كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1045-وحدها في شهر العسل - لاي مايكلز- د ن
كان شعرها قد جف تقريبا لكنها جلست هناك برهة أخرى من الوقت وهي تمرر الفرشاة عبر كل عقدة في شعرها حتى أصبح شعرها كله بلونه الأشقر أملس يلمع فوق كنزتها ذات اللون الأزرق الفاتح ثم وضعت الفرشاة جانبا وأخذت تحدق الى لهب النار محاولة ان تقدر الى متى قد يستمر هذا.
برغم سكون الريح لم يكن عليها ان تبحث بعيدا عن شاهد لتعرف ان الحرارة لم ترتفع كثيرا فالنوافذ ما زالت مغطاة بالجليد كانت تعرف ان الطاقم المسئول عن الطرق في منطقة هاموند قد بدا ينثر
الرمال والملح لمجرد ان ابتدأت العاصفة وفي هذا الوقت تكون الشوارع قد استعادت حالتها الطبيعية تقريبا لكن هنا فثمة العديد من الطرقات والمقيمون في هذه المنطقة قلائل جدا لجعل ذلك النوع من التدابير حيز التنفيذ فيما ان اقرب جار لهما يبعد ميلا والكوخ مقفل كليا في خلال فصل الشتاء فسيكون عجبا اذا شاهدا شاحنة صيانة في دارهما قبل شهر أيار وبالطبع سيذوب الثلج طبيعيا حينها بل قبل ذلك بكثير وبمجرد ان تشرق الشمس يبدأ الثلج بالذوبان ...
لم تسمع وقع خطوات سبانس عندما عاد ولم تشعر بوجوده حتى في الغرفة الرئيسية ألا عندما دخلت هبة من الريح الباردة عبر الباب الأمامي وصفعتها . فقالت – هيه . ورفعت عنقها في محاولة لترى الى ما ينظر ثم أضافت – انت تخرج كل الحرارة من الغرفة .
أجابها – كنت أحاول ان استطلع الطريق . ثم أغلق الباب بقوة .
قالت شرلي في نفسها أنها يجب ألا تنالها الدهشة ان وجدت رغبته في الهروب شديدة كما تشعر هي تماما . فقالت – لا تأمل كثيرا فلقد سمعت جوبا كستر يقول ذات مرة أنهم يتحلون بالأيمان في ذوبان الثلج هنا .
رفع سبانس حاجبيه بفضول وسألها – ماذا يعني ذلك ؟
قالت – كما شرح الأمر ان القدرة الإلهية أسقطته وسيذوب في أوانه وأظن ان الأمر يصبح صحيحا أكثر عندما يتحول الثلج الى جليد . الامل المفقود
هز سبانس كتفيه بلا مبالاة وقال – لنخرج ونر ما هي عليه .
قالت شرلي – خذ راحتك والتقطت فرشاتها مرة أخرى . اقترب ليقف بالقرب منها قدماه متباعدتان ويداه ملتفتان على صدره وقال – قد تكون فكرة حسنة ان نترافق .
- لماذا ؟ حتى نسقط أرضا معا ؟
- ان الهواء المنعش والحركة سيفيداننا كلينا .
- قالت وقد خطر ذلك على بالها – وماذا عن زكامك ؟
- هز سبانس كتفيه بلا مبالاة وقال – أني اشعر بتحسن اليوم يبدو ان الأمر لم يكن زكاما فعليا بل كان من التعرض للرياح وهطول الأمطار .
قالت شرلي بتهكم – وهكذا فانك حالما شعرت بتحسن تريد ان تخرج لتتعرض مجددا لذلك.
قال – ماذا انت . على اي حال ؟ كسولة ؟ وانحنى ليمسك بمعصمها وقبل ان تدرك شرلي ما كان يقوم به نهضت على قدميها وأضاف – قليلا من المشي سيفيدك كثيرا وسيجعلك تتمتعين بطعامك أيضا . وقادها نحو الباب الخلفي ولف شالا على وجهها .
قالت شرلي بصوت مكتوم – لقد سبق ان فعلت ودفعت الشال عن فمها .
قال سبانس بتأمل – ذلك صحيح انت واحدة من النساء القلائل اللواتي اعرفهن لا يتذمرون دائما من كمية الحراريات التي يحتويها اي طعام .
قالت وهي تضع معطفها لقد أخبرتني شارلوت مرة ان مراقبة زيادة الوزن موضوع مضجر كليا لكل الناس ما عدا من يعنيه إنقاص وزنه لذا على السيدة المحترمة ألا تجادل فيه .
قال – تهانينا لــ شارلوت واقفل سحاب معطفه وفتح الباب .
ارتجفت شرلي وتناولت زوج واقي الأذن الصوفي من جيبها وان سكنت الريح لكن صفعة البرد ما زالت موجودة فقد بدت غير مستحبة بعد الدفء المريح في الكوخ .
كانت قدماها غير ثابتتين على الأرض المغطاة بالجليد واستندت بإحدى ذراعيها الى كومة الحطب وفكرت متعجبة كيف ان سبانس لم يسقط أرضا برغم عدد المشاوير التي قام بها الى هنا لجلب الحطب للنار أنها ما كانت تستطيع المشي برغم أنها تستطيع ان ترى تماما أين تضع قدميها . كيف استطاع السير في الظلام ويداه مليئتان بقطع الحطب ؟
استطاعت شرلي ان تصل الى السلالم وتهبطها ثم توقفت لتنظر حولها .
كانت الغيوم الداكنة لا تزال تظهر في السماء ولولا إشراق نور الشمس لبدت كل الألوان مأخوذة من الطبيعة فقد كانت الطبيعة تبدو صورة أحادية اللون تماما وكل ما فيها باللونين الأسود والأبيض وظلال رمادية كثيرة . كانت الطبيعة ساكنة ولم تر اي اثر للحياة لحيوان او طير او إنسان .
قال سبانس – مكان رائع لإيقاف سيارة يا كولينز . واستدارت بسرعة وكان عليها ان تبذل جهدا للمحافظة على توازنها . انحرفت عن مكانها بنحو قدمين حيث اتجهت مباشرة نحو باب المقعد الذي بجانب السائق . الامل المفقود
كان سبانس متكئا الى حاجز الدفاع الأمامي وقد لف ذراعيه على صدره وسألها بتهذيب – الم تفكري انه قد يكون من الأفضل ان توقفي السيارة على ارض صلبة بدلا من قيادتها الى أسفل الهضبة وإيقافها على بقعة من العشب ؟
قالت – أمر ظريف ان يقول ذلك شخص ترك سيارته في حفرة .
قال – لم افعل ذلك عن عمد وأريدك ان تعرفي أني قدتها الى مسافة ابعد مما يمكن اي سائق عادي ان يفعل .
تمتمت شرلي قائلة – من المرجح ان السائق العادي كان ليكون ذكيا كفاية ليستدير عائدا .
قال سبانس بهدوء – لم يكن هناك مكان متسع لذلك ألا كنت فعلت ذلك .
عندها لكانت وحيدة هنا ولم يكن هناك بالطبع اي فائدة من التفكير على ذلك النحو .
درست الهضبة التي أوقفت فيها السيارة كان سبانس محقا في شان الهضبة لماذا لم تأخذ بعين الاعتبار تلك الحقيقة ليلة وصولها ؟ فقالت – لم يكن هناك جليد تحتها كان في أمكاني أخراجها ...
قال – وأي فائدة من ذلك في اعتقادك ؟ اعتقد ان سيارتك ستبقى فترة هنا ألا اذا كان في إمكانك أحداث قوة دافعة كافية في اقل من عشرين قدما لتصعد فوق تلك الهضبة .
فكرت شرلي في محاولة دفعها للخروج من هناك . ثم أدركت ان تلك فكرة لا جدوى منها . فهزت كتفيها بلا مبالاة وقالت بلهجة بدت معتذرة – كل ما فكرت فيه تلك الليلة هو أخراج حوائجي ووضعها في الداخل قبل ان يغمرني الماء ولم يخطر في بالي ان الماء سيتحول الى جليد .
تنهد سبانس وقال – حسن لقد حصل ما حصل ألان دعينا نذهب ونرى الى اي حد تضررت سيارتي.
لم تجد شرلي في نفسها شجاعة لتعارض ذلك . كما وإنها في أخر الأمر في وضع يكاد لا يسمح لها بانتقاد أفكاره المجنونة لو أنها كانت مدركة أكثر بقليل لكان لديهما . على الأقل أمل في الخروج من هنا بسرعة وقالت في نفسها – إضافة الى ان سيارة سبانس قد لا تكون في بقعة سيئة جدا كما يعتقد فكل شيء يبدو اسواء في الظلام اليس كذلك ؟ ربما يستطيعان أخراجها من الحفرة ألان والعودة فورا الى المدينة .
حالما يصلان الى الطريق المفروشة بالحصى سيكون السير بعدها أسهل نوعا ما كانت الحجارة مغلفة بالجليد وزلقة لكنها على الأقل لم تكن كالسير على صفيحة من الفولاذ المصقول وبدت التلال الصغيرة من ناحية ثانية كبيرة بعد غلاف الجليد الذي غطاها . كانت شرلي تتنفس بصعوبة في الوقت الذي وصلا فيه الى قمة أول منحدر وجعلها الهواء القارس تشعر بألم في صدرها فسألته :- أما زالت المسافة بعيدة ؟ الامل المفقود
هز سبانس رأسه وأجابها قائلا – لست متأكدا كنت قد بدأت بعد التلال لكن ذلك اخذ يوقع الأسى في نفسي فتخليت عن الفكرة .
|