كاتب الموضوع :
الاميرة الاسيرة
المنتدى :
تقاليد وشعوب
رد: الحضارة اليونانية
أثينـا…أسطورة إغريقية لا تموت
سحرها الأخاذ يعانق غناها الثقافي ليشكلا معاً مدينة من أجمل وأعرق المدن الأوروبية، مدينة حضنت الفلاسفة والعظماء، وسحرت الكتاب والشعراء.. إنها أثينا، صاحبة التاريخ الطويل والعريق الغني بالأساطير الإغريقية، مسقط رأس الديمقراطية، ومهد الحضارة الغربية، كما تُعدّ، أيضاً، مسقط الألعاب الأولمبية قديماً وحديثاً. إنها بحق جوهرة نادرة تتألق تحت سماء اليونان وتجذب الملايين.
توجد أسطورة إغريقية عن سبب تسمية أثينا بهذا الاسم. وكانت هذه الأسطورة رائجة بين الأثينيين القدماء حتى أنها كانت ممثلة بمنحوتة على الواجهة الغربية للبارثينون. تقول الأسطورة أن كلا من الآلهة أثينا (ميثولوجيا) وبوسايدون طلبا أن يكونا أسيادا للمدينة ويطلقا اسميهما على المدينة، فتنافسا لنيل هذا الشرف، بعرض هذية على المدينة من كل منهما. أخرج بوسايدون نبع مياه مالحة بضربه للأرض برمحه ثلاثي الشعب ليجسد قوة البحار. بينما تقول أساطير أخرى أنه قدم للمدينة جيادا كونها من زبد البحر. على الناحية الأخرى تقول الأسطورة أن أثينا خلقت شجرة الزيتون وقدمتها للمدينة لتكون رمزا للسلام والازدهار. قبل الأثينيون بقيادة حاكمهم كيكروبس شجرة الزيتون وسموا المدينة على اسم الآلهة أثينا.
أما أثينا القديمة
فقد كانت المركز الثقافي الرائد في العالم الإغريقي، ففيها عاش معظم الكتاب الإغريق المبدعين الذين ألَّفوا في الفن المسرحي والتاريخ والشعر والفلسفة وقد ظل أثرها باقيًا على الآداب والعلوم حتى اليوم. فمن روائييهم المشهورين إيسخيلوس وسوفوكليس إفربيدس، ومن كتاب الكوميديا أريسطوفانيس، ومن الفلاسفة سقراط وأفلاطون، ومن المؤرخين ثوكيذيذس ومن الخطباء ديموسثينيس، ومنها أيضًا المعماريون أمثال فيدياس وغيره من المعماريين الذين بنوا الروائع الفنية الكلاسيكية التي ظلت آثارها باقية حتى اليوم. كما أن ديمقراطية أثينا كانت مثالاً استقى منه صانعو القوانين الكثير، وظلت مصدر وحي لهم لعهود طويلة.
ولعل كل هذا هو الذي جعل بيركليس، أحد ساسة أثينا المحنكين يسميها مدرسة اليونان . والواقع أن أثينا كانت أكثر من ذلك؛ فقد كانت، من أوجه كثيرة، المكان الذي وُلدت فيه الحضارة الغربية.
ومن علماء اليونان في التاريخ القديم الذين كان لهم الأثر الكبير في العلوم والرياضيات
فيثاغوراس , إفكليذيس , أرخميذيس , ثاليس , إيبوقراطيس
تتمركز الحياة في مدينة أثينا الحديثة حول ثلاثة ميادين رئيسية هي ميدان سينداغما وميدان أُمونويا، وميدان موناستيراكي. ويشكل ميدان سينداغما ـ الذي يُعرف أيضًا باسم الميدان الدستوري ـ المركز الإداري للمدينة. وهو مواجه لمبنى البرلمان (القصر الملكي سابقًا)، والذي أعلن من شرفته دستور أثينا عام 1843م. ويحرس هذا المبنى، ونصب الجندي المجهول، مجموعة مخصوصة من الجند، تسمى إفزونز، يرتدون زيًا تقليديًا زاهي الألوان،
وتقف مباني الفنادق والمكاتب في مواجهة الميدان أيضًا.
أما ميدان أُمونويا ـ ويعرف أحيانًا بميدان الكونكورد ـ فيقع على بعد كيلو متر واحد شمال غربي ميدان سينداغما، وتفصل بين الميدانين منطقة السوق والمحال التجارية والمطاعم. كما أن الشوارع الرئيسية وخطوط المركبات العامة تتفرع من ميدان أمونيا.
وإلى الجنوب من هذا الميدان يقع ميدان مونا ستيراكي ـ وهو قلب منطقة السوق القديم ـ ويحيط به عدد كبير من الحوانيت الصغيرة، وأماكن البيع المكشوفة ومحلات بيع الصحف، وإلى الشرق منه توجد منطقة بلاكا التي يرجع تاريخها إلى عهد حكم تركيا لليونان، حيث كانت أثينا آنذاك قرية صغيرة، ولازالت هذه المنطقة تحمل سمات ذلك العهد التركي، التي تبدو في شوارعها الحجرية المتعرجة، وحوانيتها الصغيرة ومقاهيها الكثيرة.
يرتفع في الشمال الشرقي من أثينا جبل ليكابتس، وهو ذو شكل مخروطي، ويبلغ ارتفاعه نحو 280م، ويمكن رؤية كل المدينة من أعلاه، وإلى جنوبه توجد المنطقة السكنية الراقية المسماة كولوناكي.
|