كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: سلسلة دموع الشياطين الجزء الاول (ابواب الجحيم )بقلم زهرة سوداء
2
خرج مسرعامن غرفته وقع خطواته المغادرة قطع أفكارها التعسة كانت ما تزال جامدة في مكانها تحاول فهم ما حدث لقد مزق اخر ورقة في دفتر أحلامها البسيطة
لكن اين يذهب الان خاطرة مجنونة قالت لها انه ذاهب لنورا ان كان هذا حقاً فانه قد فتح على نفسه أبواب الجحيم بالفعل
أسرعت خلفه تغادر القصر لقد أخذ سيارته الشخصية وهذا من حظها الجيد أسرعت للسائق الذي دهش لأمرها باللحاق بسيده
"ان الامر خطير أسرع "انه امر خطير حقاً لكن ليس كما يظن السائق المخلص لعدة لحظات كانت تهز رأسها بقوة تحاول طرد الصور الخبيثة من رأسها هل تراه فعلا ذهب اليها هل سيعيد علاقته بنورا هل يعقل ان يخونها لا محال انه اكثر شخص تضرر من الخيانة لا يمكن ان يفعل هذا ولكن ففماذا اذا كان خوفها حقيقيا ماذا ستفعل كبحت بصعوبة دموعها وهي تعض شفتها تجاهد ان تستجمع قواها لا ديمتري لا تفعل سيكون ذلك كإطلاق رصاصة الرحمة عليها شعرت انها في فيلم تمثل لقطة خطيرة بالتصوير البطيء وكان عمرها يعلن العد التنازلي لساعاته ..... الطريق الى تلك الفيلا بدا بلا نهاية لكن اخيراً وصلت نزلت أيدا مسرعة قلقة توترها وصل أقصى درجاته كادت تتعثر بخطواتها مرتين حاولت ان تتأكد انها بالفعل سيارة ديمتري تلك الواقفة في الباحة الخارجية ربما ان بصرها يخدعها لكن لا هي أكيدة منها الان لا مجال للتردد عليها مجابهة الامر مهما كان ما سترى لن تتراجع اما ان تواجه أسوأ مخاوفها واما ان تبقى رهينة الشك أسرعت بالدخول من حسن الحظ لا يوجد حارس ربما انه صرفه ليتم الامر بتكتم
انتظرت دقائق مرت كدهر تحاول استجماع قوتها قبل ان تطرق الباب بهدوء تام وإلحاح
أخذت نفسا عميقا وهي تسمع التحرك خلف الباب مهما رأيت أيدا انت لن تصدمي ستواجهي الامر بقوة لن تجعليه يدمرك اكثر فتح الباب بمهل ولم تحتج لقوة ذاكرة لكي تميز المرأة التى وقفت أمامها انها نورا بثوب النوم ديمتري خلفها. بقميص مفتوح
لا تريد دليل اكبر او أوضح ربما لو تأخرت عدة دقائق اخرى لكان المشهد اكثر حرارة او ربما ما كانا سيستقبلانها ......لا تعلم من اين أتتها القوة وبرود الأعصاب لتتحمل لربما ملامح الصدمة على وجهيهما سلتها جعلت الموقف المؤلم مضحك الم يقولو ان شر البلية ما يضحك
قبضت على يدها حتى شعرت بان أظافرها تغرز عميقا في لحمها أرادت ان تشعر بهذا الألم اي شيء يمحو البرود ألذي شل أطرافها
ارتعشت بعنف وهي تجيل عينها بينهما ضربات قلبها ستخذلها لم تعد تحمل صدمتان في يوم واحد لكن منذ متى كانت حياتها معه بسيطة
نظر لها بلا مبالاه ظاهريا لكن تقضيبة حاجبيه أوضحت توتره ربما تفاجؤه هم يريد ان يقول شيء ربما يصرخ بها لكن نظرة عينها منعته من الكلام الجرح الذي رسم على ملامحها جعل لسانه يلجم وجه نظره الى نورا التي ووقفت تنظر لهما ثم رسمت ابتسامة ساخرة لتلقي تعليقا عرف انه سيكون ساما أمسك ديمتري بكتفها لتصمت ورفع نظره الى أيدا أراد ان يقول اي شيء لا يعلم ما هو لكن يجب ان يفعل شيء
ما الذي أتى بها وكيف وصلت "لما انت هنا أيدا "ليس سؤالا يطرحه وهو في هذا الموقف ابتسمت أيدا بشفاه مرتجفة مهما كانت قدرتها على التحمل ومهما هيأت نفسها للمشهد كان الموقف عصيبا وسؤاله استفزها لأبعد حد "يمكنني ان اطرح عليك ذات السؤال " قالت بتهكم تخفي به رغبتها بالانقضاض عليهما
"هذا بيتي "بدا باردا اكثر من اي وقت سبق لا يأبه بها ولا بمشاعرها
"كونه بيتك هذا لا يسمح لك بان تحضر نساء اليه "كم هي جملة غبية تلك التي نطقت بها ما بك أيدا منذ ساعات أوضح من انت وما مكانتك في حياة وانت تقفين هنا لتقولي له ما يمكنه وما لا يمكنه كم هو سخيف فكري بان تفعلي شيئا ردة فعل على فعله بك اما زلت تحلمين في وقت أخذ هو على عاتقه ان يحول أحلامك الى كوابيس
كان لابتسمتهما الساخرة اثر كبير في هدم اخر ابراج تعلقها او سذاجتها أنهما يهزان منها "وهكذا ننهي اخر فصل في قصتنا ديمتري كم تليقان ببعضكما كان أمرا مؤسفا افتراقكما لكن لا باس خطا قابل للتصويب أظن ان لي الحق الان بان انفصل عنك لم تعد قادرا على تهديدي بالرحيل وحيدة باتت حضانة فيكتور من حقي الا اذا كنت ترغب بحق ان تعود الأمور للسوء وتخسر مرابحك التي عملت عليها لأسابيع انظر والدك يهمني وكذلك سارة وبكل أسف انك والد طفلي ويهمني ان لا يعرف شيئا عن سلوكك معي يمكننا الان ان نكتب كلمة النهاية وبكل هدوء يسير كل منا في طريقه ان رغبت بالانفصال ساسهل لك الامر "وبصمود أدهشها هي نفسها كانت تظن انها ستنهار باكية لكن لم تفعل انها تشعر بالراحة بالحرية لقد تحررت اخيراً من وهمها لن تموت دونه لن يتحطم عالمها بل ستزداد قوة وتصميم سعيدة لانه مزق لها قلبها فهي بعد اليوم لن تعرف المشاعر
3
وصلت بسرعة الى القصر فكرت بحل الى اين تذهب هل تعود لمونيكا لكن هذه خيانة لسارة وفيكتور يجب ان تخبرهما لا ذنب لهما بما حدث
دخلت غرفة فيكتور الصغير نظرت بحنق للمربية التى عينها ديمتري
"اخرجي "نظرت المربية ببلاهة لم تتوقع منها ان تكلمها السيدة اللطيفة بهذه الطريقة لكنها خرجت متحاشية انفجار غضبها عليها
لقد اتخذت قرارها ولن تتراجع عنه اتصلت بفيكتور الأب الذي سارع اليها
"لا اصدق ما حدث "
"أرجوك قالت بيأس اعفني "صرحت أيدا لا تريد ان تتذكر ما حدث
"هل انت واثقة أيدا لا أريدك ان تندمي لقد حذرتك من قبل ان الامر لن يكون سهلا "
"انا واثقة تماما لكن هل تظن ان لي الحق "
"لك كل الحق انت ما زلت زوجته ام ابنه "
"ربما ليس لوقت طويل "
"لا أظن أيدا الزواج في عائلتنا أبدي وما دمتي لن ترفعي انت قضية طلاق لا أظن ان شيئا سيتغير لكني أتساءل لما لا تفعلي اعني لما لا تنفصلي عنه ربما قابلت رجلا اخر يدخل إليك السعادة "قال فيكتور بنية صادقة
"لا أظن فيكتور انت تحدث امرأة لا تملك قلبا "قالت بابتسامة هزيلة "علينا ان نسرع اريد ان ارحل بأسرع وقت ممكن "
"سأرافقك أظن انك بحاجة لشخص يبقى معك انا والسيدة لامبيس سنكون الى جانبك "
"اوه لكن أعمالك ..."
"لا يوجد ما هو اهم من العائلة "قال مبتسما وضمها اليه بشعور أبوي
كانت العودة الى الجزيرة بالنسبة لها كالعودة بالزمن تذكرت قدومها اليها واسالتها الساذجة عن الطائرة ابتسمت كم كانت. بسيطة وقتها
لأيام كانت تجول في أنحاء القصر والجزيرة بلا هدف كل مكان كان يحمل ذكرى ذات حدين سعيدة ومؤلمة
راقب فيكتور بصمت كيف انها منذ وصولهما قبل عشرة إيام وهي وحيدة مع خيالاتها تتجنب الجميع
سارت أيدا متجهة الى الشاطئ الخاص كانت تسبح مع ديمتري في تلك الفترة الذهبية لزواجها وهنا أيضاً كانت تجلس وحيدة تحاول ان تفهم اين الخطأ في علاقتها معه
ألقت نظرة على القصر وهي تعود إدراجها في تلك القاعة كانا يسهران وهي ذات القاعة التي شهدت خلافهما الاخيرة قبل ان تغادرها غرفتها شهدت اجمل لحظات حياتها وأكثرها تعاسة كانت فكرة سيئة عودتها الى هنا كيف ظنت انها قادرة على النسيان ان قلبها تحطم ولم تعد تحمل له اي مشاعر بينما هي تحضن كل ليلة وسادته باكية وحدتها دونه حتى أسوأ ذكرياتها لخيانته كانت تشعرها بالحرقة والألم تحاول يائسة ان تفهم اين الخطأ هل هي السبب ام هو
ربت فيكتور على كتفها "الغرق في الذكريات لن يجدي "قال بتفهم
"لقد أتيت هنا لتنعمي بالهدوء لكنك تبعدين نفسك عن الجميع حتى فيكتور الصغير لولا وجود السيدة لامبيس لكان عانى الإهمال لا تكرري ما حصل انت لم تخطئي لقد قلت لك ان الامر سيكون صعبا ان ديمتري شخصية معقدة عنيدة لن يكون التعامل معه سهلا"
"انا ..لقد ظننت أني قادرة على النسيان لكن لا كان قدومي خطا فادح كل شيء يذكرني به "قالت بيأس
"اذن لما لا تجعلي الذكرى دافعا لك أيدا لما لا تبدئي بالعمل على كتابك الجديد حاولي ان تشغلي نفسك حاولي ان تكوني قريبة من ابنك وجهي حبك له سترين ان كل شيء سيتغير للأفضل فقط ثقي بنفسك وقويها "
"يبدو ذلك صعبا "أجابت أيدا بشك
"كل شيء صعب في البداية "قال فيكتور باسما
مر شهر الان على تلك المحادثة بالطبع أيدا عملت بنصيحته وبمساعدته وبحنان السيدة لامبيس استطاعت ان تجتاز تلك المحنة كبر فيكتور وأصبح يأكل وحده وبدا يحبو مستكشفا العالم حوله شعورها بامومته كان نبراس يضيء حياتها وكتابها الجديد اصبح معدا تعلمت الكثير خلال تلك الفترة أصبحت تجيد اليونانية بطلاقة وبرعت بطبخ مأكولاتهم وإقامة علاقات ودية بين أهل الجزيرة الذين سا عدتهم مع فيكتور الأب وأنشأت مدرسة جديدة ودار حضانة ومركز صحي ملأت حياتها بالنشاطات الاجتماعية معهم وبات الجميع يكن لها الاحترام
لكن كانت هناك غصة في قلبها بسببه كل الحب والود الذي أحاطها به الجميع لم يمحها لم يمحو من ذاكرتها انه نبذها
نظر لها فيكتور الأب سعيدا لما حققت تلك الفتاة الصغيرة التي يمتلا قلبها حبا وعطفا على من حولها ان الأوان ليتحرك لقد طال الامر وذلك الأحمق يغرق نفسه في العمل دون ان يحاول راب الصدع بينهما ان كان قد اخرجها من حياته عليه ان يعلم انها لا تحتاجه
|