المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
صحيح أن ليز لم تضع هذا الهدف نصب عينيها حين وافقت على المضي فى خطة شقيقاتها, لتغيير شكلها الخارجى, إلا أن اتهامات تارا أثارت إحساسها بالخجل من المشاعر التى خالجتها طوال الأسبوع الماضى, ورغبتها المتزايدة فى لفت انتباه كول إليها...
وكم كان ارتياحها عظيماً حين انتقلت نانسي فى الحال للعب دور المضيفة, فقادت ليز إلى الطاولة و خرقت الصمت المربك الذى خيم عليهما بسيل من الكلمات :
ـ اعتادت تارا أن تثير المتاعب كلما عجزت عن تحقيق مبتغاها...لا أريدك أن تتأثري بكلامها, فهي إنسانة حقود...أجلسي و استرخي قليلاً, فيما أعد أبريقاً من الشاي الساخن...يمكنك تناول فطيرة محشوة بمربى الفريز و القشدة...إنه طبق كول المفضل...و أنا أعد له جانبه شاي ديفونشيز المميز...
جلست ليز على المقعد و نظراتها الشاردة تجول على مجموعة متنوعة من الفطائر الدانمركية الصغيرة, المحشوة بالفاكهة...مشمش تفاح و دراق... فضلاً عن الكعك الموضوع إلى جانب أطباق المربى و القشدة....إلا أنها لم تشعر بشهية إلى الطعام وخشيت أن تختنق إن وضعت لقمة واحدة فى فمها... وشغلت نانسي نفسها بتحضير الشاي, من دون أن يبدو عليها الانزعاج من فكرة تورط أبنها فى علاقة مع ليز....
لم تتحمل ليز أن تخالها نانسي عشيقة أبنها, لأن ذلك يجعلها فى نظرها إنسانة خسيسة ذى وجهين, تخفى علاقتها الحميمة بابنها و تدعى الحشمة فى تصرفاتها...فأسرعت تقول لها, و هى مصممة على توضيح كل غموض قد يلف علاقتهما.
ـ ليست على علاقة بـ كول...
رفعت نانسي عينيها نحوها و قد فاجأها تصريحها القاطع...كانت عيناها الزرقاوان صريحتين و مفعمتين بثقة مطلقة و هى تجيبها قائلة:
ـ لا أشك فى ذلك أبداً يا عزيزتى...سألت كول عنك, قبل أن ألتقى بك...و أكدت أجوبته لىّ...
أخذت نفساً عميقاً و استطردت تقول: "أنه لا يرى فيك إلا كفاءتك."
أحست ليز بالحمرة تحقر خديها.. فعلى الرغم من أنها كانت تعرف حق المعرفة بأن كول لم ينظر إليها كامرأة قط, فد باتت هذه الحقيقة قاطعة.
صحيح أن نظرته إليها اختلفت الأسبوع الماضى, و لكن ذلك لا يعنى أن امنية ديانا قد تتحقق.
لم تشأ أيضاً أن تترك تأويل تارا للتغير الجذري فى شكلها الخارجى مفحماً, فقالت لها:
ـ و لا أسعى لإيقاعه فى شباكي أيضاً...تنهدت نانسي من جديد, و رمتها بابتسامة حزينة:
ـ ليتك تفعلين يا عزيزتى...لكننى أعلم جيداً أن ذلك يتنافى مع طبيعتك.
تناست ليز اضطرابها لبعض الوقت: "أتتمنين لو أنني...؟"
ـ لا يجدر بى أن أقول ذلك.
و كشفت تكشيرة نانسي عن الخوف المسيطر عليها أيضاً:
ـ لكننى أظنه لا يزال يحبها....فكلاهما صحيح....و لا ينبغي إخفاء شئ عنك أيضاً...لم يعرف كول امرأة سواها منذ انفصالهما....وكأنه أختار أن ينغلق على نفسه و ينعزل عن الناس.
هزت ليز رأسها بالموافقة...فهل من أحد يعرف الرجل الحديدي المحظر الاقتراب منه, أكثر منها؟
تابعت نانسي ثرثرتها, محاولة أن تنفس عن قلقها:
ـ إن عقدت تارا العزم على أن ترمى له الشباك من جديد...
و هزت رأسها و أضافت:
ـ آمل أن يتحلي كول بنفاد البصيرة لينجز معاملات الطلاق و يتخلص منها.
لم تنبس ليز بنبت شفة وقد وجدت أنه من الغير اللائق أن تعلق على حياة كول الخاصة, خاصة و إن الأمر لا يعينها بتاتاً...
