لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-12-13, 03:21 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي

 
دعوه لزيارة موضوعي


جاء نهار الاثنين...و سمع كول ليز هارت تصل إلى مكتبها المجاور لمكتبه عند الثامنة و نصف تماماً, كما اعتادت أن تفعل خلال أيام العمل.
أنها جديرة فعلاً بثقته...و ضميره ارتاح أشد الارتياح بعد أن قرر أن يعهد إلى مساعدته الشخصية, التى تتميز بدقتها و كفاءتها العالية, مسؤولية السهر على راحة والدته خلال رحلتها المقبلة إلى جنوب شرق أسيا.
و لكن غاب عن باله كلياً أن العرض الذى كان على وشك أن يقدمه لها, يوازى دعوة مفتوحة لـ ليز هارت للتدخل فى حياته الشخصية الخاصة.
نهض كول من خلف مكتبه و توجه نحو الباب الذى يصل بين الغرفتين فقد عقد العزم على تسليم ليز ملف الرحلة, لتقوم بالإجراءات اللازمة لتسافر بدلاً من جويس...فالوقت نفيس جداً بالنسبة لأمثاله, و لن يضيع وقته سدى ليهتم بأمور ثانوية...لذا, سيدع ليز تنجز ما هو مطلوب منها...جواز سفرها, تأشيرة السفر, و إلى ما هنالك.
فتح كول الباب و وجد أمامه امرأة غريبة تعلق حقيبة يدها و معطفها على مشجب القبعات الخاص بـ ليز, و تحتل مساحة تعود لشخص سواها. منتديات ليلاس
قطب جبينه لدى رؤيته تلك الصهباء المرتدية كنزة خضراء ضيقة, و تنورة زرقاء داكنة مشقوقة من الخلف...ما جعله يخفض عينيه إلى ساقيها الجميلتين, المغلفتين بجوارب زرقاء داكنة, و حذاءها ذى الكعبيين العاليين.
من هى هذه المرأة؟ ما الذى تفعله فى مكتب ليز؟ لم يبلغه أحد بأن مساعدته الشخصية اتصلت لترجئ موعد عودتها إلى موعد لاحق... فكل تغيير غير مبرر مرفوض من قبله.
سرحت نظراته من جديد, فى خصرها النحيل, قبل أن تلتفت الدخيلة
المزعجة نحوه...و إذا بعينيه تتسمران على كنزتها المثيرة.
ـ صباح الخير يا كول.
دهل كول لدى سماعه تحيتها الباردة المألوفة, فرفع عينيه قليلاً ليتأمل ثغرها المألوف المطلى بأحمر شفاه صارخ, يحاكى لونه خصلات شعرها القصير المتوهجة المحيطة بوجهها...
لمست العينان وتراً حساساً...عينان شديدتا التألق, و لكن أكبر حجماً و أكثر لمعاناً.. هذه ليست ليز هارت التى يعرفها. وحده صوتها بقى على حاله.
ـ ما الذى فعلته بنفسك بحق الله؟
تفوه بتلك الكلمات من دون أن يفكر ملياً بها, فجاءت لاذعة من تأثير صدمة رؤيته لها...و إذا بذقنها المنحوت بدقة, و الذى اعتاد عليه قوياً و ثابتاً يرتجف بتحدٍ استفزازى:
ـ عفواً؟
منتديات ليلاس
كان كول شارداً يتأمل القرطين الغجريى الطراز اللذين تدليا من أذنيها:
ـ هذه ليست أنت!
قال ذلك بعصبية و قد أفقده هذا التغيير الجذرى الذى طرأ على شخص اعتاد أن يعمل معه عن كثب, توازنه...
ومضت عيناها بوميض تحذيرى: "ألديك أى اعتراض على شكلى الخارجى؟"
دق ناقوس الخطر فى رأسه...أهو تمييز جنسى أم تحرش؟ فـ ليز تحاول أن تغريه ليقدم على خطوة خطيرة, و يستحسن أن يتوخى الحذر.
و على الرغم من اختلاف شكلها الخارجى اختلافاً كلياً, كان يعلم بأن جوهرها لا يزال قاسياً و يمكنها أن تدافع عن نفسها ضد كل ما تراه غير منطقى أو غير عادل.
ـ كلا !
أجابها بحزم, محاولاً أن يستعيد السيطرة على ردات فعله المتسرعة, إزاء تلك الصورة الجديدة التى لم يربطها بها قط
ـ مظهرك الخارجى جميل....تسرنى عودتك يا ليز.
ـ شكراً.
استعاد ذقنه ثباته فابتسمت له قائلة: "يسرنى أن أعود إلى العمل."
خطر له أن ذلك سيضعه على الطريق الصحيح, إلا أنه لم يستطيع منع نفسه من التحديق فى وجهها الذى بدا ليلاس جميلاً بشكل مدهش و هى تبتسم.
لعل شعرها الأحمر القصير جعل ابتسامتها تبدو أكثر إشراقاً و عينيها أكثر تألقاً...أم لعله تأثير أحمر الشفاه الصارخ...فى مطلق الأحوال, لم تعد ليز فى نظره متوسطة الجمال.
أراد أن يسألها....ما سبب هذا التغيير؟ ما الذى أصابها؟ و لكنها مسألة شخصية و لا يفترض به أن يتدخل فيها...فهو يفضل ألا يتخطى حدود علاقة العمل التى تربط بينهما...حدود بدت له فى الوقت الحالى محفوفة بالمخاطر.

