كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 12- انتقام الاسياد .. بقلم .. الساحره الصغيره .. الفصل الحادى و العشرون
عام 1991
لا تصدق انها تقف امام الامبراطور بكل تلك القوة بل هى لم تكن تعرف انها تملكها من الاساس و على يقين تام ان كل هذا من وحي خيالها الجموح
عاجزه عن تصديق ان ذلك المسدس الصغير الذي يستكين بين يديها ولا تعرف عدد الطلقات التي به لم يسقط ارضا ليضحك ساخرا منها ويعنفها قائلا توقفي ايتها الحمقاء انا لا يلمسني بلهاء مثلك
رغم ارتعاش جسدها من هول الموقف وخوف صوتها الذي يحاول الهرب وهي تتمسك به رغما عنه وقدماها التي تتوسلان لها ان تهرب بعيدا وتقف في الزاوية كما تفعل عادة ونبضات قلبها التي تقسم ان عزيز يستطيع سماعها ويمكنه ان يرقص على انغامها رقصاته المعتادة إلا انها وقفت ثابته تستمد قوتها من الظلم الذي عايشته لسنوات تحت سقف هذا المنزل
" زينب ضعي ما بيدك ارضا فهو خطر للغاية وتوقفي عن تلك الحماقة "
هتف بها بحده وهو يقترب خطوة ليجد صوتها طريقة ويخرج ملبيا لاستنجادها به باهتزاز أخفته ببراعة وهي تصرخ بحدة
" لا تقترب عزيز و ألا اقسم سأفرغ هذا برأسك "
لم يقوى صوتها المهزوز على نطق كلمة مسدس واستبدلها بهذا فهو يعرف جيدا ان لواقع كلمة مسدس خطورة اكبر مما يتخيلها بشر على صاحبته
" حسنا زينب اهدئي وسيكون كل شيء بخير ولكن ضعي المسدس من يديك "
ختم جملته وهو يحاول ان يقترب من جديد لترفع المسدس عاليا وهي توقفه صارخة
" توقف عزيز ولا تقترب "
" حسنا زينب لك ما تريدين دعينا نتفاهم و سأفعل ما تشائين ولكن اهدئي ارجوك "
" نتفاهم .. ونتحدث ...وستفعل ما اريد .... "
قالتها باستنكار وهي تنظر اليه بكل الحقد والكره الذي اخفته بداخلها لسنوات لتتابع بحده وهي تلوح بالمسدس بتهور " اي هذا لم يعد هناك وقت عزيز لقد انتهى الوقت اللحن توقف وعلينا ايضا ان نتوقف معه"
تقدم بتهور من جديد وهو يهمس بهدوء متلاعب وبصوت يعرف تأثيره على الحمقاوات مثلها
" دعي المسدس عزيزتي ودعينا نتفاهم ضعيه جانبا من فضلك "
تعجبت من كلمة عزيزتي التي اخترقت مسامعها بسهولة ولكنها لم تسمح لتعجبها ان يطل كثيرا وهي تهتف بحزم
" لقد انتهي الامر عزيز وحان الوقت لانهاء تلك اللعبة السخيفة ، طلقني عزيز "
" توقفي عن هذا الجنون زينب وإلا ستندمين انت لا تعرفين خطورة تلك الحماقة ايتها *** "
انكمشت خوفا وصوتها يتخبط بين جدران حلقها محاولا ان يجد مفرا للهرب والابتعاد عن تلك الحمقاء وضربات قلبها اصبحت اعلى ونظراتها الحاقدة توارت خلف نظرات الخوف كما كانت تفعل دائما حين يصرخ الامبراطور بتلك الطريقة
شدت على المسدس الصغير لتستمد منه تلك القوى التي استمدتها منه قبل لحظات ليخرج صوته المخيف يبعثر قوتها المجمعه ويضرب بها عرض الحائط
" ضعي المسدس زينب وانهي هذه السخافة فورا وإلا اقسم سأذيقك من العذاب مالا تعرفين "
احكمت امساك المسدس قبل ان يسقط ارضا لتهتف بصوت مهزوز امسكت به قبل ان يهرب كليا ـ دعني ارحل عزيز اطلق سراحي وطلقني و ألا اقسم لن اتهاون عن تفريغ هذا برأسك " لتردف صارخة بكل قوتها " طلقني عزيز الان "
