كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1045-وحدها في شهر العسل - لاي مايكلز- د ن
الفصل الاول ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
أثار انتباه شرلي صوت منبعث من أخر الغرفة فرفعت عينيها عن الورقة التي تصححها ونظرت لقد شارف عصر يوم الجمعة نهايته لم يبق سوى عشر دقائق قبل العطلة ولن يدهشها ان شعر طلابها في الصف الثاني بالتعب لكن عشرين تلميذا كانوا قد انحنوا منكبين على إنهاء امتحان الرياضيات و ...زهرة منسية
لا صححت شرلي لنفسها تسعة عشر طالبا فقط يجرون امتحان الرياضيات فواحد منهم كان يستعمل ورقة الامتحان لصنع طائرة ورقية . تنهدت وطلبت منه ان يحضرها الى طاولتها وقالت له – ان أنهيت امتحانك يا جوش يمكنك بهدوء تام ان تقوم بعمل أخر .
ابتسم لها جوش ابتسامة عريضة أظهرت أسنانه المتباعدة وسوى ورقة امتحانه ثم توجه نحو النافدة قرب طاولتها وبعد لحظة قال بصوت مرتفع – آنسة كولينز انظري الى الطائر الأحمر الجميل .
نظرت شرلي الى الوعاء الذي يوضع فيه طعام العصافير خارج النافذة مباشرة كان الأطفال يملاؤنه صباح كل يوم وها قد كوفئت جهودهم في فصل الشتاء واليوم عصفور ذو زغب قرمزي مشرق اللون يسوي ريشه فيما يتناول بعضا من طعام العصافير .
سالت جوش – هل تتذكر ماذا يدعى هذا العصفور ؟
تجهم وأخيرا هز رأسه نافيا . الامل المفقود
قالت – انه يدعى الكردينال يمكنك معرفة ذلك من منقاره البرتقالي اللون والعرف الغريب الشكل على رأسه وألان هل يمكنك ان تتذكر ان الكاردينال الأحمر ذكرا أم أنثى ؟
زال تجهم جوش وقال – أنها أنثى لان الفتيات يرتدين دائما ألوانا جميلة تقدم نحو طاولتها وربت على كم كنزتها الزرقاء الجميلة وأضاف – وهن يشترين أيضا الأشياء البراقة جدا مشيرا الى الماسة المتلألئة في الخاتم الذي تلبسه في أصبع يدها اليسرى وتابع قائلا – وبالرغم ذلك لا اعرف لم عليهن القيام بذلك ؟
حركت شرلي يدها حتى وقعت أشعة الضوء على الماسة أنها تشع بالتأكيد حتى تحت أضواء الفلورسان الباهتة في غرفة الصف ولكنها لم تكن براقة كعيني سبانس في الليلة التي وضع فيها الخاتم في أصبعها ... ليس هذا وقت الأحلام تذكرت وقالت – هل أنت متأكد من نظريتك عن الألوان يا جوش ؟ فليست صحيحة دائما في ما يخص الطيور على الأقل فعصفور الكردينال هذا ذكر .
قال – حقا ؟ انه صبي ؟ أمر مثير . لمعت عيناه واتجه عائدا نحو النافذة .
حولت شرلي نظرها نحو ورقة امتحانه لم تخف عليه حتى الأسئلة الدقيقة حسن هذا أمر أخر عليها
أضافته الى لائحة أعمالها في خلال عطلة الأسبوع هذه عليها التفكير في نصف دزينة من الطرائق الجديدة لتتحدى جوش في الرياضيات الأمر الذي قد يجعلها تتخطى أسبوعا أخر من الأيام الدراسية في المدرسة ان حالفها الحظ . عطر المحبة
انهالت أوراق الامتحانات على طاولتها كالسيل فيما ارتفع الضجيج في الغرفة عندما تحول الطلاب الى القيام بنشاطات أخرى وفي الوقت الذي رن فيه الجرس معلنا انتهاء الحصة كان طالبان فقط ما زالا يعملان لإنهاء ورقتي امتحاناتهما مما جعل شرلي تحتهم على إنهاء ذلك لقد تأخرت قليلا هي نفسها في التوجه الى الملعب لمراقبة الطلاب وكانت لا تزال تزرر معطفها وهي تدفع باب غرفة الصف وراءها لتغلقه . الامل المفقود
توقفت أيمي هوول المعلمة الثانية لطلاب الصف الثاني في الرواق ضحكت وقالت بابتهاج – لقد اثبت لي ذلك ان محاولة أخفاء شيء عنك هو أسوا من خداع طلابي الصغار . وأخرجت علبة كانت ملفوفة بورق لماع وقد زينها قوس ابيض رائع من الجهة العليا .
