لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


قصة رائعة قلعة ماليبو

تحياتي الى كافة أعضاء ليلاس الكرام انا اول مرة اشترك فى القسم ده اتمنى اكون ضيفة خفيفة عليكم حبيت انزلكم هذه الرواية وبصراحة الرواية رائعة جداااااااااا ولقد استمتعت بقرائتها

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-13, 10:25 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2013
العضوية: 251576
المشاركات: 1,570
الجنس أنثى
معدل التقييم: الاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالق
نقاط التقييم: 3226

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الاميرة الاسيرة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي قصة رائعة قلعة ماليبو

 




تحياتي الى كافة أعضاء ليلاس الكرام انا اول مرة اشترك فى القسم ده اتمنى اكون ضيفة خفيفة عليكم
حبيت انزلكم هذه الرواية وبصراحة الرواية رائعة جداااااااااا ولقد استمتعت بقرائتها وبتمنى انكم تستمتعو بقرآئتها

بعد قرآئتي لقصص الكاتب ارومى وجدت انه كاتب مبدع ما شاء الله عليه مش بس الرواية دى مذهلة .... كل الروايات الي كتبها رائعة جدا


طبعا الرواية منقولة....

لنبدأ .... بسم الله .....

في زمن مختلف عن زمننا هذا ، بعيد كل البعد ،، ربما ينتمي للمستقبل ، ولكنه في المستقبل يجسد الماضي عندما يحين وقته ، وهو بالتأكيد .. الحاضر لشخصياته ، حدثت قصة عجيبة وسأحكيها لكم بنفسي ...


قلـــــــعة ماليبــــو



في إحدى الأيام جلس أبو سامي يرشف قهوته ويقرأ الصحف الصباحية كالعادة عندما دخلت زوجته وهي تبتسم وجلست إلى جواره ثم التقطت صحيفة أخرى وهي تقول:
- ماذا عن أخبار اليوم؟
ابتسم أبو سامي ووضع الجريدة إلى جانبه ثم قال بعد رشفة أخرى من كوب القهوة:
- كما هو العالم يتسارع بقدر تلك الشعرات البيضاء التي تتسارع في غزو شعري ..
ضحكت أم سامي وقالت مازحة :
- وشعري ، ولكن الأصباغ لم تعد تترك شعر أي امرأة منا علي حاله!
تبادل أبو سامي تلك الضحكة مع زوجته ، وبعد برهة من الصمت قال :
- أنت تعلمين يا أم سامي أننا لا نملك في هذه الحياة أغلى من سامي و سارة ،، والحمد لله خطب سامي فتاة مؤدبة وجميلة يصعب الحصول على مثلها في هذا الزمن ..
ابتسمت أم سامي وتابع الأب كلامه :
- في الحقيقة لقد حضر بالأمس شاب كفؤ وطلب يد ابنتي سارة ..
رفعت الأم حاجبيها بفرحة وقالت بفضول:
- من هو يا عامر؟ ... أخبرني بالله عليك!
ابتسم الأب وقال متفائلا:
- لا تعرفينه ، لكنه شاب محترم وثري ومستعد لفعل أي شيء من أجل الحصول على فتاة محترمة وجميلة ..
نظرت أم سامي متفحصة وجه زوجها المستبشر ثم قالت بخفوت:
- لكن يا عامر ... هل أنت متأكد من أخلاقه .. هل تعرفه منذ زمن؟
- أعرف والده ، كان صديقي المخلص في الجيش أيام الشباب ولكن الحرب فرقت بيننا ،و ... ومات والده منذ زمن ...
تسائلت أم سامي بقلق :
- أتعني أن والده متوفٍ منذ مدة طويلة؟
- لقد فقد عائلته كلها ،، إنه وحيد ... لكنه يعيش في قصر ولديه خدم ومساعدين وأصدقاء .. وهو في حاجة ماسة إلى شريكة مخلصة لحياته ...
أومأت الأم بالإيجاب وهي تستمع إلى كلام زوجها عنه ..
ذلك القادم الجديد الذي يطلب يد ابنتها الوحيدة ... والمدعو " كمال " ...

***********************************

أسندت سارة ظهرها على كرسي مكتبها بعد أن أنهت قراءة أحد الكتب ..
كانت سارة فتاة جميلة جدا ، لديها شعر بني طويل وبشرة بيضاء وعينان بنيتان فاتحتان ، شعرت سارة بخطوات وهي تدلف إلى غرفتها فالتفتت مبتسمة لتواجه والدتها بتلك الابتسامة الجميلة ...
دخلت أم سامي وجلست أمام ابنتها على السرير وقالت باسمة :
- ألم تسمعي آخر الأخبار؟
- ماذا يا أمي ؟؟
ابتسمت الأم ونظرت لابنتها الشابة نظرة لها مغزى ثم قالت :
- هناك شاب رائع تقدم لخطبتك ..
لم يظهر أي تعبير على وجه سارة وقالت وهي تغلق كتابها :
- أتمنى أن يكون كذلك بالفعل !
تعجبت الأم من تصرف ابنتها وقالت باستغراب:
- ما بك؟ كأنك مصابه برهاب الزواج .. كلما سمعت أي خبر عن شخص تزوج أو خطب يظهر السأم على وجهك ... هل هناك أية مشكلة؟
صمتت سارة لبرهة قبل أن تجيب بشرود :
- إنه الحلم يا أمي!
هزت الأم رأسها بيأس وقالت وهي تربت على كتف ابنتها:
- لقد كان الخوف من الأحلام يراودك وأنت صغيرة ،، لقد أصبحت الآن آنسة
... لا أريد للشاب الذي تقدم ليطلب يدك أن يظن أنك غريبة الأطوار ... مفهوم؟
- لكن..
- لكن ماذا .. حبا بالله أجيبي على سؤالي ... هل هناك أي حلم مكرر من أحلامك العجيبة الغريبة تحقق يوما ما؟

نظرت سارة نحو والدتها بشرود ولم تجب ...
ابتسمت أمها مجددا لتزيح جو الكآبة عن كاهل ابنتها ثم قالت:
- ليس لدينا أغلى منك في هذه الدنيا ... نريد أن نفرح بك انا وأبوك!
ظلت سارة غارقة في ذلك الصمت وهي تتذكر مأساتها النفسية ، وقفت والدتها واتجهت نحو باب الغرفة راحلة ولكن صوت سارة قاطعها وهي تقول:
- لكن ، أمي ... أنتم لن تخبروه أنني كنت أتعالج نفسيا ، أليس كذلك؟؟
التفتت الأم وهي تنظر بخوف نحو ابنتها وقالت محاولة إخفاء عصبيتها :
- كان هذا في الماضي يا ابنتي ... أنت الآن بخير...
خرجت أم سامي وهي تحاول إخفاء قلقها بشأن كلام ابنتها سارة ، في المساء جلست إلى جوار زوجها وقصت له ما دار بينها وبين سارة في ظهر ذلك اليوم ... لم تخف قلقها عنه أبدا ، وكان أبو سامي يستمع بهدوء وقال برقة بعد أن أنهت زوجته حديثها:
- لا تخافي يا نور .. سارة فتاة ذكية وستتأقلم على الوضع الجديد ... لكن أخشى أنه لن يعجبها ..
تعجبت الأم وسألت:
- ولماذا؟
صمت الأب للحظة وتنهد قبل أن يجيب :
- الشاب رائع فعلا، إنه يأسرني بابتسامته وبحديثه وأخلاقه .. ولكن .. لقد ... فقد إحدى عينيه في شجار قديم ..
شهقت الأم بخفوت وقالت منفعلة :
- هل تعني انه أعور؟ وكنت تريد تزويجه لابنتنا!!
نظر الأب عامر نحو زوجته باستياء وقال:
- وما المشكلة، تلك العين المفقودة لا تؤثر على جوهره ولا على مظهره! إنه أنيق وثري وأخلاقه عالية .. لما تشهقين هكذا!
شعرت الأم باستياء كبير وكان هذا واضح جدا فقال الأب:
- انتظري غدا ، سوف يأتي ليطلبها رسميا مني ومن أخوها ويجلسان معا لبعض الوقت لقد دعوته على الغداء .... أظن انك سوف تحبينه يا نور!
عدل الأب من وضع نومه ثم وضع رأسه على الوسادة وقال بود:
- تصبحين على خير ..
- تصبح على خير ..

لم تستطع أم سامي النوم ذلك اليوم، كانت تفكر بقلق ... لم تنسى يوما أن ابنتها كانت تعالج نفسيا بسبب تلك الأحلام والهلاوس التي تسيطر عليها ، كان الجميع يعرف بذلك ولذلك فقد تعدت سن
العشرين ولم يتقدم أحد لخطبتها سوى
( أمين) زميلها بالجامعة .. ولكنه تراجع عن الزواج بسبب ملاحظته لشخصية سارة الغريبة وصراحتها الزائدة في تذكر الماضي أمامه ..
تنهدت الأم بألم والقلق يعتصر كبدها على ابنتها الوحيدة ...
ابنتها البريئة جدا ... الغريبة الأطوار ، ولهذا فإن عليها الموافقة على ذلك الشاب الكريم أيا كان مظهره لأنه الأمل الوحيد لابنتها قبل ان يفوتها قطار الزواج ..

لم تستطع النوم تلك الليلة ...

 
 

 

عرض البوم صور الاميرة الاسيرة   رد مع اقتباس

قديم 07-11-13, 10:29 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2013
العضوية: 251576
المشاركات: 1,570
الجنس أنثى
معدل التقييم: الاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالق
نقاط التقييم: 3226

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الاميرة الاسيرة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الاميرة الاسيرة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: قصة رائعة قلعة ماليبو

 

البـارت نمبر 2 ^^

--------------------------------------------------------

جاء موعد ( كمال) في اليوم التالي ..
سارة تجلس على مكتبها وتكتب كالعادة، دخلت عليها والدتها وقالت مبتسمة:
- حبيبتي، يجب ان تتجهزي .. فالشاب الذي سيخطبك قادم بعد قليل ...
التفتت سارة نحو والدتها وقالت:
- أنظري إلي، أنا هكذا دائما .. كيف أتجهز؟
- أريدك أن ترتدي الثوب الوردي، وأن تتركي شعرك منسدلا .. هيا ..
قالت سارة بعند:
- لا يا أمي ... لن أقابله ...
خرجت الأم وتركت سارة بمفردها ثم توجهت نحو غرفة أخيها الذي كان يقرأ كتابا فقالت الأم مازحة:
- ما هذه العائلة العبقرية .. كلمة دخلت على شخص رأيته يقرأ أو يكتب!!


ابتسم سامي ابتسامة جميلة وقال وهو ينزل رجليه من فوق الطاولة احتراما لوالدته:
- تفضلي يا أمي ... أجلسي بجانبي هنا ..
جلست الأم بجوار ولدها وقالت ببعض القلق:
- سامي، أريدك أن تذهب لسارة ، وتخبرها ان لا تتكلم عن نفسها بصراحة زائدة مثلما فعلت مع أمين هيا ... أرجوك يا بني ، إنها لا تستمع لي مثلما تستمع لك!
نظر سامي بقلق وقال :
- سأحاول .. ولكن ..
- هيا يا بني ...
وقف ثم وضع كتابه على الطاولة وخرج متجها إلى غرفة أخته ... عندما وصل إليها كان هناك صوت جرس الباب الذي يدعوه لمقابلة كمال ..
نظرت سارة نحو شقيقها الذي قال بسرعة:
- أرجو ان لا تفتحي فمك أمامه!
وتوجه لفتح الباب ،، رأى والده وكمال معا، وتفاجأ سامي للحظة عندما نظر لوجه كمال الذي يضع عصابة دائرية على عينه اليسرى كالقراصنة ولكن ..
للحظات فقط أزالت ابتسامة كمال ذلك الاستغراب وبدا شابا واثقا من نفسه ، وقد نال إعجاب سامي منذ اللحظة الأولى ..
كان كمال شابا وسيما ، لديه صوت عميق ولديه شعر ناعم أسود يسدل قليل منه قرب عينه المصابة ليخفي تلك العصابة التي تغطي عينه ، عندما دخلت أم سامي ، كانت تتوقع رؤية شخص تشفق عليه ولكنها رأت أمامها إنسانا رائعا يستحق موافقتها عن جدارة ..
حان دور سارة .. خرجت والدتها لتحضرها ،، دخلت إلى غرفتها فراتها جالسة على مكتبها فقالت الأم:
- وكأن الأمر لا يعنيك .. هيا تعالي معي ..
التفتت سارة نحو أمها والدموع تملأ عينيها وقالت بانفعال:
- أمي .... لا أريد ان أتزوج .. وإذا أرغمتموني على ذلك ... فسوف ... فسوف ..
اقتربت الأم وقالت بسرعة:
- اخفضي صوتك !! والدك لن يحتمل صدمة قلبية أخرى بسببك !
صمتت سارة وهي تلتقط أنفاسها من البكاء وعادت تقول وهي تهز رأسها بعصبية:
- لقد حلمت بذلك الحلم ... وأنتم لن ترغموني !
وضعت الأم يدها على رأسها الذي أصابه الصداع وحاولت أن تقول بهدوء اكبر:
- حبيبتي، أنت ستقابلينه الآن حتى لا تحرجي والدك وأخوك ، وبعد أن يرحل اصرخي وارفضي كما تشائين، هذا من حقك .... لا يمكن لأحد أن يرغمك على الزواج!

ثم مسحت الأم دموع ابنتها التي استسلمت أخيرا وأمسكت بيدها ثم اتجهتا معا نحو غرفة الجلوس ..
دخلت سارة وجلست إلى جوار والدها بدون ان تقول شيئا، لم تنظر حتى إلى كمال وظهر التوتر على وجه والدتها ولكنها حاولت إخفاؤه فقال كمال بمبادرة لطيفة :
- كيف حالك يا سارة؟؟
لم ترفع سارة عينيها نحوه وظلت صامته وآثار الدموع في عينيها .. فعاد كمال يقول بلطف:
- هل هناك شيء أغضبك؟ أخبريني ...
كان الجميع يراقب بصمت ولم يستطع أحدهم تحريك الجو المشحون، ولكن كمال كان ودودا جدا ويجيد التعامل مع الآخرين فعاد يقول بخفوت:
- هل تفاجأت أنني بعين واحدة ..؟؟
رفعت سارة عينيها ونظرت نحو وجه كمال ببطء فظهرت ملامح الاستياء على وجهها لكنها لم تقل شيئا وحدقت بالعصابة التي تغلف عينه اليسرى لفترة حتى قال كمال:
- هل أنا مفزع إلى هذه الدرجة؟؟
وقفت سارة بطء وقالت بهدوء:
- أنا ،أعرفك ..أنت ..
نظر الجميع باستغراب نحو سارة وشعرت الأم بقلق شديد فقال كمال بترقب:
- ماذا؟
- أنت .. ماليبو؟

ضحك كمال مستغربا وهو ينظر إلى سامي الذي ضحك أيضا، فقال الأب مخاطبا ابنته بانفعال:
- ما الأمر يا سارة؟؟ هيا أجلسي وتكلمي كآنسة ..
نظرت سارة نحو والدها ثم خرجت من الغرفة مسرعة وهي تقول بحزن:
- أنا آسفة ..
ركضت سارة نحو غرفتها وقد تشنجت يداها وألقت بنفسها على السرير ،، في المقابل اعتذرت الأم ولحقت بابنتها إلى الغرفة ..
وقفت الأم إلى جوار السرير وقالت بغضب:
- أنت لن تتزوجي في حياتك!
لم تستدر سارة لرؤية والدتها و عادت الأم إلى الضيوف ، كان الأب يحاول تغيير الموضوع حتى لا يشعر كمال بالإحراج ..
دخلت الأم وقالت بالقليل من التوتر مع ابتسامة :
- انا آسفة لتصرف سارة ولكنها ...
قاطعها كمال قائلا بلطف والابتسامة لم تغادر وجهه:
- إنها فتاة رائعة حقا، لا داعي للاعتذار .. فهي تبدو ... متعبة ..

تنفس الجميع الصعداء عقب كلمة كمال الأخيرة فقال الأب:
- إذن سنذهب لتناول الغداء فقد دعوتكم في مطعم رائع!
ابتسم سامي وقال:
- نعم يا أمي .. أم أن سارة لن تأتي معنا ؟؟
هزت الأم رأسها موافقة وقالت:
- سنتجهز حالا ..


خرجت الأم عائدة إلى ابنتها التي كانت تجلس على الأريكة في غرفتها وهي تتكلم مع نفسها وتبكي ... شاهدتها أمها في تلك الحالة التي يرثى لها فاقتربت ومسحت على شعرها ثم قالت:
- أبنتي .. حبيبتي .. هل تعتقدين أننا سنفعل شيئا يضر بك؟؟
أومأت سارة بالرفض وقالت:
- انا آسفة لأني خذلتكم ... لقد ظننته ماليبو فعلا .. إنه يشبهه .. إنه هو تقريبا ! أنا آسفة!!
ابتسمت الأم وقالت:
- هل تعلمين ماذا قال عنك عندما خرجت؟
لم تجب سارة ونظرت لأمها بهدوء فتابعت الأم :
- قال أنك فتاة رائعة ولكنك تبدين مرهقة ..
- حقا؟
- نعم ، هيا قفي الآن وبدلي ملابسك، لأن والدك دعانا جميعا إلى المطعم ..
تساءلت سارة وهي تمسح دموعها :
- وهل سيأتي معنا .. ماليبو؟؟
- يدعى كمال .. كمال يا سارة ...
- حسنا .. كمال هل سيأتي مـعـ ..
- نعم .. تصرفي بنبل لمرة في حياتك ...
- حاضر ..
قامت سارة بتجهيز نفسها كما أمرتها والدتها ، وكان الرجال بانتظارهن في الخارج ...
عندما وصلوا جميعا إلى المطعم كان كرسي سارة قريبا من كرسي كمال ، تعمد الجميع فعل ذلك لأنها كانت آخر الجالسين ...
تبادلوا في المطعم أحاديث عادية، ظلت سارة صامتة طوال الوقت لم تشترك في أية حوارات بينما كان كمال ينظر إليها بين الفينة والفينة ..
قالت الأم مخاطبة كمال:
- وأنت يا كمال، علمت انك تعمل بالتجارة .. لكنك لم تخبرني عن شهادتك؟؟
ابتسم كمال وألقى نظرة خاطفة على سارة ثم قال:
- أنا طبيب ..
دهشت الأم وابتسمت فقال سامي :
- وماهو تخصصك؟
ابتسم كمال مجددا ثم قال وهو يتبادل نظرة مع أبو سامي :
- الأمراض النفسية ..
اندهش الجميع بينما نظرت سارة نحوه بحدة وتكلمت لأول مرة:
- طبيب نفسي؟ أنت ماليبو حتما!!
نظرت الأم نحو ابنتها بيأس بينما قال الأب:
- سارة! هذا يكفي ..
نظر كمال نحو الأب وقال باسما :
- لا بأس، دعها تقل ما تريد ..
ظلت سارة صامتة وهي تحدق في الملعقة فعاد كمال يتساءل برفق:
- سارة .. أخبريني من هو ... ماليبو؟
رفعت سارة رأسها ونظرت لوالديها بتردد ثم نظرت نحو كمال وقالت بهدوء:
- إنه شاب يزعجني .. وقد فقد إحدى عينيه في الحرب العالمية ..
وضعت والدة سارة يدها على رأسها مستاءة لما تقوله ابنتها ولكن كمال تساءل بدون ان تفارق الابتسامة شفتيه:
- الحرب العالمية الأولى .. أم الثانية؟؟
ابتسمت سارة ثم قالت:
- لا اعلم بالتحديد ..
- لكن .. ألا تجدين أنه لم يعد شابا؟
- ماذا تقصد ..
صمت كمال للحظة وقال:
- لقد .. انتهت الحرب العالمية منذ عشرات الأعوام .. كيف له أن يظل شابا كل تلك الفترة ..؟؟


صمتت سارة للحظة ثم عادت تقول بهدوء:
- نعم، لكنه ليس حقيقيا .. إنه شبح!

سقطت الشوكة من يد كمال على الأرض فابتسم بارتباك ثم انحنى ليحضرها ، في تلك الثانية نظر الكل نحو سارة بانفعال وغضب واستياء شديد ...
بدأ الأب يغير دفة الحديث،، وانتهى ذلك اليوم حيث ودعوا كمال الذي عاد إلى منزله ، ثم رجعوا إلى منزلهم أيضا...

عندما وصلوا إلى المنزل، نزل سيل من التوبيخ واللوم على رأس سارة من والديها وشقيقها ، لكن والدتها كانت الأكثر انفعالا وغضبا بينهم ووبختها بشدة وأمرتها بأن لا تخرج من غرفتها حتى تسمح لها بذلك ..

***************************

في اليوم التالي استيقظ الجميع والتفوا حول سفرة الإفطار وقال سامي باستغراب قبل ان يجلس:
- أين سارة؟
جلس أبو سامي على السفرة ولم يتكلم بينما قالت أم سامي وهي تضع الخبز على السفرة:
- ستأتي حالا، إنها مستاءة قليلا لأني وبختها بالأمس ...
أردف أبو سامي مازحا:
- وبختها وبلا رحمة !!
ابتسم سامي ابتسامة خفيفة وقال وهو يجلس:
- سأذهب اليوم لزيارة " فرح"،، هل ستوافق سارة إن طلبت منها المجيء معي؟؟
في تلك اللحظة كانت سارة تقترب من السفرة وجلست وبدا عليها كأنها لم تسمع أخيها ، ولكن سامي كرر السؤال مجددا فنظرت سارة وقالت بهدوء:
- تريدني ان أذهب معك إلى خطيبتك ؟؟ هذا غريب ..
قال سامي:
- ولماذا هو غريب؟
- لم تأخذني من قبل معك وقد زرتها بمفردك كثيرا ..
ابتسم سامي وتبادل نظرة مع والده ثم قال:
- اعرف ... ولكني وددت لو تخرجين قليلا ..
قالت سارة وهي تتناول فطورها:
- لقد خرجت بالأمس ومللت من الشوارع والمطاعم ..

صمت سامي وبدأ بتناول فطوره،، وبعد انتهاء الفطور دخل إلى غرفة شقيقته بعد أن طرق برقه على بابها ونظر بلطف فرآها تجلس على سريرها بصمت فابتسم وقال:
- هيا .. ما بك،، ألن تخرجي معي ؟؟ هنا شخص يتحرق شوقا لرؤيتك ..
نظرت سارة باندهاش نحو شقيقها وتمتمت:
- من؟؟
ابتسم سامي وقال :
- كمال ..

تابعت سارة كلامها بنفس نبرة الاندهاش:
- كمال! .. يريد رؤيتي مجددا؟؟
جلس سامي على السرير إلى جوار أخته وقال بخفوت:
- إنه معجب بك جدا .. ومتمسك بك أيضا على الرغم من الفزع الذي شعر به من حديثك ..

-----------------------------------------------------------------------------------------
لم تقل سارة شيئا فقال سامي:
- سأنتظرك إذا حتى تتجهزي!
خرج بهدوء وأغلق الباب خلفه بينما جلست سارة تفكر والحيرة لا تفارق نظرة عينيها ..
لم تمر دقائق حتى خرجت سارة من غرفتها وهي ترتدي ملابس أنيقة فابتسم شقيقها الوسيم ومد يده فأمسكت بها وخرجا سويا ..
عندما اقتربا من الجسر رأت سارة كمال يقف وينظر إلى البحر الأزرق ونادى سامي بلطف:
- هيييه كمال!!
نظر كمال وابتسم ابتسامة جميلة وهو ينظر إلى سارة التي تسير خلف شقيقها بخجل وتوتر واضحين،، صافح سامي كمال وتبادلا الابتسامات ثم نظر كمال إلى سارة التي توارت خلف شقيقها وقال مبتسما:
- ما بك يا سارة؟؟ هل انت خائفة مني؟
أخرجت سارة رأسها من فوق كتف أخيها ونظرت إلى كمال ولم تقل شيئا ولكن سامي ابتعد قليلا ثم قال وهو يمشي بعيدا:
- سأشتري شيئا من هناك وأعود في الحال..
نادت سارة:
- سامي!
صاح سامي وهو يعبر الشارع المليء بالسيارات المارة :
- سأعود حالا..
تمتمت سارة بفزع وهي تراقب شقيقها :
- السيارة .. السيارة .. الحمراء ... التـ ..

كان كمال ينظر لسارة الخائفة بتفحص وهو يحاول تفسير ما تشعر به،، وفجأة ،، سمع كمال صوت مكابح سيارة فنظر إلى الشارع ليرى سيارة حمراء تنزلق على الشارع وتوقفت في اللحظة الأخيرة قبل أن تصطدم بسامي بينما ركضت سارة نحو سامي بهستيريا دون أن تنظر إلى السيارات التي توقفت فجأة فكادت تصطدم ببعضها ...

راقب كمال ذلك الحدث الغريب باندهاش وهو ينظر إلى السيارة الحمراء ..
السيارة الحمراء التي تكلمت عنها سارة حتى ... قبل أن تظهر في الشارع ..

لحق كمال بسارة و سامي وحاول اختراق دائرة البشر التي التفت حول سامي وسارة التي تبكي ،، أمسك كمال بسامي وسارت سارة خلفهما وابتعدوا قليلا ثم عاد الشارع مجددا إلى السير الطبيعي ،، كان سامي مفزوعا بعض الشيء وقال لكمال أن حياته كانت على المحك!!
مشت سارة خلفهما ،، بينما توقف كمال ونظر إلى سارة مستغربا ثم قال بصراحة:
- كيف عرفت أن هناك سيارة حمراء .. و .. كيف .. ؟؟
كانت الدموع ما تزال تملأ عينيي سارة البريئتين وأجابت بسرعة:
- لقد حلمت بذلك يوما ما .. لقد كان ماليبو هناك!

هز سامي رأسه بيأس وهو يعض شفته السفلى ،، بينما اقترب كمال من سارة وقال بصرامة :
- مازلت تظنين أنني ماليبو؟
قالت سارة بغضب:
- أنت تشبه ماليبو ..
- أين هو ذلك الوغد!!
ضحك سامي وقال ساخرا:
- أنتما مجنونين مثل بعضكما!!
نظرت سارة نحو شقيقها بصمت بينما قال كمال بابتسامة:
- ألا يعجبك هذا؟؟ نحن متشابهان إذن!
ابتسم سامي وقال:
- بلى،، يعجبني كثيرا ..

سار سامي وكمال وتبعتهم سارة بهدوء،، لم يتكلم أي منهم حتى اقتربوا من المنزل فقال كمال:
- سأذهب الآن ..
قال سامي مصرا:
- اكتفيت من ترهاتك ستدخل مكرها!!
- لا،، يكفيني اليوم رؤية سارة..
ثم نظر إليها نظرة لطيفة فشعرت سارة بالخجل وقالت:
- شكرا!
قبل أن يقول كمال شيئا،، ارتفع رنين هاتف سامي المحمول فقال:
- لحظة! سأجيب المكالمة ...
التفت كمال مواجها سارة وقال بخفوت:
- مهما كنت،، و.. وكيفما تشعرين .. أنت جميلة، ونبيلة .. وأنا ....
صبغ وجه سارة باللون الأحمر فتابع كمال بتردد:
- أنا ....
نظرت سارة إلى وجه كمال فشعرت بشعور غريب سيطر عليها وتابع كمال بتلكؤ:
- أنا معجب بك جدا ... وأتمنى أن توافقي على .. أن ...

توقف كمال عن الحديث ، ونظر إلى سارة نظرة عميقة ..
مرت اللحظة كأنها سنوات حتى انتبه كلاهما وأرخى كمال عينيه بينما نظرت سارة لشقيقها الذي كان يتحدث في هاتفه بعصبية ،، فقال كمال:
- لم هو غاضب هكذا؟
نظرت سارة مجددا إلى وجه كمال ولم تقل شيئا فعاد كمال ونظر إليها بود ..
لم تمر ثوان حتى أنهى سامي المكالمة وعاد يحاول إزالة الغضب من ملامحه ثم قال:
- أصدقاء غريبوا الأطوار حقا!!
تساءل كمال بلطف:
- ما الأمر؟ هدئ من غضبك قليلا ..
- لا تشغل بالك، إنها مشاكل عادية..

في هذه الأثناء ودع كمال الشقيقين ثم انصرف بهدوء، بينما عادا إلى المنزل،، عندما وصلت سارة إلى المنزل ذلك اليوم .. كانت مختلفة ...
لم تحبس نفسها في غرفتها كالعادة، خرجت وألقت نظرة على المطبخ فـ تفاجأت والدتها التي قالت بانشراح:
- مرحبا بالفتاة التي لا تعرف شيئا عن الطهي ولا الأعمال المنزلية!!
ابتسمت سارة وقالت وهي تنظر داخل وعاء الطهي:
- أريد ان أتعلم كل شيء ... لكي أصبح ...
توقفت سارة عن الكلام بينما ضحكت والدتها وقالت بسعادة:
- لكي تصبحي زوجة رائعة .. أليس كذلك؟
نظرت سارة إلى أمها بخجل ثم قالت ببعض التردد:
- أمي .. أشعر بشعور مختلف نحو .. ماليـبـ ... أ... كمال..
ابتسمت الأم سعيدة بينما تابعت سارة بعد نظرت نظرة أخرى لوجه والدتها:
- أشعر أنني أود رؤيته مجددا ... إنه يفهمني ..
احتضنت الأم ابنتها والفرحة تملؤها وقالت:
- أنا سعيدة جدا بذلك التفاهم ..
ثم افلتتها ونظرت لوجهها قائلة:
- كمال مناسب لك ..

صمتت سارة وهي تفكر ملياً وهمست تكلم نفسها :
- يفهمني لأنه يعرفني .. منذ .. زمن ..

 
 

 

عرض البوم صور الاميرة الاسيرة   رد مع اقتباس
قديم 07-11-13, 10:32 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2013
العضوية: 251576
المشاركات: 1,570
الجنس أنثى
معدل التقييم: الاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالق
نقاط التقييم: 3226

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الاميرة الاسيرة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الاميرة الاسيرة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: قصة رائعة قلعة ماليبو

 

البارت نمبر 3

***************************************

مضت أيام عديدة وسارة لم تسمع شيئا من أخبار كمال، سألت سامي ولكنه أجاب بأنه مختف منذ أيام ولم يتصل به حتى ...

شعرت سارة بقليل من القلق ولكنها سرعان ما حاولت تناسي الأمر وعادت إلى غرفتها منطوية كعادتها ،، تصفحت مذكرتها وأمسكت بقلمها وكتبت :
" اليوم،، هو اليوم التاسع .. حلمي يتحقق بحذافيره، وماليبو .. سيظهر غدا، وسيكون على ثقة أكبر بحبي له، سوف أستمر في ذلك حتى أضع حدا لهذا الحلم ، في الحقيقة .. أنا أتمنى أن أرى نهاية لأحلامي مهما كانت نتيجتها"
أغلقت سارة مذكرتها التي امتلأت بكل ما تراه وما تحلم به ..
في اليوم التالي ، استيقظت سارة مبكرا جدا،، فتحت مذكرتها وكتبت :
" اليوم سيأتي ماليبو،، سأخبر والدي أنني موافقة على الزواج منه،، سوف أذهب وأرى قلعته الكبيرة .. سأكتشف مخبئه السري وأعثر على مساعده "

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

تناول الجميع إفطارهم ووقفت سارة وقالت بابتسامة:
- أنا من سيحمل أطباق الفطور ..
ابتسم الجميع وتبادلوا النظرات بينما حملت سارة أطباق الفطور وتوجهت نحو المطبخ فقالت الأم:
- إن سارة تتحسن كثيرا ..
وقف سامي وتوجه للداخل وخاطب سارة قائلا :
- أين الرواية التي أخذتها مني بالأمس..؟؟
قالت سارة وهي تغسل الأطباق:
- ستجدها على مكتبي ..
توجه سامي من فوره نحو غرفة سارة وبحث على مكتبها ،، سقطت مذكرتها على الأرض وانفتحت على صفحة ما، من وسط المذكرة الكبيرة ..

