لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-15, 12:55 PM   المشاركة رقم: 211
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

السلام عليكم حباايب

عيون انتو ان شاءالله الحرف اليوم الساعة 5 بتوقيت بغداد

انتظروووني

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 07-09-15, 04:08 PM   المشاركة رقم: 212
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

بسم الله أبتدأ

يا أحبة ، صلاتكم و الطاعات اولا ❤️


خاء




أقرُّ لهُ بالذنبِ ؛ والذنبُ ذنبهُ وَيَزْعُمُ أنّي ظَالِمٌ، فَأتُوبُ
وَيَقْصِدُني بالهَجْرِ عِلْماً بِأنّهُ إليَّ ، على ما كانَ منهُ ، حبيبُ
و منْ كلِّ دمعٍ في جفوني سحابة ٌ و منْ كلِّ وجدٍ في حشايَ لهيبُ



ابو فراس الحمداني





بين أروقة الخطايا ، تاه !
رغم أنف نابضه ، أشبع معدته من دلو الذنب ، ذي النية الكُبرى
بـ جور الإقطاعيين ، عث في بساتينها خرابا ، و دمار .. ارهبها فلم تحتمي بـ خوذة حتى تحطمت جمجمة امنياتها ، كـ هي

بكامل الادراك قضى الاسبوع النائب نحبه ، مُشيعا بالصبر و احتساب الاجر ، و كأن بالأعمدة الاربعة للمنزل تخاصمت مع بوحها و السقف .. كل منهم غاص حتى قاع التشبث بالمواصلة

فالأكبر إكتفى بالنأي بنفسه بين طيّات حُزنه القاتم ، مرتدي قناع " اللا وجود " امامهم

في بادئ الأمر إستغرب العائد تعامل نسوة العائلة مع إنطواء الاخ الاكبر ، لكن بعد حين من التصادمات بينهما فهم عدم تقربهنّ من أسلاكه الذابحة

اما الدُر ، فـ خصامها اذاقه زمهريرا .. لا يدري كيف جعل منها طرفا ناشطا في حزب معارضته ، و لكنه نادم حقاً على ما فعله امامها

بينما الأُخرى ، مُدللتهم ، كانت خير مثال للتشرنق على الذات ، لفظته من افلاكها كـ نيزك منبوذ .. أوسعت جسارته إهمالاً ، و إستخلصت لنفسها حياةً حُرة ، مدتها من الايام سبعا .. فإكتفاءه قد وصل منتهاه ، و صبره عبر فوهة غيظه
تعكف على اخذ اولادها الى المدرسة صباحاً - قبل أن يغادره النوم - و بعد زيارة اليقضة تسلمه والدته عهدة المنزل تاركيه بمفرده يصول و يجول بين ذكريات اعوامهم الماضية

ظهرا ، حين مآبهم يكون الملل قد فعل به الافاعيل ، و كأن به لم يذق للوحدة و لا للغربة طعماً من قبل ذا !

زفر معتداً بخلوته الكئيبة ، رافضاً على نفسه اعتراف سالف ، باغياً من لا مبالاته مجالستها ! لتلبي نداه ببالغ التمكن ، فتلهيه عن افكار تشده نحو افراد هذا المنزل الحميم رغم كآبة ساكنيه ، اشغل نفسه مجددا بأتفه الامور ، مُحاكيا هذه و تلك ، ممّن لا تخافّن الله ، الشديد بعقابه
متلاهيا عن اوزاره كان ، مفتعلا لنفسه ضجة من تفاخر زائف ، لن يطول امده الا قليلاً ، فيضمحل معه كُل ضجيج ، جاعلا منه سجين الإلتصاق بهم ، أهله !

وجد انه و بعد درب التلاه الالكتروني ذاك راجعا لواقعٍ أجبر على معايشته ، ترك الحاسب الشخصي مُهملا بعد أن اغلق نوافذ خطاياه جيدا ، فيكفيه ثغرة اعلن عنها قاصدا لتعلن الاختان حدادا على سماحتهما فتقذفانه من بؤرة تآزرهما

استقام من محله ، ليغادر حجرة اخته ، متجها بنية وليدة حيث الحجرة المقابلة ، تلك العائدة لصاحبة ماضيه الشقي ! من كانت عُمراً جُل ما تمنى و ود

تأكد سلفاً من عقارب ساعة يده و الهاتف لئلا يُمسك بفعلته ، و تلك الضخمة المعلقة على الحائط تحذره بأرقامها الكبيرة من مغبة الولوج في المحظور بهذا الوقت القلق ! فلم يتبق على عودة الفوج العائلي الا ساعة يتيمة ، قد تؤدي به الى الفضيحة !
يمناه الراسخة على عتلة الباب الخشبي تنبهت لـ جسارة قلبه الراغب بـ شحنة حنين عنيفة ، علّه يسترجع سالف النبض هنا ، حيث كان يوما في مقتبل الشباب ، و العشق

كانت ذراعه سلاحاً فتاكا على اوجه العدا حين الملاحم ، لم يجدها الآن عاجزة عن فك باب الذكريات ؟ لم يشعر بأن عودته افقدته عمل الاحد عشر عامٍ الماضية ؟ و كأن به ذات اليسّار القديم
جازف بطاقاته الكامنة جميعها ، اذ ليس هناك ما يستوجب اظهارها أكثر من اللحظة الآنية ، فهو يودّ ان يكون مُلما بكل شئ ، محطما جميع الاسوار ، حتى تكتمل العودة ، و ينفض الغرباء !

لم يكن يسارا يعرفه من تولى امر كبريائه السخيف و جعل منه احمقا يغمض جفنيه خشية المجهول .. ذاك الذي سرعان ما ضرب فكه بقبضة من زجاج ، تهشمت ، فتناثر بعضها فرارا ، و الاخر استقر في وجهه حتى اذاقه جور الوجع .. فالباب لم يفتح !!!

صدمته لم تكن بالهينة ، قبضته على الاكرة تشجنت اكثر ، و انفاسه الشرسة راحت تسابق للهروب من فورة صدره المشتعل مرجله ! تصمم التمني على إذاقته كُل ما أعدته مسبقا على مر السنين ، فتخمر بعضه ، و تعفن الاخر !

كفاك يا ذا الخطايا بحثا عن رأفة ترجوها من قتيلتك في الهوى ، و النوى !
إنصب خيمتك بعيدا ، فأرض الله تسعك حيثما حططت رحالك و إترك عنك محاولاتٍ عاقر لرد مكانك في صحراء قلب تالف

إبتلع قهراً انسكب في جوفه كمنصهر لاسع ، بينما الغضب فروّح عنه بقبضة يسّاره التي هزت قوام الباب بضربة حُبلى بـ أمله الخائب و صدمة وجيبه الرافض انكساره

ابتعد اخيرا ، معوّج الاضلع ، منحني الكبرياء ، ضائع !

و كأن بجليل مُصاب أحاط بذهنه الراقص في غياهب الإهمال و الإستهتار ، لم يجد بدا من التيه اكثر .. في عقله تدور احداث الايام الاخيرة ، انشغالها المستمر بحياة زائفة ، رفضها الحقيقي لـ وجوده بالقرب من صغيريه .. و اخيرا ، زياراتها المستمرة لرفيقات لا يدرك شيئا عن وجودهن في محيطها

لم يعِ حقاً كم يكون مُزعجا ان تكون امامه و لا يحق له الدنو منها خطوة ! فهم قد احاطوها بشمعٍ احمر حرّم عليه التقرب ، فالإزعاج !
عند قدومه كان بإمكانه الانفراد بها بشكل أيسر اذ ان الدُر كانت بصفه ، اما الآن ، فيداه مكبلتان بخيانة عرّاها بنفسه ظنّا منه فلاحاً فعاد عليه الامر بالخسران الاكبر

انتهت رحلته الكئيبة في المطبخ ، مستلقياً على المقاعد الجانبية بـ توتر ملحوظ ، احداقه تتردد بين شاشة هاتفه و النوافذ المطلة على البوابة الرئيسية
ظل حبيسا لمعاناة اخفاقه بالتواصل معهم لمدة جعلت من تماثيل كرامته رفاتا ، حتى عادوا !
دون زيارة التفكر راح يعتدل جالسا ، مُرحب القلب بـ جميل الآوبة ، مُحاولا خنق صوت لهفته بـ قوة السبعين رجل ، لتبوء محاولاته فشلا برؤيته الوجهين الجميلين ، يال هناء عينٍ تبصرهم

لم يتحرك من محله رغم وجوب الحال ، ليترك والدته الحانقة تقوم بالمهمة بإستخدام المفتاح الاضافي ، ثم يدخل الفوج المتآزر بـ ضحكات حلوة ، كـ قلوبهم

كانت زين اول من تقدمتهم ، راكضة نحوه بلهفة لا تخفى عن الاعمى ، و كأن بقلبها الصغير كان خائفا من ان يكون قد اختفى مُجددا .. يال شنيع فعلته بحق هذين العصفورين ، إنهما يخافان هربه ، رجفة اعينهما فاضحة ، مؤلمة !

استقبلها بجميل الكلام ، و من ثم جر اخيها اليه هاتفا بأهازيج مُرحبة بالقدوم المُبهج
بطرف اللواحظ استرق النظر لعابسة الوجه ، ثم حول بصره لوالدته العاكفة على مراقبته بإهتمام ، ليبادلها التحية ، و من خلفها اضاف بهدوء : جان تأخرتوا بعد ، متت جوع !