نظرت شرلي إليها بشك فقد كان واضحا من الطريقة التي كانت تحمل بها أيمي العلبة ان وزنها خفيف جدا ثم قالت – ما هي المناسبة ؟
قالت أيمي متاؤهة – ستتزوج الفتاة بعد أسبوع أو يزيد قليلا وتسالين ما هي المناسبة ؟ لم يكن في استطاعتي إعطاؤك هذه في خلال الحفلة التي أقيمت لك هنا بالأمس لان مدير المدرسة ان رآها فسيصاب بنوبة قلبية .
قالت شرلي وقد ارتفع حاجباها قليلا – اذا يجب إلا افتحها أمام الطلاب أيضا كما اعتقد .
وتمتمت أيمي قائلة – أو أمام عمتك شار لوت لا تبدو لي أنها من النوع الذي يقدر هذا النوع من الهدايا .لكني أراهن على ان سبانس يفعل ذلك . سأتركها لك على طاولتك .
ضحكت شرلي ودفعت الباب الزجاجي أمامها والذي يؤدي الى الملعب بدا كل شيء طبيعيا صرخات طفولية تتصاعد من ناحية العمود حيث الحبل المشدود ومجموعة من الفتيات يقفزن بمرح على الحبل وبعيدا في زاوية عدة فتيات يمشين في صف واحد الى الأمام ثم الى الوراء وكل واحدة منهن تضم يديها الى صدرها وكأنها تتضرع وقد ملن برؤوسهن قليلا فيما أقدامهن الصغيرة ترتفع عن الأرض لتضرب ارض الملعب بإحكام . جنى وكرمه
واستنتجت شرلي انهن يلعبن لعبة الزفاف . فقد كانت لعبة شائعة في هذا الملعب خاصة منذ أكثر من شهرين وبعد عطلة رأس السنة مباشرة عندما أخبرت شرلي تلامذتها في احد الأوقات التي يتشاركون فيها الحديث معا أنها ستصبح بعد عطلة الربيع السيدة غرينفيلد .
شهران وقت قصير للغاية لانجاز كل شيء وألان وقد أصبح يوم زفافها على الأبواب يصعب تصور ان تلك الأسابيع كلها قد مرت فبعد ثمانية أيام فقط ترتدي ثوب الزفاف الرائع أجمل فستان زفاف في الامل المفقود
العالم هذا ما قالته تلميذاتها أمس عندما طلبن منها بإلحاح ان تصفه لهن مرة أخرى وهي تسير نحو سبانس غرينفيلد حيث ينتظرها .
سبانس ذاك الرجل الوسيم الرائع الأنيق الذي يستطيع مناقشة اي موضوع من الفيزياء النوؤية الى نظرية النسبية والى حقيقة كيفية عمل الاقتصاد العالمي لكنه اختار ان يمضي بقية حياته مع امرأة تعريفها للعلوم هو تعليم جوش الفرق بين الكاردينال ونقار الخشب وتعتبر نهارها ناجحا اذا استطاعت تعليم تلميذ أخر ان يجري صرفا صحيحا للدولار .
ليس هناك شيء وضيع في عملها فان تعليم طلاب الصف الثاني يرسي دعائم موقف الطفل كله من طلب العلم والحياة وان كان ذلك ليس بالأمر المهم فان شرلي لا تعرف ما هو . بالإضافة الى ذلك فهي تحب البقاء مع الأولاد حيث اللا متوقع هو قاعدة النهار . كما ان ليس من خطب في تفكيرها رغم ان أيمي هوول عندها نظرة خاصة الى ذلك عبرت عنها بقولها أنها وهي في السابعة والعشرين من العمر تشعر أحيانا بعد نهار طويل وكأنها فقدت اتزان تفكيرها . هدى
كان في أمكان سبانس الزواج من أية فتاة أخرى ولم تكن شرلي متأكدة من انه لن يقوم بذلك حتى ليلة رأس السنة وسبب اعتقادها ذلك لم يكن تواعده مع فتاة أخرى بانتظام بل لأنه لم يكن يعيرها اهتماما خاصا كان يأتي الى العشاء بين الحين والأخر عندما كانت خالتها شار لوت تدعوه لذلك لم يكن ذلك يعني انه كان يأتي لرؤية شرلي . وقد يكون سبب ذلك ببساطة ان عمها مارتن هو رئيسه في العمل وبرغم أنهما كانا يجدان الكثير من الأمور ليتحدثا بها دائما في خلال تلك الاماسي لم يكن الحديث يتطرق الى الأمور الشخصية مجرد حديث حول السياسة والكتب والعلاقات الاجتماعية . الامل المفقود
حدث ذلك كله بالطبع قبل حفلة رأس السنة التي أقامتها الشركة ...
وربتت يد صغيرة على ذراعها وقد سألتها فتاة صغيرة قلقة – الم تسمعي رنين الجرس يا آنسة كولينز ؟
كان الأطفال قد اصطفوا عند المدخل ينتظرونها لتقودهم الى الداخل هزت شرلي رأسها لاستغراقها في تلك الأفكار .
