كاتب الموضوع :
عصفورالجنة
المنتدى :
الشعر والشعراء
رد: ابيات من قصائد لنزار قبانى
جزء من قصيدة (البرتقالة)
يفاجئني الحبُّ مثلَ النبوءة حين أنامْ
ويرسمُ فوق جبيني
هلالاً مضيئاً ، وزوجَ حمامْ
يقولُ : تكلمْ !!
فتجري دموعي ، ولا أستطيعُ الكلامْ
يقولُ : تألمْ !!
أجيبُ : وهل ظلَّ في الصدر غير العظامْ
يقولُ : تعلمْ !!
أجاوبُ : يا سيدي وشفيعي
أنا منذ خمسينَ عاماً
أحاولُ تصريفَ فعل الغرامْ
ولكنني في دروسي جميعاً رسبتُ
فلا في الحروب ربحتُ ..
ولا في السلامْ ..
حين أحبكِ ...
يتغيرُ – حين أحبكِ – شكلُ الكرة الأرضيهْ ..
تتلاقى طرقُ العالم فوق يديكِ .. وفوقَ يديهْ
يتغيرُ ترتيبُ الأفلاكْ
تتكاثرُ في البحر الأسماكْ
ويسافرُ قمرٌ في دورتيَ الدمويهْ
يتغيرُ شكلي :
أصبحُ شجراً .. أصبحُ مطراً ..
أصبحُ ضوءاً أسودَ ، داخلَ عين إسبانيهْ ..
* * *
قصة قصيرة ..
لا تقنطي أبداً من رحمةِ المطر ..
فقد أحبكِ في الخمسينَ من عمري ..
وقد أحبكِ ، والأشجارُ يابسة والثلج يسقط في قلبي ، وفي شَعَري
وقد أحبكِ ، حين الصيفُ غادرنا
فالأرضُ من بعدهِ ، تبكي على الثمر
وقد أحبكِ ، يا عُصفورتي ، وأنا
محاصرٌ بجبال الحزن والضجر ..
قد تحملُ الريحُ أخباراً مُطمئنة لناهديكِ ، قُبيلَ الفجر ، فانتظري ..
لن تخرجي من رهان الحبّ خاسرة عندي تُراثي .. وعندي حكمة الشجر ..
فاستمتعي بالحضاراتِ التي بقيتْ
على شفاهي ، فإني آخرُ الحضر ..
* * *
أحلى خبر
كتَبْتُ (أُحبُّكِ) فوقَ جدار القَمَرْ
(أُحبُّكِ جدّاً)
كما لا أَحَبَّكِ يوماً بَشَرْ
ألمْ تقرأيها ؟ بخطِّ يدي
القَمَرْ فوق سُورِ
..و فوق كراسي الحديقةِ
فوقَ جذوع الشَجَرْ
..فوق الجداولِ ، فوقَ الثَمَرْ وفوق السنابلِ ،
..و فوق الكواكب تمسحُ عنها… غُبارَ السَفَرْ
حَفَرتُ (أُحبُّكِ) فوق عقيق السَحَرْ
..القَدَرْ حَفَرتُ حدودَ السماء ، حَفَرتُ
ألم تُبْصِريها ؟
على وَرَقات الزهَرْ
، و المنحدرْ على الجسر ، و النهر
على صَدَفاتِ البحارِ ، على قَطَراتِ المطرْ
؟ ألمْ تَلْمَحيها
على كلِّ غصنٍ ، و كلِّ حصاةٍ ، و كلِّ حجرْ
كتبتُ على دفتر الشمس
..أحلى خبرْ
(أُحبُّكِ جداً)
فَلَيْتَكِ آُنْتِ قَرَأتِ الخبرْ
حقائب البكاء
إذا أتى الشتاء..
وحركت رياحه ستائري
أحس يا صديقتي
بحاجة إلى البكاء
على ذراعيك..
على دفاتري..
إذا أتى الشتاء
وانقطعت عندلة العنادل
وأصبحت..
كل العصافير بلا منازل
يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي.
كانما الأمطار في السماء
تهطل يا صديقتي في داخلي..
عندئذ .. يغمرني
شوق طفولي إلى البكاء..
على حرير شعرك الطويل آالسنابل..
كمركب أرهقه العياء
كاطائر مهاجر..
يبحث عن نافذة تضاء
يبحث عن سقف له..
في عتمة الجدائل..
إذا أتى الشتاء..
واغتال ما في الحقل من طيوب..
وخبأ النجوم في ردائه الكئيب
يأتي إلى الحزن من مغارة المساء
يأتي كطفل شاحب غريب
مبلل الخدين والرداء..
وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب
أمنحه السرير .. والغطاء
أمنحه .. جميع ما يشاء
*** من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟
وكيف جاء؟
يحمل لي في يده..
زنابقا رائعة الشحوب
يحمل لي..
حقائب الدموع والبكاء
الدخول إلى هيروشيما
مبللٌ . مبللٌ
قلبي .كمنديل سَفَرْ
كطائر ..
ظل قروناً ضائعاً تحت المطر ..
زجاجة ..
تدفعها الأمواج في بحر القَدَرْ
سفينة مثقوبة
تبحث عن خلاصها ،
تبحثُ عن شواطىء لا تُنْتَظرْ ..
*
قلبي يا صديقتي !
مدينة مغلقة ..
يخاف أن يزورها ضوءُ القمرْ
يضجر من ثيابه فيها الضجرْ ..
أعمدةٌ مكسورةٌ
أرصفة مهجورة يغمرها الثلج وأوراق الشجَرْ ..
قبلكِ يا صغيرتي ..
جاءت إلى مدينتي
جحافل الفُرْس وأفواج التَتَرْ
وجاءها أكثر من مغامر ..
ثم انتحر ..
فحاذري أن تلمسي جدرانها
وحاذري أن تقربي أوثانها
فكل من لامسها ..
صار حجرْ ..
*
مدينتي ..
مالكِ من مدينتي ؟
فليس في ساحاتها ..
سوى الذُباب والحُفَرْ ..
وليس في حياتها
سوى رفيق واحدٍ .
هو الضجرْ ..
إلى تلميذة
قل لي - ولو كذباً- كلاماً ناعما قد كاد يقتلني بك التمثال
مازلت في فن المحبة .. طفلة
بيني وبينك أبحر وجبال
لم تستطيعي - بعد - أن تفهمي
أن الرجال جميعهم أطفال
إني لأرفض أن أكون مهرجاً
قزماً .. على كلماته يحتال
فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً
فالصمت في حرم الجمال .. جمال
كلماتنا في الحب .. تقتل حبنا
إن الحروف تموت حين تقال
قصص الهوى قد أفسدتك .. فكلها
غيبوبة .. وخرافة .. وخيال
الحب ليس رواية شرقية
بختامها يتزوج الأبطال
لكنه الإبحار دون سفينة
وشعورنا أن الوصول محال
هو أن تظل على الأصابع رعشة
وعلى الشفاه المطبقات سؤال
هو جدول الأحزان في أعماقنا
تنمو كروم حوله .. وغلال
هو هذه الأزمات تسحقنا معاً
فنموت نحن .. وتزهر الآمال
هو أن نثور لأي شيء تافه
هو يأسنا .. هو شكنا القتال
هو هذه الكف التي تغتالنا
ونقبل الكف التي تغتال
لا تجرحي التمثال في إحساسه
فلكم بكى في صمته .. تمثال
قد يطلع الحجر الصغير براعما وتسيل منه جداول وظلال
إني أحبك .. من خلال كآبتي
وجهاً كوجه اااا ليس يطال
حسبي وحسبك .. أن تظلي دائماً
سراً يمز قني .. وليس يقال
ماذا أقول له؟
ماذا أقول له لو جاء يسألني..
إن آنت أكرهه أو كنت أهواه؟
ماذا أقول : إذا راحت أصابعه
تلملم الليل عن شعري وترعاه؟
وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟
وأن تنام على خصري ذراعاه؟
غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله
ونطعم النار أحلى ما كتبناه
حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟
وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟
أما انتهت من سنين قصتي معه؟
ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟
أما كسرنا كؤوس الحب من زمن
فكيف نبكي على كأس كسرناه؟
رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياء رباه؟
هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معا ..كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره
وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..
ما لي أحدق في المرآة .. أسألها
بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت كآرهه؟
وكيف أكره من في الجفن سكناه؟
وكيف أهرب منه؟ إنه قدري
هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟
أحبه .. لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض . بعض من تخلينا
لو لم نجده عليها .. لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أهواه. إني ألف أهواه..
لا تحبيني
هذا الهوى .. ماعاد يغريني!
فلتستريحي.. ولتريحيني
إن كان حبك .. في تقلبه
ما قد رأيت .. فلا تحبيني
حبي .. هو الدنيا بأجمعها
أما هواك فليس يعنيني
أحزاني الصغرى .. تعانقني
و تزورني .. إن لم تزوريني
ما همني .. ما تشعرين به
إن افتكاري فيك يكفيني
فالحب وهم في خواطرنا
كالعطر ، في بال البساتين
عيناك .. من حزني خلقتهما
ما أنت ؟ ما عيناك ؟ من دوني
فمك الصغير.. أدرته بيدي
و زرعته أزهار ليمون
حتى جمالك ليس يذهلني
إن غاب من حين إلى حين
فالشوق يفتح ألف نافذةٍ
خضراء.. عن عينيك تغنيني
لا فرق عندي يا معذبتي
أحببتني ، أم لم تحبيني
أنت استريحي .. من هواي أنا
لكن سألتك .. لا تريحيني
تعود شَعري عليك
تعود شعري الطويل عليك
تعودت أرخيه كل مساءٍ
سنابل قمحٍ على راحتيك
تعودت أتركه يا حبيبي..
كنجمة صيفٍ على كتفيك..
فكيف تملُّ صداقة شعري؟
و شعري ترعرع بين يديك..
النقاط على الحروف
لا تكوني عصبيه !!
لن تثيريني بتلك الكلمات البربريهْ
ناقشيني بهدوء ووديهْ
من بناكان غبياً ؟
يا غبيهْ ..
إنزعي عنك الثياب المسرحيهْ ..
وأجيبي ..
من منا كان الجبانا ؟.
من هو المسؤول عن موت هوانا ؟.
من بنا قد باع الثاني .. القصور الورقيهْ ؟
من هو القاتل فينا والضحيهْ ؟.
من تُرى أصبح منا بهلوانا ..؟
بين يوم وعشيهْ ؟
*
إمسحي دمع التماسيح ..
وكوني منطقيهْ ..
أزمة الشكّ التي نجتازها
ليس تنهيها الحلول العاطفيهْ ..
أنت نافقت كثيرا ..
وتجبّرت كثيرا ..
ووضعت النار في كل الجسور الذهبية
أنت منذ البدء ، يا سيدتي
لم تعيشي الحب يوماً ..كقضيهْ
دائماً . كنت حائرةً في أبجديَّهْ ..
قشة تطفو ..
على وجه المياه الساحليه .
كائناً ..
من غير تاريخ .. ومن غير هويهْ ...
لا تكوني عصبيهْ !
كل ما أرغب أن أسأله .
من بناكان غبياً ...
يا غبيه ؟
|