كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: سلسلة دموع الشياطين الجزء الثالث (تراقص القمر ) بقلم زهرة سوداء. الفصل الثاني
2
كان نهارا حافلا كما وعدها خصوصا أنها قضت معظم الليل تتقلب تحاول ان تفكر بما يحدث معها ان حياتها فوضى تامة دون تدخله والآن هي بالفعل تفقد زمام الأمور من يدها ما ان نزلت صباحا بالكاد تلحق موعد الإفطار الذي كان في السابعة والنصف الى الان وقد أصبحت الساعة الثالثة تماماً وهي تكافح لتجاريه لقد كان بالفعل لا يرحم قضت ما يقارب ستة ساعات تطبع الأفكار التي سجلها فقط صباح اليوم كما اخبرها كان محقا بان العمل لديه ليس سهلا لكن ما خفف عنها كل ذلك معاملته المهنية التي تصرف بها معها اليوم لم يكن يشبه أبدا آدواردو الذي تعرفت عليه منذ ايام انه رئيس عمل ملتزم و عملي لأبعد حد وهذا مريح جداً لانه يبعد أفكارها المزعجة عما مرت به لقد أعطاها جهاز التسجيل بعد الإفطار الصامت وقال لها ان تكتب كلماته المسجلة وغادر المكتب ولم تره بعدها لم ترى احدا للواقع سوى لوسيا التي تفقدتها بالشاي والقهوة وبعض الكعك
دقت الساعة الثالثة والنصف وهي تنهي اخر كلمة انه موعد الغداء ربما لهذا كانت الساعة تدق مصدرة صوتا منبها في أنحاء المنزل تعجب سيلا انه إنسان دقيق للغاية فيما يتعلق بعمله او واجباته عليها الاعتراف لقد سمعت صوته خلال التسجيل واثقا يدلي بالمعلومات التي رأتها معقدة لمقدمة كتابه الخاص بعلم النفس الفلسفي ان موضوع الكتاب فقط يبعث على الرهبة ومع ذلك فهي بدت عملية للغاية صادرة من شخص مهني تماماً
والآن حان موعد الغداء والسيد آدواردو يحب الدقة ربما للأمر علاقة بابنته سوف تسأله عن ذلك اثناء الغداء الذي ستتجه اليه الان فورا فهي لا تحب ان ينظر لها بتلك النظرة المستنكرة التي أعطاها إياها اثناء الإفطار
أسرعت الى غرفتها تغسل يدها وتنتعش نفسها قليلا قبل الدخول لغرفة المائدة كان قد سبقها مرة اخرى
"لقد ذهبت لأغسل يدي لم اقصد التأخر "قالت بسرعة
رفع نظره اليها دون ان يحرك رأسه "لقد أنهيت عملك وهذا المهم بالنسبة لي حاليا لكن أتمنى ان تتقيدي بالوقت عندما تكون آنا هنا "أنهى كلماته ودق الجرس لتحضر لوسي وإحدى الخادمات الغداء
وبدا وجبته بصمت كان بعيدا جداً وهذا ما لم تتوقعه لما يعاملها هكذا هي بالطبع لا تريده ان يقترب منها لكن ليس ان يكون بهذا الجمود على الأقل ان يتحدثا باي شيء اثناء الطعام اي شيء تذكرت سيلا انها كانت تريد ان تسال عن ابنته لكن هل هذا الوقت المناسب لا يهم انه أفضل من هذا الصمت
تنحنحت تجلي حنجرتها "كنت اريد ان اسأل عن آنا لقد قلت انها تعاني من صعوبات التعلم لكن ما هي حالتها اعني ما هو المسمى الطبي لها لقد اثارت انتباه علمت سيلا من النظرة الحادة التي رمقها بها لكن ذلك لم يوقفها أنا لست طبيبة او مختصة في هذه الأمور كنت اريد ان اعرف لأنني سأتعامل معها وعلي ان اعرف المزيد عنها لأعرف كيف سأتصرف "
