لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-07-15, 06:31 PM   المشاركة رقم: 461
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2015
العضوية: 295614
المشاركات: 280
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليل الشتاء عضو على طريق الابداعليل الشتاء عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 173

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليل الشتاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

فين العيديه ؟
جووووووووووود مستنيااااااااك علي نار

 
 

 

عرض البوم صور ليل الشتاء   رد مع اقتباس
قديم 05-08-15, 12:56 PM   المشاركة رقم: 462
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متميزة الابداع


البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296904
المشاركات: 655
الجنس أنثى
معدل التقييم: امال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1266

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
امال العيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

إن شاء الله المانع خير ، متحمسه لتكمله الرواية

 
 

 

عرض البوم صور امال العيد   رد مع اقتباس
قديم 06-08-15, 03:13 AM   المشاركة رقم: 463
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الستّون " الأخير "
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة صباحًا
وضعَ كوبَ الشايْ على الطاولة
وقال بابتسامة
: وهذا الفطور خلّصناه , آمرني يا سلطان
تنفّس بتردّد
صمتَ لثوانٍ
ثم قالَ بهدوء
: ما اعرف من وين ابدأ بالموضوع , هو صعب عليّ وعليك أكيد , لكنّي فكّرت كثير واستخرت
عقدَ وليد حاجبيه استغرابًا
ليتابع سلطان
: عرفت بعض الأمور اللي تخصّك , واللي تخلّيني احترمك واعرف مدى شهامتك وأخلاقك
ابتسم وليد محرجًا
: تبالغ
ابتسم سلطان , وتابع
: وليد بدون ما اطوّل عليك , انا عندي اخت وحيدة , الودْ ودّي اخبّيها بعيني واحميها من الناس ومن الحياة ومن كلْ شي , انخطبت كثير لليوم وما قدرت اعطيها , اعزها لدرجة ما ابي احد يختارها , انا ابي اختار لها , وما عندي اي شكْ في انّك ممكن تفكّر بعيب فيها او انّي ارخصها
كان وليد مذهولًا من ما فهمه , قال باستدراك
: استغفر الله , حشى
صمتَ سلطان لثوانٍ , ثمّ قال بجديّة
: تتزوّج اختي ؟
فتحَ عينيه بصدمة
واستدركَ نفسه فورًا , ليهربَ بنظره عنه
ازدرد ريقه وصمتَ لثوانٍ
ثمَ افلتَ ضحكةً محرجةً جدًّا
ابتسم سلطان ولم يعلّق
قال وليد وقد زفرَ نفسًا ساخنًا
: يعني حسّيت باحساس الحريم !
ضحكَ سلطان رغمًا عنه
صمتا لثوانٍ , ثمّ قال سلطان
: تخرّجت هالسّنة من الجامعة , تركتها طفلة وشالت مسؤوليّة ابوي المشلول وجدّتي العجوز , جا الوقت اللي اعطيها راحة وسعادة واستقرار...
قاطعه وليد بجديّة
: يشرفني يا سلطان , انا اعرفك واعرف مالك واعرف سعود , والنعم منكم واي شخص يتشرّف بنسبكم , في الأصل الوالدة هالفترة تدوّر لي عروس , وكأنّ الله انطقك , واختار لي العروس سبحانه
ابتسمَ سلطان ولم يجبه
حينها فتحَ مالك باب المقهى واقتربَ منهما
جلسَ وقال
: دخلت بزحمة
حبسَ سلطان ابتسامته من كذبته , كان بانتظارهما في الخارج حتّى لا يحرجهما !
قال وليد مبتسمًا
: مو مشكلة , تفضّل قلت لي عندك موضوع
حمحمَ ثمّ قال
: ابي اناسبك
سعلَ وليد بصدمة
لينفجر سلطان ضحكًا
,
,
المملكة العربيّة السعودية – الرياض
الحاديةَ عشرةَ صباحًا
بصدمةٍ كبيرة قالت
: حقيييرة
زفرت الأخرى وقالت
: لو انّه ذابحك وقتها يا ملقوفة ؟ ما تخافين ابد انتي ؟
قالت ولا زالت مصدومة
: وانا شدراني ! امانة لو ادري انّه شي كذا ممكن افتح فمّي ؟!
قالت الأخرى
: المهم انتي احتويه , حنّي عليه تحمّلي خباله , وسعود بيقول له عن الوقولون , اكيد بينتبه هو ويخفف عليك
تنفّست بحزنٍ كبير
وقالت
: حبيبي هو , تقطّع قلبي عليه يا لين
قالت لين بحنوْ
: بيعدّي هالمرحلة ان شالله , خلّيك معاه , سانديه , بيطلع منها معاك
ابتسمت بأمل
: يارب
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية مساءً
نهض من مكانه وهمّ بالخروج
لتقفَ شقيقته امامه
قالت بجديّةٍ كبيرة
: والله مانت معدّي هالباب لين تقول وش صاير لك
قال بضيق
: غالية اطلعي من راسي
تمسّكت به
: حلفت عليك , تكفى علّمني وش صاير , شلعت قلبي والله وانت عيونك تايهة وكل شوي تزفر بقهر , جعل القهر بقلوب عدوّينك
قال بزفرةٍ طويلة
: فجر تبي تتطلّق , بودّيها لأهلها الحين
شهقت بصدمة
: وشّو وشّو يا عيوني ؟ وش تبي حضرتها ؟
لم يجبها
لتسحبه الى الأريكة
: انت اجلس هنا وانا نازلة لها
: غالية اتركيها بحالها , الحرمة تعبانة ونفسيتها تعبانة
: والله ودّي انزل اكسر راسها , بس ما عليك بس بتكلّم معاها
زفر باستسلام
لتنزل غالية الى الأسفل
فتحت الباب وسألت الخادمة
: وين فجر ؟
أشارت ناحية الغرفة بصمت
لتذهب غالية الى الغرفة
فتحت الباب
كانت فجر متكوّمةً على نفسها , وتبكي بحرقةٍ كبيرة
شهقت غالية وأسرعت اليها
رفعتها وعانقتها بقوّة
قالت بهلع
: فجر وش فيك
تأوّهت وهي تعانقها وتبكي
مسحت غالية على شعرها
: بسم الله عليك يا روحي , بسم الله عليك , اعيذكِ بكلماتِ الله التامات من شر ما خلق , تعوّذي من الشيطان واهدي فجر , خلينا نتكلّم
رويدًا رويدًا هدأت , وسكنت قليلًا
رتّبت غالية الوسائد , وأراحت جسد فجر اليها
جلست أمامها وامسكت بكفّها
: وش فيك
لم تجبها
قالت غالية بحنوْ
: تبكين على طفلك ؟
زمّت شفتيها وأغمضت عينيها
قالت بعد ثوانٍ
: اشتقت له ! فاقدة ثقله , فاقدة وحامي فيه
قالت غالية بخفوت
: بيعوضك الله غيره
ازدردت ريقها , وقالت بعزّةِ نفسٍ منكسرة
: ما بيجي غيره
قالت غالية وقد بدأت تغضب
: ليه ان شالله ؟ لا يكون شالوا رحمك ولا لا يكون اخوي صار ما يخلّف ؟!
قالت فجر بحدّة
: بتطلّق من اخوك
قالت غالية من بين اسنانها
: وقص بلسانك , تكلّمي عدل لا اعوّق فمّك
صرخت بها
: تزوّجني عشان بندر !
قالت غالية باستغراب
: ادري
قالت فجر بلا تصديق
: اقول لك متزوّجني عشان وصيّة اخوه ! عبد العزيز ما يبيني , تزوّجني عشان اخوه ! مو عشاني !
صمتت غالية لثوانٍ , بدقّةٍ شديدة لاحظت ما قالته فجر
لم تنطق اسم بندر ! قالت " أخوه " بنبرةٍ خاليةٍ من ذلك الهيام
وقالت " عبد العزيز " بكثير من الغضبِ والتأنيب !
بغضب عاشقةٍ تودّ ضرب حبيبها حتى تشفي غليلها , ثمّ تضمّد جروحه بكثيرٍ من الحنوِّ والحب !
قالت بهدوء
: يعني انتي اللي تزوّجتي عبد العزيز عن حب ؟ حتّى انتي ما كنتي تبينه , اخوانك اجبروك , وطلعتي عينه وتوّك اللي عقلتي , وهو تزوّجك بوصيّة اخوه , يعني لا تتوقّعين عبد العزيز اللي يموت على تراب بندر بيجي من كيفه ومن مزاجه ويتزوّج حليلة اخوه قبل موته !
ظلّت صامتة
لتتابع غالية
: وما قال لك عشان لا تتضايقين ولا تشيلين على بندر , ما راعيتي قلبه ولا راعيتي غيرته وانتي تنادين بندر وتبكين على بندر وتطعنين رجولة عبد العزيز , عبد العزيز اللي حبّك وحط لك مكان في قلبه وعلى راسه , دلّعك واهتم فيك وحبّك , الحين تعاقبينه لأنّه تزوّجك بوصيّة ؟! الوصيّة ما انكتب فيها حب فجر , بس هو حبّك
ظلّت صامتة
لتقول غالية
: اعقلي يا فجر , لا تهدمين بيتك , لا تخسرين زوجك عشان اوهام تافهة وتكبّر بيضيعك , لا تضيعين حبّك لعزيز
