المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
شتاء أليم
شتاء أليم
في هذا الشتاء القارص ... والصقيع الذي خيم علي معظم الدول العربية .. تجد الجميع وقد تدثروا بمعاطفهم كي يقضوا مصالحهم وهم حريصين علي أن يتم ذلك في أقصر وقت ممكن ... ومن ثم تجدهم في منازلهم يجلسون أمام المدفئة ويحتسون مشروبات ساخنة وينكمشون تحت أغطيتهم ... كل هذا دفعا للبرد الذي لم يعهدوه من قبل ... وفي الخارج تدوي العواصف .. ويتساقط الثلج .. والأمطار أيضا شاركت بجزء مهم من هذا الإحتفال الصاخب ... ومن الصعب أن تجد أحدا خارج المنزل في مثل هذا الوقت ... فالجميع يجلس أمام التلفاز مستمتعا بالدفئ وآمنا في منزله ...
أما في الخارج ... وسط الرياح والعواصف ... وسط البرد والمطر ... والثلوج التي تغطي كل الموجودات وتفرض جبروتها علي الأجواء ...
يوجدا أناس ينامون علي أرصفة الطريق ... أناس يتجمدون من البرد .. يوجد أطفال يبحثون دون جدوي عن ملجأ دافئ يقيهم هذا البرد القارص ... يوجد أطفال يموتون من البرد بينما أنت أمن في منزلك ... تحتسي مشروبك الساخن وتتسامر مع عائلتك ... غير مهتم بما يحدث في الخارج وكأن من بالخارج ليسوا بشرا أصلا ...
ألم تفكر يوما بأن تساعدهم ... أن تمد لهم يد العون ... منذ أيام قليلة شاهدت صورة لطفل في الشارع يتكور حول نفسه محاولا أن يجلب بعض الدفئ الذي لم تجلبه ملابسه البالية ... وكل ما فعله هذا الشخص الذي رأه أن صور الطفل في برود ينافس الثلج المتساقط ومضي في حال سبيله ... ولم يفكر حتي بأن يشتري له معطفا بسيطا يقيه هذا الطقس .. ومن ثم وضع الصورة علي الفيس بوك وقد وضع تعليقا يرثي فيه حال الطفل !!
ألهذه الدرجة من القسوة وصلنا ... هل إنعدمت مشاعرنا إلي هذا الحد ... أين الرحمة والإنسانية ... لقد تفوقنا علي الحيوانات في القسوة والبرود ...
أطفال سوريا في الملاجئ في مصر وغيرها من الدول العربية يتساقطون موتي من البرد ... أطفال في عمر الزهور يموتون بسبب التجاهل وإنعدام المشاعر الذي وصلنا له ... وبينما نحن ننام هانئين في منازلنا ... يتجمدون هم في صمت ويحملون إلي المقابر في الصباح ...
وكل ما نفعله هو أن نتصعب عليهم في مواقع التواصل الإجتماعي .. ونبدي أسفنا علي موتهم ... ونتظاهر بالحزن قليلا ... ثم نذهب لننام مرتاحي الضمير وكأننا قد فعلنا واجبنا ....!!!
لابد من أن نفيق قليلا من الذي نحن فيه ... أن نتوقف قليلا لنضع النقاط علي الحروف ... أن نقف مع أنفسنا ونفكر مليا لندرك كيف وصلنا إلي هذه الدرجة ...
وأسأل الله أن يرحم هؤلاء المشردين المعذبين ... وأن يجزيهم خيرا في جنته ...
اللهم آمين ..
خوآآطر إنسآآنة
|