كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: سلسلة دموع الشياطين الجزء الاول (ابواب الجحيم )بقلم زهرة سوداء
2
ليل اخر يرخي ستاره نظر ديمتري من شرفة غرفته محاولا الا يستمع لخطواتها وهي تجول في الغرفة الاخرى من الجناح شعوره بقربها يحرقه عندما علم انها ستغادر مع ليونيس كاد ان يحطم راسهما ما هذا الشعور السيء الذي يحيط به كلما رآهما معا ....
ما الذي يريده منذ عادت و لم يعد شيء كما كان لا ينام لا يعمل لا يفعل شيء لعين دون ان تغزو صورتها خياله وليكتمل كل هذا عندما عانقها في المكتب كان شعوراً سعيدا حلم به طوال الليلة الفائتة وقرر ان يستعيدا حياتهما معا ليأتي ويرى ليونيس معها يعملها بود ولتفاجئه هي برفضها ولكن ما الذي توقعه بعد كل ما فعل لقد أساء معاملتها مرارا ونبذها ونبذ طفله ولم يشاركها فخرهابنجاحها اي حق له ليقول لها ان تعود ولما تعود بينما هو كل تفكيره ان يروي رغبته بها حتى تشبع ثم ليكن ما يكن ...هذه المرأة خطيرة على أفكاره ما الذي تفعله به
************************************************************ **********************************************
كان الصباح ضبابيا كما أفكارها التي جعلتها لا تنام الا في وقت متأخر لقد فكرت كثيراً وقررت ما تريد هي لم تعد تنظر منه شيئا وهذا ما ستقوله له وهذا ما عليه ستكون علاقتهما عمل فقط
ارتدت ثيابا عملية وحضرت حقيبة ثيابها التي ستحتاجها اثناء التصوير كلها عزم لتواجهه بقرارها
اتجهت الى غرفة فيكتور الذي بدا يتململ مستعدا لنوبة الدلال التي ستغدقها أمه عليه كانت قد أنهت تغيير ثيابه وتستعد لتغادر الى المطبخ ليتناول إفطاره هذه اسعد لحظات النهار بالنسبة لها عندما تكون قريبة منه كانت ترفض ان تستخدم مربية لتقوم بذلك فقط هي والسيدة لامبيس من كان يحق لهما ان تفعلا
عندما لاقاها ديمتري عند باب الغرفة مركزا نظره على فيكتور الصغير
"لقد كبر "قال وعلى وجهه بسمة
"اجل كنت سأذهب لاطعامه "أجابت ايدا بلا حماس وهي تفكر بقرارها وكيف ستفاتحه
"حسنا لنذهب "قال متنحيا جانبا لتمر عندما خطت بسرعة جاعلة الهواء يتحرك حولها مما نقل عطرها الخفيف اليه متغلغلا الى مسامه جاعلاً ذكرى قربها منه تثور من جديد يجب ان ينتهي من هذه الرغبة سيحدثها الان عن رغبته بعودتهما معا قرر وهو يتبعها بمشيتها اللينة بينما تضم فيكتور الى صدرها تمتم له وابتسامة فرحة تحتل وجهها
وضعت الطفل في كرسي الطعام وبدأت تحضر طعامه بصمت متجاهلة وجوده وهو يراقبها دخلت السيدة لامبيس
"اه لقد سبقتني "قالت تتذمر بمرح
"نانا انت من تناولينه الغداء "
"لكن هذا ليس عدلادائما انت معه على الإفطار وستاخذيه الى بيت ليونيس وعندها سنتاوليه كل الوجبات "
"اذن ما رأيك ان تأتي معنا "قالت ايدا "فيكتور يحبك وستكون فرصة للتغيير واثقة ان هواء الريف سيلائمك "
"حقاً يمكنني ان آتي نظرت السيدة لامبيس إليهما "
"بالطبع "أكد ديمتري مما جعلها تسرع خارجة لتحضير نفسها
متابعا تحركاتها وهي تطعم الصغير المرح الذي كان يتلقى مكافأة على كل لقمة يتناولها بقبلة او كلمة تشجيعية شاعرا بالضيق لهذه المشاعر التي طفت على أعصابه لم يشعر يوما بهذا الحنان الأمومي الام الوحيدة التي عرفها هي السيدة لامبيس ومهما كانت حنونا عليه لم تعوضه يوما او لم تشبعه ابدا من حنان أمه الحقيقة
"حسنا ايدا يمكننا الحديث الان "قال بثقة مما جعلها تنظر اليه
"كنت أظن اننا قلنا كل ما يمكن ان يقال "إجابته بلا مبالاة
"عندما تنهين التصوير سنعود الى منزلنا "قاطعته ايدا "منزلنا !!لم يكن لدينا منزل مطلقا ديمتري ولن يكون اني أفكر بالانفصال للواقع ديمتري كان زواجها اكبر غلطة وبما اننا لا يمكن ان نتجاوز الامر بسبب وجود طرف ثالث هو ابني لذا اقترح ان يتم الامر بالتراضي "
"هذا لن يحدث ابدا ايدا الطلاق غير وارد ابدا "قاطعها غاضبا
لتعود هي وتقاطعه"لن ترهبني بغصبك ديمتري ان كان الطلاق غير وارد لأمور عائلية وللحفاظ على اسم العائلة فأنا اقترح الانفصال لا يمكنني ان أعيش معك ليس من اجلي فقط انما من اجل طفلي أيضاً "
"يبدو انك تنسين انه طفلي أيضاً "
"منذ متى ديمتري أراهن انك حتى لا تعرف عمره بالتحديد اسمع لننهي الامر الان انا لا أريدك في حياتي بعد الان لقد سئمت انتظارك ما بيننا ستكون علاقة عمل فقط لذا أتمنى ان يحافظ كلانا على حدوده "
"لا يحق لك "قاطعها غاضبا
"بل يحق ديمتري لو طلبت الطلاق سأحصل عليه بكل يسر لكني اراعي مشاعر ابي وسارة ولا اريد جرحهما لذا أتمنى عليك ان تنهي هذه المهزلة فقط ابتعد عنا انا وفيكتور الصغير انت بالنسبة لي شريك في دار النشر والممول لا عمالي سيكون الوضع أفضل لو حافظنا على هذه الصلة "قالت غاضبة فعلا لقد أخبرته بقرارها وهي ترى ان ذلك أفضل للجميع "لم نعد نتحمل نزواتك اكثر ليكن لكل منا حياته انا لدي فيكتور وأبي وسارة والسيدة لامبيس وكذلك عملي ومكتفية بذلك اما انت فلك عملك و جميلاتك اللاتي لن يطالبنك باي قيود عش حياتك كما تريد ودعنا نحن نعش أيضاً ....لقد أفسدت إفطار صغيري أتعلم لو كنت مكانك لسافرت أميالا مبتعدة لان وجودك لا يأتي الا بالكوارث "قالت اخر كلماتها منصرفة كانت تغلي داخليا باي حق يطلب منها العودة جيد انها تماسكت وأخبرته رأيها فيه بصراحة
وقف مشدوها هذه ليست المرأة التي تزوجها لم تعد تلك الساذجة التي كانت أقصى أحلامها بيت وعائلة كبيرة كيف تجرأت على ان تقول له هذا
************************************************************ **********************************************
كان انتقالهم الى منزل ليونيس رحلة سيئة لم يتبادلا الكلام خلالها أمضت الطريق متجاهلة وجوده وان حصل ان لا حظته كانت رسمية للغاية معه حسنا هو أيضاً سيريها انه لا يهتم ابدا لها
ولاية فيرمونت اصغر الولايات الامريكية ولكنها أجملها قال ليونيس التي استقبلهم بترحاب امام المنزل الريفي الرائع ملاحظا اندهاش ايدا بجمال المناظر أمامها
"هذه الأشجار بلونها الأحمر تذكرني بأشجار القيقب في جزيرة ديمتري "قالت بحماس دون ان تلاحظ اندهاش ديمتري الذي نظر بلا مبالاة لما حوله
"لديك زائرة ديمتري تنتظرك في المكتب "قال ليونيس بعد ان صافحه
"بينما يذهب ديمتري أتابع التجول انا وانت في المنزل هلينا تكاد تموت فضولا للتعرف إليك لقد أخبرتها الكثير عنك "
"أتمنى ان لا يخيب أملها "
"محال يا حلوتي ..إياك ان تشكي ابدا بنفسك انت رائعة كيفا كنت "حانقا من لسان صديقه ومن ابتسامة ايدا الصافية له توجه الى المكتب يتبع الخادم
كان المنزل عبارة عن الفخامة البسيطة من الصعب التوفيق بين الاثنان لكن المزج بينهما كان له نتائج رائعة كل ما حولها بسيط لكنه أنيق للغاية
"كانت لينا تتمتع بذوق نادر "قال ليونيس ذاكرا اسمها بحب
"اجل هذا واضح جدا "أجابت ايدا
"انه منزل كبير انا متعبة اقترح ان تعطيني الطفل لاطعمه وأغير له ملابسه لا بد انه تعب كما انه وقت القيلولة سأدخل ده للنوم بينما تتابعان أنتمالابد ان حمله هكذا سيتعبك انت أيضاً "اقترحت السيدة لامبيس
"حسنا انها فكرة جيدة قال ليونيس ونادى الخادمة لتدل لامبيس على غرفتها "
"لقد وضعتك في الجناح الشرقي لانه يشهد شروق الشمس وهو منظر رائع خصوصا في ايام الشتاء كما نحن الان غرفة الطفل متصلة بغرفتك وهناك ممر قصير يفضي لغرفة السيدة لامبيس توقعت انك ستحتاجينها الى جوارك "
"لطف منك ان تفكر بي "
واضعا يده حول كتفها بطريقة ودية
"عزيزتي انت انسانة رائعة وحنونة اجد نفسي ارغب بحمايتك والاعتناء بك وانا سعيد بهذا الشعور "
ضحك الاثنان قبل ان يتابعا جولتهما وصولا الى الحديقة الكبيرة المحيطة بالبيت مان هناك ركن منغزل عن الأعين تجلس فيه فتاة رقيقة رشيقة تشبه الى حد كبير ليونيس
وقفت الفتاة متوردة الوجه ببراءة تنظر إليهما وهما مقبلان
"ابنتي هيلينا "قال ليونيس بفخر ومحبة
"انها رائعة ليونيس قالت ايدا تمسك يد الفتاة التي اقتربت منها بخجل
"سعيدة بالتعرف إليك قالت بصوت ناعم
"وانا أيضاً أجابت ايدا تشعر بالحب لهذه الفتاة
ساعة من الجلوس وتناول الشاي الساخن اللذيذ بينما تحاورت مع هلينا حول الاهتمامات المشتركة والتعليم ومواضيع اخرى لم تجد ايدا صعوبة من مناقشتها مع الفتاة ذات العقل المتفتح لقد برهنت لها انها واسعة الاطلاع على أمور عديدة
تقدم منهم متجاهلا تلك ألنغزة الكريهة التي شعر بها وهو يرى الثلاثة يتشاركون الحديث كأنهم أسرة سعيدة كانت ايدا تجلس في مقابل ليونيس بينما هيلينا تجلس في الجهة الاخرى يحيطها الاثنان وقد اغدقا عليها الدلال والاستماع والاستمتاع بما تقول كأنها اهم ما لديهما
شعرت بأنها مراقبة رفعت رأسها تسكت ضحكة تسلية خرجت منها لتعليق صرحت به هلينا حول شباب اليوم عديمو النفع او المسؤولية
تعلقت عينا به كم تمنت في تلك اللحظة ان تقذفه باي شيء حولها انه بالفعل يذهب بعيدا بالمراهنة على قدرتها على تحمله نقلت نظرها الى تلك التي وقفت الى جانبه
ملاحظا نظرة الامتعاض على وجهها
"ايدا "همس ليونيس
نظرت محاولة الابتسام لتطمئنه "لا باس ليونيس ان ما بيننا انتهى انا لا اهتم للواقع "
ملاحظا طريقتهما معا شاعرا برغبة في تحطيم راس ليونيس وبرغبة اكبر بسحب ايدا مرغمة ليبعد هذا الغضب عن وجهها ولكن ما كان يتمناه اكثر من هذا هو ان يوجه لكمة لنفسه لانه افسد الامر بطريقة سيئة للغاية كم كان غبيا ومتعنتا عندما فكرة بإحضار نورا الى هنا
بوصوله إليهما كانت قناعته بان الامر اصبح اكثر تعقيدا شملته بنظرة لا مبالاة ساخرة
"نورا من الغريب ان أراك هل انت هنا بصفة شخصية "
"ما الغريب انا مساعدته الشخصية "قالت نورا بصوتها الواثق الممزوج بالدلال
"غريب ..لقد سمعت إشاعة انه تم الاستغناء عن خدماتك لكني حقاً سعيدة لكونه تراجع عن ذلك فانتما تليقان ببعضكما تماما "
ملاحظة دلائل الغضب على محيا ديمتري ومدركة لوجود هيلينا التي لا يجب ان تسمع هذا الحوار السخيف
"ماذا كنا نقول هيلينا عن الشباب عديمو النفع او عزيزتي ان الرجال بشكل عام عديمو النفع الا حالات خاصة مثل والدك بالطبع والسيد فيكتور الأب "
"هذه شهادة اعتز بها ايدا "أجاب ليونيس ضاحكا
"أظن اني بدأت اشعر بالتعب ساصعد لارتاح قليلا سيكون لنا حديثاً اخر هيلينا عندما نكون لوحدها حسنا "
"احل بالطبع ربنا عندما يستيقظ فيكتور الصغير لآني اريد رايته "
"حسنا بعد ساعة اذن شكرًا ليونيس سنتحدث في أمور التصوير لنختار المواقع "
"اجل بالطبع اذهبي لترتاحي الان "أكد ليونيس
دون اعتبار لوقوفه تجاهلته متجهة الى غرفتها بخطى غاضبة تدك الارض من يظن نفسه
ما كادت تمسك مقبض الباب حتى التفت يده تمسك بمعصمها بقسوة
جرها خلفه داخلا الى الغرفة المجاورة لغرفتها بعنف دفعها الى الداخل حتى كادت ترتطم بحافلة السرير
"إياك ان يتكرر ما حدث قبل قليل ايدا ، اني أحذرك من تقليل احترامي أمام الآخرين انا زوجك وعليك التصرف كزوجة "
"ولنا زوجتك واحضارك بعشيقتك يقلل من احترامي وانا لن اسمح ثم الا تظن ان تمثيلا دور الزوجين السعيدين اصبح مبتذلا أسمعني ديمتري انت تفعل لم الا ما توقعت منك شخصا أناني لا تفكر الا بنفسك لم تفكر كم سيحزن تدهور زواجها ابي او سارة او كم سيأثر على عملكم لكنني افعل ولهذا ما زلت مستمرة معك افعل ما تريد انا لا اهتم لكن على الأقل كن متسترا اما ما افعل فلا شان لك به انت فعليا لست زوجي "قالت ايدا بحنق وأكن بثقة فهي فعلا لم تعد تحتمله
"انا لن اسمع هذه التفاهات نورا ليست عشيقتي وانا لن اقبل ان تتصرفي او تتكلمي معي بهذه الطريقة ...اما بالنسبة لزواجها يمكننا تغيير عدم فعاليته"قال مقتربا منها بطريقة خطرة قبل ان تفكر بان تبتعد كان قد أمسكها حبيسة بين ذراعيه والحائط
"ديمتري أحذرك سا صرخ لو اقتربت مني "
"واثق من ذلك ..وان اختلفت الأسباب "مدركة لمعنى كلماته الوقح حاولت ابعاده لكنها كمن يدفع جدار لا يتزحزح
امسك يديها معا ببساطة
"دعني ديمتري "قالت بياس ما زال قربه يضعفها حد الإنهاك حتى وان قررت عدم الاستسلام له ظاهريا هي لا تستطيع ان تنكر النار الثائرة داخلها غضبها منبعه الغيرة حتى وان رفضت ان تصدق
ملاحظا تراخيها والصراع الدائر داخلها اقترب منها مانحا إياها عناق حمله كل رقة ولطف يمكن ان يخرج منه لكن مقاومتها التي نشأت دهشة من تصرفه جعلته يمسكها بقوة ضاغطا إياها على الحائط خلفها وملتصقا بها انها فرصة ان تمكن من جعلها تتجاوب معه ستوافق ان يعودا معا
كيف يمكن ان يعطها كل هذا بينما مشاعره لها مجرد رغبة فكرت ايدا تشعر براحته الدافئة على وجهها متأملا عينها التي غامت بذلك اللون الذي يحب يشعر بتوترها واضطرابها فهو لا يقل عنها لنا كلما اقترب منها يشعر انه لم يكفي لا يفهم كل الذي يعرف انه مهما كان ثائرا واعصابه متأججة وحتى رغباته تستعر في داخله مجرد قربه منها يغير كل ذلك لتحرره مشاعر اخرى كلها توق لها تجعله لا يستطيع الابتعاد عنها كأنها توليفته الخاصة تخدر كل احساسيه الا إحساسه بها ناعمة كوردة تتفتح بخجل لأشعة الشمس الحارقة تاركا إياها تعبث ببتلاتها بشوق
عاد ليعانقها بقوة اكثر كان هذا كثير عليها لتقاومه وجدت يدها طريقها الى كتفيه لتتمسك بهما وكأنها بذلك أعطته الأذن ليتعمق اكثر بشفتيه الدافئة التي احتوت اي كلمة تخرج منها رفضا او قبول
يده تحركت على طول ظهرها ناشرة دفئا حارا جعلها تقترب اكثر من جسده الذي احتواها بترحاب لا يمكنه الصبر اكثر كل إنش فيه يصرخ طالبا لها للإحساس بها ليتسرب عطرها عبر مسامه العطشة يريد ملمس بشرتها الناعم تحت يده يرغب بتوردها استجابة لحرارة طلباته رغبته بها فاقت اي حد لا يمكنه ان يتركها الان يريدها بكاملها
ضغط جبينه على جبينها محاولا التقاط أنفاسه بعين اثلقتها المشاعر نظر لها "أريدك "همس امام شفتيها التي ارتعشت حارة ً
يريدها ....طرقت الكلمة في رأسها الذي كان يحلق في عالم اخر هذا ما هو عليه الامر انها الرغبة فقط لا يمكنه ان يشعر بها او ان يحبها انه فقط يرغبها يريد ان يثبت سيادته عليها ان يدمغها بملكيته شاعرا بتصلبها بين يديه نظر مندهشا
"لا ..هتفت بكل ما استطاعت من القوة التي حاولت جمع شتاتها "
"لما ايدا نحن نريد ذلك كلانا قال يقترب منها ضاغطا إياها اكثر الى الحائط ليوقف تحركها الراغب بالابتعاد
"لا يمكنك ان تجبرني "قالت تحاول ابعاده لتتحرر منه
"لم أكن لأفعل ايدا "قال برقة واندهاش لم تبدو خائفة منه
مستغلة اندهاشه ابتعدت عنه متجهة الى باب الغرفة "لكنك سبق وفعلت مرتان ديمتري عندما أتذكر قالت بصوت يكافح ان لا يبكي اكره نفسي " وانصرفت تاركة اياه مصدوما بينما جسده ينبض بألم مطالبا بها
يا الهي هتف بضيق كم الامر معقد بينهما
كانت ترجف فعليا كادت ان تستسلم له أنسابت دموعها حارة ما زال قادرا على جعل قلبها الأحمق يخفق بجنون وسعادة
سارت الأيام بعد ذلك رتيبة تم اختيار المواقع للتصوير وتجهيزها كلاهما حاول الابتعاد عن الاخر
ايدا أغرقت نفسها في الاهتمام بهي لينا وفيكتور الصغير وليونيس كان دائماً مرافقا لخطواتها
وهو حاول ان يقوم بعمله مراقبا اي تصرف لا يعجبه منها ليصب جام غضبه عليه
"لن ترتدي هذا الثوب "صرح بحزم
"لا انتظر إذنك ديمتري "
"ومع ذلك لن ترتديه "
"هل تعلم اصبح الامر مملا انت لا تملك الحق لدخول غرفتي وإصدار الأوامر لي "
"ادخل وقت ما شاء انا لا أتي لأجلك بل لأرى فيكتور "
"تقصد لتتعلل بفيكتور منذ متى تهتم لرؤيته "
"انه ابني ولست بحاجة لتبرير لأراه "قال تاركا لها دخل جناح الطفل الذي كان يجلس الان في احضان السيدة لامبيس
"مرحباً أيها القوي "قال باسما لطفله الذي رحب به فقد بدا يعتاد على وجوده
لحقت به ايدا للحق هو يعامل الطفل بطريقة مثالية ويقضي معه وقتا اكثر مما يقضيه مع الآخرين لكن حتى ولو ما تزال ترى. انه يتخذ منه حجة ليضايقها
"لم تغيري ملابسك "قال عندما رآها تنظر له بعدوانية
"ولن افعل "
"لو كنت مكانك لتصرفات بحكمة اكبر وبدلته "
"أعطني سببا واحدا مقنعا "
"انه مغري وانا لا أحب ان تظهر زوجتي هكذا "
"حقاً الا تشعر برغبة بالضحك وانت تقول زوجتي ديمتري أوقف هذه المهزلة "
"لا ارى ان زواجنا مهزلة انه يمر بظروف صعبة لكنه ليس مهزلة "
هزت رأسها بياس وغادرت
"الى اين ؟"تبعها
"الى أسفل "قالت بصبر نافذ
"ايدا انت لا تنوين ان تخسري الثوب بدليه "
"لن افعل "
"لا تجعليني استخدم القوة ايدا كوني فتاة عاقلة وبدليه "
حانقة من استخدامه لأسلوب التعامل مع طفلة معها قررت عدم التنازل لأمره
"لن أبدله وآمنعيني ان استطعت "
ممارسا أقصى درجات ضبط النفس زفر نفسا بقوة فبدا كتنين يستعد لإلقاء جرعة كبيرة من اللهب
"للمرة الاخيرة ايدا ابدليه ليس مناسبا لتظهري به على التلفاز "
متجاهلة لأمر استدارت متجهة الى الباب الذي لم تصله ابدا في اقل من ثانية كانت قد طارت في الهواء واستقرت على سريرها في حركة بهلوانية نظرت حولها تحاول ان تدرك ما الذي حدث
"أستطيع ان امزقه عليك ايدا ..لولا انه جميل وساحب ان أراك تريدينه لي وحدي لذا ابدليه وإلا لن تغادري الغرفة ابدا "وتركها عائدا الى غرفة فيكتور بعد ان نزع مفتاح غرفتها ليتركوها حبيسة حتى تنصاع له
"ارى انك اخيراً تهتم "فاجأته السيدة لامبيس
"ما الذي تعنيه نانا "
سعيدة انك بدأت تستخدم الكرة التي بين كتفيك "
"نانا "
قالت ضاحكة "انك مشوش مليء بالأفكار والهواجس لا تعلم ما معناها ولا تفهم ما يحدث لك لكنك تتبع غريزتك وهذا امر جيد لكن انتبه تصرف بحكمة ودع الأمور تأخذ مجراها لا تستعجل الأحداث "قالت السيدة لامبيس وربت على وجهه قبل ان تغادر تاركة له فيكتور الذي أخذ يحرك قدميه ويديه بمرح صاخب
دخل الغرفة بعد نصف ساعة
وقف يتأمل الثوب الإغريقي مكوما على الارض وقد اصبح قطع صغيرة متناثرة مزقته لانه ابدا إعجابه به
رفع بصره لها ترتدي ثوبا اسود يصل الى كاحلها وقد استحكم قماشه حول جسدها كانه جلد اخر مغلق بأحكام من الامام لكنه بفتحة كبيرة تمتد على طول ظهره رآها نظرت التحدي في عينها انها تستفزه ليغضب
دون كلمة فتح باب غرفتها ليغادر تاركا الباب مفتوح لها
كان يتابع دوما تصوير تعليقها على حياة الاميش بعد الانتهاء من ذلك سيتم أخذ الصور التي التقطها مارك والتقاط صور اخرى ودمجها مع حوار ايدا اليوم كانت ستتحدث عن حياتها الجديدة لذا فقد ارتدت اجمل أثوابها واتجهت واضعة اجمل ابتساماتها نحو ليونيس الذي استقبلها بترحاب واضعا يده على خصرها دون اعتراض منها انها تتلاعب باعصابه هذا ما هو متأكد منه فهي تنظر له بتحدي متوقعة منه ثورة غاضبة وهذا ما لن يفعله
هناك طرق اخرى ليرد بها عليها
عادةً ما كانت تتناول الوجبات مع ليونيس وهيلينا والسيدة لامبيس ونادرا ما كان ديمتري ونورا ينضمان لهما وكان اليوم من ضمن هذه الأوقات النادرة جلس الاثنان متجاوران أمامها هي وهيلينا بينما جلس ليونيس في مقدمة المائدة والسيدة لامبيس في الجهة المقابلة له
لم تكن تحتاج وجودها لتدرك عمق شعورها بالغيرة والغضب والرغبة بتحطيم المائدة فوق راسيهما معا
بعد العشاء انتقلو ا لتناول القهوة الصالون الذي احتلت واجهته مدفاة اثرية نظرت لها ايدا بإعجاب
"ان زخرفتها رائعة ليونيس "قالت مقتربة منه للواقع كل ما في منزلك رائع"
"لقد حرصت على اختيار قطعة مع لينا يمكنك القول اننا اخترناها بحب "
"من هنا يشعرك بالدفء أستطيع ان احس بالمودة السكينة في أرجائه "
"كما انه يشعرني بوجودها معي دائماً "أردف ليونيس
"أسفة لآني اثرت الموضوع "
"ابدا ايدا على العكس ان حديثي عنها لا يشعرني بالحزن ابدا لي معها ذكريات سعيدة مجرد ذكر اسمها يجعلني ابتسم تلك الأيام التي قضيتها معها "
"اه ليونيس انك صنف نادر وفريد من الرجال او ربما الوحيد "
"لا صدقي ايدا الرجل عندما يحب بصدق يكون مخلصا عطوفا و حساسا "
"عندما يملك قلبا ليحب انت تقصد "قالت ايدا بتهكم
|