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 19-12-13, 03:23 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي

 
دعوه لزيارة موضوعي


عليه أن يكف عن التحديق بها.. فقد علت الحمرة خديها, مسلطة الضوء على عظامها البارزة... لا شك أنها كانت كذلك منذ البداية, لكنها لم ينتبه إليها من قبل...
أيعقل أن تهمل نفسها عمداً خلال ساعات العمل, و تخفى أنوثتها المذهلة, تحت ملابس فضفاضة, و تمتنع عن ترتيب شعها أو تزين وجهها؟
سألته و هى تومئ إلى الملف الذى كان يحمله: "أهذا لىّ؟"
أدرك للحال أن صمته المحرج دفعها إلى اتخاذ المبادرة, فقال لها من دون تدد:
ـ أجل...أريدك أن ترافقى والدتى فى رحلة إلى جنوب شرق آسيا.
حدقت به مصعوقة و كأنها لا تصدق ما تسمعه ...
فضل كول أن يدخل على الفور فى صلب الموضوع, فتقدم نحوها و رمى الملف على مكتبها و قد أحس بدفعة من الأدرينالين تسرى فى جسمه و هو يستعيد سيطرته على زمام الأمور.
ـ تجدين فيه كل المعلومات المطلوبة...شركة كابتن تور للسياحة و السفر.. ستزوران بورنيو وبورما والنيبال ولاوس وفيتنام وكامبوديا... خلال خمسة عشرة يوماً...تنطلق الرحلة يوم السبت و يلزمك صور شمسية لتأشيرات السفر, فضلاً عن لقاحات ضد التيفويد و التهاب الكبد و غيرها من الأمراض...أظن أن جواز سفرك لا يزال سارى المفعول.
ـ أجل
ـ حسناً...لا مشكلة إذن.
بقيت مسمرة فى مكانها تحدق به, من دون أن تمد يدها لتفتح الملف.... فحمله و نقر به على الطاولة ليلفت انتباهها إليه:
ـ تجدين فيه بطافات السفر, التى دفع ثمنها مسبقاً...و ستلاحظين أنها صادرة باسم جويس هانكوك. و ما عليك سوى الاتصال بشركة السياحة لإبلاغهم بأنك ستسافرين بدلاً منها.
رددت مذهولة: "جويس هانكوك."
ـ إنها رفيقة والدتى المعتادة خلال سفرها...و لكنها كسرت وركها و لم تعد قادرة على مرافقتها...و عبثاً حاولت والدتى إقناع واحدة من صديقاتها الأخريات بالسفر برفقتها خلال هذه الفترة الوجيزة.
هزت ليز هارت رأسها, فماج شعرها النارى, و كأنه شئ جامح ينبض بالحياة...قطب كول جبينه و قد أدركـ أنها تومئ بالنفى...فأبى الإذعان لرغبتها وهم بالتجادل معها, لكنها أخذت نفساً عميقاً و قالت له:
ـ والدتكـ...السيدة بيرسون...لا تعرفنى...
ـ أنا أعرفكـ...أكدت لها بأنها ستكون فى أمان معكـ.
ـ و لكن....
ـ تحتاج والدتى, قبل كل شئ, إلى شخص يحسن تدبير شؤونها خلال الرحلة...و الحق يقال إننى أقدر كل التقدير براعتك فى التدبير, إلى جانب دبلوماسيتك و لباقتك, فضلاً عن أنك تملكين خبرة كبيرة فى ميدان السفر... و رفع حاجبيه يتحداها: "صحيح؟"
أخذت نفساً عميقاً من جديد, فتحرك صدرها تحت كنزتها المثيرة, التى يحاكى لونها الأخضر خضرة الأحجار الكريمة...اضطرب كول, فعقد العزم على ألا يدع مظهرها الجديد على أفكاره ثانية...
ـ شكراً, يسرنى أنك تقدر صفاتى.
قالت له ذلك بنبرة ساخرة, لم تخل من بعض التردد.
ـ و لكن يستحسن أن أقابل والدتك...
منتديات ليلاس
ـ ستقابلينها اليوم على الغداء.. عليك أن تحجزى طاولة لنا جميعاً فى مطعم ليفل 21, عند الساعة الثانية عشرة و النصف ...ستنضم والدتى غلينا فى المطعم...إنها متلهفة للتعرف عليك.
ـ هل السيدة بيرسون مريضة؟
ـ إطلاقاً...صحيح أنها تعانى من بعض الارتباك فى ما يتعلق بالاتجاهات فى الأماكن البعيدة ولا تتأقلم مع اختلاف التوقيت والمواعيد الصارمة, إلا أنها تتمتع بصحة جيدة..وستعتمد عليك لتنظمى أمورها..
هذه هى مهمتك, أتفقنا؟
ـ هل هى راضية عن ذلك؟
ـ من المحال أن أدعها تقوم بهذه الرحلة لوحدها, و هى متلهفة للقيام بها...
ـ فهمت...تريدنى أن ألعب دور الجليسة.
ـ أجل...و ثقتى بقدرتك على تأمين الجو الملائم لها لتستمتع برحلتها, كبيرة جداً.
ـ ماذا لو لم أعجبها؟
ـ ما الذى قد لا يعجبها فيك؟
قال لها ذلك بفظاظة غير مقصودة, بعد أن تنبه إلى أن والدته ستحب النسخة الجديدة من ليز هارت, وسيهزأ حتماً من حكمه عليها.. إذ وصف لها مساعدته الشخصية بالعادية.
لم تنبس ليز بنبت شفة...وهذا أمر بديهى...فطبعها الحديدى لا يسمح لها بأن تقلل من شأن نفسها شفهياً.. مما جعل لغز إهمالها لشكلها الخارجى خلال السنوات الثلاث الماضية يزداد أهمية فى نظره...
أتراها من الأشخاص الذين ينادون بالمساواة بين الجنسيين, و تتنكر لحسنها سعياً وراء تقدير الناس لذكائها المتقد؟
لكن لم قررت فجأة أن تعرض أنوثتها متباهية بها؟
اللعنة! كيف سمح لعقله بالاسترسال فى هذه السخافات؟
نقر بالملف على الطاولة من جديد:
ـ هل أستطيع أن أتركه بحوزتك؟ ألن تجدى صعوبة فى معالجة الموضوع؟
كانت عيناه تحدقان بها بإلحاح ليسمع منها الرد المطلوب
ـ لا أجد أى صعوبة فى الأمر.
حملت نبرة صوتها الكثير من الغرور.
ـ حسناً ! أعلمينى إن واجهتك أى مشكلة.
و استدار على عقبه, ليعود إلى مكتبه و هو منزعج جداً من اهتمامه المبالغ فيه بتفاصيل هذه المرأة, التى كانت حتى صباح اليوم أشبه بالعقل المتمم لعقله...فتغيرها قلب راحته رأساً على عقب.
من حسن حظه أنها ستسافر مع والدته لمدة أسبوعين, فتتاح له الفرصة ليستوعب بأن مساعدته الشخصية أصبحت مثيرة للغاية.
فى غضون ذلك, بدأت الأعمال تتراكم عليه, و لن يسمح لأى شئ بأن يلهيه عن إنجازه...يكفى أنه سيضيع بعض الوقت ليتناول الغداء مع والدته. الغداء الذى سيثير حتماً غضبه, بفضل تغير ليز هارت الدراماتيكى.
بدأ نهاره بداية سيئة, سيئة للغاية...و مع أنه يجد الطعام لذيذاً فى مطعم ليفل 21, إلا أنه يتوقع أن يغص و هو يتأمل والدته مدهوشة برفيقة رحلتها الجديدة.
فصورة ليز النابضة بالحياة ستروق لها من دون شك, و لكن كول لم يكن راضياً عنها, و لا يعلم ما إذا كان ذلك قد يعيد التوازن إلى الأمور.