لكن ما هى حقيقة مشاعر كول تجاه زوجته؟ لم تكن تملك أدني فكرة فالكلام الذى تفوهت به نانسي أكد لها أن زواجه ترك فيه ندوباً عميقة.... هل حركت المواجهة الجسدية مع زوجته الجروح الدفينة؟ فهو لم يرجع بعد إلى المنزل....لعلهما يتحدثان معاً, أو يتجادلان كما يتجادل الزوجان عادة, حين لا يرغبان بالانفصال حقاً...
فكل جدال مهما بلغت قساوته....يعد بمثابة خطوة نحو التفاهم.....
و كول الآن بمفرده بعيداً عن الأعين الفضولية...ماذا لو دست تارا ذراعيها حوله و ألحت عليه, بطرقها الخاصة, ليسترجعا علاقتهما الحميمة؟
أحست ليز فجأة بالإحباط. فمنذ أسبوع واحد فقط استطاعت أن تلفت انتباهه إليها... بعد أن أدرك أن لقب (فتاة البنية الصغيرة) لم يعد مناسباً لها...فأثار ذلك انزعاجه أو ربما فضوله, لأنه لم يكف عن طرح الأسئلة حول براندن.
أما الانجذاب المفاجئ الذى أوهمتها به مخيلتها فهو ثمرة طوقها الشديد لذلك...يا لغبائها!
كيف يعقل أن يُفتتن رجل مثله....وسيم و ثرى...بفتاة مثلها, فى حين أن أمثال تارا سامر فيل يهرعن للارتماء تحت قدميه, و بإشارة واحدة من إصبعه؟
منتديات ليلاس
لابد أنها فقدت صوابها, لتنقاد وراء أوهام ديانا...أو لعلها كانت تحتاج إلى أن تشعر بنفسها مرغوبة بعد هجرها براندن.
صرخت نانسي صرخة ارتياح: "ها هو كول مع الحرفي!"
ايقظت هذه الملاحظة ليز من أحلامها الكئيبة, فاستدارت نحو حوض السباحة, حيث كان كول واقفاً مع الرجل الآخر, يدله على السطح المرصوف, و يقوده نحوه.
ـ أظنه وصل بينما كان كول يرافق تارا إلى الخارج...و دخلا معاً منتديات ليلاس من الباب الخلفي.
تابعت نانسي ثرثرتها, و البهجة بادية على وجهها و قد أدركت أن ولدها لم يتأخر فى العودة لأنه وقع ضحية إغواء زوجته السابقة...
ـ فى مطلق الأحوال كان الموعد فى الحادية عشر...يا لها من صدفة سعيدة!
صحيح أن ذلك لا يؤكد بقاء كول على موقفه الرافض للعودة إليها, لكنه يدل على أن الفرصة لم تسنح لزوجته لإقناعه...ووجدت ليز نفسها تتمنى ألا تكون تارا قد نجحت فى تحقيق أى مآربها, وليس بسبب وصول الحرفى, و مقاطعته لهما فحسب...لم تحب نانسي تلك المرأة يوماً و لم تجد ليز سبباً واحداً يجعلها تحبها....و لكن الرغبة الجنسية غالباً ما تعمى الرجل عن الأمور الأخرى كلها...
حملت نانسي إبريق الشاي الخزفي و وضعته أمامها على الطاولة ثم قالت لها, و على ثغرها ابتسامة رضي:
ـ يمكننا أن نشرب الآن شاي الصباح و نستمتع به.
جلست نانسي على الكرسي المقابل لـ ليز و راحت تتأملها بفضول:
ـ اعذريني على تطفلي يا عزيزتى....و لكن هل غيرت شكلك الخارجي هذا الأسبوع؟
ـ خلال الإجازة !
لم تنزعج ليز من سؤالها, و فضلت الإجابة عليها بصراحة, لأن كول سيفعل عاجلاً أم آجلاً
ـ اتفقت شقيقاتي علىّ, و نعتنني بالمرأة الرتيب, ثم استعملن عصا سرية و حولنني إلى سندريلا!
ـ مهما كان ما فعلته, أرى أنك جميلة جداً.
ـ شكراَ منتديات ليلاس
صبت نانسي الشاي:
ـ عدت نهار الاثنين إلى المكتب فى حلة جديدة.
قالت لها ذلك و هى تبتسم مشجعة.
ـ أجل.
ـ هل لاحظ كول الفرق؟
ابتسمت ليز باستهزاء: "لم يرق له الأمر."
ـ ألم يعجبه شكلك الخارجى؟
ـ أظنه لم يحبذ فكرة أن أبدو مختلفة فى عينيه...و لكنه سيعتاد حتماً.
