كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1045-وحدها في شهر العسل - لاي مايكلز- د ن
اعتذرت شرلي في الحال الى شريكها في الرقص وكانت قد خطت خطوتين فقط نحو حجرة الإيداع لإحضار معطفها عندما تدخل سبانس وسال بلطف – هل السيدة هدسون تحتاج حقا الى عناية شرلي أيضا ؟
بدا مارتن منذهلا فقال – لا اعتقد ذلك لكن ... الامل المفقود
- اذا ساتاكد من ان تصل شرلي الى المنزل بأمان .
- استدارت شرلي نحوه بتعجب كانت قادرة تماما على العودة الى البيت بمفردها اذا وصل الأمر الى هذا الحد . صحيح ان سيارتها ليست معها لكن عندها الكثير من الأصدقاء ومنطقة هاموند فيها سيارات أجرة ومع ذلك فقد كان من حسن انتباهه ان يعرض ذلك وبدأت كلامها قائلة – هذا لطف منك .
- ليس في ذلك اي إزعاج فان ذلك على طريقي .
ضايقتها قليلا عبارة الصرف تلك قبل ان تتمهل لتفكر فيها قالت شرلي بفظاظة – وماذا اذا كان يبعد ألاف الأميال ؟
نظر إليها لحظة بدت وكأنها لن تنتهي وقال بهدوء – سأكون سعيدا بالقيام بذلك على اي حال ليس من اجل عمك فقط .
ظهر فجأة شيء من الوقار والجدية في تينك العينين الرماديتين الداكنتين عندما نظر إليها الأمر الذي جعل شرلي تتنهد لتتنفس في ما لو قال ما نطقت به عيناه ...
لكن كل ما قاله كان – هل ترقصين معي ؟
هكذا بدأت قصتهما معا برقصة ونظرة وأمسية هادئة تغمرها السعادة تحولت فجأة الى شراب مليء بالفقاعات اللاهئة عندما انتهت الحفلة وأوصلها سبانس الى المنزل عرفت
شرلي ان هذا ما كانت تنتظره طوال الخريف .
سار معها حتى الباب الأمامي وفتحه لها ثم أعاد أليها المفتاح وبرغم أنها وضعت يدها على المقبض لم تدره . هل كانت هي وحدها تشعر بسحر في الهواء الليلة ؟ ولم يقم بأي حركة ليقبلها او حتى ليمسك بيدها وهما يسيران نحو المنزل قد تكون هذه الليلة الوحيدة التي تسهرها معه ولم تكن تريدها ان تنتهي لكن كم من الوقت تستطيع الوقوف هناك أملة؟
سألها – هل لي ان أراك ثانية ؟
خشيت شرلي ان تسمح لنفسها بالتفكير انه يعني ذلك حقا ربما شعر ان عليه ان يقول شيئا ما ليحطم جدار الصمت والكلمات كانت عادية جدا .
قالت بخفة – على القول انه لا يمكنك تحاشي ذلك نظرا الى الظروف الراهنة .
لم يكن ذلك ما قصدته يا شرلي .
كان هناك رنة غريبة في الطريقة التي لفظ بها باسمها فهمست قائلة – ارغب في ذلك وقد دهشت هي نفسها بعد ذلك لأنها مررت شفتيها في ذلك الحين على الغمازة في ذقنه وقد أخذت بالطريقة التي قبلها بها في المقابل . الامل المفقود
لقد بدا الأمر بهذه البساطة وفي غضون أيام أصبحا حديث الناس في المدينة وبعد اقل من أسبوع كانا يمضيان معا كل ليلة تقريبا .
بينما كانا يحتسيان عصيرا في نادي البلدة في أحدى الليالي ضمها اليه قائلا . وفي صوته نبرة متوترة – اعتقد أني مجنون حتى في ان اريك هذا لكن ... وسحب من جيب سترته علبة صغيرة بنفسجية اللون .
اتسعت عينا شرلي دهشة عند رؤيتها الحجر الماسي وقد وقع عليه الضوء الخافت الحالم الذي ينبعث من الشمعدان القريب وقد تحول شعاعه الى أقواس قزح متراقصة .
أغلق سبانس العلبة وقال بصعوبة – لا أريد ان اضغط عليك لكني أتمنى ان ترغبي في ان تضعيه يوما في أصبعك وهكذا ... ومرر يده في شعره .
ثم أضاف – أني تصرفت بغباوة انسي الأمر .
أمسكت بيده من دون ان تراها من دموع الفرح التي ملأت عينيها وقالت بصوت منخفض – لكني لا أريد ان أنسى ذلك يا سبانس ان نعم سأتزوج منك ...
فكرت شرلي – انه لأمر مضحك لقد لاحظت ألان فقط انه لم يتقدم فعليا في طلب يدها .
تقلبت بتململ في السرير البارد . وفجأة لم تعد متضايقة من خشونة الملاءات التي ما زالت متجمدة فحرارة جسدها لم تبدأ بعد في تخفيف حدة برودتها . وكيف دلك وقلبها كان أكثر تجمدا من شدة الألم .
لقد وافقت على عرض الزواج لم يعرض عليها فعليا فكل ما قام به سبانس هو أخبارها انه قد يتقدم يوما الى الزواج منها لكنها أجابت عن سؤال لم يطرح عليها ووافقت على طلب لم يقدم إليها وذكرت نفسها انه لم يكن حزينا تجاه ذلك ومع ذلك ماذا كان يفترض بالفتى المسكين ان يفعل ؟ ان يخبر قريبه رئيسه في العمل انه لم يعن ذلك تماما بعد ما حصل ؟
دفعت بالوسادة فوق رأسها لكن ذلك لم يساعدها في أخفاء عذابها هل شعر انه وقع في
شرك ؟ وان كان الأمر كذلك فهل أراد من دون وعي منه على الأقل ان يمسك متلبسا ذلك اليوم في الكوخ ؟ هل أراد ان يفر هاربا قبل فوات الأوان ؟
لم تفكر شرلي في ذلك المخطط من قبل وقد جعلها ذلك مشمئزة قليلا لأنه كان التفسير المنطقي الوحيد الذي استطاعت ان تجده وعلى اي حال . لماذا احضر وندي الى المنزل ؟ لقد سالت نفسها ذلك السؤال ألف مرة لماذا لم يفكر في ان ياخد الفتاة الى فندق او الى شقته بدلا من ان يحضرها الى كوخ البستاني الى المنزل الذي سيتشارك فيه مع عروسه ؟ لا بد انه كان يعرف ان شرلي قد تمر من هناك ... الامل المفقود
غفت أخيرا لكن نومها كان نوما خفيفا يزعجه تساقط تهاطل المطر بقوة على السقف المصنوع من الصفيح حتى أنها فكرت مرة في خلال الليل أنها سمعت صفق باب لكن ذلك لا يمكن ان يكون فقد تحققت من جميع الإقفال . لابد انه غصن انكسر وسقط على جانب الكوخ . على اي حال كانت متعبة والكوخ بارد جدا لتنهض وتبحث عن أشياء غريبة صدف أنها سقطت في الليل .
عند الصباح كان جنون العاصفة قد رحل لكن السماء ما زالت داكنة اللون وكئيبة وانسلت شرلي من الفراش رغما عنها قالت في نفسها قد تكون الغرفة الرئيسية أكثر دفئا سترتدي ملابسها بسرعة ... او قد لا تزعج نفسها بذلك تناولت رداء سميكا من حقيبتها وانتعلت حذاء فرو خفيفا وقررت ان تشعر بالدفء أولا ثم تكون عندها الشجاعة لارتداء ملابسها .
كانت الغرفة الرئيسية أكثر دفئا . لكن ليس بكثير وبقايا النار كانت باردة ورمادية لربما كان عليها ان تبقى حتى تخمد النار كليا لكي تتمكن من أقفال الصمام المنظم . ما من شك ان كل الحرارة قد خرجت من هناك مباشرة نحو المدخنة بالإضافة الى ذلك ان مدفأة المازوت تبدو مضحكة . فقد كانت تصدر صفيرا غريبا وخافتا .
لاحظت انه لم يكن صفيرا بل غطيط ولم يكن مصدره المدفأة بل الأريكة القريبة منها .
الغطيط يعني وجود شخص ... وقالت في نفسها – لا ريب انه مسافر داهمته العاصفة .دخل الى الكوخ ظنا منه انه شاغر لربما كان ذلك الصوت الذي سمعته في الليل ناجما عن تحطم زجاج النافدة ان تحطم الزجاج هو بالتأكيد المسئول عن انخفاض الحرارة في الغرفة لكن اي نوع من المسافرين قد يخرج في تلك العاصفة ليلة البارحة يبحث عن مأوى في كوخ منعزل بعيد عدة أميال عن اي مكان ؟ إنسان لا منزل له ؟ مجرم فار ؟
سارت على رؤوس أصابعها عبر الغرفة ونظرت من فوق مسند الأريكة الى زائرها غير المرتقب ... والتقطت أنفاسها وكادت تفقد توازنها لقد كان اختيارها الوحيد ...
لقد كان ممددا على جانبه وأحدى ذراعيه ملقاة فوق رأسه وملاءة هندية زاهية اللون مرفوعة حتى ذقنه . كانت الملاءة قصيرة جدا وقد بقى نحو اثني عشرة بوصة من رجليه دون غطاء لم يزعج نفسه بخلع حذائه وكان شعره الأسود أشعت وكأنه تبلل بالماء ثم ترك ليجف وحده .
طرفت شرلي عينيها ونظرت ثانية وشعرت وكان معدتها تدور ببطء في حركة تقلب مزدوجة لا ان عقلها لا يخدعها فالرجل النائم على الأريكة نوما عميقا أمنا كان سبانس غرينفيلد حقا . الامل المفقود . رياحانة . زهرة منسية . جنى وكرمه . saeda45
انتهى الفصل الثالث ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
|