نظرته الحادة بقيت ترمقها دون ان يرمش لعدة ثواني قبل ان يعود الى طعامه الذي تلهى بأكله قليلا كأنه لم يسمعها هل تجاوزت حدها بذلك السؤال طرحته سيلا لكنها يجب ان تعرف رأته من تحت أهدابها لتجده ينظر اليها بتمعن التقت عينهما قبل ان تبعد هي عينها بسرعة لتنظر الى طبقها الذي لم تتناول منه الكثير بسبب توترها
"انها حالة من ال adhd فرط الحركة وتشتت الانتباه في بعض الأحيان يعتمد الأطباء على ظهور الأعراض الثلاثة الاساسية قبل ان تحكموا ان الطفل مصاب به لكن البعض الاخر يكفي بوجود عارضين من الثلاثة وعندها يكتفون بالعلاج السلوكي دون اللجوء للعقاقير وهذا جيد كفاية لان يمكن التقليل من تشتت الانتباه وكثرة الحركة ببعض التمارين والمهارات وهذا ما نعتمده مع آنا "
"اي ان آنا تعاني من عارضين فقط "إجابته بسرعة سعيدة بانه استجاب لها وراغبة بمعرفة المزيد وسعيدة لانها اخيراً كسرت حاجز الصمت
"الADHD يشخص يشخص اذا كان الطفل يعاني من فرط في الحركة وقلة التركيز والاندفاع آنا لديها قلة التركيز والاندفاع اما فرط الحركة فلا ان حركتها معقولة لسنها ومع ذلك فإنها تعاني من قلة التركيز وقلما تتم ما يعطى لها من واجبات او نشاطات انها تمل سريعا ومن جهة اخرى هي مندفعة بشدة تسبق الكلمات وتتصرف دون تأني احيانا "
"لكنها طفلة والأطفال قلما يتانون"
"هناك أمور يجب ان تكون قد أدركتها بالنسبة لعمرها لكنها للأسف لا تفعل او انها تتجاهل الامر "
"اجل "أجابت سيلا بتفهم. "لكن الا يجب ان يرافقها شخص مؤهل اكثر مني اعني أنا لا اريد التملص قالت بسرعة عندما رأته ينظر لها رافعا حاجبيه باستهجان لكنها بحاجة لمن يجيد التعامل مع حالتها وانا لا اعرف قد لا أستطيع "
ابتسم بتكلف وهو يحدق بها "لن اجد شخصا أفضل منك لذلك سيلا انت شخصيا تعانين من الADHD وبطريقة متفاوتة "
"ماذا ؟؟"قاطعته
كم كان عمرك عندما سقطت رأسا على عقب في حب ريكاردو لم تكوني قد تجاوزتي السابعة عشر طفلة لقد ركزت عقلك وإدراكك بالكامل على وهم ولم تعودي تنتبهي لأي شيء اخر مع كل الإشارات التي كانت حولك حول تعلقه باناستازيا ومع كل اهتمام غاسبار بك الا انك لمت لاحظي هذا تشتت انتباه أضفي لذلك اندفاعك وراء ذلك الوهم "صمت ليرى ردة فعلها على ما قال كانت مصدومة تماماً عينها فتحت على وسعها تنظر اليه كأنه يتحدث بلغة اخرى
"كان علي ان أدرك انك تستعد لقول شرير بعد كل ذلك التحفظ والمهنية التي بدوت بها اليوم "قالت سيلا تقطع الصمت الذي لف المكان بعد تعليقه وبعد وجدت مكان ما في عقلها ما زال يعمل ليجعلها تستجمع أفكارها
ابتسم بهدوء متسامح بدا فعلا طبيبا الان وهو يقول "قلت لك سيلا أني ساعالجك "
"توقف عن ذلك أنا لست مريضة توقف عن تحليلي "قالت سيلا بغضب قبل ان تنهض لتغادر لكنه كان أسرع أمسك يدها بسرعة
"هذا كلام غريب يصدر عن واحدة قالت عن نفسها بالأمس انها معقدة حاولت التملص منه لكنه أوقفها يكفي سيلا لا تصرفي بطفولية لدينا عمل علينا إكماله هدئي نفسك واتبعيني الى المكتب "ترك يدها مغادرا بينما وقفت هي لا تعرف أين تذهب ولكن الى الجحيم هو وعمله ...
3
صعدت الى غرفتها لا تعلم ما الذي يحدث لها هي حقاً ضائعة الان لقد أزعجها تحفظه نظرت الى نفسها في المرأة التي تتوسط جدار غرفتها فوق منضدة الزينة لماذا أزعجها المفترض ان تسعد لابتعاده عنها أليس هذا ما طلبته ولكنها على العكس حاول كسر صمته والتحدث اليه وليتها لم تفعل غضبها تحليله لها يغضبه اذكره لريكاردو و غاسبار لما يستمر بتذكريها بحماقتها هي لا تريد علاجه ولا تريد تدخله هي بخير فقط لو يتركها بسلام فهي قادرة تماماً على التعامل مع حياتها الم تفعل الم تجابه الفوضى التي سببتها لقد اعترفت لانستازيا وعملت على اعادة الصفاء لحياتها مع ريكاردو لقد ارتكبت العديد من الحماقات فيما مضى لكن ذلك انتهى لقد تحلت بالشجاعة وجابهت كل ذلك والآن بعد ان استقرت قليلا وبعد ان بدأت تستعيد حياتها أتي هو واعاد اليها الماضي هو لا يوفر لحظة دون ان يذكرها بما حدث لما ثم انها ليست جبانة هي لن تبقى هنا ستذهب اليه وتواجهه وتقول له ان لا يتدخل في حياتها ان تعمل عنده شيء فرض عليها وهي ستتعامل مع الامر كما اعتادت ان تفعل ستنهي عملها معه ولكن حياتها شيء يخصها وحدها نظرت الي نفسها لترى العزم والتصميم في ملامحها اجل هذا ما ستفعل
طرقت باب المكتب بهدوء ودخلت بعد ان سمعت غمغمته من الداخل فتحت الباب ودخلت بعزم كان يجلس على مكتبه يكتب لم يرفع نظره لها مما زاد حنقها
"أسمعني سيد آدواردو قالت بحزم ان ظن ان تجاهله لها سيوقفها فهو واهم رفع رأسه عن الأوراق ونظر لها بتهكم وفي خطوتين كان أمامها مبتسما بطريقته الساحرة "أني اسمع همس امام وجهها الذي اصبح يبعد فقط بضع بوصات عن وجهه "أنا ارتكبت لوهلة نسيت ما كانت ستقول أنا ابتلعت ريقها الذي اصبح جافا فجأة أنا "
"اجل انت "أصبحت ابتسامته ساخرة الان مما أعاد لها تركيزها انها بالفعل تعاني من التشتت فكرت للحظة
"اجل ..أنا لا أريدك ان تتدخل في حياتي بعد الان أنا أستطيع تدبر امرئ دون الحاجة لتحليلاتك "قالت بكل عزم تملكه
"حقاً قال مقاربا اكثر مما جعلها تتراجع لكنه أمسك كتفيها "إذن لما تختبئين هنا مبتعدة عن كل الأشخاص الذين تعرفينهم لما تخليت عن مهنتك التي تحبين كراقصة باليه وتحجزين نفسك هنا معي "
"أنا لا اختبىء قاطعته لم أعد راقصة بعد الحادث الذي تعرضت له ثم انت من يحجزني هنا وليس العكس "
"هذا ليس صحيحا انت لجات الى هنا لتكوني وحيدة حيث تلعقي جراحك بصمت وانت بكامل صحتك لتابعي الرقص وإلا لما كنت ترقصي كل ليلة تحت ضوء القمر اما عند احتجازك فأنت عمياء أيضاً ان كنت لا ترين الانجذاب بيننا "
هذا ليس صحيحا هتف سيلا أنا لست منجذبة لك حتى انني أكرهك "
"حقاً "قال يقفل المسافة الصغيرة بينهما وأتى عناقه رقيقا لدرجة انها صدمت به لم تعرف ما تفعل لوهلة شعرت بان كل شيء توقف حتى الهواء علق بينهما لم تعد تحس بشيء سوى دفئه الذي احتواها بحنان ونعومة وجدت نفسها تذوب بين ذراعيه وبلا إرادة ارتفعت يدها لكتفه تمسكت به تسند نفسها عليه لانها لم تعد واثقة من قدرتها على الوقوف لحظات ربما دقائق لم تعلم لكنه ابتعد رأسه عنها فقط لأخذ نفسا عميقا أدركت انها أيضاً بحاجة له كان كل شيء يدور حولها وبشرتها تحترق فعليا
"قولي لي الان انه ليس صحيحا "قال بصوت بالكاد خرج كان متأثرا أيضاً وظهر ذلك واضحا من نظرته الغائمة لها قد تكون عديمة الخبرة بل جاهلة تماماً بأمور الرجال لكن لا يمكن لأحد ان لا يفهم هذه المؤشرات كانت لا تزال متمسكة به بينما يده على خصرها مازال قريبا كفاية لتسمع ضربات قلبه او ربما انها ضربات قلبها التي تهدر بعنف لم تعد تميز حاولت إنزال يدها متفاجاة تماماً ما الذي يحدث لها هي حقاً لا تدرك كانت حركتها ثقيلة وهي عاجزة عن النطق اشتدت يده على خصرها ليوقف انسحابها الصامت
"لا ...لا يمكنني ان افعل قالت ردا على سؤال او طلب لم ينطق به لكن من كان بحاجة ليقول شيئا أنا لن افعل هذا الا من شخص احبه "أدلت بتصريحها الذي اذهلهما معا لقد لمحت ذلك وسط ضباب رؤيتها على وجهه تلك كانت لحظتها لتهرب انسحبت بسرعة من بين يديه وبدون تركيز شقت طريقها الغير واضح لتخرج
نظر لها وهي تخرج متعثرة بخطواتها لقد قفز خطوة كبيرة دون ان يدركا
غبية غبية لعنت سيلا نفسها وهي تتكور على السرير في غرفتها كيف حدث ذلك لما لم تدفعه اي حماقة تلبستها ....آه يا الهي الحماقة الأكبر كانت تصريحها السخيف ما الذي دفعها لقول ذلك لابد انها جنت انها بالفعل تصدق الان انها مصابة يتشتت التركيز والاندفاع والغباء أيضاً
|