كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: سلسلة دموع الشياطين الجزء الثاني (المنبوذ) بقلم زهرة سوداء الفصل الاول
مر يومان كارثيان بالنسبة لمونيكا التي وجدت نفسها وسط فوضى عارمة من مصممي الأزياء الذي يتوافدون لأخذ قياساتها لصنع ملابس لها تليق بمركزها الذي ستتحمله كونها زوجة الدون دومينغو دافيلا
والذي زاد من اضطرابها هو أمتعاض أمها الذي لم تحاول انه تخفيه فلقد قالت صراحة انها ترفض زواجها والآن ليصبح الامر اكثر روعة انضمت أميلي لهما وهي لا تنفك تقول كلما رأتها ان زواجها غلطة كبرى وان عليها التنازل عن حصتها لماريو او لها وتعود لكنيستها حيث تنتمي واليخاندرو بعيد عن كل هذا فهو لم يزرها منذ ذلك اليوم ولا حتى حاول الاتصال بها كانت تحتاج لأي دعم احد يقف الى جانبها ومن سيكون غير صديقتيها الغاليتين سارة وايدا انها تحتاجهما الان اكثر من اي وقت سابق تريد ان تكلم احد تقول له ما يجول في خاطرها تبوح بهواجسها
" انت تعلمين انه تزوجك لينتقم مني لن تتزوجيه لن تجرئي"قالت في زيارتها الصباحية المعتادة شاعرة بإلحنق والغضب وهي ترى تجهيزات مونيكا المترفة
"حقاً لقد وافق إريني ما الذي ستفعليه "إجابتها مونيكا
""سامنعه سترين قالت أميلي وغادرت غرفة اختها كالعاصفة يجب. ان تقابل اليخاندرو وتقنعه وهذا ما فعلته عائدة لقصر عائلة دومينغو
دخلت الى مكتبه
"لماذا تصمم على الزواج منها انها لا تحبك هي تريد ان تبعدك عني اليخاندرو انها تكرهك مونيكا ذات القيم والمثل ستنظر لك دائماً بازدراء انت بالنسبة لها قاتل سارق ستكون تعيسا معها قالت بصوت باكي
"وانت ماذا فعلتي أميلي انت رفضتني ألقيت بي ما ان تم الحكم نظرت لي بازدراء انت أيضاً "
"صحيح لكن على الاقل انا أحببتك ...انها تريد الانتقام "
"لا باس لها دوافعها وكذلك انا ...انا اريد امرأة راقية مثقفة وهي تمنحني ذلك "
"لكن ليس هي فهي ليست كما تبدو انها قاسية حقودة ومتعالية"
"مثلك تماما ..لكن لا تقلقي اكتسبت مناعة ساتدبر امري انصرفي أميلي لا اريد ان يراك احد معي لن أخسر ما جاهدت للحصول عليه بسببك "
"أتمنى لك كل التعاسة التي تستحقانها"
قالت تغادر متجهة الى ماريو الغارق ببؤسه دخلت غرفته باكية "أرجوك ماريو افعل شيئا لمنع هذا الزواج ان امي تعيسة بسببه تخاف على مونيكا انها رقيقة وتخشى ان يؤذي ها اليخاندرو"
"هي من عرضت عليه الزواج لقد طلبت منه ان يبتعد عنها لكن لا فائدة ما دامت مونيكا تسير قدما بهذا الزفاف لن يوقفه أخد "
"لما لا تحدثها ماريو انه زواج كارثي. "
"هي من طلبت منه الزواج لا يوجد شيء أقوله لها "
خرجت متذمرة من ضعف ماريو ستعود الى منزل عائلتها وتقنع والدتها بان تمنع هذا الزواج باي طريقة
عند المدخل لاقته يستعد للمغادرة
"هل انت ذاهب اليها "
"اجل " أجاب اليخاندرو باقتضاب
"خذني انا ذاهبة أيضاً "أومأ برأسه لترافقه بالسيارة مع ان المسافة بين البيتين يمكن ان يقطعها بربع ساعة سيرا على الأقدام أدركت ان الوقت ليس بصالحها
"اما زلت مصرا على الزواج منها "
"اجل "
"اذا جعلتك تسمع بنفسك سبب زواجها منك هل هذا سيغير رأيك "
'لا أظن لكن ...سيهمني ان اعرف السبب "
ابتسمت أميلي بخبث "حسنا "
كعادتها كانت مونيكا في الوقت تجلس على الشرفة لشرب قهوتها العصرية كانت نعمة بالنسبة لها ان تسترخي وسط تلك الفوضى التي تعيشها سمعت خطوات تقترب من باب الشرفة المطل على الحديقة
"كنت اعلم انني ساجدك هنا "
"لم تطل غيبتك أميلي لما عدتي "
"اريد ان احادثك "أشارت أميلي لاليخاندرو ان يصمت عندما حاول ان تحيي مونيكا
"اذا كنت ستفتحي ذات الموضوع فلا يوجد ما نتكلم به أميلي "
"انه امر ضروري أمورا عليك ان تعرفيها "
تنهدت مونيكا واستنشقت الهواء بنفاذ صبر تصلبت عندما أخذت شهيقا عميقا وزفرته ببطء
"حسنا قولي ما عندك "قالت مونيكا
"انت تفعلين ذلك انتقاما مني لأنك لم تتحملي هجر ماريو لك وزواجه مني "
غضبت مونيكا بصمت "فكري بما تشائين "
"انا أحببته عندما كنت له اما انت ستكونين معه وتفكرين بماريو "
"لا تجرئي أميلي انا لست امرأة رخيصة تسيرها أهواءها إياك وتجاوز حدودك انا سعيدة بموافقة اليخاندرو على الزواج بي لأنك لن تريه بعد الان ولن تجرئي على الاقتراب منه "
"انه لا يحبك يتزوجك ليثير غيرتي "
"لا يهمني ان كان يحبني او لا ما يهمني ان أبعده عنك والتفتت الى الجهة التي يقف بها اليخاندرو الان عرفت لما تزوجت لا بعدك عن أميلي التي لن تتوانى لحظة عن غرس مخالبها فيك لتحصل على كل شيء المال والحب والرفاهية اما انا اتزوجك لاحمي الأشخاص الذين احبهم امي التي ستصدم لو تقربت منك أميلي بل انها ستشعر بالعار اما ماريو فيسكون هذا بالنسبة له رصاصة الرحمة انا لن أتحمل ان ارى من أحب يتألمون بسبب طمع أختي ورغبتك بالانتقام ما الذي ستجنيه من حصولك عليها سوى الدمار ان تزوجيني ستحصل على باقي املاكك وعلى زواج سأسعى بكل قوتي لإنجاحه الخيار بات لك اليخاندرو والمرة القادمة التي ترغب بها ان تعرف شيئا عليك ان تسألني مباشرة لا تختبأ اليخاندرو فهذا لا يليق بك قد اكون عمياء لكني ارى اكثر منكما "غادرت بغضب متصاعد لقد تحمل ما فيه الكفاية من أنانية اختها وحقدها
نظر اليخاندرو الى طيفها المبتعد تلك الساذجة الصغيرة قد كبرت ودخلت عالم الكبار
"أرأيت قالت أميلي انها تريد الانتقام "
قاطعها اليخاندرو "أصمتي"
ولحق بمونيكا كانت قد وصلت غرفتها عندما تبعها لم تكد تقفل الباب حتى تفاجأت به يفتحه على وسعه
"لا تغادري مرة اخرى بتلك الطريقة "
"ماذا اردت ان افعل وانت ....اختنق صوتا بدموع الغضب
ابتسم اليخاندرو لانها بدت كطفلة صغيرة حانقة
"انت عصبية مونيكا وهذا جانب لم اعرفه بك "
"انت لا تعرف شيء عني كما انني لا اعرف شيء عنك لقد غبت يومين ظننت اننا من الأفضل ان نقضي هذه الفترة القصيرة لنتعرف لكنك تركتني مع هؤلاء المصممين و منسقي الحفل انا حتى لا اعلم اين ستقيم حفل الاستقبال وأي كنيسة اعتمدت وفوق كل هذا امي المتذمرة انت لم تكلف نفسك ان تحادثنا حتى وأميليا التي لا تتنوانا لحظة عن تذكيري بعلاقتكما وعن أسباب زواجك مني "
وضع يده على وجهها "اهدئي مونيكا جاء صوته هادئا انا لم أغب بلا داعي كنت احضر لك هذا اخرج من جيبه علبة مخملية لقد كنت اختار خاتم الخطوبة مد يده يدسه باصبعها اخترته ازرق مخضر كعمق البحر مثل لون عينيك "كان هناك رقة في صوته وحديثه عن عينها اربكها مونيكا لم تعش حياة عادية منذ صغرها ابتسمت بخجل وهي تتحسس الخاتم الذي أعطى ثقلا في أصبعها "انه جميل "
"سعيد انه أعجبك بخصوص تعارفنا سنبدأ من اليوم "
"دعني أعرف وجهك بطريقتي اولا "قالت مونيكا ومدت يدها الى وجهه تلقائيا أغمض عينيه
"انا أتذكر وجهك لكني لا أتذكر ملامحك بشكل خاص "قالت مونيكا وهي تتحسس حاجبيه الكثيفين عينه الواسعة انا تتذكر الخطوط الاساسية لوجهه لكنها لا تتذكر ملامحه التي باتت أعمق والأكثر بروزا عينيه واسعة رموشه كثيفة انفه حاد لكنه ليس كبير خط الفك الذقن البارزة مع شق غائر في وسطها فمه شفتيه رقيقة لكنها صارمة انها تتذكر انت وسيم كما أذكرك "
زم اليخاندرو شفتيه عندما فتح عينيه ورأى ابتسامتها البريئة هل حقاً تتصرف بهذه البراءة الا تعلم ما تفعل لمساتها هذه شعر باضطراب انه رجل
"وانت أيضاً ما زلت جميلة كما كنت "قال ومد يده يمسك ذقنها الرقيق "اما انا لدي طريقة اخرى لتعرفنا"شعرت بأنفاسه الحارة على وجهها انفجرت شفتيها بدعوة صامتة احنى رأسه أغمضت عينها بتوقع للقادم عانقها برقة بالكاد لمس شفتيتهاالتي ارتجفت وتجمدت مكانها مما جعله يغرس يده في شعرها المنسدل بحرية ليقربها اكثر يرغب بالشعور بها بردة فعلها عمق عناقه اكثر وبدا اكثر تطلبا لاستجابتها لوهلة شعرت بالحرارة تسري في جسدها أغمضت عينها تفسر ذلك الشعور انها قبلتها الاولى لأول مرة تشعر بهذه الأحاسيس الغريبة جمدت مكانها لا تعرف ما تفعل لا تستطيع التفسير لم تعانق من قبل حتى عندما كانت مخطوبة لماريو ...ماريو عند تذكرها له ومض برق في رأسها في ذكرى بعيدة مع لمسه لشعرها واقترابه اكثر والطريقة التي تملك بها شفتيها بتطلب وإلحاح رسمت لها صورة. كانت قد ألقت بها بعيدا في الماضي لشخصين يتعانقان بشغف دون ان يشعرا بمن حولهما جفلت انتفضت مع الم حاد في رأسها الذي بدا يضرب بقوة وثقل في قلبها جعل تنفسها صعبا ابتعدت عنه وقف مندهشا من ردة فعلها لكن النبض المتسارع أسفل عنقها وصدرها الذي علا وهبط باضطراب وحدة جعله يدرك مدى تأثرها
وضعت يدها على فمها تشعر بالنبض في شفتيها
"انا أسفة ...قالت بصوت مضطرب لكن لم يجدر بك ان تفعل هذا "
"لما انت خطيبتي "
"انا ...لم افعل ..من قبل انها المرة الاولى "قالت بتلعثم
"ماذا ؟ "قال بصوت غير مصدق "اتعنين انك لم تعانقي من قبل "
"لا "
نظر لها اليخاندرو أيعقل انها بهذه البراءة
"لقد كنت مخطوبة اتعني انك ما زلت عذراء كيف ذلك لقد كنت مخطوبة لثلاث سنوات "
"عندما خطبني ماريو كنت ما ازال في السادسة عشر وعندما تركته كان عمري تسعة عشر فقط وهو لم يشأ ان يكون بيننا علاقة من ذلك النوع "اجابته بحده
"ولا حتى عناق " قال بتسلية ملاحظا احمرار وجهها غضباً وخجلا
"لا هنتك اشياء اهم كانت بيننا اهم من ..تلك الأمور "بدا جملتها بقوة وانتهتها بهمس وكأنها غير أكيدة مما تقول وهذا ما لاحظه اليخاندرو الذي ابتسم
"مثل ماذا مونيكا "
"اشياء كثيرة "قالت بسرعة
"لما تركت ماريو "
صدمتها السؤال الا يكفي تلك الخيالات التي عادت تحتل رأسها كانت سعيدة بتناسيها لها اما الان فهي عادت تلح وبقوة
"لا اريد الحديث عن ذلك اليخاندرو انا لم أسالك عن علاقاتك السابقة "
قهقه اليخاندرو كان غضبها يسليه "هل تسمين ما كان بينكما علاقة لقد اثبت ماريو انه اضافة لغبائه فهو احمق دعيني أعرفك ما معنى ان تكوني في علاقة "ابتعدت الى الوراء شاعرة بخطر كلماته لكن يده كانت أسرع امسك بوجهها بين يديه غابت باقي شهقتها المتفاجاة في عناقه الذي كان ناعما رقيق لا يعلم لم أراد قربها مع حقيقة عدم خبرتها ازعجته لكن هناك شيئا ما فيها ربما ارتجاف شفتيها اضطرابها ملمسها الناعم او رحيقها الذي بدا مذاقه مختلفا عنا اختبر يوما والآن الطريقة الآي تعلقت به لا تعرف ما تفعل بداية ثم اقترابها منه هل تحركت مشاعرها في استجابة هل استطاع ان يجعلها ترغب بقربه حرك يده على طول ظهرها لتقترب اكثر همس قرب أذنها وهو يشعر بها تذوب بين ذراعيه "هل اثرت فضولك مونيكا سأكون اكثر من سعيد لأعلمك مع استجابك هذه "
كانت لا تزال مضطربة مرتبكة ومتؤلمة رأسها يكاد ينشق من تلك الوضة التي لمعت به ولكن كان هناك شعوراً اخر عندما أحست بانه يقترب منها ترقب ربما حرارة شيء جديد عليها لا تعرف له تفسير عندما أمسك وجهها شعرت بركابتها تنهار غير قادرة على الوقوف تعلقت به بمجرد ان لمست يدها كتفه شعرت بصدمة من قوته لمسته التي قربتها اكثر جعلت داخلها يمتزج بمشاعر حارة من الالم من الذكريات و من الرغبة بان تبقى بين ذراعيه وأتت همسته لتكمل على ما تبقى منها كانت تذوب فعليا بين يديه
شهقة عند الباب جعلتها تبتعد عنه بفزع
"ان هذا غير لائق البتة كيف تجروئين مونيكا "قالت أميلي بصوت يقطر حقدا وكرها
نظر لمونيكا التي بدت مرعوبة وكأنها ضبطت بالجرم المشهود ثم نظر الى أميلي بازدراء لا حد لحقارتها "ما هو الغير لائق في عناقي لخطبتي التي ستصبح زوجتي بعد ايام "
"هذا لن يحدث تأكد انني لن اسمح لكما بهذا " قالت أميلي وذهبت مسرعة متجهة الى غرفة أمها
تم الإرسال بواسطة iPad بإستخدام Tapatalk
|