المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
9– تــســيــر مـــع الــتــيــار
منتديات ليلاس
كان قلب ليز يتخبط بين ضلوعها...لماذا...لماذا...لماذا هذا العناد كله و الاصرار على مرافقتها إلى التسوق, محبطاً جهودها الحثيثة كلها للتخلص من ارتباكها الشديد أمامه؟ ألا يعى أن تدخله فى اختيارها الملابس, و مساعدته لها فى حمل الأكياس, قد تجعل علاقتهما شخصية, و توحى للآخرين بأنهما زوجان؟
أخذت نفساً عميقاً لتهدئ قليلاً من روعها....كان ذهنها فى حالة من الاهتياج الشديد, يسترجع كل كلمة تفوه بها باحثاً عن المفاتيح لحل لغز دوافعه...
أحست بشئ من الارتياح بعد أن تبين لها أنه لم يخطر على باله بأنها كانت تتلاعب به طوال الأسبوع الماضى.
قال لها إن ليس لديه ما يعود من أجله إلى المنزل, و يفضل مرافقتها للتسوق بدلاً من احتساء القهوة بمفرده...و لكن ألا يسأم الرجال عادة من التسوق....غير أن التفكير فى تارا زاد من شعور ليز بالخجل من عرض الملابس أمامه....فمن الصعب جداً أن تنافسها.... وقلما يهمها أن تفعل...
جل ما أردته هو أن يدعها و شأنها لتلملم جراحها بمفردها.
ولكن كول اوقف السيارة و ضغط على الزر ليعيد الغطاء إلى مكانه, و قد بدا مستعداً كل الاستعداد لترك سيارة الماسيراتى فى الشارع و مرافقتها إلى السوق.
منتديات ليلاس
كانت ليز تعلم جيداً أنه صعب المراس, فأن عقد كول بيرسون العزم على القيام بشئ ما, تعجز قوى العالم كلها عن ردعه عن تحقيق مراده.
فما هو مراده اليوم؟ أيريد أن يشغل وقت فراغه بمرافقتها إلى السوق؟ يمكنها أن تقلص حجم مشترياتها لتبلغ الحد المعقول فى نظره.
لعل هذا الحد المعقول هو مفتاح اللغز... قال لها إنه يريد التأكد من عدم إنفاقها المال يميناً و شمالاً, وقد ربط فى ذهنه المسألة برمتها و بإذعانها لرغبات والدته فحسب.
بدأت نوبة الجنون تهدأ فى رأسها, بعد أن أدركت أنها قادرة على التأقلم مع هذا الوضع.
خرج كول من السيارة وتوجه صوبها ليفتح لها الباب , فأسرعت تفك حزام الأمان و تلتقط حقيبة يدها عن الأرض...
فتح لها الباب و مد يدها ليساعدها على النزول, ساداً أمامها أبواب الرفض كلها...و إذا أمسكت ليز بيده, أحست بموجة من الطاقة تغمرها, و تشوش القسم المكافح فى ذهنها....
و لحظن حظها لم يمسك كول بيدها طويلاً, بل أطلق سراحها و هو يشير إلى أعلى الشارع و أسفله سائلا: "أين تريدين الذهاب؟"
تريثت ليز قليلاً فى الرد, لتتمكن من تحديد وجهتها منتديات ليلاس. كانا يقفان مركز موزمان التجاري, الذى يضم عدداً كبيراً من المحلات الراقية... و لكن ميزانيتها لا تسمح لها بشراء ملابس باهظة الثمن, خاصة بعد أن انفقت مبلغاً كبيراً لشراء ملابس جديدة منذ فترة ليست بعيدة و لم تشأ أن تطلب المساعدة من ديانا, لتأمين حاجات الرحلة... إذ كانت تخشى أن تمطرها بوابل من الأسئلة حول رب عملها.... فارتأت فى نهاية المطاف أن تقصد أحد المتاجر الشعبية, آمله أن تجد ما تحتاج إليه.
ـ سنعبر الشارع و نتوجه بعده يميناً.
أمسك كول بيدها ليجتازا معاً الشارع المكتظ بالسيارات, و يقودها بأمان إلى الرصيف المقابل...كان تصرفه هذا نابعاً من لباقته و لكن كل شبر فيها كان يشعر برجولة رب عملها... رجولة نابضة زادت من حدة اضطرابها و هما يمشيان جنباً إلى جنب على الرصيف.
ـ هل تقصدين منتديات ليلاس متجر معيناً؟
سألها ذلك و هو يرمى وجهات المحلات بنظرات خاطفة, خلال مرورهما أمامها.
