كاتب الموضوع :
الاميرة الاسيرة
المنتدى :
القصص المكتمله
رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
البارت نمبر 17
يا كارهوا ماليبو ... إحتفلوا- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
استعادت سارة رباطة جأشها وأدركت أنها فعلا .. لا تحلم ..
نظرت خلف آندريه فشاهدت جاكي يسير متكأ على العصا ونظر جاكي فاندهش لما يراه وقال:
- لما لا تقاتل من رجل لرجل وتدع الفتاة وشأنها؟؟
التفت آندريه وقال:
- رجل لمن؟ لرجل؟ أم لضحية نمر؟
ترك جاكي العصا فسقطت من يده وقال:
- لقد حاربت نمرا وقتلته، أنا قوي .. ولهذا يمكنني هزمك بسهولة ..
سار آندريه مقتربا من جاكي فانحنى جاكي بسرعة والتقط العصا ثم لوح بها في الهواء وبدأ بتدويرها كالمروحة ،، كان آندريه يركض باتجاه جاكي فضربه جاكي بعنف بالعصا فسقط آندريه وصاحت سارة:
- إحذر الخنجر.. إنه يحتوي مخدرا ..
وقف آندريه واندفع فأسقط جاكي .. شعرت سارة بأن وجودها لا معنى له .. ولكن بمن ستستنجد؟ هل ستطلب عون ماليبو؟
******
شاهدت زحل آندريه وهو يتشاجر مع فيليب ..
في تلك اللحظة أيقنت بأن تنفيذ الخطة قد بدأ ، وتوجهت إلى مكتب ماليبو وطرقت الباب فقال ماليبو:
- تفضل؟
دخلت زحل بابتسامة مصطنعة فقال ماليبو وهو يتطلع إلى بعض الأوراق بيديه :
- ما الأمر يا عزيزتي؟ لم قمت من سريرك؟ ألست خائفة على طفلنا؟
تمتمت زحل وهي تلتقط سيفا معلقا:
- بلى، إن كان هناك طفلا ..!
ترك ماليبو الأوراق ونظر نحو زحل بذهول وتمتم:
- ماذا تقصدين ؟؟
اقتربت زحل وهي تتظاهر بمشاهدة نقوش السيف ثم قالت:
- لقد أمضيت أجمل سنين عمري وأنا محبوسة هنا، تحت أمرتك ورهن إشارتك ... هل كنت تظن أن ذلك بلا هدف؟
لم يفهم ماليبو ما تقصده زحل وقال مستفسرا وهو يقف:
- ماذا تقصدين بالهدف ؟؟
ضحكت زحل ورفعت السيف أفقيا لتواجه به ماليبو وقالت:
- لم أحبك يوما للأسف، كما أنني لست حاملا ... فعلت ذلك حتى يمكنني الحصول على المال .. من أين لي به لأشتري قلعة باهظة الثمن؟؟
نظر ماليبو مشدوها فضحكت زحل ضحكة مجلجلة وصاحت :
- لقد خدعتك وجعلتك لي .. حتى ظننت أنني لك!!
فجأة، قذفت بالسيف بقوة لتطعن ماليبو الذي نظر إليها مذهولا لدقيقة ثم بدأت الدماء تسيل من أنفه وفمه .. نظرت زحل إلى السيف وهو يخرج من فقرات ظهره وقالت وهي تدور حول المكتب:
- هذا هو قصدي ... بالهدف أيها الوسيم ...
سقط ماليبو على الأرض وهو يرتجف واقتربت زحل وهي تنظر إلى عينيه المفتوحتين وهما تتحركان ببطء وتمتمت:
- سوف أشتاق إليك حقا ...
ثم ضغطت بحذائها على السيف فخرجت آه مؤلمة قصيرة من فم ماليبو وعادت تقول:
- كنت تستحق موتة أبشع من هذه .. لقد كنت ديكتاتورا ..
وتوجهت زحل نحو باب المكتب وألقت نظرة على ماليبو وهو يحتضر ثم خرجت وأغلقت خلفها الباب بهدوء ..
ثم توجهت إلى المطبخ وكانت الخادمات يعملن بجد فقالت زحل:
- أريد موتا فوريا يا فتياتي! لا أريد أن يتبقى أحد من جنودهم الأشاوس بعد وجبة الغداء الشهية تلك ...
********
في تلك اللحظات كانت سارة تفكر وهي ترى آندريه يضرب جاكي بعنف وقد تفوق عليه بسبب إصابته ولكن جاكي كان قويا جدا ..
أمسكت سارة غصن شجرة ثقيل وضربت به آندريه من الخلف فارتطم آندريه بالجدار وسقط منه الخنجر .. أسرعت سارة والتقطت الخنجر ثم قذفت به بعيدا نحو الحديقة فاختفى وسط الأشجار جن جنون آندريه فصفع سارة بقوة لتسقط على الأرض من أثرها وهي تمسك وجهها، واستعاد جاكي بعضا من قوته في تلك الدقائق ليواجه آندريه مجددا ..
نظرت سارة نحو فيليب وقد ملأت دموعها عينيها .. كان ملقى على الأرض بلا حراك وركضت سارة صاعدة لأعلى وقد قررت الاستنجاد بماليبو ..
دفعت باب المكتب ودخلت بسرعة ولكنها توقفت مذعورة أمام منظر ماليبو المطعون ... وعينيه محدقتان بالسقف وأدركت سارة أنه لفظ آخر أنفاسه ..
سقطت سارة على الأرض وقدماها لا تقويان على حملها ..
فكرت ..
لقد سيطر آندريه على القلعة .. قتل ماليبو .. وفيليب .. والآن يريد التخلص من جاكي .. ماذا ستفعلين يا سارة؟؟
ولكن .. سامي ... !!
بعثت القوة في سارة مجددا وراحت تركض بسرعة ونزلت السلالم متوجهة إلى البرج الشمالي .. لم يكن هناك جنود كالعادة ولا حرس ..
تعجبت سارة أين اختفى الجميع؟؟
وجدت باب البرج مفتوحا .. فدفعته بقوة وركضت على السلالم وهي تصرخ ..
- سامي .. أجبني يا أخي أرجوك!
قبل أن تدلف سارة إلى الغرفة شاهدت آثار دماء على الجدران وعلى عتبة الباب ، وبدأت دموعها بالانهمار وتشنجت مكانها فلم تعد تقوى على رؤية شقيقها مذبوحا أو مطعونا ..
دخلت ببطء ويداها ترتجفان ونظرت جيدا ..
كان أثر الدم على كل شيء .. الأرضية والسرير والستائر وحتى السقف .. كانت الدماء جـافة ورائحتها تملأ الغرفة .. وكانت النافذة مفتوحة وعليها آثار دماء ..
اقتربت سارة من النافذة ونظرت بحذر، كان هناك شخص ملقى أسفل البرج ومحطما، فأدخلت رأسها وأغمضت عينيها .. وتمتمت بهستيريا:
- ليس سامي .. إنه شخص آخر .. لا .. لا .. لا .. ليس سامي .. يا إلهي ساعدني ..
فتحت عينيها المليئتان بالدموع ونظرت مجددا فشاهدته .. محطما وحوله دائرة من الدماء، السقوط من النافذة يكفي.. فكيف بكل هذه الدماء قبل أن يسقط ؟؟
لم تستطع سارة تحمل ذلك وجلست على الأرض وهي تبكي بحرقة ..
لم تستطع إيقاف بكائها وجرى الانتقام في دمها فوقفت وهي تجفف دموعها ..
كانت منهارة ... نظرت في المرآة التي رشت عليها نقاط من الدماء سال بعضها مكونا خطوطا حمراء وشاهدت وجهها .. كان فمها ينزف ونصف وجهها أحمر اللون إثر صفعة آندريه .. تذكرت فجأة ما حلمت به .. كانت مقيدة وسألت آندريه:
- آندريه ... ماذا تفعل هنا ..؟؟
التفت آندريه نحو سارة وقال وعلى وجه نظرة شريرة:
- أنت أسيرتي ... لأنني من يسيطر على الوضع الآن ..
لماذا لم تعط سارة ذلك الجزء من حلمها أي اهتمام ... هل أحبته حقا؟؟
لقد أحبته فعلا حتى إنها تتمنى أن يكون ذلك حلما فاسدا من أحلامها .. لماذا يصبح الشخص الذي أحبته هكذا؟؟ لماذا؟؟
كسرت سارة المرآة بماسكة أوراق ثقيلة موضوعة على إحدى الطاولات .. فسقطت المرآة محطمة وتناثرت إلى قطع حادة ..
التقطت سارة إحداها وخرجت تركض على سلالم البرج الشمالي ... وهي ... تتوعد ..
------------------------
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ظلت تركض عائدة وهي بالكاد ترى طريقها الذي حجبته دموعها عن عينيها ..
عندما وصلت إلى الممر الخارجي، كان جاكي وحيدا وكان ملقى في ركن من الأركان يحاول الوقوف والدماء تغطي أجزاء كثيرة من جسده .. نظرت جيدا فلم تجد أثرا لآندريه أو فيليب وتوجهت مباشرة إلى جاكي وحاولت مساعدته على الوقوف وهي تسأله:
- هل أنت بخير؟؟
أجاب جاكي بمرارة:
- لست بخير أبدا ...
ثم نظر في وجه سارة وقال وهو يشير لها نحو الحديقة:
- سارة، أهربي أرجوك! سيتولى فيليب الأمر .. إنه ماهر ..
توقفت سارة عن البكاء وقالت بجسارة:
- لن أهرب أبدا، يجب أن أقتل آندريه أولا .. لقد قتل أخي ..
نظر جاكي مذهولا وبدأت بعض الدماء بتغطية عينه اليسرى فقالت سارة بحزن:
- إن وضعك سيء جدا .. دعني أساعدك ..
انزلق جاكي بظهره على الجدار وجلس مجددا وهو يتمتم بتعب:
- لقد انتهى أمري .. اذهبي أرجوك .. لن يجدي انتقامك شيئا ... كل ما أعرفه في هذه الحياة أننا سنموت جميعا فوق السرداب .. وسيبقى الكنز لعنة ليبحث عنه آخرين .. وآخرين .. وآخرين ... ثم ..
صمت جاكي ومسح الدماء عن عينه اليسرى بيده اليسرى المجروحة فكأنه وضع الزيت على النار وزادت الدماء فلم يستطع إزالتها ..
نظر بعينه الأخرى نحو سارة التي وقفت تحاول عدم إظهار شفقتها على ذلك المسكين، ابتسم جاكي ابتسامة ساخرة ثم قال:
- اسمي الحقيقي هو آلفريدو .. كنت أود قول تلك الحقيقة لشخص ما لا يعرفني جيدا .. عدا ذلك فالباقيين من أخوتي لا يملكون أسماء مستعارة .. إنهم حقيقيون أكثر مني ..
جلست سارة أمام جاكي وقالت بلطف:
- اسمع يا جاكي .. أو ألفريدو .. أنا لن أتركك جريحا هنا لأهرب، كما أنني أجدك شاباً قويا ولست مصابا إلى هذا الحد .. وأرجو منك أن تتشجع لآخذك إلى مكان آمن على الأقل .. أرجوك!
عاد جاكي إلى ابتسامته الساخرة وتمتم :
- ليس هناك مكان آمن هنا .. كما أنني مصابٌ إلى هذا الحد صدقيني!
تمالكت سارة نفسها وهي تسمع صوت زحل يقول من خلف ظهرها:
- لقد نسينا أمر اللطيفة الصغيرة .. لم أظن أن آندريه سيتركك ..
وقفت سارة والتفت مواجهة زحل وهي تمسك بقطعة المرآة الحادة جيدا، وأخفتها وراء ظهرها وقالت:
- لا أحب الحروب النسائية .. إنها تشعرني بالقرف ..
ضحكت زحل ضحكة لاذعة ثم قالت وهي تحاول إمساك ضحكة أخرى عن الخروج:
- ما رأيك الآن في حرب نسائية - رجالية إن أردت تسميتها؟؟
لم تفهم سارة ماذا تقصد نظرت إليها بحذر، ولكنها سرعان ما فهمت عندما شاهدت آندريه يخرج إلى الممر الخارجي .. لم تعد سارة متأثرة به جدا .. لقد كرهته حتى أذنيها ..
لكنها تأكدت الآن من شيء واحد ، وهو أنه لا يسيطر على القلعة الآن سوى ... حفـّار .. وزحل ..!!
وقفت سارة متأهبة وألقت نظرة على جاكي بسرعة فوجدت عينيه مقفلتين وهو يجلس في ذلك الركن بلا حراك ..
عادت بنظرها إلى آندريه الذي كان ينزف من مكان ما من ذراعه وقال مبتسما وهو يشير بطرف ذقنه نحو جاكي:
- هل مات صديقك بسرعة؟؟ كان سيموت بأي حال فقد كان يدخن بلا انقطاع ..
شعرت سارة بالغيظ ولم تقل شيئا فعاد آندريه يقول وهو يذخر مسدسه:
- أنت حقا قوية .. أتعلمين،، سآسف على موتك .. لقد كنت جميلة ونبيلة وفعلت كل ما احتاج إليه من أجل إيجاد الكنز .. ولقد أحزنني حقا موت فيليب،، كان فتى شهما جدا، لكن مشكلته أنه كان ذراع ماليبو الأيمن، وهذا ما لا يعجبني في الشاب المغرور ..
قالت سارة بحقد:
- انت الشاب الأكثر قرفا وغرورا الذي قابلته في حياتي ..
ضحك بسماجة وهو يقول:
- سيكون آخر وجه مقرف مغرور ترينه في حياتك ..
|