كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 12- الحبيب العائد - روايات عبير - دار الامين .
الفصل الاول ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
- ثم البيع للسيدة التي في الصف الأمامي .
وحملقت ليزا الى المشترية الجالسة بجوارها .ثم رمقت الفازة التي أبعدوها عن ناظريها وتنهدت . ان الفازة التحفة قد كان من الممكن ان تكون هدية رائعة لزواج والدتها وجيمس ولطن ألف وسبعمائة دولار مبلغ خيالي جدا .
- وألان .. سيداتي وسادتي : التحفة ألف وثمانمائة طقم أعداد الشاي مثال جيد لفضيات القرن التاسع عشر. الامل المفقود تهديها الى زهرة منسية
واعتدلت ليزا في مقعدها و زمجرت : أنها لا تحب الفضيات بلا شك أنها تحفة نادرة ولكنها لا تتناسب مع ذوقها .
وبدأت المزايدة ومن جديد دون ان تشترك فيها في الحقيقة ان المزاد كله كان مخيبا لأمالها ؛ وعندما سمعت .ليزا ان جزيرة النهر ستراث هافن قد ثم بيعها وان هناك بعض التحف التي تحتويها سيتم بيعها في المزاد . تخيلت ليزا انه بمقدورها شراء هدية صغيرة .
ولكن الجمهور ازدحم أتيا من بقاع عديدة مثل سيدني وبريزيان حتى ان ليزا قد لاحظت طائرة هليكوبتر تهبط على الجزيرة عندما وصلت للمزاد . والأسعار كانت مرتفعة جدا وكانت ليزا مدركة انه يمكنها زيارة هذا المكان ان تستعيد ذكريات الماضي المؤلمة لقد تحاشت طوال التسعة أعوام طويلة مجرد النظر الى ستراث هافن على الرغم من أنها في الجهة المقابلة للجزيرة من مزرعة بالمر .
وتعترف لنفسها بأنها قادت سيارتها الى شاطئ النهر وعبرت كوبري المشاة على قدميها عارجة الى الجزيرة .. أشاحت بوجهها حتى لا تنظر الى ذلك المبنى الصغير القابع هناك.
واستمرت المزايدة ووصلت سريعا الى التحفة العشرين والتحف التي يمكنها المزايدة عليها . لا تعجبها والتحف التي تعجبها لا يمكنها المزايدة عليها .
ونظرت الى ساعة يدها كانت تقريبا الرابعة والثلث سوف تنتهي فورا مبارة الكروكية لمساء السبت التي يلعب فيها ابنها ( دافيد )ولو لم تعد ليزا للمنزل في الخامسة فسوف يحمل دافيد جدته على الذهاب لإحضارها من المزايدة وتعلم ليزا ان والدتها ستكون متعبة جدا بعد مساء حافل في البارة وتشعر ليزا بالذنب لترك والدتها ترعى دافيد رغم إصرار السيدة العجوز بأنها تستمتع بذلك فعلا .
وهمت ليزا بالنهوض . ولكنها فجأة سمعت .
- وأخيرا .. اللوحة الفنية .
ورفع مساعده لوحة فنية قديمة أمام وجه ليزا .
- نفتتح المزايدة بألف وسبعمائة . واللوحة بدون توقيع لفنان غير معروف ... ولكنه بوضوح عمل يستحق التقدير.
- وألان ... سيداتي و سادتي ... ماذا نزايد ؟
وحملقت ليزا . وحملقت .
وكان من الصعب تصديق ذلك .
وبدأت دقات قلبها تتصاعد بعنف . الامل المفقود تهديها الى زهرة منسية
لقد تعرفت على تلك الألوان الشاحبة . والنمط التاثيري . وتسمرت عيناها على المنظر.
وتقلصت معدة ليزا في الم .عندما أدركت ان هناك مكانا واحدا فقط يمكن رسم تلك اللوحة منه ... حيث ان النهر يجري من اليسار والكوبري يلوح من بعيد ... والمنزل العريق الذي تقطن فيه ألان على اليمين . لقد رأت بنفسها تلك النظرة الخاصة مئات المرات .. من نقطة بعيدة عن الجزيرة ... على ضفة النهر ... بالقرب من يمين الاستديو الصغير .
الاستديو .. عندما جاء مايكل ليمكث فيه ويرسم لوحته تلك في الصيف .. عندما تسمرت ببراءة لمنظر وضعها فيه ... عندما بدا حبهما ... وانتهى
وسرحت بخيالها . طوال الأيام الماضية والأعوام .
كانت تتجول تبحث عن لوحة من لوحات مايكل .
كانت رغبة جامحة تجتاحها ان تمتلك واحدة كدليل على وجوده .. على الرغم من أنها لم تعد ترى هذا الرجل أو أي شيء أخر ينتمي اليه .
وكانت لا تزال تبحث .. وفي أثناء دراستها التي أنهتها بحصولها على درجة العلوم في الطب البيطري ... ولحماقتها لم تدرك ان تلك اللوحة ما زالت هنا على بعد ميل واحد من منزلها .
- ألفان .. المزايدة لك يا سيدي ... هل يوجد زيادة ؟
وعادت ليزا الى إدراك الواقع . وان اللوحة قد بيعت في المزايدة .. وقفزت قائلة .
- ألفان ومائة .
وتركزت عليها الأنظار أنها لم تزايد من قبل وهرعت لتسابق في المزايدة .. كانت تدرك أنها حمقاء ... انه من المفروض أنها تشتري هدية ... وليس مجرد .
لا يبدو أنها تشعر بشيء ما للرجل مثلما كان من قبل .
لقد انتهى حبها له ومات بالفعل .. ولا تشعر بأية أحاسيس تجاهه .
وتصاعدت دقات قلبها بشدة .. أنها تريد اللوحة بجنون .. بولع وسمعت الرجل الذي ينافسها في المزايدة .
- ألفان وخمسمائة .
وجزت ليزا على أسنانها ثم صاحت :
- ألفان وستمائة .
وران الصمت وحبست ليزا أنفاسها .
وسمعت منافسها يقول :
- ألفان وسبعمائة .
وتنفست بعمق محاولة ان تهدي من روعها .. هل يجب ان تقول ألفان وثمانمائة ؟ أم تقول ثلاثة ألاف ؟
وأحست بصدرها يتثاقل كأنما سكين يضغط عليه بنصله . وهتفت – ثلاثة ألاف .
|