ـ سكر أو حليب؟
هزت ليز رأسها بالنفى: "لا شكراً."
ـ خذي كعكة يا عزيزتي.
أخذت ليز كعكة بدافع المجاملة على الرغم من أن توترها تلاشي, و استعادت هدوئها و باتت قادرة على ابتلاع الطعام.
احست بالارتياح شديد لأن نانسي تفهمت موقفها...إذ كانت تخشي أن تسافرا معاً و هي تظن بها السوء.
ـ ها قد جاء كول ليشرب الشاي.
أعلنت نانسي ذلك بفرح كبير فالتفتت ليز إلى الخلف لتري رب عملها يتوجه إلى الغرفة الزجاجية, تاركاً الحرفي يقيس السطح المرصوف و يحسب كلفة العمل.
علت الحمرة خديها, فحاولت أن تركز اهتمامها على الكعكة...وخطر لها أن تضع الطعام فى فمها و تتظاهر بالأكل, فلا يوجه الكلام إلا لوالدته...
صحيح أنه تكتيك ينم عن الجبن, إلا أنها لم تكن مستعدة لتحمل نظراته الثاقبة, و أسئلته الكثيرة...لكن الأمر لا يعنيها مطلقاً.... فما سبب هذه المشاعر العنيفة؟ لا تعرف أبداً...و لا يهمها أن تعرف... جل ما كانت تتمناه ألا يقحمها فى موضوع تارا....
سمعت الباب الزجاجي ينفتح خلفها فأحست بنوع من الذبذبات الكهربائية تتردد فى الأجواء... وراحت يداها ترتعشان و لم تعد قادرة على رفع الكعكة إلى فمها.
حملقت فى طبقها غاضبة, كارهة قوة تأثيره عليها...هذا ليس عدلاً...فهى لم تفعل شيئاً.
ـ ليز !
صرت على أسنانها...لا يحق له أن يجرحها أو يرغمها على الانصياع لأوامره وهما خارج المكتب...إنه يوم إجازاتها, و أتت تقضيه برفقة والداته بناء على طلبها, و ليس بصفتها سكرتيرته الخاصة.
سألها بنبرة مشوبة بالقلق: "هل أنت بخير؟"
رفعت أسها لتواجه باعتداد بالنفس...كانت تعابير وجهه تنم عن عزم ثابت و عيناه المسلطتان عليها تبحثان عن آثار ما حصل...
ارتجف ذقنها بتحد و قالت له: "لا أجد سبباً لا يجعلني أكون بخير؟"
هز رأسه ببطء:
ـ لم أتوقع أن توجه تارا ضربة غير مباشرة...و يؤسفني أنك كنت الهدف يا ليز.
ـ إن لم تحقق الضربة ضرراً, لا تعد ناجحة....و أنا أكدت لوالدتك أن ادعاءاتها غير صحيحة.
نظر إلى والداته بحدة: "لا أظنك صدقت كلام تلك الساقطة يا أمى!"
ـ كلا يا حبيبي... و قلت ذلك لـ ليز.
ـ صحيح ! لم يتعرض أحد للأذى!
قال ذلك و الارتياح بادٍ على وجهه: "على أن أعود لأتأكد من أن ذلك الرجل يعرف جيداً ما يفعله !"
سألته نانسي: "ماذا عن الشاي؟"
ـ سأشربه لاحقاً !
و خرج من الغرفة مقفلاً الباب خلفه, و قد بدا جلياً أن المشكلة التى افتعلتها تارا سامر فيل قد طويت...و لن تحاول ليز أن تفتح الموضوع ثانية أبداً.
تنبهت إلى أن يديها مشدودتان فى حجرها, فأسرعت ترخيهما لتأكل الكعكة المحشوة بمربي الفريز و القشدة...عليها ان تأكلها لتثبت للجميع أنها بخير.
ـ ألا تجدين ذلك لطيفاً؟
و ابتسمت لها نانسي بابتهاج, فيما كانت ترفع الكعكة من الطبق....
فنظرة إلى والدة كول بانشداه, و هى لا تعي ما الذي قصدته بكلامها.
ـ إنه يكترث لأمرك يا عزيزتي.
و ابتسمت لها ابتسامة عطوفة للتأكيد على كلامها....
كانت ليز على شفير الانهيار فلم تشأ أن تجادلها....و تمنت أن يطرد كول من رأسه الفكرة التى زرعتها تارا فيه, عن سكرتيرته الخاصة, التى تسعى جاهدة للوصول إلى سريره بدلاً من إنجاز الأعمال الموكلة إليها.
نهاية الفصل السابع
قراءة ممتعة
|