كاتب الموضوع :
ام هبتان
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: بداية بلا نهاية
الجزء الرابع
كانت تجلس وهى تكاد تهرب من تلك الخطة الغبية التى وضعتها كادت ان تقف لتغادر ...فلم يستطيع قلبها احتمال مواجهة مع قاتلها ....فقد اكتشفت فقط الان وهى بغرفته ...انها ضعيفه للغاية ولن تقوى على المواجهه الان
عندما سمعت الباب يٌفتح وهو يقف امامها بنظرات مختلطة غامضة لا تفهمها
بلعت ريقها فى محاولة لم تُجدى نفعا
اسندت ظهرها الى الكرسى وهى تحاول ان تتجلد ....وقد باتت المواجهة ...قاب قوسين او ادنى
تنحنح أياد ببراءة ظاهرة وهو يخفض رأسه
"أسف سيدتى ....ظنننتها غرفتى "
وامسك مقبض الباب حتى يغلقه
"أنتظر"
سمع خطواتها تقترب ببطء مرتجف
انت فى غرفتك يا ...أستاذ أياد ....ام ....تريدنى اقول عزيز "
رفع عينيه بلمعان قوى
وقفت بجمود امامه تنظر اليه بتحدى
نظر اليها بنظرات غير مفهومة بالنسبة اليها وهو يقول "...اذا فقد عرفتى اننى هو "
قالت بحزن وحقد دفين وصوت متألم "وكيف انساك ...."
نظر أليها بخبث وهو يغلق الباب بسرعة "جيد ...فقد اختصرتى الطريق "
شعرت بالذعر لاغلاقه الباب ....فهذا لم يكن ضمن مخططها ....فقد اعتقدت انها اذا واجهته ربما ينهار
.....ربما تبتزه حتى يفعل ما تريد قالت بخوف وعينينها تُظهر فزعا كبير "ماذا تفعل ....افتح الباب "
اقترب منها ببطء ...وعينيان تلمعان ببريق قوى مخيف "لماذا .....لقد جئتى اليا ...بقدميك .....ودخلتى الى
غرفتى ....بقدميك .....فلما الفزع يا أميرتى "
كانت تتراجع من الخوف وهو يقترب منها ..حتى وقعت جالسه على المقعد ثانية
بدأت ترتجف وهى تقول بخوف وترفع اصبعها فى وجهه محذره اياه "أفتح الباب ....انا احذرك "
اقترب الى حد خطير من وجهها "لن افعل "
سماء بخوف "ساصرخ ......انا لا اخاف منك "
نظر اليها نظرة شملت كل جسدها من اخمص قدميها الى اعلى رأسها وهو يقول بسخرية "واضح ....انك لا تخافى "
ارتجف جسدها بقوة وهى ترفع يديها لتحذره بصوت لا يخرج
عندما غامت الدنيا امام عينيها فجأة
وفقدت وعيها
.........................
كان فى تلك اللحظة يجلس حسام مع حازم ونهاد وزوجها ...حتى يعلم برأيهم فى موضوع عزة
عندما قالت نهاد "لا يا حسام ....عزة لازالت صغيرة ...كما انها لم تُنهى تعليها بعد "
حسام يلتفت اليها "وما المشكلة .....هل هذا سبب للرفض ....يا عزيزتى ....مادام الرجل لا يعيبه شيئا
فى خلقه ولا صلاته ولا فى بره لاابويه ....فماذا تريدين "
نهاد برفض "انا لا اتكلم عنه يا حسام ...انا اتكلم عنها هى ....عزة رقيقة ...هشة ...كقطعة البسكويت
...ان ضغطت عليها قليلا ...تنكسر ....لن تتحمل اعباء زوج الان ودراسة معا "
حسام "هههههههههههه من تلك البسكويتة ....عزة .....حبيبتى .....لا يجب ان ترفضى رجل تقدم لاابنتك لانها لن تتحمل اعباء زوج ... عزة برغم انها رقيقة ...الا انها قوية ...وتستطيع تحمل مسؤلية بيت .....اما لو
انتى ترفضى لااجل دراستها ...فهذا خطأ ....فقد وعدنى عماد انه لن يتوانى على مساعدتها فى اكمال دراستها ....ومهما تحججت بالصعاب ....سيُزيلها من طريقها "
ثم التفت الى زوجها "ما رايك انت يا عادل ؟"
عادل "انا اوافق ؟؟"
صعقت نهاد "ماذا ...توافق "
