كاتب الموضوع :
الاميرة الاسيرة
المنتدى :
القصص المكتمله
رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
البارت نمبر 4- - - - - - - - - - - - - - - - - -
وقف سامي ينظر لكمال الذي وقف عند باب بيتهم قبل ان يقول بابتسامة:
- تفضل ..
جلس كمال وقال يكلم الأب بابتسامة:
- آسف لأنني غبت فترة من الوقت فقد كنت مسافرا، وأظن أن هذا الوقت قد أعطاكم فرصة للتفكير في الأمر بجدية ...
سأل سامي بفضول :
- آه .. وإلى أين سافرت؟
- لقد سافرت إلى استراليا ..
تفاجأ سامي وبقي صامتا وتنحنح والد سامي قبل أن يقول بتردد:
- في الحقيقة يا كمال, أنت شاب رائع ... تستحق كل الخير، أنت تعلم أنني أحبك مثل سامي ، ولكن سارة فتاة غريبة قليلا وهي .. لا تعرف كيف تتصرف أو ماذا تقول .. إنها رافضة للزواج ..
صمت الأب للحظة ونظر إلى وجه كمال المترقب ثم تابع:
- صدقني أنت أفضل من سأضمن حياة ابنتي معه ... لكنها تحرجني دائما، لأنها .. هي لا تريد ...
صمت الأب مجددا فقال كمال بنبرة حزينة:
- فهمت .. تقصد أنها لا تريد الزواج بي ...
قال الأب بسرعة:
- لقد رفضت مبدأ الزواج عموما ... وليس أنت!
ظهر الحزن على وجه كمال الذي وقف وقال:
- حسنا إذن .. سأرحل!
ظل سامي صامتا بينما وقف الأب وأمسك بكتفي كمال وقال بإلحاح:
- لا يمكنك .. نحن لم نرك إلا دقائق .. أجلس أرجوك ولا تحرجني ..
جلس كمال وجلس الأب إلى جانبه بينما قال سامي:
- هل تعيش في استراليا؟
- آ .. أجل .. لا .. لقد ذهبت لزيارتها وحسب..
كانت سارة تنصت من خلف الباب إلى ما قاله والدها لكمال ،، لم تشعر بأي شيء وتركت الباب وعادت إلى غرفتها بينما دخلت والدتها لتقدم للضيف العصير والحلوى..
بعد أن رحل كمال سمعت سارة صوت والديها،، كان صوتهما مرتفعا وقالت الأم بعصبية:
- لا أصدق ما فعلته ... لقد رفضت أفضل شاب يمكنك مقابلته في حياتك!
- اسمعي يا نور ... سيأتي غيره!
- لن يفهموا ابنتك أبدا،، إنها معقدة يا عامر ..
- ابنتي ليست معقدة!
- لا أعرف لما تصرفتما مع الشاب بتلك الطريقة !!
تدخل سامي في الحوار قائلا:
- إنه غريب الأطوار!
قالت الأم بعصبية :
- إنهما مناسبان لبعضهما .. أنتم لم تأخذوا برأيها حتى!
- هذا لن يجدي نفعا!
- لقد كانت موافقة .. وهو .. كان معجبا بها!
- أمي أنت لا تعرفين شيئا ..
فتحت سارة باب غرفتها ونظرت للجميع بهدوء فتوقفوا عن الصراخ والغضب ونظروا إليها فقالت بنفس الهدوء:
- لم تتركوا لي تقرير أي شيء في حياتي، لم تسألوني عن أي شيء .. وتتهموني بالانطوائية والعزلة .. ! والآن لم تتركوا لي حتى التفكير في حياتي الشخصية ... مجرد التفكير! إذا أعجبكم وافقتم وأجبرتموني عليه .. وإذا لم يعجبكم أجبرتموني أيضا على رفضه! كنت أتساءل متى سيكون لي رأي يوما من الأيام؟
قالت ذلك وتوجهت مسرعة إلى غرفتها، بينما خيم الصمت عليهم وتبادلوا نظرات تحمل الحزن واللوم لما فعلوه دون استشارتها ..
شعرت بالحزن ودخلت إلى غرفتها وأغلقت خلفها بابها بالمفتاح ..
لم تمض بضعة أيام واستيقظت سارة في الليل على صوت ما .. كان الجميع يغط في النوم وفتحت عينيها ونظرت إلى نافذتها بخوف فرأت الأحجار الصغيرة تصطدم بزجاج النافذة الواحدة تلو الأخرى ..
تمتمت تحدث نفسها :
- ماليبو!
تطلعت إلى ساعة الحائط التي كانت تشير إلى الثالثة والنصف صباحا .. اقتربت بهدوء من النافذة ونظرت من الزجاج ولكنها لم تتمكن من الرؤية ولذلك قامت بفتح النافذة بهدوء ونظرت إلى الشارع ...
تأملت سارة جيدا فرأت كمال الذي أشار لها بأن تنزل إليه .. ظهر الغضب على وجهها وهزت رأسها نفيا فتوسل إليها ولكنها أغلقت نافذتها وعادت إلى سريرها متجاهلة كل شيء ..
سمعت أصوات الأحجار الصغيرة وهي تصطدم بنافذتها فسدت أذنيها حتى لا تسمع،، كانت تريد أن تفتح ولكنها تحلت بالإرادة القوية حتى توقف كمال عن إلقاء الأحجار ..
لم تستطع النوم طوال الليل .. فكرت فيه طويلا ، لم عاد إلى تلك العادة القديمة؟ لم ييئس أبدا ..
تذكرت إحدى عاداته في إلقاء أوراق جرائد من أسفل الباب وهي تحتوي رسالة ما من أجلها، فتحت سارة باب غرفتها بهدوء ونزلت الدرج ثم توجهت إلى باب المنزل و تفاجأت عندما رأت الصحيفة ملقاة من أسفل فتحة الباب الضيقة فأخذتها وهي تتمتم:
- تبا لك يا ماليبو!!
عادت مسرعة إلى غرفتها وتصفحت الجريدة حتى سقطت ورقة من داخلها .. ورقة شفافة ليس عليها حرف واحد .. وعليها بعض الخدوش البيضاء ..
التقطت سارة الورقة الشفافة ووضعتها على ورقة زرقاء كانت موجودة في درجها فظهرت الكتابة :
" إلى حبيبتي ... سارة ،،
اعترف لكي أنني ماليبو ، كنت أعلم أنك ستكتشفين ذلك، وأعلم لم رفضتني، لأنك تظنين أنني شبح .. لكن هذا غير صحيح .. أنا مجرد شاب أحببتك .. بجنون ، لقد حلمت بك دائما .. كنت سأتزوجك وكنا سنجعل معرفتنا الوطيدة ببعضنا سرنا الصغير ..
لقد أصبتك بالأرق والحيرة منذ سنوات .. كنا مراهقين ،، لكننا الآن أصبحنا أكثر نضجاً، أنا لست كمال ولست طبيبا نفسيا .. ولكنني أيضا لم أفقد عيني في الحرب العالمية .. لقد كنت أحاول لفت انتباهك فحسب .. سارة .. أرجوك لن استطيع العيش بدونك، سأسافر إلى استراليا نهائيا هذا الأسبوع، ولذلك فسوف أعود مساء غد لنهرب سويا ..
إذا رفضت فلن استطيع رؤيتك مجددا .. وإلى الأبد .. وسوف أدع " الحفار" يقتلني لأنني لن أعيش من بعدك، وإذا وافقت على ما أخبرتك به فسأراك غدا في التاسعة مساء عند محطة القطار قرب منزلكم ولا تحملي معك أي شيء لأنني سأحضر لك أي شيء تريدينه في العالم ....... مع حبي ..
ماليبو أليخاندرو رسالة 279 "
قرأت سارة رسالة ماليبو مرات ومرات ...
ولكنها لم تفكر كثيرا في الأمر فقد ألقت بالورقة الشفافة والورقة الزرقاء أيضا في سلة المهملات وتمتمت " لن أتقبل منك رسائل مجددا أيها الماليبو" ، وعادت إلى سريرها وقد قررت شيئا واحدا فقط ..
في اليوم التالي ساعدت سارة والدتها في أعمال المطبخ، كانت هناك دعوة مقدمة من أبيها لبعض الأصدقاء لحضور الغداء في منزلهم .. كانت العاملات يعملن بجد وكانت سارة تشرف على بعض ما يفعلنه ..
لم تقص شيئا لوالدتها فهي لا تخبرها في العادة .. أيضا لم تكتب عن ذلك في مذكراتها وقد انشغل جزء كبير من تفكيرها حتما بهذا الأمر ..
بدأ الجميع بالتوافد إلى ذلك الحفل وجلست النساء في مكان منفصل عن الرجال ورغم ذلك كانت سارة تشعر بالكثير من الحرج والتوتر .. كانت النساء معجبات بجمالها ورقتها وكن يسألنها عن اسمها ودراستها وكانت تجيب بخجل وهدوء ..
بعد وقت قصير نسيت سارة ربطة شعرها فرفعت فستانها الحريري وصعدت على الدرج نحو غرفتها تاركة ورائها والدتها والضيوف ..
ركضت نحو غرفتها وهي تنظر إلى حذائها فاصطدمت بشيء ما أشبه بالجدار ..
رفعت عينيها المذهولتين فرأت رجلا ملثما قويا ينتظرها على باب غرفتها، قبل أن تقوم بغمضة عين .. أمسكها بقوة ووضع منديلا مبللا بمخدر على أنفها بعد لحظات من المقاومة .. فقدت سارة وعيها تماما ..
|