ـ أجل...إنه على مقربة من هنا.
و أبت أن تلتفت يمينا أو يساراً حتى لا تضعف أمام إغراء ما لا تستطيع أن تدفع ثمنه.
كان فصل الشتاء قد انتصف و الأزياء الربيعية تملأ الواجهات فى كل مكان.
ـ مهلاً!
و قبض على ذراعها ليثنيها عن متابعة سيرها, و أشار إلى سروال أخضر و قميص من نفس اللون معروضين فى إحدى الواجهات.
ـ سيبدوان رائعين عليك يا ليز.
أسرعت ترد علي, وهى تعى أن ثمنهما باهظ حتماً..
ـ هذا ليس مطلبى.
قطب جبينه يتأملها تفلت ذراعها من قبضته و تتابع سيرها: "ما هو مطلبك؟"
ـ أريد قميصاً أو قميصين للسهرة, يتلاءمان مع سروال أسود فضفاض, فضلاً عن بزة بيضاء.
ـ أسود !
ردد ذلك بنبرة مفعمة بالاستهجان:
ـ ستقصدين بلاداً استوائية, حارة ورطبة يا ليز, وعليك أن ترتدى ملابس خفيفة.
ـ و لكن الأسود يتلاءم مع كل الأماكن.
ـ أحب اللون الأخضر عليك.
أجابته بحدة: "قلما يهمنى ما تحبه يا كول...فأنت لن تسافر معنا." وتنفست الصعداء بعد أن تمكنت من إفهامه صراحة, بأن إرضاءه ليس غايتها.
أعلن بلهجة حازمة: "كل ما يروق ليّ, سيروق حتماً لأمي...لذا علينا أن نعود و..."
ردت عليه بإصرار و هى تشير إلى المتجر الذى كانت تقصده:
ـ كلا... سأدخل هذا المتجر.
كانت جدران المتجر مغطاة برفوف خشبية لا تحصى, كدست عليها ملابس مختلفة, تعد بخيار واسع و متنوع. و ما كادت ليز ترفع يدها إلى إحدى الرفوف, حتى قبض كول على ذراعها و جرها إلى الخارج, وهو يصرخ مستنكراً, مقطب الجبين: "متجر ملابس مستعملة؟!"
قالت له غاضبة: "ولكنها من تصميم كبار المصممين...ومعظمها فى حالة جيدة و لم يستعمل إلا مرات قليلة."
ـ لن أسمح لك بارتداء ملابس رمتها امرأة أخرى.
كانت نبرة صوته عنيفة, فلم تستطيع الرد عليه و قد أربكها موقفه العدوانى...و إذا به يمرر يده على خداها مداعباً, و يرفع ذقنها بإصبعه لتقابل عيناها عينيه الزرقاوين الآمرتين:
ـ لن أسمح لك بأن تضعي نفسك فى المرتبة الثانية... فأنت مميزة يا ليز هارت....وصفوة الصفوة...وسترتدين ملابس تتلاءم مع مكانتك...
و تأبط ذراعها و عاد بها إلى الطرف الآخر من الشارع قبل أن تجد ليز الكلمات المناسبة لترد عليه...
أحست بخدها يشتعل من تأثير لمسته, و قلبها يرتعد فى أذنيها... وعجزت عن التفكير بشكل منطقى و جسده يمس جسدها برفق, و هى تحث الخطي بقربه لتتمكن من اللحاق بخطواته الواسعة....
إلا أنها لم تجد مفراً من الكلام: "كول...انفقت مدخراتى كلها لشراء...."
قاطعها قائلاً: "سأدفع ثمن كل ما تريجين شراءه.... اعتبريها علاوة لأفضل سكرتيرة خاصة حظيت بها...."
علاوة...أفضل سكرتيرة خاصة...صفوة الصفوة...
أخذت هذه الكلمات الرنانة تطن فى رأسها....كانت مذهلة... ساحرة... و تذكرت فى تلك اللحظة ما قالته لها والدته: "إنه يهتم لأمرك"
دخلا إلى المتجر الذى مرا به قبل قليل, و قلبها يطير من الفرح...
قال للبائعة و هو يشير إلى الواجهة: "نريد أن نجرب هذه الملابس."
كانت تنبعث منه قوة غريبة حثت المرأة على الإذعان لرغباته فى الحال... فقادت ليز إلى حجرة تغيير الملابس و ناولتها سروالاً و قميصاً من قياسها بلمح البصر.
ـ أريد أن أراها عليك.
