لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-06-15, 11:16 PM   المشاركة رقم: 436
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
البارت السادس والخمسون
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة مساءً
جلسوا عل تلّةٍ قريبة
جميعًا كانوا صامتين
حتّى لم يستطع تركي السكوتَ أكثر
قال
: وش سالفتك صقر ؟
التفت اليه بهدوء
: اي سالفة
: اللي تهذري فيها من شوي
هزّ رأسه نفيًا
: ما في شي
قالَ عبد الله بغبنة
: لا في
قال صقر بحدّة
: عبد الله
قال علي
: اذا في شي قول لنا , حنّا عيالْ عمّك وحسبة اخوانك
قال تركي بصراحة
: انت تبي رتيل ترجع لك , لكن مو راضي تقول وش سالفتك , شلون تبينا نساعدك واحنا اصلًا مو مقتنعين
قال بهدوء
: وش بيفرق اذا دريتوا او لا
قال علي
: بنقدر نعذرك , بناخذ حقّك اذا كان لك حق , بترجع مكانتك بيننا لأنّنا بنتأكّد انّك صقر اللي تركنا نفسه , وانّك تركتنا غصب عنّك
ظلّ صامتًا
ليقول عبد الله برجاء
: معاهم حق والله
صمتَ باستسلام
ثمّ قال بلا مبالاة
: قول لهم اذا تبي تقول , انا بتمشّى لحالي
نهض وابتعد عنهم
قال عبد الله
: صقر انخطف في اليوم اللي انفقد فيه
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة مساءً
ركبت السيّارة , وقالت بخفوت
: السلام عليكم
ردّ بهدوء
: وعليكم السلام
تحرّك بالسيّارة
سارَ قليلًا , وقبل ان يديرَ سيّارته ناحية المنزلِ سألها
: اجيب لك شي تاكلينه ؟
صمتت لثوانٍ , ثمّ قالت ببحّة
: مشتهية فطاير
ابتسم وتابعَ سيره
اوقفَ السيّارة أمام المحلِّ ونزل
تنفّست الصعداء
صعبٌ جدًّا ان تحاولَ تقبّله
صعبٌ جدًّا ان تتعاملَ بودٍّ مع من تكره !
تنفّست بعمقٍ وهي تتحدّثُ مع نفسها بهدوء
: اهدي يا فجر , عبد العزيز زوجك وابو طفلك ورجّال طيّب ومحترم , اهم شي الاحترام والقبول بين الزوجين والحب يجي بعدين , اهدي يا فجر اهدي , عبد العزيز طيّب وكل الناس تحبّه , انتي اولى الناس فيه
اغمضت عينيها ليتمثّلَ لها بندر
ارتخى كتفيها
لكنّها فتحت عينيها بسرعة
والتفتت الى المحل لتنظرَ الى عبد العزيز الذي كان يعبثُ بهاتفه
اجبرت نفسها على الابتسام
قالت بنبرةٍ يختبئُ خلفها بكاءٌ مر
بنبرةٍ توجعُ حنجرتها
: هذا زوجك , هذا – شدّت على لسانها لتنطقَ الحروفَ بقوّة – هذا حبيبك يا فجر , هذا ابو طفلك واللي بتكملين معاه حياتك
بعدَ دقائق عادَ عبد العزيز
وضعَ الأكياسَ في الخلف وجلسَ خلف مقوده
واتّجه الى المنزل
صعدت قبله
وأوقفَ هو السيّارة واخذ الأكياس وتبعها
خلعت عباءتها وجلست في غرفةِ الجلوس
ليدخل عبد العزيز
نادى
: خديجة
في ثوانٍ اتت اليه
: نعم
: خذي هذا حطّي في صحون وجيبي عصير , وهذا عشا حقّك انتي
ابتسمت بامتنان
: شكرًا
ابتسم بهدوء , وفتحَ التفازَ وجلسَ أمامه
ظلّت تنظرُ اليه
يجبُ ان تنظرَ اليه !
مرّت دقائقُ لتحضر خديجة الطعام
وضعت صحنَ فجر على طاولةٍ أمامها , ثم استدارت لتضعَ صحنَ عبد العزيز
قالت فجر بهدوء
: حطّيه مع بعض
التفتت اليها بصمت
والتفت اليها عبد العزيز بدهشة
نهضت وجلست بجانبه
لتضع خديجة الطعامَ امامهما وتنصرف
التفتَ اليها , صمتَ لثوانٍ , ثمّ قال بجديّة
: وش صاير معاك
رفعت كتفيها ببساطة
: مو صاير شي
رفعَ احدَ حاجبيه , وقال بهدوء
: اوكي
رفعت قطعةً ومدّتها اليه
: خذ
اخذها منها بصمت
كانت تتحاشى ان تنظرَ الى وجهه , تزدردُ ريقها وتمنعُ نفسها من البكاءِ عنوة !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الحاديةَ عشرةَ مساءً
اقترب منهم
سمعوا صوتًا والتفتوا اليه
همّتا رتيل وهديل بالنهوض من جانبِ عمّهما
وأشار اليهما
: خلكم
اتّجه الى والدته واستلقى بجانبها , وأراحَ رأسه الى حجرها
قال متسائلًا
: الشباب ما رجعوا ؟
قالت والدته
: رحتوا مع بعض
: ايه قعدوا يسولفون وانا تمشيت لحالي
صمتَ لثوانٍ
ثم قال دون ان ينظرَ لوالده
: نبات يبه ولا نرجع ؟
: لا نرجع ان شالله , بعد شوي نرجع , انتوا لمّوا الأغراض اللي ما تحتاجونها
قالت ام علي
: لمّيناها كلها ظلّت اشياء بسيطة برّى
قالت داليا بحنوْ
: صقر شفيك ؟
قال بخمول
: نعسان ومصدّع
ازدردت رتيل ريقها , ولم تلتف اليه
نهضت داليا وجلست امامه
مدّت كفيها لتحرّكهما بخفّةٍ على رأسه
: الحين يخف صداعك , رتيل كانت تسويلي وتسوي لأبوي وامّي اذا صدّعنا
ابتسم بصمت
لتنظرَ اليها والدتها بحدّة
عضّت شفتها السفلى باستدراك
نظرت الى وجهه , وضحكت رغمًا عنها
: وربّي كأنّك شارب على حالتك ذي
قال بخمول
: صارلي اثنين وعشرين سنة شارب
قالت بسخرية
: بالعافية اجل
ضحكَ ولم يعلّق
,
الثانية عشرةَ صباحًا
كان تركي يضعُ كفّيه على جانبِ وجهه , ويغطّي بهما عينه
وعلي يضعُ كفّيه على رأسه بغم
كان واضحًا من هيأتهما , انّهما تشبّعا بالغمِّ من مصيبةٍ سمعاها
رفعَ عبد الله كتفيه
: ذا اللي صار معاه , ما ادري بوشْ تفكرون , عنّي كنت ضدّه تمامًا ومستعد اتبرّى منّه , بس حضرت المحكمة , والحين اللي بيأذي صقر بنفس احرقه بنار
نهض تركي وسار بلا هدى وهو يشيرُ بيديه
قال بلا تصديق
: شلون صار معاه كل ذا , شلون تجرّأ ذا الحقير , شلون وصل صقر لهالحال واحنا ما ندري عن شي , والله ذي الشوارب اللي في وجيهنا ماهي على رجال دامها ما فادت صقر في اصعب وقت مر فيه
هزّ علي رأسه بصدمة
: شلون ما طرى علينا ليش ذياب بعد مختفي , ذياب انقطع ما عاد اتّصل ولا عاد زارنا , سعد اختفى وصار ما ينشاف يمكن بالسنة مرتين او ثلاث , شلون ما فكّرنا ! , شلون اصلًا اعطوا انفسهم حق يوقفون لصقر ويحطونا على جنب
قال عبد الله
: انا تضايقت من ذا الشي , وعصّبت وهاوشت , بس كان خيار صقر اننا ما نشوف ضعفه , انّه ما يرجع لنا الّا بحيله وقوّته , كل ذيك السنين ما كان يقدر يركب الطيّارة تخيّلوا ! حتّى السيّارة تأذيه , الجلوس يأذيه , اوّل ما تحسّن رجع , كان يشتغل ويدوس على نفسه عشان يقدر ينتقم ويجيب راشد على وجهه
ضحك تركي بعصبيّةٍ اندلعت فيه ولا يستطيعُ افراغها
: والله لو اشوفه ذا الراشد
ابتسم عبد الله
: قبلك تحلّف فيه ذياب , وحلّفه صقر ما يسويله شي , كان بياخذ حقّه منّه بالقانون , ولو ما احس ان القانون انصفه , سحب حصانة وسحب الجنسية الاسترالية وسجن , بس
قال علي بابتسامةٍ مغبونة
: اجل وش تحسبهم بيسووله , هماه الهم ماهو همهم والوجع ماهو وجعهم
زفرَ عبد الله
: المهم انّ صقر رجع الحمد لله , هذه قصّته وعرفتوها , وعرفتوا الهم اللي هو فيه , فلا تصيرون انتوا بعد عليه
لم يجيباه
نهض علي وقال
: يلا نرجع
,
,
فرنسا – باريس
الواحدة مساءً
انحنى من خلفها وقبّل وجنتها
ثمّ جلسَ بجانبها
احاط كتفها بذراعه
وقال
: اليوم كلّمت عمّاتي وقلت لهم يجهزون بيتنا , الاسبوع الجاي بنروح للرياض ان شالله
نظرت اليه بصمت
قبّل جبينها بعمق
قال بخفوت
: شلعتي قلبك بسكوتك , اشتقت لصوتك والله , اشتقت لعيونك , ما ابي ذا السكوت , ما ابي ذي النظرة الميّتة , صرت اشكْ انّك ما تسمعيني حتّى
دمعت عينيها
قبّلها وضمّها اليه
تابعَ كلامه
: ضاعْ عمري يا لين وانا انتظرك , لقيتك وضيّعتك , ولمّا لقيتك مرّة ثانية فقدتك وانتي معاي , قسيت عليك ؟ والله مو كثر قسوة شردتك منّي , قسوتي ماهي شي قدّام انّي كنت مثل الضايع وانا ادورك , مثل المجنون وانا افكّر الف الرياض بيت بيت واسأل عنّك , ارجعي لين , خلّص العمر واحنا ما عشنا , مشتاق اسهر معك , مشتاق اسمع سوالفك , مشتاق تضحكين عشان يضحك قلبي
ازدردت ريقها , وأغمضت عينيها بضعفٍ واستسلام
تعجز عن الرد
قلبها يستصرخ , ترجو ان تجيبه , ان ترفع ذراعيها وتعانقه
لكنّ سقمًا لا تعرفُ مكانه فيها
يشلّ لسانها وأطرافها !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانيةَ عشرةَ واربعٌ وثلاثون دقيقة صباحًا
اقتربوا من المخيّم
لتقول ام علي
: ابطيتوا يمّه انشغل بالي عليكم
كانا تركي وعلي صامِتَيْن وينظرانِ الى صقر النائم في حجر والدته
قال عبد الله بابتسامة
: خذتنا السوالف
فتحَ صقر عينيه ونظر اليهم
ابتسم بهدوء , واعتدلَ في جلسته
قالَ بنبرةٍ غريبة
: اوه جيتوا , يا عيال عمّي
قال تركي بوعيد
: جينا يا ولد عمنا
نفثَ ضحكةً خفيفةً من انفه , وهزّ رأسه بصمت
قال ابو صقر
: اجل يلّا نرد ديرتنا
نهضن الفتيات ليجمعن ما بقيَ من متاعِ الرحلة
ونهضت ام علي وام صقر الى خيمتهن
ونهض ابو صقر ليتوضّأ
اقتربا تركي وعلي , وعبد الله من خلفهما , الى صقر
انحنى تركي وقال بهدوءِ ما خلفَ العاصفة
: بنرجع للرياض , وبنتلاقى ان شالله
ضحكَ صقر رغمًا عنه
قال
: انا ما اخلص من شرّك ابد , لا ظالم ولا مظلوم عاجبك , شتبي منّي
قال عبد الله مبتسمًا
: على فكرة تركي نسختك , كل ما كبر سنة صار طبعه مثلك اكثر
قال صقر
: عشان كذا احبّه
قال تركي بوجوم
: هيهيهي , ظريف
جلسَ علي بجانبِ صقر وقال
: والله يا صقر احسْ بكسرة ظهر , احس بفشيلة , وعتبان عليك يا اخوي , شلون يا صقر شلون تكون وحيد وحنّا اخوانك ثلاثة على يمناك قبل ما تأشر نصير قدّامك
قال بهدوء
: كان مستحيل انّي اقول لكم , كان لازم كل شي يمشي مثل ما حطّوه من الأمن هنا , كان لازم يصدقون انّي استسلمت لهم , ولازم ذياب يترقّى ويثق فيه راشد , واللي كسر ظهري انّي تزوّجت بنتهم , صمّمت اكمّل اللي نويته , بس كان فيه صعوبات بوجود مها
قال تركي بجنون
: مالك عذر , والله ما لك عذر , حنّا اولى الناس فيك , ماهو ذياب وسعد
زفرَ ثمّ قال
: والله داري , بس ذياب وسعد من الأمن وهذا شغلهم , والله يا تركي لو كانت صحّتي فيني كان جيت وكان علّمتكم بنفسي , بس حتّى صحّة ما كانت فيني , كل شي صار ضدّي
شدّ عبد الله على كتفه وقال
: المهم انّك معانا الحين , وهذولا عيال عمّك عرفوا سالفتك وصدّقوك ووقفوا معاك
ابتسمَ ولم يعلّق
صمتوا لبعض الوقت
حتّى قال ابو صقر
: يلا يا شباب , يلا يبه مشينا
نهضوا ومرّت دقائق حتّى تحركوا بسياراتهم
ما ان استقرّت السيّارات على الطريق المُمهّد
حتّى توقّفت سيّارةُ تركي
حاولَ تشغيلها ولمْ تعمل
تأفّف وقبل ان ينزلَ منها قالت والدته بقلق
: وش صار !
قال بضيق
: مدري شفيها وقّفت
توقّفوا جميعًا ونزلوا اليه
قال ابو صقر
: وش فيه ؟
قال تركي
: وقّفت عيّت تشتغل
قالَ صقر
: لو انّنا ودّيناها الصبح شيكنا عليها
نظرَ ابو صقر الى ساعته وقال
: عبد الله اقعد مع ولد عمّك , وانت يا علي خلْ سيّارتك هنا وانت وزوجتك تجون معانا , و...
قاطعه صقر بلطف
: عمّتي ام صقر والبنات يجون معاي
قال ابو صقر بهدوء
: ما له داعي سيّارتنا تكفّي
قال علي
: يروحون مع صقر يا عمّي افضل سيارته فاضية , وليل ما نبيه يروح بلحاله
ابتسم صقر من عذرِ علي
قال تركي
: ايه يروحون مع صقر
نظرَ اليهما عمّهما بدهشة
وصدّا عبد الله وصقر عنهم ليضحكا خفية
كأنّ ضميرهما يتحدّث عنهما !
قال ابو صقر
: براحتكم
فتح علي باب سيارة تركي الأمامي
: يمّه انزلوا اركبوا مع صقر , عبد الله بيظلْ مع تركي وبخلّي سيارتي عندهم , وانا وداليا نرجع بسيّارة عبد الله مع عمّي
قالت رتيل فورًا
: انا بجي معاك
قال بهدوء
: بتروحين مع امّك واختك بسيّارة زوجك
نظرت اليه بدهشة
وقالت هديل بغيرِ تصديق
: وش قلب حالك !
: لا تكثرون كلام , يلا انزلوا ونزّلوا الأغراض المهمّة السيّارة بتروح للتصليح
ابتعدَ عن السيّارة ونظرَ الى صقر بنصفِ ابتسامة
ضحكَ صقر واقترب من سيّارته
قالت ام علي
: يلا يمّه
قالت رتيل برجاء
: ما ابي اركب معاه
: انا معاك وش بيسوي لك يعني ! لا تدوخيني يلا امشي
نزلت بصمتٍ رغمًا عنها
سارتا خلفَ امّهما
قال صقر
: تعالي قدّام يا عمّة
فتحَ لها الباب الأمامي
همست رتيل
: اركبي وراه تكفين
قالت هديل
: اقول كلي تبن , ما ودّك القطه بوسة عالطّاير بعد
تركتها وذهبت لتجلسَ خلفَ والدتها
تنفّست رتيل بعمق , ثمّ ركبت
اقتربَ صقر من بابه
والتفت اليهم
: طمنوني وش يصير معاكم , واقروا الأذكار الدنيا ليل والمكان خلا
ركب سيّارته وتحرّك خلف سيّارة عبد الله التي يقودها علي
نظرَ اليها من مرآته
قال بهدوء
: توْ ما تباركت سيّارتي , يا عمّة
قالت ام علي ساخرة
: اي تباركت فيني يا حبّة عيني , ادري يمّه شكثر فرحان فيني
ضحكَ بخفوت , ولم يعلّق
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
عقِب صلاةِ الفجر
دخلَ الى المنزل , وصعد الى الأعلى
قبل ان يذهبَ الى غرفته , اقتربَ من غرفتها بخفّة
كانَ الباب مردودًا
اقترب ليستمع
وصلهُ انينها
عقد حاجبيه ودخل
أضاءَ الغرفة واقتربَ منها
نادى
: لمى !
لم تجبه
اقترب اكثر ونظرَ الى وجهها
كانت نائمة , ووجهها سخيٌّ بتعرقه
وتأنُّ بألم
هزّها لتفتح عينيها بخمول
قال
: وش فيك ؟ ليش كذا معرّقة ومسخنة ؟
قالت بألم
: ظهري يعورني
قال بذهول
: وتسخنين لأن ظهرك يعورك !
لمْ تجبه
تأفّف وأخرج هاتفه
رنّ لدقيقة , حتّى اتى صوتها لاهثًا
: سلطان وش فيك ؟ صاير لك شي ؟
صمتَ لثوانٍ
: وش فيك تلهثين ؟
: جيت اجري للجوال ما كنت بالغرفة
قالَ بحدّة
: وين كنتي اجل في ذا الوقت
كتمت تأفّفها
: كنت اتوضى عشان اصلّي
لم يقتنع كثيرًا
صمتَ لثوانٍ , ثمّ قال
: طيب , البنت حرارتها مرتفعة
قالت ببرود
: شدخلني
زفر ثمّ قال
: انا عوّرتها امس وارتفعت حرارتها
قالت بغضب
: عوّرتها ولا ضربتها
قال بغضبٍ هو الآخر
: ماهو شغلك , المهم انّها طول الليل تون ظهرها يعورها وحرارتها مرتفعة وش اسوّي لها
شعرت بغضبٍ حقيقي , استغفرت بحدّة , ثمّ قالت
: عطها مسكن وجيب لها عصير ليمون او برتقال , وسوْ لها كمّادات اذا مرّة مرتفعة حرارتها , وادهن ظهرها بمرهم او زيت زيتون
قال بدهشة
: نعم ؟ من يدهن ظهرها !
: انت يعني مين , اولًا زوجتك ثانيًا انت السبب
أغلقَ الهاتف في وجهها من غيضه
ونظرَ الى لمى المتعبة
تمتم بضجر
: يعني كان لازم تمدْ يدّك
انحنى اليها
: لمى
فتحت عينيها بصمت
سألها
: تقدرين تقومين ؟
نظرت اليه لثوانٍ
ثمّ تحرّكت بصعوبة ونهضت
زفرَ ببعضِ الراحة
: تمام تقدرين توقفين يعني , اجل صلّي وبجيب لك ليمون ومسكن خذيهم وارجعي نامي
خرجَ من الغرفةِ بسرعة
قالت بهذيان وهي بالكادِ تتحرّك
: مالت على حظّي اللي طيحني فيك يا الضب , الناس تحظن تشيل تحنْ شوي
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الواحدة صباحًا
دخل الى المقهى الشعبي بضيق
جلسَ في زاوية , وطلبَ قهوة
نظرَ الى الجالسين
ولفتَ نظرَه احدهم
عقد حاجبيه ودقّق
ليلتفت الآخر فجأة
رفعَ حاجبيه ثمّ ابتسم
نهض من مكانه واقترب منه وقال
: يا محاسن الصدف
ابتسم ونهض من مكانه ليسلّم عليه وقال
: هلا مالك , شلونك
جلسَ مالك أمامه وقال
: حيّا الله وليد , شلونك
زفر وقال
: الحمد لله
ابتسم مالك ولم يعلّق
سأله وليد
: وش تشرب
أشار بكفّه
: انا شربت قهوة لين طلعت من عيوني
ابتسمَ وليد , وصمتا لبعضِ الوقت
ثمّ قال وليد
: سعود شلونه ؟ شفته يوم سفره كان مستعجل , ما صارت فرصة نجلس
: سعود بخير الحمد لله , بفرنسا مع زوجته , وان شالله له جيّة قريبة
: هو عايش حياته كلّها برّى ؟
ابتسمَ مالك
: امّه وابوه تزوجوا برّى , وامّه مولودة واهلها برّى , وانولد هو هناك , فخلاص صارت ذيك ديرته وهنا بس زيارة
قال وليد بنبرةٍ غريبة
: شلون متعايش مع الغربة , الغربة وجع قلب والله
زفرَ مالك
: بتعلّمني فيها , خمس سنوات وعليها وانا مغترب
: دراسة يعني ؟
هزّ رأسه نفيًا , وقال بضحكة
: تضحية
استرخى وليد في جلسته وقال
: عايشين عشان نضحّي يا مالك , وما نخاف الّا ان اللي نضحّي عشانه يضيع مننا
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة صباحًا
مشّط شعره وهمّ برش العطر
ثم تراجع
نظرَ اليها , لتتحرّك بانزعاج
مشّى بخفّة وهو ينظرُ اليها
لتفتح عينيها بكسل
لوى شفتيه , ثمّ قال
: معليش ازعجتك , ارجعي نامي
نظرَت اليه بصمتٍ لثوانٍ
ثمّ قالت ببحّة
: صباح الخير
ابتسم
: صباح النور
اعتدلت في جلستها وقالت
: بتطلع ؟
اقترب من السرير
: ايه , دوامي !
نظرت اليه بعقدةٍ صغيرة بين حاجبيها
: وش تشتغل انت ؟
صمتَ لثوانٍ , ثم ضحك وأشاح ببصره عنها
حمحم ثمّ قال
: اشتغل بشركة ابوك
هزّت رأسها
: اها , وتطلع تسع الصبح ومتى ترجع ؟
جلسَ على الأريكةِ وابتسم
: ارجع اربعة العصر
كانت تتحاشى النظرَ اليه
ازدردت ريقها وسألته
: وش تبي تتغدّى طيّب
نهض من مكانه وقال بهدوء
: خديجة تسوي الغدا , انتي ارتاحي , مع السلامة
خرجَ وأغلق باب الغرفة
وضعت كفّيها على فمها , وفتحت عينيها بقوّة لتمنعَ نفسها عن البكاء
همست
: يا جمال الصبح اللي يبدأ فيه , زوجي عبد العزيز
استلقت ودفنت وجهها في وسادتها , ظلّت تحرّك ملامحها لألّا تبكي
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الواحدة مساءً
فتحَ الباب , وقال بضيق
: قلت لك ما له داعي تجين
قالت بوجوم
: عساس انّي ميتة عليها الحين وبتطمّن عليها , لا تطلع بزرة وتروح تعلّم اهلها وانت ما لك يومين متزوجها , يحسبونك مريض نفسي
ابتسم بسخرية
صعدت الى الأعلى وهو خلفها
قالت
: وين غرفتكم ؟
: هذه غرفتها
التفتت اليه وقالت بصبر
: بعد !
: اخلصي شوفي البنت
زفرت واتّجهت الى الغرفة
طرقت الباب , ليفتحه سلطان بقوّة ويقتحمَ الغرفة
قالت لمى بصبر
: اللهم طوّلك يا روح
رفعت رأسها لترى اروى
احمرّت وجنتيها خجلًا , واعتدلت في جلستها
ابتسمت بلطف
: اهلين اروى
اقتربت اروى بهدوء
: يقول سلطان تعوّرتي
نظرت اليه , ولم تتغيّر ملامحه
قالت بابتسامةٍ لطيفة
: مو شي كبير , تزحلقت في الحمّام
رفعت اروى حاجبها والتفتت الى سلطان , الذي رفع حاجبيه وأمال رأسه الى الأمام بنظرةٍ مُتسائلة
التفتت اليها اروى وقالت
: وحرارتك ارتفعت
هزّت رأسها نفيًا
: ما ارتفعت
قالت اروى
: اوكي , انا كنت جايّة اتطمّن عليك بس , يلا اشوفك على خير اجل
التفتت الى سلطان وقالت
: انزل معاي سلطان
: اطلعي وانا الحقك
امسكت بيده وسحبته معها
: امشْ معاي
نزلا الى الأسفل
قالت اروى
: شعندها الدرع الحامي
رفعَ كتفيه بلا اهتمام
قالت
: اوكي انا ماشية , انتبه لنفسك , وشوي شوي على البنت ربّك يسألك عنها ترى
لم يعلّق
لتخرج وتتركه
صعد الى الأعلى ودخل الى غرفةِ لمى
التي كانت مستلقيةً على بطنها
قال ببرود
: ما له داعي تسوّين طيبة و...
عدّلت جلستها وقاطعته
: ما سوّيت طيبة ولا كنت بدافع عنّك او اغطّي عليك , ما راح اسمح اكون مسكينة وانت متجبّر عليّ قدّام احد , ويكون بعلمك اوّل وآخر مرّة اسمح لك تستعمل العنف معاي , هالمرّة بعدّيها لأنها ما كانت ضربة مقصودة , بس والله...
قاطعها وهو ينحني اليها ويهمسُ بحدّة
: حطّي عقلك فراسك يا بنت , سلطان ما يتهدّد ولا تحلف عليه بنت , وماهو انا اللي اضرب بنت ضعيفة واتمرجل عليها
ابتعدَ عنها , لتقلّده بغيض
: نينيني
فتحَ عينيه بدهشة , لتتراجع الى الخلف وهي على السرير
قالت بخوفٍ تظهرُ عكسه
: نعم ؟ ما يصير الواحد يطلع صوت يعني , استغفر الله
صمتَ لثوانٍ , ثم ضحك ومسحَ على وجهه
نظرَ اليها وقال
: وش من مصيبة طاحت على راسي , كم عمرك انتي ؟
قالت بسخريةٍ مغتاضة
: هاهاها
هزّ رأسه باستياء وخرجَ من الغرفة
لتدفنَ وجهها في الوسادةِ وتصرخ بغيض
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية مساءً
امسكت بكفّ والدتها وهي ترتجف
: يمّه هوّنت تكفين
سحبت والدتها يدها واستغفرت بصبر
قالت ام وليد
: هديل يمّه اهجدي وتعوّذي من الشيطان
رتّبت ملاك شعر هديل
: يا غبنتي على ذا الجمال ما بيشوفك
قالت رتيل بابتسامة
: انا مستغربة ما طلب يشوفها
قالت هديل باعتراض
: ما بقى الّا ذي , يبوس يدّه وجه وقفا اصلًا انّي انننا وافقت عليه
نظرت اليها رتيل من طرف عينها
: انثبري اقول , محصل لك ذياب يخطبك
قالت ام صقر مبتسمة
: خلّي عنّك بس , والله ان ذياب زينة الشباب
قالت داليا وفمها ممتلئٌ بالحلوى
: انا اشهد انّه اطلق واحد , كان يجيب لي ككاو وانا صغيرة
طرق تركي البابَ حينها
لتعتدل ام صقر في جلستها , وتسدل داليا غطاءَ وجهها وتتحجّب ملاك
اطلّ عليهنّ وهمس بابتسامة
: ملّكوا
قفزن داليا وملاك ورتيل ليعانقن هديل التي لم يبدُ عليها ايُّ تعبير
وهتفن ام صقر وام علي وام وليد بهتافٍ مبتهج
ليبتسمَ الرجَال في المجلس
نهض صقر وصافحه بقوّة
ابتسمَ بمحبّةٍ وسعادة
: الف مبروك يا عديل
ابتسمَ ذياب ولم يعلّق
قال عبد الله وهو يضع ذراعه على كتفِ ذياب
: صرت نسيبنا الحين
قال ذياب هامسًا
: انا منكم وفيكم من زمان , ما زادت عليّ شي بنتكم
همسَ عبد الله
: خلنا نطلع بس واورّيك شلون ما زادت عليك
قال ذياب بنصفِ نظرة
: امون عليها اكثر منّك اذا تلاحظ
انفجر عبد الله ضحكًا , ثمّ قال بغيض
: تخسسي
ضحك ذياب ورفعَ حاجبيه بمغايضة
قال صقر
: اجلسوا الشيخ بيخطب
في المطبخ
رتّبت ملاك صينية العصير وقالت
: من تودّيها
قالت رتيل وهي ترتّب الأطباق
: هدّول ودّيها
تذكّرت كلماتِ تركي في الصباح
: بتضيّفون شي للرجال ؟
قالت باستغراب
: اكيد , شاي وعصير وقهوة و...
قاطعها
: طيّب بعد ما يملكون اوّل ضيافة ترسلونها خلّي رتيل تجيبها
رفعت حاجبيها بدهشة
: شمعنى !
: لا تجادلين كثير , ان قالت لك ودّي لا تروحين سمعتي
هزّت رأسها بلا مبالاة
انتبهت حينَ نادتها رتيل باستغراب
: هيي وين رحتي
قالت داليا " باستظراف "
: مداه ياخذ عقلك ما له دقيقة ملّك عليك
زفرت هديل بصبرٍ وقالت
: تلاحظين من تزوّجت صارت سماجتها وبثارتها تعلْ القلب ؟
قالت رتيل بملل
: جدًّا
قالت داليا بغيض
: حقيرات من اللي معطيكم وجه اصلًا
قالت ملاك بخفوت
: لا تتحمّسون انتي ويّاها المجلس جنب المطبخ بالضبط لا يوصل صوتكم
قالت رتيل
: هدّول ودّي العصير
: ودّيه انتي استحي اروح للمجلس
: شوفيني مشغولة !
اقتربت منها
: انا اسوّي بدالك ودّي انتي العصير
تركت ما بيدها وحملت الصينية
وخرجت من المطبخ
لتدخل الى الممر الصغير
نهايته المجلس , وفي يمينه دوراتُ المياه والمغاسل الملحقة به
اقتربت ورفعت قدمها اليمنى لتضع الصينية عليها وتطرق الباب
من الداخل
لكزَ تركي صقر وقال
: قوم للباب
همس بذهول
: يمكن هديل ولا ملاك
هزّ رأسه نفيًا وهمس
: انا مضبطك قوم
ابتسم ابتسامةً لعوب ونهض
فتح الباب قليلًا , وخرج
لم تكن تنظرُ اليه , كانت تعدّل الأكوابَ في الصينية
امسك بالصينية ولم يأخذها , وهمس
: لا تفلتين الصينية
شهقت ورفعت رأسها
قال بسرعة
: لا تفلتينها ماني شايلها
تمسّكت بها وارتدت الى الخلف , وهو يتقدّم اليها وكفّيه تمسكانِ الصينية
هربت بعينيها منه وقالت
: خذها او اتركني
صمتَ لينظرَ اليها
ثمّ قال بابتسامة
: ما كان كذا ذوقك وانتي صغيرة
لم تجبه , ليتابع
: كنتي تحبّين الفساتين المنفوشة اللي فيها الوان كثير , يعني كنتي لحجية شوي
أشاحت بوجهها عنه لتبتسمَ رغمًا عنها
ابتسمَ هو الآخر وقال بحنوْ
: كل ما قلْ مكياجك ونعم لبسك صرتي احلى
قالت بوجوم
: ما طلبت رأيك
انحنى بالصينية وأجبرها ان تنتحني معه
تركها وسحبَ يديها عنها
ثم اقترب منها وقال بخفوت
: رأيي ما ينطلب , رأيي ينفرض عليك
التفتت اليه بغضب , ليباغتها بقبلة
قبّلها لثوانٍ , وتركَ شفتيها وظلّ جبينه على جبينها
فتحت عينيها بصدمة
صمتت لثوانٍ
ثم قال بغضبٍ مرتجف
: يا...
قال بخفوت
: اششش , ابلعي كلامك وادخلي داخل
نفضت نفسها منه ودخلت بسرعةٍ وهي ترتجف وتوشكُ على البكاء
صعدت الى غرفتها بسرعة
وضعت كفّها على قلبها وتنفّست بصعوبة
احدَثَ زلزالًا فيها
شعرت بغضبٍ جمْ
ودّت قتلَ صقر حينها
كيفَ تجرّأ وفعلها ! كيف تجاهل انّها لا تزال غاضبةً منه
كيف يتجاهل حُزنها منه , وغضبها عليه
جلست على سريرها
المٌ سطع في قلبها
نبّأها انّ صقر لم ولن يعود كما ذهب
هذا صقرٌ آخر
ليسَ الذي احبّته دومًا
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة مساءً
أحضرت كوبَ العصير وصحنَ الموالح , وجلست امامَ التلفازِ وفي يدها مجلّة
رفعت صوتَ التلفازِ على اغنية في احدى المحطّات
وفتحت المجلّة
كانت تقرأ وتهزّ رأسها بطرب
وشعرها المرفوع يتحرّك برقّةٍ لذيذة
نزلَ من الأعلى وبينَ حاجبيه عقدة
لم تنتبه الى نزوله
نظرَ اليها
ترتدي " شورت " من خامة الجينز , الى منتصفِ فخذها
وقميصًا ابيضًا صدره مفتوح , ومرتفعٌ ليظهرَ قليلًا من بطنها وظهرها
وشعرها مرفوعٌ الى الأعلى , ويتحرّك مع هزّاتِ شعرها
شفتيها ملوّنةٌ بلونِ المُشمُش الزاهي
وهدبيها مخطوطانِ بالسوادِ الحالك
ازدردَ ريقه , ورفعَ عينيه الى الأعلى وزفرَ نفسًا صغيرًا
نزلَ وقال
: وش ذا الضجه
شهقت وهي تضع وسادةً صغيرة على فخذها , وارتفعت كفّيها الى فتحة صدرها لتزرّرها
قالت متلعثمة
: ما دريت انّك بالبيت , سيّارتك مو في
قال بحدّة
: ليش ما تبيني اكون بالبيت ؟ وش عندك جالسة هنا بذا اللبس ؟
قالت بصدمة
: الحين انا قلت ما ابيك تكون بالبيت !!
: لا تضيعين سؤالي
قالت باستغرابٍ حقيقي
: اي سؤال ؟ وش فيك انت ! صارلي يومين بالبيت مقابلة الجدران وقبلها يومين بالفندق وزهقت ! , نزلت فتحت التلفزيون , في مشكلة في انّي اتفرّج تلفزيون ؟!
: لا تحاولين تقلبين الطاولة , ليش لابسة ذا اللبس ؟
صمتت وهي ترمشُ رمشاتٍ متتالية , ثمّ قالت
: بيتي وجالسة فيه لحالي ويحق لي البس اللي ابيه , عندك مشكلة ؟
قال وهو يديرُ ظهره
: سكّري ذي الأغاني اللي مشغلتها , الملائكة ما تجي بيتنا منها
تمتمت
: والملائكة وين تدخل وانت هنا
التفتَ اليها وقال بهدوءٍ وهو يخفي ضحكته
: على فكرة لسانك يبيله قص
تأفّفت بخوفٍ وهي تغلقُ التلفاز , ثم نظرت الى مجلّتها
قال بحدّة
: ردّي عليّ لمّا اكلمك
نظرت اليه وقالت بأحرفٍ سريعةٍ متلعثمة
: يعني الواحد ما يكلّم نفسه ؟ ما يلبس اللي يبيه ؟ شتبي انت مسلطينك جلّاد علي
لم تتغيّر تعابيره وهو ينظرُ اليها
زفرت بارتباكٍ ورجفةٍ خفيفة
رغمًا عنه ضحك
وتركها وصعد
تنفّست الصعداء
ثم همست لنفسها
: مريض ما عليك منّه
,
,
الى الملتقى :)

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
قديم 11-06-15, 03:46 PM   المشاركة رقم: 437
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 234711
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: K H W L A H عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
K H W L A H غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

❤️❤️❤️❤️❤️❤️
مبدعه والله
واحداث روعه
تسلم اناملك ❤️❤️❤️

 
 

 

عرض البوم صور K H W L A H   رد مع اقتباس
قديم 11-06-15, 10:26 PM   المشاركة رقم: 438
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2014
العضوية: 266257
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: جبت العيد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جبت العيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

مساء الخيرات

كيفك جودا وكيف متابعينك

نجي للبارت الجميل 💕

صقر ورتيل
وأخيييرا نطقت ما بغيت ، بس مو حلوه باقي رتيل زي الأطرش في الزفّة يعني الحين اخوانها وعرفوا وبيعذرونه
هي باقي مجروحه وإذا اخوانها ضغطوا عليها زي لما ركبت السيارة والمجلس ما استبعد تقلب عليهم وأنه عشان مو أختهم
سوو كذا لو هديل مارضيوا ، فصقور عجل علينا وقلها

فجر و عزيز
بدية أتقبلها لما اتادبة ، لبى اختها السنعه رجعتها لعقلها
عزيزان وهو منصدم ما ألومه ، اتمنالكم ذرية صالحه وسمو علي الثاني 😊

لمى و سلطان
البنت ذي فطستني ضححك وخاصة لما تقلده 😂😂
وانت اللهم طولك ياروح وتستاهل لقب الضب 😏 ، عرفت دواءه البسي واتكشخي وردي عليه لا تسكتين و تدعيلي
خليهم يسيرون على الجدة وهي بتضبط لمى

هديل وذياب
مبروووك واتوقع اذا ما طلب يشوفها بعد الملكة صقر بيتكفل بالمهمة ويخليه يشوفها حتى لو مايبغا


لين وسعود
ممكن اللي فيها شي نفسي عشا صدها كثير
وممكن لما يرجعون الرياض وتشوف أمها تتحسن وتتكلم
سعود هانت يومين وهي مطلعه عينك

ويعطيك العافيه ❤️❤️

 
 

 

عرض البوم صور جبت العيد   رد مع اقتباس
قديم 11-06-15, 11:38 PM   المشاركة رقم: 439
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
البارت السابع والخمسون
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة مساءً
سارَ العاملُ أمامه بعربة
وهو بعربةٍ وهي بجانبه
خرجا الى قاعةِ الوصول
بحثَ بعينيه عنه
وابتسمَ حينَ رآه
قال
: محمد تعال من هنا
سار متقدّمًا العامل
حتّى وصلَ اليه
تركَ العربة وعانقه
ابتسمَ الآخر بمحبّة
: نوّرت الديرة , من قدنا بسنة وحدة نشوف سعود اربع او خمس مرّات
: حبيبي جعلك سالم
قال دونَ ان ينظرَ اليها
: الحمد لله على السلامة ام محمد
لم تجبه
ولم ينتظر اجابتها اصلًا
اخذ العربةَ من العامل ومدّ اليه ورقة من فئةِ خمس ريالات
وضعا الحقائب في السيّارة
وركبَ سعود في الأمام , وهي خلفه
ركبَ مالك خلفَ المقود وحرّك سيّارته
قال
: تروح بيتك ولا لبيت جدّتي ؟
قال بهدوء
: لا اطلع للبيت اوّل
: ماشي
قال سعود
: الّا العريس شلونه
قال مالك بزفرة
: ما اضمن انّه بخير , صرت ما اشوفه الّا نادرًا , بس من اشوفه وهو كأنّه مقروص , يعني انت تعرف
قال سعود بأسف
: لا حولَ ولا قوّة الّا بالله , الله يعينه ويشرح صدره
قال مالك بخفوت
: اللهم امين , قول لي شخبارك انت , ايُّ ريحٍ رمت بكَ الينا
قال بهدوء
: مجبرٌ اخاكَ لا بطل
ابتسمَ مالك
: حيّا الله الاجبار والله دامه يجيبك , جدّتي طارت من الوناسة يوم درت بجيتك
قال بزفرةٍ عميقة
: ما اظن اطوّل , قلبي مشلوع على امّي وابوي , وجدّتي وفكتوريا
عقدَ مالك حاجبيه
: يا وجه الله من ذي بعد
ابتسمَ بحنين
: بنت خالتي
أخرجَ هاتفه وفتح آخرَ الصور التي ارسلتها له والدته
: شوفها , بالله عليك ما تجنّن
ضحكت عينيْ مالك
قال بشهقةٍ ضاحكة
: لا قوّة الّا بالله , الله يحفظها , ما تزوجونها ؟
قهقه سعود ثم مسح عينيه وقال
: نزوّجها ليش لا , ان جاها اللي يستاهلها عطيناها
: اجل سجّل عندك , اعزب ثلاثيني تغرّب خمس سنين ويبحث عن عروس تخاف الله
التفتَ اليه سعود بضحكة
: صحيح شلون جدّتي تاركتك للحين
: يا شيخ اسكت جالسة تحوم علي الأيّام الأخيرة , كل شوي تقط نغزة
: قبل ما اتزوّج كانت كل ما كلّمتني تقول حلمت انّك تضحك وتدخل عليك وحدة لابسة ابيض بأبيض وتبتسم لك
انفجرَ مالك ضاحكًا , ثمّ قال
: هالوحدة ذي من سنة عمّي مساعد تدخل وتبتسم
ضحك سعود حتّى سعل
: دخلت على عمامي كلّهم وعلى الشباب , اصبر انت كم يوم وبتدخل عليك
: والله لا اشوتها
ابتسمت لين لأحاديثهما
تذكّرت اخوتها
أراحت رأسها الى الخلف , وقلبها ينتفضُ بشوقٍ لهم
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة وخمسٌ وعشرون دقيقة مساءً
دخلَ الى الغرفة , وقال بلطف
: مسا الخير
نهضت عن الأريكةِ وابتسمت
: مسا النور
اقتربَ منها , وقبّل رأسها بحذر
أغمضت عينيها لثوانٍ , ثمّ فتحتهما وابتسمت بهدوء
رغم الألمِ الذي نغزَ عينيها في لحظةٍ وكادت أدمعها تنهمر !
ابتعدَ عنها وقبلَ ان يخلعَ شماغه , سحبته عن رأسه بخفّة
طبّقته ووضعته جانبًا
قالت
: سحر بتجيني بعد شوي
: حيّاها الله , اجل انا بطلع فوق اتغدّى وانام
هزّت رأسها
: اوكي
خرجَ من الغرفة , لتجلسَ وتمرّر أصابعها على جبينها لتهدّأ نفسها
ابتسمت بهدوء وهمست
: الأمر طبيعي , وضعك يتطوّر يا فجر وتتعايشين مع عبد العزيز
مرّت دقائق , حتّى نهضت الى المطبخ
لتسألَ العاملة
: خلّصتي خديجة ؟
التفتت اليها
: الأكل جاهز والحلو في الثلّاجة , اسوّي القهوة ولّا بعدين ؟
: لا خلّيها بعدين , انتي اغرفي وتغدّي وروحي ارتاحي
هزّت رأسها
: ان شالله
خرجت من المطبخ , وقبل ان تجلس سمعت طرقات الباب
ابتسمت وذهبت لتفتحه
دخلت سحر وعانقتها بمحبّة
قالت فجر بنفسٍ عميق
: اشتقت لك
ابتسمت سحر
: وانا اشتقت لك , شلونك
هزّت رأسها
: الحمد لله , تعالي
قالت بحذر
: عبد العزيز هنا ؟
ازدردت ريقها , ثمّ قالت بابتسامةٍ صفراء
: لا فوق
دخلتا وجلستا في غرفةِ الجلوس
تحدّثتا قليلًا , ثمّ قالت فجر
: قومي نتغدّا سحر بموت من الجوع
قالت سحر بحنوْ
: ما فطرتي طبعًا
ابتسمت
: لا تعرفيني ما افطر
نهضتا الى المطبخ وجلستا الى الطاولة لتتناولانِ طعامهما
,
مرّ وقتٌ حتى جلستا أمامَ التلفاز
قالت سحر بحنوْ
: شخبارك
رفعت كتفيها
: الحمد لله
عبثت سحر بشعرِ فجر وقالت
: شلونك مع عبد العزيز
صمتت لثوانٍ , ثمّ قالت باختناق
: زينة
قالت سحر بألم
: لهالدرجة صعب تتقبّلينه !
: متقبلته
أدارت وجهها اليها , لتقول
: بتتقبّلينه صدقيني , بيجي يوم وتحبّين عبد العزيز , مو عشان العشرة وذا الكلام , لا , بتعرفين انّه يستاهل الحب , يستاهل الكلمة الطيّبة , يستاهل تكونين معاه وله
صمتت
لا تعلمين يا اختي كم هو صعبٌ ان نعيشَ مع من نكره
اكرهه يا سحر !
الحزنُ ليسَ رماديًّا كما يُدّعى , الحزنُ ليسَ كلماتٍ تكتب
ولا شفتانِ تتقوّس
الحزنُ ان نموتَ الفًا , ونتجرّع من نكره
الحزنُ ان نتلوّى ونحنُ نجاهدُ أعيننا لتبتسمَ لهم
الحزنُ ان تُغتصبَ قلوبنا بهم
الحزنُ ان نبكي الفًا , ولا يسمعُنا أحد
الحزنُ ان يتعرّج جبينٌ نديٌّ بحزنٍ سقيم
ولا تمسحُ عليهِ كفٌّ حانية , لتطمئنه
الحزنُ يا اختي ان نجهلَ الكره دومًا
وحينَ نكره شخصًا وحيدًا بائسًا
نكونُ كمن عاشَ متمرّغًا في الكرهِ الفًا
الحزنُ انّي ابتسمُ الآن يا سحر
وروحي تبكي , ولا تملكين عينًا هُلامية , لتري أدمعًا سوداءَ تلطّخُ قلبي
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السادسة مساءً
مرّت من جانبه , ليمسكَ بذراعها بقوّة
قالَ بحدّة
: ليش متعطرة ؟ وش قصدك يعني ؟
افلتت يدها منه بقوّةٍ وقالت
: ماني متعطّرة يا الرجّال اللي ما يستقوي على بنت ضعيفة , العباية مع دبشي وامّي مبخرته مع بعض
: روحي غيريها
قالت بلا تصديق
: سلطان مو من جدّك ! انا من الباب للسيّارة , تراني اخاف الله بعد واعرف حكم اللي تطلع متعطّرة
لم يدقّق في ما قالته
انصتَ قلبه الى نطقها لاسمه
ابتسم ساخرًا من نفسه
ظنّ انّ لينا وحدها لها نطقٌ يأسرُ مسمعه
لكنّ لمى قد غلبتها بجدارة !
نطقته بأحرفٍ متغنّجة , لا تتناسبُ مع ثقلِ اسمه !
استغربت من صمته
حرّكت كفّها امامَ عينيه
: هالو !
قال بانتباه
: شتبين ؟
زفرت وتمتمت
: دفش ياربي
دفعها بخفّة
: امشي اخلصي
ركبا الى السيّارة واتّجها الى منزلِ جدّته
التفت اليها قبلَ ان تنزل , وقال بتهديد
: لا اسمع او ادري انّك ماخذة راحتك وتتمشين بالبيت , اجلسي مع الحريم وخلّك بحجابك ولا يطلع حسّك لا اقطعه لك
تجاهلته ونزلت
دخلت الى المنزل , لتستقبلها احدى عمّات سلطان مبتسمة
: يا هلا والله , نوّرتي بيتك يا قلبي
ابتسمت بلطف وسلّمت عليها
دخلَ سلطان من خلفها
قالت عمّته بحنوْ
: هلا , يا حيْ عين ابوي
اقتربت لتعانقه
ابتسم بمحبّة وقبّل رأسها
: شلونك يا عيني وش اخبارك
ذُهلت لمى منه
انتبه اليها
نظرَ اليها , ثمّ قال بحدّة
: ليه كاشفة هنا , يمكن يمرْ احد من الشباب , ما عندك حرص ابد
شدّت عمّته على كفّه بقوّة , ثمّ قالت محرجة
: سلطان غيور مرّة , حبيبي الشباب في المجلس اللي ورى يدرون البيت مليان حريم ما يجون هنا , روح لهم انت
نظرَ اليها نظرةً أخيرة , غاضبة !
لا تعلمُ لمَ هو غاضبٌ منها دومًا
تكاد تقفُ أمامه وترجوه ان يخبرها لمَ هذا الغضب
تكادُ تستحلفهُ ان يخبرها مالّذي فيها يغضبه ويجعله عابسًا دومًا
مستعدّةٌ لتغيره ! ان كان سيهدأ , ويبتسمُ كما ابتسمَ قبل قليل
ان كان سيعانقها كما عانقَ عمّته , ان كان سيناديها بعيني !
تقسم ان تغيّر كلّ ما فيها !
مسحت عمّةُ سلطان على كتفها وقالت بحنوْ
: تعالي لمى , البنات ينتظرونك
ابتسمت وسارت معها
دخلت الى المجلس
لينهضن جميعًا مرحّباتٍ بها
سلّمت عليهنّ جميعًا , ثمّ اقتربت احداهن
: هاتي عبايتك لمى
مدّتها اليها وجلست
اقتربت احداهنّ لتقدّم لها القهوة
قالت محرجة
: تسلمين ما اشرب قهوة
قالت بصدمة
: تمزحين ! سلطان مدمن قهوة يا بنت
ابتسمت
: اشربها احيانًا , بس في الليل ما اقدر تغث معدتي
: طيب وش نجيب لك
هزّت رأسها نفيًا
: ولا شي حبيبتي استريحي
نهضت لينا وقدّمت اليها العصير
كانت ملامحها رسمية , وابتسامتها مُجاملة
قالت
: تفضّلي
ابتسمت
: تسلمين
بعد دقائقَ صامتة , لم تعُد تستطيع لمى تحمّل الوضع
قالت بابتسامة
: انا مو متعوّدة على الرسميات والسكوت كذا
تأوّهت احداهن
: وأخيرًا , جات منّك جعلك تسلمين , تعرفين شغل الأمّهات العيب واسكتوا وما يصير , احنا مثلك والله ما نحب الرسميات
ضحكت بخفة , وقالت
: اوكي انا ناسية اساميكم ترى , اذكر بس اروى – قالت باستدراك – وينها اروى !
قالت لينا بهدوء
: تشوف اخوها
هزّت رأسها متفهمة
,
وضعت أمامه كوبَ اللبن وجلست
: كلْ يا جعله عافية
اكلَ ثمّ ابتسم وقال
: احسْ انّي نزلت كم كيلو في هالخمس أيّام
قالت بجديّة
: ما تاكلون يعني ولا شلون ؟
: انا تعرفيني ان ما ذكّرني احد ما آكل , اكتفي بعصير او خفايف , لمَى اذا نسيت انا ويدقها الجوع تطلب , واحيانًا امّها ترسل لها اذا اشتهت شي
لوت شفتيها بانتقاد
: عشتو , ولمتى ان شالله ذا حالكم ؟
نظرَ اليها لثوانٍ صامتة , ثم ابتسم وقال
: على فكرة انتي اختي وهي زوجتي , ما في مجال للغيرة بينكم
قالت بهجوم
: من قال اغار
دخلت جدّتها الى المطبخِ حينها , وقالت بنبرةٍ متوعّدة
: الّا تغارين ونص ياللي ما تخيلين
فزّت من مكانها واختبأت خلفَ شقيقها
: سلطان تكفى تراها مستقوية علي صارلها كم يوم , مدري من مزعلها وتطلّع حرّتها فيني
قال بابتسامة
: شلونك يمه
جلست أمامه
: بخير يمّه , انت شلونك طمّني عنّك , زوجتك شلونها
قال بهدوء
: الحمد لله
قالت بنبرةٍ تخبرهُ انّها تعلمُ ما في نفسه
: لا يُحمدُ على مكروهٍ سواه
ضحكت اروى وقالت
: اوححح
ابتسم بصمت
ثم قال
: سعود ما جا باقي ؟
زفرت باشتياقٍ ملتاع
: ما بيجي حبيب امّه , اظن زوجته تعبانة
: لو خلّاها عند اهلها وجا
قالت بنبرةِ " اياكِ أعني فاسمعي يا جارة " !
: رجّال يعرف السنع مداري زوجته ومهتم فيها ويقعد عندها وهي تعبانة
قال بوجوم
: صارْ حرمة كذا ماهو رجّال
قالت بحدّة وهي تضرب ساقه بعصاها
: اخس واقطع
نهض من مكانه وغسلَ يديه
قبّل رأسها وخرج من المطبخ
التفتت الى اروى وقالت بوعيد
: حسابك بعدين انتي
قالت اروى بيأس
: يمّه وش سويت
: وصمّه حتّى صمّه , بس ما عليه هيّن
نهضت من مكانها وذهبت الى المجلسِ الداخلي
دخلت وقالت بحنوْ
: السلام عليكم
نهضت لمى فورًا وابتسمت
: هلا خالتي
نظرَت اليها بصمتٍ لثوانٍ , ثمّ قالت بهدوء
: شلونك يمّه وش اخبارك
هزّت رأسها بلطف
: بخير الحمد لله , انتي شلون صحّتك عساك بخير ؟
ابتسمت
: دامكم حولي هذه عافيتي , اليوم كان بيجي ولد ولدي مع زوجته , تزوّجها برّى وما شفناها ابد , بس قال انها تعبانة , عاد ان شالله المرّة الجايّة تجي وتجين انتي بعد
هزّت رأسها
: ان شالله خالتي
قالت
: اجل اروح انا لعيالي واترككم براحتكم , يا بنات لمى وحدة منكم الحين
قفزت احداهن
: افا عليك يمّه , ناسبتنا مرّة جات على هوانا
ضربت ساقها بعصاها
: انثبري بس لا تدجّين بالبنت
ضحكت لمى بخفّة , وانتظرت حتّى خرجت الجدّة , لتعودَ الى مكانها
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة مساءً
نظرت بمللٍ الى الأوراق والحسابات التي في يدها
رفعت رأسها الى اختها وقالت
: شوفي بعيد عن استهبالي وهبالي , جد رتيل الزواج مرّة بدري ترى !
زفرت رتيل
: والله ادري , بس احس انّ معاهم حق , ما في سبب للتأخير , وذياب مو صغير , وانتي تخرّجتي السنة , يعني مناسب لكم اثنينكم
عبثت بشعرها , ثمّ قالت
: بصبغ
قالت رتيل بنصفِ نظرة
: انثبري اقول
: بتزوّج شتبون منّي !
استلقت رتيل وقالت
: امّي ناهية عن شعورنا لين نعدّي الثلاثين
تأفّفت هديل , والتفتت تنظرُ الى العربةِ والأكياسِ في طرفِ الغرفة
قالت
: لو خلّوها للزواج الأشياء ذي
رفستها رتيل بضجر
: راسي انتفخ منّك , اكيد بيجيبونها الحين لأنها تجي بالشبكة وانتي ما سوّيتي شبكة
قالت معترضة
: بركاتهم
قبل ان تجيبها رتيل رنّ هاتفها
قفزت وهتفت
: اخت ذياب
ضحكت رتيل
: اي اخت ذياب ماهو ذياب , ردّي
حمحمت , ثمّ ردّت بخفوت
: مرحبا
قالت الفتاة
: سلام عليكم , شلونك هديل
: وعليكم السلام يا هلا , الله يسلمك بخير , عساك بخير ؟
ابتسمت وقالت
: الحمد لله , لنا كم يوم ما لنا سيرة الّا انتي في البيت
احمرّت وجنتيها وصمتت
قالت الفتاة
: يبيلنا جلسة ترى , ودنا نتعرّف على خواتك وبنت عمّك
قالت بخفوت
: اي ان شالله
تابعت الفتاة
: عاد اخوانّا اصحاب من زمان , الحمد لله جات فرصة وتعرّفنا
لم تعلم هديل بمَ تجيبها
وانفجرت رتيل ضاحكةً دونَ ان تصدر صوتًا
,
نظرت الى شقيقها الذي ينظرُ الى الأرض مبتسمًا
وصوتها الخجولُ يداعبُ اوتارَ سمعه
ابتسمت بمكرٍ وقالت
: هذا ذياب يبي يسلّم عليك
رفعَ رأسه بصدمة , وسعلت هديل بصدمةٍ ايضًا
ضحكت الفتاةُ وقالت
: بسم الله عليك , صحّة صحّة
قالت هديل بأحرفٍ متعلثمة
: انا امّي تبيني نبي نصلّي
غطّى ذياب عينيه وضحك دونَ صوت
لكنّ شقيقته انفجرت ضاحكة , ثمّ قالت
: اوكي خذي راحتك , بس المرّة الجايّة بيكلمك اكيد
قالت فورًا
: مع السلامة
وأغلقت الهاتف
رمت بنفسها على اختها وهي تهتف
: يمّه قلبي بيوقف , ما تستحي ذي البنت
ضحكت رتيل ومسحت على شعرها
: بسم الله عليك , يا كلمة ردّي مكانك , تلاقينا تستهبل عليك اصلًا
: ما يبطلون ذي الحركات , العالم تطوّر وذي العيّنات واقفة بمكانها , هم سبب تأخّر الأمّة
قهقهت رتيل وأبعدتها عنها
: بس بس سفّلتي فأهل البنت
اعتدلت في جلستها وزفرت بقوّة
قالت رتيل بعد ثوانٍ , وبحذر
: بقول لك شي
همهمت , لتتابع رتيل
: ادري بتعصبين , بس من رأيي لو طلب ذياب يكلمك عادي كلميه
همّت هديل بمقاطعتها , لتتابع رتيل وهي تسكتها
: اسمعيني , تذكرين داليا شصارلها مع علي , ما كان يعرفها ابد وكان بيطلقها من موقف صغير وما له معنى , وهم سنين مملّكين , انتي بعد شهر تتزوّجين اسمحي يكون بينكم تواصل بسيط , تتعوّدين عليه شوي قبل الزواج
قالت هديل
: يصير خير , يلا تصبحين على خير
قبّلت وجنتها ونهضت لتخرج من الغرفة
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الحاديةَ عشرةَ مساءً
أوقفَ سيّارته أمام الباب
التفت اليها وامسكَ بكفّها
: بخلّيك الليلة عند امّك , اذا بغيتي ترجعين بس ارسليلي مسج او عطيني رنّة , انا بروح لعزوز الحين
لم تجبه
نزلَ من السيارة وفتح بابها , امسكت بيده ونزلت معه
طرق الباب , مرّت دقيقة ليفتحه بندر
الذي اتّسعت ابتسامته , وهتف مبتهجًا
: يا قلب اخوك والله
عانقها بقوّة
مرّت ثوانٍ حتّى رفعت ذراعيها وضمّته بخفّة
سمع سعود تنفّسها المضطرب
مسح على ظهرها وابتسم
: ادخلوا داخل
دخلا وسعود خلفهما
دخلت الى المنزل , لتهبّ اليها والدتها وتعانقها بكلِّ حبّها وعطفها واشتياقها
ضمّتها اليها وتنفّستها
قالت بتأوّه
: ابوي انتي واهلي , جيتي يا قلب امّك وروحها , جيتي يا لين امّك
بضعفٍ شديد سالت دمعتانِ على جانبِ وجهها
قلبها يهتفُ باسمِ والدتها
ودّت ان تقبّل عينيها وكفّيها وتخبرها انّها اشتاقت كثيرًا
رجت عجزها ان ينفكّ عنها لثوانٍ
مسحت والدتها على رأسها وقبّلت جبينها
: اعز من لفاني والله , اعز من لفاني يا امّي انتي
قال سعود بحنوْ
: شلونك عمّتي
التفتت اليه
نظرت اليه بتأنيبٍ لم تستطع اخفاءه
ابتسمَ واقتربَ منها
قبّلَ رأسها
عانقته بخفّة
: حيّاك الله يمّه
ابتعدَ عنّها وسلّم على خالد وفيصل
بحثَ عنها بعينيه
جلست على الأريكة , ونظرت اليه
قال
: طيّب انا استأذنكم , لين تبات عندكم الليلة
قال خالد
: شالسالفة توّك دخلت وين بتروح !
: مواعد صاحبي والله , ان شالله على يوم ثاني اجيكم
قال فيصل
: صاحبك ما ينتظر يعني
ابتسم
: والله مطلعة بهالليول مخلّي زوجته وطالع عشاني
قال خالد
: خذ راحتك اجل
ودّعها بنظرةٍ وخرج
,
رتّبَ شعره وزرّر قميصه
أخذ زجاجةَ العطرِ وقال
: ببخّه برّا , تبين شي
قالت بهدوء
: بتطوّل ؟
: يمكن لأن لي فترة مو شايف سعود , انتي نامي او اطلعي للبنات
: اي بطلع من زمان ما جلست معاهم
هزّ رأسه
: اوكي , يلا مع السلامة
قالت بخفوت
: الله معاك
نزلَ من شقّته واتّجه الى المقهى الذي اتّفق عليه مع سعود
مرّ وقتٌ حتّى ضجر
ارتشفَ من القهوةِ ونظرَ الى ساعته
تأفّف
: وينه ذا
فتحَ هاتفه يعبثُ به
مرّت دقائق
ليسحبَ احدهم الهاتفَ من يده
رفع رأسه بسرعة
ثم هتف
: يا كلب
قفز وعانقه بكلِّ قوّته
ضحكَ وارتدّ الى الخلفِ وهو يعانقه
قال عبد العزيز وهو يبتعد عنه
: والله ان ترحب
ابتسم سعود وجلسَ أمامه
: شلونك
جلسَ أمامه وقال
: ما عليك من لوني , قول لي انت شلونك شخبارك
زفرَ ثمّ تربّع على الأريكةِ وقال
: يبيلها تربيعة ذي
بحماسٍ تربّع عبد العزيز ايضًا
وانغمسا في حديثٍ طويل
حديثِ من ترافقا لأربعةِ أعوام لم يفترقا يومًا
وعصفت بهما الحياةُ لتمرّ بينهما أشهرٌ دونَ لقاءٍ او حديثٍ عابر
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة صباحًا
أجابَ هاتفه بخمول
: نعم
قال بحذر
: نايم ؟
تأفّف
: لا ارقص , شتبي
: عازم واحد على الفطور , تخاوي ؟
قال بضجر
: من جدّك مصحيني عشان كذا , اقلب وجهك
قال بسرعة
: اصبر اصبر , عازم وليد ابيك تشوفه تكفى
قال وهو بالكادِ يتحكّم بأعاصبه
: مالك تعوّذ من ابليس واقلب وجهك
: يا ابن الحلال خلاص طارت نومتك , يلا قوم تعال
زفرَ ثمّ قال
: حسبيّ الله على ابليسك
اغلق الهاتف دونَ ان يودّعه
ليرسل له مالك اسمَ المطعم
نهضَ من مكانه وخرجَ من الغرفة
سمعَ صوتًا من غرفتها
عقدَ حاجبيه وذهب
اطلّ عليها
كانت نصف مستلقية على الأريكة
وفي يدها مصحفها
كانت تقرأ باختناق , ببكاءٍ شجيّ
{ تَنزيلُ الكِتَبِ مِنَ الله العَزِيزِ العَلِيمِ , غَافر الذنبِ وقابل التوبِ شديد العِقابِ ذي الطَولِ لآ إلهَ إلا هوَ إليهِ المَصيرْ ...}
حمحمت ومسحتْ عينيها
وقبل ان تعيدَ بصرها الى المصحف انتبهت لوقوفه
كان يقفُ بجانبِ الباب وكتفيه مرتخيان
اعتدلت في جلستها
قالت بسخرية
: اقرأ قرآن , تحب تجي تفتّش المصحف
كان هادئًا وساكنًا
ثم عقدَ حاجبيه , قال بحدّة
: تكلّمي عدل
تأفّفت , انزلت عينيها الى مصحفها
ولم تستطع القراءة وهو ينظرُ اليها
أغلقته ونهضت لتضعه على الطاولة
ومرّت من جانبه ليسدّ طريقها
ابتسمَ حينَ تنفّست بخوف
تراجعت خطوة , وقالت بارتباك
: نعم
قال بهدوء
: ليش ترجفين ؟
رفعت حاجبها الأيمن , وقالت ساخرةً بصوتٍ مهتز
: هاهاها , ليش ارجف ان شالله , تراك ما تخوّف ذبانة لا تصدّق نفسك مخوفني
انفجر ضحكًا
لتنظرَ اليه بصمت
ارتخت نظرتها من ضحكته
انحنى قليلًا وقبّل وجنتها بقوّة
شهقت بخجلٍ وابتعدت
ابتعدَ وقال
: جايّة غلط عليك خدودك
لم تفهم
: شقصدك !
تجاهلها وعادَ الى غرفته
وضعت كفّها على وجنتها , وابتسمت ابتسامةً صغيرة
قالت بخفوت
: غبي !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة صباحًا
دخل على أطرافِ أصابعه
خلعَ قميصه , وحين التفت ليلبسَ غيره كانت تنظرُ اليه بغيرِ تصديق
ابتسمَ ببلاهة
اعتدلت في جلستها , قالت وهي تهزّ رأسها نفيًا
: لا تقول لي توّك راجع !
ضحكَ ضحكةَ من أذنب وأُمسكَ به
جلسَ على السريرِ أمامها
: خذتنا السوالف ورحنا فطرنا وتمشّينا ما حسّيت بالوقت
بعفويةٍ شديدة قالت
: ما شالله من امس متونّس وفاطر برّى ومكيّف عالآخر والحين راجع تبي تنام , وانا ما اعرف ريحة الشارع ولا الفطور والقهاوي والكيف اللي عندك
كان ينظرُ اليها بابتسامة
حينَ اتمّت كلماتها قال بابتسامةٍ هادئة
: قومي البسي عباتك
ضحكت واسترخت في جلستها
: ما ابي
اقتربَ حتّى قبّل جانِب وجهها قريبًا من رقبتها , ثمّ قالَ بخفوت
: بنتظرك بالصالة
نهض وغيّرَ قميصه وخرج من الغرفة
نهضت من مكانها واستبدلت ثيابها , وارتدت عباءتها
سحبت حقيبتها وهاتفها وخرجت اليه
كانَ مرتخيًا في جلسته , رأسه مرتاحٌ الى الأريكة
وعيناهُ مغمضتان
اقتربت , نادته بخفوت
: عبد العزيز ؟
فتحهما بخمول , نظرَ اليها لثوانٍ ثمّ نهض
قالت بابتسامة
: ادخل نام ابرك لك
امسكَ كفّها بنعومة
وسحبها معه
اختفت ابتسامتها وازدردت ريقها
قالت بنبرةٍ مختنقة
: بلبس نقابي
ترك يدها لتسدلَ غطاء وجهها
ثمّ امسكها مرةً أخرى وخرجا من الشقّة
كانت تهاني تنزلُ من الأعلى
ابتسمت حينَ رأتها
: صباح الخير
قبلت كلاهما , ثم قالت
: وين رايحين ؟
قرّب عبد العزيز فجر اليه , وقال بنبرةٍ ناعمة
: بنروح نفطر
ابتسمت تهاني بمحبّة
: عوافي , يلا انبسطوا
سألها
: انتي على وين ؟
: رايحة لبيت خالتي , برتّب معاهم دبش هناء
نظرَ اليها ورفع حاجبيه
: بتتزوّج !
ضحكت تهاني
: انتظرتك طول عمرها ولما يأست منك بتاخذ غيرك
ضحكَ بخفة
: الله يوفّقها
لوّحت لهما ونزلت , ونزلا من بعدها الى سيّارة عبد العزيز
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانيةَ عشرةَ مساءً
ارتشف من شايه , ثمّ قال بابتسامةٍ ممتنة
: اكرمك الله مالك , والله غيّرت مودي بذي الطلعة واستانست مع سلطان
ابتسمَ سلطان
: والله انا اللي استانست معاك , وبعد كذا صار بيننا عيش وملح
: اكيد والله , المرّة الجايّة عزيمتكم عندي
قال مالك
: عيال خالتك ودّنا نشوفهم , ما حصلت فرصة نتعرّف عليهم عدل
هزّ رأسه بابتسامة
: ان شالله
تحدّثوا قليلًا
ثمّ نهضَ سلطان وقال
: انا استأذنكم , ان شالله لنا لقاء ثاني
صافحهما وذهب
بعد قليلٍ رنّ هاتفُ وليد
أجابَ بهدوء
: هلا
صاحت والدته
: ابوك وعمامك برّى بيهدّون الباب على روسنا , يبون ياخذون ملاك
سقط كوبُ الشاي من يده
ضاعت نظرته في الفراغ وهو يستوعبُ كلماتِ والدته
مرّت ثوانٍ
ليقول بجنون
: سكري الباب عدل , حطّي اي شي قدّامك على الباب وخبّيها بأي مكان , احفري الأرض وخبّيها لين اوصل
نهض من مكانه وهو يهتف
: تكفين يمّه خبّيها لين اوصل
نهض مالك بفزع
: وش صاير
اسرعَ وليد الى سيّارته
ليضعَ مالك الحساب ويتبعه
ركبَ سيارته وتبعه بسرعةٍ كبيرة
في دقائق اوقفَ السيّارة أمام العمارة ونزلَ يجري
ومالك من خلفه
صعد الى الشقّة
رآهم امام بابه
والده , واثنانِ من عمومته
اقترب بغضبٍ هادر
: وش تسوون هـنـا
التفتوا اليه
قالَ ابو وليد بحزم
: طلّع ملاك
انفلت عليه بجنون
: من انت عشان تطلب ملاك !
صرخَ به عمّه
: وليد اعرف حدّك وتكلّم مع ابوك عدل
صُدمَ مالك
التفت وليد الى عمّه وصرخَ بجنون
: ماهو ابوي , وانتوا ولا شي , اطلعوا من هنا لا وربّي بعالي سماه....
قاطعه مالك وهو يمسكُ به بقوّة
: وليد هدْ
دفعه عنه
: مالك اتركني
نظرَ اليهم مالك وقالَ بحزم
: وش تبون انتم ؟
حينها جاءَ صوتٌ من الخلفِ متوعّدًا
: حنّا نعرف وش يبون
زفرَ ابو وليد بحدّةٍ وقال
: لازم من الفضايح هذه , لازم تجمّعون الفزعة كلّها
اقتربا منه , ليقولَ ذاتُ الّذي تكلّم في البداية
:****
شهق مالك , وقالَ علي بغضب
: تركي !
قال ابو وليد ساخرًا
: والنعم !
انقضّ عليه تركي بجنون ولكمه بكلِّ قوّته
ترّنح في وقفته , ثمّ نظرَ الى تركي بغضب
: والله لا تندم عليها يا تركي
سحبه تركي من ثيابه وقالَ من بينِ أسنانه
: ورّيني شلون يندمون , بتعلّم الندم وشّو
فتحت البابَ حينها , بحجابها الذي وضعته على شعرها كيفَ ما اتّفق
كانت تبكي بوجعٍ ورهبة
قالت
: خذني معاك يبه واترك اهلي
التفت اليها والدها بلهفة
ليصرخ بها تركي
: ادخلي داخل
قالت بوجع
: تركي...
قاطعها بغضب
: ادخلي قلت , والله ما يقرّب منّك ولا تهنى عينه بشوفتك , ادخلي وسكري الباب
كان مالك ينظرُ اليهم بذهول
ما خطبُ هؤلاءِ يصرخون ويتشاجرون ويبكون !
قال علي بهدوء
: ملاك يبه ادخلي وسكري الباب لا تخافين
كانت تنظرُ الى وليد , قالت بآهةٍ ملتاعة
: وليد تكفى ما ابي يصيرْ لك شي , هذا ابوي في النهاية...
اندفع اليها وعانقها
قال وانفاسه غاضبة
: انا اللي ربّيت , انا ابوك مو هو , انتي بنتي مو بنته , والله ما ياخذ تعبي وشقاي , ادخلي يا شقى اخوك وبهجته
رقّ قلبُ ابو وليد لأدمعها وانكسارها
قال بحنوْ
: بمشي عشان خاطرك يا ملاك , بتركك الحين لكنّي برجع وباخذك , انتي بنتي , ما بخلّيك لأحد وانا عايش
قال تركي بتصغيرٍ واحتقار
: تخسي الّا انت , عادْ نفسك رجّال بعد لابو هالوجه
تجاهله وغادر مع شقيقيْه
انتبه تركي لوجودِ مالك
ولأنّ ملاك دونَ غطاء
دفعَ وليد بقوّة وهمس
: الله ياخذك , الرجّال واقف واختك طالعتلنا كأنها من البدو الأوّلين اللي تتفرّع عشان توقّف الحرب
انتبه وليد الى وجودِ مالك
همّ باغلاقِ باب المنزل , ليقول علي
: لا تسكره بدخل اتطمّن على خالتي
قال تركي
: وليد روح لأمّك وانا بظل مع مالك...
قال مالك بسرعة
: لا لا انا ماشي , اشوفكم على خير
ودّعه وليد , لينزل عبرَ المصعد
قال تركي بضحكةٍ ساخرة
: الرجّال انفجع , الحين يقول شهالمهابيل
قال علي بحدّة
: لا تحسبني نسيت لك قلّة ادبك , عنبو ابليسك رجّال كبر ابوك الله يرحمه شلون تغلط عليه كذا !
زفرَ ثمّ قال
: والله من اتّصلت خالتي وانا احس اعصابي براسي وودّي اذبحه لو شفته
رنّ هاتفُ علي حينها
ليجيب بهدوء , وهم يدخلون الى الشقّة
: هلا يمّه
صرخت بقلق
: وينكم محد طمّني
قالَ بحنوْ
: بسم الله عليك هدّي ما صارْ شي , مشى ابو وليد , نتكلّم اذا ردّينا البيت
صرخت به
: تجيبون لي لطيفة وبنتها , ما يقعدون دقيقة هناك , سمعتني
: يمه الله يهديك...
قاطعته برفضٍ قاطع
: الحين تجيبونها لي
زفرَ ثمّ قال
: ان شالله
أغلقَ الهاتف , ودخل الى غرفةِ الجلوس
قال بحنوْ
: لا لا لا , افا بس ! وراك يا عيني تبكين
اقترب وقبّل رأسها , وجلسَ بجانبها
: خالتي !
قالت ببؤس
: ليتني متْ من زمان
قال وليد بشهقة
: بسم الله عليك , يوم الشايب قبل يومك
قال علي بغضب
: بس عاد , مرّة ما عاد عرفتوا تحترمون انفسكم انت ويّاه
استغفر وليد بهمس وأشاح ببصره عن والدته
قال علي بحنوْ
: خالتي لمّي اغراضك , امي تقول تروحون لها انتي وملاك
قال وليد باعتراض
: ما ينفع يروحون
قال تركي
: اسكت واللي يرحم والديك , بيتكم ماهو آمن , اليوم لحقناهم المرّة الجايّة الله اعلم وش يصير
قال علي
: احترم قرارات اللي اكبر منّك , امّك امنا واختك اختنا , وامّي ما راح ترتاح ولا دقيقة ان ما راحت خالتي عندها
: علي ما ينفع نرجع لبيتكم , هذا بيتنا وهذه حياتنا , ما راح اشرد منّه , خلْ يجي كل يوم والله اوقف بوجهه
قال تركي
: نوقف بوجهه ونكسر خشمه بعد , بس ما نخلّي خالتي وملاك عرضة له ولعمامك الكلاب
قال علي بقلّة صبر
: لا حولَ ولا قوّة الّا بالله !
ضحكَ تركي بغبنةٍ وصمت
مسحَ علي على كفّ خالته
: قومي يلا
زفرت بتعبٍ ونهضت
ونهض تركي
: انا برجعْ لدوامي , جيت على وجهي يوم كلّمتني خالتي
ابتسمَ علي
: انا كنت اتقهوى عند امّي
قالَ وليد
: روحوا انا اجيبها
قال علي
: انا اصلًا راجع لبيتنا داليا هناك , انا آخذهم , روح انت اذا عندك شغل ولا شي
هزّ رأسه نفيًا وهو يسلتقي على الأريكة
: ما عندي شي
,
,
الى الملتقى :)

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
قديم 12-06-15, 12:41 AM   المشاركة رقم: 440
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 234711
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: K H W L A H عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
K H W L A H غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

دايم مبدعه 💜

 
 

 

عرض البوم صور K H W L A H   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلامي, مقلتيك, قلمي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t190844.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-08-17 07:18 AM
ظ‚طµط© ظ‚طµظٹط±ط© ، ط§ظ„ظ„ط؛ط© ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط©: طھظ†ط¨ظٹظ‡ Google - ظ‚طµطµ This thread Refback 09-10-14 02:40 AM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ظپظگظ€ظٹ ظ…ظ‚ظ„طھظٹظ‡ظ€ظ€ظ€ظ€ط§ This thread Refback 01-09-14 06:07 PM
ط®ظ„طھ ظپظٹ ظ…ظ‚ظ„طھظٹظƒ ط·ظٹظپ ط£ط­ظ„ط§ظ…ظٹ ط¨ ظ‚ظ„ظ…ظٹ This thread Refback 15-08-14 05:24 AM
Untitled document This thread Refback 08-08-14 08:08 PM


الساعة الآن 03:26 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية