بسم الله الرحمن الرحيم
البارت السابع والخمسون
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة مساءً
سارَ العاملُ أمامه بعربة
وهو بعربةٍ وهي بجانبه
خرجا الى قاعةِ الوصول
بحثَ بعينيه عنه
وابتسمَ حينَ رآه
قال
: محمد تعال من هنا
سار متقدّمًا العامل
حتّى وصلَ اليه
تركَ العربة وعانقه
ابتسمَ الآخر بمحبّة
: نوّرت الديرة , من قدنا بسنة وحدة نشوف سعود اربع او خمس مرّات
: حبيبي جعلك سالم
قال دونَ ان ينظرَ اليها
: الحمد لله على السلامة ام محمد
لم تجبه
ولم ينتظر اجابتها اصلًا
اخذ العربةَ من العامل ومدّ اليه ورقة من فئةِ خمس ريالات
وضعا الحقائب في السيّارة
وركبَ سعود في الأمام , وهي خلفه
ركبَ مالك خلفَ المقود وحرّك سيّارته
قال
: تروح بيتك ولا لبيت جدّتي ؟
قال بهدوء
: لا اطلع للبيت اوّل
: ماشي
قال سعود
: الّا العريس شلونه
قال مالك بزفرة
: ما اضمن انّه بخير , صرت ما اشوفه الّا نادرًا , بس من اشوفه وهو كأنّه مقروص , يعني انت تعرف
قال سعود بأسف
: لا حولَ ولا قوّة الّا بالله , الله يعينه ويشرح صدره
قال مالك بخفوت
: اللهم امين , قول لي شخبارك انت , ايُّ ريحٍ رمت بكَ الينا
قال بهدوء
: مجبرٌ اخاكَ لا بطل
ابتسمَ مالك
: حيّا الله الاجبار والله دامه يجيبك , جدّتي طارت من الوناسة يوم درت بجيتك
قال بزفرةٍ عميقة
: ما اظن اطوّل , قلبي مشلوع على امّي وابوي , وجدّتي وفكتوريا
عقدَ مالك حاجبيه
: يا وجه الله من ذي بعد
ابتسمَ بحنين
: بنت خالتي
أخرجَ هاتفه وفتح آخرَ الصور التي ارسلتها له والدته
: شوفها , بالله عليك ما تجنّن
ضحكت عينيْ مالك
قال بشهقةٍ ضاحكة
: لا قوّة الّا بالله , الله يحفظها , ما تزوجونها ؟
قهقه سعود ثم مسح عينيه وقال
: نزوّجها ليش لا , ان جاها اللي يستاهلها عطيناها
: اجل سجّل عندك , اعزب ثلاثيني تغرّب خمس سنين ويبحث عن عروس تخاف الله
التفتَ اليه سعود بضحكة
: صحيح شلون جدّتي تاركتك للحين
: يا شيخ اسكت جالسة تحوم علي الأيّام الأخيرة , كل شوي تقط نغزة
: قبل ما اتزوّج كانت كل ما كلّمتني تقول حلمت انّك تضحك وتدخل عليك وحدة لابسة ابيض بأبيض وتبتسم لك
انفجرَ مالك ضاحكًا , ثمّ قال
: هالوحدة ذي من سنة عمّي مساعد تدخل وتبتسم
ضحك سعود حتّى سعل
: دخلت على عمامي كلّهم وعلى الشباب , اصبر انت كم يوم وبتدخل عليك
: والله لا اشوتها
ابتسمت لين لأحاديثهما
تذكّرت اخوتها
أراحت رأسها الى الخلف , وقلبها ينتفضُ بشوقٍ لهم
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة وخمسٌ وعشرون دقيقة مساءً
دخلَ الى الغرفة , وقال بلطف
: مسا الخير
نهضت عن الأريكةِ وابتسمت
: مسا النور
اقتربَ منها , وقبّل رأسها بحذر
أغمضت عينيها لثوانٍ , ثمّ فتحتهما وابتسمت بهدوء
رغم الألمِ الذي نغزَ عينيها في لحظةٍ وكادت أدمعها تنهمر !