ثم تابع بلهجة الآمر: "هات كل ما عندك من ملابس قد تلائمها..."
لم تنزعج ليز يوماً من شراء الملابس المستعملة و لكن تصميم كول على إيفائها حقها أسكرها ووجدت صعوبة فى مقاومته.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
أحبت ليز البزة الخضراء كثيراً, و شعرت بقلبها يرفرف من الإثارة, وهى ترى نظرات الإعجاب فى عينيه...إنه يجدها مميزة و جذابة فعلاً.
أختار لها بعدها قميصاً أخضر بلا كمين, يا قتها مكورة و معها سروال أبيض مطبع بالاجاص الأخضر, و الفريز و المانغو....سروال من النوع الذى لم تجرؤ يوماً على ارتداءه...
إلا أنه بدا رائعاً عليها, ووقفت تعرضه عليه بمرح...فابتسم لها ابتسامة عريضة رافعاً إبهامه علامة الموافقة...و بادلته الابتسامة بأخرى مفعمة بالبهجة مطلقة العنان لحماستها....
ـ اشترينا بما فيه الكفاية من هنا...سنقصد متجراً آخر لشراء الزي الأبيض.
واصطحبها إلى متجر كارلا زامباتى المجهز بمجموعة متنوعة من أزياء الربيع, ابتكرها أحد أشهر المصممين فى استراليا. فاختار لها بمساعدة البائعة تنورة مطرزة بيضاء ذات كشاكش, و قميصاً ملائمة يزينها حزام جلدى مائل إلى الحمرة, و قرطان هنديان يتدلى منهما خرز و ريش من اللونيين عينهما, فضلاً عن صندل أبيض ذى كعبيين عاليين, لفت شريطيه الطويلين بشكل متصالب على كاحليها.
جاءت النتيجة مذهلة....و لم تصدق ليز عينيها حين رأت صورتها فى المرآة...واٍرعت تخرج من الغرفة بلا ترو...تأملها كول من أخمص رجليها إلى أعلى رأسها, قبل أن ترتاح عيناه قليلاً على كتفيها و قد أنزلت البائعة الياقة قليلاً لتعطى تأثيراً باهراً.
ابتسم لها ابتسامة مثيرة و هو يحدق فى القرطين الغريبين ثم رفع رأسه نحوها, فرأت نيران الشوق تتأجج فى عينيه.
قالت البائعة بحماسة: "أظن أن هذا القميص القطني العسلي المزينة بشرائط تتلاءم مع التنورة أيضاً."
أجابها كول بلهفة: "أجل أيدها أن تجربها أيضاً."
كانت القميص رقيقة ناعمة, التصقت بجسدها, مثيرة اعجاب كول, الذى تفاقمت حاسته فى اختيار ملابس لها على ذوقه, فقال للبائعة مشيراً إلى كومة من الملابس:
ـ أعجبنى ذلك القميص المطبع كجلد النمر.
سألته البائعة مستفهمة:
ـ أتقصد تلك القميص الحريرية ذى الكم المكشكش؟
ـ إنها مثيرة للغاية.
ـ و تتلاءم مع السروال الستان البرونزى, و الحزام البرونزى المزين بشرائط.
بدا واضحاً أن البائعة تحاول استغلال اندفاع كول لشراء المزيد من الملابس لها إلى أقصى حد. فلم تجد ليز مفراً من الاعتراض قائلة: "لا أريد لمزيد من الملابس."
ـ هذه البزة فحسب.
أجابها بمرح و هو يبتسم لها ابتسامة رقيقة:
ـ رايتك تنتعلين حذاء برونزياً الأسبوع الماضي....و القماش المطبع كجلد نمر يليق بك كثيراً...
ألا يستطيع أن يردعه أحد أبداً؟
أحست ليز بالبهجة و تأنيب الضمير فى آن معاً, و هما يغادران المتجر محملين بالأكياس.
ـ هل أنت سعيدة؟
سألها و عيناه تومضان بوميض النصر.
ـ أجل...و لكن, ليتنى لم أرضخ لإصرارك.
رفع حاجبيه مزهوا بنفسه: "كان القرار قرارى"
أخذت ليز نفساً عميقاً آمله أن يخفف من حدة الخفقان فى صدرها:
ـ كنت كريماً جداً معي...أشكرك...
ضحك لها قائلاً: "أمضيت وقتاً ممتعاً...وهذا ما يحتاج إليه كلانا....بعض الوقت المرح...."
و نظر إليها بعينين عابثتين...فخيل إليها للوهلة الأوي أن عينيها تخونانها...و لكنها ما لبثت أن أدركت أن توقعات ديانا بدأت تصيب هدفها...
