كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 12- الحبيب العائد - روايات عبير - دار الامين .
أريدك ان تسيري في حياتك ... يا فتاتي العزيزة ... وان تكوني طبيبة بيطرية ممتازة ... وتكوني لرجل ما ... زوجة رائعة ... وان تمنحيه أطفالا رائعين ... انك حبي دائما ... ؛مايكل .
ورنت اليه عندما انتهت ... مرفوعة الرأس ... وعيناها مغرورقتان بالدموع الحارة . وشحب وجهه وهمس :
- انك تحفظينه عن ظهر قلب .
وأشاحت بوجهها عنه حتى لا يرى الأسى في ملامحها وشعرت به يقترب وأحست بأنفاسه الدافئة عندما مسست يداه كتفيها برقة .
وتمتم :
- أوه ... ليزا أنني لم أخبرك عن زوجتي في الخطاب لأنني اعتقدت انه سيضيف الى ألامك ... أنها كانت تحتاج إلي بطريقة لا اعتقد أنني استطيع شرحها بصورة مناسبة .لقد كانت معقدة جدا .
وصرخت :
- ولكنني احتجت إليك يا . مايكل .
واحتواها برقة .
- أنني اعلم ... أنني اعلم .ولكنك كنت صغيرة وقوية يا حبيبتي ولم يكن لدي أي اختيار . ولكنني عدت ألان . ألا يمكنك ان تري ذلك ؟ لقد عدت .
وأدارها اليه ببطء . وحبست أنفاسها . ومس شفتيها بشفتيه في رقة ونعومة ... واستحال الدفء الساري بينهما ... الى بركان محموم ... وارتجفت ... ودفعته بعيدا.
وقالت مشدوهة :
- آه ... يا ربي .
واقترب منها .
- ليزا أنني ...
وقاطعته : الامل المفقود
- لا تلمسني ... لا تقل آية كلمة .
وانزعج .
وسرحت بأفكارها ... وانقشعت الحقيقة عارية أمامها ... لقد تقابل معها ألان مصادفة . بسبب المزاد والمزاد فقط ... وطوال الأعوام التسعة الماضية تركها وحيدة . ولم يسال عنها ... ولم يفكر فيما اذا كانت حية ... أم في عداد الأموات . ولم يفكر هنيهة ان يعرف عما اذا كان لديه طفل منها ... أم لا .
آه ... يا ربي ... وزوجة !! ... وماذا عن الأطفال ؟ هل أثمر زواجهما أطفالا ؟لقد كرهت الحقيقة الأليمة ... ولكن كان عليها ان تكتشف ذلك .
ونظرت اليه في حدة ... وصاحت :
- وماذا عن زوجتك وأطفالك ؟
وجاءتهما الإجابة :
- ليس لدي أطفال .
وابتلعت لعابها بصعوبة ... واستطردت :
- وزوجتك ؟ أين هي ؟ هل ستعيش هنا معك ؟
- لا .
- انفصال أخر ؟
- لا .
- ماذا إذن ؟
واحتقن وجهه .
- ان زوجتي ... توفيت .
وصعقت ليزا ... أنها لا تريد التعاطف معه أو من اجله وتمتمت :
- متى ؟
- فقط منذ عام واحد .
وقال ببرود ... بلا تعاطف :
- عام واحد .
وسرحت بخيالها ... منذ اثني عشر شهرا ... ثلاثمائة وخمسة وستين يوما . أكثر من مجرد وقت كاف لكي يتصل بها ... لو كان يهتم بالفعل .
وقالت بجفاء :
- أرى ذلك .
وزمجر مايكل . الامل المفقود
- انك لا ترين شيئا أطلاقا ... انك تأخذين كل شيء بطريقة خاطئة انك لن تصدقي
مدى اهتمامي بك .
وصرخت :
- لا ... لا .. الزهرة منسية
ومسح شعره بأصابعه ... وهمس بأذى :
- يا للسماء !
وابتعدت عنه ليزا ... لا تريد ان تتعاطف معه .
لا تريد ان يذكرها بما كان في الماضي .. ولكن لن تكون أبدا تلك الساذجة البلهاء.
وفجأة ... جزعت ... فقد تذكرت ... ونظرت الى ساعة يدها ... أنها الخامسة .. فان لم تهرع بالعودة الى المنزل فورا ... فسوف تأتي والدتها تبحث عنها .
وقالت متماسكة وهي تتجه نحو الباب :
- يجب ان اذهب .
ودلفت خارجة من الباب ... هرع خلفها .
- أرجوك ... ما زال هناك الكثير من الأحاديث أريد تسويتها معك .
- لقد فات الأوان .
وأسرعت تهبط الدرج . وفجأة تسمرت قدماها .. لقد رأت والدتها تتجه نحوها .. وبجوارها يسرع ابنها دافيد ... في خطواته .. وشعر رأسه الأشقر يتطاير .
ثم سمعت وقع أقدام من خلفها ... لقد كان . مايكل .
يحمل حقيبة يدها التي نسيتها بالداخل .
وصدمت ... لم تستطع ان تفعل شيئا ... أو تقول أي حرف .
وهرع دافيد يصعد الدرج إليها صارخا :
- ماما ... ماما . الامل المفقود ؛؛؛ زهرة منسية مع تحياتي
انتهى الفصل الثالث ؛؛؛؛؛؛؛؛؛
|