كان قرارهما الإسراع في الزواج أمرا حسنا حتى وان تسبب بوقوع كارثة في جدول أعمالها طوال الربيع فالقيام بمراسم الزواج وقضاء شهر العسل في عطلة الربيع المختصرة ليس بالأمر السهل . لكنه أمر يستحق بذل الجهد . كان يوم الخميس المقبل هو أخر يوم من الدراسة قبل بدء العطلة فيوم الجمعة تقوم بجولة تسوق أخيرة وتتناول فيه الغداء بصحبة الشاهدة وتدخل بعده الحمام للتدليك وطلي أظافرها فالسبت هو يوم الزفاف وعندها يكون لديها أسبوع كامل بمفردها مع سبانس في ناساوا في منتجع أكدت لها الخالة شار لوت أنهما لن يريا فيه أحدا ان لم يرغبا في ذلك ما عدا المسئول عن خدمة الغرف .
أسبوع بكامله من دون ان يتطفل عليهما احد او يعكر صفوهما شيء .. أسبوع من السعادة ...
تبا . فكرت . ستضطر الى تمديد عطلتها من اجل قضاء أسبوع كامل في ناساوا وبما أنها لن تعود عندما يعاود الطلاب مزاولة دروسهم فعليها ان تحضر الدروس سلفا لتعطيها للمعلمة التي ستاخد مكانها لعدة أيام كيف استطاعت ان تنسى ذلك تماما ؟
ببساطة . منذ رأس السنة لم يكن متسع في تفكيرها لأي شيء سوى سبانس .
بعد ما دق الجرس معلنا نهاية اليوم الدراسي جلست شرلي الى طاولتها مرة أخرى وبدأت تعد خطة لتبقى صفا كاملا مليئا بالأولاد الفضوليين بأسئلتهم منشغلا طوال يومين كاملين .
أطلت أيمي هوول من الباب بعد نصف ساعة وقالت – أما زلت في صراعك مع الكتب ؟
أبعدت شرلي نظارتي القراءة عن عينيها ودلكت مؤخرة انفها ثم قالت – ادخلي يا أيمي هل تعتقدين ان بديلتي تستطيع التعامل مع تلاميذي الصغار ؟
أجابتها أيمي – ذلك يعتمد على من تكون . وجلست على احد الكراسي الصغيرة في الصف الأمامي ونظرت الى العلبة الملفوفة بورقة لماعة على زاوية طاولة شرلي ثم سألتها – الم تفتحي العلبة بعد ؟
أجابتها – خشيت ذلك . إذ ربما مر مدير المدرسة وتوقف هنا . حيوته
قالت أيمي – هيا سأراقب الممر أني أتحرق شوقا الى رؤية ردة فعلك . الامل المفقود
قالت شرلي – ذلك سبب أخر منعني من فتحها .لكنها قصت الشريط ونزعت الورقة اللماعة عن العلبة وكان مطبوعا على اعلى العلبة علامة منزل الأحلام وتساءلت شرلي – قميص نوم ؟ قولي الحقيقة يا أيمي . ورفعت غطاء العلبة وكان في داخلها وقد وضب داخل عدة ياردات من الورق الأحمر اللماع والرقيق اقصر قميص نوم اسود وأكثر شفافية رأته في حياتها .
قالت أيمي – حسن ؟ ورفعت القميص من شرائطه الرفيعة .
وأضافت – اذا تظنين سبانس يقول عندما يراك وأنت تخرجين من الحمام مرتدية هذا القميص ليلة زفافك ؟ او في شكل أوضح ماذا تعتقدين انه قد يفعل ؟ وقهقهت وتابعت – الحقيقة يا شرلي ان وجنتيك تتوردان احمرارا .
- انه انعكاس لون الورق الشفاف .
- لا انه ليس كذلك هيا يا حلوتي انك ستتزوجين ذلك الرجل لا تكوني خجولة جدا .
فكرت شرلي – لم يكن دلك هو الحال مطلقا الحقيقة ان المرأة تفضل ان تنتظر ألا تكون حتى ليلة زفافها محتشمة جدا ولا يعني ذلك أنها لم تمر بوقت حاولت فيه السيطرة على أحاسيسها لم يكن أيضا لدي شرلي سبب لتقلق من رغباتها لقد مرت بأوقات عدة في الشهرين المنصرمين وكادت في
خلالهما ان ترمي برزانتها في مهب الريح ... لكن سبانس كان متفهما بالطبع سبب أهمية هذا الأمر بالنسبة أليها .
وقد لا يقدر أحاسيسها تماما .
فكرت شرلي وقد لمعت ابتسامة في عينيها – لكنه متفهم ذلك .
على اي حال لم تكن لتحاول تفسير ذلك لايمي التي قد تستهجن الفكرة جدا لأنها امرأة قد مضى على خطبتها شهران ولم تسمح لخطيبها بالتمادي معها بعد .