عادل وهو يقول بجدية "اجل انا اوافق عليه كزوج لاابنتى ....فعماد رجل بحق ...ليس مثله كثيرين ...وانا اريد لاابنتى رجل مثله ...فهو محافظ على صلاته ...يواظب على صلاة الجماعه ...كل من فى العمل معه يشكر فى اخلاقه ....وكان معروف عنه بره لاابويه قبل وفاتهم ......ولا يجب ان ارفض رجل مثله فقد وصانا
النبى صل الله عليه وسلم . ذا كان مرضياً في دينه وخلقه. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. قال يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات) كما في سنن الترمذي
فكيف ارفض "
نهاد بعدم اقتناع "اللهم صل وسلم على رسول الله ....ولكن كيف ....وسماء "
حازم بقوة "ما بها سماء ....سماء عندما يأتيها نصيبها ستتزوج هى ايضا "
نهاد باستنكار "كيف توافقون كلكم ....الن يُحزنها ان اختها الصغيرة تتزوج قبلها "
حسام باستنكار "كيف تفتكرين انتى هكذا يا نهاد فى سماء ....مستحيل ان تحزن سماء لزواج اختها ....بل على العكس ....ستفرح للغاية ....وربما يخرجها من ذلك الجو الكئيب الذى عاشته من ذلك الحادث
المشؤوم"
نهاد تتنهد "اجل ...لكن "
عادل بهدوء " لا يوجد لكن يا نهاد .....وافقى .... واتركى سماء وامرها لله عزوجل ...فهو وحده قادر على اخرجها من ازمتها تلك"
نهاد بعدم اقتناع "انا غير مقتنعه "
حسام يتجه الى اخته ويقبلها من رأسها " انا اعلم انك قلقه عليها يا نهاد ....ولكنها لابد وستتزوج يوما ما .....وعماد ...رجل بحق ....وسيتعامل معها باحترام وعشرة بالمعروف .....وانت ستعرفينه حق المعرفة
عندما يبدأ فى زيارة ابنتك "
نهاد تتنهد باستسلام "حسنا ....ولكن ...اصبروا قليلا "
عادل "ههههههه ولماذا ......هل ستكبر يوما ذيادة عندك .....ساقابل عماد واتحدث معه فى كل التفاصيل فيما يخصها ....اما عزة ....فعليكى انتى عزيزتى "
حسام يقول بسرعة "لا .....احم ....اتركوا عزة لى .....انا استطيع اقناعها ....ومعرفة رايها "
حازم يقف "حسنا ....مبروك مقدما ...ساغادر الى النادى لااقابل اصدقائى هناك "
نهاد بحزم "انتظر يا حازم "
توقف حازم وهو يعلم جيدا انه سيسمع نفس الاسطوانة المعتادة "نعم يا أمى "
نهاد بحزم "بما اننا فتحنا الموضوع .....فقل متى تنوى الزواج ان شاء الله ....لقد قاربت على الثالاثين من عمرك ...ولم تتزوج بعد ....ألم يحن الوقت بعد ؟؟"
حازم بنفاذ صبر "لا يا حبيبتى ....لم يحن بعد " وتوجه الى الباب
نهاد بصرامة شديدة "انتظر يا ولد ....انا لم اُنهى كلامى بعد"
حازم يلتفت بدهشة "ولد ؟؟"
نهاد تقف بصرامة "اجل ...ولد ....كنت وستظل ولد بالنسبة اليا .....اسمع كلامى امام حسام وابيك ...فانا لن اكرره"
نهاد بحزم تُكمل "..امامك اسبوعين فقط ...اما ان تختار عروسك بنفسك ...او اختارها انا لك "
حازم بدهشة وعدم تصديق "ماذا ....اسبوعين ؟"
نهاد تجلس بجانب ابيه وتمسك يديه تتطلب الدعم "اجل ...اسبوعين .....وبعدها تكون عروسك امامى ....اما ان تختارها انت ...واما ...اتيك انا بها ...وحينها ...لن اقبل برفض نهائى "
حازم بغضب "لن افعل ....كيف تقولين هذا ...انا لست صغيرا يا امى ...حتى تختارى لى "
نهاد تقف بانفعال "مادمت لن تختار انت ساختار انا .....وهذا كلام نهائى "
حازم يلتفت الى ابيه "هل يُرضيك ما تقوله امى "
عادل بهدوء "اجل يٌرضينى .....لقد اكتفينا .....منذ ان تركت خطيبتك الاولى ...وانت لم تحاول حتى فتح
موضوع اخر "
نهاد تٌكمل بحنان "ياحبيبى ....انا...أم ...ومن حقى ان اراك متزوج وارى اولادك امامى قبل ان اموت ...انا اعلم جيدا ان جرحك لم يبرأ بعد منذ خطبتك لسلوى .."