أيعقل أن تؤثر أناقة المرأة على نظرة الرجل إليها؟ فعلي الرغم من أن زواجه من تارا سامر فيل هو خير دليل على تفاعله مع شكل المرأة الخارجي, فقد كانت ليز ترفض القول أن الجاذبية هى ثمرة المظهر الخارجى فحسب!
و لكن كول يعرف ليز الإنسانة حق المعرفة أيضاً...فقد عملا معاً على مدى ثلاث سنوات بكاملها...أليست أفضل سكرتيرة خاصة حظى بها؟
و هذا يعنى أنه يكن لها الود, علاوة على الاحترام, و يعتبرها موضع ثقة!
ألا يجعل ذلك كله هذا الانجذاب القوى المفاجئ مقبولاً؟ أم تراه مجرد نزوة زائلة؟
وصلا قرب السيارة و فتح كول الصندوق ليضع فيه الأكياس....
قاللها و هو يساعدها على التخلص من حملها:
ـ علينا أن نضع الأغراض فى منزلك, و نخرج بعدها لتناول العشاء احتفالاً!
ـ احتفالاً بماذا؟ بتبذيرك المفرض؟
ـ إنك تستحقين كل فلس انفقته عليك.
وأقفل صندوق السيارة و على وجهه علامات السرور, ثم ابتسم لها قائلاً:
ـ لا تُشترى البهجة بسهولة يا ليز...و ها نحن فى غاية الانشراح.
من الصعب أن تنكر ذلك, ولكن انشراحها امتزج بمشاعر لم تثر فيها منذ زمن طويل...مشاعر لا علاقة لها أبداً بشراء الملابس الجديدة و الفاخرة...
ـ هل سنحتفل ببهجتنا؟
ـ و لِمَ لا؟
وفتح لها باب السيارة واضاف قائلاً: "علينا أن ننسي العذاب الذى ذاقه كل واحد منا مع حبيبه السابق و إن لليلة واحدة فقط, و نحاول أن نلهو قدر المستطاع لليلة واحدة فقط...."
أعادها هذا إلى أرض الواقع...وكذلك لأحبائهما السابقين....
ارتمت ليز في مقعدها و حاولت أن تحصر تفكيرها علها تزيل الغموض الذى لف كلامه....فنشوة الانجذاب الذى بدأ يشق طريقه إلى قلبيهما أنستها المرارة التى خلفها رحيل براندن...إلا أنه لم تمض إلا ثلاثة أسابيع على رحيله و كول استعاد ذكرياته مع تارا هذا الصباح.
قبل أن ينطلقا فى رحلة التسوق قال لها إنه ليس لديه ما يعود من أجله إلى المنزل...إذ تركت تارا فراغاً كبيراً فى حياته...أتراه يبحث عن شخص يملأ هذا الفراغ؟ أم تراه يريد الانتقام من تلك المرأة التى أخذت منه أكثر بكثير مما أنفق على ليز؟
نظرت إليه بطرف عينها يصعد قربها خلف المقود...
ليلة واحدة من اللهو قد تفسد العلاقة العمل الوطيدة بينهما...هل خطر ذلك على رأسه أم تراه لا يكترث للأمر؟
أشعل المحرك وابتسم لها ابتسامة رقيقة جعلت نبضها يتسارع:
ـ ما رأيك بمطعم دويل في باي روز؟ هل تحبين الكركند والمحار؟
ولِمَ لا؟ ليس لديها ما تعود من أجله إلى المنزل!
ـ لا بأس...لكنها ليلة السبت....هل ستجد طاولة شاغرة؟
مطعم ثمار البحر مشهوراً فى سيدنى و يرتاده الكثير من الناس.
أجابها بكل ثقة: "لا عليك...سأتصل من منزلك لأحجز طاولة لنا"
كانت أمواج الحماسة تتقاذفه و يريدها أن تنجرف معه....و لم تجد ما يمنعها من الاستمتاع برفقته....و عادت كلمات ديانا تملا فى ذهنها... "سيرى مع التيار" فمنذ بداية حياتها و هى تحكم السيطرة على الأمور, أخذه مختلف العوامل بعين الاعتبار, لتختار الأكثر نفعاً بينهما...
أرادت أن تتحرر من ذلك كله و إن لليلة واحدة...فتسير مع التيار تاركة لـ كول مهمة معالجة العواقب...فهو رب عملها....و صاحب القرار.
نهاية الفصل التاسع
قراءة ممتعة
|