نظر سامي بدافع الفضول فقرأ:
" من قال له أنني أحبه؟؟ أنا لا أحبه .. ليس لأنه فقد عينه اليسرى في الحرب العالمية، لا .. ولكن لأنه يكذب علي ويزعجني بتلك الأحجار التي يقذفها على زجاج نافذتي حتى أنظر إليه .. إنه مزعج .. ويقول لي أنه يمتلك قلعة في استراليا ولكنني لم أرها أبدا .. إنه لا يمتلك عائلة ولديه مساعد قوي جدا يدعى ( الحفار)، ولا أدري لماذا أطلق عليه هذا الاسم ولكن ... ربما لأنه قوي لدرجة أنه يستطيع الحفر حتى في الصخور... لا أعرف لماذا أصدقه؟ .... !!!!"

توقف سامي عن القراءة لبعض الوقت وهو يحدق بالمذكرة مذهولا ،، ثم تصفحها ليصل إلى الصفحات الأخيرة وقرأ:
" ظهر ماليبو ليوفي بوعده ويأخذني إلى قلعته .. لا أصدق أنني سأتزوج ذلك اللئيم ، ولكن لا بأس به فهو يحبني جدا ولن يؤذيني .. إن عالمه جميل جدا ويعجبني ... "

نظر سامي إلى الباب ليتأكد من أن سارة ليست قادمة وعاد وفتح الصفحة الأخيرة:
" إنه يحاول أن يخبرني أنه ( كمال) وليس ماليبو ، لكنني أعرف جيدا من يكون ... اليوم سيأتي ماليبو،، سأخبر والدي أنني موافقة على الزواج منه،، سوف أذهب وأرى قلعته الكبيرة .. سأكتشف مخبئه السري وأعثر على مساعده "

سمع سامي خطوات سارة متجهة إلى الغرفة ، فأغلق المذكرة بسرعة ووضعها على المكتب بارتباك ثم بدأ في البحث مجددا عن الرواية أسفل المكتب ..
فتحت سارة الباب وقالت مندهشة:
- لا أصدق أنك لم تعثر عليها .. انظر إنها أمامك ..
رفع سامي رأسه مرتبكا وقال:
- حـ .. حقا؟؟
نظرت سارة بشك نحوه ، ثم التقطت الرواية وأعطتها لشقيقها الذي أخذها وخرج بسرعة وهو يفكر في ذلك الكلام الذي قرأه في مذكرة سارة ... أهي مجرد هلاوس ...؟؟
وقفت سارة تنظر إلى مذكرتها التي وضعت مقلوبة وسقط القلم من داخلها ، علمت أن شقيقها عبث بالمذكرة، ربما قرأ شيئا ..
تركت غرفتها متوجهة إلى المطبخ وتجاهلت ما فعله سامي ...
بعد قليل من الوقت كان سامي يجلس في غرفته ويتذكر ما قرأه في المذكرة فسمع طرقا على باب غرفته فأجاب وهو يفيق من سهاده:
- نعم ؟؟ ادخل!

فتح والده الباب وقال بخفوت:
- لقد اتصل كمال ،، وهو قادم اليوم ليسمع ردها الأخير ..
اتسعت عينا سامي مندهشا ، وحدق في والده لبعض الوقت قبل أن يهتف بذهول :
- أبي ... إنها تعرف عنه كل شيء .. إنهما يعرفان بعضهما منذ فترة طويلة ...!!

نظر الأب باستغراب ثم اقترب من سامي وتحسس جبينه عله يهلوس بسبب مرض أصابه ثم قال مستغربا وفي صوته نبرة من السخرية:
- ماذا؟ أهي عدوى وتنتقل في هذا البيت؟ لم يبق سوى أنا وأمك ..
نزل سامي من فوق سريره وتكلم بانفعال وكأنه لم يسمع ما قاله أبوه للتو:
- لقد .. لقد قرأت مذكراتها القديمة .. إنها تصفه باسم ماليبو!
- ماليبو مجددا!!
- انتظر يا أبي ،، لقد كتبت أنه سوف يأتي اليوم ...... كيف تعرف؟؟
صمت الأب ونظر لابنه متعجبا .. ثم تدارك نفسه وقال بسرعة:
- بني .. هل فقدت صوابك ؟؟

صمت سامي مستسلما ونظر لوالده بثقة، بينما كان والده حائرا جدا، ولكنه نادى بأعلى صوته:
- سارة ...
سمعا صوت سارة:
- قادمة يا أبي ..
دخلت سارة وهي مستغربة من ذلك الاجتماع في غرفة أخيها .. وبلا مقدمات سألها والدها:
- سارة .. هل تعلمين أن كمال قادم اليوم؟
لم تتردد سارة وقالت بصراحة:
- أجل!
- كيف تعرفين ذلك بينما لا نعرفه؟
- لقد حلمت بذلك ...
- حلم؟؟
وقف الأب صامتا للحظات قبل أن يقول :
- حسنا ، انصرفي إذا أردت ..
نظرت سارة إلى سامي نظرة غاضبة وخرجت بسرعة فقال الأب مخاطبا سامي:
- إنها أحلامها القديمة ..
أمسك سامي ذراع والده الذي هم بالخروج وقال والانفعال واضحا في صوته:
- لكن! أبي أنا لن أوافق على هذا الزواج!!


نظر الأب نحوه باستغراب وقال:
- كنت تتمنى أن تتخلص من مشكلاتها وتتزوج .. ما الذي جرى لك؟ أنت تعرف أنها مريضة وأن كمال خير زوج لها لأنه الوحيد الذي يستطيــ ...
- أبي أرجوك! إنها تعرفه جيدا .. لقد تقابلا مرات ومرات وهو يحكي لها الكثير من الخرافات وأن لديه قلعة في استراليا و و و ....

صمت الأب مستمعا لكلام ولده وتابع سامي:
- سارة ليست مريضة، إنها تحلم بأحلام غريبة وحسب وهذا ليس مرضا ... ، إنها جميلة جدا وبريئة ومازالت في العشرين من عمرها ... ستجد غير كمال العديد من الشبان اللطفاء ليحبونها وسأبدأ بأخذها معي إلى الأماكن التي أزورها لكي تتخلص من انطوائها وأحلامها ..
قال الأب معارضا:
- ولكن .. كمـال ..
- أبي! أنت لا تعرف ذلك الغريب الأطوار! لقد جاء إليك وادعى أنه كمال ماجد ابن صديقك الذي توفي في الحرب ... هل أنت متأكد من كلامه؟؟ أجبني بالله عليك!
صمت الأب لدقائق ثم قال مستسلما:
- حسنا ... لقد فهمتك!

خرج الأب تاركا ابنه خلفه وهو يفكر بجدية، أما سارة التي سمعت كل الحوار الذي دار بينهما فقد ركضت بخفة عائدة إلى غرفتها ..
لم تكن حزينة ، لكنها كانت غاضبة لأن سامي قرأ مذكراتها بدون أخذ إذن منها ، فكرت ..
ثم فتحت مذكراتها وكتبت:
" قرأ سامي بعضا من مذكراتي،، سيأتي ماليبو اليوم، من الجيد أن والدي سيرفض، لكن من السيئ جدا أنني لن أرى قلعته ومساعده القوي .. هذا لا يهم .. كل ما يهمني الآن هو ما سيقوله أبي وأخي لماليبو .. سيخبرونه أنني فتاة لا تصلح للزواج .. وأنني متلكئة وأنني لم أوافق ....... والعديد من هذا الكلام الذي أعرفه ،، الغريب أنني حلمت أنني أزور قلعة ماليبو في استراليا ..
كيف؟ لا أعلم!"

 
 

 

عرض البوم صور الاميرة الاسيرة   رد مع اقتباس
قديم 07-11-13, 10:35 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2013
العضوية: 251576
المشاركات: 1,570
الجنس أنثى
معدل التقييم: الاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالق
نقاط التقييم: 3226

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الاميرة الاسيرة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الاميرة الاسيرة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: قصة رائعة قلعة ماليبو

 

البارت نمبر 4- - - - - - - - - - - - - - - - - -

وقف سامي ينظر لكمال الذي وقف عند باب بيتهم قبل ان يقول بابتسامة:
- تفضل ..
جلس كمال وقال يكلم الأب بابتسامة:
- آسف لأنني غبت فترة من الوقت فقد كنت مسافرا، وأظن أن هذا الوقت قد أعطاكم فرصة للتفكير في الأمر بجدية ...
سأل سامي بفضول :
- آه .. وإلى أين سافرت؟
- لقد سافرت إلى استراليا ..

تفاجأ سامي وبقي صامتا وتنحنح والد سامي قبل أن يقول بتردد:
- في الحقيقة يا كمال, أنت شاب رائع ... تستحق كل الخير، أنت تعلم أنني أحبك مثل سامي ، ولكن سارة فتاة غريبة قليلا وهي .. لا تعرف كيف تتصرف أو ماذا تقول .. إنها رافضة للزواج ..

صمت الأب للحظة ونظر إلى وجه كمال المترقب ثم تابع:
- صدقني أنت أفضل من سأضمن حياة ابنتي معه ... لكنها تحرجني دائما، لأنها .. هي لا تريد ...
صمت الأب مجددا فقال كمال بنبرة حزينة:
- فهمت .. تقصد أنها لا تريد الزواج بي ...
قال الأب بسرعة:
- لقد رفضت مبدأ الزواج عموما ... وليس أنت!

ظهر الحزن على وجه كمال الذي وقف وقال:
- حسنا إذن .. سأرحل!
ظل سامي صامتا بينما وقف الأب وأمسك بكتفي كمال وقال بإلحاح:
- لا يمكنك .. نحن لم نرك إلا دقائق .. أجلس أرجوك ولا تحرجني ..
جلس كمال وجلس الأب إلى جانبه بينما قال سامي:
- هل تعيش في استراليا؟
- آ .. أجل .. لا .. لقد ذهبت لزيارتها وحسب..
كانت سارة تنصت من خلف الباب إلى ما قاله والدها لكمال ،، لم تشعر بأي شيء وتركت الباب وعادت إلى غرفتها بينما دخلت والدتها لتقدم للضيف العصير والحلوى..

بعد أن رحل كمال سمعت سارة صوت والديها،، كان صوتهما مرتفعا وقالت الأم بعصبية:
- لا أصدق ما فعلته ... لقد رفضت أفضل شاب يمكنك مقابلته في حياتك!
- اسمعي يا نور ... سيأتي غيره!
- لن يفهموا ابنتك أبدا،، إنها معقدة يا عامر ..
- ابنتي ليست معقدة!
- لا أعرف لما تصرفتما مع الشاب بتلك الطريقة !!
تدخل سامي في الحوار قائلا:
- إنه غريب الأطوار!
قالت الأم بعصبية :
- إنهما مناسبان لبعضهما .. أنتم لم تأخذوا برأيها حتى!
- هذا لن يجدي نفعا!
- لقد كانت موافقة .. وهو .. كان معجبا بها!
- أمي أنت لا تعرفين شيئا ..

فتحت سارة باب غرفتها ونظرت للجميع بهدوء فتوقفوا عن الصراخ والغضب ونظروا إليها فقالت بنفس الهدوء:
- لم تتركوا لي تقرير أي شيء في حياتي، لم تسألوني عن أي شيء .. وتتهموني بالانطوائية والعزلة .. ! والآن لم تتركوا لي حتى التفكير في حياتي الشخصية ... مجرد التفكير! إذا أعجبكم وافقتم وأجبرتموني عليه .. وإذا لم يعجبكم أجبرتموني أيضا على رفضه! كنت أتساءل متى سيكون لي رأي يوما من الأيام؟

قالت ذلك وتوجهت مسرعة إلى غرفتها، بينما خيم الصمت عليهم وتبادلوا نظرات تحمل الحزن واللوم لما فعلوه دون استشارتها ..
شعرت بالحزن ودخلت إلى غرفتها وأغلقت خلفها بابها بالمفتاح ..
لم تمض بضعة أيام واستيقظت سارة في الليل على صوت ما .. كان الجميع يغط في النوم وفتحت عينيها ونظرت إلى نافذتها بخوف فرأت الأحجار الصغيرة تصطدم بزجاج النافذة الواحدة تلو الأخرى ..
تمتمت تحدث نفسها :
- ماليبو!

تطلعت إلى ساعة الحائط التي كانت تشير إلى الثالثة والنصف صباحا .. اقتربت بهدوء من النافذة ونظرت من الزجاج ولكنها لم تتمكن من الرؤية ولذلك قامت بفتح النافذة بهدوء ونظرت إلى الشارع ...

تأملت سارة جيدا فرأت كمال الذي أشار لها بأن تنزل إليه .. ظهر الغضب على وجهها وهزت رأسها نفيا فتوسل إليها ولكنها أغلقت نافذتها وعادت إلى سريرها متجاهلة كل شيء ..
سمعت أصوات الأحجار الصغيرة وهي تصطدم بنافذتها فسدت أذنيها حتى لا تسمع،، كانت تريد أن تفتح ولكنها تحلت بالإرادة القوية حتى توقف كمال عن إلقاء الأحجار ..
لم تستطع النوم طوال الليل .. فكرت فيه طويلا ، لم عاد إلى تلك العادة القديمة؟ لم ييئس أبدا ..

تذكرت إحدى عاداته في إلقاء أوراق جرائد من أسفل الباب وهي تحتوي رسالة ما من أجلها، فتحت سارة باب غرفتها بهدوء ونزلت الدرج ثم توجهت إلى باب المنزل و تفاجأت عندما رأت الصحيفة ملقاة من أسفل فتحة الباب الضيقة فأخذتها وهي تتمتم:
- تبا لك يا ماليبو!!

عادت مسرعة إلى غرفتها وتصفحت الجريدة حتى سقطت ورقة من داخلها .. ورقة شفافة ليس عليها حرف واحد .. وعليها بعض الخدوش البيضاء ..
التقطت سارة الورقة الشفافة ووضعتها على ورقة زرقاء كانت موجودة في درجها فظهرت الكتابة :

" إلى حبيبتي ... سارة ،،
اعترف لكي أنني ماليبو ، كنت أعلم أنك ستكتشفين ذلك، وأعلم لم رفضتني، لأنك تظنين أنني شبح .. لكن هذا غير صحيح .. أنا مجرد شاب أحببتك .. بجنون ، لقد حلمت بك دائما .. كنت سأتزوجك وكنا سنجعل معرفتنا الوطيدة ببعضنا سرنا الصغير ..
لقد أصبتك بالأرق والحيرة منذ سنوات .. كنا مراهقين ،، لكننا الآن أصبحنا أكثر نضجاً، أنا لست كمال ولست طبيبا نفسيا .. ولكنني أيضا لم أفقد عيني في الحرب العالمية .. لقد كنت أحاول لفت انتباهك فحسب .. سارة .. أرجوك لن استطيع العيش بدونك، سأسافر إلى استراليا نهائيا هذا الأسبوع، ولذلك فسوف أعود مساء غد لنهرب سويا ..