ابتعدَ عنها وقبلَ ان يخلعَ شماغه , سحبته عن رأسه بخفّة
طبّقته ووضعته جانبًا
قالت
: سحر بتجيني بعد شوي
: حيّاها الله , اجل انا بطلع فوق اتغدّى وانام
هزّت رأسها
: اوكي
خرجَ من الغرفة , لتجلسَ وتمرّر أصابعها على جبينها لتهدّأ نفسها
ابتسمت بهدوء وهمست
: الأمر طبيعي , وضعك يتطوّر يا فجر وتتعايشين مع عبد العزيز
مرّت دقائق , حتّى نهضت الى المطبخ
لتسألَ العاملة
: خلّصتي خديجة ؟
التفتت اليها
: الأكل جاهز والحلو في الثلّاجة , اسوّي القهوة ولّا بعدين ؟
: لا خلّيها بعدين , انتي اغرفي وتغدّي وروحي ارتاحي
هزّت رأسها
: ان شالله
خرجت من المطبخ , وقبل ان تجلس سمعت طرقات الباب
ابتسمت وذهبت لتفتحه
دخلت سحر وعانقتها بمحبّة
قالت فجر بنفسٍ عميق
: اشتقت لك
ابتسمت سحر
: وانا اشتقت لك , شلونك
هزّت رأسها
: الحمد لله , تعالي
قالت بحذر
: عبد العزيز هنا ؟
ازدردت ريقها , ثمّ قالت بابتسامةٍ صفراء
: لا فوق
دخلتا وجلستا في غرفةِ الجلوس
تحدّثتا قليلًا , ثمّ قالت فجر
: قومي نتغدّا سحر بموت من الجوع
قالت سحر بحنوْ
: ما فطرتي طبعًا
ابتسمت
: لا تعرفيني ما افطر
نهضتا الى المطبخ وجلستا الى الطاولة لتتناولانِ طعامهما
,
مرّ وقتٌ حتى جلستا أمامَ التلفاز
قالت سحر بحنوْ
: شخبارك
رفعت كتفيها
: الحمد لله
عبثت سحر بشعرِ فجر وقالت
: شلونك مع عبد العزيز
صمتت لثوانٍ , ثمّ قالت باختناق
: زينة
قالت سحر بألم
: لهالدرجة صعب تتقبّلينه !
: متقبلته
أدارت وجهها اليها , لتقول
: بتتقبّلينه صدقيني , بيجي يوم وتحبّين عبد العزيز , مو عشان العشرة وذا الكلام , لا , بتعرفين انّه يستاهل الحب , يستاهل الكلمة الطيّبة , يستاهل تكونين معاه وله
صمتت
لا تعلمين يا اختي كم هو صعبٌ ان نعيشَ مع من نكره
اكرهه يا سحر !
الحزنُ ليسَ رماديًّا كما يُدّعى , الحزنُ ليسَ كلماتٍ تكتب
ولا شفتانِ تتقوّس
الحزنُ ان نموتَ الفًا , ونتجرّع من نكره
الحزنُ ان نتلوّى ونحنُ نجاهدُ أعيننا لتبتسمَ لهم
الحزنُ ان تُغتصبَ قلوبنا بهم
الحزنُ ان نبكي الفًا , ولا يسمعُنا أحد
الحزنُ ان يتعرّج جبينٌ نديٌّ بحزنٍ سقيم
ولا تمسحُ عليهِ كفٌّ حانية , لتطمئنه
الحزنُ يا اختي ان نجهلَ الكره دومًا
وحينَ نكره شخصًا وحيدًا بائسًا
نكونُ كمن عاشَ متمرّغًا في الكرهِ الفًا
الحزنُ انّي ابتسمُ الآن يا سحر
وروحي تبكي , ولا تملكين عينًا هُلامية , لتري أدمعًا سوداءَ تلطّخُ قلبي
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السادسة مساءً
مرّت من جانبه , ليمسكَ بذراعها بقوّة
قالَ بحدّة
: ليش متعطرة ؟ وش قصدك يعني ؟
افلتت يدها منه بقوّةٍ وقالت
: ماني متعطّرة يا الرجّال اللي ما يستقوي على بنت ضعيفة , العباية مع دبشي وامّي مبخرته مع بعض
: روحي غيريها
قالت بلا تصديق
: سلطان مو من جدّك ! انا من الباب للسيّارة , تراني اخاف الله بعد واعرف حكم اللي تطلع متعطّرة
لم يدقّق في ما قالته
انصتَ قلبه الى نطقها لاسمه
ابتسم ساخرًا من نفسه
ظنّ انّ لينا وحدها لها نطقٌ يأسرُ مسمعه
لكنّ لمى قد غلبتها بجدارة !
نطقته بأحرفٍ متغنّجة , لا تتناسبُ مع ثقلِ اسمه !
استغربت من صمته
حرّكت كفّها امامَ عينيه
: هالو !
قال بانتباه
: شتبين ؟
زفرت وتمتمت
: دفش ياربي
دفعها بخفّة
: امشي اخلصي
ركبا الى السيّارة واتّجها الى منزلِ جدّته
التفت اليها قبلَ ان تنزل , وقال بتهديد
: لا اسمع او ادري انّك ماخذة راحتك وتتمشين بالبيت , اجلسي مع الحريم وخلّك بحجابك ولا يطلع حسّك لا اقطعه لك
تجاهلته ونزلت
دخلت الى المنزل , لتستقبلها احدى عمّات سلطان مبتسمة
: يا هلا والله , نوّرتي بيتك يا قلبي
ابتسمت بلطف وسلّمت عليها
دخلَ سلطان من خلفها
قالت عمّته بحنوْ
: هلا , يا حيْ عين ابوي
اقتربت لتعانقه
ابتسم بمحبّة وقبّل رأسها
: شلونك يا عيني وش اخبارك
ذُهلت لمى منه
انتبه اليها
نظرَ اليها , ثمّ قال بحدّة
: ليه كاشفة هنا , يمكن يمرْ احد من الشباب , ما عندك حرص ابد
شدّت عمّته على كفّه بقوّة , ثمّ قالت محرجة
: سلطان غيور مرّة , حبيبي الشباب في المجلس اللي ورى يدرون البيت مليان حريم ما يجون هنا , روح لهم انت
نظرَ اليها نظرةً أخيرة , غاضبة !
لا تعلمُ لمَ هو غاضبٌ منها دومًا
تكاد تقفُ أمامه وترجوه ان يخبرها لمَ هذا الغضب
تكادُ تستحلفهُ ان يخبرها مالّذي فيها يغضبه ويجعله عابسًا دومًا
مستعدّةٌ لتغيره ! ان كان سيهدأ , ويبتسمُ كما ابتسمَ قبل قليل
ان كان سيعانقها كما عانقَ عمّته , ان كان سيناديها بعيني !
تقسم ان تغيّر كلّ ما فيها !
مسحت عمّةُ سلطان على كتفها وقالت بحنوْ
: تعالي لمى , البنات ينتظرونك
ابتسمت وسارت معها
دخلت الى المجلس
لينهضن جميعًا مرحّباتٍ بها
سلّمت عليهنّ جميعًا , ثمّ اقتربت احداهن
: هاتي عبايتك لمى
مدّتها اليها وجلست
اقتربت احداهنّ لتقدّم لها القهوة
قالت محرجة
: تسلمين ما اشرب قهوة
قالت بصدمة
: تمزحين ! سلطان مدمن قهوة يا بنت
ابتسمت
: اشربها احيانًا , بس في الليل ما اقدر تغث معدتي
: طيب وش نجيب لك
هزّت رأسها نفيًا
: ولا شي حبيبتي استريحي
نهضت لينا وقدّمت اليها العصير
كانت ملامحها رسمية , وابتسامتها مُجاملة
قالت
: تفضّلي
ابتسمت
: تسلمين
بعد دقائقَ صامتة , لم تعُد تستطيع لمى تحمّل الوضع
قالت بابتسامة
: انا مو متعوّدة على الرسميات والسكوت كذا
تأوّهت احداهن
: وأخيرًا , جات منّك جعلك تسلمين , تعرفين شغل الأمّهات العيب واسكتوا وما يصير , احنا مثلك والله ما نحب الرسميات
ضحكت بخفة , وقالت
: اوكي انا ناسية اساميكم ترى , اذكر بس اروى – قالت باستدراك – وينها اروى !
قالت لينا بهدوء
: تشوف اخوها
هزّت رأسها متفهمة
,
وضعت أمامه كوبَ اللبن وجلست
: كلْ يا جعله عافية
اكلَ ثمّ ابتسم وقال
: احسْ انّي نزلت كم كيلو في هالخمس أيّام
قالت بجديّة
: ما تاكلون يعني ولا شلون ؟
: انا تعرفيني ان ما ذكّرني احد ما آكل , اكتفي بعصير او خفايف , لمَى اذا نسيت انا ويدقها الجوع تطلب , واحيانًا امّها ترسل لها اذا اشتهت شي
لوت شفتيها بانتقاد
: عشتو , ولمتى ان شالله ذا حالكم ؟
نظرَ اليها لثوانٍ صامتة , ثم ابتسم وقال
: على فكرة انتي اختي وهي زوجتي , ما في مجال للغيرة بينكم
قالت بهجوم
: من قال اغار
دخلت جدّتها الى المطبخِ حينها , وقالت بنبرةٍ متوعّدة
: الّا تغارين ونص ياللي ما تخيلين
فزّت من مكانها واختبأت خلفَ شقيقها
: سلطان تكفى تراها مستقوية علي صارلها كم يوم , مدري من مزعلها وتطلّع حرّتها فيني
قال بابتسامة
: شلونك يمه
جلست أمامه
: بخير يمّه , انت شلونك طمّني عنّك , زوجتك شلونها
قال بهدوء
: الحمد لله
قالت بنبرةٍ تخبرهُ انّها تعلمُ ما في نفسه
: لا يُحمدُ على مكروهٍ سواه
ضحكت اروى وقالت
: اوححح
ابتسم بصمت
ثم قال
: سعود ما جا باقي ؟
زفرت باشتياقٍ ملتاع
: ما بيجي حبيب امّه , اظن زوجته تعبانة
: لو خلّاها عند اهلها وجا
قالت بنبرةِ " اياكِ أعني فاسمعي يا جارة " !
: رجّال يعرف السنع مداري زوجته ومهتم فيها ويقعد عندها وهي تعبانة
قال بوجوم
: صارْ حرمة كذا ماهو رجّال
قالت بحدّة وهي تضرب ساقه بعصاها
: اخس واقطع
نهض من مكانه وغسلَ يديه
قبّل رأسها وخرج من المطبخ
التفتت الى اروى وقالت بوعيد
: حسابك بعدين انتي
قالت اروى بيأس
: يمّه وش سويت
: وصمّه حتّى صمّه , بس ما عليه هيّن
نهضت من مكانها وذهبت الى المجلسِ الداخلي
دخلت وقالت بحنوْ
: السلام عليكم
نهضت لمى فورًا وابتسمت
: هلا خالتي
نظرَت اليها بصمتٍ لثوانٍ , ثمّ قالت بهدوء
: شلونك يمّه وش اخبارك
هزّت رأسها بلطف
: بخير الحمد لله , انتي شلون صحّتك عساك بخير ؟
ابتسمت
: دامكم حولي هذه عافيتي , اليوم كان بيجي ولد ولدي مع زوجته , تزوّجها برّى وما شفناها ابد , بس قال انها تعبانة , عاد ان شالله المرّة الجايّة تجي وتجين انتي بعد
هزّت رأسها
: ان شالله خالتي
قالت
: اجل اروح انا لعيالي واترككم براحتكم , يا بنات لمى وحدة منكم الحين
قفزت احداهن
: افا عليك يمّه , ناسبتنا مرّة جات على هوانا
ضربت ساقها بعصاها
: انثبري بس لا تدجّين بالبنت
ضحكت لمى بخفّة , وانتظرت حتّى خرجت الجدّة , لتعودَ الى مكانها
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة مساءً
نظرت بمللٍ الى الأوراق والحسابات التي في يدها
رفعت رأسها الى اختها وقالت
: شوفي بعيد عن استهبالي وهبالي , جد رتيل الزواج مرّة بدري ترى !
زفرت رتيل
: والله ادري , بس احس انّ معاهم حق , ما في سبب للتأخير , وذياب مو صغير , وانتي تخرّجتي السنة , يعني مناسب لكم اثنينكم
عبثت بشعرها , ثمّ قالت
: بصبغ
قالت رتيل بنصفِ نظرة
: انثبري اقول
: بتزوّج شتبون منّي !
استلقت رتيل وقالت
: امّي ناهية عن شعورنا لين نعدّي الثلاثين
تأفّفت هديل , والتفتت تنظرُ الى العربةِ والأكياسِ في طرفِ الغرفة
قالت
: لو خلّوها للزواج الأشياء ذي
رفستها رتيل بضجر
: راسي انتفخ منّك , اكيد بيجيبونها الحين لأنها تجي بالشبكة وانتي ما سوّيتي شبكة
قالت معترضة
: بركاتهم
قبل ان تجيبها رتيل رنّ هاتفها
قفزت وهتفت
: اخت ذياب
ضحكت رتيل
: اي اخت ذياب ماهو ذياب , ردّي
حمحمت , ثمّ ردّت بخفوت
: مرحبا
قالت الفتاة
: سلام عليكم , شلونك هديل
: وعليكم السلام يا هلا , الله يسلمك بخير , عساك بخير ؟
ابتسمت وقالت
: الحمد لله , لنا كم يوم ما لنا سيرة الّا انتي في البيت
احمرّت وجنتيها وصمتت
قالت الفتاة
: يبيلنا جلسة ترى , ودنا نتعرّف على خواتك وبنت عمّك
قالت بخفوت
: اي ان شالله
تابعت الفتاة
: عاد اخوانّا اصحاب من زمان , الحمد لله جات فرصة وتعرّفنا
لم تعلم هديل بمَ تجيبها
وانفجرت رتيل ضاحكةً دونَ ان تصدر صوتًا
,
نظرت الى شقيقها الذي ينظرُ الى الأرض مبتسمًا
وصوتها الخجولُ يداعبُ اوتارَ سمعه
ابتسمت بمكرٍ وقالت
: هذا ذياب يبي يسلّم عليك
رفعَ رأسه بصدمة , وسعلت هديل بصدمةٍ ايضًا
ضحكت الفتاةُ وقالت
: بسم الله عليك , صحّة صحّة
قالت هديل بأحرفٍ متعلثمة
: انا امّي تبيني نبي نصلّي
غطّى ذياب عينيه وضحك دونَ صوت
لكنّ شقيقته انفجرت ضاحكة , ثمّ قالت
: اوكي خذي راحتك , بس المرّة الجايّة بيكلمك اكيد
قالت فورًا
: مع السلامة
وأغلقت الهاتف
رمت بنفسها على اختها وهي تهتف
: يمّه قلبي بيوقف , ما تستحي ذي البنت
ضحكت رتيل ومسحت على شعرها
: بسم الله عليك , يا كلمة ردّي مكانك , تلاقينا تستهبل عليك اصلًا
: ما يبطلون ذي الحركات , العالم تطوّر وذي العيّنات واقفة بمكانها , هم سبب تأخّر الأمّة
قهقهت رتيل وأبعدتها عنها
: بس بس سفّلتي فأهل البنت
اعتدلت في جلستها وزفرت بقوّة
قالت رتيل بعد ثوانٍ , وبحذر
: بقول لك شي
همهمت , لتتابع رتيل
: ادري بتعصبين , بس من رأيي لو طلب ذياب يكلمك عادي كلميه
همّت هديل بمقاطعتها , لتتابع رتيل وهي تسكتها
: اسمعيني , تذكرين داليا شصارلها مع علي , ما كان يعرفها ابد وكان بيطلقها من موقف صغير وما له معنى , وهم سنين مملّكين , انتي بعد شهر تتزوّجين اسمحي يكون بينكم تواصل بسيط , تتعوّدين عليه شوي قبل الزواج
قالت هديل
: يصير خير , يلا تصبحين على خير
قبّلت وجنتها ونهضت لتخرج من الغرفة
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الحاديةَ عشرةَ مساءً
أوقفَ سيّارته أمام الباب
التفت اليها وامسكَ بكفّها
: بخلّيك الليلة عند امّك , اذا بغيتي ترجعين بس ارسليلي مسج او عطيني رنّة , انا بروح لعزوز الحين
لم تجبه
نزلَ من السيارة وفتح بابها , امسكت بيده ونزلت معه
طرق الباب , مرّت دقيقة ليفتحه بندر
الذي اتّسعت ابتسامته , وهتف مبتهجًا
: يا قلب اخوك والله
عانقها بقوّة
مرّت ثوانٍ حتّى رفعت ذراعيها وضمّته بخفّة
سمع سعود تنفّسها المضطرب
مسح على ظهرها وابتسم
: ادخلوا داخل
دخلا وسعود خلفهما
دخلت الى المنزل , لتهبّ اليها والدتها وتعانقها بكلِّ حبّها وعطفها واشتياقها
ضمّتها اليها وتنفّستها
قالت بتأوّه
: ابوي انتي واهلي , جيتي يا قلب امّك وروحها , جيتي يا لين امّك
بضعفٍ شديد سالت دمعتانِ على جانبِ وجهها
قلبها يهتفُ باسمِ والدتها
ودّت ان تقبّل عينيها وكفّيها وتخبرها انّها اشتاقت كثيرًا
رجت عجزها ان ينفكّ عنها لثوانٍ
مسحت والدتها على رأسها وقبّلت جبينها
: اعز من لفاني والله , اعز من لفاني يا امّي انتي
قال سعود بحنوْ
: شلونك عمّتي
التفتت اليه
نظرت اليه بتأنيبٍ لم تستطع اخفاءه
ابتسمَ واقتربَ منها
قبّلَ رأسها
عانقته بخفّة
: حيّاك الله يمّه
ابتعدَ عنّها وسلّم على خالد وفيصل
بحثَ عنها بعينيه
جلست على الأريكة , ونظرت اليه
قال
: طيّب انا استأذنكم , لين تبات عندكم الليلة
قال خالد
: شالسالفة توّك دخلت وين بتروح !
: مواعد صاحبي والله , ان شالله على يوم ثاني اجيكم
قال فيصل
: صاحبك ما ينتظر يعني
ابتسم
: والله مطلعة بهالليول مخلّي زوجته وطالع عشاني
قال خالد
: خذ راحتك اجل
ودّعها بنظرةٍ وخرج
,
رتّبَ شعره وزرّر قميصه
أخذ زجاجةَ العطرِ وقال
: ببخّه برّا , تبين شي
قالت بهدوء
: بتطوّل ؟
: يمكن لأن لي فترة مو شايف سعود , انتي نامي او اطلعي للبنات
: اي بطلع من زمان ما جلست معاهم
هزّ رأسه
: اوكي , يلا مع السلامة
قالت بخفوت
: الله معاك
نزلَ من شقّته واتّجه الى المقهى الذي اتّفق عليه مع سعود
مرّ وقتٌ حتّى ضجر
ارتشفَ من القهوةِ ونظرَ الى ساعته
تأفّف
: وينه ذا
فتحَ هاتفه يعبثُ به
مرّت دقائق
ليسحبَ احدهم الهاتفَ من يده
رفع رأسه بسرعة
ثم هتف
: يا كلب
قفز وعانقه بكلِّ قوّته
ضحكَ وارتدّ الى الخلفِ وهو يعانقه
قال عبد العزيز وهو يبتعد عنه
: والله ان ترحب
ابتسم سعود وجلسَ أمامه
: شلونك
جلسَ أمامه وقال
: ما عليك من لوني , قول لي انت شلونك شخبارك
زفرَ ثمّ تربّع على الأريكةِ وقال
: يبيلها تربيعة ذي
بحماسٍ تربّع عبد العزيز ايضًا
وانغمسا في حديثٍ طويل
حديثِ من ترافقا لأربعةِ أعوام لم يفترقا يومًا
وعصفت بهما الحياةُ لتمرّ بينهما أشهرٌ دونَ لقاءٍ او حديثٍ عابر
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة صباحًا
أجابَ هاتفه بخمول
: نعم
قال بحذر
: نايم ؟
تأفّف
: لا ارقص , شتبي
: عازم واحد على الفطور , تخاوي ؟
قال بضجر
: من جدّك مصحيني عشان كذا , اقلب وجهك
قال بسرعة
: اصبر اصبر , عازم وليد ابيك تشوفه تكفى
قال وهو بالكادِ يتحكّم بأعاصبه
: مالك تعوّذ من ابليس واقلب وجهك
: يا ابن الحلال خلاص طارت نومتك , يلا قوم تعال
زفرَ ثمّ قال
: حسبيّ الله على ابليسك
اغلق الهاتف دونَ ان يودّعه
ليرسل له مالك اسمَ المطعم
نهضَ من مكانه وخرجَ من الغرفة
سمعَ صوتًا من غرفتها
عقدَ حاجبيه وذهب
اطلّ عليها
كانت نصف مستلقية على الأريكة
وفي يدها مصحفها
كانت تقرأ باختناق , ببكاءٍ شجيّ
{ تَنزيلُ الكِتَبِ مِنَ الله العَزِيزِ العَلِيمِ , غَافر الذنبِ وقابل التوبِ شديد العِقابِ ذي الطَولِ لآ إلهَ إلا هوَ إليهِ المَصيرْ ...}
حمحمت ومسحتْ عينيها
وقبل ان تعيدَ بصرها الى المصحف انتبهت لوقوفه
كان يقفُ بجانبِ الباب وكتفيه مرتخيان
اعتدلت في جلستها
قالت بسخرية
: اقرأ قرآن , تحب تجي تفتّش المصحف
كان هادئًا وساكنًا
ثم عقدَ حاجبيه , قال بحدّة
: تكلّمي عدل
تأفّفت , انزلت عينيها الى مصحفها
ولم تستطع القراءة وهو ينظرُ اليها
أغلقته ونهضت لتضعه على الطاولة
ومرّت من جانبه ليسدّ طريقها
ابتسمَ حينَ تنفّست بخوف
تراجعت خطوة , وقالت بارتباك
: نعم
قال بهدوء
: ليش ترجفين ؟
رفعت حاجبها الأيمن , وقالت ساخرةً بصوتٍ مهتز
: هاهاها , ليش ارجف ان شالله , تراك ما تخوّف ذبانة لا تصدّق نفسك مخوفني
انفجر ضحكًا
لتنظرَ اليه بصمت
ارتخت نظرتها من ضحكته
انحنى قليلًا وقبّل وجنتها بقوّة
شهقت بخجلٍ وابتعدت
ابتعدَ وقال
: جايّة غلط عليك خدودك
لم تفهم
: شقصدك !
تجاهلها وعادَ الى غرفته
وضعت كفّها على وجنتها , وابتسمت ابتسامةً صغيرة
قالت بخفوت
: غبي !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة صباحًا
دخل على أطرافِ أصابعه
خلعَ قميصه , وحين التفت ليلبسَ غيره كانت تنظرُ اليه بغيرِ تصديق
ابتسمَ ببلاهة
اعتدلت في جلستها , قالت وهي تهزّ رأسها نفيًا
: لا تقول لي توّك راجع !
ضحكَ ضحكةَ من أذنب وأُمسكَ به
جلسَ على السريرِ أمامها
: خذتنا السوالف ورحنا فطرنا وتمشّينا ما حسّيت بالوقت
بعفويةٍ شديدة قالت
: ما شالله من امس متونّس وفاطر برّى ومكيّف عالآخر والحين راجع تبي تنام , وانا ما اعرف ريحة الشارع ولا الفطور والقهاوي والكيف اللي عندك
كان ينظرُ اليها بابتسامة
حينَ اتمّت كلماتها قال بابتسامةٍ هادئة
: قومي البسي عباتك
ضحكت واسترخت في جلستها
: ما ابي
اقتربَ حتّى قبّل جانِب وجهها قريبًا من رقبتها , ثمّ قالَ بخفوت
: بنتظرك بالصالة
نهض وغيّرَ قميصه وخرج من الغرفة
نهضت من مكانها واستبدلت ثيابها , وارتدت عباءتها
سحبت حقيبتها وهاتفها وخرجت اليه
كانَ مرتخيًا في جلسته , رأسه مرتاحٌ الى الأريكة
وعيناهُ مغمضتان
اقتربت , نادته بخفوت
: عبد العزيز ؟
فتحهما بخمول , نظرَ اليها لثوانٍ ثمّ نهض
قالت بابتسامة
: ادخل نام ابرك لك
امسكَ كفّها بنعومة
وسحبها معه
اختفت ابتسامتها وازدردت ريقها
قالت بنبرةٍ مختنقة
: بلبس نقابي
ترك يدها لتسدلَ غطاء وجهها
ثمّ امسكها مرةً أخرى وخرجا من الشقّة
كانت تهاني تنزلُ من الأعلى
ابتسمت حينَ رأتها
: صباح الخير
قبلت كلاهما , ثم قالت
: وين رايحين ؟
قرّب عبد العزيز فجر اليه , وقال بنبرةٍ ناعمة
: بنروح نفطر
ابتسمت تهاني بمحبّة
: عوافي , يلا انبسطوا
سألها
: انتي على وين ؟
: رايحة لبيت خالتي , برتّب معاهم دبش هناء
نظرَ اليها ورفع حاجبيه
: بتتزوّج !
ضحكت تهاني
: انتظرتك طول عمرها ولما يأست منك بتاخذ غيرك
ضحكَ بخفة
: الله يوفّقها
لوّحت لهما ونزلت , ونزلا من بعدها الى سيّارة عبد العزيز
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانيةَ عشرةَ مساءً
ارتشف من شايه , ثمّ قال بابتسامةٍ ممتنة
: اكرمك الله مالك , والله غيّرت مودي بذي الطلعة واستانست مع سلطان
ابتسمَ سلطان
: والله انا اللي استانست معاك , وبعد كذا صار بيننا عيش وملح
: اكيد والله , المرّة الجايّة عزيمتكم عندي
قال مالك
: عيال خالتك ودّنا نشوفهم , ما حصلت فرصة نتعرّف عليهم عدل
هزّ رأسه بابتسامة
: ان شالله
تحدّثوا قليلًا
ثمّ نهضَ سلطان وقال
: انا استأذنكم , ان شالله لنا لقاء ثاني
صافحهما وذهب
بعد قليلٍ رنّ هاتفُ وليد
أجابَ بهدوء
: هلا
صاحت والدته
: ابوك وعمامك برّى بيهدّون الباب على روسنا , يبون ياخذون ملاك
سقط كوبُ الشاي من يده
ضاعت نظرته في الفراغ وهو يستوعبُ كلماتِ والدته
مرّت ثوانٍ
ليقول بجنون
: سكري الباب عدل , حطّي اي شي قدّامك على الباب وخبّيها بأي مكان , احفري الأرض وخبّيها لين اوصل
نهض من مكانه وهو يهتف
: تكفين يمّه خبّيها لين اوصل
نهض مالك بفزع
: وش صاير
اسرعَ وليد الى سيّارته
ليضعَ مالك الحساب ويتبعه
ركبَ سيارته وتبعه بسرعةٍ كبيرة
في دقائق اوقفَ السيّارة أمام العمارة ونزلَ يجري
ومالك من خلفه
صعد الى الشقّة
رآهم امام بابه
والده , واثنانِ من عمومته
اقترب بغضبٍ هادر
: وش تسوون هـنـا
التفتوا اليه
قالَ ابو وليد بحزم
: طلّع ملاك
انفلت عليه بجنون
: من انت عشان تطلب ملاك !
صرخَ به عمّه
: وليد اعرف حدّك وتكلّم مع ابوك عدل
صُدمَ مالك
التفت وليد الى عمّه وصرخَ بجنون
: ماهو ابوي , وانتوا ولا شي , اطلعوا من هنا لا وربّي بعالي سماه....
قاطعه مالك وهو يمسكُ به بقوّة
: وليد هدْ
دفعه عنه
: مالك اتركني
نظرَ اليهم مالك وقالَ بحزم
: وش تبون انتم ؟
حينها جاءَ صوتٌ من الخلفِ متوعّدًا
: حنّا نعرف وش يبون
زفرَ ابو وليد بحدّةٍ وقال
: لازم من الفضايح هذه , لازم تجمّعون الفزعة كلّها
اقتربا منه , ليقولَ ذاتُ الّذي تكلّم في البداية
:****
شهق مالك , وقالَ علي بغضب
: تركي !
قال ابو وليد ساخرًا
: والنعم !
انقضّ عليه تركي بجنون ولكمه بكلِّ قوّته
ترّنح في وقفته , ثمّ نظرَ الى تركي بغضب
: والله لا تندم عليها يا تركي
سحبه تركي من ثيابه وقالَ من بينِ أسنانه
: ورّيني شلون يندمون , بتعلّم الندم وشّو
فتحت البابَ حينها , بحجابها الذي وضعته على شعرها كيفَ ما اتّفق
كانت تبكي بوجعٍ ورهبة
قالت
: خذني معاك يبه واترك اهلي
التفت اليها والدها بلهفة
ليصرخ بها تركي
: ادخلي داخل
قالت بوجع
: تركي...
قاطعها بغضب
: ادخلي قلت , والله ما يقرّب منّك ولا تهنى عينه بشوفتك , ادخلي وسكري الباب
كان مالك ينظرُ اليهم بذهول
ما خطبُ هؤلاءِ يصرخون ويتشاجرون ويبكون !
قال علي بهدوء
: ملاك يبه ادخلي وسكري الباب لا تخافين
كانت تنظرُ الى وليد , قالت بآهةٍ ملتاعة
: وليد تكفى ما ابي يصيرْ لك شي , هذا ابوي في النهاية...
اندفع اليها وعانقها
قال وانفاسه غاضبة
: انا اللي ربّيت , انا ابوك مو هو , انتي بنتي مو بنته , والله ما ياخذ تعبي وشقاي , ادخلي يا شقى اخوك وبهجته
رقّ قلبُ ابو وليد لأدمعها وانكسارها
قال بحنوْ
: بمشي عشان خاطرك يا ملاك , بتركك الحين لكنّي برجع وباخذك , انتي بنتي , ما بخلّيك لأحد وانا عايش
قال تركي بتصغيرٍ واحتقار
: تخسي الّا انت , عادْ نفسك رجّال بعد لابو هالوجه
تجاهله وغادر مع شقيقيْه
انتبه تركي لوجودِ مالك
ولأنّ ملاك دونَ غطاء
دفعَ وليد بقوّة وهمس
: الله ياخذك , الرجّال واقف واختك طالعتلنا كأنها من البدو الأوّلين اللي تتفرّع عشان توقّف الحرب
انتبه وليد الى وجودِ مالك
همّ باغلاقِ باب المنزل , ليقول علي
: لا تسكره بدخل اتطمّن على خالتي
قال تركي
: وليد روح لأمّك وانا بظل مع مالك...
قال مالك بسرعة
: لا لا انا ماشي , اشوفكم على خير
ودّعه وليد , لينزل عبرَ المصعد
قال تركي بضحكةٍ ساخرة
: الرجّال انفجع , الحين يقول شهالمهابيل
قال علي بحدّة
: لا تحسبني نسيت لك قلّة ادبك , عنبو ابليسك رجّال كبر ابوك الله يرحمه شلون تغلط عليه كذا !
زفرَ ثمّ قال
: والله من اتّصلت خالتي وانا احس اعصابي براسي وودّي اذبحه لو شفته
رنّ هاتفُ علي حينها
ليجيب بهدوء , وهم يدخلون الى الشقّة
: هلا يمّه
صرخت بقلق
: وينكم محد طمّني
قالَ بحنوْ
: بسم الله عليك هدّي ما صارْ شي , مشى ابو وليد , نتكلّم اذا ردّينا البيت
صرخت به
: تجيبون لي لطيفة وبنتها , ما يقعدون دقيقة هناك , سمعتني
: يمه الله يهديك...
قاطعته برفضٍ قاطع
: الحين تجيبونها لي
زفرَ ثمّ قال
: ان شالله
أغلقَ الهاتف , ودخل الى غرفةِ الجلوس
قال بحنوْ
: لا لا لا , افا بس ! وراك يا عيني تبكين
اقترب وقبّل رأسها , وجلسَ بجانبها
: خالتي !
قالت ببؤس
: ليتني متْ من زمان
قال وليد بشهقة
: بسم الله عليك , يوم الشايب قبل يومك
قال علي بغضب
: بس عاد , مرّة ما عاد عرفتوا تحترمون انفسكم انت ويّاه
استغفر وليد بهمس وأشاح ببصره عن والدته
قال علي بحنوْ
: خالتي لمّي اغراضك , امي تقول تروحون لها انتي وملاك
قال وليد باعتراض
: ما ينفع يروحون
قال تركي
: اسكت واللي يرحم والديك , بيتكم ماهو آمن , اليوم لحقناهم المرّة الجايّة الله اعلم وش يصير
قال علي
: احترم قرارات اللي اكبر منّك , امّك امنا واختك اختنا , وامّي ما راح ترتاح ولا دقيقة ان ما راحت خالتي عندها
: علي ما ينفع نرجع لبيتكم , هذا بيتنا وهذه حياتنا , ما راح اشرد منّه , خلْ يجي كل يوم والله اوقف بوجهه
قال تركي
: نوقف بوجهه ونكسر خشمه بعد , بس ما نخلّي خالتي وملاك عرضة له ولعمامك الكلاب
قال علي بقلّة صبر
: لا حولَ ولا قوّة الّا بالله !
ضحكَ تركي بغبنةٍ وصمت
مسحَ علي على كفّ خالته
: قومي يلا
زفرت بتعبٍ ونهضت
ونهض تركي
: انا برجعْ لدوامي , جيت على وجهي يوم كلّمتني خالتي
ابتسمَ علي
: انا كنت اتقهوى عند امّي
قالَ وليد
: روحوا انا اجيبها
قال علي
: انا اصلًا راجع لبيتنا داليا هناك , انا آخذهم , روح انت اذا عندك شغل ولا شي
هزّ رأسه نفيًا وهو يسلتقي على الأريكة
: ما عندي شي
,
,
الى الملتقى :)