" حسنا حسنا لك ما تريدين فقط اهدئي وضعي المسدس ارضا "
" الآن عزيز هيا انطقها اطلق سراحي "
تقدم بتهور لتنطلق اول رصاصة من مسدسها الصغير التي تتجاوزته بتلاعب واستقرت في المكتبة خلفه بتحدي سافر
استدار لينظر للطلقة بذهول ثم عاد لها على صرختها الجديدة
" طلقني عزيز الان "
" انت طالق زينب "
لا تعرف كيف اجرت المحادثة بعدما رمى عليها اليمين للمرة الأولى ولكنها وجدت نفسها تضغط على الزناد بذعر بعد مدة ما ان هم بالتحرك نحوها لتصيب ساقه اليسرى لتلقي بالمسدس بخوف وتسقط لاحقة به وجسدها كله يرتعد كما لو انها اصابت نفسها وروحها تحتضر الان
**
" سيد اسماعيل هناك سيدة تنتظرك في الخارج "
سمعت تلك الجملة وهي تقف خلف السكرتيرة عند باب المكتب لتخلع عن عينها النظارة السوداء وهي تهتف معلنة عن وجودها لتستدير الاخرى بذعر خائفة من عقاب سيدها فلم يكن من المسموح لها ان تتقدم الى هنا وكان عليها ان تنتظر في الخارج
" كيف حالك اسماعيل ؟"
هب واقفا متمتما باسمها دون ان صوت وكان صوته يخشى ان ينطق حروف اسمها فتتلاشى من امامه لتتقدم بخطوات متذبذبة وهي تردف بخفوت
" لقد تغيرت كثيرا واصبحت اطول بكثير من السابق "
ارتفع حاجبيه بتكذيب لتتسع ابتسامته بسعادة وتلين ملامحه ببشاشة وهو يتأكد من صحة تخمينه وانها حقا زينب عبد الحميد لقد عادت اخيرا وتقف في منتصف مكتبه
ابتعد عن مكتبه ليتقدم نحوها هاتفا باستنكار من وجودها الان بعد كل تلك السنوات التي انقطعت اخبارها عنه
" زينب هذه انت حقا ؟ يا الهي لقد اتيت ؟"
رغم شحوب ملامحها الا ان ابتسامتها مازلت تملك نفس التأثير عليه ليصافحها بحرارة وسعادة انعكست على حدقتيه وهو يأخذها نحو الركنية الصغيرة التي تتوسط مكتبة لينتبه لسكرتيرته التي مازلت تقف مصدومة من اللقاء العاصف الذي حدث امامها ويأمرها بحزم
" هند عودي الى مكتبك والغي اي اجتماعات اليوم ولا تحولي اي اتصالات " ليعود لزينب سائلا بكياسة
" ماذا تشربين زينب ؟ "
" شكرا اسماعيل لا داعي "
" سأطلب لك عصيرك المفضل بالتأكيد انت متعبة من الطريق والجو حار اليوم للغاية "
عاد لموظفته ليكمل باقي أوامر بنبره يشوبها الاحترام
" دعيهم يحضروا كوبين من عصير الفراولة هند "
" حسنا سيد اسماعيل "
انصرفت مباشرة تحت انظار زينب التي ارتجف جسدها بخوف ما ان سألها اسماعيل عن احوالها و اين كانت طوال تلك السنوات لتزدرد ريقها بصعوبة وهي تلقي باول جملة لها لتجمد حركته كليا وكانها ضربته الصاعقة
" انت مازلت تذكر وعدك لي اسماعيل انك ستحميني للابد وستكون بجانبي "
عقد حاجبيه باستنكار ليهتف بتشتت وهو يجلس مقابلها
" لقد مر الكثير زينب "
قطعت حديثه وهي تقول بهدوء
" نعم مر الكثير ثلاثة عشر عاما منذ ان توفت والدتي ولكن هل ستساعدني؟ "
" بالتأكيد زينب ما الذي يحدث معك واين كنت طوال تلك السنوات ؟ "
" لقد انفصلت عن عزيز الامام ورميته بالرصاص ولا اعرف ان كان على قيد الحياة ام توفاه الله "
" مــــــــاذا ؟!!"
هب صارخا بقوة اخافتها وهو يسأل بتكذيب " انت ماذا ؟ .... اخبريني كل شيء بالتفصيل زينب ولندعو الله ان يكون عزيز بخير "
**
" ما الذي حدث زينب ؟ "
سألها ما ان فتحت باب السيارة المجاور له لتجيبه براحة وهي تستقل سيارته
" لقد انتهي الامر عزيز طلقني "
" أحقا فعل ؟ "
" نعم لقد اخبرتك عزيز لا يهتم سوى بنفسه "
سكتت مريحة رأسها على الزجاج بجانبها واحترم هو صمتها الذي لفها ليتركها بمفردها ويدير محرك السيارة مبتعدا عن المشفى المحجوز به عزيز الامام منذ اسابيع
اغلقت عينها لتسرح في احداث الافترة الماضية بعدما اخبرت اسماعيل بكل شيء وكيف اكد لها آسفا ان طلاقها من عزيز لا يقع لانه تحت التهديد وعليها ان تطلب الطلاق في المحكمة وهو بنفسه سيأتيها به ولكنه فضلت مواجهه عزيز بما لديها وعقد اتفاق معه تعرف جيدا انه سينجح وان هذه المرة سيعطيها حريتها دون شرط مطلق وقد فعل ذلك فعزيز لم يختلف مازال اسمه هو كل ما يهمه ويخشى عليه
وضعت يديها على بطنها لترتبت عليها بحنو فهي فعلت كل هذا من اجل طفلها القادم شعرت به ومدها بالقوة لتحارب من اجله وهو ايضا شعر به ويبدو انه سيبقى معها
**
" لا اجد سببا يستدعي الهرب منه زينب "
" يجب ان افعل اسماعيل فلو عرف بامر طفلي سيأخذه مني "
هتفت بانهيار لتردف بقلق بدا واضحا على ملامحها "انت تعرف عزيز لن يقبل بالامر وسكوته طوال تلك الفترة يقلقني "
غامت عيناه بدفء وهو يضم كفيها بحنان ليهمس برقة هدأت من روعها قليلا
" انا بجانبك زينب ولن ادع احد يؤذيك او يؤذي طفلك وعدتك بحمايتي ولن اتركك مطلقا "
ابتسمت بإحساس مغاير وكأن سحابة القلق انجلت وانزاحت جانبا لتهمس بامتنان صادق
" شكرا لك اسماعيل ، شكرا لك على كل شيء "
**
استيقظت على طرقات عالية لتسرع بخطوات بطيئة بسبب حملها لإجابة الطارق وكل مخاوفها عادت تحاصرها من جديد وسيطرت على صوتها ليخرج ضعيفا مهتزا من خلف الباب
" من الطارق ؟ "
" هذا انا زينب "
زفرت براحة وهي تضع يديها على ظهرها لتفتح الباب على عجل وهي تهتف بقلق من سبب وجود في تلك الساعة من الصباح
" اسماعيل ! هل انت بخير ؟"
هدأها بابتسامته الدافئة التي علت ملامحه وهو يقول بسعادة لم تخفى في صوته
" انا بخير عزيزتي لقد وجدت الحل .. "
" ماذا ؟ احقا فعلت ؟"
سألت بتكذيب بينما ابتسامتها لتتسع بسعادة مماثلة
" نعم عزيزتي ولكن سنضطر للسفر بعد ثلاثة ايام ، اعرف ان موعد ولادتك اقترب ولكن علينا ذلك ، لقد تأكدت من الطبيب ان لا خطورة عليك "
مسحت على شعرها وهي تزفر براحة بينما تغمض عينها بسلام لتهدأ ضربات قلبها وتستكين روحها اخيرا بعد معاناة تسعة اشهر من الخوف
" حسنا تفضل بالدخول ودعني احضر الافطار لنتناوله سويا "
" سنتناوله سويا ولكن ليس الان عزيزتي ارتدي ملابسك ودعينا تفطر في الخارج "
ابتسمت بحب انعكس على حدقتيها ولم تعد تخفيه كما فعل هو لتهمس برقة
" حسنا انتظرني قليلا "
" سافعل ولكن خذي هذا اولا "
مد لها هوية شخصية لتتناولها باستنكار كنبرة صوتها " ما هذا ؟..!! "
" انها هويتك الجديدة ، ساخبرك بكل التفاصيل لاحقا ، هيا اسرعي لتبدلي ملابسك "
" حسنا ... "
تمتمت بها بخفوت لتقرأ الاسم الذي بجانب صورتها " سحر الوكيل من هي هذه ؟ "
" اسرعي و ساخبرك بكل شيء "
|