المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
جاءت ليز يوم الثلاثاء مرتدية ملابس مخططة كجلد النمر, هدت حزام الراحة الذى أحاط نفسه به كلياً...
و علاومة على هذه الملابس المثيرة, اختارت ليز صندلاً برونزياً, شريطه متشابك و يصل إلى كاحلها, مبرزاً رقة قدميها.
ظهرت ليز نهار الأربعاء مرتدية تنورة زرقاء داكنة, تعلوها سترة أنيقة من القماش المجعد, بنفسجية اللون, شكلت مع شعرها الأحمر النارى, تركيبة ساحرة... ووجد كول نفسه يرفع عينيه عدة مرات ليتأملها.
نهار الخميس, ارتدت من جديد, التنورة المنقطة كجلد النمر, مع كنزة سوداء ناعمة, ووضعت فى أذنيها قراطين ذهبيين طويلين...
وصعق كول من سيل الأفكار المتدفق فى ذهنه...أفكار لم تطرأ على باله منذ زمن بعيد...
حتى لو لم تكن ليز هارت مرتبطة.. فهو لا يحبذ المزج بين العمل و المتعة...و لا يجد من داع للوقوع فى شرك الاغراء.
إلا أن الاغراء بلغ أوجه نهار الجمعة, إذ جاءت ليز مرتدية فستاناً برونزياً و أحاطت خصرها بحزام عريض, أبرز نحافته, فيما عكست ياقة الفستان وجهها المشرق و شعرها المتوهج...
كان تأثيرها مثير, مثير للغاية...و كلما شغلت ليز تفكيره أكثر, بدت فى عينيه, فاتنة أكثر...زهرة منسية
و لكن عليه أن يدع الأمور على حالها...فهو ليس مستعداً للارتباط بعلاقة جدية, و كل علاقة عابرة بينهما ستشوه علاقة العمل الوثيقة التى تربطهما.
علاوة على ذلك لم تكن تصرفات ليز تشير إلى وقوعها تحت تأثير سحره...لأن كفاءتها فى العمل لم تصب بأى خلل صحيح أنها منتديات ليلاس أصبحت تبتسم أكثر, إلا أنه عزا ذلك إلى رغبتها بأن تلفت انتباهه إلى ابتسامتها, و ثغرها, و عينيها, و كل ما فيها....
على أى حال, كانت ابتسامتها ساحرة و مغرية, ووجد نفسه يبتسم لها و البهجة تملأ قلبه, فرحاً لتقربه منها. إذ لا ضرر أبداً من التودد إليها, لطالما أن ذلك لا يتعارض مع نفوذه...فعلى مدى ثلاث سنوات, عملت ليز معه بانسجام نسبى....و لكنه يفضل الحفاظ على حدود معينة ضمن إطار العمل... حدود لا ينبغى تجاوزها.
و بدا جلياً أن ليز رسمت هذه الحدود فى رأسها, حين دخلت إلى مكتبه فى نهاية النهار, و التوتر بادٍ على وجهها.
ـ بشأن زيارة والدتكـ...فى منزلها فى بالم بيتش غداً...
ـ أجل...حددى المكان و الزمان لأمر و أخذك معى.
كانت يداها ترتجفان من شدة الاضطراب: "لا أريدك أن تفعل"
ـ من الأفضل ليّ أن أفعل.
و اسند ظهره إلى كرسيه ليثبت لها مدى استرخائه.
ـ إننى معتادة على استخدام وسائل النقل العامة و لن أواجه صعوبة فى الأمر.
ـ و لكننى سأواجه متاعب جمة إن وصلت من دونك .
جاءت نبرة صوته الفاترة مفعمة بمعانٍ خفية.
كشرت ليز و قد تذكرت مشاكساته مع والدته: "لا أريد أن أزعجك يا كل"
ـ لا أحد يزعجنى إلا والدتى...و لكننى لا أجد مانعاً من مجاملتها غداً.
و تناول مفكرته و أضاف: "أعطينى عنوانك."
ازداد ارتجاف يديها: "يمكننى أن أنتظرك فى مكان ما..."
ـ عنوانك !
ـ لا أريد ...
قاطعها سائلاً: "هل من مشكلة إن أعطيتنى عنوانك؟"
أجفلت ليز:
ـ أقيم فى بوندى جونكشون...و عليك أن تغير وجهتك لتقلنى.
ـ إنها على بعد عشر دقائق من بنلونغ بونيت حيث أقيم منتديات ليلاس
ـ أضف إلى ذلك عشر دقائق أخرى لتتمكن من الانطلاق فى الاتجاه الصحيح.
ـ يمكننى أن أمنحك عشر دقائق من وقتى.
تنهدت ليز:
ـ ليتك توافق على أن نتقابل فى منتصف الطريق...يمكننى أن أستقل القطار.
ـ هل يعترض صديقك على مرافقتك لىّ؟
خطرت تلك الفكرة فى رأسه, فخرجت الكلمات من فمه قبل أن يعى أنه يتدخل فى حياتها الخاصة و يضع نفسه فى موضع المنافسة.
حدقت ليز به مذهولة, لا تصدق ما حمله سؤاله لها من تلميحات مبطنة.
صعق كول نفسه من تطفله, غير أن حس المحارب الكامن فيه أبى أن يسمح له بالتراجع...فمنذ أسبوع, و نيران الفضول تتآكله, يتوق بشدة لرفع النقاب عن حقيقة وضعها الحالى.
احست ليز بالدماء تتدفق حارة إلى عنقها, و تحرق خديها, و تضاعف من تألق عينيها...
ـ قلت لك نهار الاثنين أننى ليست مرتبطة.
ـ كلا, قلت ذلك لوالدتى, وصبت جام غضبها علىّ.
ـ إنها الحقيقة!
منتديات ليلاس
ـ منذ متى؟ فقبل ذهابك فى إجازة طويلة, سمعتك تخططين للسفر برفقة...أيدعى براندن؟
و تحول فمها إلى خط رفيع من شدة التوتر.
ـ فمنذ أن بدأت العمل عندى و أنت مرتبطة به.
و تابع كول كلامه, من دون أن يشفق على حالها: "أو ربما قبل ذلك..."
قالت له باعتداد كبير بالنفس: "لقد رحل... وبت الآن وحيدة."
ـ أظنك تخلصت منه, أليس كذلك؟
ـ كلا...رحل من تلقاء نفسه.
ـ أتقصدين القول إنه هو من هجرك؟
ـ لم تعجبه طريقتى فى إدارة الأمور.
ـ مـــغــــفــــــل !
افتر ثغرها عن ابتسامة ساخرة: "شكراً!"
كانت عيناها كئيبتين, خاليتين من أى تعبير...فرفض براندن لها جرحها فى الصميم, و أصبحت تقلق حيال أدائها فى العمل, و تخشى أن تخسره أيضاً.
و إذ أشبع كول قضوله و توضحت له صورة علاقتها بـ براندن, قال لها:
ـ سأمر لاصطحابك من المنول...عنوانك؟
أعطته عنوانها, من دون أن تجادله...و لكن نبرة صوتها الباردة جسدت إحساسها بالهزيمة, فلم يرق له ذلك.
أرادت ليز أن تبرر محاولتها فرض رغبتها عليه, فدمدمت قائلة:
ـ أردت أن أخفف عنك مشقة الطريق.
ـ أقدر حرصك على الحفاظ على وقتى الثمين يا ليز.
أنهى كول تدوين عنوانها و رفع عينيه إليها ليشعرها بتقديره لها:
ـ إنك تجاملين والداتى كثيراً... و جل ما يمكننى أن أعله لك فى المقابل, هو أن أؤمن لك بعض الرفاهية... هل أمر لاصطحابك عند العاشرة؟
ـ أجل...شكراً.
كانت المرة تعلو خديها, إلا أن ارتجاف يديها أخذ يتلاشى شيئاً فشيئاً.
رسم كول على ثغره ابتسامة رقيقة ليخفف من حدة توترها:
ـ على الرحب و السعة....أرجو منك ألا تسايري والداتي غداً...أفعلي ما يبدو منطقياً فحسب...اتفقنا؟
أومأت ليز موافقة.
نظر كول إلى ساعته و قال لها: "عليك أن تذهبى لتـُحقنى بتلك اللقاحات اللازمة للرحلة..."
و ابتسم لها من جديد مضيفاً: "هيا انصرفي...أراك فى الغد."
ـ شكرا لك.
و لمم تحاول ليز أن تخفي ارتباكها من بشاشته المفرطة.
بعد انصرافها تساءل كول قى سره عن سبب تلك البهجة التى ملأت قلبه.. تأكده من عدم ارتباط ليز بأحد ليس السبب.. فالأمر لا يعنيه مطلقاً...لا...أبداً...
لا بد أنه شعر بالارتياح لحله الألغاز التى كانت تحيط بها هذا الأسبوع, و أصبح التغيير الجذرى الذى قامت به على صعيد شكلها الخارجى منطقياً فى نظره. فمن الواضح أن براندان يميل إلى النقد, و فضلت ليز أن تخفى حقيقتها حتى لا تقع فى مصيدة انتقاداته اللاذعة.
عليها أن تشكر الله على خروجه من حياتها...يبدو جلياً أنه أحبط من عزيمتها...و تنبه كول إلى أن زوجته السابقة أتهمته بالشئ نفسه...و لكنه أقر فى نفسه بخطأه, فقد كان من الأسهل عليه أن يتحمل مسؤولية انهيار زواجهما كاملة من أن يضع اللوم عليها...لم يكترث للأمر حينها...لأن ما جمع بينهما, مات مع موت طفلهما.
|