كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 12- الحبيب العائد - روايات عبير - دار الامين .
- أنت ماذا ؟ تحبينني ؟ .. أنني لست حالما يا ليزا لقد واجهت العديد من الوقائع القاسية في حياتي . اعلم انك تمقتينني يا ليزا لا تنكري أنني أرى هذا في عينيك .
وابتعد عنها .
ولكنها تشبثت بعنفه .
- أرجوك يا مايكل استمع .
وبألم قال مايكل :
- استمع الى ماذا ؟ الى المزيد من الأكاذيب .
- لا أريد ان استمع الى أكثر من ذلك .
فقد سئمت ذلك ... لقد تعبت ... تعبت كثيرا ...
ربما يجب ان أواجه الواقع وان أرضى ... ربما توافقين أنت ان تعطيني إياه .
واقترب منها .
وتحسس وجهها وعنقها .
ثم انزلقت يده الى جسدها والتفت ذراعاه حول كتفيها .
وجذبها اليه .
واستكانت ليزا بين ذراعيه لا يهم ... انه ياخد ها وهو في حالة الغضب الشديد ... الذي يهمها ان ياخد ها .
وأحست بدفء الحياة كلها وهي في أحضانه وأعطته كل ما يرغب ان تعطيه إياه .
ثم .
ثم ابتعدت عنه تلتقط أنفاسها اللاهثة .
وهمس مزمجرا :
- لا . اقتربي تنفس أنفاسي . أريد جزءا منك معي .. لتمتزج أنفاسك يا ليزا بأنفاسي اللافحة .
وأثارت كلماته الدافئة حرارة أعماقها .
وتوهجت وجنتاها وشعرت أنها تنصهر .
واستجابت له .
وسبحت ليزا في عوالم حالمة وألوان متماوجة وأضواء متراقصة وأغمضت عينيها .
وأدركت انه مايكل حبيبها القديم لم يتغير ما زال مايكل كما هو صاحب الهوى الوحيد .
وهمست وهي تمطره في نشوة .
- مايكل .
وابتعد عنها يحملق إليها وعادت تهمس :
- حبيبي الغالي يا حبي .
وشعرت بجسده يتجمد ويبتعد عنها وكادت تصرخ عندما رأت كتفيه ترتجفان بشدة ونادت :
- مايكل ما الخطأ ؟ الامل المفقود
وقال بصوت فج قاس :
- عليك اللعنة يا ليزا عليك اللعنة .
وفوجئت وفغرت فاها مصدومة .
واتسعت عيناها وهي تحملق اليه بجزع .
ومست كتفيه برقة وهمست :
- مايكل ما الذي قلته ؟ و فعلته ؟
واستدار إليها وهتف بعينين قاسيتين :
- هل هذا هو كل ما يمكن ان يروضك يا ليزا ؟
مجرد استلقاء واحد ثم تقعين في حبي ؟ أو انك تحبين كل رجل يستطيع إرضاءك .
وابتعدت عنه في وجل وخوف .
ولكنه استمر بقول في قسوة :
- على الأقل دعينا نترك بعض الأمانة في هذا الزواج أذن فالحب جيد بيننا أكثر من جيد بل انه رائع حسنا أنني لست مندهشا انه هكذا دائما ... ولكن بحق السماء لا أريد استئنافات مزيفة حسنا احتفظي بحبيبي وحبي لنفسك .
وبدا وجه ليزا يشحب كالموتى وبدا جسمها يرتجف لا يمكنها ان تصدق هذا الرجل فأما انه مجنون أو بلا قلب .
لقد أفرغت حبها كله داخله طوال تسعة أعوام ؟ وها هي ذي أخيرا تتماوت وتموت لتعطيه كل ذرة سعادة . تعرض عليه قلبها وجسدها على صينية من الفضة . وماذا فعل بذلك ؟ ألقاه في وجهها .
وتطلعت لتحملق الى وجهه . وتماسكت وحبست دموعها لتحتفظ بالدموع لمواقف اشد قسوة . ونهضت على قدميها لم تحاول الاختفاء عن عينيه . ولا ستر جسدها العاري . ونظرت اليه مستجمعة كل شجاعتها وبوجه مزهو وعينين ثابتتين .
وقالت بنغمة صلف تجيبه :
- رائع جدا يا مايكل لو كنت تؤاخذني سأذهب لاغتسل لقد قلت شيئا ما عن اصطحابي للتسوق هذا المساء ؟ لتنس ذلك ليس هذا هو النظام كيف هذا من اجل الأمانة والشرف ؟
واستدارت مبتعدة عنه ومتجهة نحو الحمام ثم عادت تنظر اليه من جديد .
واستطردت :
- وبمناسبة الحديث عن الأمانة والشرف لدي شيء ما أريد ان أقوله . يمكنك ان تكف عن إلقاء الرجال الآخرين في وجهي ليس هناك رجال آخرون أبدا على الإطلاق لقد كذبت انك كنت حبيبي الاول والوحيد يا مايكل ... الاول والوحيد . وهرعت داخل الحمام وأغلقت الباب خلفها .
ولكن أثارها هذا الهدوء .
وأصغت سمعها وهي بالداخل الى ما في الحجرة .
ألمها انه لم يهرع خلفها . انه لم يستسمحها المغفرة . وبللت شفتيها ووقفت تحت صنبور المياه . تاركة لمياهه الدافئة المتدفقة ان تغسل كل أحزانها وآلامها .. الامل المفقود .
انتهى الفصل الحادي عشر ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
والباقي بإذن الله غدا هما الفصلين الأخيرين ....
|