كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: سلسلة دموع الشياطين الجزء الثالث (تراقص القمر ) بقلم زهرة سوداء. الجزء ما قبل ال
ت،10
كانت العائلة في استقبالها عندما حطت الطائرة الخاصة في المدرج التابع لقصر ال سانتوس
تلقت التحية منهم ببعض الجمود الذي سارع ديابلو لإذابته ما ان دخلت قاعة الاستقبال
"حسنا سيلا نعلم انك تشعرين بالضيق لكل ما حدث وأنك تلوميننا ونحن لا نبرأ نفسنا إطلاقا انما اريد منك فقط ان تتفهمي موقفنا "
"مهما كان هدفكم هذا لا ينفي أنكم استغللتم ضعفي "
"اجل هذا صحيح أوضح دايمون لكن لهدف نبيل "
"لا تقلها أرجوك لأجل شفائي لقد سئمت هذه الجملة "
"لا ليس للامر هكذا عاد ديابلو ليقول انت لا تعرفين ادواردو كان فتى مليئا بالحيوية والنشاط ويحيطه والديه بالرعاية والاهتمام لكن بعد ولادة اخته دينا اختلف لقد اصيبت الحمى وهي صغيرة وكان على العائلة الاهتمام بها على مدار الساعة مما جعلهم يهملون ادواردو لانه كان يتمتع بصحة جيدة وهنا اصبح شخصا انطوائيا فكرا في إرساله لمدرسة داخلية ليدرس خوفا عليه من الاستمرار بعزل نفسه في تلك الأثناء كان دايمون وايريا قد عادا لبعضهما واستقرا ومع وجود طفلين توام اضافة الى انا رغبوا بان يعود ادواردو ليقيم معنا هنا كان تاثير ذلك جيدا عليه وتعلق بشدة بعمه وايريا كان يعتبرها والديه الحقيقيين وعندما اصبح اكبر عمرا ادرك ما مرت به عائلته وقلقهم على اخته وبدا متفهما لموقف والديه لكن في ذات الوقت لم يزل الحاجز الذي نما بينهم بل بقي هناك بعض التحفظ في معاملته كان الأكبر سنا بين جميع أحفادي أنهى دراسته والتحق في بعثة لقد درس ذات تخصصي باحث اجتماعي ودعمها بالطب النفسي التحليلي خلال بعثته الى البرازيل تعرف الى زوجته الاولى كانت ممرضة تعمل لمساعدة الفقراء احبا بعضهما وتزوجا وقرر العودة للعيش مع والديه كان لها تأثيرا طيبا عليه ومع معرفته بانه سيصبح أباً أراد ان يعيد الجسور مع ابيه لكن للأسف كان الحمل صعبا عليها ولم يتحمله جسدها توفيت وقضى فترة طويلة في الحزن عليها لذا كان علينا ان نتدخل أعاده دايمون الى دائرة عائلته لتنمو ابنته مع أطفال دانجلو ودوناتو وهنا اتى تدخلنا الاول وعرفناه على زوجته الثانية كانت طبيبة ايضا لكن وقتها لم نكن نعمل انها اتخذت من المهنة وسيلة لتجعل مركزا الاجتماعي براقا واتت النتيجة المتوقعة بالانفصال وهذا ما اثر عليه وعلى انا سلبا عندها غادرنا تاركا القصر ورافضا ان يتواصل معنا عن قرب لم نكن نراه سوى في المناسبات الخاصة والتي في احداها عرفها عليك لم تكني يوما كبش فداء أردنا مصلحتك ايضا "
"ابتسم سيلا بسخرية ارى انني أفضل حالا الان "
"في البداية ظننا انه تزوجك انتقاما منا لتدخلنا لكن فيما بعد تأكد انه محال ان يفعل ذلك ادواردو لا يمكنه ان ينتقم بتلك الطريقةساقول لك رايي كطبيب سيلا ليس كجد قال ديابلو اعلم ان ادواردو يعاني من بعض العقد والتي من بينها رفض التعلق انه يخاف ان يتعلق بأحد لكي لا يخسره تعلق بوالديه وأبعداه وتعلق بزوجته وتوفيت وتعلق بنا وفي نظره اننا خدعناه وخيبنا امله لذا تركنا وعندما بدأ يتعلق بك أبعدك انه يخشى ، الخسارة سيلا يخشى ان يعود وحيدا "
" لكني ما كنت لاتركه "
"ربما ليس بارادتك "قال دوناتو
"ما معنى هذا "سالت سيلا
"لسنوات اردت ان أعيش وحيدا بعد توفيت خطيبتي لم أرد ان ارتبط بأحد خوفا من أفقده ونحن نظن ان هذا ما يحدث مع ادواردو "
"وماذا ستقولون له انني على فراش الموت "
"لا نريد شيئا أقوى لو قلنا انك مريضة وعاد إليك سيبقى لديك شك بانه يشفق عليك لكن نحن نزيده ان يظن انه يخسرك لشخص اخر انك تريدين المضي قدما في حياتك والزواج من جديد لو انه يحبك لن يتحمل الفكرة "
"لكن ماذا لو كان يحبها لدرجة انه مستعد للتنحي لجعلها تحيا بسعادة "سالت دوناتيلا
"لا أظن لن ادواردو لطيف الى هذا الحد"قالت ايريا
'تبقى لنا ورقة اخيرة طفله'
"حسنا ماذا لو كنت انا لا اريد العودة اليه هل تساءل احدكم عن ذلك ام ان رايي ليس له أهمية "تدخلت سيلا بحده
"الا تريدين العودة اليه "سالت مايلي
"لا اريد الانفصال عنه "
"وماذا عن طفله "سال دايمون بهدوء
"لا اريد اخباره في اي حال لن يجدي نفعا ان عرف لا اظنه سيعامله أفضل مما يعامل انا "
حاولت ايريا التدخل لكن صوت ديابلو منعها
"حسنا لا باس ان كانت هذه رغبتك لكن نحن لا نتخلى عن احفادنا ان اردت الانفصال عنه هذا حقك لكنك في كل الأحوال ستقيمين هنا سيكون لك بيتك الخاص ضمن أملاكنا "
"لا استطيع ان اقبل "قالت سيلا وهي تهب من مقعدها
"ونحن لا نقبل ايضا بان ينشأ احد ابنائنا بعيدا اصبح صوت ديابلو اكثر جدية وتصميم
"ماذا لو رغبت بان اتزوج "
"لك مطلق الحرية بالتأكيد لكن عندها سيكون هناك ترتيبات اخرى كان يقضي معنا ايام العطل وتكون هناك زيارات متبادلة "
"الا يمكنني ان أتخلص من هذا الكابوس "بات غضب سيلا اكثر
"انت أصبحت ضمن عائلتنا سيلا وبحملك بطفل ادواردو فهذا يعني انك ارتبط بنا الى الأبد بغض النظر عن كونك زوجة ادواردو ام لا وسواء تزوجتي مرة اخرى او لا هذا لن يغير كونك ام هذا الطفل ونحن عائلته لا يمكن لأي احد منا ان يلغي دور الاخر "قال دايمون مهدئا للأجواء
"ما الذي يجعلكم متاكدين انه طفل ادواردو " علقت سيلا
"لا تتصرفي بغباء سيلا كنت أظنك اذكى من ذلك قد تكوني لا تريدين ادواردو وهذا شانك وحقك لكن ليس من حقك إنكار نسب الطفل وحرمانه من عائلته هل تريدنه حقاً ان ينشأ وحيدا منطويا مثلك ومثل والده "عنفتها ايريا مما جعل سيلا تخفض راْسها
"انا لا اريد ان أراه الا يكفي ما فعل اريد ان اشعر بالسلام من جديد اريد فقط ان احيا بهدوء "همست بكلماتها
"ونحن هنا لنساعدك سيلا ونكون معك لا نريد لك اي أذية "ضمتها ايريا بحنان
"لا تقلقي كل شيء سيكون على ما يرام "أكد لها ديابلو ووافقه الجميع بينما دايمون وايريا يتبادلان نظرات التصميم
مر اسبوع على عودتها قد احتضنها الجميع وعاملوها بود خصوصا انا استقرت الان في بيتها الجديد كان عبارة عن كوخ صغير يتوفر فيه كل متطلبات الراحة
كانت كعادتها بعد العشاء العائلية ترافق انا الى سريرها ثم تعود الى بيتها وتجلس قليلا تحادث سارة والأخريات ثم تذهب الى النوم اما اليوم فقد شعرت بضيق لم تعرف له سبب ربما بسبب ذلك اللطف الذي يغمروها به او لانها ترى كم هم عائلة مرتبطة ومحبة وهي لم تحظى ابدا بذلك وكما يبدو ان طفلها ايضا لن يحظى بذلك
وحدت نفسها تدير جهاز التسجيل لتبدأ الرقص لم تعد حركتها بذات الخفة فكرت سيلا وهي تحاول ان تقوم بإحدى الدوات عندما اوفقتها ذراع التفت على خصرها
لم يرغب اخبار احد بعودة لذا اختار الرحلة الليلية على الاقل سيحظى بليلة هادئة قبل ان تبدأ العائلة باستجوابه تقدم لبيته القابع في الركن البعيد عن القصر عندما تناهى الى سمعه تلك الألحان كان عليه ان يعرف انها هنا كيف لم يفكر بذلك وقف ينظر برقصها هناك شيء غريب في حركتها لم يفهمه انها أبطأ من قبل لكنها ما تزال تحتفظ بتلك الهالة التي تحيطها عندما ترقص على ضوء القمر كأنها ترقص له وحده كانت تنهي دورتها عندما اقترب منها تماما كما السابق لايمكنه منع نفسه من ان يحتوي هذا الجمال
انتفضت عندما شعرت بلمسته على خصرها ابتعدت بسرعة تكتم شهقة المفاجاة
وقفت تنظر له كانه غير حقيقي أمامها اتراها بدأت تهذي
"ادواردو "خرج صوتها هامسا بعدم تصديق
"ومن غيره "أجابها بذات سخريته المعتادة
"ماذا تفعل هنا "سالت اول ما طرأ في بالها
"لما لا اكون هنا انه بيت عائلتي "اجاب متحركا ليغلق جهاز التسجيل وكما تعلمين عيد ميلاد انا بعد اسبوع "
وقفت مصدومة لم يخبرها احد بذلك لقد خدعوها مرة اخرى ...فكرت غاضبة وهذا يعني انه لم يأتي لرؤيتها أتراه كان يعلم انها هنا نزعت هذه الفكرة من راْسها محال لو كان يعلم لما اتى أساسا
"وبالطبع انت أب مثالي لن تفوت مناسبة كهذه "اجابته ساخرة
لم يجيبها بل ظل ينظر لها بتفكير هناك شيء ما غريب اتراها كسبت وزنا ام انه يتخيل
نظرته اثارت رعبها أتراه حزر
"جيد انك اتيت كنت اريد ان اقابلك لدينا حديث معا لكن يمكنه ان يؤجل الى الصباح أظن انك مرهق بعد رحلتك اراك غداً تصبح على خير "تحرك بسرعة تريد الوصول الى باب منزلها لكنه تبعها "لما للغد يمكننا الحديث الان لا ارى مكانا أفضل من هنا "
"أفضل ان افعل غداً "قالت تحاول المرور من جانبه بعد ان وقف أمامها
"لا ارى داعيا للتأهيل أظن ان هذا الحديث قد تأجل بما فيه الكفاية ثلاث اشهر مدة طويلة كما أظن "
"اتعلَّم معك حق كنت اريد ان احادثك بأمر طلاقنا اريد الإطلاق ادواردو وبأسرع ما يمكن "
كان دوره ليصدم لكنه سرعان ما تدارك الامر ظن انها ستعاتبه تلومه لكن ان تطلب الطلاق
"ولما السرعة بعد ثلاث اشهر "
"اظنها كانت وقت كافيا بالنسبة لي لأُعيد ترتيب حياتي "
"اما معنى هذا "
"معناه انني اريد ان أتحرر من كل روابط الماضي لمضي قدما في حياتي هناك حياة ارغب بتأسيسها ولا اريد لأي شيء ان ينغصها وانت هو اخر رابط لي في هذا الماضي بعد طلاقنا لن يكون لي سوى حياتي الجديدة "
وقف ينظر لها كانه يراها اول مرة لم يعدها واثقة هكذا كانت دائماً مرتبكة وحائرة اما الان فهي ثابتة
"هل هناك شخصا اخر "قال
"بالطبع هل ظننت انني سابقى على ذكراك بعد ان عرفت حقيقة زواجنا لقد تعلمت انه لا يشفي الحب سوى حبا اخر "
"من هو "
"وهل يهم "
لابد انه يوري فكر والغضب يحرقه
"بالطبع يهم اريد ان اعرف من هو الشخص الذي تجرا واقترب من زوجتي "
ضحكت سيلا "هل تصدق نفسك حقا؟ زوجتك ! منذ متى قالت ساخرة ارى انه يجب ان تخلد للراحة لتنعم بفكر صافي ساراك غداً "قالت منسحبة بأسرع ما يمكنها مستغلة حالة الاندهاش التي ألمت به
وقف يراقبها تنسحب وبينما يشعر بان الدم يغلي في عروقه
|