كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. الفصل الحادى و العشرون
" الم تفق بعد ؟ "
سأل إسلام شقيقه وهو يمد له كوب القوة الذي احضرها ليجيبه حمزة وهو يأخذها منه شاكرا
" شكرا لك ... كلا مازلت نائمة "
" ستكون بخير أخي إن شاء الله "
أماء حمزة بخفه وهو يتنهد بتعب ليتمتم بوجع " إن شاء الله " ليردف بإرهاق وهو يربت على فخده " اخبرني هل اتصلت بأبي وطمأنته "
" نعم فعلت لا تشغل بالك بأمرهم ابي يقدر وضعك وامي ايضا "
زفر بضيق ليهمس بندم كاسرا حاجز الصمت الذي لفهم لدقائق وهو يميل للأمام ساندا رأسه على كفيه
" كان معك حق أسلام ... " توقف ثواني ليلتقط أنفاسه ليردف بوجع " كنت على حق يومها ربما لذلك انا غضبت منك " اطرق برأسه خجلا من نفسه ليسترد قائلا بندم اشد " لسنوات كنت أتجنب الماضي وأخشى التعامل معه حتى لا أتوه فيه ... هربت للخارج بسببه وقطعت كل شيء يذكرني به لأنني لم أكن أريد مواجهته "
التزم إسلام الصمت تاركا لشقيقه المساحة الكافية ليقل ما يريد رغم شعور الذنب القوي الذي يمزقه والذي جعله يختفي لأيام وليس بسبب كلمات حمزة كما يظن هو لينبه على قوله وهو يكمل حديثه مردفا بأسف
" حديثك معي يومها كان كالصفعة التي أفاقتني من نومي الطويل ذاك خجلت من نفسي كثيرا يومها وكلماتك عن كارمن جعلتني لا أعي ما أقول ولا ما افعل "
شد على قبضة يده بقوة وهو يتخيل من جديد كارمن مع إسلام ليتابع قائلا بحده حاول إخفاؤها
" حقيقة كوني لا استحق كارمن ربما هي ما أغضبتني حقا صورة رهف التي كانت ترافقني اينما ذهبت وأنت أتيت ومزقتها بتلك السهولة هي جعلتني مستاء للغاية فانت فعلت ما لم اقدر أنا على فعله ربما لهذا السبب صببت لجام غضبي فوق رأسك اخي وصفعتك "
" أنت لم تخطأ حمزة أنا ايضا تماديت كثيرا ، كنت غاضب للغاية لحال عمار واشعر بالأٍسف لأجله وأيضا عندما رأيتك هكذا شعرت بالأسف الشديد على كارمن ولهذا صرخت بك "
قال إسلام بقوة وهو يبعد عنه إحساس الذنب ليردف بأٍسف لما فعل " انا حقا اعتذر اخي لم يكن علي قول ذلك وانت في تلك الحالة ... "
اوقفه حمزة وهو يحرك رأسٍه نفيا " لا عليك إسلام لا تعتذر كان عليك ان تفعل هذا ولو كنت استمعت إليك ربما لم يكن وصل الأمر بكارمن الى هنا "
التزم كلاهما الصمت ليكسره إسلام اولا قائلا بتفاؤل لطالما تحلى به " ستكون بخير و انت ستصلح الامر انا اثق بك " ليردف وهو يربت على كتفه " لا أحد يستحق كارمن سواك اخي فانتما مقدران لبعضكما وتكملان بعضكم البعض "
" هل تظن ؟ "
سأله بألم سطع بحدقتيه ليجيبه إسلام بمرح مفتعل لعله يزيح غمامه الحزن عنه قليلا
" بالطبع اخي وهل تشك في ذلك ؟ عار عليك إذا أن كنت تفعل "
ابتسم حمزة بخفه ليهمس بامتنان وحب اخوي دافئ " شكرا لحضورك إسلام " ليردف بأسف وندم لم يستطع ان يتخلص منه " اسف لصفعك كثيرا انا حقا اسف لذلك "
رد إسلام بابتسامة مماثلة وهو يشعر براحة لحديثة مع حمزة وتصفية الامر بينهم ليهمس بمزاح عفوي اخرج به شقيقه من حزنه
" لا تهتم كثيرا أخي لطالما ضربتك سابقا ، أتذكر ؟ وأيضا خروجي من المنزل زاد من رصيد محبتي عند ماجدة ولن تستطع منافستي لاحقا لتنتبه لذلك اذن "
ضحك حمزة رغما عنه ليدفعه بخشونة وهو ينهض قائلا بحنق مفتعل
" لا تحلم بذلك مطلقا فمحبة ماجدة لي لن تقل مهما فعلت ايها الأحمق لا تحاول " ليضيف بحزن كسا ملامحه لم يكن رحل بعيدا عنه " ساذهب لأرى السيد اسماعيل واحاول ان اخفف عنه قليلا "
" حسنا وانا ساتصل بماما واطمئن عليها والحق بك "
" جيد "
تحرك بخطوات متمهلة يكبله إحساس الذنب القوي لوجود كارمن هنا والذي لم يقل بعد حديثه مع إسلام فهو خجُل ان يخبره ان ما كان يخشاه قبل ايام هو ما أتى بكارمن الى المشفى
لحقت نظرات إسلام خطواته المتعبة ليتألم بشأنها فهو يشعر بوجع شقيقة الكبير فهذه المرة الثانية الذي يقف فيها حمزة عاجزا عن مساعدته زوجته بينما هي تصارع الموت بمفردها
********
تحركت بخطوات متوترة تحث نفسها على متابعة السير لغرفتها المشتركة مع ادهم التي تسكنها مرغمه منذ أيام بعدما كانت تشارك الجدة غرفتها بحجة رعايتها في الليل رغم ان الجدة رفضت ذلك كثيرا ولكن ريتال أصرت على الأمر ومن ثم انتقلت للمبيت في غرفة نور دون علم احد بعد تحسن وضع الجدة الصحي قليلا حتى عادت نور معهم في آخر مرة فوجدت انه من غير المنطقي ان تستمر بالنوم بها بينما غرفة زوجها موجودة وتنتظرها
حاولت تنظيم ضربات خافقها الأحمق الذي تزداد كلما أخذها تفكيرها لأمر البقاء مع ادهم بغرفة واحدة مدعية ثبات كاذب يفضح أمره رعشة جسدها كلما تقلب على السرير او شعرت بحرارة جسده بجانبها فتجاهله اصبح مستحيلا وخصوصا مع نبرته الأجشة الدافئة التي بات يتحدث بها مؤخرا ...
تبا له لما يفعل بها هكذا فهي تريده كما كان كما اعتادت عليه حاد وقاسي حتى تستطيع مواجهته وإجبار قلبها على كرهه
شدت على مقبض الباب بقوة بينما خافقها ينعش حبها بتذكيرها بحقيقة ادهم الحانية والتي رأتها بوضوح بين عائلته وبات يغدق عليها بها بكل اهتمام وتقدير ولتكن صادقة مع نفسها رغم قسوة ادهم سابقا إلا أنها لطالما لمست حنانه عليها كثيرا وشعرت بحبه الذي اخفاه لسنوات تحت ملامح انتقامه
حزم عقلها الأمر وأنهى ذلك الجدال العقيم الذي تدخُل به كل ليلة منذ أيام وهو يسترد قناع اللامبالاة والبرود لترتديه ببراعة تحسد عليها قبل أن تفتح الباب لتغيم حدقتيها بنظرة حزن سرعان ما وارتها خلف قناعها لم تفت ذلك المترقب دخولها منذ أن شعر بحركتها أمام الباب
رفع رأسه عن جهازه المحمول ما ان فتح الباب لتطل بهيئتها الناعمة والمتصنعة القوة رغم لمعة الألم التي سجلها قلبها بسهولة ليزيد من لومه وإحساسه بالندم لكل ما فعل والذي أصبح يرافقه كظله من قبل حتى ان يكتشف الحقيقة
تجاهلت وجوده مدعية البرود وهي تتجه نحو الدولاب الذي يحتل احد أركان الغرفة بروتين معتاد الفترة السابقة لتخرج منشفة جديدة وتستعد لحمام منعش يجدد طاقتها ويبعد تفكيرها عن ادهم المراقب لكل حركتها وهي تعرف ذلك
تنحنح ليخرج صوته الذي حاول الفرار خجلا من ان يتحدث معها وهو يعتدل قائلا بينما يضع جهازه المحمول جانبا
" هل الجميع بخير ؟ هل خلدت جدتي للنوم ؟"
استدارت مستنكره سؤاله الغير معتاد لتجيبه باقتضاب وهي تعود بنظرها للدولاب
" نعم بخير تركتها لتنال قسطا من الراحة .. والجميع كذلك بخير "
همت بالحركة نحو الحمام الملحق بالغرفة لتقطع عليه اي طريق للحوار ليسبقها هو لاغيا مخططها وهو يعاجلها بسؤال آخر بينما ينهض بخفه من فوق السرير ليقطع المسافة الفاصلة بينهم في خطوة
"هل نور بخير ؟"
زفرت بضيق ظهرته على وجهها بتعمد وهي تجيبه بهدوء اخفت به ضربات قلبها الذي ألمه صوته المتعب ولمس فيه نبرة الاهتمام الصادقة التي تسللت إليها
" لا اعرف لقد كانت نائمة عندما مررت عليها قبل ان احضر الى هنا "
حاولت ان تتابع سيرها ليمنع طريقها بجسده وهو يسألها باهتمام حاني مس خافقها
" هل أنتِ بخير ريتال ؟"
كادت ان تغرق في فيروز عينيه التي ترسل لها ندمه واعتذاره الصادق وتترجاها بصمت ان تقبل به لتزدرد ريقها بصعوبة وهي تشعر بيده تمسح على خصلات شعرها بحنو معيده بعضا منه خلف اذنها وهو يتمتم بأسف
" دعينا نتحدث ريتال أرجوكِ "
ارتجف قلبها بقوة لتنتبه لنفسها وتسرع بالابتعاد عنه كاتمه وجيبه العالي بنبرتها الحادة وهي تشيح بوجهها للناحية الاخرى بينما تتحرك بجسدها خطوة للجنب حتى تسترد طريقها الخالي من اي عاقبة تتمثل فيه
" لا يوجد شيء نتحدث به ادهم ... دعني اذهب من فضلك "
صرخ قلبها متوسلا ان تسمعه ليكتم عقلها بحنق صوته هاتفا بها بقوة ان تبتعد عنه فيكفي ما أصابها منه من جراح لم تلتئم حتى الآن وهي لا تريد المزيد
" علينا ان نتحدث ريتال هناك الكثير لاخبرك به ونتحدث فيه "
اختنق صوتها وهي تسترد كل ذكريات الماضي التي لطالما تألمت منها لتواجه بنظرات حملت بعضا من وجعها وهي تهمس بتهكم مرير
" اخبرتك ادهم ان تدع كل شيء كما هو فالحديث لن يغير شيء "
امسك بكفيها برقة هامسا بخفوت وهو يقف امامها مستجديا محبتها التي يخشى حقا ان تكون اختفت كما تدعي
" اعتذر عن كل شيء ريتال انا حقا أسف لكل ما فعلت ولكن ارجوك اسمعيني " ليسترد بألم " انا لن أطالبك بشيء أعدك وسأقبل بقرارك النهائي أي أن كان ولكن كل ما أريده هو فرصة أخرى اعرف جيدا أنني لا استحقها ولكن هذه الفرصة هي كل ما اطلب "
رق قلبها لرؤيته بتلك الحالة فمهما ادعت من قوة سيبقي هو نقطة ضعفها الوحيدة استجابت لطلبه متمته بهدوء
" حسنا ادهم ما الأمر ؟ "
" دعينا نجلس ونتحدث "
حركها هو نحو الركنية التي تحتل الجزء الشرقي من الغرفة ليجلسها على واحده ويجلس هو على الاخرى مقابلها محاولا ان يستجمع بعضا من شجاعته الهاربة التي فرت وتركته يواجهها بمفرده
استشق قدرا من الهواء ليخرجه بهدوء وهو يشد على قبضه يده بقوة وتوتر ظهر على ملامحه التي لانت برقة ما ان همس بحنو وبشكل مباشر دون مقدمات
" ريتال انا احبك "
اتسعت عيناها بصدمة تجلت بوضوح على ملامحها المكذبة لما سمعته ليعيد هامسا برقة وهو يمسك بكها بين يديه بحنو
" لطالما فعلت ريتال منذ أن رأيتك أول مرة وأنتِ تتهادين أمامي برقة في حجاب وردي بنقشات خفيفة يعلو ذلك الفستان الازرق الداكن والذي جعلك تبدين كفراشة رقيقة حطت على قلبي بحنو وقتها وأوقعتني في غرامها "
توترت ملامحها من وصفه الدقيق لملابسها تلك الليلية والتي هي نفسها لا تذكرها وحاولت سحب يديها ليشد هو عليها برقة متابعا بهمس خافت زاد من وجيب خاقفها النابض بقوة
|