كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 12- الحبيب العائد - روايات عبير - دار الامين .
وعاد إليها وامسك بيدها دون ان ينظر إليها ... وتحرك الجميع وكانت ليزا تتحرك وفقا للطقوس ... تتحدث عندما يحتم عليها الأمر ان تتحدث وتبتسم عندما يجب ان تبتسم .
وأحست ليزا بأعصابها تثور وجسدها يضطرب ... كل ما أمكنها ان تفكر فيه هو لماذا ؟ ... لماذا ؟.... لماذا ؟
انه لا يستحق حبها ... انه لم يحاول ان يكسبه ولا ان يفوز به ... فمنذ تسعة أعوام اقتحم حياتها ... وحصل منها على كل ما يريده ... ثم لفظها ... واختفى .
وألان يعود إليها وبراءة الأطفال في عينيه ويجبرها على الزواج منه .
هكذا كل شيء بسهولة .
حتى مدى حبه لــ دافيد لن يبرر أنانيته وشعرت ليزا بالضيق .
وقالت والدتها بعد فترة بينما كانا يجلسان في البلكون يحتسيان العصير :
- انك تبدين متعبة يا عزيزتي .
- ما هذا يا ماما .
وقطبت والدتها جبينها :
- ان كل شيء يسير على ما يرام بينك وبين مايكل اليس كذلك ؟
وقالت ليزا وهي تشفق على أمها من ان تحمل مشكلاته ومتاعبها :
- بالتأكيد يا ماما .. كل شيء على ما يرام .. انك تعلمين فقط مدي الارتباك الذي كنت فيه طوال الأسبوع الماضي ... الشراء للعديد من الملابس نقل الأشياء والمتاع الى ستراث هافن ترتيب أشياء دافيد .
واو مات ليندا موافقة :
- نعم ... نعم ... افهم .. على أية حال ستقيمين في سيدني ... سأحتاج الى الاتصال بك . الامل المفقود
- أقول الحقيقة ... أنني لا ادري أين سأقيم ... أنها مفاجأة رتبها مايكل من اجلي .
وكان كل ذلك أكذوبة ... فلم يكن هناك أي شيء خاص طوال الأسبوع الماضي .
واستطردت :
- سأحدثك تليفونيا غدا يا ماما وأخبرك أين نحن .
وعلا صوت جيمس مناديا ليندا :
- هيا بنا ... سوف يتأخر بنا الوقت .
واتجهت اليه ليزا :
- أرجوك لا تنسى رعاية شيري .
وضحك وربت على كتفيها .
- ألان يجب إلا تنزعجي لهذا الحصان .
يا عزيزتي لم أنسى العناية به في غيابك .
و اغرورقت عينا والدتها بالدموع .. فقد حان الوقت لتقول وداعا لابنتها حتى دافيد بدا انه سيهم بالبكاء .. وركعت ليزا بجوار دافيد وعانقته بحرارة وقبلته .
- سوف تكون ولدا مطيعا لجدتك ... وعندما اعو دانا ووالدك سنأخذك معنا .
- أتعديني ؟
- نعم أعدك .
وانهمرت الدموع من عينيها وأغمضتهما ... وعندما فتحتهما وجدت مايكل بجوارها وكانت ملامح وجهه جامدة جدا وسمعته يحادث دافيد :
- أعطني قبلة يا ابني .
ولم يبد على الصبي انه استمع إليها وظل قابعا في أحضان أمه وركع مايكل بجوارهما وربت رأس دافيد وهمس :
- أنني لن اخذ والدتك بعيدا يا دافيد سوف نعود فورا وعندما نعود سنقضي أجازة جميلة في سفريه كبيرة .
ورفع دافيد رأسه وابتسم لولده .
- ستاخد ني الى ديزني لأند ؟
- نعم .. ديزني لأند .
وارتمى دافيد بين ذراعي مايكل يعانقه بحرارة .
وانهمرت الدموع من عيني ليزا وابتعدت .
ومع مرور الوقت وقفت ليزا تودع الجميع وهم ينصرفوا بالسيارة الفاجن .
كان جسدها كله يرتعد .
- تعالي يا ليزا .
ولم تقاوم مايكل عندما امسك بذراعها .
- لقد حان وقت النوم .
وتوقفت وحملقت اليه .
- وقت النوم ؟
- نعم . الامل المفقود
وانهمرت دموعها .. ألا يمكنه الانتظار حتى يتوغل الليل البهيم ... ولم تكن قواها مستعدة لمقاومته ... لقد فاز بها ... اليس كذلك ؟
أنها في الحقيقة لم تتوقف عن حبه ... ولا يهم ما الذي فعله أو سيفعله ألان وقادها كطفلة الى حجرة النوم .
وشعرت بخطواتها تتثاقل وبقلبها ينبض بقوة وعنف .
وحملقت الى سريرهما . كان كل ما تهفو الى ان تستلقي عليه بكامل ملابسها وتدفن وجهها في الوسادة وتستغرق في نوم عميق تهرب فيه من كل شيء .لم تتوهج داخلها أي رغبة ولا اشتياق واقترب منها مايكل ورفع القبعة من فوق رأسها .
- دعيني أساعدك .
وانسدل شعرها على كتفيها ولم تحاول ان تعيد رفعه لأعلى وبدت دهشة عندما امسك مايكل بيدها وقادها الى السرير وأجلسها على حافته ولكنها لم تقاوم .
وعندما ركع ممسكا بحذائها جفلت فجأة واتسعت عيناها وارتعشت .
ورفع رأسه وحملق أليها كانت نظراته مفكرة متعمقة قبل العودة الى ما كان يفعله.
وحاولت ليزا التماسك تجاهد في أبعاد تلك الأحاسيس التي خلقتها لمساته لها
إلا أنها لا تريد ان تشعر بذلك ليس ألان أنها تريد ان تشكره لأنه جعلها تعشقه .
وقال أمرا :
- استلقي للخلف .
ومست يداه كتفيها في حنان .
وجفلت وتماسكت في برود .
ونظر أليها طويلا ثم رفع غطاء السرير وأسدله عليها وقال أمرا :
- نامي يا ليزا .
وارتجفت .
- ولكنني ظننت انك ...
وفي برود رمقها بطرفي عينيه .
- لا .. يا ليزا ليس مع جمودك هذا .
أنني لا اجبر أية امرأة على ان تعطيني شيئا دون رغبتها .
- ولكن يا مايكل أنني ...
وصمتت فجأة .
لقد انصرف من الحجرة تاركا إياها بمفردها وعندما أغلق الباب استلقت ليزا على ظهرها وغطت في نوم عميق . ان مايكل رجل الأمس لم يكن ليتركها أبدا أما مايكل رجل اليوم فقد تركها بمفردها .
وبكت في حرقة . الامل المفقود ...
انتهى الفصل التاسع
|