كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 12- الحبيب العائد - روايات عبير - دار الامين .
نعم .. لا ألوم أحدا ان الحوادث تحدث دائما نعم سأتصل فورا وأغلق مايكل الخط .
ثم رفع السماعة واتصل بأرقام أخرى وأعطى الأوامر ... و ليزا تحملق اليه دهشة لهذا التغيير في حالة مايكل أي نوع من الرجال قد تزوجت ؟ في لحظة ينكسر حاله والتالية يعود رجلا خارق القوى يقوم باتخاذ القرارات .
نعم .. لقد حمدت الله أنها في كنف هذا الرجل وتحت سقف حمايته .
وجذبها من يدها :
- هيا يا ليزا لدينا أشياء سنفعلها .. لا اتركي أمتعتنا ألان لم يعد هناك أي وقت للدموع لا وقت للحديث لا وقت للتنهدات والآلام والخوف .
وكانت في الطريق مع مايكل في سيارة الأجرة التي توقفت أمام مستشفى سانت فينسنت ومكثت بالسيارة بينما أسرع مايكل للداخل .. ومرت دقائق ثم عاد مصطحبا طبيبا هادئا .
وصرخت :
- أوه ... أرجوك ..
- حسنا .. أننا في طريقنا ألان .
ورمقته ليزا كان الجزع باديا عليه انه يفقد زوجته أولا ثم يشعر انه يفقد ولده الوحيد بلا شك ان ما يمر به يفوق قدرة إي إنسان على تحمله والصبر عليه .
وأمسكت بيده في رقة وضغطتها في حنان ونظر أليها وهمست :
- سيكون على ما يرام .
قال في حزن :
- لا يمكنك إدراك ذلك يا ليزا ولكنني لو فقدت دافيد أيضا وأغمض عينيه وارتجف جسمه بشدة وكانت يداه باردة جدا وهي قابعة في استكانة بين يديها .
وانهمرت دموعها ووصلوا أخيرا .
وهرعت والدتها و جيمس تجاهها .
- ليزا يا عزيزتي الحمد لله انك هنا .
وألقت ليندا بنفسها بين ذراعي ابنتها .
***
ومر وقت طويل وبعد فحص الطبيب لــ دافيد أمر بإجراء جراحة عاجلة وظل الأربعة ينتظرون في صالة المستشفى حتى ساعات الصباح الأولى .
وكان الجو متوترا جدا ولم تلحظ ليندا ولا جيمس أسلوب معاملة مايكل لزوجته .
فقد تركها وظل يسير جيئة وذهابا . الامل المفقود
ويرفض تناول أي شيء من طعام أو أقداح الشاي أو القهوة وكان حزينا حزن الدنيا كله .
وبدا انه هرم عشرة أعوام زيادة على عمره .
وأرادت ليزا ان تهرع اليه ... ان تواسيه ولكنها كانت تعاني أيضا وكانت خائفة جدا .
وأخيرا ظهر الطبيب وقال : الامل المفقود
- السيد والسيدة روبرت ان دافيد سيكون على ما يرام لقد اجتاز مرحلة الخطر .
وصرخ الجميع .
- الحمد لله .
وهتفت ليزا :
- هل يمكنني رؤيته ؟
- بلا شك ولكنه ما زال غائبا عن الوعي من تأثير البنج ولكن لا باس .
وعادت ليزا تهتف لوالدتها ولـ جيمس :
- أرجوكما عودا للمنزل واستريحا سأمكث مع مايكل ان دافيد سيكون بخير .
وأطاعا على مضض .
وعادت ليزا الى مايكل انه لا وقت ألان للمشاحنات والضغائن السخيفة .
انه وقت نشكر الله على نجاة ابنهما .
وأمسكت بذراعه .
- مايكل هيا نذهب لرؤية دافيد .
ونظر إليها ثم انهار على احد المقاعد ولاذ بصمت عميق وربتت ليزا كتفه في حنان .بلا شك ان هناك شيئا ما يذكره بــ سلينا زوجته الراحلة وأجبرت نفسها ما دامت تحب مايكل وأريده فلابد ان تعايش حقيقة سلينا .
وهتفت :
- مايكل ما هذا اخبرني .
وهز رأسه في الم .
- هل ... هل هو شيء له علاقة بــ سلينا ؟ أريد ان اعرف وهز رأسه من جديد .
- لا .. انك لا تريدين ... انك لم تريدي ذلك أبدا ولا ألومك على ذلك . لقد اخطات في كل ذلك اقتحمت حياتك واقتحمت حياة دافيد . لقد أردتكما معا بيأس .
ولمعت عيناه بالدموع .
- كل تلك السنوات من ...
وارتعشت شفتاه وأغلق فمه وأغمض عينيه وهتف :
- لن تفهمي أبدا .
وصرخت :
- مايكل أرجوك أعطني الفرصة أنني ... أنني.. لم استطع ان استمع لحديثك عن سلينا من قبل لأنني ... لأنني ... كنت غيورة ولم استطع ان أتحمل حقيقة كونك ملكا لامرأة أخرى سواى .
وبأسى همس :
- أنني لم أحب سلينا أبدا يا ليزا وكنت أحيانا اشعر نحوها بالكراهية لأنها تحتفظ بي الى جانبها ولكن ... ولكن لم يكن هنالك احد أخر بجوارها .
وأحاطت خصره بيدها .
- اخبرني .. اخبرني بالمزيد أريد ان اعرف كل شيء .
وحملق أليها غير مصدق .
- أنها ليست قصة سعيدة يا ليزا .
وابتلعت ريقها .
- يمكنني الحكم على ذلك .
وتردد ثم قال : الامل المفقود
- لا شك أنني أعجبت بك يا ليزا لقد رايتك قوية ومستقلة ومتماسكة وهناك يوجد قلب في أعماقك يتمنى كل رجل ان يغزوه
واستطرد :
- لقد كان أسوا شيء في حياتي ذلك اليوم الأسود الذي كتبت فيه هذا الخطاب وتركتك تذهبين .
|