كاتب الموضوع :
الاميرة الاسيرة
المنتدى :
القصص المكتمله
رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
البارت نمبر 14
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
دخلت سارة عائدة إلى مكتب ماليبو وكان جاكي يجلس هناك ويدخن سيجارا، رمقته سارة بقرف ثم قالت بهدوء:
- أود رؤية أخي،، ولن أتوسل إليك، ولن ترفض ...
دار ماليبو بكرسيه الدوار وأعطى سارة ظهره فقال جاكي:
- لم أنت قاسية مع ماليبو ؟؟ يمكنك أن تكوني أكثر قوة بدون تلك القسوة..
سحبت سارة السيجار من يد جاكي وأطفأته في وعاء زجاجي به بعض البسكويت ثم قالت بقرف:
- ويمكنك أن تكون أكثر قوة بدون تلك السجائر،، تسحب دخانها طوال اليوم داخل رئتيك السوداوين التي حاصرت قلبك بالسواد فأصبح أسودا أيضا!
رفع جاكي حاجبيه مذهولا وقال بخفوت:
- سأقلع عن التدخين،، هذا وعد ..
- مثلك لا يعدون ..
- وكيف تعرفينني ...؟؟
- أنت لا تختلف كثيرا عن أخوتك ..
عاد ماليبو بوجهه وقال مقاطعا الحوار الشائك:
- دعي فيليب يصطحبك إلى هناك ..
نظرت سارة إلى جاكي وقالت قبل أن تخرج:
- جميعكم كاذبون!
خرجت سارة وصفقت الباب خلفها بعنف فتمتم جاكي بمرح وإعجاب:
- ياللهول! إنها قاسية جدا!
توجهت سارة نحو فيليب الذي كان يجلس في الحديقة واقتربت بهدوء فشاهدته يمد يده بالحبوب والعصافير تقترب لتأكل منها ... تعجبت سارة من ذلك الشاب القاسي الذي يطعم الطيور.. وقالت بهدوء:
- فيليب؟
نظر فيليب فجأة خلفه فطارت العصافير وقذف بالحبوب على الأرض بسرعة ووقف والتوتر باد في عينيه وقال:
- لم أشعر بك ..
لم تعر سارة ذلك الأمر اهتماما وقالت:
- لقد سمح لي ماليبو بزيارة أخي .. وقال ..
أكمل فيليب كلامها بعصبية:
- اصطحبي فيليب ... تباً له!
لم تفهم سارة سر غضب فيليب المفاجئ وانتبه فيليب فقال :
- لا بأس سآخذك ولكن عليك انتظاري هنا دقيقة ..
ترك فيليب المكان فجلست سارة على المقاعد الخشبية الجميلة وهي تراقب الطيور التي تتقافز على الأشجار بخفة وتطير من غصن إلى غصن ..
تأكدت سارة من شيء واحد، هؤلاء الأشقاء أغرب أشقاء رأتهم من قبل، فهم على خلاف دائم ..
هناك ثلاثة من الإخوة يكبرون ماليبو ثم فيليب .. ومع ذلك يتحكم ماليبو في كل ذلك .. لماذا؟
فكرت سارة في ذلك، يبدو أن ماليبو يسيطر على الوضع جيدا لصالحه .. هل لأن زوجته هي من اكتشفت ذلك؟ ربما ..
أم إنه يجبرهم على فعل ذلك؟؟
تذكرت سارة جوشوا فجأة، فكرت فيه كثيرا .. إنه شخص رقيق مسكين .. لماذا يدفعونه إلى التورط في هذا؟ إنهم مختلفين .. لكنهم مترابطين برباط العائلة ..
وإلا لما احتمل ماليبو مرض جوشوا العصبي .. حسنا إنها تعرف الآن أربعة منهم وهناك واحد لا خوف منه، وهو جوش .. والآن .. فيليب ...
فكرت في فيليب .. إنه مكره في كل الأحوال لأنه أصغرهم، ومع أنه أقواهم وأكثرهم قسوة إلا أنهم يتحكمون في قوته بحكم أنهم إخوته الأكبر سنا، وهذا يعتمد على سر ترابطهم كأسرة ..
إنها تعرف ماليبو جيدا وتعرف كم هو جشع وقاسي القلب وملائكي الملامح! لا يرجى من ذلك الشاب أي خير!! وهذا المدعو جاكي .. لم تكون عنه إلا فكرة أنه كثير التدخين .. ومغرور جدا بوسامته!