تحجج بالجوع ، ادركت الام امره و اعجبها ان يكون الملل رافقه حين غيابهم ، لعلها قطرة اول الغيث ، قبل ان تقول شيئا صاحت صغيرته بحماس : بابا اليوووم خمييس و ماما مستلمة راتب يعني غدا من برااا

دون ان يرف هدبه تحولت انظاره نحوها و النبض الراقص يفضح لوعته ، إلا إنها صفعت خد مشاعره لما لمح انعقاد حاجبيها اكثر ، اغلق جفنيه بتأثر حقيقي ، عاقدا العزم على الثأر ، فكفاه ما لاقى

: لا بابا اني ما اكل من فلوس امكم ، اخاف يصير بية شي ، اتسمم

شعر بالسهم الحاد يخترق كتفه ، لكنه تجاهل الوجع مستغلا طفليه ، ليحاكي يزن بـ حماس واه : يزون حبيبي وين وديت الشاحنة ؟؟ الاي باد خلص شحن ترة

: طبعا ، اكيد يخلص من الاستخدام

تعليقها البسيط ، جاء بمصرع تهاونه .. ليقلب بصره فيلتفت نحوها و الغيظ يفور تنوره برأسه ، راقب بروية تحركاتها الناعمة لتثقب بالونة الغيظ دون ان يعي حقيقة انهزامه امام حنطية الحُسن

ظهرها يقابله بكتفين نائمين حُزنا ، وجد الوجع طريقا ليسكن قلبه عليها ، هذه الفاتنة جعلت العجز و التناقض رفيقي دربه ، فحاله لا يسر منافسيه في الحلبة !

شعر بأنظار الثلاثة متعلقة بجثته الضخمة ، حيرة .. ليسعل بخفة ثم يغير وجهة اهتمامه قسرا نحو والدته الصامتة ، فيحاكيها بـ نبرة حاول ان يجليها من بحتها المعتادة ، ألا انه فشل : يووم سويلي اي شي أكله ، متت جوع

لتتدخل هي دون ان توليه البصر : ماما هسة راح يوصل الاكل من " صاج الريف "

لتعلق زين بـ سرعة : يسسس راح توصل البيتزاا بيتزاا
ثم تستدير بسرعة نحو والدها ، هاتفة بـ بهجة : بابا الجميل انتة هم تااكل بيتزاا موو ؟؟

لم يستطع التفريط بفرحة عينيها ، ابدا .. فمال نحوها بحنان غريب ثم راح يحملها قائلا بعنف ضاحك : اكلللج انتييي همم همم

مقرن القول مع عض خديها و عصر جسدها الصغير ، ضحكتها المرحة انعكست على توأمها و الجدة الحنون ، لتتلوى بقوة باحثة لنفسها عن مهرب من الوالد الجائع ، محاولاتها المستميتة جعلت من مريولها المدرسي يرتفع ليظهر ما تحته ، فيكمل الاب لطافة معاملته بتمثيل الصدمة على الملامح الحادة

توسع محجريه ارهب فتاته لتعلو ضحكاتها خوفا و هو يصيح بإنفعال مرح : هااي شنوو ولللج ؟؟ شنوو هالتنورة القصيررة ؟ خزيتيناااا ، طلع ..

قبل ان يكمل صاحت زين برفض و غيمات المرح تمطر على الجميع - إلاها - ضحكات ملونة : باابااا لتصيييررر هيج عيييب

ابعد وجهها المختبئ في كتفه ليقابلها النظر الحاد و بسمة عينيه تأسر من يلمحها ، خلا من اغشى الوجع بصيرته : العييب علية لو علييج ؟ رايحتلي هيج للمدرسة ؟؟ شسوي هسة اني وين اودي وجهي من النااس ؟

هنا تدخل شبيه العراق بغيرة ثارت بدمه الحبيب ، فراحت يداه تسحب تنورة شقيقته معترضا بـ لطف و البسمة الحلوة رسمت على وجهه المُكور أبهج الصور : بابااا انتتتة رفعتها والله هية مو قصيرة

: طبعااا انتة تداافع على اختك ، سرررسري


هُناك ، حيث هما ، في زاوية المطبخ تقفان .. تحاكي احداهما الاخرى بالقلب و الاحداق ، أخبرتها أن إن إبنك أذية قلبي .. لتجيبها الأخرى و أنتِ قلبه يا صغيرة ، أنتِ قلبه
فلا تأسِ على ما غاب من عُمرك ، إفردي شعر سنينك القادمة تحت اشعة شمس يوم جديد ، ضاحك ، مُشرق

اعتاد الخد الحزين احتضان دمعاته في الآونة الاخيرة ، حتى صار يفتقد غيابها ان طال ساعات ! و ها هي المقل تستجيب لنداءه بدمعتين منبعهما الأذى ، أذى القلب الهائج


بخفة انامل اعتادت عملها حذفت ما قُذف من العينين ، ثم بهزة رأس حاكت حماتها العطوف ، لتتحرك بعدها حيث الحقيبة الموضوعة على احد المقاعد ، فتستخرج هاتفها بهدوء مفتعل

: اففف استغفر الله يا ربي

كانت عفوية في تذمرها و هي تجده مغلقا لأسباب معلومة من قبلهم ، ليعلق حبيبها الصغير و خطواته تقوده نحوها : شنوو ماما الموبايل مابيه شحن ؟

رفعت حاجبها ببسمة اضفت على الوجه الكئيب بعض حياة ، تداعب الـ يزن بالنبرة اللذيذة و شمالها تتوسد الخصر بغنج عتيق : هسة قلي شأسوي بيك

بضحكة مُحببة اخذ منها الهاتف ، مستطردا بالقول الرحب : هههه مو اني البارحة نسيت اشحنه
ثم معاتبا و البسمة لا تفارق وجهه : يعني ماما اذا اني ما اشحنه انتي متشحنيه !!!

: انسى يا حبيبي انسسى ، تعرفني ما استخدمه هواية فأنسى اشحنه

كان خير مُراقب ، و مُنصت لتفاصيلٍ لا تُرى بعين مجردة ، الا بقلبٍ متلهفٍ ، مُشتاق
لو التفتت حدوه فقط ، لو لم تتجاهل قرع الطبول المُنادية لها ، لأبصرت تلك النظرة القديمة ، و ذلك الحنين الفاضح كان ليغرق قهرها حتى بكرة ابيه ، لـ يسارع بإحتضانها هي الاخرى !

لكنها لم تبصره ، و لم توليه اهتماما ، تركته هائما في بحر اوزاره و الشوق ، فتكون ردة فعله على قولها الاخير ضحكة خفيفة ، تُعري إلتصاق سمعه بهمساتها

يزن ، واقفا بمحاذاتها ، يُمدها بالعون ، و الحُب ، منشغلا بهاتفها و بالهم الراكد في تجويف احداقها ، متألما على ضياع ضحكتها ، فلذة كبدها هو ، و نور حياته هي ذاك الذي خفت وهجه منذ قدوم والده ، و هذا ما جعل الوجع يحتله دون رحمة

تحرك بالهاتف حيث مصدر الكهرباء ، ليربطه بالشاحن الموضوع ، فيصل اسماعه حينها قول ابيه الـ " مغتاظ " : حبيب امك قتلك الاي باد خلص شحن مسويت شي امك بس حجت وياك حجايتين ركضت تشحنلها

ببلاهة رفع الصغير حاجبيه ، لترف اهدابه عجبا مما يقوله الغول الاشقر ، كاد ان يعتذر بأدب لولا بهجة العيد التي حلّت عليهم بضحكة التمني ، المتحدية !
دون ان يعي شارك والدته انشراح المبسم ، و عيناه ترقرقتا بالفرح الوليد ، ثم نقل بصره حيث ابيه ، الشامخ بوقوفه حاملا توأمه ، ليجده الاخر أسيرا لـ حُسن البهجة و روعتها

ابتسامته اتسعت ، و نظرته تحولت نحو جدته هذه المرة ، لتغمز له الاخيرة ببسمة أمل ولد تواً بعد عُسر مخاض

اما هو ، اصلع الرأس ، فـ راح خافقه يفور كما المرجل لدى رؤياه وجه الفجر يزيل خمار الليل المُظلم ، فتنقشع الكآبة و تحل على دُنياهم الشمس ، ببسمة تمني !
أي حالٍ أوصلتهم له يا عسلية العينين ؟! أي مياه اسقيتهم حتى صارت بسمتك مضاداً لـ بؤسهم ، و بهجتك علاجاً للـ هم ؟

أحساسها بـ الرماح الزرقاء شدهّا حتى شُلت اعتراضاتها الذهنية ، فراحت الروح تجرجر بنظرات احداقها حيث الـ يسّار .. حين التفكر و التعقل لم تكن أبدا لتهرس كبرياءها تحت اقدام الضعف ، لكنها و عند اللحظة هذه فقدت السيطرة ، و أُبيدت اعتراضاتها

لما تبادلا البصر ، جفلت .. فـ إرتعش !
بصريح النظر أرسلت مكتوبها ، حاملا بين طياته أوجاعها ، مُترجما حال عصفورٍ تُرك مهملاً ، محتجزا ، ضمآن و من الجياع كان

" لا زلتُ أكرهك و وجودك "

قرأها ، تجرع بلعومه زمهريرها المتقيح ، اكفهرت ملامحه ، و إعوج قلبه ، فرّ بعينيه مُنكسرا ، لينزل ابنته ارضا ثم تأخذه ساقاه حيث الطاولة ، رافعا من عليها كأس ماء ، مُلقيا اياه كاملا في جوفه ، علّه يحذف مرارة اللقمة الاخيرة ، و لكن ، لّيت !

هاتف يرن ، و حركة سريعة من الجميع ، و اكثرهم عجلا كانت هي ، من اجابت بنبرة متماسكة ، رسمية الحديث ، شرح مفصل عن موقع المنزل ، فـ سؤالٌ عن الحساب اوضح له تساؤلا اخفاه
اغلقت الهاتف اخيرا ، لتخرج من حافظة نقودها بعض الاوراق ، تسلمها والدته ، فتتحرك الاخيرة مع ابنته خارجا ، بينما شبيه خاله فـ ظل عاكفا على مراقبتهما ، لئلا تُضرم نيرانا جديدة ، فقد اعتاد كما يبدو على الحروب النازية بين والديه !

زفرة طويلة رافقت حركته الكئيبة و هو يعود ليرتمي على الاريكة ، محاولا جهد قدرته الاصطبار على ثقلٍ استحسن ركوب كتفيه
لما عادت والدته و الصغيرة بأكياس الطعام ، سارع يزن بمساعدتهما في حملهم ، و هو عكف على مراقبتهم ، حتى علق اخيرا محدثا امه : يووم تسويلي غدا لو اخابر صديقي يجي ياخذني لأي مطعم

ليحل الصمت ، و العناد !
اذ راحت الجدة و حفيداها يتوسلون نظيرة اليسار في قتاله أن إبسطي للسلام يداً ،
تنهيدة طويلة ، شرعت بـ خلع حشاها ، ثم استسلام مجحف بحق غيظها ، و الزعل : ماكو داعي ماما ، الاكل خير من الله

لم يقتدي بفعلتها ، بل اكمل العناد كما الثور : يوووم ما اريد هالاكل ، اخاف يصير زقنبوت " سم "

لتهم والدته بـ الصياح المنفعل : اسم الله امي ليش هالحجي هذا

يقسم بأن الـ " اسم الله " أختلطت بنبرتين ، لم تكن نبرة والدته خالصة .. أيعقل ؟!!
حول بصره نحوها ، لتقابله بحدة البصر ، و القول : لتخاف ، ما راح احط عيني على الاكل ، اكل و ريح بالك






*







إسبوع مضى حال دون ظهورها المستهتر .. لا يدري كيف افلح القلق بالتمكن منه ، ليجد نفسه صباح كل يوم يهرب من مهماته - لبرهة لا اكثر - فينشغل باله بأسباب غيابها !
لا يدري مالذي حدث عند العراك الاخير بينها و بين حسين ، و لكن استمرار انقطاعها عن ازعاجهم بيّن له مدى ضخامة المشكلة

بإستطاعته الاستفسار من سكرتيره ، او من حسين نفسه ، الا انه كان قد قرر النأي بـ نفسه عن ازعاجها المقيت ، عديمة الحياء و التخلق !!
نعم ، قرر
و ليس من سمات العراق العدول عن قراراته ، هذا ما ظنّه حتى يومين مضت ، فراح القلق الحقيقي يسامر ليلتيه ، أ تكون قد حلّت بها مصيبة ؟
أ صارت نهايتها مقززة كـ افعالها ؟!

لم يعتد الانسلاخ عن مسؤلياته ، و لشديد الأسف صارت القرمزية إحدى تلك المسؤليات المعلقة في عنق حياته و كأن بوجود من مثلها ما ينقصه !
اتصال شقيقته كان المُنبه الوحيد على انتهاء وقت الدوام الرسمي ، اذ كان و كما اعتادته حين الصفقات الجديدة منغمس الرأس في بركة العمل
لما ادركه الوقت الراكض نحو اخره ، استقام من محله غير مُبال بتشنج مُعتاد في فخذه ، رفع مقتنياته الشخصية ليضعها في جيب سترته بهدوء بينما العقل فـ طار ركوزه حال ان تفتحت بيبان ذكرى الحمراء عند اللقاء الاخير

وجه انظاره نحو ساعة الحائط ، باحثا عن اي سبب يجعل منه خائنا لعهده ، و لكن لا مفر ، فالوقت لا زال ابكر من ان تكون الزيارة مُعابة

تغضن جبينه بـ ضجر استحل بطانة صدره ، ليتحرك مغادرا و يده تخرج الهاتف من مخبئه ليتصل بـ الدُر ، أخبرها بروية ألا تأتيه ، فعمل - طارئ - قد ظهر له
لما خرج ، قابله الشاب المكافح بـ إهتمام : ها دكتور رايح ؟

تنهيدة خفيفة فلتت من صدره ثم ببحة مرهقة اجاب : اي رايح
انتة هم تأخرت اليوم اعذرني بس شفت الشغل

ليكون الاخر كعادته ، جميل الخصال ، مشبع بالأدب : لا العفو دكتور غير واجبي هذا
الله وياك

هز رأسه بخفة ، ليكمل مسيره ثابت الخطى ، قليلا فقط ثم استدار مستفسرا و حاجبيه لم يزالا متلاصقان كما جنيني رحم واحد : ايهاب

بعد ان جلس ، استقام سريعا ، و بخير تخلق جاء رده : نعم دكتور ، تفضل

بسبابته حك نواجذه ليسعل بغتة ، ممتعض الحال من ذاته ، كاره أن يكون محل شكٍ بين إناسٍ اعتادوا ان يروا جانبه الرمادي ، بنبرة تليق بإقدامه حتى و إن كان غير راضٍ بادر بالتحقيق : جنت موجود بالمشكلة الي صارت بين مدام فرات و دكتور حسين ؟

: اي دكتور ، و بصراحة جنت متوقع تغيب مدام فرات كل هالفترة ورة الي صار

عندها فقط ، إنشغل ذهنه بشكل تام و جاد بما قيل ، ليستدير اكمله فيكون مواجها للشاب اليافع ، دون إهتمام بقرارات قد سلف و أتخذت - حين غضب - تكلم سائلا اياه دون تردد : ليش هوة شصار ؟

بحماس راح يسرد ما حدث : ما اعرف شلون بدا الموضوع ، لكن من دخل دكتور حسين لمكتب حضرتك و شافها موجودة الظاهر صارت بينهم مشادات


: اي و بعدين ؟؟

: بعدين تدخلت دكتورة نهى و علت اصواتهم ، بصراحة اني مفهمت التفاصيل لكن من الي شفته انو قسوا على مدام فرات لدرجة ...

شماله الحاملة لقلم رفيع ، صارت خير مؤشر لما يودّ الشاب ايصاله ، و هو يمد ذراعه نحو احد النوافذ : كسرت الشباك بإيدها و انجرحت
دكتور بوقتها حاولت اوصل لحضرتك الصورة بس ...

محجراه توسعا تزامنا مع القول الاخير !!
ايعقل أن تكون الفرات ليست سوى قشرة واهية سهلة التهشم ؟!
أنى لها ان تخسر امام حسين و هي لها من الالسن عشرا تكفيها عند حاجتها للوقاحة

لم تزل المُفاجأة تغشي عقله ، لذا جاءت نبرته شاردة بالكثير مما لم يفقه : ماشي ايهاب ماشي
بس مرة لخ بهيج مواقف حتى لو اني قتلك لتقلي شي انتة ضروري تنطيني خبر

اعتذار جديد اطلقه ايهاب متابعا مغادرة مديره في العمل بخطاه الرتيبة : اسف استاذ ، ان شاءالله متتكرر

اما العراق ، فـ حينها شعر بوخزة ذنب استقرت في جنبات روحه ، بعيدا عن نفوره و سلبية مشاعره نحوها ، ليس من المفترض عليه ان يكون مهملا هكذا
تنهد و ضائقة الحال ازعجته ، شعر دون ان يملك بدا بأن جدران المصعد تضغط على صدره ، تكيل ضميره بـ ارطالٍ من التأنيب ، ابو حسين تركها في عهدته من بعد الله ، اشغله اهتماما بها ، اخذ منه ميثاقاً ، و ها هو في بادئ الدرب ينقض عهده و يتلاهى عند اول مفترق !

بتصميم سريع سلب قراراته السابقة احقيتها ، و جدد أغلبها بـ قائمة جديدة ، اولاها كان ما ينويه حينها .. فـ اوقف سيارة اجرة ، متجها بأطياف الاهتمام كلها نحو منزلها

كان الدرب سالكا لعجبه ، و كأنه الاخر يشاركه القلق ، و يجود عليه بالوصول السريع ، تبادل مع السائق بعض موضوعات الشارع العراقي و اخبار السياسة المتناقلة بين السنة الشعب محاولا جهد ذهنه الانشغال بشئ غير الفرات

لما دلف - قائد المركبة - بهما في الفرع السكني ، اول ما ابصره كان سيارتها قديمة الطراز ، اذ كانت مركونة بإهمال امام المنزل ، ضاق بؤبؤاه محاولا التباحث مع عقله المترجم للصورة الصامتة امامه ! حين وصولهما قرب المنزل اعطى السائق اجرته ثم ترجل متمهل الخطى

ساعات الظهيرة ساهمت في كف برهات التوجس من تفكيره ، فأغلب الجيران يعتصموا حينها المنازل ، و هذا ما ترك له قليلا من حُرية تجعله يحاول جادا فهم ما يحدث !
ما حال مركبتها هذه ؟ مقدمتها متعرضة لضربة قوية جعلت انبعاجها واضحا ، و مُقلق .. مالذي دار معها في غضون اسبوع ؟ اي مصيبة دفنت بها رأسها بهذه السرعة ؟!
ألّن تكتف أبدا !

زم شفتيه حانق الافكار ، راغباً بدق عنق وضاعتها و انحلالها ، فحينها كان من السهل عليه معاملتها بالحُسنى ، ما كان سيتخلى عنها و ان كانت بمهمة عسيرة و لكن اينها من الفضائل تلك الوقحة

ليزفر ضجرا من نفسه و من ضرورة التصاقه بكل شئ هنا ، فيخلي المكان اخيرا ، معتمدا على البصر كان ، قرب احد المنازل استقر واقفا ليتصل حينها بها ، ذات النمش المزعج .. اتصاله كان موءود الامل ، فليست هي من تطيع و ان كانت مقصلة الظلم معلقة فوق عنقها

لم يكن بمخطئ التقدير ، بل حطت برحالها في ذات المقعد النرجسي الذي صنعه لها بباله !
قبل ان يبالغ في تلبيسها ثوب الذنب إشتعل قبس في ظلمات الضمير مجددا ، أن أنى لك رميّها بالإثم و انت المذنب الاول .. بالطبع لن تستقبل كرمك المتأخر بخير ضيافة

جر نفسا طويلا و إكفهرار ملامحه تضاعف ، تعوذ من الشيطان الرجيم بصوت جهوري رافعا هاتفه بغية تكرار الاتصال ، فلم يجد له من الطرف الغاضب مجيبا للمرة الأُخرى
ربما تكون حانقة ، و ربما صادفها الخذلان ، بل و حتى يحتمل ان يسكن منزلها شراً !

عزّم على الوصول اليها حينها ، و لكن حفاظا على نقاوة سمعتها لم يستطع الدنو من بابها ، هذا ما جعل بينه و بين غايته - الهاتف سبيلا فقط - !!
هذه المرة جرب طرق بابٍ اخر ، لربما تكون الرسائل خير موصل ، فراحت يده تحاكيها بـ اهتمام لم يسلبه غلافه السميك " اني بالباب ، ردي عالتليفون "

فإتصال اخر .. دقيقة ، ثم اختها .. لا رد !
سيارة مرّت امامه لتستكين امام احد المنازل القريبة ، و نظرة فضول من صاحبها جعلت لزاما عليه فض بكارة الانتظار المقيت هذا ، ليس ممن يتسم بالإلحاح كأحد خصاله الرعناء ، و يبغض حقا مُتصفيه ، لكنه حينها إضطر ان يفعل ما يكرهه ، ها هو يتصل مجدداً بها ، قاهرا ذاته الرافضة

تغير نمط التعامل حينها ، فترفض الاتصال ، ثم تغلق الهاتف !
قد يُرى الامر من احد شطري الزاوية حاداً ، ليكون هو على الطرف الاخر و بعيني متمرس وجدها مُنفرجة ، فـ فرجت عليه عُسر الحال بفعلٍ أخبره ألا تقلق على من مثلها ، لا زالت بذات التواقح و العنجهية

نظرة اخيرة رمى بها على نوافذ المنزل ، لتطمئن نفسه تماماً لما لمحت نواظره حركة الستارة السريعة
أولاها و مصائبها و مزاجيتها ظهر اهتمامه ، و تحرك مبتعدا حيث نهاية الفرع السكني ، اذ ينتهي في تقاطع الشارع الرئيسي ، متخذا لرحلته سيارة اجرة تجود عليه بالنأي عن هذا المكان و ساكنته




*



أُنس وجودٍ أشقرٍ لمّاع لا يوازيه أُنس و لا سمرُ .. الصغيرة بإشراقة عُمرها دوما ما تُسيطر على مجلسهم الراكز ، بـ جديلة مهملة قصيرة تعكس أشعة الشمس ، و نظارته البيتيه ذات العدسة الكبيرة اغدقت عليها بكرم طابعا كارتونيا تحبه

على المقعد الثلاثي يجلس منتصب الكتفين ، منشداً لـ حالاتها الجنونية بـ احداق فؤادٍ يشتهي العمى ، يغلف ظاهره بكثير من انشغال ، بينما الباطن فكله ينصب دلو تركيزه في واحتها الزرقاء

يشاركهما المجلس جداها ، الحاج مصطفى و الحاجة نهلة تلك التي تشغل من يراها بمرآها ، فتجعله يرسم بفرشاة المخيلة صورتها الشابة ، و ان إلتفت بعد انهاءها ليجدها امامه ، و بصورة حية ، مجنونة !!

: قيصر حبيبي اليوم تاخذني لبيت ام غسان موو ؟

كانت الحاجة من تحدثت بنبرتها العطوف و بصرها منصب عليه ، بعضه بدهاء النسوة و اغلبه حبهنّ ، لتعلق الصغيرة بضحكة حلوة تميل ذات يمينها حيث العجوز شامخا بحضوره : جدووو لأم غسااان و بنات ام غسااان

شاركها الضحكة بوقار ، مربتا على كتفها المُدلل و نبرته الفخمة حملت قوله الصريح محاكيا به القيصر : روح وية امك قيصر روح ، هالمرة اسمع كلامها وليدي

ببسمة لطف معتاد اجابه محركا وسادة المقعد من خلف ظهره لشماله ، فيسند عليها جنبه : يابة امي متجوز من سوالفها ، خليها بواهسها اوصلها لباب البيت و أفلت - اهرب -

: لا والله
سكتتلك هواية اني ، بس اني امك هالمرة و تشوف كلمتي لو كلمتك

اعلنت المُسنة المتلبسة دور القاسيات قلوبهن اعتراضها ، و لكن دون جدوى فسرعان ما يلين فؤادها حتى العصر حين التقاء بصرها بـ احداقه الشاردة ، البائسة دوما

اودت نظرته بشدتها طريحة العلل ، فالموت ، لتكون احنُ عليه من نفسهِ الصامتة ، و قلبه الحزين
اذ راحت تحاكيه بلين القول و الفعل ، متوجهة من محلها نحوه بصعوبة الستين عام ، ليستقيم هو بعجل مرحبا بها ، مقدما لها جسده تتوكأ عليه ، هذه الحنون ، جعلها الله سببا في إنتشاله من فقدٍ و فقر ، إحتوته كما لم يفعل بشرا ، و لن يفعل
لو قدّم روحه قُربانا لها ، لمّا افلح بإيفاءها بضعة حقٍ لها عليه !

لم يترك الروماتيزم بها جلداً للحركة الهينّة ، لكن لها من خلق الله شابا حبيباً لا يترك بها حاجة لغيره من بعد الله ، تقرأ دواخل نفسه دون ان يدلي بها
تستشعر آلامه بـ قلب منفطر ، تود إخباره بأن وجوده من انقذها ، بحق .. لكنها لا تقوى على فتق ما رُتق على مر سنينا بالغت في طمر احداثهم العتيقة تحت كُثبان شهورها

اجلسها على الأريكة ثم جاورها ، ناطقا بـ لهجة تداعب روحها المُرفرفة على نوافذ وجوده : يعني يا عيني ليش هالتعذيب هذا ؟!

بضحكة حلوة علقت و كفها تمتد لتفرك ساقها و - كيدهنّ - إستلم بطولة المقطع : شفت بعينك ؟ حتى مشي ما اقدر امشي و انتة متقبل تتزوج و تجيبلي وحدة تساعدني تشيل عني البيت شوية

: ليششش بيبي ليييش مو اني موجودة ؟ عوفيه لخاالي الا تزوجيه !!

كما العادة ، تقلد نفسها شرف تعيينها محامِ دفاع للأسمر الكتوم ، ذاك الذي لو البسوه جُرماً لما علّق و رضي بحبل الإعدام متهالك الأنفاس !

