كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1045-وحدها في شهر العسل - لاي مايكلز- د ن
صرخت شرلي – اللعنة ذلك ليس عدلا . الامل المفقود
قال سبانس بصوت فظ – لقد مضى يوم فقط ولن يستمر ذلك الى الأبد .
لاحظت فجأة أنها تركت رأسها يضطجح على كتفه فابتعدت بسرعة وقالت – آسفة .
قال – الحساء ساخن هل هناك المزيد من رقائق البسكويت ؟
أخذت تبحث في الخزانة ممتنة للفرصة التي أتاحت لها ان تدير له ظهرها ما الذي أصابها على أية حال ؟ أنها لا تريده أفلا تستطيع البقاء بعيدة عنه ؟
سكب سبانس الحساء في الصحنين وقال – ماذا نفعل بعد الغداء ؟ هل تريدين الثار لخسارتك في لعبة الثمانية المجنونة ؟
ارتاحت شرلي لتغيير الموضوع فقالت – لعب المزيد من الورق ؟ لا شكرا كادت أصابعي تتقرح من كثرة الخلط . وفكرت . وقلبي أيضا من الجلوس قريبة جدا منك وأضافت – سأنظف المكان قليلا .
نظر سبانس حوله وقال – ولم تزعجين نفسك ؟
قالت – حسن أني لا أتوقع ان امسح كل ذرة من الغبار لكن من ان ذكرت ذلك الوضع بأنه ... ارتجفت ثم أضافت – من المضحك أني لم ألاحظ ذلك من قبل .
قال – لا ان الأمر ليس كذلك فالضوء خفيف جدا هنا حتى انك لا تستطيعين رؤية حية ألا اذا دستها .
قالت – آه ذلك مطمئن جدا اعتقد عندما كنت أتي مع مارتن الى هنا لم ألاحظ ان كان المكان نظيفا حينها ام لا لأني كنت مجرد طفلة او ربما كانت السيدة باكستر تنظف المكان بين الحين والأخر على كل الأحوال لا اعتقد ان جو من النوع الذي يدع خيوط العناكب تكبر كفاية لتخنقه .
ضحك سبانس وقال – اعتقد أني سأخرج للبحث عن مخزن الحطب الرئيسي لا اعرف ان كنت لاحظت ذلك ولكننا استهلكنا كمية كبيرة من الحطب الموجود عن المدخل الخلفي وان تدنت الحرارة الليلة فسنحتاج الى أضافي .
لقد جعلها تنظيف المطبخ تجد عملا تقوم به على الأقل لقد شغل تفكيرها أكثر مما قد يفعله الجلوس أمام النار و اخدت تنظف الأوساخ بكثير من القوة لكن النشاط لم يوقف الصداع الذي ارعجها طوال النهار . وكانت تتوقف بين المرة والأخرى لتلتقط أنفاسها وفي كل مرة تقريبا كانت تنظر فيها عبر النافذة الى الخارج كانت ترى سبانس يحمل كومة أخرى من الحطب بين ذراعيه الى الفناء الخلفي لم يكن في عجلة للعودة الى الداخل حتى انه توقف عدة مرات ليتأمل السماء برغم الحرارة او ربما كان ينظر الى الطيور هل كان متلهفا للهروب منها كما كانت متلهفة لإبقاء مسافة بينهما ؟
حمل أخر رزمة من قطع الحطب الى الداخل مع دلو حديدي وقام بغرف الرماد بانتباه قبل ان يشعل النار من جديد .
تركت شرلي أخيرا تنظيف الأوساخ واستلقت على الأريكة وقد أغمضت عينيها كان رأسها يؤلمها بشدة ألان وشعرت بقليل من الغثيان في معدتها أيضا .
أخيرا ابتعد سبانس عن المدفأة الى الوراء فيما اشتعلت النار بابتهاج من جديد .
قال – أسف على الفوضى التي أحدثتها .
قالت شرلي من دون ان تفتح عينيها – لا يزعجني الأمر حتى وان نثرت الرماد في أرجاء الغرفة لقد أنهيت تنظيف المطبخ فقط .
قال – تبدين مرهقة .
قالت – ان عنقي متشنج قليلا وأعاني من صداع بسيط .
تجهم وجهه وقال – من اثر السقطة ؟ الامل المفقود
هزت رأسها بعناية وقالت – لا . لقد شعرت بوجع الرأس منذ ان استيقظت هذا الصباح تناولت بعض الأقراص المهدئة قبل بعض الوقت لكنها على ما يبدو لم تفدني كثيرا .
قال – دعيني أضع هذا الرماد في الخارج واغسل يدي وسأدلك لك عنقك .
عندما عاد الى غرفة الجلوس كانت شرلي شبه نائمة ممددة على بطنها على الأريكة جلس عند حافة الأريكة الى جانبها وتمتمت معترضة بفتور لأنها أزعجت . تجاهل سبانس التذمر وبدا يدلك عنقها .
كانت يداه دافئتين وثابتتين وقويتين وفي الحال لقي التدليك اللطيف استجابة منها حيث انبعثت الحرارة في أعماق عضلاتها . كان ذلك مهدئا ومريحا وأصدرت صوت أنين قصيرا في داخل حنجرتها .
سكنت أصابع سبانس وسألها – هل ألمتك ؟
كان عليها ان تبذل جهدا لتتكلم وقالت- لا . على الأقل كان نوعا لذيذا من الألم بالإضافة الى ذلك وأضافت بصبيانية – انه اقل شيء يمكنك القيام به وعلى اي حال انك السبب في شعوري بالحقارة .
قال – أنا ؟ آه بسبب الطريقة التي أمسكتك بها .
هزت شرلي رأسها ثم تمنت لو أنها لم تفعل . فالدوار لم يفارقها فقالت – اعتقد ان الأمر أكثر من ذلك أني لست مصابة بدوار فقط اشعر أيضا باني مريضة لا بد انك قد نقلت الى زكامك .
قال - لم يكن زكاما الم تلاحظي أني لم اعد اعطس ؟
قالت شرلي بعناد – حسن بالأمس كنت تبدو كما أبدو أنا ألان ربما كانت تلك الأنفلونزا قد أصابتك في شكل خفيف .
لكن كان عليها بذل مجهود كبير لتناقشه في ذلك اذا أغمضت عينيها ثانية وتركت نفسها تغرق في مقعد الأريكة مأخوذة بضغط أصابعه المعتدل القاسي لم تلاحظ من قبل ان يديه قويتان الى هذه الدرجة حتى ألان لم يكن قاسيا او فظا كانت أصابعه تبحث عن كل عضلة متألمة في رقبتها وكتفيها ويخرج الألم منها ولم تكن لمسته مؤلمة بل كانت رقيقة وناعمة .
فرك سبانس عنقها مرة أخيرة وسريعة وكأنه قرأ أفكارها وقال – هذا كل ما تستطيع أصابعي ان تفعله .
هل كانت هناك نبرة غريبة في صوته ؟
واستدارت شرلي ببطء لكي تتمكن من رؤيته .
كان يفرك عينيه وكأنهما تؤلمانه وتمتم قائلا – لابد انه قد دخل فيها بعض السخام .
قالت بنعومة – من جهة أخرى قد لا تبدو بشعا أبدا مع ضمادة على العين مع تلك الضمادة واللحية يمكن ان تكون قرصانا ورفعت يدها من دون وعي منها تقريبا لتفرك شعيرات لحيته .
قال برقة – شرلي .
لكن شرلي لم تسمع لهجة التحذير في صوته فقد حل عفريت صغير ثائر في تفكيرها الباطني وهمست – كان يجب ان يكون هذا شهر عسلك . كانت تلك الكلمات وكأنها تلاوة تتردد في رأسها .
لامست برأس أصبعها الغمازة في ذقنه ووضعت راحة يدها على وجهه امسك بيدها ودفعها بعيدا لكن أصابعه تشابكت مع أصابعها وبينما كان يدفع يدها برقة الى جانبها انحنى في شكل تلقائي تقريبا نحوها .
أغمضت شرلي عينيها ببطء .
أطلق أصابعها .لكن فقط ليدخل كلتا يديه تحت كتفيها ويرفعها لتصبح شبه جالسة وضعت يديها على كتفيه مستمتعة بقوته . الامل المفقود
قال لها – انك جميلة جدا نبرة صوته كانت تكاد ان تكون أكثر من همس دافئ فوق شفتيها كان عناقه رقيقا ومشتاقا .ذاك النوع من العناق الذي كان يجعلها عادة في خلال خطبتهما ترغب في نسيان دلك العهد المزعج الذي أخذته على نفسها بالانتظار حتى يوم زفافها .
تململت أصابع شرلي عبر وجهه وفوق أذنه ومن خلال شعره ما المشين في ان تستسلم لتلك الرغبة ؟ كان يجب ان يكون هذا شهر عسلك ....
لكنه لم يكن ولسبب مهم جدا .
تراجعت الى الوراء قليلا وتركها سبانس على الفور واستدار على حافة الأريكة حتى أصبح ظهره في اتجاهها وبدا يفرك صدغيه وكان رأسه يؤلمه هو أيضا وقال لها – اللعنة يا شرلي هل أوقفت هذه الألعاب ؟
عضت على شفتها لم تستطع ان تنكر حقا الاتهام بأنها هي التي بدأت وبرغم ذلك لم يكن الأمر برمته ناتجا منها فقالت بحدة – وافترض ان فرك العنق لم يكن متعمدا ؟
لم يجب سبانس وابتعد عن الأريكة مع ذلك كان في أمكانها ان تعرف من الأصوات الصغيرة التي أصدرها انه انحنى ليلقي قطعة حطب في النار .
سألته – كم من الوقت تعتقد سيمضي حتى نخرج من هنا ؟
أجابها – غدا اعتقد سنحاول ذلك على اي حال .
لأننا لا نستطيع البقاء هنا معا فترة أطول كان في أمكانها تقريبا سماعه يقول ذلك . لقد رنت تلك الكلمات في رأسها بوضوح تام او أنها قالتها هي بنفسها ؟
|