إذا رفضت فلن استطيع رؤيتك مجددا .. وإلى الأبد .. وسوف أدع " الحفار" يقتلني لأنني لن أعيش من بعدك، وإذا وافقت على ما أخبرتك به فسأراك غدا في التاسعة مساء عند محطة القطار قرب منزلكم ولا تحملي معك أي شيء لأنني سأحضر لك أي شيء تريدينه في العالم ....... مع حبي ..
ماليبو أليخاندرو رسالة 279 "

قرأت سارة رسالة ماليبو مرات ومرات ...
ولكنها لم تفكر كثيرا في الأمر فقد ألقت بالورقة الشفافة والورقة الزرقاء أيضا في سلة المهملات وتمتمت " لن أتقبل منك رسائل مجددا أيها الماليبو" ، وعادت إلى سريرها وقد قررت شيئا واحدا فقط ..

في اليوم التالي ساعدت سارة والدتها في أعمال المطبخ، كانت هناك دعوة مقدمة من أبيها لبعض الأصدقاء لحضور الغداء في منزلهم .. كانت العاملات يعملن بجد وكانت سارة تشرف على بعض ما يفعلنه ..

لم تقص شيئا لوالدتها فهي لا تخبرها في العادة .. أيضا لم تكتب عن ذلك في مذكراتها وقد انشغل جزء كبير من تفكيرها حتما بهذا الأمر ..
بدأ الجميع بالتوافد إلى ذلك الحفل وجلست النساء في مكان منفصل عن الرجال ورغم ذلك كانت سارة تشعر بالكثير من الحرج والتوتر .. كانت النساء معجبات بجمالها ورقتها وكن يسألنها عن اسمها ودراستها وكانت تجيب بخجل وهدوء ..
بعد وقت قصير نسيت سارة ربطة شعرها فرفعت فستانها الحريري وصعدت على الدرج نحو غرفتها تاركة ورائها والدتها والضيوف ..
ركضت نحو غرفتها وهي تنظر إلى حذائها فاصطدمت بشيء ما أشبه بالجدار ..
رفعت عينيها المذهولتين فرأت رجلا ملثما قويا ينتظرها على باب غرفتها، قبل أن تقوم بغمضة عين .. أمسكها بقوة ووضع منديلا مبللا بمخدر على أنفها بعد لحظات من المقاومة .. فقدت سارة وعيها تماما .
.

 
 

 

عرض البوم صور الاميرة الاسيرة   رد مع اقتباس
قديم 07-11-13, 10:37 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2013
العضوية: 251576
المشاركات: 1,570
الجنس أنثى
معدل التقييم: الاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالقالاميرة الاسيرة عضو متالق
نقاط التقييم: 3226

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الاميرة الاسيرة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الاميرة الاسيرة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: قصة رائعة قلعة ماليبو

 

فتحت سارة عينيها .. كانت نظراتها مشوشة ولم تر حولها جيدا ولكن بعد دقائق استطاعت رؤية الغرفة التي تنام على سريرها .. شهقت بفزع وهي تتذكر ما حصل لها ..
خرجت بسرعة وسارت في أرجاء المنزل، كان منزلا صغيرا نوافذه مكسوة بورق لاصق أسود اللون والظلام يعم المكان،، نظرت إلى ساعة يدها التي أشارت إلى الثانية ..
الثانية؟؟

إنها لا تعرف أهي الثانية صباحا أم مساءا ..
حاولت فتح إحدى النوافذ ولكن ذلك كان مستحيلا .. ولذلك عادت إلى الغرفة مجددا وجلست على السرير وهي تجهل ما يحصل لها ..

نظرت تتأمل الغرفة فشاهدت حقيبتها ومذكراتها وكتبها ..
أقبلت مندهشة ووقفت تتأمل أشيائها وسمعت صوتا خلفها فالتفتت وأدركت أن الصوت قادم من خارج الغرفة ..
وقفت منتظرة حتى رأت ماليبو الذي دخل وهو يحمل في يده حقيبة صغيرة وتبعه ذلك الرجل القوي الملثم ..
تلاشى الخوف الذي كان يغلف قلب سارة وتحول إلى صدمة ، وعندما رآها ماليبو قال باسما:
- لقد أفاقت !!
قالت سارة باندهاش:
- ما هذا!! كـ .. كيف يمكنك أن ..
اقترب ماليبو ووضع يده على فم سارة ثم قال :
- أهدأي يا حلوة!
اتسعت عينا سارة وأبعدت يده بسرعة بينما تابع:
- لقد حجزنا نحن الثلاثة على طائرة اليوم المتوجهة إلى استراليا...
لم تعرف ماذا تقول ولكنها تمتمت ودموعها تملأ عينيها:
- لكنني لم أوافق على ذلك!
ثم جلست على الأرض وهي تبكي ... جلس ماليبو مقابلها ورفع وجهها وهو يقول فزعا:
- أنت تبكين؟ هل تكرهينني إلى هذا الحد ..؟؟
- أنا مكرهة على فعل ذلك .. أ .. أنا خائفة جدا..
- لماذا!!
- لأننا لسنا متزوجين .. وأنت تحاول خطفي بلباقة!
- سوف نتزوج عندما نصل إلى استراليا .. لقد أعددت لك حفلا ضخما..
وقفت سارة وقالت بعصبية:
- لا ..... إن والداي لا يعرفان ذلك .. وهذا لا يجوز أبدا ، سيموتان من القلق بينما سأهرب معك عنوة!

وقف ماليبو وبدأ الغضب يظهر على ملامحه ثم التفت نحو الشاب الملثم وقال:
- كابتر ... إذهاب وصوب بندقيتك على رأس (سامي) بدون أن يشعر .. إذا حاولت تلك الجميلة الهرب أو التصرف بشكل يلفت النظر سأعطيك إشارة ولا تتردد في قتله ..
لم تصدق سارة ما تسمعه وشهقت وهي تهز رأسها نفيا وقالت باندهاش:
- أنت تهددني !!
ابتسم ماليبو بخبث وقال وهو يشير بسبابته نحوها:
- وستنفذين كل ما آمرك به .. وهناك.. في استراليا .. لن يمكنك الهرب أبدا ..
ألقت سارة نظرة على " كابتر" وقالت:
- أرجوك لا تفعل أيها الشاب ..

لم يتحرك كابتر ونظر بطرف عينيه الزرقاوين القاسيتين نحو سارة بينما قال ماليبو ضاحكا:
- إنه لا ينفذ إلا أوامري ، وهو ... أفضل قناص يمكنك أن تحصلي عليه في العالم أناديه دائما " كاب" وهو محترف .. فقد جربته من قبل لم يخذلني قط!
صاحت سارة بغضب:
- أنت حقير!!
التفت ماليبو مجددا إلى القناص كابتر وقال:
- هيا اذهب ، والحق بنا فيما بعد ..
خرج القناص بعد أن ألقى نظرة أخرى على سارة، وقفت سارة وهي تشعر بيأس عجيب ... كانت تنظر إلى ماليبو بغضب وقالت وهو يضع الحقائب إلى جوار بعضها :
- لقد فاجأتني حقا ... لقد ... ظننت أنك أفضل شخص يمكنني أن أحبه، لكن من الجيد أنك ظهرت على حقيقتك قبل أن أقع في الحب لأول مرة في حياتي!!

التفت ماليبو نحوها والذهول يملأ عينه .. ثم تدارك نفسه وقال:
- أنت لن تحبينني أبدا .. لقد رفضتني وأنا أعرف لماذا!
قالت سارة بانفعال:
- لم أرفضك أيها الغبي .. لقد قرأ سامي مذكراتي و .. وعرف .. أنـك ..
وقف ماليبو منصتا بينما توقفت سارة عن الكلام للحظات، مسحت دموعها ثم سألت:
- ولماذا تظن أنني رفضتك!؟
تلكأ ماليبو للحظات قبل أن يقول:
- إنني بعين واحـدة ..!
نظرت سارة إلى العصابة التي تغطي عينه المصابة وابتسمت ساخرة قبل أن تقول:
- وهل تظن أنني سأكرهك من أجل شيء سخيف كهذا ... تلك العين المصابة .. لم تؤثر أبدا على قراري .. لكن نفسك الحقيرة هي التي اوحت لك بذلك!
- أنا لست حقيرا!
- بلى أنت كذلك ..
- اصمتي!

صمتت سارة بينما حاول ماليبو أن يهدأ ولكنه قال بعصبية أكبر:
- أنت تكذبين .. تريدينني ان أشعر بالذنب وأتركك تعودين إلى منزلك ولكن هذا لن يحصل أبدا!
قالت سارة بهدوء وقد استندت على الجدار:
- أنت الكاذب الوحيد ... أنت تدعي أنك تحبني .. وأثبتت لي أنك إنسان شريف! لـكنك .. لـ .. لقد قمت بعمل شنيع! ... لو كنت تحبني حقا، لما فعلت ذلك بي ...
اقترب ماليبو وأمسكها من ذراعها بعنف وقال بخفوت:
- وسأفعل بك أكثر من ذلك ...
شعرت سارة بالخوف وترك ماليبو الغرفة وخرج وهو يقول:
- وأرجو أن لا تنسي بندقية القناص الموجهة إلى رأس أخيك ..

جلست سارة على الأرض لوقت طويل لم تتحرك من مكانها،، حمل ماليبو الحقائب ووضعها في السيارة ثم عاد ووقف أمامها وقال ببرود:
- هيا بنا .. إنها الساعة الرابعة ستقلع طائرتنا في الخامسة والنصف لقد تأخرنا ..
نظرت سارة إليه بقرف واشمئزاز ... ولكنه تجاهل ذلك وسحبها من ذراعها فسحبت يدها بعنف ووقفت وهي تقول:
- دعني! سأسير خلفك..
- بل أمامي .. وأرجو أن لا تنسي ....
قاطعته بغيظ:
- الهراء الموجه إلى رأس أخي، أعرف!
قال مبتسما:
- أحسنت! هيا يا أميرتي ..
- أميرة! أم أسيرة !!

ركبت سارة وتوجها معا إلى المطار،، أنهيا كل شيء بهدوء وركبا الطائرة ..
قال ماليبو وهو ينظر في جواز سفرها:
- لقد وجد كاب تلك الأشياء بسهولة في حقيبة يدك .. ألا تتحلين ببعض المسؤولية؟ ماذا لو فقدت حقيبتك.. هل سيضيع كل شيء معها؟
- هذا ليس من شأنك!
ضحك ماليبو بصوت منخفض وقال وهو يلوح بجواز السفر خاصته:
- أليس لديك الفضول لتعرفي اسمي الحقيقي؟
كانت سارة تشعر بالحزن وهي تنظر إلى وطنها الذي تبتعد عنه شيئا فشيئا ولم تصغي لما يقوله ماليبو أبدا ونزلت دمعة من عينيها على خدها ..

قال ماليبو وهو يرى دموعها:
- لا بأس .. يمكنك البكاء،، لكن إذا بقيت هكذا لوقت طويل فيبدو أنني سأجعلك تبكين فعلا!
نظرت سارة نحوه شزرا .. فتابع مبتسما وهو يأكل بعض الحلوى:
- أتمنى أن تلتزمي بالهدوء حتى يصل كابتر إلى القلعة حتى لا أضطر لأعطاه أي أوامر ..
ثم مد قطعة شيكولا نحوها وقال بسماجة:
- تفضلي ..
تجاهلته سارة وعادت تنظر من نافذة الطائرة بينما استرخى ماليبو وابتلع قطعة الشيكولا ثم قال:
- كنت أعرف أنك لا ترغبين بالحلوى ..

بعد مرور ساعتين من الزمن .. غفا ماليبو ومالت رأسه على كتف سارة ، نظرت سارة إلى شعره الأسود ثم عادت ونظرت من زجاج النافذة وهي تفكر في خدعة ما، يجب أن تهرب منه قبل أن يحبسها في قلعته ويؤذيها يجب أن تفكر ...
لكن ،، ماذا عن ذلك الكابتر ؟؟ ذلك الشهم الذي يصوب بندقيته القناصة نحو أخيها ويراقبه أينما ذهب ؟!! هل ستستسلم له وتذعن بدون أدنى مقاومة!!
شعرت سارة باليأس الشديد .. ولكنها التقطت بهدوء من حقيبتها قلما وكتبت باللغة الانجليزية في ورقة وهي تراقب ماليبو الذي يغط في النوم:
(( أنقذوني، ذلك الشاب يهددني بقتل أخي إذا هربت منه ... أرجوكم ساعدوني بأي طريقة،، لديه قناص يصوب بندقيته نحو قلب أخي أينما ذهب وينتظر الإشارة، وأظنه يحمل محمولا ليتحدث به))
مرت المضيفة وهي تبتسم وقالت:
- ماذا تريدون من الطعام؟
فقالت سارة بخفوت:
- أرجوك أنه مرهق ويريد النوم .. شكرا لك ..

ثم مدت يدها بخفة وأعطت المضيفة الورقة وهي تنظر إليها في عينيها ...
فتحت المضيفة الورقة واتسعت عيناها مفزوعة وأسرعت بإخفائها ثم ألقت نظرة إلى سارة وعادت إلى سؤال الركاب الآخرين وكأن شيئا لم يكن ...
علمت سارة أن المضيفة ستفعل شيئا ما .... يجب ان تفعل تلك المضيفة أي شيء!!
رحلت المضيفة ومرت ساعة أخرى ..
استيقظ ماليبو ونظر حوله لثوان ثم نظر إلى وجه سارة المرتعب وقال:
- كم مضى من الوقت؟
أجابت بهدوء:
- لا أعلم!
قال بنبرة تهديد:
- حسنا سوف تعلمين كل شيء قريبا! يا .. حبيبتي!

بقيت سارة صامته حتى وطئت قدماهما الأ**** الاسترالية ، في المطار أخرج ماليبو جهازه المحمول المتطور جدا.. كان يتكلم بلغة غريبة وكان كلامه حادا وعصبيا، نظرت سارة يمنة ويسرة وهي تشعر بالعجز وتساءلت في نفسها ماذا يمكن للمضيفة أن تفعل ..
قبل أن يتم ماليبو كلامه كانت هناك رصاصة تخترق هاتفه المحمول وتحوله إلى ركام متناثر ببراعة قناص محترف .. نظر ماليبو بذهول حوله وظهر الاستياء على وجهه وهو يرى دائرة من جنود الأمن الاسترالي يطالبه بالاستسلام ..
رمق ماليبو سارة بنظرة حادة وهمس:
- لقد تصرفت بشكل سيء وهذا في غير مصلحتك ألبته ..

فتح ماليبو حقيبة يده وأخرج بطاقة وهو يقول:
- إنها مصابة بالانفصام .. وهي شقيقتي ..
نظرت سارة بذهول إليه ولكن اقترب أحد الضباط و أخذ ماليبو، حضر ضابط آخر واصطحب وسارة معه بينما تجمهر الناس حول المكان يتساءلون ..
في مركز شرطة كانبرا المحلي ، تفقد الضابط بطاقاتهم وهوياتهم ..

وتأكد أن سارة إليخاندرو هي شقيقة المدعو ماكسميليان أليخاندرو أسبانيان ويحملان الجنسية الأمريكية وجواز سفر أمريكي وأنهما يقدمان إلى استراليا للمرة الأولى ومتوجهان إلى مدينة برث ..
أخرج ماليبو شهادة مرضية تحمل اسم سارة وقال:
- انظر، إنها مصابة بانفصام وتتخيل أحيانا أنني لست شقيقها، إنها لا تدري عن تصرفاتها .. لقد تحملت ذلك كثيرا من أجل أن تشعر بالرضا وهي تضعني في مآزق شتى!!

توجه الضابط إلى الغرفة التي تقل سارة بينما كان يستجوبها الضابط المساعد الذي سألها باللغة الانجليزية:
- هل أنت من كتب تلك الورقة؟
أجابت سارة بخوف:
- أجل ..
- ما هو اسمك ..
- سارة عامر ..
- هل انت اسبانية؟
- لا .. أنا عربية ..
- حسنا .. هل السيد أليخاندرو شقيقك؟
- لا .. إنه لص وقد حاول تهديدي واختطافي!

 
 

 

عرض البوم صور الاميرة الاسيرة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماليبو, رائعة, قلعة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:04 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية