المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
وجه القدر
- قارب صيد صغيره تحاول ان تتسلل في جنح الظلام .. السماء ملبده بالغيوم .. ستارة كثيفه رمادية اللون يطل من ورائها القمر على استحياء .. وكأنه يراقب القارب .. أشعة القمر الفضيه تسقط على القارب فتظهر عشرات من العيون .. عيون خائفه مضطربه .. يلتمع فيها الرعب .. ويتجسد فيها القلق .. فقط بعض العيون صارت جامده لا ترمش ربما قد اعتادت على تلك الاجواء حتى لم يصر شيء يجزعها .. الحياه نفسها صارت ترف لاترغب فيه .. يغيب القمر مره اخرى وقد افزعه ما رأى .. يزيد الجزء المظلم فيه اظلاما بينما تقشعر هالته ويتذبذب ضوئه .
- وفي الظلام تتعالى صرخات طفل رضيع .. تحمله أمه وتلقمه ثديا فارغا .. هي تعلم ان اللبن لم يجف .. لانه يوما لم يوجد .. إبن الحرب الذي هو إبنها جاء في اسوأ الاوقات الممكنه .. فقط هي تلهيه حتى يكف عن البكاء .. إمراة عجوز تيبست مفاصلها .. صارت تزن اطنانا .. بينما لا تملك هي ترف تحريكها في تلك المساحه الصغيره التي احتلتها وسط كل تلك الاجساد .. الحراره لا تطاق .. رائحة العرق تزكم الانوف .. الاجساد متلاصقه .. بينما بخار الماء يغطي نافذه زجاجيه في غرفه لاتتجاوز مساحتها 16متر .. تزاحم فيها عشرات النساء من كل الاعمار بأطفالهن .
- قائد القارب ينظر ايضا للقمر .. لكن نظره مختلفه نظرة ملؤها الجشع .. الريح قويه بعض الشيء .. لكنها لن تعيقه .. صوت المحرك يبدوا عاليا والاخشاب تئن بتوجع حتى تظن ان القارب على وشك التفكك .. لم يهتز لحظه فهذا متوقع مع الحاله السيئه لهذا القارب القديم .. كما أنه فعل ذلك اكثر من مره .. وجه جامد كالصخر .. وملامح لم تعرف الخوف يوما .. نظر خلفه كانت مدينة الاسكندريه توشك على الاختفاء .. كوبري المكس الشهير بقواربه المربوطه في ذلك الممر الضيق .. وبيوته التي كانت تتكون من طابقين قبل ان تغزوه عمارات شاهقه .. أضواء المدينه تزوي شيئا فشيء والكون يغلب عليه اللون الاسود .
- تعالى صراخ الطفل بعد ان اكتشف الخدعه .. قد غررت به أمه فالثدي جاف .. لم تنزل قطره لبن واحده في جوفه .. وكل لعقه لا تدخل في جوفه الا مزيد من الهواء فذهب رشده وهب صارخا لا يلوي على شيء .. أنفتح الباب ليظهر الربان ذو الوجه الحجري .. يطلق سبه بذيئه ويتوعد بأن يلقي الطفل في الماء .. تدفنه امه في صدرها باكيه حتى يصير صوت بكائه مكتوما .. تضغط اكتر حتى يصير خافتا .. تضغط اكتر فيحمر وجه الصغير مع حاجته للهواء .. يظن الربان ان الصغير قد سكت فيصعد مره اخرى للسطح .. بينما تطلق الام الصغير من صدرها فيلتقط انفاسه اخيرا .. وسط تنشج متقطع .. لن يحمل لها الصغير ضغينه فميزة الاطفال النسيان .. ولانه ينسى لذا فقد التقط ثديها بشغف وشرع يلعق فيه من فيه جديد منتظرا اللبن الدافيء .
- أخرج الربان علبة معدنيه مليئه بمسحوق ما ثم التقط ورقة بفره وشرع يلف المسحوق .. الحشيش هو كيفه الاثير .. نظر لساعته .. في قلق كلها بضع دقائق ويترك الحدود المصريه في طريقه الى تركيا .. اهم شيء ان يهرب من حرس الحدود المصري .. بالنسبه للاتراك فالامر سهلا .. قد جرب الامر اكثر من مره .. رغم خطورته فهو مربح .. في باديء الامر كان يهرب الشباب الى ايطاليا .. كان ينزلهم على بعد بضعة كيلو مترات من الشاطيء ويقنعهم ان الشاطيء قريب دقيقتين سباحه لا أكثر .. كان يعلم ان بعضهم لايجيد السباحه لكن ما أهمية ذلك طالما حصل على أتعابه مقدما .. عشرات الشباب يقفزون إلى الماء في رعب .. من لم يكن يقفز كان يشهر في وجهه السلاح ويدفعه الى القفز .. يعلم ان نصفهم على الاقل لن تكتب له النجاه .. لكن من ينجو منهم فقد عبر خط الفقر .. كان شاهد في برنامج عالم الحيوان تلك الحشره الطائره التي تضع صغارها تحت الماء .. تعيش الصغار في الماء حيث تتعرض لشتى أنواع المخاطر ويهلك معظمها ومن ينجو منها ويصل للبلوغ يحق له ان يترك الماء وينم بعيشة الحريه يستحضره ما شاهد حين يرى الشباب يقفز للماء .. يشعر ان هؤلاء الشباب كذلك حشرات تهرب من وطنها طالبة الحريه .. لذا فقد بدا له ان من ينجو هو فقط من له الحق في التحليق بعيدا في دنيا الحريه .
- لكن تلك المره الامر مختلف .. مختلف للافضل .. فحمولته البشريه من السوريين .. هربوا من نار الحرب في بلادهم لما ظنوه جنة مصريه .. لم يعرفوا انهم كالمستجير من الرمضاء بالنار الا متأخرا .. لذا فقد هربوا مره اخرى .. تلك المره الى تركيا .. لم يعرف معنى الدولارات في مهنته الا مع هؤلاء .. عرف شكل تلك الاوراق الخضراء القادمه من بلاد العام سام .. وبدت له رائعه للغايه كل ورقه تساوي سبعة اضعافها بالعمله المصرية .. وقد اخذ منهم الكثير فلم يكن يملكون حلولا اخرى .. لن تتغير الاستراتيجيه كثيرا .. سيلقي بهم بعيدا عن الشاطيء .. لذا بدا له بكاء الصغير مزعجا حتى انه قد فكر انه سيلقيه في البحر لو بكى مره اخرى .. فهو في كل الاحوال هالك .. بدا له الامر مضحكا فشاعت شبح ابتسامه على وجهه الصخري .. هو لن يضره لو هلكوا جميعا .. من يسأل عن مجموعه من السوريين ايا كان سبب هلاكهم .. مع المصريين الامر يصير مزعجا بعض الشيء فأهلهم مزعجون لايريدون ان يموت ابناءهم دون ضجيج .. لابد من بلاغات واسئله صحيح انها ليست ذات بال في بلد ارخص ما فيه الدم .. ولكنها تثير غيظه .. ثم ماذا كان يفعل هؤلاء الشباب قبل ان يموتوا .. الموت اكرم لهم على كل حال .. التمعت عنيه بالغضب .. مع تلك الخواطر فأشعل سيجاره اخرى .. اخز نفس منها في تلذذ .. وأغمض عينه في رضا .. فقد كان بالفعل على وشك مغادرة الحدود المصريه .
- في الداخل كان الوضع اكثر صعوبه .. مع اشتداد الحراره نزعت إمرأة الحجاب عن شعرها ووجهها .. بدت جميلة مع ضوء القمر المتلصص من النافذه الوحيده التي تعلو الحجره .. .. وجه ابيض وأنف مستقيم وشعر يتأرجح بين الاصفر والبني .. عيون فاتحه ونظرات كانت شامخه قبل ان يصير الانكسار شرعها الوحيد .. بجوارها كانت تجلس طفله تشبه للملائكه .. في عينها نظره تكبر سنها .. نظرة من رأى فعرف .. نظرة من نسى معنى الطفولة .. من نسى ملمس الدميه .. من نسى صوت الاقدام الخافته اذ تلعب في الحاره مع أبناء الجيران .. نظرة من رأى فعرف وما كان له ان يعرف .
- نامت الطفله على حجرها .. نظرت لها تذكرها بنفسها حين كانت صغيره .. نفس الوجه وذات الملامح .. شعرت كأنها تنظر في مرأه .. كانت تعلم انها جميله ولكنها لم تكن تحب جمالها فلم يكون سوى وبالا عليها .. أينما حلت كانت تلاحقها النظرات الجائعه .. تلك الجميله القادمه من بلاد الشام .. لا زوج ولا رجل يعولها .. وحيده تماما دون اي عون او سند .. شعرت ان حاجتها تعريها .. تظهر سوأتها .. الكل عابث يبغى المتعه .. دون اي مسؤليه .. شعرت بتعاسة الرقيق في قديم الازل .. صارت هي نفسها سلعه تباع وتشترى .. بل هي اقل شأنا من الرقيق .. فالرقيق يحتفظ بها سيدها .. بينما هي ستتلقفها أيادي العابثين ثم تلقيها في عرض الطريق كالكومه الباليه .. كانت ضعيفه .. لكنها تعلمت ان تخفي ضعفها .. هي شاميه رضعت عزة النفس مع لبن امها لذا لن تكون أمة لا أحد .. ولكن مع ذلك كانت تشعر بالعار من انوثتها .. تشعر انها وصمه تلاحقا اينما حلت .. حتى ذلك العجوز التي ظنته ابا لها .. عرفت انه يريدها كي يستعيض بها شباب ولى بلا رجعه .. تسقط الاقنعه سريعا ولا يبقى الا وجه دميم قبيح يعلوه الاثم .
- بنتها تحلم بصوت مرتفع انها تعاني كبوسا .. تنادي فيه على أبيها .. التمعت دمعه في عينها حين نطقت بنتها اسم فارسها .. وتذكرت كل شيء .
- منزلها السوري بحديقته الصغيره وتلك النافوره الصغيره تتوسطها .. بينما تتناثر بضعة شجيرات هنا وهناك .. النوافذ والابواب ذات الطراز الاسلامي .. والاثاث البسيط المتواضع .. والاسره اذ تتجمع على الافطار .. هل حدث ذلك صباحا ام مساء ؟؟
لاتتذكر .. فقط هي تذكر صوت الطائره ثم ذلك الصوت المدوي اذ ينفصل الصاروخ .. زوجها يقول شيء ما لم تتبينه مع علو صوت الطائرات المحلقه ولكنها تجري الى حيث غرفة ابنتها تاركة زوجها وابنيها الاخرين في البهو .. ثم تهاوى كل شيء .. الصراخ والعويل والبيت ينهار بينما تتناثر الاتربه هنا وهناك .. احتضنت ابنتها بينما تشعر بأن عمود من الهواء يحلمها ليضرب بها كل شيء .. ثم فقدت الادراك .. حيث صحت كان البيت اثر بعد عين .. وفقدت كل شيء .. بيتها اثاثها جزء كبير من الاموال .. والاهم انها فقدت زوجها وابنيها .. تنهمر الدموع ساخنه حاره تبلل خديها مع توالي الذكريات .. بينما ابنتها مازات تحلم بأب و أخوات حرمها منهم القدر .
- كان اول ما شاهده الربان هو ضوء متقطع يلوح في الافق .. في البدء ظنه قارب صيد اخر .. لكنه بدا له اكبر .. ذلك حين انطلقت اول رصاصة .. خفق قلبه بقوه .. بعد ان شاهد شعار حرس الحدود مع اقتراب القارب .. ثم صارت الطلقات اكثر غزاره .. طلقات متتاليه سريعة الانطلاق يتردد صداها طويلا .. انهم يطلقون النار من سلاح الي .. فكر سريعا .. هو لايسطيع المناوره او الهرب بمثل هذا القارب .. لذا لاح له ان الحل الامثل هو الاستسلام .. رفع رايه بيضاء ولوح بيده لكن انطلقت الطلقات حتى كادت تطوله .. شعر بالمأزق الذي وضع نفسه فيه .. ولعن في سره اليوم الذي عمل به في تلك المهنه القذرة.
- في الاسفل كان الوضع مختلف .. شعرن النساء بالرصاص يتطاير من حولهن .. فانتابهم الرعب التصقن ببعض غير مصدقات لما يحدث .. ذلك حين نزل اليهن الربان .. كان قد شعر ان امله الوحيد ان يظهر احداهن الى حرس الحدود حتى يمتنعن عن اطلاق الرصاص .. في الاعلى كان المركب يقترب .. كان هناك ظابط مفتول العضلات يرتدي نظاره سوداء رغم اننا في الليل بالفعل .. كان هناك كبرياء وتجبر غير عادي في حركاته .. حركته ثقيله للغايه وجهه ثلجي بلا اي انفعالات .. كان يصدر اوامره لا أربعة جنود .. يحلموان اسلحه اليه .. كلمات متقطع مع اشاره من يده يأمرهم بإطلاق النار او التوقف.. كانت نظرة عينه التي تغطيها النظاره اكثر بروده من ماء البحر ذاته .. وفي داخله كان يحمل نفس إلاه .. نعم إلاه .. كان يشعر ان قدر العباد بيده .. بأشارة منه يميت .. وبإشاره اخرى يحمل لشخص الحياه .. ومن داخله كان يقتنع ان تلك تصرفات الاله .. ولانه يؤمن بالقوه المطلقه ويؤمن ان من لايراه يبطش بنفسه لا وجود له .. لذا كان يؤمن انه الاه نفسه .. ربما هو الاله الوحيد ولا وجود لقوه اكبر منه .. لذا ورغم علامات الصرامه الباديه على وجهه وهو يعطي اوامر لجنوده .. كان هناك شيء عبثي يمرح بداخله .. ويجبره على اختلاس ابتسامه لا تتجاوز صدره .. فقط لنلعب من يحيى ومن يموت هكذا يفكر .. من صغره اعتقد العقيد السماليهي .. أنه اعلى من البشر .. كل من حوله لا قيمة لهم .. كلهم لايستحق الحياه .. هم حشرات زاحفه .. وكان يتمنى ان يوجد مبيد حشري عملاق .. ينفثه ليبيد به بضعة الاف من تلك الكائنات البشريه التي لا داعي لها .. هو فقط من يستحق الحياه . ولان تلك مؤهلات هائله في بلد يعيش على الكراهيه والقمع لذا فقد وصل الى اعلى الرتب حتى تبوأ منصب هام في سلاح حرس الحدود .. ورغم ان منصبه وفر له مكتب مكيف وتلفاز مزود برسيفر .. فلم يكن العقيد السماليهي يجد متعته في ذلك كسائر قرنائه .. بل كان يحب اكثر دور الاله .. لذا حين كات تأتيه اخباريه بأن هناك قارب يحاول الهرب من الجنه المصريه .. كان يتولى أمره بنفسه .
- وفي قارب الصيد كان الجنود ينتظرون اوامر العقيد .. كانوا يخشونه بالفعل وينظرون له نظره غير بشريه .. يعلم ذلك من نظرة التوقير المتخلطه بالخوف التي تلوح في عيونهم .. المجندين بنحافتهم المعهوده .. وبشرتهم التي لوحتها شمس المعسكرات .. ونظرتهم التي تحكي الكثير .. حين أخذ فجأه من بيته وأهله .. حين عومل معاملة غريبة في معسكر اقرب للمعتقل .. حين لم يحترم احدا عقله فصار رمز مجسدا للغباء وتنفيذ الاوامر .. حين صار اقرب لخادم مطيع لظابط اعلى منه رتبه .. حين صارت أمه جسد يطرقها لسان مرؤسيه ..هل صارت نظرة عينه كسيره .. هل صارت ضائعه تعسه .. ام صارت زجاجيه لاتعني اي شيء ؟؟ .. لكنه تعلم شيئا مهما وهو انه مقهور .. وان رجولته على المحك .. لذا فقط عليه ان يجد متنفس لينفس فيه عن رجولته .
- اقترب القارب تماما ووجه الجنود اسلحتهم منتظرين الاوامر .. كان السطح خاليا فعلم الظابط ان مستقلوها بالاسفل يختبئون كالجرذان .. هكذا فكر .. ارتفعت يده ليعطي اشاة اطلاق الرصاص لجنوده .. ذلك حين ظهرت تلك اليد .. أتبعها صوت مرتجف يطالب بعدم اطلاق النار .. ظهر وجه الربان المرتعد .. وبصوت مرتجف قال انه مصري وانه يحمل لا جئين سوريين .. نساء وأطفال .. قال الاخيره بمسكنه حتى يرق قلب الظابط .. ومن خلفه ظهرت سيده مسنه .. وبلهجه شاميه ترجته الا يطلق النار .. انخفضت يد الظابط ونظر للسيده والربان ثم سمع صوت الصراخ والعويل من داخل المركب .. كان من داخله يشعر بالرضا .. لم تتح له هذه الفرصه من قبل ولكن ليستغلها كما ينبغي .. أمر من الجنود ان يخفضوا اسلحتهم .. فتنفس الربان الصعداء .. طلب منه الظابط ان يقترب .. نظر لوجهه مليا .. ثم اخرج سلاحه الشخصي وفجأه اطلق النار .. نظرة ذهول التمعت في عن الربان قبل ان تحجظ عيناه ويسقط في الماء .. نظر حيث سقط وقال ذلك حتى لاتعبث في منطقتي مره اخرى .. نظر للسيده المسنه وابتسم ورفع سلاحه معتذرا انه لا شهود .. تراعجت السيده بظهرها تبغي العوده حيث كانت .. لكن الرصاصه سبقتها اصابت ظهرها فدفعتها الى الامام لتسقط على سلم قصير ثم تستقر بين الجمع بالاسفل .. انطلقت الصرخات .. فشعر الظابط بالعظمه .. هو الان يشبه الاله فعلا .. سيعذبهم قليلا قبل ان يعطيهم الراحه الابديه .. كان الصراخ يتعالى واصلا لا اذنه .. انها سيموفنيه يريد ان يرقص رقصة العظمة علىها .. لكن بعد فتره شعر ان هذا كاف لقد انتشى تماما وبلا مبالاه .. طلب من الجنود ان يكملوا المهمه .. ورغم ان الامر استمرارا لحالة القمع التي يعيشونها لكنه مختلف تلك المره .. فهو يمثل لهم وقت من الاوقات النادره التي يصيرون فيها أنهم فاعلون لا مفعول بهم .. ومع كل تلك المشاعر التي تضطرب بداخلهم انطلقت الرصاصات تطيح بكل شيء .. ثم خفت صوت الصراخ رويدا رويدا حتى ساد السكون .. والسكون اغنية الموت .
- على الشاطيء في اليوم التالي كانت عربات الاسعاف تنقل الجثث التي تغطت بملائات بيضاء يصبغها الدم البحر كان هائجا بينما هناك سحب رماديه كثيفه تلوح في الافق منذره بالويل والامواج كالجبال بينما الجثث مكومة في كوخ صغير على الشاطيء ينقلها رجال الاسعاف للسيارات الرابضه على بضع خطوات .. بينما هناك مزيع وسيارة أرسال تنقل الاحداث .. تجمع الماره ولكن العدد لم يكن كبير نظر للاحوال الطقس .. تسائل البعض عن كنه ما يحدث .. فكانت الاجابه انهم ارهابيين كانوا يخططون لعلمليه ارهابيه بواسطة قارب .. لكن رجال حرس الحدود الاشداء قضوا عليهم .. انطلقت اللعنات والسباب من السائلين على الارهابيين القذرين الذين لايريدون خيرا للوطن .. بينما المزيع الامع يجري حديثا ضاحكا مع العميد السماليهي .. يشكره فيه على دوره الوطني في التصدي لا أعداء الوطن .. كانت الكاميرا تنقل صورة مقربه للعميد بينما هناك محفه عليها جثه صغيره مغطاه بملائه بيضاء تعبر من خلفه .. ريحا أشد غضبا أتت فجأه من البحر .. لتكشف الغطاء عن وجه الجثه .. وجه صغير مغطى بالدماء ثم بلا انذار انطلقت السماء فجأه تمطر بلا توقف .. ماء السماء ينهمر ليغسل وجه الصغيره .. وجه ذو بشره بيضاء وعيون فاتحه .. وشعر بين البني والاصفر .. وجه نسى معنى الطفوله .. وجه لم يرد ان يموت وحيدا بعيدا عن وطنه وأهله ولكن القدر كان له رأي اخر .. إنها حقا وجه القدر .
|