وبدا ان أيمي اعتبرت السكوت الذي ساد . الإجابة الوحيدة التي ستحصل عليها فاخدت القميص الحريرية السوداء من يد شرلي وأعادتها الى العلبة وقالت – عليك ان تخبريني ان كانت تتناسب واسمها . فأنها تدعى القميص الخاتم لأنها رقيقة جدا حتى انك تستطيعين سحبها من خلال خاتم زواج الرجل تجهمت قليلا ثم أضافت – لكن فكري في ذلك ان كان الرجل يلبس خاتم زواج ...
قالت شرلي – عليه ان يضعه في أصبعه بدلا من استعماله لتجارب ثياب النوم ألا تعتقدين ذلك ؟وتساءلت ان كان ذلك العمل المثير قد ينجح خامرها شك في ذلك فالشريط كان ناعما وشفافا جدا بالإضافة الى ذلك لقد قاست بمرح خاتم زواج سبانس عندما ابتاعته لقد كان واسعا وثقيلا وأوسع مرتين من خاتم خطبتها الناعم طوت بترتيب القميص المزين بالشرائط ووضعته في العلبة وقالت – شكرا يا عزيزتي سأخبرك بردة فعله في حدود المعقول .
ضحكت أيمي ضحكة عريضة وقالت – أرجو من اجل مالا يخيب ظني . ومدت يدها وأمسكت بالإطار الصغير الذي يحتوي على صورة فوتوغرافية على زاوية طاولة شرلي وأضافت – انه رجل بهي الطلة لقد كنت ضعيفة دائما أمام رجل له غمازة على ذقنه . وأعادت الإطار الى مكانه على الطاولة.
دغدغت ابتسامة سبانس الدافئة قلب شرلي فلم تستطع ألا ان تبتسم في المقابل كانت أيمي على حق انه رجل لطيف ذو شعر اسود وملامح إغريقية رائعة وكانت تلك الملاحظة عن الغمازة في ذلك الذقن القوي غير متوقعة بالطبع لكن شرلي أيضا كانت تشعر بنقاط ضعف أمام الغمازات لدى الرجل على الأقل وأمام تلك الغمازة خاصة
لكنها لم تقع في حبه من جراء ملامحه الجميلة وغماز ته . بل من جراء أشياء مثل بريق عينيه الرماديتين الذي كان قويا جدا حتى في الصورة وهو ما جعلها تستجيب له وتذكرت كيف انه بدا عابثا ذلك النهار الذي التقطت له فيه هذه الصورة كانت قد توقفت أمام محل منتجات هدسون في يوم دافئ على غير عادة من شهر كانون الثاني وهي تحمل سلة للنزهة ودعوة مختلسة ساعة الغداء خرج سبانس من مكتبه وانحنى فوق مكتب سكرتيرته وقد لف ذراعيه على صدره وارتدى كنزه كشمير رمادية اللون وجميلة جدا عندما تناولت شرلي آلة التصوير من السلة ...
سألتها أيمي – ألا تزعجك ؟ اعني سكرتيرة سبانس .
نظرت شرلي الى شخص غير واضح تماما ظهر في طرف الصورة وقالت – وندي ؟ بالطبع لا .
- أنها جذابة جدا .
قالت شرلي بصوت مثير جدا – واني كذلك اذا لم تلحظي ذلك يا عزيزتي . ومررت أصابعها من خلال شعرها الأشقر الذهبي بإيماءة مثيرة وطرفت رمشيها تأكيدا لذلك .
ضحكت أيمي وقالت – خاصة بالقميص الأسود . إني أراهن على ذلك ماذا ستفعلين في عطلة الأسبوع هذه ؟ هل تسترحين في انتظار موعد الزفاف ؟
أخشى ألا يكون من مجال للقيام بذلك ما زال عندي أشياء كثيرة يجب ان افعلها ومن المفترض ان الخالة شار لوت ستساعد في تقديم الحلوى في حفلة زيادة رأسمال المنح المدرسية نهار السبت لكن ...
قالت أيمي – لكنها لا تشعر بالارتياح لذا عليك القيام بذلك بدلا منها ؟ بصراحة يا شرلي أنها دائما تجعلك تقومين بالأشياء التي لا ترغب هي القيام بها بذريعة أنها لا تشعر بالارتياح .
قالت شرلي – أنها عادة لا تفعل ذلك بعد تلك الحادثة التي ألمت بها منذ بضع سنوات فمن الغريب ان تشعر بالقدرة على القيام بأي شيء أضيفي الى ذلك أنها والعم مارتن يفعلان الكثير من اجلي مما يجعلني احل مكان شار لوت في تقديم الحلوى بين الحين والأخر .
تمتمت أيمي قائلة – اعتقد ان ذلك صحيح كان في أمكانها التخلي عن كل ذلك ونهضت عن الكرسي الصغير وهي تتاؤه ثم قالت – من الأفضل ان اذهب لإنهاء تحضير الدروس أنا أيضا خمني ماذا سأفعل طوال عطلة هذا الأسبوع ؟
قالت شرلي بصراحة – أخشى ان أقول ذلك . وأعادت لبس نظارتيها وفتحت كتابا .