نهاية الفصل الثانى

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 19-12-13, 03:25 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي

 
دعوه لزيارة موضوعي

3 – أسئلة خاصة ... جداً !
منتديات ليلاس


أخذت ليز نفساً عميقاً... عميقاً جداً, و أخرجته على مهل . ثم أرغمت رجليها على المشى بثبات فى المكتب من دون أن تترنح فى حذائها ذى الكعبين العاليين, و كتفاها مشدودتان إلى الخلف و ظهرها مستقيم, تماماً كما دربتها ديانا.
شعرت بارتياح كبير عند جلوسها على الكرسى, لا سيما و أن عظامها كانت ترتجف من ثروة كول بيرسون على شكلها الخارجى.
توقعت ديانا أن تزعزع صورتها الجديدة كيانه, ولكن ليز كانت واثقة من أنه سينظر إليها بانتباه للحظات قليلة, ثم يعزو الأمر إلى هوس النساء بالأمور التافهة و ينتقل بعدها إلى المسائل الجدية...لم يخطر على بالها أبداً أنه قد يهاجمها على ما فعلته...و بهذه الشدة.
كم شعرت بالحج حين التفتت نحوه لتجد عينيه الزرقاوين الثاقبتين مركزتين على صدرها...و تسارعت نبضات قلبها فى الحال...و أسرعت تلقى عليه التحية لتبعد نظره عن جسمه, و إذا به يحدق بثغرها و كأن كلمات مهمة تخرج منه...
و عنما رفع أخيراً عينيه نحوها, تشوشت أفكارها من قوة تركيزه على هيئتها الخارجية...منتديات ليلاس
و تردد صدى ردها فى تلك اللحظة, فى رأسها: لن أدعه يشعرنى بالسوء مهما كلف الأمر.