ازدردت ريقها بارتباك
لتتابع غالية
: ما عدتي صغيرة , صكّيتي الثلاثين يا بنتي , وقلبك عرف الحب أخيرًا عقب بندر , اتركيه يعيش , لا تظلّين دافنة نفسك في الحياة
صمتتا لبعض الوقت
حتّى نهضت غالية وقالت
: فكري عدل – صمتت لثوانٍ , ثم قالت بتهديد – والله لو اشوف عزيز متضايق مرّة ثانية , ما اقول صديقتي من عشرين سنة واجي واذبحك سمعتي
ضحكت فجر , لتبتسم غالية وتنحني لتقبّل وجنتها
: ارتاحي , ولا تبكين مو زين عليك وانتي بنفاسك
تركتها وخرجت
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة مساءً
رفعت خالته حاجبها الأيمن
: الحين انت تبي تخطب وحدة , وولد عمها يبي يخطب ملاك !
ابتسم وهزّ رأسه ايجابًا
قالت خالته
: وش هالصّدفة يعني , واحنا ما ندري عن هالنّاس , وفجأة قررت , الموضوع مو مقنعني
قالت ام وليد بهدوء
: الحين تقول انّك تحب سلطان , وهذه اخته الوحيدة , وتبي تخطبها , حبّيتها عالرّيحة يعني ؟
تنفّسَ بعمقٍ وقال
: هو تحقيق ؟ ما تبوني اتزوّج بلاها...
قاطعتاه فورًا
: لا لا
: ايه عبالي بعد , المهم نسّقوا مع الجماعة وروحوا لهم
قالت ام وليد
: مو باقي شي على عرس هديل , نخلّص منه وبعدها نفضى لخطبتك
هزّ رأسه
: تمام
اعتدلَ في جلسته , ونادى
: يا بنت
بعدَ ثوانٍ دخلتا هديل وملاك
قال
: مشتهي حلو مع قهوة سنعة , شغل مرتّب يعني
قالت ام علي ساخرة
: منادي هذولا وتبي شغل مرتّب ؟
تأفّفت هديل , ثمّ قالت
: بتخربين نفسيتي يمه , وهالشّي ينعكس على بشرتي , واذا انعكس على بشرتي بتخربين خططي كلّها , ما اقدر اكون عروس جميلة لأنّ بشرتي بتكون خربانة....
قاطعتها ملاك
: رتيل في المطبخ سوّت حلا وحطّت القهوة على النار
قال بجديّة
: انتم وش شغلتكم بالحياة ؟! كل شي رتيل تسويه في هالبيت , بصفتكم ايش بنات بهالبيت دامكم لا تعرفون تطبخون ولا تنظفون ولا حتى قهوة ما تزينونها مثل الخلق
قالت ام علي بمحبّة
: الله يرضى على رتيل دنيا وآخرة , ماهو هالثنتين , رفالة اللهم يا كافي
جلست ملاك وقالت باعتراض
: والله عاد انا وحدة ما ادل طريق المطبخ , اكلي وشربي كلّه من المطاعم , وماهو انا المسؤولة عن هالوضع
ضحك وليد وأشاح ببصره عنها
قالت ام علي
: وانتي هديل وش عذرك
رمشت بدلالٍ وقالت
: انا آخر العنقود , ما لي شغل بالكرف والشقا
قال وليد ساخرًا
: نشوف شلون بيتقبّل ذياب هالكلام
التفتت اليه بقلق
: يدقّق مرّة ؟
انفجر ضاحكًا ولم يجبها
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السابعة مساءً
رنّ الجرس , لتأخذ محفظتها وتسرعَ ناحيةَ الباب
أجابت السمّاعة وقالت متسائلة
: مين ؟
أجابها بلكنةٍ غير مفهومة
: يجيب اكل
فتحت الباب , ومدّت النقود
ليُدفع البابُ بقوّة
شهقت بكلِّ قوّتها وتراجعت
صرخت بجنون
: اطلع برى !
اقترب منها , لتركض بفزعٍ ناحيةَ المطبخ
بارتجافٍ كبير , ودونَ تفكير , أخرجت سكينًا والتفتت اليه
اقترب منها وفي عينيه نظرةٌ مقزّزة , لم يكن يسمع صراخها
كان منقادًا لامرأةٍ جميلة تقفُ أمامه
,
استغربَ من الباب المفتوح
فورًا قفزت الى رأسه الظنون
دخل الى المنزل بسرعة
ليسمع صراخها وبكاءها المنهار
: والله اذبحك , سلطااااااان , اطلع برررى , آآه يمّمّااه
اقترب خطوةً أخرى
لترفع السكّين بارتجاف
: بذبح نفسي ان لمستني , اطلع برّى , اطلـــع بـــــرّى
دخلَ سلطان الى المطبخِ حينها وعينيه جاحظتين
اقترب منه وضربه بكلِّ قوّته , ليفقد وعيه ويسقط ارضًا
نظرت اليه لثوانٍ
لتسقط السكّينُ من يدها
انزلقت قدميها وجلست بانهيار
بعد صمتٍ لثوانٍ , انهارت بالبكاء وهي تغطّي ملامحها بكفّيها المرتجفين
اقترب منها سلطان بقلق
: لمى....
قاطعته بجنون وهي تبتعد عنه
: انت اللي ارسلته صح ؟ هذا اللي تدوّر عليه فيني ؟ هذا اللي بيثبث ظنونك فيني ؟ هذا اللي بيأكّد لك ايّاه تفكيرك المريض ؟! دامك تشكْ فيني لهالدرجة ليش ما تطلّقني ؟ ليش تسلّط علي ولد الحرام هذا يخوّفني ويعتدي علي ؟
ضربت صدره بجنون وهي تصرخُ بهذيان
: ليش تسوّي فيني كذا ! لييش
بصدمةٍ امسك بيديها , وقال بلا تصديق
: شلون تظنّين انّي ارسل عليك رجّال !
سحبت يديها منه وصرخت ببحةٍ تحرقُ جوفها
: اتركني , طلّقني , الحين تطلّقني , يا مريض يا متخلّف , برجع لأهلي وبعلمهم عن جنونك , قدّامي حياة بعيشها بعيد عن عُقدك , بتزوّج وبعيّل
سارت لتمرّ من جانبه
ليمسك بها بغضب , ويعيدها أمامه
كأنّ كلماتها قد دمّرت السدّ الذي بناه في قلبه
السدّ الذي خبأ خلفه مشاعره
كأنّها ردمت الحصون الشاهقة التي حبسَ نفسه داخلها
جنّ في ثوانٍ حينَ خُيّلَ له حياةً أخرى لها
صرخَ بها
: انتي لي انا , انتي تخصّيني انا لحالي , انتي يا لي يا للموت
تملّصت منه وصرخت وهي تدفعه عنها
: روح موت , روح موت وفكني من جنونك , مستحيل اعيش مع رجّال يشك فيني ويسلّط علي مجانين مثله...
صمتت بشهقة حين سحبها بقوّةٍ الى صدره
عانقها بقسوة
وتنفّس بغضبٍ كبيرٍ ووجهه مدفونٌ في شعرها
قال من بينِ أسنانه
: تنكسر رجلك ولا تخطّين باب هالبيت
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة صباحًا
خرجت من الباب الضخم تسيرُ بجانبه
بكثيرٍ من الاعتزاز
بكثيرٍ من الفخر
التفتت لتنظرَ اليه
تنفّست بعمقٍ وقالت
: لو أشكرك لآخر يوم بحياتي ما اوفّيك
التفت اليها , سحبها اليه وقبّل رأسها
قالت محرجة
: احنا في الشارع !
ابتسم , ليقول فيصل بعصبيّة
: خير انت , ترانا بالرياض ماهو لندن
تأفّف وقال
: سكّتوا هالمعقد
ضحك بندر , ثم قال ممتنّنًا
: جزاك الله خير سعود
ابتسم بهدوء
: هذا من فضل الله , الحمد لله اللي يسّر وجعلني طريق لأخذ حقكم
قالت لين
: نروح لبيت اهلي ؟ امّي مسويتلك غدا اليوم
ابتسم
: نروح , كم عمّة عندنا
اقتربت منه وهمست
: وحدة , وان فكّرت بغيرها...
قاطعها بضحكةٍ مرتاحة
لتبتسم وتسيرَ معه الى السيّارة
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة مساءً
رفعت الصينية لتأخذها الى الأسفل
قال والدها بحدّة
: اتركيها
قالت باستغراب
: اكل عزوز !
: اتركيها , ناديه هو يجي ياكل هنا
قالت ام بندر بضيق
: اتركه براحته , هو متضايق اصلًا
: يا يجي ياكل معانا يا يروح ياكل مع زوجته
زفرت تهاني ونزلت الى غرفةِ شقيقها المفصولة
: ابوي يقول اصعد فوق , معصّب تراه
نهض بصمتٍ وخرجَ من الغرفة
نظرَ الى الشقّةِ لثوانٍ , ثم صعدَ الى الأعلى
قبّل رأسَ والده وجلس
سألته والدته بحنوْ
: شلونك حبيبي ؟ صارلنا كم يوم ما نشوفك !
تنهّد بهمٍّ ثم قال
: متضايق شوي
قال والده بهدوء
: زوجتك شلونها ؟
: ما ادري والله , آخر مرة كانت تبيني اودّيها لأهلها وكلّمتها غالية وما شفتها بعدها
قال والده يؤنّبه
: حرمة توها مسقطة صارلك اسبوع ما تدري عنها ؟!
قال بضيق
: امرها اليوم ان شالله
بعد وقت يسير جلسوا على الأرائك
وقدّمت لهم تهاني الشاي
رفعَ الكوبَ بشرودٍ وشرب منه
شعر بثقلٍ يهوي بالأريكة الى جانبه
وذراعًا التفّت على ذراعه
التفت بذهول
لتبتسمَ في وجهه بنعومة
ازدرد ريقه وظلّ صامتًا ينظرُ اليها
قالت بخفوت
: دامك ما جيت قلت انا اجيك
حينَ تكلّمت
عاد من افقِ عينيها
الى غرفةِ المعيشة التي يجلسُ فيها !
التفت باستدراكٍ الى عائلته
الذين تشاغلوا كلٌّ في أمرٍ مختلف
التفت اليها وهمسَ ساخرًا
: وش نزل عليك
ضحكت بخفّة , ليبتسمَ رغمًا عنه
قالت ام بندر بحنوْ
: فجر نحطْ لك غداك ؟
قالت دونَ ان تلتفتَ اليها
: لو يتكرّم زوجي وياخذني يغدّيني برّى
قالت ام بندر بسعادة
: غصب عنّه يتكرّم , يلا عزيز , يلا يمّه ودْ زوجتك وين ما تبي
نهضَ بصمت , وأشار اليها لتسيرَ امامه
نهضت ونزلت معه الى شقّتهما
أغلق الباب , وقال بوجوم
: روحي بدلي بنتظرك
قبل ان يدير ظهره عنها , عانقته
أحاطت رقبته بذراعيها
ودفنت وجهها في رقبته
تجمّد تمامًا
ظلّت ذراعيه هائمتان في فضاء الغرفة
وجسده مرتدٌّ الى الخلف
قال بحذر
: فيك شي ؟!
قالت بخفوت
: اشتقت لك
رفع رأسها لينظرَ اليها
عقد حاجبيه
ثم وضع كفّه على جبينها لتضحك بعينين لامعتين
قال بذهول
: وش فيك يا بنت
رفعت نفسها على أطراف قدميها
نظرت اليه لثوانٍ
همست بنبرةٍ فيها من المشاعر ما لم يمرّ عليه من قبل
: سألت نفسي كثير ليش صرت ما ابيك تتضايق , ليش انتظرك , ليش احب المباريات , ليش اجوّع نفسي لين تاكل وآكل معاك , والأهم ليش متْ الف مرّة لمّا عرفت انّك ما تزوجتني برغبتك , لقيت جوابي داخلي , كان متخبّي – صمتت لثوانٍ , واقتربت حتّى لامسَ انفها انفه – احبّك فوق الحياة !
انسدل رمشيها ليغطيّان عينيها اللّامعة , حبًّا وخجلًا , وقبّلته !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السابعة مساءً
صعدَ الى الأعلى
اتّجه الى غرفتها بيأس
متأكّدٌ من اقفالها الباب
كما تفعل منذ ايّام !
فتحه وهمّ بالابتعاد
لكنّ حاجبيه ارتفعا بذهول حينَ وجده مفتوحًا
دخلَ فورًا
لترفع رأسها بفزعٍ عن الوسادة
حينَ رأته اطلقت نفسًا طويلًا , ووضعت كفّها على قلبها تهدّأ من نبضاته
بعد ثوانٍ , نظرت اليه بغضب
: اطلع برّى
غضب هو الآخر , أغلق الباب واقترب منها
جلس بجانبها وسحبها اليه
: ماني طالع
حاولت التملّص منه وهي توشكُ على البكاء
: سلطان اتركني , جدْ تعبانة وما لي خلق حتّى نفسي
شدّ على جسدها المرهق , لتسكنَ على صدره بعد ثوانٍ
تنهّدت بيأسٍ منه
قالت ببكاءٍ شجيْ
: كرهتك
همسَ وهو يشدُّ عليها حتّى آلمها
: ما تكرهيني
بضعفٍ ومكابرةٍ على الألم قالت
: ما عاد ابيك
شدّ أكثر
: تبيني
شهقت بالبكاء , كابرت لثوانٍ , حتّى قالت برجاء
: عوّرتني
خفّف عنها , ورفعَ رأسها اليه
نظرَ اليها لثوانٍ
ثم انحنى وقبّل جبينها بعمق
قالت
: سلطان انتهى خلاص , هالحياة ما تستمر , اتركني
مسح على وجنتها
قال بخفوت
: ما تنتهي , انا ابيك لمى , لو جلسنا هالجلسة في بداية زواجنا كان طلّقتك بدون حسافة , بس الحين ما اقدر , ما ابي افقد عيونك , ما ابي افقد ضحكتك وهذرتك وابتسامتك وخدودك اذا استحيتي , ما ابي اخسر حلطمتك وخوفك , ما ابي اخسر اسمي منّك , مستحيل اسمح لك تعيشين بدوني , ولا اسمح لنفسي اعيش بدونك
قالت بتعب
: ما ننفع , ما اقدر اعيش معاك في شكْ وخوف , ما اتحمّل انّك ممكن كل اسبوع تهجم على بيت اهلي وتفشّلني قدامهم , ما اتحمّل انّك تسحب الجوال من اذني وتصرخ من انت من انت , ما ابي اعيش معاك وانت تشكْ فيني , ما ابي احس اني مو محترمة ولا عندي اخلاق
اسكتها بغضب
: وقص بلسانك لا تقولين عن نفسك كذا
بغضبٍ قالت
: انا اقولها بلساني من حرقة قلبي , وانت تقولها كل يوم الف مرّة بتصرفاتك – اشاحت ببصرها عنه وقالت بهمس – غبي
ضحك بعمقٍ لتحمرّ وجنتيها
انحنى اليها وقال بنبرةٍ جعلتها تحترق
: نبدأ حياة جديدة الليلة ؟
شهقت وخبّأت وجهها في صدره
لينفجر ضحكًا
مرّت ثوانٍ , لتبتعدَ عنه وتعتدل في جلستها
: تبيني اظل معاك ؟
ابتسمَ وهزّ رأسه ايجابًا
قالت بجديّة
: تروح لطبيب نفسي
نظرَ اليها بصدمة
صرخَ بها
: نعم يا روح امّك ؟
تراجعت بفزعٍ وغرقت عينيها بالدّمعِ فورًا
استدركَ نفسه وعاد الى مكانه
قال وهو يجبرُ نفسه على الهدوء
: تعالي لا تخافين
صرخت به
: اتركني لحالي ولا انا بطلع من الغرفة
عض على شفته السفلى بندم
نهض وخرجَ من الغرفة
لا زالت خائفة
لا زالت ارتجافتها تتحكّم بقلبها وكفّيها
تحتاجُ الى وقتٍ كافٍ , لا يتخلّله صراخٌ او قسوة
تحتاجُ الى رعايةٍ وحنوْ
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الواحدة صباحًا
بتأفّفٍ شديد قالت
: وش ذا في احد في ذا الزمن ينزف الساعة وحدة
رتّبت والدتها ثوبها وقالت
: لا تكثرين هذرة , بالعكس جزاهم الله خير خوش راي , اجل تبينا نظل للفجر !
قالت رتيل وهي تعطيها الورد
: خذي , حافظي على رزانتك ماهو تنطفقين قدّام الخلق
ضحكت رغمًا عنها , ثمّ قالت
: خوفي ان شفت ذياب انفرط ضحك
ضحكن منها
نهضت ملاك وقالت
: اجل انا بنزل , داليا تعالي معاي انتي , نستقبلها على الكوشة
نهضت داليا واقتربت منها
قبّلتها بخفّة وقالت
: قود لاك حبي
ابتسمت بارتباك
مرّت دقائق
لتتلقّى رتيل اتصالًا
أجابتها , لتقول داليا
: يلا
أغلقت الهاتف وساعدتها لتتّجه الى بابٍ مغلق
حينَ سمعن بداية الأغنية , فتحت العاملة الباب
تقدّمت هديل بابتسامةٍ فاتنة
سارت حتّى أطلّت على ضيوفهم من الأعلى
كأميرةٍ بقلبٍ أبيض
وعينانِ ساحرتان
تطلُّ على شعبها بحبٍّ كبير
ابتسمت وفي يدها وردٌ كلونِ وجنتيها
رفعت كفّها الأيمن ولوّحت بنعومةٍ لصديقاتها وقريباتها
هتف الجميع بسعادةٍ حينَ رأوها
ناولتها رتيل سلّةَ ورودِ الجوريِّ الجميلة
ورودٌ كاملة بأغصانها
رمت بها الى الحضور ببهجة
كانت رتيل مبتسمةً وهي تنظرُ اليها
حتّى التفتت الى والدتها
اقتربت منها وقالت
: يمما لا تبكين تكفين , ان شافتك هديل بيضيق خلقها والله
ضحكت بمكابرةٍ من بينِ أدمعها
: جبهتها وسيعة , مطفوقة على العرس لو ببكي لبكرة ما بتلتفت لي
ضحكت رتيل وعانقت والدتها
حينها سمعن صوتَ هديل
: رتيييل
التفتت اليها بسرعة
لتقول هديل بابتسامةٍ من بين اسنانها
: بعدين طلعوا عواطفكم , ساعديني بلف الفستان ثقيل
انفجرتا ضحكًا واسرعتا اليها
,
بعد انتهاء الحفل
اعادهم علي الى المنزل
قالت ام علي بتعب
: انا بطلع انام
قالت رتيل
: انا بسنّع المطبخ واطلع , تصبحين على خير
انشغلت لبعض الوقت , ثم صعدت الى غرفتها
استلقت على سريرها واطلقت آهةً مرهقة
سمعت هاتفها ورفعته
قرأت رسالة علي بوجوم
" سامحيني , آخر فرصة ان ما تغيّر شي انا اللي بطلقك منّه "
رفعت رأسها ناحيةَ الباب بهدوء , وحينها فُتح
ظلّت تنظرُ اليه دونَ ان تتغيّر ملامحها
أغلق الباب وأقفله , وسحب مفتاحه
اقتربَ وجلسَ بجانبها
قال بخفوت
: شلونك
زفرت بحدّة , وقالت
: اتركني لحالي
ابتسم وحرّك المفتاح أمام وجهها
: اليوم ما في شردة , بتكلّم وبتسمعيني
تجاهلته ونظرت الى هاتفها
ليسحبه منها ويضعه جانبًا
تأفّفت بارتباك
ونهضت مبتعدةً عنه
ببرودٍ استلقى في مكانها
قالت بارتباك
: عطني المفتاح , بصرخ واخلّي امّي وخالتي واخوي وولد خالتي يجونك
قال ببرود
: ما عندك ام ولا خالة ولا ولد خالة
نظرت اليه بصدمة
ثم قالت بغضب
: احترم نفسك
قال بحدّة
: انا اهلك كلّهم , امّك ماتت وابوك مات , ام علي مرة ابوك واختها خالة اخوانك مو خالتك , ووليد ولد خالتهم , انتي ما عندك خالة
اختنق صوتها , وملأ الدمعُ عينيها
قالت بغصّة
: متى صرت كذا ؟
قال بجمود
: ما صرت شي , هذه حقائق لازم ما تنسينها , ما اسمح لك تعترفين بكل هالناس وانا لا
ظلّت صامتة
ليقول بهدوء
: تعالي
التفتت اليه بصمت
رفعَ حاجبه الأيمن
: ما يحتاج اقول لك وش عقوبة اللي يقول لها زوجها تعالي وما تجي
بخوفٍ قالت
: لا
ببرودٍ قال
: تعالي
بكت وهي تقول
: صقر تكفى
باصرارٍ قال
: تعالي
اقتربت ببطءٍ وروحها تبكي
جلست في نهاية السّرير
ليقترب منها
رفعَ كفّها وقبّله
قال بحنوْ
: ما ابي منك شي , بس ابيك تجلسين جنبي
نظرت اليه بصمت
رفع يده محاولًا ان يلامس وجهها
لتتراجع بخوف
قال بخفوت
: خايفة منّي ! متى كذبت عليك بحياتي ؟
قالت بحسرةٍ , وابتسامةٍ حزينة
: من يوم قلت لي بروح الشرقية واجي افطر معاك بكرة
عضّ على شفته السفلى بوجع
اقتربَ منها وهمس
: اسمعيني
همست
: ما اصدقك
صمتا لدقائق
حتى قال صقر بابتسامةٍ مرهقة
: واحبك كثر صقّارٍ , تولّع في محبّة طير
رفعت رأسها بصدمة
صمتت لثوانٍ , ثم همست بحنينٍ وحسرةٍ باكية
: كثر ما دلّة الطّيب بريحة هيلها فاحت
مدّ ذراعيه كأنّه يستأذنها ليعانقها
تمادت ذراعيه حتّى احاطتاها بها
استسلمت , حتّى ارتفعا ذراعيها وتشبّثا به
تنفّس بعمقٍ وهي في حضنه
قال بصدق
: والله توها اللي ردّت فيني الروح
بكت بأنين , تمسّكت به وقالت بتعب
: اتركني صقر , اطلع من حياتي
: عشت عمري انتظرك , ما اقدر اتركك الحين
أطلقت آهةً ملتاعةً من روحها
قالت بهذيان
: ثمان سنين عشتها معاها , تعرف عنّك اكثر من ما اعرف انا , تعرف شتحب ووش تكره , تعرف متى تنام ومتى تقوم , تعرف الأكل اللي تحبه , وتعرف شلون ترتّب ملابسك , لمست ملابسك وانا لا , وكّلتك وانا لا , بخّرتك كل جمعة وكل عيد وانا لا – بحرقةٍ قالت – نامت على صدرك ثمان سنين , وانا لا , صبّحت بوجهك , مسكت ايدك وطلعت معاك , زوجتك قدّام الخلق , وانا هنا مليون مرّة انخطبت لأن الناس ما تدري اني متزوجة , صديق علي قريب منّه سنين جا خطبني لأنّه ما يدري , وهي باصبعها دبلتها , وفي غرفتها صورتك وصورتها , وفي اوراقها الرسمية انت زوجها ومحرمها , وانا لا , انا لا يا صقر , انا لـــا
بكت روحه من بكائها
ضمّها اليه وقال بجنونٍ هو الآخر
: انتي حبيبتي مو هي , هي زوجوني ايّاها وهم متفضّلين علي ولا قدرت اقول لا , هم اختاروها لي مو انا اخترتها , انتي حبيبتي وانتي زوجتي وانتي بنتي , ما تعرفني مها , ما تعرفني مثلك
أبعدها ونظرَ اليها وسألها بحدّة
: وش اكثر اكلة احبها ؟
قالت بتعب
: كبسة لحم
: والشاي اللي اشربه ؟
: شاي ثقيل على الفحم
: وش اسوي اوّل ما اقوم من النوم ؟
ضحكت من بين بكائها
: تقول لأوّل وجه تشوفه يا الله صباح خير ما اصبحنا الا في وجهك
ابتسم ومسح أدمعها
: تعرفيني اكثر منها , تعرفين كل اللي احبّه , واللي اكرهه , رغم انّي معاها خمس سنين , ما تعرف عنّي كثرك – قال بنبرةٍ غريبة – حتّى طفل ما بغيت منها , كل يوم ادعي بصلاتي ان الله يجعل اول ذرّيتي منّك , خمس سنين ما حملت مع انها سليمة وانا سليم , انا احبّك انتي , انا كنت ولا شي لين رجعت وشفتك , كنت ميّت , كنت جسم يتحرّك وما فيني روح , انتي روحي
ظلّت صامتة
ليقول
: خطفوني , افتعلوا لي حادث وسفّروني بنفس الليلة , تكسرت , جسمي مليان شرايح واسياخ الحين , قمت من الغيبوبة قالوا يا تشتغل معانا يا تشتغل معانا , ما لك خيار ثاني , حياتك انتهت وهويتك تغيّرت وانتقلت لبلد جديد , عاندت لين لفقوا لي تهمة وسجنوني , عاندت سنتين بالسجن مع المرض , لين انهرت وطلبت من ابو مها العون وطلّعني رغم ان ولد اخوه سجنّي , عطاني ثالث اكبر منصب بالشركة , عطاني بيت , وزوجني بنته , سنين وانا اتعالج , وابني نفسي عشان ارجع , كل سنة اظن انّي برجع وافشل بسبب الامراض والكسور اللي تمنع سفري , سعد اخو ذياب يجي بين فترة وفترة يتطمّن عليكم , ذياب شالني ووقف معاي وساندني , لين جيت , جا معاي على نفس الطيّارة , وما طلع من هناك الّا والحقير اللي سوّى كل ذا فيني معاه
كان يتحدّث وهي تبكي
كانت تبكي بحرقةٍ شديدة
من ذا الذي سوّلت له نفسه ان يحرمها منه
من الذي تجرّأ وخطفه منها
من الذي ابكاها عمرًا كاملًا
أطلقت آهةً طويلة , آهةً موجوعة
آهةً تجتث روحها منها
قالت بانهيار
: ليش , ليش ياخذك , شلون عطى لنفسه الحق ياخذك منّي , شلون يبكيني وانا طفلة ما كملت اربعطعش سنة , شلون يرمّلني وانت عايش , شلون يزوجك وانا عندك – بجنونٍ صرخت – شلون يعطيك حياة واحنا في حياتك , شلون يمسحنا بدون ما يستأذن , شلوون
عانقها بقوّة
: بسم الله عليك يا ابوي وبيتي انتي , راحت ذيك الأيام يا ابوي , راحت رتيل خلاص , انا هنا , رجعت لك , وسجنته , بعيش معاك وعشانك , ابي العمر اللي انسرق منّي ومنّك يرجع , ابي اصحى القاك بحضني , وانام وانا متطمّن لأنّك بحضني , بس يا روحي واهلي , هدّي يا عين ابوي
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة صباحًا
نظرَ اليها بصدمة
أشارت اليه بسبّابتها بتهديد
: ولا تفكّر تقرّب مني حتّى
ازدرد ريقه , ثم قال بحنوْ
: هديل حبيبي , تعالي اجلسي هدّي , خلينا نتكلّم شوي
تراجعت بشهقة
: لا تكلمني , اعرف انا اعرف وش يعني هدّي , عبالك بتكذب علي يعني
صمتَ لثوانٍ
ثمّ خرج من الغرفة واتّصلَ بشقيقته
قال بهمس
: البنت مو صاحية
قالت شقيقته بذهول
: شلون مو صاحية !
: من اوّل ما دخلنا الغرفة وهي تهدّدني وتقول لا تقول اهدي ادري وش بتسوّي
انفجرت شقيقته ضحكًا
ثمّ قالت
: والله يا اخوي البنات اشكال وانواع , كل وحدة تعبّر عن خجلها بطريقتها , وانت تعامل معاها بطريقتك , ما لي شغل فيكم , مع السلامة
: لحظة...
أبعد الهاتف ونظرَ اليه لثوانٍ
ثمّ زفر ودخل الى الغرفة
شهقت بفزعٍ حينَ دخل
قال بجديّة
: شوفي لا تخليني اطلع ذياب اللي داخلي من اوّل يوم , تعوّذي من الشيطان لا يجيك كف يغيّر خرايط وجهك , ماني جايّك ولا مقرّب منّك , قومي بدلي وارجعي نامي واكفيني شرّك في ذي الليلة اللي مو راضية تعدّي
ظلّت تنظرُ اليه ببلاهة
ليرفع حاجبه بحدّة
: في شي مو مفهوم بكلامي ؟
ازدردت ريقها , وقالت بلعثمة
: فهمت
حبسَ ضحكته وأولاها ظهره
خرج من الغرفة , ونهضت هي بذهول
تمتمت
: وش فيه ذا !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة صباحًا
دخل الى الغرفةِ بهدوء
جلس أمام السرير وهمس
: نايمة ؟
قالت ببحّة
: ما قدرت انام
أضاء الغرفة بنورٍ خفيف
مسحَ على شعرها وقال
: ماكلة ؟
: خفت انزل للمطبخ
زفرَ يؤنّب نفسه
: لو داري ما تركتك
ظلّت صامتة
قال بهدوء
: ليش ما قلتي لي عن القولون ؟
قالت ساخرة
: وش كان بيفرق ؟
تنفّس بعمقٍ حتّى لا يغضب
صمت لثوانٍ طويلة , ثم قال مبتسمًا
: الله يوفقه , كان حيل مستانس
قالت ساخرة
: لا يطلع زيّك ويجنّن المسكينة
قبّل انفها بخفّة
: ولا تطلّع مثلك وتجيب الرجّال على وجهه وتشلع قليبه
ابتسمت رغمًا عنها , دونَ ان تفتح عينيها
ابتسم لابتسامتها
صمت لثوانٍ , ثمّ قال بخفوت
: بكرة عندي موعد بالعيادة
فتحت عينيها بسرعة
اعتدلت في جلستها وقالت بلا تصديق
: موعد ايش ؟
نهض عن الأرض وجلس على السرير بجانبها
امسك بكفّيها وقال
: بحاول اتعالج , نستاهل نعيش بسعادة انا وانتي
بلا تصديقٍ صرخت وعانقته بكلِّ قوّتها
ضحك وهو يعانقها
لا يعلمُ متى وكيفَ أحبّها
لا يعلم كيف فزِع من ان تتركه
لا يعلمُ اي طريقٍ قاده الى العيادةِ النفسيّة
وكيف انطلق لسانه وهو يرجو الطبيب
قال برجاءٍ لا يعلم من اين أتى به
" ما ابي زوجتي تتركني , مستعد اتعالج وتظل معاي , انا عمري ما كنت بهالضعف ولا عمري حبّيت شخص وابي اتغيّر عشانه "
قبّل رأسها بمحبّة , وقلبه يهتف بدعاءٍ متذلّلٍ متضرع
ان يعينه الله.
,
,
الرابعة صباحًا
تنفّس بعمقٍ وهي على صدره
قال بزفرة
: عنبو بليسك زوجتي من متى ! اوّل مرّة احضنك كزوجة
احمرّت خجلًا ولم تعلّق
مرّت ثوانٍ صامتة
ليرفع رأسها عن صدره , قال باستعطاف
: يلا تجين معاي ؟
ضحكت بسخريةٍ وابتعدت عنه
: حرام بالله ما لي طلعة معاك وهي على ذمّتك
عقد حاجبيه ببداية غضب
لتقول ببساطة
: تبي تشوفني تجيني هنا , امّا انّي اجي معاك واكون زوجة لك وهي على ذمّتك , بعيد عن شورابك
شدّ شعرها بخفّة
: لا تقولين كلام اكبر منّك
تأوّهت ليتركها , ابتعدت عنه وقالت
: معليش صقر اسمح لي , دبّر راسك , مستحيل تكون عجوزك على راسي , عنبوها كبر بنتها انا ما استحت على دمها !
انفجر ضاحكًا , لتبتسم
أشار اليها
: تعالي
اقتربت وجلست بجانبه
عبثَ بشعرها وقال
: لا تشلعين قلبي وتتعبيني وتشتّتين تفكيري , امشي معاي
قالت برفضٍ قاطع
: ما اطلع معاك وهي على ذمّتك
قال بجديّة
: ما اقدر اطلّقها
قالت بعصبيّة
: اي ميّت عليها , بس حريمتك يا انا يا هي
استغفر بحدّة , ثمّ قال
: والله كلنا مخدوعين فيك , على بالنا عاقلة وطيبة , طلعتي قشرا
ضحكت رغمًا عنها
مدّد اطرافه بتعب
: تكسّرت والله , فيني النوم
: يلا توكّل على الله اجل
: ما ينفع انام هنا ؟
قالت بانفعال
: والله...
قاطعها بضحكه
نهض من مكانه لتنهض معه
عانقها وقبّل ما بينَ عينيها
: ماني مطوّل عليك
ابتسمت
: طيب
خرجت معه من الغرفة , وودّعته وأغلقت الباب بعده
,
نظرت الى الساعةِ بملامح ميّتة
ابتسمت ساخرةً من حالها
نهضت وخلعت فستانها الناعم
وارتدت بيجامةَ النوم
عادت الى السرير , وبعد ثوانٍ سمعت الباب
عقدت حاجبيها واعتدلت في جلستها
دخل الى الغرفة
لاحظت ابتسامته الهادئة
قالت مبتسمة
: عساه خير !
التفت اليها بانتباه
اقترب وقبّل رأسها
: ليش صاحية للحين
اختفت ابتسامتها , ازدردت ريقها وحبست أدمعها
قالت باختناق
: كنت اقرأ , الحين بنام
هزّ رأسه وتركها ليدخل الى الحمّام
غطّت فمها بكفّها , ورغمًا عنها سقطت دمعتين من عينيها
حين انحنى اليها شمّت رائحةَ تلك الفتاةِ فيه
كان هناك حتّى هذه السّاعة !
كان معها !
يعني انّها رضيت عنه أخيرًا
شعرت انّ روحها تُنتزع منها
لن تتحمّل هذا الألمَ ابدًا
ليس في حدود طاقتها ابدًا
بوجعٍ نهضت من سريرها
وحينها خرج من الحمّام
اقتربت بخطىً تجترها عنوة
عانقته وكتمت انفاسها
عانقها باستغرابٍ من حالتها
قال بقلق
: مها فيك شي ؟
باختناقٍ قالت
: لا
أطالت عناقه
ثمّ أبعدت رأسها عنه وسألته بشجن
: بسألك سؤالين
ابتسم بحنو ومسح على خدّها
: اسألي
: اهلي عرضوني عليك ؟
رفعَ حاجبيه بذهول
صمتَ لثوانٍ , ثم قال بهدوء
: لا
ابتسمت بوجعٍ كبيرٍ من كذبته التي لم يُجِد اخفاءها
قالت وهي ترجو ان تُهزَم هذه المرّة ايضًا
بغصّةِ بكاءٍ عالقةٍ في جوفها سألته
: ليش ما صار عندي عيال ؟ بسببك ؟
انهزمت نظرته أمامها , ولم يُجبها
ابتسمت بحزنٍ بالغ , وهمّت بالابتعادِ عنه
ازدرد ريقه وامسك بكفّها
قال ببحّة
: ماهو بسببي
هزّت رأسها بخيبة , وتركته لتدخل الى الحمّام
زفرَ بحدّة
والتفت ليذهب الى السرير
انتبه الى فستانها المرمي على الأريكة
اقترب ونظرَ اليه
عضّ شفته العُليا وزفر نفسًا قويًا
كم انتظرت يا ترى !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثامنة صباحًا
فتحَ عينيه ببطء
شعر بجسدها على صدره
نظرَ اليها لثوانٍ , ثمّ قبّل جبينها
قالت ببحّة
: صحيت !
رفع حاجبيه
: من متى صاحية انتي ؟
: من شوي
ابتسم واعتدل في جلسته , لتجلس امامه
قالت
: وش رايك تاخذ اجازة ونسافر ؟
ضحك رغمًا عنه , ثمّ قال
: وانتي يا مطلعة عيني يا خروفة مرّة !
رفعت حاجبها الأيمن بحدّة , وكررت خلفه ببطء
: خروفة ؟
اقتربَ منها وقبّل انفها , وهمس
: آخذ اجازة ؟
دفعته عنها وغيّرت ملامحها الى الجدّية التامّة
: لا تاخذ , قوم البس لا تتأخّر على دوامك
استلقت وأولته ظهرها
نفخ خدّيه وكتم تأفّفه
سحب هاتفه واتّصل بأحدهم
مرّت ثوانٍ ليقول
: هلا عمي صبّحك الله بالخير , والله بخير الحمد لله , لا الحين زينة وصحّتها رجعت لها , ما يامر عليك ظالم بغيت اجازة منك , اسبوعين او ثلاثة انت وكرمك – صمت لثوانٍ ثمّ ضحك – عاد تونا عقلنا قلنا نستانس شوي , مشكور الله يحفظك , مع السلامة
أغلق الهاتف وانحنى اليها
: قومي جهزي الشنط
كانت مبتسمة , قالت بنبرةٍ توضّح ابتسامتها
: ما ابي
ضحك ونهض
: بكيفك , اجل بطق لي تذكرة للمغرب....
شهقت واعتدلت في جلستها
ليتراجع هو من شهقتها
قالت
: وين نروح ؟ عشان اجهّز الشنط حسب المكان يعني
قال بلا مبالاة
: ابها وقرود الطايف ويخب عليك
ظلّت صامتة , ليضحك من ملامحها
قال وهو يشير بالهاتف
: بكلّم سعود , لو ما في احد من اهله بفرنسا نروح لفرنسا , عندهم بيت وسط منتجع هناك
ابتسمت بسعادة , ليبتسم ويخرجَ من الغرفة
,
أشار الى العاملِ ان يحملَ الحقيبة
وأجاب هاتفه
: هلا عزوز , توني كنت بتّصل عليك
: شعندك ؟
: كنت بودعك مسافر الحين ان شالله
قال عبد العزيز بصدمة
: وتوّك تتكلّم ! ليش ما قلت قبل عشان اشوفك
: صارت بسرعة بسرعة , ماني مطوّل ان شالله
: وين رايح ؟
زفرَ بقوّة
: قلبي متقطّع على امّي واهلي , رايح لندن
: زوجتك معاك ؟
: ايه , ما تجيب زوجتك وتجي انت ؟
ابتسم وقال
: كنت بسألك اذا في احد من اهلك بفرنسا , باخذها لفرنسا
ابتسم سعود بمحبّة
: ما في احد , هذا نسيبي وصّلنا المطار بعطيه المفتاح يوصله لك
: مشكور حبيبي , نتلاقى قريب ان شالله , استودعك الله دينك وامانتك وخواتيم اعمالك
ودّعه سعود وأغلق الهاتف
والتفت الى بندر
: بندر خذ ذا المفتاح , وسجل هالرقم عندك وكلمه , وصل له المفتاح , حتّى لو يجيك هو لمكانك
: مو مشكلة اخذه له , هات
ودّعهما وذهب
وتوجّها الى صالة المغادرين
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانيةَ عشرةَ مساءً
انزلت كوب الشايْ وقالت
: ان شالله بكرة نروح لهم
قال تركي بملل
: بالله يمه اذا لقيتي عندهم بنت زينة اخطبيلي
نظرت اليه والدته بنصفِ نظرة
: عساس انّي رايحة انقّي خضرة
ضحكت ام وليد منه وقالت
: ان كانك معزّم ومتأكّد ماهو تفشلنا , تبشر ندوّر لك
هزّ رأسه ايجابًا
: معزّم ان شالله , دام هديل زوّجناها , والعريّس اللي فوق صار الظهر وما قامت تصالحت مع زوجها الحمد لله , خلاص لمتى انتظر
قال وليد ساخرًا
: لو انّك منتظر ملاك بعد
ضحك وقال
: خلاص حتّى هي بتمشي
قالت ام علي بزفرة
: الله يكتب لكم اللي فيه خير كلكم , وليد وش صار على ابوك ؟
: سعود نسيب خالد رفع اكثر من قضية من بينها قضية ابوي , وقّع تعهد عدم تعرض , الله يكفينا شرّه
هزّت رأسها بصمت
,
,
المملكة العربية السعودية – حائل
الواحدة مساءً
قال بارتباك
: ياخي احساس انّك عريس مدري شلون
لم تتغيّر ملامحه وهو ينظرُ اليه
تابع الآخر
: بس ما ادري وش تحس فيه امّي يوم خلّتني انتقل لحايل تمامًا , مثقّل عليها في الرياض يعني ! قالت ايش حرام تبعد البنت عن اهلها باقي صغيرة
قال بضجر
: صكّيت راسي , اسكت شوي
صمت ينظرُ اليه باستغراب
اقترب منه وسأله
: فيك شي ؟
ملأ رئتيه هواءً وزفره بتوتّر , ثم اغتصب شفتيه ابتسامةً وقال
: مصدّع شوي , ونبي نمشي الليلة للرياض , لا تهتم
تركه وخرج من الغرفة
ضرب الجدار بقبضته
ثمّ ضرب جبينه بقوّة
يحترقُ الفًا
كيف طاوعته قدماه وأتى
كيف أطاعه لسانه حين خطبها له من يوسف
كيف استطاع التوقيع على العقد بصفته شاهد عقد القران
أطلق آهةً موجوعةً من روحه
التفت ليجد والدته تقفُ أمامه
اقتربت وهمست
: دارية باللي في قلبك , وأبعدت ولدي عنّي وخليته يعيش هنا لأجل ما تكون زوجته قريبة منّك
نظرَ اليها بصدمة
لتهزّ رأسها بحسرة
: والله انّي دارية يا ولد بطني , لكنّي في وجهك ومانت مخرب بيتك ما دمت عايشة
صمتَ لثوانٍ طويلة
ثمّ انحنى ليهمس بحرقة
: ذبحتيني يمّه
تركها وابتعد
يحمل في روحه حبًّا لم يعرفه من قبل
حبًّا أخطأ وجهته
لم يحبّ امينة ابنةُ جارهم حين كان شابًّا هكذا
ولم يحبّ اريج زميلته في معهد تعليم اللغة هكذا
ولم يحبّ سامية خطيبته السابقة هكذا
ولم يحبّ زوجته , والدة طفلته , هكذا !
وحدها
انثاه الفريدة
اختصر بها حبّه لاناث الأرض جميعًا
يتخبّط وهو يدركُ زواجها من شقيقه الأصغر
ترفرف روحهُ حزنًا على حاله
رفعَ رأسه ونظرَ الى شبّاكِ غرفتها
ابتسم بانكسارٍ شديد
وغضّ بصره وابتعد
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية مساءً
استيقظَ من نومه بكسل
اعتدل في جلسته وبحث بعينيه عنها
ولم يرها
التفت الى هاتفه , وعقد حاجبيه استغرابًا من الورقةِ التي كانت أسفله
سحبها ليقرأها
" حبيبي
خمسةُ أعوامٍ قضيتها معك بودٍّ وحبٍّ واحترام
لم أكُن انتوي يومًا ان تنتهي قصتنا مع انتهاء خمسةِ أعوام
لكنّه امرٌ في القدر
لا انا ولا انتَ نتحكّم به
آنَ الأوان لأتنحّى من حياتك
لستُ حملًا لغيرة حمقاء من فتاةٍ قد تكون في عمر ابنتي
ولستُ حملًا لحربٍ معها ومع مشاعرك التي تنصبُّ عليها وحدها
تعلمُ انّي مريضةُ قلبٍ ولا اتمنى الموت قبلَ ان احمل طفلي واشمّ رائحته
ما دمت لم تعطني مشاعرك , ولا ابنًا منك
فاذن لي بحياةٍ أخرى
اطلب منك الطلاق , مع كامل اسفي عليك
دمت سالمًا "
أغمضَ عينيه طويلًا
شعر بحزنٍ على علاقته المثالية مع مها
شعر بحزنٍ لحزنِ مها
شعرَ انّه ظالمٌ رغمَ محاولته الّا يكون
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الخامسة مساءً
قالت ام علي بضيق
: ما يصير ولا وحدة تروح معانا
قال تركي متسائلًا
: ليش ما قلتي لبناتك !
: رتيل توها رادّة لزوجها , وهديل توها متزوجة , وملاك الناس متكلمين عليها ما يصير ناخذها
قال وليد
: شوفي رتيل ما اظن يمانع صقر
قال تركي بلا مبالاة
: اصلًا ما يمديهم يسوون شي , قاعدين ببيت عمّي لين يفسخ صقر عقد شقّته ذي ويأجر غيرها عشان رتيل
شهقت ملاك وغطّت وجهها
وقالت ام وليد محرجة
: الله يصلحك يا تركي , اتّصل على اختك
انتبه لوجود ملاك , واعتدل في جلسته بخجل
لينفجر وليد ضحكًا
اتّصلَ بها وردّت بعد ثوانٍ
: هلا حبيبي
ابتسم تركي لنبرتها
وقال
: تروحين مع امي وخالتي بيخطبون لوليد
: لحظة – سمعَ حركتها , ثمّ قالت بخفوت – صقر امي وخالتي رايحين يخطبون لوليد اخت خويّك , اروح معاهم ؟
اعتدلَ في جلسته باهتمام
: اي قال لي وليد بيخطب اخت سلطان , من اللي يكلمك ؟
: تركي
: عطيني
اخذ الهاتف وقال
: شلونك تركي
: الحمد لله عساك بخير
: عطني وليد
أخذ وليد الهاتف , وقبل ان يتحدّث عاتبه صقر
: الحين حنّا مو اخوانك ؟ ابوي ماهو حسبة عمّك ؟ شلون تبي تروح بروحك !
ابتسمَ وليد
: انتي اهلي وابوك ابوي , واكيد لمّا بروح بيكون معاي , بس هذه زيارة تعارف حريم ماني رايح انا
: اييه , عبالي بعد , خلاص نص ساعة ورتيل عندكم , ولا مستعجلين ؟
: لا خذوا راحتكم , على ستة نمشي ان شالله
: على خير اجل
ودّعه وأغلق الهاتف
اخذته رتيل وذهبت الى غرفتها
فتحت الحقيبة الصغيرة التي جهّزتها بقطعِ بيتيّة
تأفّفت وارتدت عباءتها
همّت بالخروج من الغرفة ليدخل صقر
ارتدت بشهقةٍ صغيرة
قالت بزفرة
: تحمحم طلّع صوت سوْ اي شي , لا تخرّعني
اغلق الباب واقترب منها
لتبتسم
أحاط جسدها بذراعيه
ورفعت ذراعيها لتحيطانِ برقبته
قال بخفوت
: والله مو مصدّق للحين
قالت بخفوتٍ هي الأخرى
: للحين خايفة اكون احلم , خايفة تكون للحين ما رجعت اصلًا !
بابتسامةٍ قبّل عينيها
ظلّا ينظرانِ الى بعضهما بصمت
حتّى رنّ هاتفُ رتيل
ليتأفّف صقر
ضحكت وابتعدت عنه
اجابت بلهفة
: حيْ هالصوت يا بعد عيني
صرخت الأخرى
: يا كلبة يا خاينة شلون ما تقولين لي رايحين تخطبون للثور وليد
ابعدت رتيل السمّاعة من صراخها
ثمّ أعادتها وصاحت بها
: توهم قالولي اصلًا , بعدين الشرهة على اللي عادّك عروس ومحترمك
قالت بخفوت
: اسكتي وش عروسه , الرجّال صرخت عليه اوّل ليلة ما عاد كلمني ولا طالع وجهي
شهقت رتيل بصدمة
: امانة ! الله يفشلك يا هديل كانك فشلتينا
حمحمت هديل وليّنت نبرتها
: اوكي حياتي نتكلّم بعدين – ضحكت ضحكةً تافهة وقالت – يووه بعدين قلت لك
قالت رتيل بصدمة
: انهبلت البنت !
ابتسمت هديل وقالت
: باي
أغلقت الهاتف , لتبعده رتيل وتنظرَ اليه ببلاهة
التفتت الى صقر وقالت بنبرةٍ جعلته ينفجر ضحكًا
: الله يعوّض على خويّك
قال بنبرةٍ مبطّنة
: الله يعوض على اختك بالأساس , ما تعرفون شي عن ذياب
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الخامسة وعشرون دقيقة مساءً
دخل الى الغرفة واسلتقى امام التلفاز
ازدردت ريقها ولم تتحرّك من السرير
انشغلت بأظافرها
نهض من مكانه متأفّفًا
ودخل الى الحمّام
مرّت دقائق لتسمع صراخه
شعرت انّ قلبها هوى في أعماقها
بجنونٍ أسرعت الى الحمّام وفتحت الباب
صرخت بفزع
: وش صار
كان يجلس على أرضيّة حوض السباحة
جسده مبلّل
وعلى ملامحه تعريجاتٌ متألّمة
قال بألم
: طاح على رجلي الرف
سحبت المنشفة ومدّتها اليه , ليلفّ جسده
واقتربت منه لتنظرَ الى قدمه
قالت وهي بالكادِ تتنفّس
: بس اصبعك انجرح – جلست على ركبتيها بجانب الحوض وأغمضت عينيها – وقفت قلبي عبالي صارلك شي
قرّب وجهه منها , وداعب وجنتها بأنفه المبلّل
: قلت اتدلّع شوي
مرّت ثوانٍ لتدرك وضعه ووجودها بجانبه
شهقت بخجلٍ ونهضت
ليسحبها اليه
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة مساءً
قال بلا تصديق
: شلون يعني خطبتيلي !
: هماك قايل دورولي واخطبولي ! هذاني خطبت لك
ضحك بذهول
: يمه !
قالت ام وليد
: تركي مفهّي وعايشة مستفزّة , شلعتي قلب الولد ! شوف يمّه اخت الولد اللي يبي ملاك , ما شالله تبارك الله زين واخلاق وتدخل القلب , قلنا لهم نبي اروى لوليد ولينا لتركي , الناس تفاجئوا بس ما عارضوا , ان شالله انهم يوافقون
التفت الى وليد بصمت
ليضحك وليد رغمًا عنه
ثمّ قال
: مدري شلون تطوّرت الأحداث بهالسرعة وكلنا تزوّجنا مع بعض وثلاثة منّنا من عايلة وحدة
قالت ام علي بزفرة
: ظل عبد الله
قالت ام وليد
: الله يرزقه بنت الحلال يارب
أمّنوا جميعًا بهمس
,
,
,
بعد ستةِ أشهر
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الخامسة مساءً
اقتربت منه بالمبخرة
بخّرته وقالت
: بتتأخّر ؟
عدّل غترته وقال
: ما اظن , تعبان وما لي خلق , بس لازم احضر عزيمة مالك
جلست على السرير بتعب
: مع انّ مرْ على العرس ثلاث ايّام لكن التّعب للحين فيني , احس عرس ملاك تعبنا فيه بزيادة لأنها آخر بنت فينا
ابتسمَ , لتتابع
: باقي زواج تركي الشهر الجاي الله يعين
قال
: الله يتمّم على خير
: باقي عبد الله , لو يتزوّج انا ارتاح
ضحكَ ثمّ قال
: تقول داليا شايفين له وحدة وبيخطبونها
ابتسمت بسعادة
: ما شالله , الله يتمّم له بخير
صمتا لثوانٍ
ثمّ قالت رتيل بهدوء
: صقر
التفت اليها بصمت
امسكت بيده وسحبته ليجلس بجانبها
قالت بشبه ابتسامة
: اظن انّي حامل
لم تتغيّر ملامحه لثوانٍ
ثمّ ارتفعَ حاجباه وسحب نفسًا لم يستطع اخراجه
لتضحك بخفّة
حينها هتف بلا تصديق
: وش منتظرة ؟ متى بتحلّلين ؟
قالت بضحكة
: عندي التحليل المنزلي بعد شوي بحلّل
نهض من مكانه
: قومي الحين
نهضت رغمًا عنها لتدخل الى الحمّام
انتظرها امام الباب دونَ صبر
وقلبه يخفق بجنون
كان ينتظرُ ان تطلّ عليه , يخيّل له انها ستخرج ومعها طفله !
مشاعره في وتيرةٍ مرتفعة
فاتنته , صغيرةُ قلبه
اخيرًا ستبشّره بطفلٍ من قلبه يتغذّى من روحها
خرجت ووجنتيها محمرّتين
وعيناها تلمعان
قال برجاء
: بتجينا ذكريات !
قالت ببحّة
: ويمكن ثنيّان !
شهق بسعادةٍ وحملها ليدور بها دونَ تصديق
هنا اكتملت سعادته بها !
وهنا انتشى قلبها به
يا حبيبي , يا ثالث والديّ
يا والد قلبي
انتظرتك عمرًا , انتظرتك مذ ابصرت النور
خلتُ في مقلتيك طيف احلامي
وخلتك آمالي وسعادتي
خلتك بداية حياتي , ونهاية تعاستي !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السادسة مساءً
انتهى من لبسه
ونزلَ يبحثُ عنها
دخل الى غرفة المجلس
كانت تتحدّث بالهاتف , وظهرها ناحية الباب
اقترب ببطء ليستمع اليها
حينها التفتت
ليقف محرجًا
كتمت زفرةً طويلة
واقتربت منه
ابعدت الهاتف وفتحت مكبّر الصوت
ليسمع والدتها تقول
: لا تنسين تتحصّنين , وسلمي لي على سلطان
قالت بهدوء
: يوصل ماما يوصل , سلمي على ابوي
ودّعتها وأغلقت الهاتف
ظلّت تنظرُ اليه بصمت
لم تنطق بكلمة , انتظرت لثوانٍ ليتبدّد ضيقها منه
رغم كلّ محاولاته , لا زال لا يستطيع
رغم جهاده وصراعه مع نفسه , لا زال يفشل
لكنّه تغلّب على بعضٍ من انفعاله
تجاوزَ بعضَ جنونه
قال بهدوء
: نمشي ؟
امسكت بكفّه وقبّلته مرارًا
ثم قالت بصدق
: حاطّة الله بين عيوني , وحاطة اخلاقي وتربيتي قدّامي , وحاطّتك بقلبي وما ابدلك بالدّنيا وما فيها
تنفّسَ بعمقٍ وزفرَ بتعب
انحنى ليريحَ جبينه الى جبينها
قال ببحّة
: ساعديني على نفسي
رفّعت كفّيها لتعانقانِ وجهه
قالت برجاء
: وانت ساعدني عليك
بحنوٍّ قال
: ان شالله
يا فاتنتي
يا مجتثّة العشق من قلبي عنوةً
مذ اخترق الكستناءُ اللامع في عينيك بصري
انصعتُ له , نذرتُ عمري لأرى بهجته
نذرتُ نفسي , لأرى ثغركِ الموجعُ لقلبي مبتسمًا
خلتُ في مقلتيكِ طيف احلامي يا لمى.
وخلتُ في مقلتيكَ طيف احلامي يا سلطان.
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثامنة مساءً
مدّدت ساقيها بتعب , وغطّتها تهاني بشرشف
سألتها
: بردانة اجيب لك اثقل ؟
هزّت رأسها نفيًا
: لا يكفي , عبد العزيز ما رجع ؟
قبل ان تجيبها تهاني , اجابتها قبلةٌ على رأسها
قال
: هذاني جيت
التفتت اليه وابتسمت
جلس على ركبتيه امامها
ولامسَ بطنها
: شلونكم ؟
وضعت يدها على يده
وقالت
: متشاقين للبابا
ظلّ ينظرُ اليها مبتسمًا بصمت
دخلا والد ووالدة بندر حينها
قالت ام بندر بلهفة
: ليته ينولد بسرعة وتقرْ عيونّا فيه
قال ابو بندر بحنينٍ شجيّ
: ويرجع اسم بندر لبيتنا
توتّرت نظرةُ فجر
واضطرب نفسُ عبد العزيز
كرهَ نفسه في لحظتها , لأنّه اصبح لا يرغبُ بسيرةِ شقيقه
همّ بسحبِ يده عن فجر
لتتمسّك بها
قالت مبتسمة
: اكيد يسعدنا انا وعزيز ولدنا يكون على اسم بندر الله يغفر له ويرحمه , - بغصّةٍ وصعوبةٍ تابعت – يعني ما في احلى من اسم اخونا نسمّي ولدنا عليه
سيطرت على رجفةِ جسدها
لن تبكي
لن تفسد الأمر
بقيَ في الماضي
لم تعُد تحبّه كما كانت
اصبحت متيّمةً بعبد العزيز
لكنّها ان قالت انّه اخٌ لها
فقد كذبت
لا يزال يختبئ في احدى زوايا قلبها
تتجاهله بتأمّلها لعزيزها
نظرت الى ابتسامته
وهتف قلبها بلا حيلة
خلتُ في مقلتيك طيفَ احلامي
ابتسم عبد العزيز منهزمًا امامها
شاعرًا بارتجافها
ما زالَ عالقًا في عقدةِ حليلةِ شقيقه
لكنّه يتخطّاها مرغمًا نفسه , بكلِّ الطرق
اصبحت زوجته , حبيبته !
حاملٌ بطفله
يحترق غيرةً ان تذكّر انّها كانت لبندر يومًا
لكنّها له الآن
ليله مختبئٌ في شعرها
وسعادته كامنةٌ في ضحكةِ ثغرها
,
,
المملكة المتحدّة – تشيلسي
الحاديةَ عشرةَ مساءً
أعادت خصلةً من شعرها الذهبي خلف اذنها , وتثاءبت
قال سعود مبتسمًا
: هلّا تذهبين الى سريرك ؟
قالت بكسل
: لن اذهب , لقد اتيت في الأمس واخاف ان تذهب فجأة
داعب شعرها وقال
: لكنّني لم اخلف بوعدي منذُ ستّةِ اشهر
قالت بعتاب
: لكنّك اخلفته كثيرًا قبلها
قالت لين تحاول ان تلاطفها
: لم يكُن يرغب ان يخلف , انا اجبرته !
نظرت اليها بصمت
لتقول ام سعود بضحكة
: والله ما هقوتي بتبلعك ابد , انتي اصبري عليها كم سنة ان ما خطفت زوجك منّك
قالت لين ساخرة
: عشان اقطع لها شعراتها اللي مستانسة فيها
غفت الطفلةِ في حجرِ سعود وحملها
: لين بتجيك رفسة بين جنوبك , الدنيا بكفّة وفيكي بكفّة
قالت لين معترضة
: عششتو ! قال فيكي قال
قال بنصف نظرة
: اي عطيني بديل عن فيكي
قالت محرجة
: سعود !
ضحك وصعد الى الأعلى
لتقول ام سعود بمحبّة
: قومي حبيبتي نامي انتي بعد
هزّت رأسها
: تصبحين على خير , سلمي على عمّي ان جا
صعدت ودخلت الى غرفتهما
كان مستلقيًا على سريره
فتح لها ذراعه
لتستلقي بجانبه , وتريح رأسها الى صدره
قالت بعد صمتٍ يسير
: تدري انّي ما ابي احمل عشان للحين ما استقرّينا
قبّل رأسها وقال
: ادري
نظرت اليه
: زعلان من هالشّي ؟
هزّ رأسه نفيًا
: لا , بدري عن الطّفل الحين , احنا كل شهر في بلد , لين نعرف وين بنستقر ذيك السّاعة الله كريم
اعتدلت في جلستها وقالت
: جد انت وش مفكّر فيه ؟
زفرَ وقال
: ما ادري يا لين , تعلّقت بجدّتي وعمامي وعيالهم , واهلك بالرياض , وهنا حياتي وبيتي واهلي , يعني جد ما اعرف
قالت متسائلة
: اهلك ما يفكرون يستقرّون بالسعودية ؟
هزّ رأسه نفيًا
: نهائيًّا , خصوصًا جدّي وخالتي الله يرحمهم مدفونين هنا , جدّتي لو وش يصير ما تطلع من بريطانيا , او حتّى محيط لندن وتشيلسي
صمتت لثوانٍ طويلة , ثمّ قالت
: اجل خلنا نستقر هنا , والدنيا ما انقطعت , عندنا جوازات متى ما نبي نطق تذاكرنا ونروح , انا حتّى دراستي ما انهيتها , وانت ادارة اعمالك وشغلك واهلك هنا
صمت يفكّر
ثمّ قال وهو يظلِمُ الغرفة
: الله ييسّر , يلا نامي ورانا مشاوير للّيل بكرة مع فيكي
تأفّفت بضجر ونامت , ليضحك بهمسٍ منها
ظلّ ينظرُ اليها في ظلامِ الغرفة
ايُّ قدرٍ يا لين ساقني اليكِ
وايُّ سعادةٍ يا سعود دلّتني الى عينيك
من ايّ نوافذ الحياة مدّدتي اليّ وجودك يا لين
ومن ايّ قدرٍ مبتهجٍ اطللت عليّ يا سعود !
,
,
,
تمّت بحمد الله وفضله.
,
,
اسأل الله ان تكّون شاهدةً لي لا علي
وان يكون بها علمٌ ينتفع به
وان تكون بها عبرةٌ وكلِمٌ طيّب
,
متابعاتي وقارئاتُ قلبي
كلّ الودِّ والمحبّةِ والشكرِ لكم
الصديقاتُ الروحيّات الطيّبات
من اعمق نقطةٍ مليئةٍ بالحب في قلبي , اشهد الله انّي احبكنّ فيه
عامٌ وعشرةِ أشهر
اصبحتم جزءً من عقلي , وجزءً من وصولِ صوتِ ما اكتب
كلّ المحبة والتقدير لكم
,
الإهداء الذي اسطّره في نهاية الرواية
الى الصديقة الحبيبة
ابنةُ عمّي الجميلة
ممرضة المستقبل الرقيقة
ملهمتي
اهديكِ قصّة صقر ورتيل بما فيها
حرصتُ ان تكون قصّتهما فيها كلّ ما تحبّينه
لكِ حبّي
,
انْ احسنت فمن الله
وان اسأت فمن نفسي والشيطان
وصلى الله على سيدنا محمّدٍ وعلى آله وصحبه وسلّم.
سبحانك اللهم وبحمدك , أشهدُ ان لا اله الّا انت , استغفرك واتوب اليك.

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
قديم 06-08-15, 10:54 AM   المشاركة رقم: 464
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متميزة الابداع


البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296904
المشاركات: 655
الجنس أنثى
معدل التقييم: امال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1266

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
امال العيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

_

شكرآ جود على الرواية الجميلةة
-
وكل أبطال الرواية حبيتهم وخاصة صقر ورتيل حبيت فكرة روايتك وسردك وحبيتك كلك الله يسعدك ويوفقكك وينور دربك
-
ونقول إن شاء الله نشوفك في روايه ثانيه
_
#تحياتي لك 😙

 
 

 

عرض البوم صور امال العيد   رد مع اقتباس
قديم 06-08-15, 01:48 PM   المشاركة رقم: 465
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264977
المشاركات: 13
الجنس أنثى
معدل التقييم: الهنوف الهوساوي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الهنوف الهوساوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

شكرًا جود شكرًا جزيلا
امتعتينا بروايتك حبيت الرواية بكل تفاصيلها و سردك لها
اسأل الله يجمعنا مرات عديدة و روايات جميلة جديدة
و يجمعنا في الفردوس جميعً يا رب شكرًا مرة ثانية😊

 
 

 

عرض البوم صور الهنوف الهوساوي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلامي, مقلتيك, قلمي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t190844.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-08-17 07:18 AM
ظ‚طµط© ظ‚طµظٹط±ط© ، ط§ظ„ظ„ط؛ط© ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط©: طھظ†ط¨ظٹظ‡ Google - ظ‚طµطµ This thread Refback 09-10-14 02:40 AM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ظپظگظ€ظٹ ظ…ظ‚ظ„طھظٹظ‡ظ€ظ€ظ€ظ€ط§ This thread Refback 01-09-14 06:07 PM
ط®ظ„طھ ظپظٹ ظ…ظ‚ظ„طھظٹظƒ ط·ظٹظپ ط£ط­ظ„ط§ظ…ظٹ ط¨ ظ‚ظ„ظ…ظٹ This thread Refback 15-08-14 05:24 AM
Untitled document This thread Refback 08-08-14 08:08 PM


الساعة الآن 10:19 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية