كاتب الموضوع :
الاميرة الاسيرة
المنتدى :
القصص المكتمله
رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
البارت نمبر 9
------------------------------------------------------
ظلت سارة تبكي فوق سريرها حتى نامت، لكنها استيقظت فجأة وفتحت باب غرفتها في القلعة، كان آندريه ينتظرها عند الباب وعلى شفتيه ابتسامة مريحة ..
اقتربت سارة غير مصدقة وهمست قائلة:
- آندريه، هل انت بخير ؟؟
اقترب آندريه وقال:
- سأكون بخير طالما أنت بخير ...
نظرت سارة لوجهه وتساءلت بخفوت:
- هل أحلم؟؟
- ربما ...
نظر آندريه في عينيها وقال بالهمس:
- لدي خطة جديدة، من أجل أن تنقذي أخيك .. وأختي ..
- وما هي؟
- راقبي آلات التصوير جيدا .. و .. نسيت أن أخبرك أن شقيقك في البرج الشمالي ..
- آندريه ...
- ماذا؟؟
- كيف عرفت أنـ ..
وضع أندريه طرف أصبعه السبابة على فم سارة وقال بخفوت:
- لقد أحببتك حقا ... تمنيت أن أبقى معك .. وأساعدك... ولكن ..
دمعت عينا سارة وقالت ودموعها تحشرج صوتها:
- هـ .. هل تقصد أنني أحلم الآن ...
اختفى آندريه فجأة من أمام عينيها فبكت سارة وهي تقول:
- لـ .. لم تخبرني .. عن الخطة .. أرجوك! لا ترحل يا آندريه .. أرجوك ..
فتحت سارة عينيها وقد عرفت أنه حلم آخر من أحلامها العجيبة، كانت الدموع تبلل عينيها ...
خرجت من غرفتها وسارت بهدوء في الممر حتى وصلت إلى ردهة القصر .. كان " النمر" حارس ماليبو الخاص يقف وينظر إلى سارة وقال معترضا طريقها:
- ماليبو يريدك..
نظرت سارة شذرا إلى "النمر" وتساءلت:
- أريد أن أعرف اسمك أيها الشاب ..
تفاجأ النمر من السؤال وتردد قليلا قبل أن يقول:
- فيليب ..
ابتسمت سارة ساخرة وقالت:
- ألا تخجل من نفسك وأنت تعمل خادما لهذا الأعور المدعو ماليبو ..؟؟
تفاجأ فيليب مجددا ثم قال بعدوانية:
- لا أسمح لك أن تقولي هذا الكلام عـ ...
قاطعته:
- أليس أعورا؟
صمت فيليب للحظة قبل أن يقول:
- بماذا ترمين من خلف هذا الكلام؟
شبكت سارة أصابعها برقة وقالت بحزن:
- أنا لا أرمي بشيء ... ولكن كنت أريد أن أعرف عن "حفـّار"،، .. هل مات؟؟
- أجل .. لقد توفي من فوره ..
حزنت سارة وهي تتذكر حلم الليلة فقال فيليب :
- كان ماليبـ ..
قاطعته مجددا:
- أخبره أنني لم أحلم بشيء ذا قيمة من أجله ... وأنني لم أكذب عندما قلت ذلك .. لأنني أكثر شخص يتوق إلى انتهاء هذا الكابوس ..
ثم تركت فيليب وتوجهت إلى حديقة القلعة ..
كان فيليب شابا قويا يمتلك عينين زرقاوين قاسيتين ، شعر أشقر وبشرة بيضاء ، وقد أتم الثانية والعشرين من عمره ، لكنه يبدو أكبر من سنه بكثير، وقف فيليب صامتا وهو ينظر إلى سارة وهي تخرج إلى الحديقة ..
دخل النمر فيليب إلى ماليبو وقال:
- لم ترد مقابلتك ... قالت أنها لم تحلم بشيء مفيد وهي لا تكذب لأنها تريد أن ينتهي هذا الـ ...
رفع ماليبو عينيه وقال:
- لماذا لم تكمل أيها القوي؟
صمت فيليب فقال ماليبو وهو يقف:
- اسمع يا أخي الحبيب .. سأعطيك الآن، تلك المهمة المستحيلة، هذه الفتاة (سارة) عنيدة جدا .. إنها تشعرني بقوتها رغم رقتها وضعفها لا أعرف كيف ...
سكت ماليبو للحظة وهو ينظر إلى وجه فيليب المترقب وتابع:
- الخطة تسير جيدا حتى الآن، أريد شخصا تثق سارة به ... وهذا الشخص سيكون ... أنت ..
نظر ماليبو إلى وجه فيليب الهادئ مجددا فقال فيليب:
- هذا ليس سهلا ...
- أعلم .. لكنها مهارة النمر ...
صمت فيليب وهو يفكر فتابع ماليبو:
- أريدها ان تثق بك، تحكي لك عن أحلامها المفيدة وغير المفيدة ... أريدك أن تحميها وتجعلها تعلم أنك في صفـّها حتى نوقع بها ... هل فهمتني ؟؟
- أجل ..
- سأعطيك كل الإمكانيات ... يمكنك أن تخبرها أن حفـّار ما زال حيا وتهربا معا لتراه وتطمئن عليه ..
- حسنا!
ربت ماليبو على كتف شقيقه الأصغر وقال باسما:
- تعجبني أيها القوي! والآن استمع إلى ما سوف تفعله ...
*****
وضعت الخادمات الطعام أمام سارة على السفرة بعد أن أجبرنها فقالت بإصرار:
- لست جائعة ...
دخل فيليب في تلك اللحظة وأشار للخادمات بالانصراف فرحلن .. واقترب فيليب من خلف سارة وقال:
- لم تأكلي منذ فترة، وهذا ليس جيدا ...
نظرت سارة إلى فيليب وقالت بصرامة:
- أظن أن هذا ليس من شأنك ...
سحب فيليب كرسيا مجاورا لسارة وقال وهو يجلس:
- أعلم أنك حزينة من أجل موت حفـّار ..
- هذا أيضا ليس من شأنك ..
- اسمعي .. كنت صديقه ..
نظرت سارة مندهشة للحظة، ولكنها تداركت عواطفها وقالت:
- هذا غير صحيح، ... كان وحيدا ..
ابتسم فيليب وقال:
- حسنا، أنت لا تصدقين ذلك لأنني مساعد ماليبو .. ولكنني أفعل ذلك حتى لا أقتل ..
قالت سارة بعصبية وهي تقف :
- عش ذليلا مدى حياتك إذا، لو كنت مكانك لفضلت الموت!
وقف فيليب أيضا وقال:
- لست ذليلا .. أنا ذكي، لأنني أسعى إلى تحطيم ماليبو بدون أن يشعر، كنت أخطط لذلك مع حفـّار ..
نظرت سارة إليه جيدا وتساءلت:
- هل أنت جاد؟
- أجل ..
- لكن حفـّار لم يخبرني عنك ..
- لأن هذا كان سرا بيننا ..
توقفت سارة عن الكلام ونظرت إلى عينيه ثم قال:
- لكنني ....
- أعلم أنك لا تثقين بي، ولكن اسمعي ، سأخبرك سرا ..
- ما هو؟
- حفـّار ... إنه حي .. لقد أُنقذ!
اتسعت عينا سارة مندهشة وقالت بسرعة:
- حقا، هل هو ..... ؟؟ هل هو بخير؟
ابتسم فيليب قبل أن يقول:
- أجل .. لكن حالته خطرة ..
- ربما يحتاج إلى عناية طبية خاصة ..
- أعلم ذلك..
- هل يمكنني رؤيته؟
صمت فيليب قليلا ثم قال بعد أن ضّم شفتيه وهو يفكر بحيرة :
- يمكنك، لكن سيكون هذا سرنا الصغير، أي أننا سنفعل ذلك بدون أن يعرف ماليبو!
- أنت تتكلم مثله ..
ضحك فيليب ساخرا ثم قال:
- هل اتفقنا؟
- أجل .. لكن .. متى؟؟
- سأخبرك عندما يحين الوقت ..
نظرت سارة حولها وشهقت بخوف ، فقال فيليب مفزوعا:
- ما .. الأمـ .. ما بك؟
قالت سارة بخفوت:
- لقد تكلمنا وهناك آلات تصوير ... سيعرف ماليبو الآن ما اتفقنا عليه ..
ابتسم فيليب وقال:
- لقد قمت بتعطيلها هنا ،، أنا المسئول عن آلات التصوير .. و ماليبو لا يشك فيّ أبدا ..
تنهدت سارة بارتياح وقالت:
- أسعدتني حقا!
قال فيليب وهو يخرج:
- لن يرانا أي شخص معا .. حتى لا يبدأ ماليبو بالشك فيّ ..
أغلق فيليب خلفه الباب، وقفزت سارة سعيدة ثم توقفت وقالت:
- يا ألهي ساعد آندريه!
صعد فيليب إلى مكتب ماليبو الكبير بالدور الثاني .. نظر ماليبو إلى شقيقه الذي قال بابتسامة ثقة:
- يبدو أن خطتنا ستنجح .. ولكن ..
وقف ماليبو وقال بحيرة:
- يجب ان نحذر منها لأنها تحلم بكل شيء ....
- أفهم ذلك ..
- يمكنها أن تعرف أنك أخي .. مثلا!
صمت فيليب وهو يفكر في إجابات لكل سؤال محتمل ..
-------------------------------------
في اليوم التالي سمعت سارة طرقا على باب غرفتها التي حبست فيها نفسها،، قالت وهي تنظر من النافذة إلى الحديقة :
- تفضلي ....
دفع فيليب الباب برفق وقال :
- مرحبا آنسة سارة ..
التفت سارة متفاجأة وقالت مبتسمة:
- آسفة ... ظننتك إحدى الخادمات ..
ابتسم فيليب وقال :
- يريدك السيد ماليبو ...
شعرت سارة بالاستياء وقالت:
- فيليب .. لقد حلمت بأن ماليبو يسقط من أعلى البرج الشمالي ... هل أخبره بهذا الحلم؟
ظهر الخوف على ملامح فيليب ولكنه تدارك ذلك ثم قال:
- أظن أن عليك مقابلته الآن ..
- حسنا ...
سار فيليب خارجا وتبعته سارة في الممر ...
عندما وصلا إلى ماليبو لم يجداه في مكتبه، فسأل فيليب إحدى الحرس الذي قال:
- سيأتي بعد قليل ..
- أعلم لكن أين هو ... ؟؟
- لقد توجه إلى برج القلعة الشمالي ..
ظهر التوتر على وجه فيليب وأسرع عائدا وهو يقول:
- سأحضره!
تعجبت سارة من خوف فيليب الشديد على ماليبو .. ولكنها ركضت خلفه وهي تقول:
- انتظرني .. سآتي معك ..
ركض الاثنان صعودا إلى البرج الشمالي ..
وشاهد فيليب شقيقه ماليبو يقف على حافة البرج مع شاب قوي ويتفقد شيئا بالأسفل .. ركض فيليب نحو ماليبو وقال وهو يمسك بقميص ماليبو :
- أ .. أنزل من هنا حالا ..
وقفت سارة مبتعدة بعض الشيء وهي تراقب ماليبو وهو ينزل من الحافة مستغربا،
قبل أن ينزل فيليب قام الشاب القوي بدفع فيليب فجأة فسقط فيليب من أعلى البرج وصرخت سارة بفزع فالتفت ماليبو نحو الشاب وصاح مفزوعا:
- ماذا فعلت يا جوشوا!!
أخرج الشاب المدعو جوشوا ، مسدسه وأظهره في وجه ماليبو وهو يقول:
- ما رأيك في هذا ...
- لا يا جوشوا استيقظ ..
تركتهم سارة يتكلمون ونزلت بسرعة على السلام وهي مرتعبة لما حصل لفيليب ركضت بسرعة شديدة إلى الحديقة متوجهة إلى المكان المتوقع فيه سقوط فيليب ..
بحثت بين الأعشاب الطويلة وبين الأشجار بدون أن تجد أي أثر له ونادت أخيرا ونبرة الخوف تحتل صوتها:
- فيلييييييييب! فيليب أرجوك!
سمعت سارة فجأة صوت رصاصة أطلقت فنظرت إلى الأعلى وهي تلتقط أنفاسها من الجري، كان هناك شخصا يسقط من أعلى البرج ولم تدرك سارة من هو وظلت تنظر فزعة حتى سقط ذلك الشخص فوقها ففقدت وعيها ..
|