: انتي باجر عقبة رايحة لبيت رجلج ، عوفيني القي حل لإبني

قالتها الجدة بعناد لذيذ ثم التفتت كاملة نحوه ، ربتت على ذراعه و كُلها مشغول البال به : امي و ابوية انتة دسمع كلامي هالمرة ، و لك والله شايلة همك ، اني و ابوك مدايميلك ، افتحلك بيت و خلي يصير عندك طفلين يشيلوك من تكبر يا ابوية

رأسه يتدلى نحوها بـ بالغ الإحتياج ، هذه المرأة درست تفاصيله حتى حفظتها عن ظهر قلب ، يعلم جيدا بأن الفرق بينها و زوجها يضاهي بعد مشرق الارض عن مغربها .. لكنها تكفيه ، لم تُرضعه حليبا حتى السنتين ، لكنها اكرمته بمشاعرٍ عُظمى كان من قبلها صائماً دون ميعاد إفطار ، و ها هي مُكملة بدرب الجود ، فـ لا يتردد من اشباع معدته حين وجودها - بعد الله - خشية فطام

لتسترسل بـ قراءة الموشح الشهري ، فتجد من فضائله ادبا يدعوه للإنصات التام لكُل ما تقله و ان لم يعجبه : شوف ايهم ما شاءالله ولده كبروا و هسة سنة سنتين تشوفهم بطوله ، تعلم منه ، غااار يا ابني غاار من عنده و قلده

ضحكة حلوة يخصصها لها و لها فقط ، كانت من نصيبها ، شقراءه المُسنة .. كم تتلو عليه قصائد الخوف من المستقبل ، و كم يرتضي الإستماع دون التنفيذ

ظل مواكبا لفتوحاتها ، فهي من زوجّت عامر ، و اختارت عروس فوزي ، حتى هادي العازف عن الزواج نجحت في اقناعه بعد ان وجدت له الزوجة المُناسبة ، اذ ان صولاتها بهذا المضمار مشهودة بالخلف الطيب

: يعني قلي هسة عمامك و خوالك شيقولون ، زوجت ولدهم و ابني ما اقدر اقنعه ؟ يا امي ييزي عاد - يكفي - صارلي دهر انتظرك

ليتدخل حينها الحاج بسلاسة قول قد يتسم ببعض لا مبالاة : ام صالح كافي يا عيني هسة قابل ابنج صغير !
هذا قراره و الي يريده خلي يسويه

فتستدير حينها نحوه ، و بكف يمينها تنهيه عن مواصلة تحطيم مجدافٍ يجرجر قاربها نحو برٍ بعيد : حجي .. عندك كلمة زينة احجيها ما عندك اسكت و خليني بدردي - همي -
انتة شهامك ؟ لا تفكر بيه و لا بـ كبرته ، مخلي الظيم و القهر الية

تشارك الاسمر ضحكته مع شقرائهم الصُغرى ، نسخة جدتها .. مستمتعين بحرب اندلع فتيلها توا ، اذ راح الجد يحاورها بـ برود غير متعمد ، فتنقض على تصرفاته ملئ ضعف بدنها

جلسة عائلية يغزوها الدفئ المُحبب ، كما كُل الحياة ، لابد لها ان تنتهي ، و لربما تُنغص مثلما الآن ،
فالغصة غلبت الضحكة ، و عادت به هرباناً نحو جحره ، مكثفاً من ابخرة الفرار و الانزواء !
فها هي حسناء المبسم تفز من محلها رافعة هاتفها الذي رنّ توا ، رفة جفن و لمعة عين اخبرتاه هوية المُتصل ، ليجد المراهق بداخله يثور بمنجله ، مُقطعاً اغصان شجيرات الصبر النابتة منذ اعوام توازي سنوات عمره ، و لربما تُضاعفها

لما اختفت من مداره ، راح بصره يجول في الصالة الكبيرة ، متلاهي عن وجود المسنين ، عائلة ثرية ، لها وزنها ان كان الحديث عن الحسب ، نسبها يعود لشرفاء العهود السالفة
قديما ، انقلبت طمإنينتهم فقدانا ، و أمانهم حسرةً و ضياع ، اذ خسروا الكثير ، و راحت ارواح العديد قرب خالقها الرؤوف في ليلة واحدة حملت لهم أوجاعا مُقدرة من الرحمن ، علّها تُخفف لهم ذنوب عُمرهم و تُنقيه

و هو ، الفاقد لكُل شئ كان خير مُسلٍ لهم ، فضلّه الله بهذا الأجر ، و رزقه ثواب إسعاد خلقه ، و أمانه

" خوالك ، عمامك ، إبنك و إبنج "
مسميّات تثقب الأفئدة الترفة بـ أحزانها حتى تسيل شجناً بعد شجن ، و من خلفهم كومة من شجن ، و إنتقاص ذات !






*

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 07-09-15, 04:57 PM   المشاركة رقم: 213
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

طالَ البعادُ وقلبي ليسَ يَحتَمـِلُ
ما عادَ لي في الهَوَى مِن بُعْدِكُمْ أَمَلُ
لَمٍ يَبقَ لي هاهُنا مِن بَعْدِكُمْ إلا..
طَيْفٌ جَميلٌ بِهِ عَينايَ تَكْتَحِلُ
ذِكرَياتٌ إذا مَرَّتْ بِخاطِرَتي .. و
هَزَّتْ كِياني ، كَأنَّ الأرضَ تَنْفَعِلُ
وَنَسْمَةٌ حُلْوَةٌ تَأتي بِرائحَةٍ
مِنَ الرُّبوعِ تُذَكِّرُني بِمَنْ رَحَلوا



عبد العزيز جويدة







: بابا يللا قووم صاارت الساعة عشررة

تمغط يحمل الرقم عشرين و محاولة فاشلة في النهوض ، كسلٌ أعمى بصيرة صحوته و بادره في غفوة اخرى ليهمل نداءات اهل بيته ، ظل متمللاً في سريره الضخم
يتقن دور الـ أصم حين محادثتهم فلا يجدون لـ وصال روحه سبيلا !

بعد محاولات كررها اصحاب الحناجر المُزعجة ذراعه مدت تحت وسادته مستخرجة هاتفه بملل افصح عنه بهدير حانق بعث به لـ إبنيه ، إبراهيم و يوسُف
مغلقٌ اجفانه الا قليلا سنحت له برؤية الوقت على شاشة الهاتف ، ليرفع وسادة قربه بحركة سريعة رامياً بها حيث كتلتي الخداع المتحرك

: ولد الكلللب الساعة بعدها تسسسعة مصايررة

ضحكاتهما لم تلّون سماءه ابدا ، بل رعدت بجوه و ازعجت صفاء رؤيا انعمت على ليلته بالوصال المُستبعد !

: طلعوا برراا بسرررعة و سدوا الباب

هذه المرة تزمت صرخته كان مصدرها " حرقة قلب " بعد ان تذكر بوادر الحِلم المستباح بـ جيوشهم الغازية ، إذ لم يكتفوا بـ إحتلال واقعه حتى شوهوه ، راحت بيادقهم تهاجم اطيافاً تعايشه حين المنّام ، فتختلي به و تنفض عن سنينه غبار النسيان حتى تتركها لامعة كما صورتها الأولى

الاوغاد تحرشوا بشياطينه ، تلاعبوا بعداد غضبه رغم ادراكهم ويلاتٍ قد تطالهم منه !
صباح كل " جمعة " إمتنانه للعمل يفقده لُطفه ،
إختفى ولداه ، و معه الازعاج الحي .. متقيان منايا قد تصلهم من شرِ غيظه ، ليصمم على إعادة التمتع برؤيا تشرح القلب مرة أخرى ، مغمض العينين ، متوسد السرير تغطي وجهه الوسادة
شتائم و سباب يطلقه ، لا صباح أضيق عليه من صباحٍ يحتجزه هُنا

لملم شتات قهره الأبدي ، تاركاً نفسه رهينةً لأفكارٍ تلتصق به حين غفوة و صحوة ، فتجعله يستدر الامل من دلاء الآوبة الحبيبة !
ظل عاكفا محلّه ، ملّول الملامح ، يتلاعب هو بهاتفه و الوسن ما يتلاعب به .. بين صفحات الـ " فيس بوك " كان يتنقل بكسل
صندوق رسائله الخاصة يصيح به أن أغثني لُطفا .. فـ إستفسارات طلبته بخصوص الامتحانات القادمة تتكاثف حين مودّة تجمعهم

عدّل استلقاءه ليستند على ظهر السرير ، ذراعه اليسار تتوسد صدغه ، بينما يمناه تحتضن الهاتف فتلهو به ، ساقاه ممددتان تلتوي احداهما على الاخرى

يغفو لحظات ، ليعود فيتوقظ بـ إجفالة غريبة ، سباب اخر كان من نصيب الولدين ، ليقرر اخيرا العوده لمهربه الوحيد ، النوم !

ابعد هاتفه برتابة جعلت بصره لمّاحاً لما انعكس على الشاشة ، فولتية شحنت ذراعه و من ثم القلب فالجسد اجمع ! تشنج تام احاق به ليعسر عليه جذب الانفاس لبرهة ليس لها في المقاييس وجودا ، إسمها الدُري و صورة شخصية " رسمية " لها جعلت من الفؤاد فاقدا للتوازن حتى صارت النبضات تُدلق هنا و هُناك بغير ذي تماسك

إنتصب عمود فقراته ، فهن الاخريات أصابهن من كهربائية القلب ما جعل احداهن تصيح بالاخرى أن قفِ ، فـ هذه الدُرة أمامكِ
ريقٌ قاوم الجفاف بتعسر ، و محاجر جاهدت اندلاق مقلها المقفرة ، كف يساره انقبضت لتكيل فمه ضربات متتالية ، بين كُل واحدة و ما تتلوها " آهة " قلب

و كأن بموقدين إشتعلا في الاحداق ، حتى باغته تكون الدمع بهما .. لا يدري لم أحسها قريبة ، اقرب اليه من مخلوقات الرحمن أجمع .. شعر و كأنها سكنت عينيه و راحت تقلب جمرات الموقد
تالله لأنها به ، ولجت الى داخله
شرّعت لنفسها بيبانه المؤصدة من خلف رحيلها الداكن ، لـ تدخل ، فتجد نفسها القديمة هناك ، تنفرد بـ زمام عُمره ، و حُبه !

يال حُسن لُقياها و إن كانت من خلف شاشات غبية ، يال روعة الغباء إن كان سببا بعد إذن الله لوصالها ، بعيدة المنال عنه ، بل مُستحيلة .. أو هذا ما تظّن و ما أكثر الظّن إلا إثما

تطيب عند حضُورها في الخاطر روحه ، فـ إنتشى جوفه لمرأى إسمها و حسابها ، يشعر و كأن بقلبها هو الرابض بين كفيه ، اذ صار دون ادراك يحمل الهاتف بذات رقةٍ لا تليق بغضبه الصباحي

لم يترك للبالِ مجالا يتفكر به ، فـ راح بملئ إنفعاله ، و حسرته يضغط على زر الرسائل ، باسم الوجهِ حين ، و كثير القلق أخر

" صباح الخير ، درة "

ترك الهاتف طليقا ، ليعتدل جالسا بعد ان انزل قدميه ارضا ، يميل عنقه جانبه ليسهل عليه مراقبة صفحة الرسائل ، راجياً أن تزف له بُشرى ردها ، فيصير حينها عريساً للمرة الأولى !

واتته قريحته المتبخرة فوق فوهة بركانه الثائر بتلك الجملة دون غيرها ، كانت لتكون سطحية لا معنى لها لولا الإضافة الأخيرة
لفظة التحبب الخاصة به وحده ، و كأنه يخبرها للمرة العاشرة بعد العودة ، أن في الصدر مآواك ذاته ، لم تُفتح أبوابه لأي كائن ، لا زلت على عهدي ، و لا زلت أحبكِ كما كُنت حين الشباب

ظهور الشيب زادني حُبا لك ، و تعلقنا بذكراكِ و بشامتكِ الشقراء ، و إن كتب لي الرحمن عمرا و صرت حينها فريسة التجاعيد و الخرف ، ستبقين حتما الحُب الأوحد .. دُرة ، بالله عليك إنصفيني و لا تجعلي مني رهيناً للوجع للمرة الألف
إكتفيت و ربك الأعظم بما تجرعته " قسراً " حين رحيلك ، إغبرت روحي و إستنكرت الجسد ، تألمت ، و ظُلمت
فقط لو تعلمي افاعيل وجد غيابك بـ الأيهم ، لـ بسطتي كفكِ للسماح ، فقلبك الطاهر حتى و إن دربتيه على الصلادة ، سيعود حتما لبذرته الاولى ، تلك اللينة حتى الجمال

ذات العفة العظمى ، من ذبحوني بكِ !
بئسا لهم ألف بئس ، حسبي و حسبك الحق العدل ، سبحانه حاشا له أن يهمل عبدا ظَلم ، فكيف بمن فعل بك ما فعل !
رجوما من الذكريات المريرة راحت تركل بطنه مرارا ليتلوى جسده بـ وجع حقيقي ، أنى لبعض الالام ان تحيّا عمراً دون انهزام ، دون موتٍ او سبات ؟!

" آخ "
صرخ بها صدره بعد سيلٍ جرفه نحو قاع بلا مستقر ، كم توجعت تلك الحبيبة ، كم أُرهقت و أُحزنت !
أهلكوها و لم يكتفوا ، كبلوا احلامها تباعا ، إستباحوا لؤلؤيتها ، و لكن رغم قذاراتهم لم يدنسوا طُهرها ، لم يمسوا صفاءها حتى و إن ظنّوا
ويلٍ لهم الف ويل من عذاب يوم عظيم

" آخ " أخرى صدرت منه يشيعها الاختناق ، سول له وجعه بضرب شمال صدره بقبضة اليمين ، ثم راح يفرك زنده المتشنج ، غير آبه بتدهور حاله ، بل معتاد هو على اعراض إحتضار زائف يزوره كلمّا ضاق به كونه ، فعاد لأيامه الحلوة ، ذات المأسآة الأخيرة

: أيهم
ها قعدت ؟
صباح الخير

أيود الإنسان بنفسهِ سوءا ؟
هل يبغض أحدهم ذاته حد الدُعاء ؟ كإن يدعو ان يصيبه العمى فلا تُبصر عينه دربها ، أو يفقد السمع كيلا تُطرق طبلته بنبرات تدنو به زُلفة الى الجحيم

كم بغى ساعتها المنية على رؤياها تطوف من حوله ، على مر سنين إلتصاقها " قهراً " به إعتاد ان يبادرها التجاهل
و لو كان الأمر تحت تصرفه لرمى بنفسه تحت عجلات قطار عتيق نخرها الصدأ حتى يتم هرسه جيدا فلا يبقي له الألم سمعا و لا بصرا ينشغلان بها

منذ ان عادت الدُر و تجاهله تضاعف حتى وسع جدران المنزل فضاق به ، لم يعد إحتمالها مشيعا بالصبر و لا اللا أمل !

لمّا قوبلت بإهماله دلفت الغرفة بخطى رتيبة ، بنظرات منطفئ ضياها ، و نبرة بليدة تعتزم الكلل : صبيتلك ريوق
يللا ايهم قوم تريق حتى نروح لأهلي

رأسه مطرق ، و قبضته لم تغادر صدره المتيبس ، دون ان يوليها البصر قذف كلماته المغموسة في صحن سم : ليش من شوكت اروح وياج ؟
متروحين وحدج ، عندج خمس اخوة يجي واحد ياخذج

في منتصف الحجرة الملكية إستوقفت نفسها ، لتهاجمه دون تفكر : ايهم لتفضحني لخاطر الله
البارحة عرس اخوية و مإجيت و مشيناها بس اليووم عزيمة رياجيل و الكل موجود شأقول لإخوتي انتة وين !!

لحظة سابقت صمت اختها ، ترك غيظها يزبد في جوفها دون إلتفاتة ، لتسترسل هي بكامن قهر و النبرة كادت تتقطع لشدة الإنفعال : اييييهم جاوبني شأقلللهم !! بين خواتي بس اني رجلي مبهذلني و مخجلني ، استحي اباوع بوجه ابوية من وراك ، اذا سألني عليك ما اعرف شأقله

هُنا إستقام ، تاركاً فجوات عِظام تتسع بينهما أكثر من ذي قبل ، رفع هاتفه و قدماه تسوقانه حيث الحمام بـ خطوات مُهملة ، قائلا بلهجة تشبعت من السخرية حتى طغت على أسآه الداوي : ماكو داعي تقوليلهم شي ، كلهم يعرفوني

دلف الحمام و دون أن يستدير ، علّق أخيرا و قدمه تدفع الباب خلفاً مُتمنيا ان يظل حبيساً هُنا ، على أن يضطر إتمام سبيل متعروج ملإه العثرات و الالغام معها ! : و الولد متاخذيهم ، مااريدهم يتعلمون من اخوتج شي








كالوثن ، لا يرى
و لا يسمع
و لا حتى يشعر
هذا هو أيهماً قاتلت الدُنيا لأجل وصاله !
بأسى ، و ألم أغلقت جفنيها متبعثرة الوجدان !
أنى له قسوة كتلك ؟!
أمّا آن أوان الصفح ؟ و مواصلة المسير ؟
هل ستبقى " خردة " في حياته الكئيبة ؟ حتى بعد إهداءه " ولدين " لم تفلح بإيجاد ثغرة قد تنصت بها لـ جوفه ، كم املت عليه العشق مرارا ، فيواجهها بالإكراه و الطرد !

منذ زواجهما و النأي عنها كان عليه فرضا كتبه بنفسه و مشى على صراطه بـ تأن ، لم تكن يوماً زوجة روحه ، أبداً
تعلم هذا جيدا ، و بعد عجاف شبابها لا تنتظر منه تغييرا ، و لا تهتم
فـ ليفعل ما يشاء ، ليرعد عند كل ذي صباحٍ باحثا عن جوربه الرمادي ، أو معلقاً على كي قميصه الأبيض
فـ ليقلب صحن الزيتون الأسود ، و يرفض إحتساء الشاي المُحلى رغم رغبته به !

ليشتعل و يشعلهم معه ، لن تُطفئه .. لن تتركه ، لن تولي قسوته ضعفاً ، و لا طرده إستسلاماً
ليست من المتخاذلون ، و يعلم جيدا بأن عودها أقوى من أن يُكسر ، و بإن رغباتها هي ما تُحقق و لو على حِساب روحه


*






في حجرة أخته يشارك صغيريه الحوار ، تربطه بهما حبالا من مسد ، لا يستطيع فك لغز غريب جعل منه مُحبا لمجالستهما و الحديث

يجلس ارضا مستنداً بظهره على حافة السرير و ساقاه مرميتان امامه ، و على جانبيه " زين و يزن " ، يلهو بـ جهازه اللوحي معهما ، و دون التفاجئ يجده يستمتع بـ ذكائهما المُفرط و علاقتهما الوثيقة مع التطور الإلكتروني

يقتل الملل برفقتهما ، مُحاولا الاعتياد عن وضع قيد التجديد ، لا يعلم حقا خطوته اللاحقة ، و لسوء حظ الجميع يبدو بإن تفكيره سيطول
عودته كانت من أجلِ أمر شوى راحته على اسياخ القلق ، و حتى الآن لم يتبين نهايته ، إلا إنه يحتفظ بعدوه قربه ، لذا لا ضير منه ، فهو يسبقه بخطوة ، و يلحقه بأخرى
هو يحيط " العدو " من جهاته الاربع فلن يقوى على الوصول لمراده ، لن يفلح

في غمار الإندماج ، باغته فؤاده بـ صفقة عقدها مع اللسان ، متدايناً منه بعض دقائق بها يفصح عمّا تودّه خفقاته

سلم الجهاز للفتاة ، ليعتدل بجلوسه ، رافعا ذراعيه من خلف كتفي التوأم ، ليناما على حافة المخدع ، نافخاً صدره ، ضاغطا على اعصابه و حُنجرته لتكون النبرة باهتة كما يتمنى
و لكن المُنى لم تزل تقصي نفسها عن افلاكه ! : هممم اقلكم ، هذااا .... رائد مدري شسمه ... بعدكم تشوفوه يم المدرسة

جملة غلب البتر اطرافها ، فأصابتها الفضيحة ، هذا ما ادركه عند نظرة يزن ! المتحاذق
بينما الزين فلم تستوعب ما خلف ستار البرود ذاك ، و انشغلت بالثرثرة و اناملها الصغيرة تنتقل بين صفحات الإنترنت : اي بابا نشوفه
اصلا مصطفى ابنه صديقنا ، خطية امه متوفية و رايحة يم رب العالمين ، فدائما احنة نساعده و هيجي
ماما تقوللنا

توسع محجري يزن قلقا و تنبيها ، و لكن لا حياة لمن يناديها ، فتوأمه لها من الالسن ما يُصعب التحكم به !
اما اليسار ، فرفع حاجبه تأثرا ، و من خلفه راحت امواج الغضب تعصف هدوءه ، مطالبة عفاريته ان تخرج من قُمقمها المدفون تحت اكوام البحار ، أن ثوري و لا تأسي عليهم

بتأن و اعصاب جسده تنشد ذاتيا مع مواصلة التحقيق ، إستفسر : زين يجي يحجي وية امكم ؟

قبل أن تسترسل الزين في صب الزيت على صلعة ابيها المحترقة تدخل يزن سريعا ، ملتفتا كله صوب العملاق الأشقر و نبرته تتسم بكل أشكال الثقة : لا بابا ميجي ، ابد
اصلا ماما بسرعة تصعدنا للسيارة و تجيبنا

لتكون الـ زين رمز حمق اخرق ، اذ انزلت الجهاز ارضا ، حتى تهتم بالقول الموجه نحو توأمها بتفكر : لاااا يزووني مو البارحة حجى وية ماما !!!

نظراته المنصبة على الفتاة سريعا تحركت حيث النسخة الذكورية ، مُطالبا اليزن بالحقيقة و اشعة عينيه يغشاها الترهيب : يزززززن احجي الصدك

زم الصغير شفتيه و حاجبيه يتعشقان قهراً ، عاتب شقيقته بالبصر ثم و بـ إسلوب هادئ وجه الحديث لوالدٍ اعمى الحقد بصيرة قلبه : بابا صدقني بس سلم عليها ، جنا دنمشي و صار قبالنا و بس سلم

حاجبٌ مُغتال حديثاً أصابه الوجع حين الارتفاع المُفاجئ الذي كان من نصيبه ، لتتكاثف التهديدات في نظراته الراسخة على ابنه : إحلف حتى أصدقك

توترت احداق الصغير ، ليبتعد قليلا عن جسد ابيه بعد اذ ادركته الحرارة المنبعثة منه ، لا يودّها حرباً جديدة بينهما ، بالله قد سأموا و إستبسل الجور على ضُعف والدته !

: بابا احنة منحلف ماما متقبل
بس من نقول صدقني منكذب ، أبببد

تدخل الـ زين اخيرا كان مُحملا بغيمات صالحة الغيث ، راقب يزن الاب الاحمق يلتفت حدو ابنته ، معتدلا بجسده الضخم ليحاكيها بـ شدة : لا بالله خوش تربية !
بس تعرف تلزمكم و توقف وية رياجيل العالم

: باباااا

كان هذا اعتراض الـ يزن جُل قهره و الضجر من مزاجية هذا الوالد ، رجفة الغضب تملكت الجسد القصير لتتوتر قامته بعد ان استقام رافضا إهانة سيدة عُمره : بابا رجاءا لتحجي هيجي ، ارجووك
ماما متسوي شي غلط و انتة تعرفها

كادت الاحداق ان تُدلق من المحاجر ، ودّ لو دق عنق هذا المتكور المُدافع بإستماتة عن أمه المتسربلة بثوب الدناءة
ستثور ثائرته لا مُحالة و ويلٍ لهذا الاخرق المتشبث بوالدته شر ويل .. كان فعلا على وشك التقريع لما سُدت فوهة الباب من امامهم بكتلة رجولية

جلوسه المُهمل ، إعتدل بغير ذي وعي ، راقب اخيه يدلف و بسمة خفيفة تسكن الاحداق الموجهة بصرها حيث التوأمين : شباب بيبي تريدكم

اباهما ، حول بصره حينها حيث المحامِ المُكور ، لتسكن بلعومه شهقة صامتة هددت تماسكه حين رؤياه تلك الدمعة المتلألئة في المقل النرجسية
تعشق حاجبيه و الابهر يراقب خروجه السريع ، الغير سوي مع تظاهره بالتماسك !

: بابا اخذ الاي باد لو تحتاجه ؟

تساءلت الزين بلطف ، فيكون رده شارداً و انظاره تتعلق تلابيبها ببقايا اثار ذلك الباكي : اخذيه بابا اخذيه

اسند يمينه ارضا ليستقيم حينها ، عصرة قلبه أرهقت به القوة و هو يتابع جلوس اخيه على المقعد المكتبي الوحيد في الحُجرة ، مُدركا بأنه قادم بأمرٍ ما
للحظة فقط بلغ منه العجز مبلغه ، ماذا لو كان مجئ العراق مُحملا ببعض مخاوفه ؟ ماذا لو كان رسول " فراق " ؟ فهو الوحيد المتواطئ - حصرا - مع التمني ، عالماً بنواياها و ممدا لها ظهر الإسناد كله من بعد الله تعالى

ليس الآن يا اخي ، صدقاً لا حول لي لمحاكاتك و الشجار .. فدمعة الصغير لم تزل عالقة في جوفي تاركة الاثر الأكبر في نفسي الباهتة

: يسّار شناوي ؟

قالها العراق بنبرة ثقيلة تحمل من الإتزان أغلبه ، ليجلس هو على طرف السرير قبالته ، و بما يعتمله من سكون ، إستفسر : على شنو ؟

: شنو يعني على شنو ؟
على تمني و جهالك طبعا

حدة القول جعلت من رأسه يُطأطئ قليلا ، سعل بـ كسل ، منصتا لحوار القلب و العقل ، مُدركا مراقبته المكثفة من قبل العراق

: يسّار ، اذا مقرر تبقى و تعيش ويانة لازم تدبر امورك يا ابوية

" ابوية " !
لفظة تودد أذهبت عقله ، و اوجعت قلبه فتركته حيراناً هائم الخُطى في درب صار التيه عنوانه
لا يدري لم لاحت له صورة الحاج محمد حينها ، و كأنه هو الرابض على المقعد امامه ، يشرع امامه ابواب الحياة ، مخبرا اياه أن يمد له يده فيسنده ، و يبعث فيه امانا لا يملكه الا من رحمه الله

ان كان قد جاهرت نيته بالإنتقام و التأديب بعد قول ابنته فقد تلاشت سوداوية الافكار بعد لطف العراق و جوده
ودّ لو ينهر ضعفا استولى عليه كما البرق بسرعة حضوره لكنه فشل ، فها هو يحاكي اخيه بنبرة مسلوبة العناد : اذا ابقى ، تستقبلوني ؟

: ليش انتة خطار حتى نستقبلك !
انتة ببيتك ، احنة اهلك و عندك جهال مثل الورد ، محتاجيك .. حافظ على جهالك و لتكسر قلبهم يسار

كسرتُ الصغير يا اخي ، نصيحتك أتت في ادبار وقاحتي معه .. شبيهك بكل الخصال

: الاطفال نعمة ، خليهم يعيشون حياة طبيعية و دير بالك تفكر بنفسك قبلهم ، دير بالك " إنتبه "

نظرة العراق الثابتة إهتزت قليلا ، و معها اختضت في صدر يسار احشاءه !
اخاه يتمزق فقدا و ينخره الوجع !! إشتياقه لإبنه يتعرى لكل من حاكاه ، و ابصره .. ليس الإشتياق وحده ، بل الموت .. جرح العراق يُنبؤ بموت قريب لخلايا التواصل
انعزاله القاتم يُدلي لهم اعترافاته ، يخبرهم بأنه قريبا سيستحلي مُجالسته حتى يجعل منه تمثالا للحُزن

رفع كف شماله يمسح بها فمه و الذقن ، مُنصتا حد الغرق في دياجير التفكر
ليقول بعدها و نظراته تغير مسارها لتلتقي اخيه مُجددا : زين اذا بقيت لازم تدبرلي شغل ، خوما ابقى هيج لا شغل ولا مشغلة

بسمة تفهم حاولت شق خد العراق ، فعسُر عليها الامر ، لتكتفي بظهور خفيف على جانبي عينيه ، فيقول حينها بتأنِ : الاحد تعال لمكتبي و اتدلل ، بدل الشغلة عشرة
بس لازم تنطيني كلمة تشتغل صح ، و تشيل الطلعة بعد من راسك ، تستقر هنا و هاهية

ادركته المخاوف حينها ، ليبتلع ريقه قلقا دون تظاهر بالنقيض ، ثم يعلق بـ صوت واه : على كيفك وياية ، خليني اشوف نفسي بالبداية

: مو مشكلة ، عندك منا لشهرين تقرر تبقى لو تروح ، و تعرف بعد شنو السياق الي يمشي ورة قرارك

تهديد مباشر و صريح !
إن بقيت فالعين مسكنك ، و التمني لك
اما حين اتخاذك قرار الرحيل ، فـ ستغلق بأدبارك بيبان العراق اجمعها ، لن تستقبلك ارضه و لا بره و لا نهريه حتى !

لم لا يأتِ على ذكر اخته ؟ أليس هو العالم من بعد الله بما تبتغيه ؟
وجد لسانه يفتر عن همة القلب الثائر لحظتها ليقول بـ نبرة مشدودة : و تمني ؟ شنو موقفها

استقام محله ، ليرتفع مع هيئته عنق اليسار حاملا رأسه الاصلع ، الوجل .. فراح يراقب فم اخيه الحاكي بـ توتر ظاهر دون ستر : الي بيني و بينك ميوصل لغيرنا ، و نفس الشي وية تمني
بس انتة بهالشهرين لازم تشتغل على نفسك و حياتك ، جرب تصير اب حقيقي و زوج اذا نجحت نشوف رأيها تقبل تكون الك ، و اذا صار التقصير منك او منها او معجبك الوضع ، ارجع من وين مجيت

ثم غادر
و كأنه يتعامل مع غريب لا يعلمه ، اهذا هو فعل النضوج عليه ؟ أم الفقد ؟!

زفر بحيرة حقيقية تمكنت منه بـ شراسة ، كل ذي حين تثبت الحقائق امام وجهه بعد ان حاول ان يتلافاها كثيرا ! اخبروه بأن كسر اخيه عميق ، حتى اصغر عظام صبره هشمها الخُسران ذاك .. لكنه لم يظّن ان يسمع بنفسه فرقعات حُطامه ، و يتوجع لإجله حد اقاصي روحه

ظل على حاله بعض الوقت ، منشغلا بقرار العراق بحقه ، متباحثا مع نفسه خشية الولوج في متاهة ان دلفها لن يجد من بعد ذلك بداً من الموت بين طرقاتها عقب دهر ضياع !

لتبتر عليه خلوة الذات الهائجة تلك من كانت حتى اسبوعٍ مضى المُقاتلة الاولى من اجل سلامته و إن كانت الاخطاء لباسه الدائم

راقب حركاتها الرتيبة في الحجرة ببصر دمغ التفكير احداقه ، لتصير نظراته خافتة السنا .. علق بغير ذي وعي متحدثا لها دون ان يوليها النظر

: دُر ، عراق من يوم ما راح ابنه هيج صار ؟ لو هوة اصلا هيجي ؟

صافية الدُر كان التلبك حليف خُطاها و رفيقه ، و لكن بعد قول الأصلع أولته اهتمامها جُله ، فإستندت على طرف مكتبها تبادله الحوار : شفته شلون صاير !
حتى متلومنا من نقلك انتة غلطان ، جان لازم تجي و تشوف حاله ، توقف وياه بمحنته .. الي شافه مو قليل ابد

لم يشأ أن تُذهب البقية الباقية من حقد سنينه على ذلك المتحيز فقاطعها بعناد جهور : معلينا بالي راح ، هسة حاله كللش مو زين ، ليش ساكتين !!
و مرررته وينها ؟ مناوية ترجع لبيتها ؟!

خوف من الله تعالى ، و تربية ذات جعلت منها في اقاصي الزوايا عن أكل لحوم الغير ، جعلاها تعلق بحاجبين تقاربا إثر ضيق : ما اعرف

لتشتعل في نفس يسار فتيلة الغُبن ، و دون شعور راح يحاكي الدر بحقد لم يدفن : شقد متستحي !!
عبالك الي راح ابنها وحدها ، هوة هم ابوه و اكثر واحد تدمر عليه بعد الي صار
الكلبة بت الـ ـ

فتأتي مقاطعته بعجل هادئ ، خافت : الله يستر عليها ، خليها هية هم فقدت ابنها .. حقها

لم تكن مُتيقنة بأن رداء الاقتناع قد لائم قِدَ وجعها على العراق ، و اثبت لها يسار الامر بـ فوضوية انفعاله : شنوو حقها ؟ قاابل هوة متقصد يأذي ابنه ؟ الله اكببببرر هاي شنوو متفهميني ، صدق يعني هيج النسوان ؟؟؟

بضحكة ملولة ، لاقت لفخامة مظهرها علّقت : لعد شعبالك كلهم مثل تووونة ؟
لا حبيبي انتة رب العالمين رزقك بوحدة ماكو مثلها بس انتة ممقدر النعمة الي بين ايدك ، و ياخوفي تضيع منك و تتـ ـ

هذه المرة صار لزاما عليه رد دينها ، و قطع حديثها الدبق ، المُزعج
امارات الإشمئزاز بانت على ملامحه المُنكمشة و هو يقف من محله قائلا بزعل خاصمته الراحة : على اساس اختج متريد تعوفني

هذه المرة الضحكة صارت من نصيب القلب !
فإهتز كتفاه و إمتلئ شدقاه مرحا ، بادر اليسار القديم بالظهور من خلف غباوات هذا الاحمق المختال بنرجسيته

: ديللا يللا روح بدّل عازمتكم على غدا

قالتها و اقدامها تسوقها حيث دولاب ملابسها ، ليأتيها رده ملؤه الضجر : هاي شنو هالدلال ، يوم غدا من برا يوم طالعين مطعم ، فلوسكم هواية ولد محمد

دون ان تستدير علقت بروية : لا حبيبي مو فلوسنا هموومنا الي هواية و نريد نروح عنها شوية

: ليش عيني شنو همج هسة ؟ شو من الصبح وجهج منّوور و لا عبالك زعلان عليج اني

اختنقت !
بالله فعلتها قصيباتها الهوائية و التوت على حين فجأة .. تحاملت على نفسها كثيرا متسعة المحاجر و الفم ، تحاول سحب اكوام الهواء بكثافة تعينها على فك عقدة القصبات
لم تشأ إبداء فتات تماسكها ، لتحاول تغليفه بـ بارد الكلم : والله اني الزعلانة مو انتة
و ماخذتكم لمطعم علمود عراق ، اريده يغير جو لإن صارله كم يوم كلش متكأب أكثر من قبل

: عاااشت ايدج

ظل اتساع اللواحظ على حاله ، و لكن الصدمة كانت عنوان نظرتها الآنية و هي تستدير اكملها تراقب مُغادرته بثغر فاهٍ ادركه التغير




*





مُجرد حلمْ ❤️

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء  
قديم 08-09-15, 05:32 PM   المشاركة رقم: 214
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218827
المشاركات: 147
الجنس أنثى
معدل التقييم: الخاشعه عضو على طريق الابداعالخاشعه عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 172

االدولة
البلدFalkland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الخاشعه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

السلام عليكم شلونك حلوم💟
تصدقين من امس الساعه خمس ليمه وحده بالليل اقرأ الحرف الجديد....اللي بالبيت كلهم تسلطو عليه على غير عاده كل واحد يبيني بشعله ولا حصلت دقايق كملت قراءه وصارت قرائتي متقطعه لكن كافحت لين خلصتها...ما راح اعلق الا لما اقراها ثاني مره حتى لو اتهاوش مع اهل بيتي...اهم شي الروقان في روايتك لأن مزاجها عالى جدا وتبي استحضار فكري
لي عوده ان شاء الله💟

 
 

 

عرض البوم صور الخاشعه  
قديم 09-09-15, 06:37 AM   المشاركة رقم: 215
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 72508
المشاركات: 273
الجنس أنثى
معدل التقييم: فتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدافتاة طيبة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 511

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فتاة طيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: و بك أتهجأ أبجديتي

 

بصراحة حبيت يسار في الجزء هذا ظهر الجانب المخفي عنده ... حلم تشبيهاتك وصورك البديعة بصراحة تسرق اللب في كل مرة تذهليني بهذي القوة التصويرية لاعدمنا قلمك ياابنة العراق الحبيبة .

 
 

 

عرض البوم صور فتاة طيبة  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبجديتي, أتهجأ
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t191279.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظˆ ط¨ظƒ ط£طھظ‡ط¬ط£ ط£ط¨ط¬ط¯ظٹطھظٹ - ط§ظ„طµظپط­ط© 40 - ط¯ظˆط§ط± ط§ظ„ط´ظ…ط³ ط§ظ„ظ…ط¨ظ‡ط±ط¬ This thread Refback 29-04-16 03:45 PM


الساعة الآن 09:35 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية