كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: سلسلة دموع الشياطين الجزء الثاني (المنبوذ) بقلم زهرة سوداء الفصل الثاني
الاخير
1
كانت دقات الساعة قريبة و متكررة كأنها تدق في رأسها المتألم تشعر بانه قد شق نصفين وكان صاعقة قد ضربته فتحت عينها على مضض كانت الرؤية ضبابية أمامها لكنها ترى فعليا !!
رائحة المطهر ملأت أنفاسها ممزوجة برائحته المسكية التي اعتادتها التفتت رأسها بغير إرادة اتجاه خياله المسترخي على الكرسي بجانبها ما الذي يفعله هنا
كانت فترة عصيبة هم بمغادرة المكان بعد ان إزاحها بعيدا رآها تسقط أمامه عاد بسرعة ليمسكها لكنه تأخر كانت قد سقطت بالفعل والدم غطى وجهها بسبب الجرح النازف في صدغها حملها مسرعا للمشفى حيث تلقت الإسعاف الجرح ليس عميقا لكنها تعاني من صدمة قوية إصابتها بشبه غيبوبة خصوصا بعد تعرضها لصدمة سابقة منذ عدة سنوات جعلتها تفقد بصرها أوضح الطبيب لاليخاندرو وأكد ان عماها نفسي كما هو فقدانها للوعي
"مونيكا انسانة رقيقة وحساسة جداً لذلك فإنها تتأثر بشدة بما تتعرض له وفيما يبدو انها تعرضت لصدمة قاسية مما جعلها تنغلق على نفسها وترفض ان تستفيق "
فكر اليخاندرو ترى ما الذي سبب هذه الصدمة لها اهو خوفها على ماريو اذ اكتشف خيانة أميلي ام خوفها منه بعد ان كشف حقيقتها ...مر يومان دون ان تستيقظ وهو حفاظا على المظاهر جلس جوار سريرها كما يفترض بالزوج المهتم ان يفعل كان قد غفا مرغما بعد إرهاق اليومين الماضيين مع أمها التي هاجمته وأختها التي تتملقه وتريد استغلال فرصة غياب مونيكا عن الساحة كم يشعر بالاشمئزاز من هذه العائلة المسمومة صوت تحرك السرير جعله يفتح عينيه بكسل ليرها تتململ انها تستيقظ وعينها الباردة الزرقاء جالت ببطء في المكان تستكشفه
"مونيكا "همس يعلمها بوجوده
تصلبت للحظة بدا صوته أتيا من مكان بعيد جداً ولكنه صوته العميق كيف يمكن للصوت ان يكون مؤثرا هكذا مجرد سماعه جعل كل خلية في جسدها تنتفض انها تراه كخيال أمامها غير واضح المعالم عن بعد أغمضت عينها بإعياء متاوهة من الالم الذي يضرب رأسها
وقف جوار سريرها بحركة سريعة غمرتها رائحة عطرة التي اكتسحت حواسها مما جعلها تفتحت عينها كان وجهه قريب منها استطاعت ان ترى ملامحه رغم الوغزات المريعة التي تضرب رأسها وعينها التي بذلت قصارى جهدا لتتبين ملامحه الغير واضحة. اخبرها الطبيب انها ممكن ان تستعيد بصرها ولكنه لن يحدث فجأة بل تدريجيا ترى هل هذا ما يحدث لها انشغل تفكيرها بهذه المسالة مما جعل حضوره قربها يغيب عن ذهنها قليلا لكن حركة يده التي أمسكت رأسها برقة يعدل الوسائد خلفها جعلتها تبتعد عنه رغم ان الحركة اثارت الالم اكثر
'ما الذي تفعله هنا "
خرج السؤال منها بصوت متعب وبنبرة اكتساها الإعياء
"افعل ما علي فعله اهتم بك مونيكا انا زوجك "
"أستطيع فعل بذلك بنفسي "قالت تبعده لتعدل الوسائد بيدها لاحظ حركتها المتثاقلة
"دعيني افعل مونيكا "
"لا اريد منك شيء "قالت بحدة "ثم انك لست ملزما بالبقاء قربي "
"مونيكا "قالت بلهجة محذرة
قاطعته"أليس من الأفضل ان تذهب الى أميلي لتكملا ما بداتما و قاطعته بنزولي "
"لا تحدثيني بهذه الطريقة "حذرها بغضب
"لا تأمرني اليخاندرو لقد فقدت اي حق لك عندي ب...تهدج صوتها ألما ومرارة وكبرياء ليس لديك الحق ببقاء معي لقد انتهى اتفاقنا اليخاندرو "
"ماذا ؟؟"أتى سؤاله مستهجنا
"لقد انتهى ما بيننا انت نقدت اتفاقنا اليخاندرو لقد خنتني لذا الاتفاق لاغي والآن اتركي وحدي اريد ان ارتاح "حملت صوتها اكبر قدر من الجدية والحزم وبدت واثقة ورفعت ذقنها بتحدي وكبرياء شديدة
نظر لها بعجب كيف تبدلت شخصيتها انها بعيدة كل البعد عن المرأة الخجول التي كان يضمها منذ ايام نفض رأسه يلعن أفكاره التي تسير به الى طرق محفوفة هذا ليس الوقت المناسب ليفكر بهذه الأمور
"انا لم اخنك "
"لم تفعل لآني قاطعتكما "
"لا مونيكا انا لم اخنك ولن أكرر ذلك علي ان تصدقي كلمتي "
"لقد سمعتكما "
"سمعت كلمات اختك التي ألقت بنفسها علي وانت تعلمين اي كاذبة هي انا لم اخنك وهذا ليس لأجلك بل لأن الخيانة ليست من طبعي عندما اشعر بعدم رغبتي بك سأخبرك بذلك صراحة صدقي ذلك لن اخادع بهذه الامر ولن أتقرب من اي امرأة ما دمت تقومين بواجبك نحوي ثقي بذلك ...كان صوته صادقا قاسيا وحازما خالياً من اي مشاعر انه يروي حقائق عملية يا الهي كيف يقدر ان يتحدث عن حياتهما بتلك الطريقة بهذا البرود والجمود لو كانت صفقة عمل لربما كانت ستشعر ببعض الأحاسيس بنبرة ربما السعادة ربما الثقة او حتى الخيبة لكن كل هذا البرود انه شيء لا يطاق اي قلب قاسي يحمل في صدره هذا ان كان له قلب
نظرت له بيعها التي ترى حزئيا فلم تستطع ان تتبين معالمه وعندما فتحت عينها اكثر تحاول ان تستكشف شيئا اي شيء اي تعبير في وجهه الغير واضح المعالم أمامها مان قريبا يشرف عليها بطوله استطاعت ان ترى خياله القائم فوقها شعرت بوخزة كالشرارة الحارقة في عينها انها تجهد نفسها كثيراً عصرت عينها تغلقها بشدة
"ارى أنك تحسنت الان من طريقك تحدثك لذا سأطلب من الطبيب ان يأذن لك بالمغادرة "قبل ان تجيب او ان تحاول ان ترد له كلماته كان قد غادر الغرفة تاركا اياها تتمزق ألما من رأسها وعينها وألم اخر شعرت يجثم بثقل في صدرها
|