة الابنة الهاربة لتنهي هي تلك السعادة ببرود وهي تبتعد عن أخيها مقتربة منه هاتفه بتهكم ساخر انعكس على ملامحها بينما ترد مزحة عمار السابقة
" ربما عليك في امر زوجي هذا اخي ان تسأله فمن المحتمل انه يريد ان يأخذني بعيدا "
بهتت ملامح انس واسودت ليشد على قبضة يده وهو يجز على اسنانه بينما عيناه تلاحق علامات الاستفهام التي علت رؤوس الجميع وعلى رأسهم اخيها الذي استقام بتوتر وتوجست ملامحه خيفة من امر اخته الصغرى
استدارت لتقابل عائلتها المصدومة ببرود وهي تردف موضحة معني جملتها بينما تتعلق بذراع انس بتعمد وحدقتيها تشع بغضب بات يلوح على ملامحها وانعكس في صوتها الذي البسته ثوب البراءة وهي تقول بهدوء
" ماذا بابا ؟ الن تبارك لانس زوجي ! "
اسودت ملامح عمار وشحبت بقوة كما هو الحال مع والدها الذي تغيرت ملامحه تماما وخارت قواه كليا وكان طاقته سحبت منه
حبس انس انفاسه بغضب لينزع ذراعه بقوة ويشد على معصمها بدلا من ذلك بحده آلمتها ولكنها لم تبالي لتردف ببرود مستفز ومتعمد
" مفاجأة اليس كذلك ؟"
ابتعدت عن انس بقوة لتقترب بخطوات متمهلة من والدتها يحركها رغبة الانتقام المجنونة من الجميع لتهمس بخفوت بجانب اذنها
" انس ليس غريب امي فهو ابن زوجك السابق وايضا شقيق اسيل التي توفت بسببك اي انه من العائلة وستحبينه اليس كذلك "
اكملت تقدمها غير مبالية بملامح والدتها التي شحبت كالأموات لتردف بقوة متحديه نظرات والدتها المنكسرة
" الن ترحب انت ايضا بزوجي بابا ؟ فهذا هو انس الذي اخبرتك عنه كثيرا وعن حبي له قبل ان اكتشف بانه صديق قديم للعائلة "
اغلق والدها عينيه بضعف لتبتعد عنه وتقف امام شقيقها متمته بسخرية كانت القشة التي قسمت ظهر البعير
" ماذا أخي ؟ الن ترحب بزوجي ؟ هو زوجي لأسبوعين فقط اليس هذا رائعا ؟ ولكن انا كنت أذكى منك ولم أطل الأمد كثيرا واكتفيت بأسبوعين وليس ثلاثة اشهر كما فعلت انت "
صفعة قوية دوت عالية ممزقة عباءة الصمت الذي خيم عليهم للحظات لترفع فريده رأسها بذهول ترجمته نظراتها المشتتة نحو عمار الذي قبض على معصمها بقوة جعلتها تئن بوجع بينما يتنفس بغضب وهو يصرخ بحده
" هل جننت فريده ؟ "
اسرع انس ليحول بينها وبينه ليدفعه بعيدا بيده الحرة وهو يصرخ به في غضب اخرس الجميع
" ابق انت بعيدا ولا تدخل فيما لا يعنيك "
هزها بقوة وكأنها ريشه بين يده وهو يردف بصوت مرتفع صم اذنها
" اخبريني انه مقلب سخيف منك وانك لم تفعلينها "
خلصت نفسها منه بصعوبة بينما هو يصرخ بحده اعادتها لارض الواقع واجلت غمامة الانتقام عن عينيها
" انت دمرت كل شيء ايتها الحمقاء "
" وما الجديد فالجميع يدمر هنا ؟ "
صرخت فيه بحده وهي تلوح بيديها لتردف بكل الغضب الذي بداخلها والذي انفجر بصفعة عمار
" اليس ها ما فعلته امي بزوجها السابق وعائلته ؟ اليس هذا ما فعله ابي بصديق عمره وحتى ابنه لم تسلم من تدميره ؟ " اختنق صوتها بدموعها التي بدأت تنهمر بقوة وهي تتابع بوجع " اليس هذا ما فعلته انت بنور اخي ؟ " ضحكت باستهتار مرير لتردف بوجع " نحن عائلة لا تعرف مصطلح سوا التدمير اخي "
صفعة اخرى اخرستها والقت بها ارضا وهو يصرخ بحده ايقظتها من جنونها الذي كاد ان ينهيها
" اخرسي فريده انت لا حق لك لتتحدثي عن العائلة " ليردف بمرارة علقت بحلقه وهو ينظر اليها بوجع مس قلبها وزاد من انهيارها " فمن هذه اللحظة انت لم تعودي جزءا منها "
" عمــار ! "
هتفت اسمه بانكسار ليستدير ببرود غطى به ملامحه وهو يردد بثقة وقوة " فريده اختى توفت من هذه اللحظة "
رفع راسه لانس لينظر اليه بازدراء وهو يقول بانفعال وغضب " خذها من هنا ولا تعد بها مجددا "
اوقف اعتراضها الذي شعر به وهو يقول بقسوة " انت من اختار فريده فلتتحملي نتيجة اختيارك "
" عمار دعنا نتحدث "
هتف انس في محاوله منه لإصلاح الوضع ليخرسه عمار بوقاحة وهي يصرخ به
" خذها وارحل من هنا ، انا لا أريد رؤيتك او رؤيتها إلى الأبد "
وكأنها عادت من عالم آخر او استيقظت من كابوس مزعج لتلتفت حولها بامل ضئيل ان يكون الامر محض حلم و ان اخيها لا يطردها حقا من المنزل لتنزاح الغمامة السوداء عن عينيها وترى ما فعلته بغبائها وحقدها وهي تسعى بحمق وراء انتقام لا تعرف قواعده او أركانه ولا حتى تعرف أطرافه
اقترب منها انس ليسندها ويرفعها عن الارض وهو يشعر بوجعها وحيرتها لتهمس بضعف وكان صوتها هو الاخر لا يريدها كعائلتها
" بابا انا .... "
" لقد سمعت اخيك خذي زوجك وارحلي من هنا ... " استدار بكرسيه وهو يردف بكسرة طعنت قلبها " لقد كسرتني فريده واعتقد ان هذا هو سبب وجودك هنا ، فهيا ارحلي "
زاد بكاؤها ليحثها انس على الحركة وهو يهمس برقة وبصوت اجش بينما يضمها من كتفها بحنو ليحمل عنها وزنها
" هيا فريده دعينا نذهب الآن "
تحركت معه لتصدمها والدتها التي ابتعدت عن طريقها مسرعة هاتفة بحدة ليست جديدة عليها ولا على انس
" لا تفكري في العودة الى هنا فريده فابنتي توفت كما قال عمار و انت من اختار "
نهاية الفصل
|