- سأفكر جديا في ما قد اهدي أليك والى سبانس في حفلة زفافكما .
جمعت شرلي أحدى الأوراق وقذفتها بها تفادت أيمي الضربة واتجهت نحو الباب وهي تبتسم ابتسامة عريضة .
كان هواء آذار اللطيف مضللا بالنسبة الى شمالي ايوا وقد حمل النسيم أول بشير خاطئ للربيع في ذلك المساء بينما كانت شرلي تسير نحو المنزل شعرت بان معطفها الصوفي الطويل ثقيل جدا . كادت تخلعه لكنها لم تكن راغبة في حمله اذا استمر الطقس على هذا النحو من الدفء طوال عطلة نهاية الأسبوع انتشرت حمى الربيع المتفشية بسرعة في المدرسة وسيبدو الأسبوع القادم قبل بدء العطلة طويلا جدا بالفعل .
رأت شرلي عددا من طلابها الذين يقيمون في الجوار على الطريق وكان ذهابهم وإيابهم يبدو كعمل شرطي يقوم بنوبته في الحراسة ولفت انتباهها أمر أخر قبل ان يغدو مشكلة في المدرسة كتنافس الإخوة والأقارب مثلا او الحافلة المتنقلة التي تقف خارج منزل هوليسترز . هل يعني ذلك ان والدة امبر هوليسترز قد نفذت تهديدها القاسي بان تترك زوجها وأطفالها وتعود الى الساحل الشرقي ؟
واتخذت شرلي في سرها قرارا بان تتحقق من ذلك صباح يوم الاثنين لقد بدا امبر حزينا جدا اليوم ...
تجاوزت شرلي الزاوية الى ما تدعوه أيمي منطقة المنازل الفخمة كانت هناك مزارع
ومساكن مستقلة ومنازل من طابق واحد تقع بين المدرسة في وسط المدينة ومنزلها كانت في معظمها مرتبة ومتقنة وكانت جميعها واسعة لكن لم يكن اي منها يضاهي منازل مديري المؤسسات التي كانت ممتدة في الشوارع الواسعة والزوايا التي تبعد قليلا عن وسط المدينة وكان بعض هذه المنازل دورا تقليدية .
كان منزل شار لوت ومارتن هدسون واحدا من هذه المنازل كان منظره الخارجي يوحي خطا بأنه منزل بسيط مجرد طابق واحد عند زاوية احد المباني بعيدا عن الشارع في الواقع لا يستطيع المار بالشارع الذي ينظر من خلال السياج الطويل رؤية الكثير من المنزل ذي القرميد الرمادي الباهت والشبابيك الناتئة ذات الإطار الأسود . وكان من المستحيل عليه رؤية المباني الأخرى التابعة للمنزل بسبب الأشجار والشجيرات والأغصان التي تحيط به فقد كانت جميعها ألمراب والبيت المحيط بالبركة وكوخ البستاني تبلغ مساحتها عدة هكتارات مختبئة بعيدا .
توقفت شرلي أمام بوابة جديدة متقنة الصنع وأخذت تبحث في جيب حقيبتها عن المفتاح هذا الممر الجانبي للمنزل لم يكن يستعمل ألا نادرا في خلال السنوات القليلة الماضية لكنه كان الطريق الأقصر الذي يوصل الى كوخ البستاني المنزل البسيط والمريح الذي أصلحته شار لوت ومارتن من اجل اللذين سيتزوجان عما قريب .
وقالت شرلي في نفسها سأضع هذه الهدية الصغيرة المذهلة التي قدمتها الى أيمي هنا ألان فلا أجازف في شرح قصتها للخالة شار لوت .
ان رأت شار لوت بتفكيرها التقليدي تلك الغلالة الرقيقة السوداء فأنها ستصدم بالتأكيد ولا تستطيع شرلي الدخول الى المنزل وهي تحمل هدية من دون ان ترى محتوياتها للخالة شار لوت لان ذلك يجرح مشاعرها فقد كانت متأثرة جدا هذه الأيام وكأنها العروس في استمتاعها بالهدايا التي قدمت الى شرلي وبما تخطط له والترتيبات التي تقوم بها .
وستتمكن شرلي بالإضافة الى ذلك من ان تتوقف في الكوخ لرؤية بقية الأثاث الذي وعدت بوصوله اليوم والأمر الأكثر أهمية هو ان سبانس قد يكون هناك أيضا لقد اخبرها انه قد يحضر بعض الأشياء من شقته بعد إنهاء عمله .طالما ان عمال النجارة والدهان قد انهوا عملهم .
مجرد التفكير في سبانس جعلها تشعر بحرارة في وجنتيها قد يمكنهما الحصول على بعض الخصوصية في الوقت فبعد أسبوع بالطبع يكون كل الوقت ملكهما معا لكن أدراك ذلك لم يكن ليكفيها اليوم لم يكن ذلك لأنها تغار عليه تماما او لأنها غير راغبة في ان تشاركه وبقية الناس لكن ألان كل شيء معقد وهناك الكثير للقيام به ولا يبدو ان هناك وقتا كافيا لذا كان من الجميل ان تجلس معه هناك على الكرسي الجلدي الجديد المزدوج وتسترخي بين ذراعيه وتتحدث معه قليلا او قد لا تتكلم فكرت وهي تبتسم وقد تذكرت الطريقة التي قبلها بها مساء أمس قبل ان يذهب الى النوم .
