كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1045-وحدها في شهر العسل - لاي مايكلز- د ن
قالت – وخصوصا أني قد أنهيت غسلهما للتو ووضعت شرلي شطيرة في صحنه قائلة – رقائق التاكو . الامل المفقود
هز سبانس رأسه وقال بمرح – كل وسائل الراحة المنزلية . وجلس الى الطاولة الصغيرة ولمسك بشطيرته . سالت شرلي – ما الذي يعنيه بقوله هذا ؟ منتجع مريح وامرأة شابة تهتم به من دون تعقيدات ؟ تلك الجملة جعلت جفون عينيها توخزها في شكل مؤلم فقالت – استنتج من قولك هذا ان كل شيء سيكون رائعا طالما دواء الالتهاب متوافر وأنا لم اتعب من الطبخ .
قطب سبانس حاجبيه قليلا بتجهم وقال – لم اطلب منك ان تهتمي بي يا شرلي .
كان صوته هادئا ومتزنا وكان عليها الاعتراف بحقيقة ما قاله وبرغم ذلك بقيت تشعر بقليل من السخط فقالت محذرة – لا تعتمد على استمرار ذلك .
قال – أني لست كذلك لكني ان أتسابق وإياك لأرى من يبادر أولا . وضع الشطيرة في الصحن ونظر أليها بتأمل وأضاف – مشكلتك انك معتادة تنفيذ كل نزوة لــ شارلوت حتى قبل ان يطلب منك ذلك .
- لو أني كنت أريد تحليلا عن عيوب شخصيتي يا سبانس ...
تجاهل مقاطعتها وأضاف – انك تذهبين مباشرة وتقومين بما تعتقدين انه يجب ان يكون ثم تتوقعين التصفيق استحسانا على حسن صنيعك ذاك هو ما يذهلني لم يبد قط ان شارلوت تقدر ما تفعلينه لذا لم يجب ان تتوقعي ان يلاحظ ذلك اي شخص أخر ؟
قالت – اللعنة يا سبانس ...
قاطعها قائلا – لا تسيء فهمي أني لا اعني ان أعمالك الطيبة لا تستحق القيام بها على الأقل في بعض الأوقات أني لا اعني بالتأكيد أني لم اقدر تحضيرك الغداء . وأشار الى صحنه وأضاف – ما قصدته فقط هو ان السيدة الكريمة قد تجد بعض الصعوبة في المحافظة على المستوى الذي وصلت اليه .
حدقت شرلي اليه لحظة طويلة وقالت بلطافة – أتعرف يا سبانس ؟ بدأت اشعر بالغبطة لأننا علقنا معا هنا في الغابة .
قال وقد بدا حذرا – آه .
قالت – يومين على هذا المنوال وسأكون قطعا مسرورة لأنك لم تعطني تفسيرا عن قصتك الصغيرة مع وندي لأنك ان فعلت ذلك لكنت فعلا غفرت لك . ووضعت كوب الحساء على الطاولة بقوة مما جعل بعض ما في داخله ينزلق على حافة الكوب .
ومن دون ان تطرف عينا سبانس قال – لا تستطيعين تحمل فكرة انك لست كاملة اليس كذلك ؟
أجابته – أنا ؟ كاملة ؟ هل أصابك الجنون ؟ ان حكمك يثير القرف أتعرف ذلك يا سبانس ؟ بعد ما فعلته لماذا تعتقد ان لك الحق في انتقادي ...؟
وخانتها الكلمات وما نفع ذلك على اي حال انه لن يدرك ابدأ ما الذي تقصده .
ومن دون ان تمس شطيرتها عبرت بسرعة الى زاوية الغرفة الرئيسية وابتعدت قدر المستطاع عنه من دون ان تغادر الى غرفة النوم وارتمت بقوة على المقعد وقد أدارت ظهرها له .
ساد الصمت ما عدا صوت اشتعال المازوت المنتظم في المدفأة وعويل الريح حول الكوخ .
كان قد مر نحو ربع ساعة عندما سمعت شرلي صوت انفتاح الباب فقفزت عن كرسيها بحركة سريعة مهما كان نوع الخلاف بينهما لا تستطيع ان تدعه يسير مسافة ميل ليصل الى منزل أل باكستر انه لا يعرف تماما أين يقع المنزل ومع زكامه ودواء الالتهاب الذي أعطته إياه وقد بدا ياخد مفعوله ...
فكرت لكن لا شان لها لتتدخل فان كان مغفلا الى درجة ان يخرج وهو على حالته تلك فليس من شانها ان تحاول منعه عن ذلك كان على حق في هذا الشأن فهي ليست ممرضته ولا حتى خامته وليست المسئولة عنه أيضا .
فتح الباب مرة أخرى وظهر سبانس من جديد وهو يحمل حطبا بين ذراعيه ركل الباب ليغلقه وحمل قطع الحطب الى المدفأة . الامل المفقود
لم تستطع شرلي ان تقرر هل تؤنبه لأنه لم يضع معطفه عليه أم تخبره أنها سعيدة لأنه لم يذهب ابعد من ذلك لذا أطبقت شفتيها ولم تقل شيئا .
جلس قرب المدفأة وأضرم النار فيها فقد كان الحطب رطبا حتى في الباحة الخلفية وقد قاومت قطع الحطب الرطبة النار بعناد . ومر وقت قبل ان يتمكن سبانس أخيرا من انتزاع لهب صغير منها .
عندما ابتعد أخيرا عن المدفأة لم يعد الى الأريكة كما توقعت شرلي بل قدم ليجلس على ذراع مقعدها .
مالت بعيدا عنه بقدر ما تستطيع لكن الدفء ورائحة الدخان ممتزجين بعبير العطر الذي يضعه جذبا حواسها بقوة .
لم ينظر سبانس أليها كانت ذراعاه ملتفتين وقدماه متباعدتين ليتمكن من حفظ توازنه كان ينظر الى النار حين قال – أسف لا حق لي في ان انتقدك فليس من شأني كيف تتعاملين مع شارلوت .
قالت شرلي بصراحة – بالتأكيد لا .
تنهد سبانس وقال – انظري يا شرلي منطقة هاموند هي مدينة صغيرة يجب ان نكون
قادرين على مواجهة احدنا الأخر وهذا النوع من الحقد لن يسهل ذلك .
- انك على حق ربما كان عليك التفكير في ذلك قبل ان تتأبط ذراع وندي بزهو في حفلة زيادة رأسمال المنح المدرسية .
قال شيئا هامسا لم تستطع شرلي فهمه وقبل ان تتمكن من سؤاله عما كان ذلك كان قد استكمل حديثه قائلا – أني أسف ذلك القرار لم يدرس بدقة .
- ليس الى الحد الذي تقصده . لا .
ضاق فم سبانس وقال – على اي حال ألان وقد اعد تالي خاتم الخطبة فاني لا أدين لك بأي إيضاح .
لم تستطع شرلي ان تجادل في ذلك .
أضاف كنت أفكر فقط في أننا يجب ان نحاول ان نكون مهذبين تجاه بعضنا البعض هذا كل شيء .
مهذبين فكرت شرلي لو ان الأشياء كانت مختلفة لكانت في هذا الوقت عروسا في أوج تألقها ذاهبة لتلتقي الرجل الذي ستهبه حياتها وتساءلت ان كان سبانس قد لاحظ ذلك أيضا ورأى سخرية الأقدار الى اي حد قد وصلا من الوعد بالحب والرفقة مدى الحياة والى أخر محاولة في ان يكونا مهذبين تجاه بعضهما البعض ؟
ان اخدت كل الأمور بعين الاعتبار فلا عجب مطلقا ان يكونا سريعي الانفعال اليوم ووفقا لنوع الضغط الذي يشعران به كلاهما فقد كان من العجب ان شيئا لم ينفجر قبل ألان .
استنتجت شرلي برغم كل شيء ان سبانس كان محقا فمنطقة هاموند صغيرة جدا وبقدر ما تكون مشاعرهما تجاه بعضهما البعض واضحة وعنيفة يفسحان المجال أمام الناس للتحدث مما يجعل القصة الحزينة متداولة مدة أطول ولن لم يكن في مقدورهما التوصل فعليا الى تسوية مستقرة وهو ما يبدو غير مستحب . عندها يكون تظاهرهما بذلك البديل الوحيد .
تحركت بصعوبة في مقعدها غير قادرة تماما على أيجاد الكلمات التي تصف بها مشاعرها
لكن سبانس بدا وكأنه عرف في ما تفكر لذا قال – الأمر يستحق المحاولة اليس كذلك ؟
|