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 19-12-13, 03:26 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي

 
دعوه لزيارة موضوعي


لا يحظر قانون العمل على المرأة أن تغير لون شعرها أو نمط ملابسها أو طريقة تبرجها و هى لم تقص شعرها كل خصلة منه باتجاه مختلف أو تصبغه بالأحمر و الأزرق و الأرجوانى....فلونه الأحمر طبيعى, و التسريحة المتدرجة الشكل رائجة...أما ملابسها فمحتشمة, و ماكياجها خفيف و بعيد عن المبالغة ليتلاءم مع لون شعرها الجديد.
كانت والدتها محقة فى كلامها...فقد شعرت ليز بالرضا حين رأت نفسها أكثر تألقاً و أناقة و بدأت تبتسم لنفسها فى المرآة...ابتسامة لن تسمح لـ كول بيرسون أن يمحوها عن وجهها, لأنه يفضل أن ينظر إليها كجزء من أثاث مكتبه, أو كجهاز آخر من أجهزة الكومبيوتر المتهددة فيه..
و على الرغم من ذلك, أثنى كول على براعتها فى الإدارة و لباقتها و دبلوماسيتها و تفهمها و ذكائها الحاد...مما يضعها فى مرتبة أعلى من الكومبيوتر....
و لعل أكثر ما أثار دهشتها هى ثقته العمياء فيها ليعهد إليها مهمة رعاية والدته!
بعد أن نفست عن استيائها عن ملاحظات رب عملها الجارحة, حول مسألة لا علاقة له فيها, ركزت ليز اهتمامها على الملف الذى وضعه على مكتبها.
كانت المفاجآت كثيرة و متلاحقة هذا الصباح...علاوة على اهتمام كول المبالغ فيه بمظهرها الخارجى, وقع اختياره عليها لتلعب دور الوصية على والدة لم تقابلها من قبل, و قدم لها رحلة مجانية إلى جنوب شرق آسيا....رحلة من الدرجة الأولى مع شركة كابتن تور للسياحة.
و خضم ذلك كله, أتى كول على ذكر النيبال من بين الوجهات المختلفة التى ستقصدانها.
و براندن اختار النيبال ملاذاً له...من الصعب أن يلتقيا هناك.... وهى لا تتمنى أن يفعلا....أليس كذلك؟ فعلاقتهما انتهت إلى الأبد.
غير أن هذه الصدفة أثبتت سخرية القدر, خاصة و أنها لن تسافر فى الدرجة السياحية الرخيصة, كما فعل براندن...
"إنك تستحقين شخص أفضل من براندن ويلير."
لعل والدتها محقة....
قرأت ليز على منتديات ليلاس غلاف المغلف "شركة كابتن تور الرائدة فى الرحلات الفخمة إلى أماكن بعيدة و غريبة..." فتملكتها الإثارة و أسرعت تفتح الملف لتطلع على بيان الرحلة و الأماكن التى ستزورها.
و تنبهت إلى أنهما ستنزلان فى فنادق فخمة جداً....حياة ريجنسى فى كاتمنادو و أوبرا هيلتون فى هانوى, و فندق رافل فى بنوم بنه. و ستقومان برحلة فى طائرة خاصة فوق جبل افريست, و أخرى إلى خليج هالونغ باى, و ثالثة إلى عجائب رانغون المعمارية فى كامبوديا, فضلاً عن جولة فى قطار خاص فى أرياف بورما....
يمكنها أن تستفيد كثيراً من هذه الرحلات من دون أن تقلق حيال مصاريفها و مكان إقامتها و وجباتها...فكل شئ منظم و مدفوع سلفاً...
منتديات ليلاس
أما إن كانت والدة كول مشاكسة بطبعها, فلن تجد صعوبة فى كسب رضاها, من خلال معاملتها بلطف شديد....
فى مطلق الأحوال, لابد أن السيدة بيرسون تتوق بشدة للقيام بهذه الرحلة لتوافق على خطة أبنها....مما يعنى أنهما ستتوصلان إلى أتفاق متبادل للاستمتاع بوقتهما من دون مشاكل...
لباقة...دبلوماسية...تفهم...ابتسمت ليز ابتسامة عريضة و هى تمد يدها و ترفع سماعة الهاتف و قد أصبحت مستعدة لتحجز لها مكاناً فى هذه المغامرة المذهلة.....
كانت تنبض بالحيوية طوال الصباح, فحجزت طاولة لثلاثة أشخاص, فى مطعم ليفل 21....ثم قامت بالإجراءات اللازمة كلها لتحل محل جويس هانكوكـ...
لم ترى وجه طوال فترة قبل الظهر, كما أنه لم يتصل بها...فقد فضل أن يغلق على نفسه باب مكتبه و ينصرف إلى إنجاز أعماله.
عند الثانية عشر و الربع, دخلت ليز إلى التواليت لتصلح هندامها, فابتسمت لنفسها فى المرآة, و قد عقدت العزم على ألا تدع تعليقات رب علمها أو تصرفاته تزعجها, ثم توجهت إلى عرين الأسد لتواجهه فيه, آملة ألا عضها هذه المرة...
طرقت الباب قبل أن تدخل إلى مكتبه, ثم وقفت أمامه تنتظره ليرفع عينيه عن أوراقه و ينظر إليها...غير أنها تجاهلت عبوسه عندما رفع وجهه قالت له بنبرة هادئة:
ـ علينا أن ننصرف حتى لا نتأخر على والدتك.
تحتل مكاتب شركة كول طابقاً فى برج شيفلى ليلاس الذى يعد من أفخم المبانى فى وسط المدينة...و لم يكن عليهما سوى أن يستقلا المصعد و يصعدا إلى مطعم ليفل 21 الذى يعد من أفخم المطاعم فى سيدنى, و كان كول يجده ملائماً للاجتماع فيه بزبائنه.
جملق كول فيها للحظات قليلة, بعينيه الزرقاوين الباردتين, و أثار اضطرابها...و احست بقشعريرة تسرى فى جسمها, فلامت نفسها لأنها لم تلبس معطفها.. إلا أنها عادت و تذكرت بأنهما لن يغادرا منتديات ليلاس المبنى...
إنه رب عملها و قد استعاد الآن طبيعته.. و إذ أرجع كرسيه إلى الخلف و نهض من خلف مكتبه, أدركت ليز أن سو لم تكذب حين وصفته بالوسيم الطويل القامة...فشعره أسود كثيف, وحاجباه سوداوان و بشرته داكنة, ووجهه قوى الملامح, فكه مربع الشكل, و فمه صلب وأنفه مستدق, وأذناه دقيقتان... أما عيناه فزرقاوان ثاقبتان, تمنحانه تلك القوة الطاغية التى تجعل حضوره ملفتاً للأنظار.
و لا شك أن البذات التى يرتديها بشكل دائم و تحمل توقيع آرمانى تضيف إلى حضوره هيبة...
كان كول بيرسون متميزاً إلى حد يثير غيظ ليز...إذ ليس من العدل أن يستأثر أحدهما بهذه المؤهلات كلها لوحده. إلا أنها أقنعت نفسها بأنه ليس إنساناً عادياً, مع أن قالب الرجل الآلى الذى وضع نفسه فيه, تصدع هذا الصباح.

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 19-12-13, 03:29 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي

 
دعوه لزيارة موضوعي


وسمعت صوتاً يحثها على التحرك من مكانها, فحبست أنفاسها وهى تراه يتوجه نحوها و على ثغره ابتسامة ساخرة...و عيناه تتأملانها من جديد, عاجزاً عن استيعاب صورتها الجديدة.
ـ هل اتصلت لتتأكدى ما إذا وصلت أمى؟
ـ كلا...أرى أنه من اللياقة أن نصل فى الوقت المحدد.
ـ و لكن والدتى ليس من النوع الدقيق فى مواعيده.
وقف إلى جانبها قرب الباب:
ـ و لهذا السبب تحتاج لوجودك معها.
لِمَ أعطى هذا الجدال زخماً أكثر مما ينبغى؟
ـ وعلى أن أثبت لها بأننى جديرة بأن تتكل علىّ, من هذه الناحية.
ردت عليه سريعاً وهى تقسم فى سرها بأنها سمعت تنفسه القوى, وهو يومئ لها بفظاظة لتلحق به إلى خارج المكتب.
حرصت ليز على أن تمشى بوقار مستقيمة الظهر...وكم وجدت نفسها غبية حين شعرت بالنيران تستعر فى قفا عنقها العارى, من تأثير عينيه الباردتين...
لابد أنه كان يحدق بها بإمعان لتضطرب بهذا الشكل.. فهو من النوع الذى يولى كل ما يشغل باله اهتمامه كله. و أحست كأنه وضعها تحت المجهر و تمنت لو أن الأرض تنشق و تبتلعها من شدة الاحراج.
أطلقت ليز تنهيدة ارتياح حين دخلا إلى المصعد ووقفا فى المقصورة جنباً إلى جنب فيما كان يقلهما إلى الطابق الواحد و العشرين.
تسمر كول مكانه و يداه مشبوكتان أمامه و عيناه مركزتان على الأرقام التى كانت تومض بشكل متقطع فوق الباب...
صحيح أن وضعيته هذه توحى بالاسترخاء إلا أنها أحست بالتوتر ينبعث منه ويمحو الارتياح الذى خالجها للحظات خلت...
لعله يحمل فى أعماقه طباعاً بشرية! أتراها سبب ذلك الخلل فى رباطة جأشه الحديدية أم فكرة لقائه بأمه؟
وشعرت ليز تهذب أفكارها فيما كان رئيس الخدم يستقبلها عند الباب معلناً وصول السيدة بيرسون واختيارها ركناً هادئاً عند المشرب لتجلس فيه.
ـ أظنها قلقة!
دمدم كول بهذه الكلمات المقتضبة فيما كان النادل يقودهما إلى ركن جلست فيه امرأة متقدمة فى السن, على كنبة جلدية رمادية اللون, تتأمل مدينة سيدنى الممتدة تحت ناظريها من خلف الجدار الزجاجى.
كان شعرها أبيض قصيراً, يحيط بوجه ممتلئ الخدين, خال نسبياً من التجاعيد. لم يمح الزمن عنه آثار الجمال الأخاذ الذى كانت تتمتع به فى شبابها.
لم تكن والدة كول قد تخطت العقد السابع, و الطيبة و اللباقة باديتان على وجهها.. فأحست ليز ببعض الارتياح, لأنها لم تر فيها ما يدل على ميلها للمشاكسة أو التصرف بفظاظة.
كانت ترتدى بدلة أنيقة زهرية اللون, و قميصاً حريرية عاجية, تتحلى ببروش من اللؤلؤ و قرطين لؤلؤيين ملائمين, فضلاً عن العديد من الخواتم فى أصابعها.
ـ أمى.
استدارت المرأة لدى سماعها نبرة صوت ابنها الجافة, و قد أجفلت قليلاً من المفاجأة...فحدقت به بعينيها الزرقاوين للحظات قليلة, ثم التفتت بفضول نحو ليز..و إذا بها تقف فاغرة الم أمامها مدهوشة.
ـ أمى!
ناداها كول ثانية بنبرة جافة مفعمة بالغيظ, فأطبقت فمها ساخطة و نظرت إليه بعينين يملؤها الاتهام.
خيل لـ ليز أنها سمعت صرير اسنان كول إلا أنه تمكن من إرخاء فكيه و قال:
ـ أقدم لك سكرتيرتى الخاصة ليز هارت...أمى...نانسى بيرسون.
نهضت نانسى من مكانها و مدت يدها لتصافح ليز, عيناها الزرقاوان تومضان بالإحباط...احباط نفست عنه بقولها:
ـ عزيزتى...كيف يمكنك أن تتحمليه؟
كانت لباقتها و دبلوماسيتها على المحك فى تلك اللحظة!
ـ أنه أفضل رب عمل حظيت به!
أعلنت ليز ذلك بحماسة صادقة ثم استطردت تقول: "أننى أستمتع كثيراً بالعمل معه."
كررت نانسى هذه العبارة بقرف...
ـ باتت رؤيته للأمور محدودة جداً...فهو لا يفعل شئ إلا العمل.
ـ أمى!
جاء اعتراض كول مفعماً بالوعيد فتدخلت ليز لتتجنب العاصفة:
ـ حدثنى كول هذا الصباح عن رحلتك إلى جنوب شرق آسيا, سيدة بيرسون.
رسمت على ثغرها ابتسامة جميلة و أضافت بنبرة مفعمة بالحماسة:
ـ أظن أنها رحلة شيقة!
يبدو أن كلامها لامس وتراً حساساً, إذ تخلصت نانسى من مزاجها النكد وابتسمت لها و هى تشد على يدها فرحى:
ـ هذا ما أظنه أيضاً...إنها شيقة للغاية ولا ينبغى علينا تفويتها.
شدت ليز بدورها على يدها قائلة:
ـ أعجز عن وصف مدى سعادتى لاختيارى رفيقة لكـ....سنزور أماكن مذهلة.
ـ حسناً.
و رمت أبنها بنظرة ماكرة حملت بين ثناياها شيئاً من التأنيب:
ـ إنه يحسن التصرف فى بعض الاحيان.
ـ أريد مشروباً منعشاً...هل أحضر لك شيئاً ليز؟ أتريدين كأساً أخرى يا أمى؟
أجابت ليز على الفور:
ـ أريد كوب من الماء فحسب.
ـ أريد كأس من عصير الصودا.
قالت نانسى ذلك بلهجة الأمر, و ظهر فجأة فى عينيها بريق سخرية خبيثة:
ـ بدأت أشعر بالحماسة, الآن و قد قابلت "ليزتكـ" كول.
"ليزتهـ ؟" ما هى العبارات التى تراه استعملها ليصفها لوالدته؟...لا يعقل أن يستعمل عبارات تدل على أستحواذه عليها.
ـ يسرنى أن أراك سعيدة.
قال كول ذلك بنبرة لاذعة ثم استدار و توجه إلى المشرب.
شدت نانسي على يد ليز من جديد قبل أن تطلق سراحها و تومئ لها نحو ركنها:
ـ تعالى و أجلسي قربي, لأتعرف عليك أكثر.
ـ ما الذى تريدين أن تعرفيه عني؟
قالت لها ليز ذلك برحابة صدر, فيما كانت تجلس على الكنبة الجلدية الوثيرة.
ـ لا أريد التحدث عن العمل.
جاء ردها حازماً.
ـ حدثيني عن عائلتكـ.
ـ يقيم والداي في نو ترال باي.
ـ والدي طبيب...والدتي ممرضة...لكنها...
ـ تركت عملها لتهتم بعائلتها.
ـ أجل...أربع بنات....و أنا الثالثة بينهن.
منتديات ليلاس
ـ رباه! لابد أن العنصر النسائي مهيمن في منزلكم.
ضحكت ليز: "أجل...لطالما تذمر والدي لأنه من الأقلية...و لكن الله أنعم عليه بثلاثة أصهر يساندونه فى وقت الشدة."
ـ تزوجت شقيقاتك الثلاث! كم هذا جميل! حدثينى عن أزواجهن!
استرسلت ليز فى الحديث عن حياة شقيقاتها, أمام تشجيع نانسي الحثيث... ولم تكد تنتهي من كلامها حتي رأت كول عائداً نحوهما, فوضع الكؤوس على الطاولة المنخفضة أمامهما و ارتمى على الكنبة المقابلة....
و بعد أن شكرتاه بلطف, طرحت نانسي عليها سؤالاً لم تشأ أن ترد عليه:
ـ ماذا عن حياتك الاجتماعية يا ليز؟ أم لعلك مثل كول....
و نظرت إلي أبنها ساخرة: "ترفضين الارتباط بأحد؟"
و ذكرتها كلماته, للحال, بالفراغ الذى خلفه ارتداد براندن.. فماطلت فى الرد, و حملت كوب من الماء بين يديها, وهى تتمنى فى سرها لو أنها لم تطرح عليها هذا السؤال, لا سيما بتلك الطريقة, لأنها تعمدت أن تربط بينها و بين رب عملها الجالس أمامها, و كله آذان صاغية.
و إذا به يهب لنجدتها, علي نحو غير متوقع, و يقول لوالدته بفظاظة:
ـ أنت تتدخلين فى أمور شخصية للغاية...دعيها و شأنها...
تأففت والدته من كلامه, وردت عليه قائلة:
ـ أم يخطر في ببالك أن شابة ذكية و جميلة مثلها مرتبطة حتماً, و قد يعترض صديقها على سفرها برفقتي؟
اكفهر وجهه كول و رماها بنظرات مفعمة بالاتهام وكأن الذنب ذنبها, ثم التفت نحو والدته بنفاد صبر و سألها:
ـ ولِمَ تراه يعترض؟ فهى لن تغيب عنه إلا أسبوعين, و لا أظنه قد يعتبرك مناقسة له.
اسرعت نانسي تجاوبه وكأن حججها كانت مهيأة سلفاً:
ـ لا تنس بأننا لم نعلمها إلا قبل أيام قليلة من الرحلة...و لعهما مرتبطين بمواعيد سابقة...هل تكبدت عناء سؤالها هذا الصباح أم اكتفيت بإصدار الأوامر منتظراً منها أن تنفذها بحذافيرها؟
أطلق كول تنهيدة استهجان, فلم تجد ليز أمامها خياراً آخر سوى أن تقاطعهما:
ـ سيدة بيرسون.
ـ ناديني نانسي يا عزيزتي!
ـ نانسي...
حاولت أن ترسم على ثغرها ابتسامة رضي لإخفاء حالة الذعر التى سيطرت عليها.
ـ ليست مرتبطة فى الوقت الحالى...إنني حرة, و لن أرفض الفرصة التى قدمها ليّ كول هذا الصباح...فلو كنت مشغولة لأعلمته بذلك.
دبلوماسية...لعبة...لكنها كشفت النقاب عن فراغها يشكل مهين.
قال كول لوالدته: "هل أنت راضية؟"
ابتسمت له: "كل الرضي."
جاء ردها مفعماً بالاعتداد بالنفس و كأنها ربحت الجولة.
شعرت ليز بالحيرة وسط التلميحات المبطنة التى كانت الوالدة و أبنها يتبادلانها....ووجدت نفسها أشبه بطابة يحاول كل واحد منهما أن يرميها فى ملعبه... اسرعت تضع حد لهذه الأحاديث و تغير دفة الحديث.
ـ لم أزر كوشينغ من قبل, و لكننى سافرت مرة إلى ماليزيا.
و لحسن حظها, أحبت نانسي حديثها عن تجربتها السابقة, و تدبرت ليز أمرها طوال فترة الغداء ساعية بمهارة كبيرة إلى تهدئة التوتر الذى ساد الأجواء قبل قليل.
تناول طعامه بصمت, مكتفياً بالمشاركة بشكل مقتضب فى حديثهما...
على الرغم من أنه كان يرمى ليز بين الحين و الآخر بنظرات تقدير عن الجهد الجلى الذي تبذله لكسب رضي منتديات ليلاس والدته.
لم تكن المسألة صعبة إلى هذا الحد, لأن نانسي لم تحاول أن تخفى ميلها إليها...فكانت عيناها تتلألأن فرحاً واستحساناً كلما تفوهت ليز بكلمة.
من جهتها, كانت ليز أكثر تيقظاً لحضور رب عملها, الذى كان يراقبها, و يصغى إلى كلامها باهتمام بالغ...و كلما التقت عيونهما, قفز فرحاً, للتفاهم الساري سراً بينهما.
أنها المرة الأوي التى يحصل فيها ذلك, و حاولت ليز أن تحلل أسبابه! أترى والدته هى السبب, لأنها تناولت مواضيعه الشخصية؟ أم لأنه بات ينظر إليها من زاوية مختلفة, و يرى المرأة الكامنة خلف سكرتيرته الخاصة؟ أم لعلها بدأت تحذو حذوة, و تنظر إليه على أنه ابن نانسي و ليس رب عملها؟ كانت المسألة مربكة و مقلقة فى آن معاً...و لم تشأ أن تدع هذا الرجل يؤثر فيها أو يحرك مشاعرها...فهو قادر حتماً على استعادة برودته المعتادة فور انتهاء هذا اللقاء مع والدته.
ـ هل أنت متفرغة هذا السبت يا عزيزتي؟
طرحت نانسي عليها هذا السؤال, فيما كانوا يقدمون لها القهوة.
ـ نعم.
ترددت ليز قليلاً فى الرد, و هى تتساءل عما تريده منها.
ـ جيد ! أريدك أن تحضري إلى منزلي فى بالم بيتش, لتساعديني علي توضيب أغراضي...اعتادت جويس أن تفعل ذلك, دوماً, حتى لا أحمل معي أغراضاً كثيرة لا أحتاج إليها...ألديك سيارة؟ من الصعب الوصول إلى المنزل بواسطة وسائل النقل العامة...إن كنت لا تملكين سيارة...
قاطعتها ليز بسرعة قائلة: "لا عليك, سأتدبر أمري"
لم تفكر يوماً باقتناء سيارة...فوسائل النقل العامة أسرع و أقل كلفة من السيارة الخاصة.
صحيح أن بالم بيتش بعيدة بعض الشئ و تقع في الطرف الشمالي لشبه الجزيرة لكنها لن تجد صعوبة فى الوصول إلى هناك.
ـ كنت سأطلب من كول أن يوصلك.
ابتسمت لابنها و استطردت تقول: "يمكنك أن توصلها يا عزيزي, أليس كذلك؟ و لا تنس موعدك مع الحرفي الذى سيعطيك سعراً بشأن البلاط الجديد حول بركة السباحة, نهار السبت."
وقطبت جبينها و أضافت: "هل قال إنه سيأتى عند الحادية عشر أم عند الواحدة؟"
تنهد كول .
ـ سآتي يا أمي و سأصطحب ليز معي.
قال ذلك بحدة, و قد عيل صبره!
رائع! كانت ليز تفضل أن تستأجر سيارة تاكسي علي أن تشعر بنفسها عبئاً ثقيلاً على كاهل رب عملها.
و لكنها أدركت بأن اعتراضها سيذهب هباء, وما عليها سوى أن تتحمل الأمر علي مضض, و تبتسم ابتسامة عريضة...ابتسامة قد لا تروق لـ كول, الذي ضاق ذرعاً من تدليل والدته..
ـ يستحسن أن نصل باكراً...قبل الحادية عشرة.
وابتسمت ليز و أضافت: "سنتناول الغداء معاً...استمتعت كثيراً معك اليوم...علينا أن نحرص علي توضيب كل الملابس اللازمة للرجلة."
فكرت ليز أن تأخذ معها سراويل فضفاضة و قمصاناً قطنية لنهار, فضلاً عن بعض الملابس العملية للمساء. إلا أنها فضلت أن تلزم الصمت حول هذا الموضوع لغاية نهار السبت, لتكتشف ما تتوقعه منها نانسي...
من المؤسف أن كول سيكون موجوداً أيضاً...لابد أنه يفكر بالشئ نفسه عنها....
فى الواقع احست ليز بأن نانسي بيرسون تحاول أن تجمعهما معاً عمداً, لتسجل نقاطاً أكثر من أبنها...
لعلها لا تحسن التعامل مع الوقت, ولكنها تتعامل مع الناس بذكاء حاد... وها هى نظرة الاعتداد بالنفس تظهر ثانية فى عينيها. سألها كول ببرودة: "هل أنت راضية يا أمي؟"
ـ أجل.
وابتسمت له برقة: "شكراً يا عزيزي...إنني واثقة من إننى سأقضي وقتاً ممتعاً برفقتك يا ليز...يسعدني أن تتخلي عنها من أجلي...أظنك ستشعر بالضياع من دونها."
ـ يمكن الاستغناء عنها!
سرت قشعريرة على طول عمودها الفقري...و نظرت إلى كول بعينين مشوبتين بالقلق, وقد خشيت أن تفقد عملها بسبب تقربها من والدته. فهي لا تريد أن تخسر وظيفتها التى تضمن لها حياة هانئة, لا سيما في هذه المرحلة من حياتها.
تقابلت نظراتهما, فقطب كول و قد قرأ فى عينيها مدي تأثرها بكلامه:
ـ اعترف بأنني أجد صعوبة كبيرة في العصور علي شخص قادر علي
أن يحل محل ليز.
و نظر إليها بطرف عينه و كأنه يفترض بها أن تعلم ذلك.
ـ في الواقع, خطر لي أن آخذ إجازة خلال غيابها, لأوفر علي نفسي ضغط العمل.
حدقت به نانسي و ليز مذهولتين, لا تصدقان ما تسمعانه.
إنها المرة الأولي التي يفكر كول بأن يأخذ إجازة من العمل.. فهو يأكل عملاً, ويشرب عملاً و يرقد على فراش العمل.
لا شك أن المفاجآت كانت كثيرة و متلاحقة اليوم. أما أفضلها على الاطلاق, من جهة نظر ليز, فهو تقدير كول الواضح لها, الذى اثبته مرات عدة...مما جعلها تشعر بحالة أفضل...جعلها ذلك تشعر بأنها مميزة....و مميزة جداً.

نهاية الفصل الثالث

قراءة ممتعة للجميع

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ايما دارسى, احلام, emma darcy, his boardroom mistress, دار الفراشة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, وجهاً لوجه
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية