كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1045-وحدها في شهر العسل - لاي مايكلز- د ن
قالت بنبرة غير واثقة – هل تعني أنها سقطت ؟
قال – لقد لاحظت ذلك أخيرا لكن نبرة السخرية في صوته كانت مرتجة نوعا ما ثم أضاف - شرلي ...
قالت – أوه يا سبانس ومدت يدها نحوه بنفس مقطوع تقريبا ولفت ذراعيها على عنقه ودفعته نحوها وكأنما هو ملاءة يمكن ان تشعرها بالدفء والراحة والشفاء .
لامست وجنتاه وجنتيها وشعرت بشعر لحيته انعم مما كانت تتوقع وليست اخشن بكثير من دغدغة رموشه على صدغها .
بدأت ترتعد من دون ان تستطيع السيطرة على نفسها عندما أدركت كم كان الغصن قريبا من ان ينال منها او ان يرديها ميتة .
لامست شفتا سبانس وجهها وهمس قائلا – كل شيء على ما يرام كل شيء على ما يرام .
لم تتركه فقد كانت أصابعها متشابكة عند مؤخرة عنقه وأدارت وجهها نحو المنحنى الدافئ في عنقه.
قال بانفعال – اللعنة اعتقدت أني ان أخرجتك من الكوخ فلن يكون هناك ما يحثني كثيرا على فعل هذا .
لم تسال شرلي لم تكن بحاجة الى ان تسال ولم يكن هناك وقت لتسال اذا ما كان هذا صحيحا او حكيما قوست ظهرها قليلا وشدت بقوة وترك سبانس ذراعيها الملتفين حول مؤخرة عنقه تدفعانه نحوها . كانت شفتاه باردتين لكن في غضون لحظات اختفت البرودة التي وردتها الحرارة الملتهبة التي بدت أنها أذابتهما معا حتى لم يعد لأي شيء أخر اي وجود . الامل المفقود
فجأة ابتعد سبانس كان يتنفس بصعوبة وعيناه غائمتين وتمتم قائلا – ليس هناك اي تعقل في اللعب بالنار .
ارتخت شرلي فوق الحصى .
بعد لحظة ساعدها سبانس برزانة للوقوف على قدميها . ثم سألها- هل انت جاهزة للعودة ؟
اومات برأسها وابتلعت ريقها بصعوبة ثم قالت – أني آسفة يا سبانس لم يجبها واعتقدت للحظة انه لم يسمعها .
لكنه قال أخيرا – أنها ليست غلطتك انه لأمر حسن انك لم ترتدي سروالا قصيرا لكان أصابك الكثير من الخدوش بسبب الحصى .
لسبب مجنون تخيلت نفسها ترتدي سروالا قصيرا في مثل هذا الطقس وقد اصطدمت بها شجرة انكسرت تحت ثقل الجليد وانحنت لتنفجر ضاحكة .
قال لها بلهجة صارمة – كفى عن ذلك يا شرلي .
بجهد استطاعت ان تتكلم فقالت – لكن ذلك مضحك في شكل جنوني ان ارتدي صندلا ونظارات شمسية من دون شك ومنشفة للشاطئ على كتفي ...
قال – الكلمة الصحيحة هي جنوني أني موافق جدا على ذلك تعالي اعتقد ان البرد والصدمة ... وكل شيء قد أثرت في عقلك .
تجهمت شرلي فجأة وامتلأت عيناها بالدموع .
التقط سبانس واقي الأذنين من تحت غصن صغير على جانب الطريق وقال – أسف لأني جرحت مشاعرك .
هزت رأسها بقوة وقالت – لا تكن مغفلا يا سبانس لقد انقدت حياتي على الأقل حميتني من الإصابة بضربة مؤذية حقا على الرأس .
مرر يده على مؤخرة عنقها ثم حركها نحو شعرها وأخذت أصابعه تربت برقة شديدة على مؤخرة رأسها بقدر ما يستطيع وحبست شرلي أنفاسها .
قال – لست متأكدا جدا من الضربة القوية لم يبد انك أصبت بارتجاج لكنك كنت تتصرفين بتلك الطريقة .
فكرت شرلي انه قد يكون على حق وبرغم ان لمسات رؤوس أصابعه كانت رقيقة فقد شعرت وكأنها ورق مزجج يفرك على رأسها ولم تعرف ما اذا شعرت بالارتياح او بخيبة الامل عندما القي يده ثانية الى جانبه . الامل المفقود
سألته بأية حال ما الذي جعل الشجرة تسقط اعني في ذلك الوقت او كان ذلك مجرد حظي السيئ في اختيار البقعة الخطأ للوقوف عليها ؟
قال سبانس بمرح – لربما كان ذلك انهيارا ثلجيا وان تلك الثلوج كانت ستنهار عاجلا او أجلا لكن ربما أننا قد أحدثنا ارتجاجا جعلها تسقط في ذلك الوقت مباشرة .
تجهمت شرلي وقالت – تعني بمجرد السير هناك ؟
قال – او التحدث .
قالت – كما الغناء بطبقة صوتية عالية وتحطم الزجاج من جرائها ؟
قال – شيء كذلك انه سؤال فيزيائي ممتع .
قهقهت وقالت - أصرت شارلوت على دروس الأصوات تلك التي أخذتها مؤخرا سيكون لها تأثير ما.
بدت طريق العودة طويلة جدا وعندما وصلا الى الكوخ ألقت شرلي تنهيدة كبيرة من الارتياح وقالت – أني اشعر بالنعاس الشديد كطفل صغير بعد تنشق كل هذا الهواء النقي اعتقد إني سوف ...
قال – أسف لكن ممنوع عليك النوم .
قالت – لم ؟ وأخذت تتأمله عن كتب بينما كانت تفك أزرار معطفها وتخلعه وتعلقه ثم أضافت – آه عرفت لكنك لا تعتقد حقا أني أصبت بارتجاج من جراء السقوط أرضا – هل تعتقد ذلك ؟
أجابها – أتمنى ألا يكون ذلك قد حصل لكن هناك حماقة في المجازفة .
قالت متذمرة – لا اعرف ماذا كنت لتفعل لو أني مت في أيه حال كان في أمكانك ان تحملني كل تلك الطريق وصولا الى منزل أل باكستر .
قال سبانس – لكنت سحبتك من شعرك ما رأيك في فنجان من القهوة كي يساعدك على البقاء مستيقظة ؟
هزت شرلي كتفيها بلا مبالاة وجلست قرب النار وقد اجفلها قليلا ممانعة أكثر أجزاء جسدها حساسية حتى تلك اللحظة اعتقدت ان كل عضلة قد تأذت كغيرها من جراء السقطة فقالت – كيف يستطيع لاعبو كرة القدم تحمل هذا ؟ الامل المفقود
- لا أتصور أني أتطوع لهذا النوع من المعاناة وتجمعت متخذة وضع الجنين تقريبا وأغمضت عينيها .
ناداها سبانس قائلا – كفى هناك مجموعة من ورق اللعب في تلك الخزانة ان كنت ترغبين في اللعب .
تنهدت شرلي وسألته – هل لدي خيار أخر ؟ وبقيت جالسة حيث هي تماما حتى وضع فنجانين من القهوة قربها على الأرض ودفعها برفق من كتفها .
قال – استيقظي أيتها الجمال النائم . او امسك خصلة من شعرك وابدأ بشدها .
فتحت شرلي عينيها ثم سألته – هل يجب ان نلعب بالورق ؟
قال – يمكنك أقناعي لأجعلها لعبة أخرى .بدلا منها . اقتربت قائلة – الثمانية المجنونة.
قال - ولم تلك ؟
ابتسمت له ابتسامة ولد شرير وقالت – لأني املك خبرة كبيرة فيها مع أولاد في السابعة من العمر في أيام الثلج والبرد الى درجة أني استطيع ان العب وأنا نائمة .
ضحك سبانس وسحب كرسيا وقال – من سوء حظك أني لست في السابعة من العمر جلب الورق وخلطه بخبرة وأضاف – ما الذي يبقى على حماسك في غرفة الصف بعد ثلاث سنوات من تعليم دروس الرياضيات ذاتها والقراءة ذاتها اعتقد ان الأمر سيكون مضجرا .
قالت شرلي – النظر الى التعليم بهذه الطريقة يجعله يبدو مضجرا لكني في الواقع لا اعلم الدروس مطلقا جمعت أوراق العب الخاصة بها وبدأت بتنسيقها .
بدا سبانس منذهلا فسألها – ماذا يعني ذلك ؟ كيف يمكنك ألا تعلمي ....
قاطعته قائلة – أني اعلم الأولاد وحتى ان كانت المادة ذاتها فلا يمر يومان متشابهان أبدا لان الأولاد مختلفون .
وضع سبانس بقية مجموعة الورق بينهما لم يكن في عجلة لالتقاط أوراقه فقال – لم تخبريني ذلك من قبل لم يكن عندي فكرة عن شعورك هذا تجاه عملك .
لم ترفع شرلي نظرها عن الورق وقالت – لم تسال عن ذلك قط ثم وضعت ورقة الملك على كومة الورق المرمية .
فكرت . لم نعرف سوى القليل فقط عن بعضنا بعضا عندما ربط كل منا حياته بالأخر الى الأبد . ربما كان من الأفضل أخيرا ان تحولت الأمور الى هذا النحو .
لكن لا فرق كم تبلغ صحة ذلك فتلك الحقيقة لم تبعد الحزن عن قلبها . الامل المفقود
انتهى الفصل الخامس ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
|