توقفت سارة عن التفكير في ذلك وهي ترى فيليب يهبط درجات واجهة الحديقة فوقفت مستعدة وأشار لها من بعيد وقال:
- اتبعيني ..
شاهدت سارة زهورا جميلة وهي تقترب من البرج الشمالي فقالت منادية:
- فيليب ..
التفت فيليب ونظر متسائلا نحو سارة فأشارت نحو الزهور وقالت:
- هل يمكنني أن أقطف بعضا منها؟
أومأ فيليب إ يجابا ووقف ينتظرها، فركضت سارة وقطفت باقة تتكون من خمس زهرات .. ثم عادت راكضة فتساءل فيليب بابتسامة:
- لمن هذه؟
ابتسمت سارة وقالت:
- إنها هدية شفاء المريض ..
تغير وجه فيليب وقال:
- هل تقصدين أنك ستهدينها إلى حفار؟
- أجل ..
زفر فيليب بضيق ولكنه سار بصمت فقالت سارة:
- ما بك؟ أهي الغيرة الرجالية؟
نظر فيليب نظرة متسائلة فقالت سارة وهي تضحك:
- عندما تمرض سأحضر لك ورودا أجمل منها ..
ابتسم فيليب للمرة الأولى، وكانا قد اقتربا من البوابة فانتبه وقال:
- تفضلي ..
دلفت سارة من بوابة البرج الشمالي وتبعها فيليب وصعدت سارة تركض على الدرجات حتى وصلت إلى البوابة فدفعتها وهتفت:
- سامي !
كان فيليب قد وصل خلفها وقابلها آندريه أولا فصاح بسعادة:
- سارة! إنها أنت حقا!
ابتسمت سارة وأعطته باقة الزهور وهي تقول:
- حمدا لله على سلامتك .. أنا سعيدة أنك بخير ..
تفاجأ آندريه وعدل من وضع عصابته مثلثة الشكل ثم قال بتلكؤ:
- شـ .. شكرا!
حدجه فيليب بنظرة غريبة وخرج سامي في تلك اللحظة وهو يضع منشفة على كتفه وركض نحو أخته وعانقها ثم حملها ودار بها دورتين وقال:
- كيف حالك ..
كانت سارة تلتقط أنفاسها وقالت باسمة:
- لا تفعل ذلك مجددا ..
انتبه سامي للمنشفة فقذف بها على الأريكة وقال:
- لقد أخذت حماما للتو ..
ضحكت سارة وقالت:
- أنت منتعش الآن! كيف تشعر ؟؟
- إنني بخير .. وأنت؟
نظرت سارة نحو فيليب وتمتمت:
- على الأقل على قيد الحياة ..
قال آندريه:
- ألن تبقي معنا قليلا؟
نظرت سارة إلى فيليب وقالت:
- هذا بحسب الإدارة العليا ..
تمتم فيليب:
- يمكنك البقاء، عودي في الوقت الذي تريدينه ..
ثم فتح الباب وخرج فقفز آندريه وسامي وصرخا فرحين وقالت سارة:
- هيا بنا لن أعود إلا غدا ..
---------------
في المساء خرجت سارة بعد أن ودعت شقيقها وبالطبع آندريه ..
كان المكان مراقبا طوال الوقت وتكلموا جميعا في ذكريات قديمة وحسب .. ركضت سارة في الحديقة وكان الجو باردا وسمعت خطوات تسير خلفها فتوقفت ونظرت جيدا ..
لم تر أي شخص فتابعت السير ولكنها ما شعرت بان شخصا ما يتبعها فهتفت:
- إن كان هناك أي شخص فليخرج! هذا يكفي!
لم يخرج أي شخص فشعرت سارة بالرعب وتابعت سيرها بسرعة، من بعيد شاهدت شخصا، لم تره جيدا ولكنه يشبه فيليب .. إنه فيليب بالتأكيد ينتظرها فصاحت:
- فيليب ..
لوح لها ذلك الشخص وبدأ يقترب ..
كلما اقترب تأكدت أنه ليس فيليب لأنه .. كان .. يدخن ..
توقفت سارة عن المشي واقترب جاكي ثم قال وهو يقذف بسيجاره ويضغط عليه بحذائه:
- ما بك سنيوريتا؟
لم تقل سارة شيئا ونظرت خلفها قليلا ثم نظرت له بشك وقالت:
- لقد كنت تحاول إخافتي ..!
لم يفهم جاكي شيئا ولكنه قال:
- لماذا أحاول إخافتك؟ أنا لم أفعل شيئا ؟؟.
ضمت سارة ذراعيها حول جسدها وزفرت وهي تشعر ببرد شديد فقال جاكي :
- الجو بارد، هيا لا تقفي هنا كثيرا ..
قبل أن يتم جملته سمعا معا صوت حيوان مفترس من بين الأشجار فأنصت جاكي وتمتم بخوف:
- هل يربي ماليبو هذه الأشياء؟؟
اهتزت الأشجار والأعشاب وتسمرت سارة في مكانها وكأن الصوت يقترب من جميع الأنحاء فقال جاكي:
- أظن أنه علينا أن ..
خرج نمر متوحش من بين الأشجار والتف مقتربا من جاكي فقال جاكي بخوف:
- ابتعدي إلى الخلف ببطء ..
قالت سارة تلقائيا:
- وأنت؟؟ ماذا ستفعل ..
توقف عقل جاكي عن التفكير للحظة ونظر خلفه إلى وجه سارة للحظة وهمس:
- سأتولى الأمر ..
بدأت سارة بالرجوع إلى الخلف ببطء وقد زال كل البرد الذي تشعر به، أما جاكي فقد ركض فجأة حتى يلفت انتباه النمر وهذا ما حدث فعلا ، فركضت سارة تصيح وتطلب النجدة وصعدت بسرعة على الدرجات القليلة حتى وصلت لبوابة القلعة وشاهدت ماليبو يقف عن الباب فصرخت مفزوعة:
- إنه .. شقيقك .. لقد هاجمه .. نمر ....
قال ماليبو ببرود:
- نمر؟
أمسكت سارة ماليبو من قميصه ورجته وهي تقول:
- هييه ما بك! هل أنت مخبول، سوف يفترسه ... و ..
أشار ماليبو نحو فيليب الذي ينزل درجات سلم الردهة وقال:
- شقيقي هنا ..
قالت سارة بسرعة:
- الآخر ..... شقيقك الآخر ..
ضحك ماليبو وقال:
- لا بأس ... إنه نمري وانا من أحضرته ليتخلص من الأشخاص الغير مفيدين هنا!.
نزل فيليب وتعجب وهو يرى وجه سارة المفزوع وتساءل:
- ما الأمر؟
قالت سارة بفزع تخاطب فيليب:
- لقد هاجم النمر شقيقك .. الآخر ..
نظر فيليب مفزوعا وقال:
- ماذا؟ نمر ..
ركضت سارة وصرخت وهي تأخذ بندقية من فوق احد الطاولات:
- لا فائدة منكم ..
هبطت سارة درجات السلم وتبعها فيليب وقابلا جوشوا يصعد الدرجات بهدوء ويحدق بهما باستغراب ..
عندما وصلت سارة وفيليب فتح فيليب كشافه الكهربائي وسلطه على المكان ليرى آثار الدماء في كل شبر منه، توقف فيليب مصدوما وبحثت سارة فوجدت النمر مقتولا وعلى بعد أمتار قليلة منه يسقط جاكي مجروحا جروحا بليغة وفي يده سكين صغير ..
اقتربت سارة وقالت:
- أيها الشاب ... هل تسمعني؟؟ هل أنت بخير؟
تحرك جاكي بصعوبة ونظر إلى البندقية وتمتم:
- لقد عدت .. مـ ..ن أجلي!
ابتسمت سارة وقالت:
- لقد دافعت عن نفسك بجدارة!
جلس فيليب إلى جوار شقيقه وقال:
- جاكي، هل أنت بخير؟
حمل فيليب شقيقه وسار عائدا وتبعته سارة حتى وصلا ..
استقبلهم ماليبو مفزوعا وكأنه ليس الشخص الذي كان منذ قليل وساعد فيليب على حمل جاكي ووضعاه على الأريكة وقال ماليبو:
- أصمد يا جاكي ..
لم تمض ثوان أخرى حتى حمل الخدم جاكي إلى الأعلى وحضر الطبيب يتبعهم .. وبالطبع تبعهم فيليب وماليبو بينما بقيت سارة تتأمل ذلك الموكب الدامي ..