حازم غضب "لا تذكريها يأمى من فضللك"
نهاد بحنان وهى تربت على ظهره"لن اذكرها ...ولكنها كانت واقع عشناه كلنا .....فهل ستحرمنى من رؤية احفادى لااجل ..ماضى انتهى"
حازم بوجه جامد وعينان باردتان برود الثلج "حسنا يأمى ....ولكنها اخر محاولة "
نهاد بدهشة "ماذا تعنى ؟؟"
حازم بغيظ من بين اسنانه "يعنى اخر محاولة لخطبة ...اذا لم تنجح ....لن اتزوج نهائيا ....حتى وان ضغطى علي"
نهاد تلتفت بغضب لعادل "عاااادل ....انظر ماذا يقول ابنك المجنون هذا "
عادل يقف ويجذبها نحوه بهدوء "اعلم انه جنون ..ولكن دعيه يفعل يا نهاد ...."
نهاد بدهشة وغضب من كلام زوجها "ماذا تقول ؟؟"
عادل بخبث يقول لاابنه " ولكن على شرط "
حازم وعيناه تبرقان بسعاده "قبلته ...اى شرط انا قبلته "
عادل بنفس الخبث "ولكنك لم تعرفه بعد "
حازم بنفاذ صبر "حسنا يا ابى ....انا موافق لا يهمنى الشرط "
عادل يرمى قنبلته "انا ساختارها لك ...وليس امك .....وسيكون عقد القران بعد اسبوعين ...وزواجك بعد
شهر ونصف فقط "
حازم وهو يشعر بالفخ الذى اوقعه فيه اباه "ماذا ؟؟"
عادل بهدوء "كما سمعت ...ساختار انا العروس المناسبة لك ....وسيتم عقد القران فورا بعد الرؤية الشرعيه ...والزفاف بعد شهر ونصف ...,اكمل بخبث ...حينها اذا لم تُغير رايك....يمكنك ان تُطلقها "
نهاد لا تٌصدق ما تسمع من هذا الهراء الذى يقوله زوجها "يألهى .....لقد جُننتم جميعا "
حسام بعد صمت طويل يقول فى خفوت لنهاد "اتركى عادل يتصرف ...انا اعلم بما يفكر جيدا "
التفتت اليه بذهول مما تسمع
اشار لها بالموافقه والتاكيد
عادل بنفاذ صبر "ها ...ما قولك؟؟"
حازم بحذرشديد""اذا لم ينجح سواء بعد عقد القران او الزواج ...لن تتطلبا منى نهائيا تكرار الكره "
عادل بتأكيد"لن نفعل ...لا انا ولا امك ...نهائيا "
حازم بتشويش "حسنا ...دعنى افكر "
عادل بحزم "لا .....الان اريد الموافقه او الرفض "
حازم كان يشعر بالتشويش ويحاول ان يفكر فى محاولة لفهم ابيه "حسنا ...اوافق"
تنفس عادل الصعداء عندما رأى نجاح خطته"اذا ...استعد بعد غد سترى زوجه المستقبل "
حازم بدهشة من سرعة استجابة ابيه "ماذا ...بعد غد"
عادل يأخذ نهاد المذهولة ..ويتجه الى خارج الغرفة "اجل .....بعد غد "
بعد ان غادر عادل سمع حازم حسام يضحك بقوة "ههههههههههههههههههههههههههههههه يألهى
....لقد وقعت ...ولم يرحمك احد"
حازم بغيظ من خاله "اضحك ....ان غدا لناظره قريب "
حسام يكتم ضحكته وهو يحرك حواجبه باغاظة لحازم "هههه لا يا حبيبى .....انا لن يُجبرنى احد على فعل ما لا اريد ...ابدا "
واكمل ضحكه وهو يغادر ويترك حازم وحده فى دوامه اغرق نفسه فيها ...واغرقه فيها ابيه
................................
كان أياد فى حالة يرثى لها من الذهول وهو يراها تسقط فاقدة الوعى امامه بلا اى انذار ...
كان لا يريد ان يلمسها .....يخشى عليها حتى من نفسه
اياد ينادى "سماااااااء .....سمااااااااء "
لا رد منها ....شد شعره بحيره وقلق
عندما لمعت فى ذهنه فكره
قفز من مكانه وهو يتوجه الى دولابه ويُخرج زجاجه عطره
اسرع اليها وبدأ فى رش العطر حولها...حتى لا يلتصق فى ملابسها
عندما سمع اناتها
أياد بلهفه "سمااااء ....سمااااء استيقظى من فضلك "
بدأت تعي قليلا ما حولها عندما وجدها تفتح عيينها بفزع وتتراجع فى رعب وصدمه وتتاكد من خمارها على
راسها "ابتعد ...اياك ان تقترب "
تنفس ااياد الصعداء وهو يحمد الله على افاقتها "الحمد لله ...انتى بخير ...لن اقترب ....فقط هل انتى بخير؟؟"
لم تنطق وهى ترتجف فى رعب وعينيها تترقرق بالدموع
شد شعره من شده خوفه عليها ورؤيته لرعبها ودموعها التى ملئت عينيها وهو يحاول الاقتراب منها قليلا
"يالهى .....فقد طمننينى ...ارجوكى "
سماء تتضم ركبتيها اليها وتقول بخوف وتُشير بيدها "انا بخير ...لا تقترب .....وبدأت تبكى ...ارجوك ...لا
تقترب منى "
تراجع اياد فى محاولة لتهدئتها "حسنا ...حسنا ...لا تبكى ....لن اقترب منك ...اقسم لك"
نظرت اليه من بين دموعها بشك وعدم تصديق
اياد يحاول الابتسام "هل افتح الباب ...حتى تطمئنى "
اشارت بالموافقه
اياد يقف ويفتح الباب ويلتفت اليها بابتسامة جذابه "هل استرحتى الان ؟"
اشارت بهدوء وهى تُكفكف دموعها بظهر يديها برقه
وقف بجانب الباب وهو يبتسم بهدوء "حسنا ....هل تستطيعى الان ان تجلسى لنتحدث قليلا "
احتقن وجهها من شدة غضبها من نفسها ...فهى من اتت اليه بنفسها ...كانت تريده ان يصلح ما افسده
بابغض فكرة لديها ....فقط حتى تتمكن ان تحيل حياته الى جحيم
ليذوق قليلا مما ذاقته ..من ألم ...وحسرة...وبكاء ليل نهار ...ودخولها الى مصحة نفسيه ....وبُعدها عن
اهلها سنوات كثيرة
شعر بها انها تكتم الكثير ....قال بجدية "تزوجينى يا سماء "
رفعت رأسها بعنف اليه بغضب هادر
اكمل اياد بنفس الجدية "اجل ...ما سمعتيه صحيح ....تزوجينى ...فانا اعلم اننى .........."
لم يُكمل عندما سمعها تلفظ كلمة بقرف واشمئزاز"موافقه "
انتبه لما قالته ...وكانه لم يصدق ما سمعه للتو "ماذا؟؟"
قالت بنفس القرف وكأنها توشك على القيء"قلت انا موافقه "
قال بلهفة من كان ينتظر طويلا "حسنا متى اذهب الى والدك ؟"
اجابت باقتضاب "اليوم ...مساءا "
واكملت بغضب "ولكن ...قبلها ...اعلم القواعد التى سيكون عليها هذا الزواج الفاشل "
سألها بحذر وهو يستند الى الباب واضعا رجله اليمنى عليه ويقف على الاخر " فاشل ...حسنا اخبرينى "
نفضت يديها باشمئزاز " ليس لك اى حقوق عندى .... فانا قبلت ....لانه لن يقبل احدهم ....ببقايا قذرة
....انت تركتها ....واكملت ابحتقان شديد واختناق .....بعد 3 اشهر ....سنعلن عن عدم توافقنا ....ويتم
الطلاق بهدوء "
كان يشعر بغضب هادر وهو يقول باستخفاف " ليس انتى من تحددين ...."
قاطعته بغضب صارخ "بل انا ......فانا اريدك فقط حتى اجعل حياتك جحيم ....نار تلتهمك كما التهمتنى انا طوال العشر سنوات الماضية ....."
اقترب فجأة مقاطعا اياها بقفزة واحدة جعلها تنكمش فى مكانها وهو يقول من بين اسنانه " اخضى صوتك يا سماء ......تمالك غضبه عندما رأى انكماشها ...واكمل وهو يشد شعره فى محاولة لضبط اعصابه ..حسنا انا اوافق ....ولكن ليس على الطلاق بالطبع "
رفعت رأسها بعنف لترتطم عينيها بعينيه
كانت ترى نظرات غير مفهومة ...اشارات تعلم انها لها ...ولكنها لا تفهمها
نفضت راسها وهى توجه نظرها نحو الباب "وانا لن اقبل الا بهذا الشرط"
تراجع قليلا وهو يفكر بعمق
عندما سمع صوتها تساله "ها ...ما قولك"
قال بنفاذ صبر "اسمعى يا سماء ......لا يجوز ان يُبنى زواج بنية الطلاق ...لذا ساقوول للك اقتراح "
نفخت بتأفف " ما هو ؟؟"
قال بهدوء " سنتزوج ...اما متى يتم الطلاق ....فاتركيه مفتوح ......حاولت مقاطعته ولكنه اشار لها بالصمت......عندما تتطلبى منى الطلاق .....لك ذلك ...اذا وافقت ...مع الالتزام بكافة الشروط السابقة ..فما رايك ...... اكمل بسخرية ...من الممكن ان لا تتحملى العيش معى الثلاثة اشهر .......حينها سيكون لك ما
تتطلبين "
لا تعرف سماء لما شعرت بان هناك شىء غير مفهوم ...وكأنه يُخبى لها امر ما
ولكن ما تراه وتسمعه يتوافق مع ما تريده ...شعرت بالتشويش للحظات
عندما سألها اياد مستغلا تشوشها "ماذا قلتى ...اريد الموافقه الان يا سماء "
ترددت قليلا ....وحسمت امرها وهى تقول "حسنا ....موافقه ....ولكن اياك والاخلال ...باى شرط"
انحنى بشكل مسرحى امامها "لك ما تريدين يا اميرتى "
وقفت وهى تمسك حقيبتها لتغادر ...عندما وقف امامها فجأة مُغلقا عليها طريق الخروج
لم ترفع عينيها وهى تقول بقوة "ابتعد من طريقى "
قال لها بخبث "قولى ابتعد يا اياد ...وسابتعد "
رفعت نظرات غاضبة وعينان تشتعلان كقطعه جمر ملتهبة
ضحك بخفه وهو يبتعد بهدوء "ههههههههه حسنا....تفضلى "
اسرعت الخطى وهى تتجه الى مصعد الفندق وتتوجه الى الاسفل فى سرعه وكأن الشيطان يُطاردها
جلست امام الفندق ...تستوعب ما فعلته الان .....وتسرعها وحمقها
اشارت الى سيارة اجرة
لم تنتبه الى الطريق الا عندما توقفت السيارة واخبرها السائق بصولها الى العنوان المنشود
...............................................
خرجت مها من الحمام بعد ان جلست قرابة الساعة داخله
فهى تعشق الاستحمام داخل الحوض المعطر ...تتضع انواع العطور التى تعشقها واكثرهم عشقا "الافندر "
فهى تعشق الهدوء الذى يبعثه داخلها
كانت ترتدى روب من اللون الاسود القاتم باطار من الورود الحمراء القانية يصل الى ركبتيها
شعرت بالبرد عندما خرجت لان المكيف كان مفتوح ...وقد نسيت اطفائه قبل دخولها كما تفعل دائما
اسرعت تغلق المكيف وهى تتأفف"اووووف ....يالغبائى ...."
توجهت الى دولاب ملابسها لتنتقى بيجامة برمودا ...عبارة عن تيشيرت نصف كم طويل يصل الى ركبتيها
باللون السماوى به غيمات باللون الابيض وطيور رقيقه وكأنها لوحة فنية مرسومة ...وبنطلون برمودا باللون
الرصاصى الغامق ...اعطاها مظر رقيق للغاية واظهر جمال جسمها الذى يبدوا كعارضات الازياء
قربت وجهها من مراه التسريحه تنظر اليه وهى تقول "جيد ....لا اثر لبكائى امس ..عندما وقع بصرها على
صورة بجانب سريرها "
توجهت اليها وهى تمسكها بحنان وتتضع يديها على وجه صاحبة الصورة وهى تتكلم بحنان واشتياق "كم
افتقدك يا امى .....ليتك لم تموتى ...ليتنى كنت انا ....انا فى عذاب امى منذ موتك ....عذاب يقتلنى ببطء
...كرهت حياتى ...كرهت كل من حولى ...اريد ان اخرج مما انا فيه ....بدأت عينيها تفرز دموع تتساقط على
زجاج الصورة .......شهقت ذعرا وهى تمسك طرف تيشرتها وتمسح به دموعها التى سقطت على الصورة
..وتقول باسف من بين شهقاتها ...اسفة امى ...اسفة ...وتركت الصورة وهى تتدفن رأسها بين ركبتيها
لتبكى بمرارة وحزن عميق "
....................................................
|