كان الكوخ يشبه منزلا كبيرا للعب الأولاد فالسقف منخفض وقد بنى من القرميد الرمادي الباهت اللون وكانت معالمه مميزة مع النافذة الناتئة والباب الأمامي وقد كانت رائحة الدهان الخمري اللون ما زالت تنبعث منهما .
نظرت شرلي تلقائيا في داخل صندوق البريد البرونزي اللون الى جانب الباب الأمامي
وكان يقصد به منظره أكثر من استعماله الحقيقي ذلك ان أبواب المنزل كانت مغلقة دائما وصندوق البريد الحقيقي كان عند المدخل الرئيسي وقد كان هذا مليئا بخيوط العناكب يوم نظرت في داخله لأول مرة مع سبانس ولربما ذاك هو السبب الذي جعلها تفكر في استعماله لنوع خاص من الرسائل .
كان في الصندوق مغلف وبينما كانت تسحبه شعرت بمزيج من الفرح والحزن لقد أحبت دائما الرسائل التي كان يتركها لها سبانس في الصندوق فقد كانت تتضمن أشياء جديدة ومضحكة ومذهلة لكن وجود هذه الرسالة هنا يعني انه قد جاء الى هنا وذهب وقد أصابها ذلك بخيبة أمل لا بد انه ترك عمله باكرا لو أنها لم تتأخر في تحضير الدروس .
وضعت المغلف في جيب معطفها وفتحت الباب بحذر كي لا تخدش الدهان الذي لم يجف تماما بعد ولاحظت على الفور عند دخولها من البهو الصغير الى غرفة الجلوس المريحة الكرسي الجلدي المزدوج لقد وضعه العمال الذين أوصلوه في زاوية مناسبة ظهرها الى الباب في شكل زاوية قائمة مع المدفأة كما كانت تنوي وضعها لكن ذلك كان من السهل القيام به .
ثم لاحظت متأخرة رأس سبانس كان يجلس على الكرسي المزدوج لا يمكن ان تخطئ تماوج شعره البني الداكن او شكل رأسه الارستقراطي .
او الشعر الأنثوي الطويل اللامع المنتشر على كتفه .
فغرت شرلي فمها لكنها لم تستطع ان تنبس ببنت شفه وفي اللحظة التي كانت واقفة فيها هناك مشلولة الحركة وغير قادرة على التنفس قال سبانس – لا يمكن ان يستمر الأمر كذلك يا وندي . كان صوته أجش وخفيضا .
لم يكن ذلك الاسم غريبا عليها لقد استطاعت شرلي تمييز تلك الخصلة الرائعة من الشعر الأسود فقد رأتها على اي حال منذ اقل من ساعة في الصورة التي على طاولتها .
بالرغم ان الصورة لم تكن مركزة عليها وبرغم ان عينيها قد اغرورقتا بدموع الغضب فعيناها لا تخدعانها أنها سكرتيرة سبانس .
سألتها أيمي بعد ظهر هذا اليوم ألا تزعجك ؟ بدا السؤال من دون أهمية لكن هل كان كذلك فعلا ؟ وشعرت شرلي بخفقات قلبها تطن في أذنيها هل تعرف أيمي شيئا ؟ او تشتبه في شيء ما ؟ هل يعرفون كل فرد في منطقة هاموند بان سبانس غرينفيلد على علاقة بسكرتيرته ؟ الجميع يعرف ذلك ما عدا شرلي .
حاولت ان تتكلم من جديد ونجحت محاولتها هذه المرة فقالت – لقد وصلتني رسالتك يا سبانس .
تراجع الكرسي المزدوج الى الوراء فيما قفز سبانس على قدميه واستدار نحوها .
أخذت شرلي تنظر اليه ببطء كان قد خلع سترته وربطة عنقه وكانت ياقة قميصه غير مزررة وكماه مطويين الى فوق شحب لونه وبدت غمازة ذقنه أعمق لكنه بقى وسيما كما كان من قبل لان وسامته تكمن في تكوين عظامه وفي عينيه الكبيرتين الرماديتين الجميلتين .
غير أنهما لم تكونا تلمعان بأي بريق عابث ألان .
تقدمت خطوة الى الأمام وضعت يدها على الجلد الناعم ونظرت نحو وندي تايلور التي كانت ترتدي قميص نوم حريرية حمراء اللون .
على الأقل أنها ليست واحدة من قمصاني فكرت شرلي في ذلك .
ونظرت الى سبانس من جديد وقالت – هل اعتقدت انك اذا تركت رسالة فسآخذها وامضي الى المنزل الكبير عوضا من الدخول الى الكوخ ؟
قال – شرلي . وبدا وكان شيئا صلبا قد سقط على صدره تهدج صوت شرلي بينما اجتاحها الغضب من خلال صدمتها الأولى وقالت – اللعنة يا سبانس . أفي منزلنا وعلى كرسينا المزدوج .
قال – لطفا يا شرلي . استطيع شرح ذلك .
كانت المرأة التي تجلس على الكرسي المزدوج ممسكة بذراع سبانس وقد بدت ملامح التوتر على وجهها فقالت – لا . لا يمكنك ذلك يا سبانس .
نظر الى وندي وعض على شفتيه .
قالت شرلي بصوت منفعل – يبدو ان هناك اختلافا في الرأي ورغم أني امقت قول ذلك فانا أوافق وندي الرأي في هذا الشأن لا أرى كيف يمكنك توضيح الأمر لكنني مصغية إليك دعنا نسمع منك .
بقى سبانس صامتا وتحرك من مكانه متنحنحا لكنه لم يتكلم .
كان صوت شرلي هادئا او يكاد عندما قالت – اليس عندك ما تقوله ؟ اعتقد أني لم افاجا بذلك ثم أدارت له ظهرها واتجهت نحو الباب الخمري اللون وخرجت منه وأغلقته بقوة وراءها ثم ركضت عبر الممر الضيق في اتجاه المنزل الكبير كانت رئتاها تؤلمانها من الإجهاد في الوقت الذي دخلت فيه الى البهو الأمامي وصفقت الباب وضعت معطفها وحقيبتها في خزانة الضيوف من دون ان تحفل كيف وضعتهما ونزلت الدرجتين اللتين توصلانها الى قاعة الجلوس بقفزة واحدة .
ومن الزاوية المضيئة بأشعة الشمس عند طرف الغرفة ومن دون ان تراها قالت شار لوت هدسون – يا عزيزتي شرلي السيدة المحترمة لا تصفق الأبواب هكذا .
جمعت شرلي نفسها باقتضاب لا يمكنها ان تتصرف بهذه الطريقة وتتوقع من شارلوت ان لا تستاء وتطلب تفسيرا لذلك وألان كان أخر شيء ترغب القيام به هو محاولة تفسير اي شيء للخالة شارلوت لم تستطع هي نفسها بعد ان تتألف معه لو أنها تستطيع الذهاب الى غرفتها لو أنها تستطيع التفكير في ما حصل قبل ان تواجه اي شخص على الإطلاق .
لم تكن لتحصل على مثل هذه الرفاهية فقد فتح الباب بعد لحظة وقال سبانس صائحا – تبا يا شرلي ألا تريدين حتى الاستماع إلي ؟
استدارت شرلي لتواجهه كان شعره أشعت وتساءلت ان كان دلك سببه الريح او ام وندي مررت أصابعها به في محاولة لإبقائه الى جانبها ؟
قالت له – هل أتيحت لك فرصة لتؤلف قصة ؟ اعتقدت انك ربما ما زلت تتجادل مع وندي في ما اذا كان عليك ان تحاول تفسير ذلك .
حك سبانس مؤخرة عنقه .
وأضافت – لا اعرف كيف تتوقع مني ان اصدق ان ما جرى بريئا يا سبانس فانا اعرف
ماذا رأيت .
قدمت شارلوت هدسون من الغرفة المشمسة خلف الزاوية وهي تتكئ على عصا سوداء اللون معقوفة وقالت بلهجة صارمة – عزيزتي شرلي على حقا ان اعترض على نبرة صوتك السيدة المحترمة لا تتسمح لنفسها بان تبدو كبائعة سمك .
قالت - مهما كانت الظروف يا خالتي شارلوت ؟ رأت الصدمة في عيني سبانس فرفعت رأسها قليلا وأضافت – اعتقد ان علي ان أكون مسرورة لأني لم أجدك معها في مخدعنا يا سبانس عدا انك لا تستطيع ذلك بالطبع لأنها لم تسلم بعد هل تم تسلميها ؟
وضعت شارلوت يدها على صدغها وتاؤهت .
غضبت شرلي من نفسها لأنها نسيت ولو للحظة صحة شارلوت المتدهورة نادت مدبرة المنزل فحضرت ليبي على الفور حتى ان شرلي فكرت أنها كانت تسترق السمع من وراء باب المطبخ .
ساعدت مدبرة المنزل شارلوت في الوصول الى الأريكة حيث غرقت بين الوسادات وتمتمت قائلة – مارتن احضري مارتن من فضلك انه في مكان ما في الحديقة لكن مارتن تبع ليبي قادما من المطبخ كان يرتدي ملابس العمل في الحديقة وعلى رأسه قبعة صيادي السمك قديمة وباهتة اللون انحنى فوق زوجته وامسك بيدها المترهلة بين يديه وقال – أني هنا . هنا يا شارلوت خففي من غيظك خدي نفسا عميقا واسترخي .
كانت شارلوت مضطربة فعلا هذا ما فكرت فيه شرلي فهي لم تقل لمارتن ان عليه ان يخلع قبعته داخل المنزل خجلت شرلي من نفسها لمجرد تفكيرها بتلك الطريقة لقد كانت شارلوت متضايقة بالطبع لديها سبب كاف لتكون كذلك لكنها كانت محقة في أمر واحد على الأقل بان الصراخ لا يحل هذه المشكلة .
استقامت شرلي في وقفتها واستدارت لتصبح في مواجهة سبانس كان يقف على اعلى الدرج المسطح الذي يفضي الى قاعة الجلوس وكأنه يوازن نفسه على حافتها تقريبا .
قالت – أني مصغية أليك هيا فسر الأمر .
ابتلع سبانس لعابه وحول نظره عنها نحو الشخصين الجالسين على الأريكة وظهر في عينيه التماس صامت عندما نظر أليها ثانية .
قالت بهدوء – أنهما لا يعرفان التفاصيل بعد لكن وفقا للظروف الحالية يجب ان يعرفا ما حصل يا سبانس لن أحميك من شيء حتى ولو كان في أمكاني ذلك عليك ان تفسر لهما ذلك أيضا وألان . وتهدج صوتها قليلا وهي تضيف - اخبرني اذا يا سبانس لماذا كنت في منزلنا مع امرأة أخرى وهي بين ذراعيك ؟
وجدت نفسها تحبس أنفاسها كما بدا ذاك المشهد اللعين أيمكن ان يكون هناك تفسير بري لوجود وندي في الكوخ وهي شبه عارية ولما قاله لها سبانس ؟
نظر ثانية الى مارتن و شارلوت وتقدم خطوة الى الإمام نحو شرلي كان وجهه شاحبا جدا وخاليا من اي تعبير قال – ثقي بي يا شرلي ان الأمر ليس كما تتصورين .
كان ذلك كل شيء انتظرت بينما ساد الصمت الى ما لا نهاية وفيما كان مارتن يهوي بصحيفة على وجه زوجته أسرعت مدبرة المنزل لتحضر كوبا من الماء وبعد ما مرت دقيقة كاملة وكان من الواضح ان سبانس قد قال كل ما يريد قوله استجمعت شرلي قوتها
وقالت بهدوء – ذلك هو ما تدعوه تفسيرا ؟ مجرد قولك – ثقي بي يا شرلي ؟
ومن دون ان يتحرك قال – هذا كل ما استطيع قوله .
قالت بتأمل – وتقول ان الأمر ليس كما اعتقد اليس هذا ما يقوله كل رجل عندما نقبض عليه بالجرم المشهود ؟ توقعت منك شيئا مقنعا أكثر يا سبانس .
اعتقدت انه لا يمكنه ان يقول اي شيء أخر لكنه قال بصوت منخفض – هل تحبينني يا شرلي ؟
أنها تحبه بالطبع كانت على وشك الزواج منه .
رطبت شفتيها وسألته – وأي علاقة لذلك بالأمر ؟
كان واضحا انه لاحظ التهدج في صوتها فقال – ان كنت تهتمين بي حقا ...
قاطعته قائلة – فلا أهمية اذا لما فعلت ؟ وكانت تشعر أنها تكاد تفقد السيطرة على نفسها وأنها تكاد تنفجر .
قال – ان كنت تحبينني كفاية فيجب عليك الأخذ بصدق كلامي .
قالت – ان كنت احبك كفاية ؟ كيف تجرؤ على جعل الأمر وكأني أنا المخطئة ؟ وعضت شفتها بقوة ثم أضافت – لكنك على حق يا سبانس ان لم يكن في أمكانك تفسير ذلك فلا اعتقد أني احبك بما يكفي لأصدق كلامك في هذا الشأن .
تجمدت عيناه وقال – اذا من الأفضل ان ننفصل ألان اليس كذلك ؟
قالت – بالتأكيد . ولم تنظر شرلي الى خاتمها الماسي الخاتم الذي كانت فخورة به جدا وهي تسحبه من أصبعها لم يتحرك سبانس ليأخذه منها ولم تعتقد أنها تستطيع ان تلمسه لذا فقد وضعت الخاتم على طاولة الغرانيت عند نهاية الدرج المسطح . دار الخاتم قليلا حول نفسه ليهتز الذهب الخالص على الحجر البارد قبل ان يهدا أخيرا .
انتظر ريثما ابتعدت ثم نزل الدرجة الأخيرة والتقط الخاتم وألقاه من دون اهتمام في جيب قميصه . وقال بصوت متهدج – لا تزعجي نفسك بمرافقتي الى الباب سأتدبر أمر نفسي .
وفي الوقت الذي استدارت فيه شرلي لترد عليه بحدة كان قد رحل .
فكرت هكذا أفضل على اي حال لم يبق هناك شيء يستحق ان يقال .
انتهى الفصل الاول
|