كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: سلسلة دموع الشياطين الجزء الاول (ابواب الجحيم )بقلم زهرة سوداء
6
خرج محامي فيكتور ميليساندنيس بعد الاجتماع الذي عقده مع أفراد العائلة ليواجه جموع الصحافيين التي تعسكرت امام القصر كأنها ذئاب جائعة تنتظر اي فرصة تنقض بها على فريستها ما ان انفتحت أبواب القصر الأمامية حتى هاجمته باضواء الكاميرات و بالأسئلة التى انهمرت عليه من كل صوب
"صمتا رجاء ً "جاء صوت جوهرياً قدر استطاعت هو محملا بأكبر قدر استطاعه من الجدية هو يشك بمدى صحة ماستفعله أيدا لكن عليه الاعتراف انها شجاعة منها كما انه لا يستطيع ان ينكر وجهة نظرها ان لم يستفيدوا مما ستفعل على الأقل هم لن يخسروا شيئا
"غداً في تمام الساعة الحادية عشر صباحا سيكون هنا مؤتمرا صحفي والدعوة مفتوحة للجميع "أنهى جملته وعاد مسرعا الى الداخل علي البقاء الليلة لدراسة ما سيتم في الغد
شعرت أيدا بخشونة ملابس الاميش على بشرتها
كشخص اعتاد الحرير والأقمشة الناعمة او ربما ان اللباس يرفضها فهي لم تعد تمثله بعد الان لكن عليها ارتداؤه للمرة الاخيرة لأجل فيكتور الذي اعتبرها ابنه له ولأجل سارة التي لم تتخلى عنها ولأجل ابنها ولأجل ذلك الذي يرفضها بإصرار هل تفعل ذلك لانها تحبه هل ذلك الشوق الذي يغمرها لتطمئن عليه اهو حب او هو إحساسها بالانتماء اليه لا تعلم كل ما تعلمه انه زوجها جزء من عائلتها التي أرادت دوما ان تكون ضمنها زوج أب وأبناء يكبرون حولها ضمن حياتها القصيرة معه اختبرت مشاعر كثيرة أبسطها الألم والأكثر تعقيدا هي تلك الموجة الجارفة التي تجتاحها لرؤيته لشعور ها بوجوده ان لم يكن حبا ما عساه يكون ما هو ذلك الشعور الذي يجعلها تتذكر كل لمحة منه كل تفصيل صغير كل حركة ما الذي جعلها تعود اليه رغم معرفتها برفضه تعلم انها لم تنمو بشكل طبيعي مشاعرها لم تتفتح للحياة كانسانة عادية لما جعلها القدر تواجه كل هذا لربما كان الأفضل لها ان تبقى في عالمها البسيط تتزوج من اي شاب يقترحونه لها ...لكانت وفرت على الجميع هذا الاضطراب والألم ولكانت وفرت على عقلها المسكين كل تلك الأفكار لكن .. الم تفعل كل هذا لتجد حياة اخرى و للواقع هي تغيرت وحسنت من نفسها لتصبح جديرة به مهما حاولت الإنكار هو السبب في كونها أيدا الجديدة التي إرادتها لكنه هو لم يردها
لكنه ليس وقت التخاذل تقدمت بإصرار خارجة من غرفتها
متجهة الى القاعة حيث يقام المؤتمر الصحفي كان صوت الاستغراب يملأ المكان بينما الكاميرات بدأت تأخذ صورها بلا كلل
وبدأت تنال الأسئلة التي قطعتها بثقة
"قبل ان تبدؤوا بالأسئلة دعوني أعرفكم نفسي أيدا جرابر كنت منتسبة للأميش من فترة قريبة حتى أتى مارك لعمل دراسة على حياتنا لم أكن كفرد عادي في مجتمعي شاء القدر ان افقد والدي وانا صغيرة جداً حتى أني لا اذكرهما ولما كان مجتمعنا يقدر العائلة وخصوصا الكبيرة منها لم يتح لي ان أحيا بطريقة مشابهة للآخرين كنت أتنقل من أسرة لأخرى بعضها تقبلوني والآخرين كانوا يجدوا في وجودي عباء إضافي عليهم بدا العالم الخارجي يبهرني او انني شغلت تفكيري به لإنسى واقع وحدتي تألمت لكون مجلسنا يعطي الحق للشاب بان يجرب الحياة في الخارج لكن الفتايات يحظر عليهن ذلك مع قدوم مارك وبقليل من التشجيع وافقت على ترك الاميش ...لكن الأمور تعقدت عندما تقدم المجلس بإبلاغ السلطات لم أكن ارغب بالعودة أردت التحرر اكتشاف اشياء وآفاق جديدة وهنا تعرفت على ديمتري لم يكن في إمكاني التحرر من طائفتي الا بالزواج لذا قدم لي عرضا بان يحمني ويجعلني أتعرف الى عالمه وبالمقابل أكون زوجته ام ابنائه وهذا ما حدث لم يكن الامر استغلالا ما رأيتموه كان خلاف اسري مشكلة عارضة وقد حلت بان تقرر إرسالي لإكمال تعليمي و تعلم ما أردت من الحياة بالطبع في هذه المرحلة كان وجود سارة داعما ولم يمارس ديمتري اي نوع من الضغوط علي عندما وضعت طفلي كما تعلمون أردت ان الده في بيتي وقد رحبت الطائفة بوجودي ثم عدت الى حيث أصبحت انتمي عائلة ميليساندنيس عائلتي الان ولولاها لما حققت ما اريد ايا كان ما ظننتوه بعد تسريب ذلك الفيديو فهو ليس صحيحا لقد عرض لغاية التشهير انا وزوجي نحيا بطريقة طبيعية في منزلنا "أنهت بذلك كلماتها لكن سؤال تردد مصمما على الإجابة
"لماذا هاجمك زوجك بعد ان تم نشر الفيديو "
"للوهلة الاولى ظن انني من فعل ذلك للحصول على دعاية أوسع للكتاب وهو شيء يرفضه لكن بعد ان تأكد ان الامر كله مكيدة انتهى سوء التفاهم "
"ما دام ان علاقتكما جيدة كيف شك انك انت من فعل هذا "
"هو لم يشك كان الامر الأكثر منطقية لم يكن غيرنا هناك اما انا او هو لم يكن يعرف عن زيارة مارك التي أراد بها نشر بذور النزاع لكن بفضل ترابطها معا ستتجاوز هذه المحنة "
"اين هو زوجك هل من العدل ان يتركك تواجهين الامر وحدك "
"هو لم يتركني نحن من طلبنا منه ان يرتاح لقد تعرض لضغط كبير ثم انني لست وحيدة مطلقا هو معي بكل خطوة "
"بالطبع يا عزيزتي انت لست وحيدة ولست انا من يتركك تواجهين مشاكلنا وحدك لذا انا هنا "كان صوت ديمتري القادم من المدخل الرئيسي قد قطع كلماتها وحول أنظار الصحفيين اليه
"سيد ديمتري هل حقاً ان شركاتك تعاني بسبب ما حدث هل ما قالته السيدة أيدا صحيحا "
"قبل ان تنهالوا بأسئلتكم دعوني ارى زوجتي اولا قال باسما بطريقة هادئة مخادعة لكن أيدا عرفت ان الامر ليس كما يبدو "عزيزتي أسف لأنك واجهتي كل هذا "قال يضمها شعرت بيده تضغطها اليه بقسوة ليست عن شوق
ابتسمت مرغمة لتكمل عرضه الذي أكمله بتأكيد كلماتها وان كل شيء على ما يرام وربما انهم قريبا سيسعون لتكبير أسرتهم وقوفها بجواره كانت محنة حقيقية كم تمنت لو ان كلماته صادقة لربما كان وصل بها الى اليقين لربما كانت عندها تأكدت من مشاعرها نحوه انتهى المؤتمر بعد ذلك ولكنها كانت قد نسيت أمره منذ زمن كل همها كان مراقبة ديمتري كلماته طريقته في السيطرة على الامر
"حسنا كان عرضا ممتازا "موجها حديثه اليها اول مرة بعد رحيل الجميع لم يبقى الا فيكتور وهي وسارة وديميتريوس
"أردت ان نخرج من تلك الورطة "
"او أردت ان تسلط الأضواء عليك "
"ديمتري نهره والده ...ابي أرجوك قاطعه ديمتري ما دمت قد قمت بهذه التمثيلية الجميلة لذا علينا ان نتابع قال ديمتري مقتربا منها شعرت بارتجاف داخلي يشل حركتها أليس كذلك يا عزيزتي "
كيف يمكنه ان يستخدم كلمة للأحباب لتبدو قمة السخرية نظرت اليه كان قريبا جداً حتى انها رأت القمم البنية لرموشه السوداء الكثيفة لون عينيه الذي بدا ضبابيا رغبت بان تضع يدها على وجهه تمحو نظرة التشكيك من عينيه كم تتمنى لو مرة ان ينظر لها بتلك الطريقة يوم ودعها
"حسنا ساعد نفسي لذلك "قالت متجهة الى غرفتها
|