المنتدى :
الارشيف
عندما ذقت .. الالم
لن اصمت ..اخيرا ..قررت ان اتكلم..
كنت فى الطريق ..سار الى جانبي ..شعرت بانفاسه ..انه الوحش ..
نظرت حولى ..رايت الماره فى الطريق ..حاولت ان اصرخ ..ولكن هيهات ان يخرج صوتى ..
تحشرجت انفاسي ..شعرت بصدرى يضيق ..تمنيت لو ينقذنى احد ..لم يلتفت احد الى..
سرت الى جواره ..هل شعرت بالذل ؟.. بالطبع ..شعرت بالذل ..بالهوان ..
كنت حزينه الى ابعد الحدود..خائفه الى ابعد مدى ..
مرتعبه ..بائسه ..شعرت برجفه فى جسدى ..
كنا وصلنا الى ذلك المنزل الحزين ..اشعر وكأننى اعرف هذا المنزل ..
لقد رايته من قبل ..
سرت قشعريره ببدنى ..من اين اعرف هذا المكان ..
ربما اعرفه من احلامى ...راودتنى بشانه كوابيس اليمه ..
اقتادنى الى تلك الغرفه الرماديه الكئيبه ..
لم اعد اذكر شيئا ..سوى خيالات عجيبه ..
ليست المره الاولى حتما ..لقد اغتصبنى هنا مرات عديده ..
تقطعت انفاسي حين اطفا الاضواء ..كانت دقائق قليله ..
تماما كما فى المرات السابقه ..
اليس هذا غريبا ..!
يستطيع ان يمزق روحى ..فى تلك الدقائق القليله ..
لست افهم ..لماذا ..؟
اشعر باننى فى دائره مغلقه ..اتمنى لو استطيع الهروب ..
اظنه نائم ..ربما ساحاول ..
ارتديت ملابسي ..فتحت الباب ..وهرولت الى الطريق ..
كانت روحى مبعثره..
سرعان مااختلطت بالزحام ..
اردت ان اذوب فيه ..التحم معه ..شعرت باختلاف البشر ..
لا احد يعرف مابى ..وبالطبع لا ادرى مابهم ..
لماذا احزن عندما لا يكترثون بى ..لا يهتمون..
ولكن السؤال ..
هل اكترث انا ..؟ هل اهتم ..؟
تمنيت لو كنا جميعا الوانا فى لوحه سرياليه ..
تمنيت لو نلتحم جميعا .. نكون لونا جديدا ..
وينتهى الامر ..
لكن .. يبدو انه بلا نهايه ..
الحياه بائسه ..اشعر بقسوتها ..اتلمس برودتها ..
تؤذينى شدتها ..
تذكرت شيء طالما سمعته ..
تلك الشاحنه المسرعه ..التى تجرى سريعا ..
لتطيح باحدهم تلقيه ارضا ..
فيفارق الحياه ..
غريب امر تلك الشاحنه .. لا تجدها ابدا حينما تحتاجها ..
انا حقا فى امس الحاجه اليها ..
من المؤسف انها لا تأتى الا عندما تشرق الحياه ..
وتتحسن الامور .. لذا ان كنت سعيدا فى حياتك ..
فاحذر ..فربما هى قريبه منك ..
اقتادتنى قدماى الى هذا المنزل الكبير ..
وقفت امامه وسرت بداخلى ذكريات جميله ..
كان انيقا ..بحديقته الرائعه ..
غارقا فى الصمت .. بعيدا عن الزحام ..
رايتنى العب بداخل فنائه وانا صغيره ..
شعرت بشعرى القصير وهو يتطاير .. وسمعت صوت ضحكاتى البريئه ..
رباه ..لقد كنت سعيده ..
مضي وقت طويل منذ ان شعرت بالسعاده فى قلبى ..
لقد صار قلبى ..مظلما محطما ..منكسر وحيد ..
انه منزلنا القديم ..
انه هو بالتأكيد ..
هرولت نحوه ..ولكن شيئا ما اوقفنى ..
حاولت ان اخطو بداخله ..ولكن من داخلى شعرت بالريبه ..
تمنيت لو زال الضباب المخيم حول راسي ..
لا اذكر اشياء عديده ..
سرت بخطوات متثاقله ..
وفى الداخل رأيتهم ..
انهم هم حقا .. انهم اهلى .. عائلتى ..
ولاول مره منذ ايام عديده ..
استطعت ان اصرخ .. ناديتهم .. امى .. ابى ..
ارتميت فى احضانهم ..
وشعرت باللهفه الى دفء حياتى معهم ..
ومع دموعى ..رويت لهم ما حدث ..
قصصت عليهم كل شيء ..تفاصيله الدقيقه ..
سرت بداخلى ذكريات عديده ..
تذكرت الان ..
اوه ..
حاولت ان اشرح لهم واشرح ..
ولكن ..صمتهم كان يقتلنى .. تلك النظره الجافه فى عيونهم ..
صدمتنى دمرتنى ..
مزقتنى ..صرخت ..لماذا ..
لطالما احببتونى ..
لطالما اختبأت فى احضانكم ..
لطالما شعرت بالامن بينكم ..
لطالما اعطيتونى السعاده والحب ..
لطالما لم يفارقنى احساسي بالامان ..
لماذا لا تكترثون لامرى الان ..
لماذا لا تريدون حمايتى ..
هل كل مافات كان حبا ..ام واجبا ..؟
همهمت امى بكلمات عديده ..
وساندها ابى ..
لم اسمع منهم شيئا ..
لقد فهمت .. هكذا اذن ..
لقد انتهى الامر ..
سيتركوننى وشأنى ..
لقد صارت مشكلتى الان ..
يروننى كبيره بما يكفى لاحلها وحدى ..
لا يروننى استحق حمايتهم الان ..
لربما كان القائي الى الجحيم اسهل من هذا ..
خرجت مسرعه .. ابتعدت الى طريق مزدحم ..
لالتحم مع الضوضاء ..امله ان تنسينى صخب حياتى ..
تذكرت كل شيء الان ..
كان بداخلى غضب .. الم ..حزن ..
بداخلى بركان على وشك الانفجار ..
حاولت ان اخمده ..
وانا اعود ادراجى الى ذلك المنزل الحزين ..
تسللت عائده ..
القيت نظره سريعه على تلك الغرفه الرماديه الكئيبه ..
رايته هناك ..لا يزال نائما ..
لم يكن وحشا اذا ..انه زوجى ..
يالها من تراجيديا اغريقيه .. بائسه ..
لوهله قصيره فكرت فى الانتحار ..
ولكن جذبنى ضوءا خافتا فى الحجره المجاوره ..
ولاح شبح الابتسامه على شفتى ..
ولا شبح الابتسامه على شفتى ..
عبرت الى داخل الحجره ..
وزادت ابتسامتى ..
رايت ملاكى الصغير نائما ..
انها مذهله ..بعيونها البنيه الرائعه ..
وشعرها الناعم الاسود ..المتهدل على وجهها الابيض النقي ..
واصابعها الصغيره ..
برائتها تأسرنى ..
هل احبها ..؟ بالطبع احبها ..
ولكنها تحيرنى ..
اشعر كثيرا باننى طفله صغيره خائفه .. تربى طفله صغيره خائفه ..
لا اعرف هل استطيع حمايتها ..!
انا احبها ..ولكن يتجاوز الامر الحب بالتأكيد ..
فتحت عيونها الجميله ..
ونظرت الى كانت تشبهنى كثيرا ..
فيما عدا ضحكتها الصافيه .. لقد تلاشت ضحكاتى منذ امد بعيد ..
ضممتها الى .. كنت اشعر اننى بحاجه الى ضمتها اكثر مما تحتاج هى ..
قررت ان اسرد لها قصه ..
وامام ذهولى ..
اضائت الحجره ..
كنا فى الليل ..
رايت القمر ينفذ الى الحجره بكل سهوله ..
تلاشت الجدران ..
تحول سريرنا الى منطاد طائر ..
تجولنا بين النجوم ..
وراح الليل السرمدى ..
يلفنا بعبائته ..السوداء فلا نشعر ببروده المساء ..
رأينا جزيره خضراء ..وانهار كبيره زرقاء ..
كانت حبيبتى سعيده ..
وحدها ضحكاتها البريئه قادره على انهاء الهموم من عالمى ..
انها عصاى السحريه ..
التى تنهى مآسي حياتى ..
خفضت صوتى وانهيت قصتى اسبلت صغيرتى جفونها الصغيره خلدت الى النوم ..
ضممتها الى وانا اتأمل النجوم من حولى ..فوق منطادنا الصغير ..
ورأيت من بعيد غيمه كبيره ..
وكان واقفا فوقها ينظر الى ..
كنت أذوب من نظرته .. انه النقطه المضيئه فى قلبى ..
انه الجزء الذى لم ينكسر بداخلى .. انه الامل ..
انه فارس حلمى ..
انه حقا مايبقينى حيه ..
ياتى الى كل ليله ..
لم يتخلف عن موعده يوما ..
قصصت عليه كيف كان يومى .. دوما يخبرنى ان اتماسك ..
وان انتظر ..
سيأتى يوما ويأخذنى انا وحبيبتى الصغيره معه ..
قررت ان انتظر هذا اليوم ..
انتظر ..
وانتظر ..
تمت..
|