نظرت إلى الجانب الآخر فوجدت جوشوا يقف وينظر نظرات غريبة فاقتربت وقالت:
- جوش ... هل أنت بخير؟
هز جوش رأسه نفيا ثم أخفض رأسه فقالت سارة:
- هل هناك ما يضايقك؟
تمتم جوش:
- ماليبو هو من أحضر النمر ..
ثم رفع رأسه والدموع تملأ عينيه وقال بألم:
- أنا الوحيد الذي يسير في الغابة في مثل هذا الوقت، لقد كان يريد موتي أنا!
شهقت سارة ووضعت يدها على فمها عندما أدركت ما كان يريده ماليبو فعلا .. ثم استدركت ذلك وقالت:
- لا تقل ذلك يا جوشوا .. بالطبع هم يريدونك .. إنهم يحبونك ..
اقترب جوشوا من الجدار ثم جلس على الأرض ببطء مستندا بظهره وقال:
- أنا لست غبيا .. لقد شاهدت نظرة عينيه عندما تحولت إلى الفزع وهو يراني أصعد السلالم، بدأ بالصراخ على الحرس لينقذوا جاكي ..
دمعت عينا سارة ولم تستطع قول أي شيء وتابع جوش كلامه:
- لماذا يريد قتلي؟ سوف أرحل ... لا أريد شيئا من كنوزه ، أريده أن يدعني وشاني ..
انفعل جوشوا عندما نطق الكلمة الأخيرة ووضع يديه على وجهه ..
انحنت سارة وجلست أمامه ثم قالت:
- جوش .. أنت رجل قوي جدا، لا تضعف الآن ... أنت لا تحتاج إليهم ..
وقف جوشوا ونظر إلى سارة ثم قال:
- شكرا لك يا سارة ... أنت حقا فتاة طيبة .. لا تستحقين ما يحصل لك ..
وقف،، ثم ترك المكان وانصرف بهدوء ، تابعته سارة بعينيها ثم وقفت وبدأت تشعر بالبرد مجددا فتوجهت إلى غرفتها مباشرة ..
شعرت سارة بالدفء وهي في سريرها وذهبت في النوم بعد قليل من التفكير في أحداث ذلك اليوم .. لقد كان يوما طويلا حقا!
آندريه ... ماذا تفعل هنا ..؟؟
التفت آندريه نحو سارة وقال وعلى وجه نظرة شريرة:
- أنت أسيرتي ... لأنني من يسيطر على الوضع الآن ..
ركضت سارة ونظرت من النافذة فشاهدت جوشوا مشنوقا في أغصان إحدى الأشجار العملاقة فصرخت ..
صرخت ..
استيقظت وهي تلتقط أنفاسها وأدركت أنه حلم سيء وحسب ..
إنه كابوس ..
سارت في الممر بعد أن تناولت الإفطار الذي أحضرته لها إحدى الخادمات، وقبل أن تدخل إلى الردهة سمعت أصوات صراخ الخادمات من الطابق الثاني فصعدت بسرعة لترى الخادمات يركضن مفزوعات وقد بدأ الحرس يقتربون من تلك الغرفة فقالت سارة :
- ما الأمر ؟؟
أجاب أحد الحرس بهدوء:
- لقد انتحر السيد جوشوا في غرفته ..
وضعت سارة يدها على قلبها ودخلت إلى الغرفة فشاهدت جوشوا معلقا بالسقف وحول رقبته حبل سميك، لم تستطع أن تنظر وأغمضت عينيها ثم خرجت ولم تستطع التوقف عن البكاء .. حتى أنها لم تعرف إلى أين تركض وسمعت صوت آندريه يناديها:
- سارة!
مسحت سارة دموعها بصعوبة فشاهدت آندريه وقد ارتدى بزته من جديد وحمل سلاحه فقالت:
- ما هذا؟ لقد عدت؟
أومأ آندريه بالإيجاب وتمتم بابتسامة:
- هكذا سأراك كثيرا .. أليس كذلك؟
عادت سارة للبكاء وقالت:
- لقد شنق نفسه ... لم يستطيعوا التعامل معه، لـ .. لقد .. كان بريئا ..
اقترب آندريه وناول سارة منديلا ثم قال:
- لا تحزني، أرجوك ...
حاولت سارة التوقف عن البكاء ولكنها قالت بانفعال:
- كانوا يتمنون موته ..
|