بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الرابع والخمسون
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الواحدة مساءً
طرقت الباب بخفّة , وفتحته
قالت بخفوت
: ما نمتي ؟
اعتدلت في جلستها
: تعالي , توني كنت بجيك
اقتربت لتستلقي بجانبها
سألتها
: ليش كنتي بتجيني ؟
رفعت كتفيها
: ما جاني نوم
: ما فكرتي مرّة ثانية ؟
تأفّفت ولم تجبها
امسكت بيدها وقالت
: انا فكرت بكلام علي
قاطعتها
: قصدك كلام صقر اللي قاله لعلي
ابتسمت وتابعت
: كلام صقر ولا تزعلين , احس معاه حق , وبصراحة بعيد عن المشاكل اللي بيني وبينه , انتي من اكثر الناس اللي تثق براي صقر , واخواني وامّي نفس الشي , يعني استخيري وفكّري بجديّة
لم تجبها
لتتابع
: هدّول حتى صقر كلّمك وقال لك شلون شخصية ذياب وانكم متناسبين , فكّري , مستحيل صقر يرميك , ما بيكون مصر الّا وهو واثق انّ افضل اختيار هو ذياب
قالت هديل ببحة
: ما ابي اتزوّج يا اختي , ما لي نفس زواج
اعتدلت رتيل في جلستها , وقالت بجديّة
: اذا على كلامك اللي قلتيه لي ولأمّي , معليش حبيبتي تتصفقين بنعال وتتزوّجين , ماهو سبب مقنع , من بين عشر زواجات واحد اللي يفشل , كل هالبشر متزوجين , واحنا ما كنّا انخلقنا بدون زواج , هي ذي الحياة
قالت هديل باعتراض
: الزواج ماهو كل شي
ضربت رأسها بخفّة وقالت
: ومن قال لك انّه كل شي ؟ هو قسمة وطريقة للحياة , طريقة لاستمراريّتها , النصيب لمّا يجي ما توقفين بوجهه وتقولين والله الزواج ماهو كل شي , لو انّ نصيبك ما جاك لا اليوم ولا بكرة ولا بعد عشر سنين , لو احد تكلّم عنّك نقول له الزواج مو كل شي , اما انّك ترفضين بدون سبب وتقولين ذا الكلام التافه , لا معليش وين عايشين ان شالله , انتي فكري مرّة ثانية , والله ذياب فرصة ما تتكرّر , والحمد لله اخواني وامّي اقتنعوا بكلام صقر , وانا عنّي من اوّل ما جونا تمنّيتهم جايينك لذياب
ظلّت صامتة
لتعانقها رتيل بقوّة , قالت بابتسامة
: وش خايفة منّه ؟ يا قلب اختك ما خاب من استخار , استخيري الله وفكّري بعقلانية , لو تشردين من ذي الزيجة بكرة تجيك غيرها , قد ما تشردين لازم تتزوجين في النهاية , تدرين صقر مصدوم يقول انا احسب هديل عاقلة في الامور الجادّة , تحكّم عقلها ماهو عاطفتها
ضحكت رغمًا عنها
: اجل صقر يحسبني عاقلة
ابتسمت رتيل وظلّت صامتة
وقلبها يهذي
كثُر مجيئهُ الى منزلهم
يتحجّج بخطبة ذياب
وتعلمُ انّ مجيئه وطرقه لبابهم بمفتاحه , ما هوَ الّا ترقبٌ لتفتحَ له
جلوسه في صدرِ المجلس , سعاله المستمر , ليس الّا انتظارٌ لها
ضحكته الصاخبة , طلبه لمزيدٍ من الشاي , تذمّره على القهوة
يناديها بكلّ الطرق
وتجيبه دونَ ان يسمع
تظلُّ تسترقُ النظرَ اليه اذا دخل الى المنزل , وحينَ يخرج
تسرع لتحضر ما يطلبه , تعدّ ضيافته بنفسها
وتنتظر متمنّيةً ان يثني عليها , كما في صغرها
اشتاقت اليه , بحجم حبّها له
اشتاقت حتى هزُلت , وأوشكت ان تذهبَ اليه وتبكي كثيرًا
وتقسمَ على انّها تعبت
زفرت وأغمضت عينيها بصبر
سيزولُ هذا الوجعُ المرير في وقتٍ ما
لا بدّ وان ينقضي
او ان تموت ولا تشعرَ به بعدها !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة صباحًا
طرقَ البابَ بخفة
مرّت ثوانٍ , ثمّ دخل
اقتربَ وجلسَ أمامَ سريرها أرضًا
ناداها ببحّة
كانت نائمة , ولم تشعر بوجوده
هزّها بخفّة
لتشهق وتنهضَ فورًا
لهثت بفزع , ثم قال
: سلطان وش فيك خرّعتني
قال ببحةٍ وتعب
: تعبان
اقتربت بقلق ووضعت كفّها على جبينه
: يا ويل قلبي حرارتك مرتفعة مرّة , قوم قوم نام على سريري بنزل اشوف لك شي تشربه
امسك بيدها
: لا تروحين
نزلت من السرير وساعدته ليستلقي مكانها
جلست أمامه وأمسكت بيده
قالت بنبرةٍ مختنقة
: وش فيك حبيبي وش صار لك
سعلَ حتّى دمعت عينيه
غطّته جيّدًا
: بسم الله عليك , بسم الله عليك يا روح اختك
صمتَ لثوانٍ طويلة , ثم قال ببحّة
: قولي لهم سلطان مريض ما يقدر يتزوّج
بكت بحسرة
: تأخّر الوقت يا سلطان , زواجك بعد كم ساعة !
قال بهذيان
: انا مريض
نزلت الى المطبخ وهي تبكي
حضّرت ماءً باردًا ومنشفةً نظيفة وعادت اليه
وضعت المنشفةَ المبلولةَ على جبينه لينتفض
كان يهذي , وهي تستمعُ اليه بضعفٍ وبكاءٍ مُر
: بذبحها , الخاينة , ما تخاف من الله
سعلَ لثوانٍ , ثم قال
: ابوي بيموت يا اروى , وانتي بتلحقينه , ما تعيشين وراه ولا ساعة
تأوّهت حينَ أدركت ما يفعله سلطان
شدّت على كفّه برجاء
: سلطان بس تكفى
هزّ رأسه نفيًأ
: طلّقت لينا , بطلقها , طلقتها , طلقت لينا
رفعت المنشفة عن جبينه وقلبها ينتفضُ حزنًا
قال بأنين
: الله لا يعدّيها عليها , جعلها تلقاها قدّامها , حسبيّ الله عليها , الله ينتقم...
وضعت كفّها على فمه برفقٍ لتسكته
ببحّةٍ عميقة استعاذت وبسملت
وبدأت ترقيه وتنفث
وهو يهذي ويتوعّد
رغمَ انّها لم تحبّ لمى ابدًا
الا انّها اشفقت عليها جدًّا !
ماذا سيحلّ بابنةِ الناسِ المدلّلة , مع شقيقها الذي بقيَ بنصفِ عقلٍ منذ اعوام
نصفِ عقلٍ ونصف قلب
لا يسعان سواها وجدّتها ووالدها ومالك !
لن تستطيع لمى مزاحمتهم فيهما , ولن تستطيع التعلّق بطرفهما
سينفضها سلطان فورًا !
سمعَت اذانَ الفجرِ وهي تداري شقيقها كطفلها
ردّدت بخفوت , حتّى قالت بنبرةٍ باكية
: لا حولَ ولا قوّة الّا بالله , لا حولَ ولا قوّة الّا بالله
قبّلت كفّ سلطان وهي تبكي وتقولُ برجاء
: لا حولَ ولا قوّة الّا بالله
انتهى الأذانُ لتهمسَ بدعاءِ ما بعده
ازدردت ريقها , وهمست بحرقة
: اللهم يا صاحب النداء , انّي اناجيك والنّاسُ نيام , انّي ادعوك في جنحِ الظّلام , اني ادعوكَ ما بين اذانٍ واقامة , اسألك يا مالكَ الملك ان تريحَ قلبَ اخي , يارب امسح على قلبه بسكينةٍ من عندك , يارب اجعل اخي الوحيد مطمئنًا , يارب ازرع زوجته في قلبه وروحه , يارب اشفه من شكوكه , يارب بيدك راحة اخي الوحيد يارب , انزع راحتي واعطها لأخي ان شئت , سبحانك ربّي لا يعجزك شيء , ان قلبي محزونٌ يا ربّ قلبي , انّ اخي الوحيد , عبدك الفقير , مريضٌ ومهموم , اجلُ همّه بقولكَ كُن , الأمرُ أمرك والعبدُ عبدك , والملك لك , ربّ هذا الدعاء ومنك الاجابة وعليك التكلان , ولا حولَ ولا قوّة الّا بك
مسحت على جبينه , لتجدَ حرارته قد انخفضت
ابتسمت بحنوْ
يا صغيري وان كبرت
يا حبيبي وان تجبّرت
يا ضياء قلبي وعيناي , وان صددت
انت ابي وانا امّك
لم يبقى لي ولك , سوانا
لن اسمحَ لك ان تبقى هامدًا
لن اسمحَ لامرأةٍ غريبة ان ترى ضعفك
ستقوى يا اخي
ستنهضُ لتعبسَ وتعقدَ حاجبيك
ستغلظُ صوتك , ستؤنّبُ وتعنف
ستراقبُ وتلاحق
لن تسقطَ يا سلطان امامَ أحد
حتى سقوطكَ أمامي يكسرني
انت اخي , انت الذي لا ينحني ابدًا
انت سلطان وكفى باسمك ليصمتَ الجميع
قبّلت رأسه ونهضت لتتوضأ
عادت الى الغرفة واقتربت لتنحني اليه
نادته بخفوت
: سلطان , ابو مساعد , سلطان
همهم , لتشدّ على كتفه
: قوم حبيبي , صلاة
أولاها ظهره ولم ينهض
زفرت وتركته وصلّت
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثامنة صباحًا
شعر بغرابة , فتحَ عينيه بصعوبة
ليجدَ شعرها الكثيف أمامه تمامًا , على قلبه
ابتسمَ نصفَ ابتسامة
أمالَ رأسه قليلًا ليشمّ شعرها , ثمّ اراحه الى الوسادة
أغمض عينيه بسكينة بمحاولةٍ ان يتابعَ نومه
مرّت دقائق ولم يستطع
فتحَ عينيه وزفر
مدّ ذراعه ليعدّل جسدها , وتركها نائمةً على صدره
أبعدَ شعرها عن وجهها
كانت ساكنةً وناعمة
كم بدت جميلة !
دونَ غضب , دونَ برودٍ مستفز , دون عينينِ حادّتين , دون حاجبين معقودين , دونَ انفٍ في حالةِ اشمئزازٍ دومًا
ملامحها مرتخية , مستسلمة , وهادئة
ابتسم وسحبَ هاتفه ليصوّرها
وهو لا يدركُ ما يفعل !
لا يعلمُ لمَ تأمّلها , ولمَ صوّرها
بل ولمَ شعرَ براحةٍ في روحه من قربها الى هذا الحد
شعرَ بحركتها , وأغمضَ عينيه فورًا
فتحت عينيها بكسل
رمشت عدّة مرّات , لتستوعب وضعها
شهقت بخفّةٍ ونهضت
نظرت اليه بتفحّص
قالت بتردّد
: صاحي ؟
لم يتكلّم
ازدردت ريقها , ونادته
: عبد العزيز
لم يتحرّك ابدًا
تأفّفت وقالت
: غبي , مسوّي رومنسي الأخ حاطني على صدره
عدّلت وسادتها , ثم قالت بملل
: لا تصيرين مشكلجية انتي بعد , انتي اللي رايحة عنده
بالكادِ كتمَ ضحكته
اولتهُ ظهرها ونامت
مرّ وقتٌ حتّى نهض من مكانه
خرجَ من الغرفة الى دورةِ المياه
استحمّ في نصفِ ساعة
وعاد الى الغرفة
أنهى لبسه , ووقفَ مطوّلًا امام عطوره
سحبَ احدها وبخّ باسراف
تحرّكت بانزعاج
وفتحت عينيها فجأةً على اتّساعها
نهضت بشهقةٍ الى الحمّام
تبعها بفزع
استفرغت حتّى ظنّ ان روحها تخرج
انتهت وانزلقت لتجلسَ على ارضيّة الحمّام
نادت بأنين
: آآه بندر , آه يمه , يمه تعالي لي
بلعَ اسم شقيقه كخنجرٍ مدبّب , وسألها
: وش فيك , فجر وش صار لك
قالت بانهيار
: روح من هنا الله ياخذك انت وعطرك
صمتَ لثوانٍ , ثم صرخ بها
: تعرفين تحترمين نفسك ولا اسحبك تحت رجلي وافتك منّك الحين ؟
تركها بغضبٍ وخرجَ من المنزل
حمقاء
سليطةُ اللسان
قبيحةُ الخلق
كيفَ ستربّي ابنه !
عديمةُ التربيةِ تلك
يتساءلُ الى ايّ حدٍّ سيصبرُ بعد
الى اي حدٍّ سيتجاوز , ويكونُ عاقلًا
الى متى سيتحمّلُ ولا يقتلها !
ركبَ سيّارته وانطلقَ بسرعةٍ كبيرة , وبين حاجبيه عقدةٌ غاضبة
لا يعلمُ ان كانت من سوئها
ام من اسمِ شقيقه الذي لا يفارقُ لسانها !
,
,
فرنسا – باريس
الثالثة مساءً
قرأت الرسالة بعينيها
" ما ادري متى بتبطلين من طبعك المنحط ذا , ان شالله انّك بخير دامك تفتحين وتقرين , اليوم زواجي , تمنّيت من قلبي تكونين معاي , ادعيلي تكفين والله حدّي خايفة "
لم تتغيّر تعابيرها , أغلقت الهاتفَ ووضعته جانبًا
سمعت صوته يودّع أحدهم , ثمّ اقترب ليجلسَ أمامها على السرير
قال بابتسامة
: اليوم عرس ولد عمّي
نظرت اليه وكأنّها لم تسمعه , وكأنّها لم ترَه اصلًا
تابعَ بصبر
: مسكين مرتفعة حرارته
لم ينتظرْ ردًّا , ولم ينتظر ايّ تفاعل
اقتربَ وقبّل جبينها
ثمّ قال
: بنام لي شوي قبل الغدا حدّي تعبان
نهض ليستبدل ثيابه
ثمّ عادَ الى السرير
استلقى بجانبها , وسحبها اليه ليضمّها
دسّ انفه في شعرها وأغمضَ عينيه
هتفَ قلبه برجاءٍ من ربّه ان تتشافى من علّتها
التي لا يعلم ماهيتها !
ظلّ نظرها مثبّتًا , ترمش باستسلام
لو تعلمُ يا سعود كم اشعر باليأس
بالبؤس
اشعر بانهزام
انهزامٍ يمنعني من النظرِ الى عينيك كما اودْ
انهزامٍ يشلُّ لساني
قتلت بي لهفتي اليك
قتلت تشدّق قلبي الى عينيك وابتسامتك
صددت حتّى جفّت روحي
حتى تهاوت ولم اعُد استيطعُ انقاذها
عاجزةٌ انا يا سعود
كطفلٍ في شهره الأوّل
يتلوّى وجعًا
ولا تفهمه حتّى والدته
عاجزةٌ وأطرافي مشلولةٌ عن ان تُمدّ ناحيتك
انتشلني يا حبيبي من اليأس الذي ينهشني
من الهزيمةِ التي حاكت خيوطها حولي
وحبستني في شباكها !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السادسة مساءً
وضعَ يده على رأسه وهو يستوعبُ المصيبة التي أقحمه فيها سلطان مجدّدًا
قال سلطان بغضب وهو يسعلُ من مرضه
: لا تطالعني كذا تحسّسني اني مسوّي جريمة
صرخ به بجنون
: اجل وش اللي تبي تسويه ؟ فعل خير !
نهضَ من مكانه وهو يهدّده
: والله يا مالك , وعزّة الله...
سعلَ بقوّةٍ واختلّ توازنه
زفرَ مالك بضيق واقترب ليساعده
: بس هدْ هدْ , اجلس , وش جاك اوّل مرّة تمرض كذا
نفضَ نفسه منه وقال ببحّة
: ما ابي اجلس , انقلع سوْ اللي قلت لك عليه , وانا بطلع من الباب الثاني , باخذ تكسي واطلع للمطار طيارتي الساعة تسعة
قال مالك برجاء
: سلطان تكفى تعوّذ من الشيطان...
قال بحدّةٍ متعبة
: مـــالــك
تنفّسَ مالك بعمق , وخرج من الغرفة
في نهايةِ الدرج رأى جدّته وابناءَ عمومته
صاحَ احدهم
: مالك الحق خذ نصيبك
عقدَ حاجبيه
: من ايش ؟
قال آخر مبتهجًا
: جدّتي وزّعت علينا خمسميات عشان زواج سلطان
حبسَ شهقةً موجوعةً في صدره
ابتسم بانكسار
صعدت جدّته ناحيته
دسّت كفّها في كفّه وهمست
: لا تعلم
نظرَ الى ما في يدِه
كانت ستُّ اوراق من فئة الخمسمئة
قبّل رأسها وهو بالكادِ يتمالكُ نفسه
قال باختناق
: يمّه تعالي شوي بكلمك
قالت بسعادة
: بعدين كلّمني خلني اشوف سلطان
قبل ان يتكلّم دخلت الى غرفةِ سلطان
الذي كان يغلقُ حقيبته !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السادسة مساءً
ضغطَ على جرسِ الباب لعدّة مرّات
حتّى فتحه تركي
واتّكأ عليه
قال بملل
: ما تحس انّك زودتها , كل شوي راز وجهك
ضحك رغمًا عنه , ثم قال
: والله لو ما وقتي ضيّق كان علمتك شلون تكلم اللي اكبر منّك , انقلع جب لي عقالي نسيته عندكم
تأفّف وصدّ عنه
ثم التفت اليه مجدّدًا
: تعال ادخل
رفعَ احدَ حاجبيه
: كثر خيرك
دخل ونادى
: يا ولد
دخلَ الى المجلس , وصعدَ تركي الى غرفةِ والدته
ليجدَ اختيه معها
قال
: زين انكم متجمعين , صقر يقول ناسي عقاله المرّة اللي فاتت , وينه
قالت والدته
: ما شفنا عقال – نظرت الى ابنتيها – شفتوا عقال في المجلس ؟
رفعت هديل كتفيها وقالت
: ما دخلته من امس او اول امس
ازدردت رتيل ريقها , وقالت بنبرةٍ مرتجفة لم يلاحظوها
: ما شفته
نزل تركي الى صقر
: ما شافوه
عقدَ حاجبيه
: متأكّد لبسته يوم جيتكم ونزّلته هنا
قال تركي
: يمكن مخلّيه بالسيّارة
لم يجبه
ليقول تركي
: شالسالفة ما عندك غيره يعني !
زفرَ وقال
: افضلهم واريحهم , واليوم عندي عرس بحضره فيه
: اعطيك من عندي اذا تبي
نهض من مكانه
: لا عندي بس قلت لك هو افضلهم , يلا شكلي ضيّعته بمكان ثاني , شوف لي درب
خرج تركي , ثم ناداه ليخرج
سارَ ناحيةَ سيّارته
وتوقّف في منتصفِ الطريق
التفت ورفعَ رأسه الى الأعلى فجأة
تحرّكت احد الستائر فورًا
ابتسم بهدوء
قال بخفوت
: اجل عقالي ماهو فيه , بالعافية عليك
اطلقَ قبلةً في الهواء وركب سيارته وذهب
,
وضعت كفّيها على خدّيها الّذين اشتعلا فورًا
ابتسمت هديل
التفتت رتيل ناحيتها وقالت بصدمة
: مو معقول اللي يصير معاي ! كأنّي بنت متوسط تحب ولد الجيران , وش ذي الحركات اطل من الشبّاك واتبوسم
انفجرت هديل ضحكًا , ثم قالت
: عادي ما فيها شي , دامك مو قادرة تطالعين فيه وجه لوجه طالعيه من الشبابيك
اشارت بيدها بلا اهتمام
: لا يختي , استغفر الله ما كأنّي صارلي حول عشر سنين زوجته
قالت هديل بهجوم
: اعصابك اعصابك اي عشر سنين , كلّها كم شهر قعدتي معاه ومدري وين انقلع , وهذه رجعته وطلّقك وردّك , يعني ما تعرفينه ولا يعرفك , تعرفون بعض في طفولتكم بس
شدّت اذنها لتصرخ هديل , وتقول رتيل
: اوّل شي لا عاد يتجرّأ لسانك على صقر , حتّى تركي وعلي يستحون يغلطون عليه وانتي طايحة تسفيل فيه , ثاني شي والله اذبحك ان قلتي ما اعرفه ولا يعرفني
تركتها لتتأوّه وهي تفرك اذنها
قالت بغضب
: عمى متوحشة
تجاهلتها
صمتتا لثوانٍ
ثمّ اقتربت هديل من رتيل بتملّق
: رتيل
همهمت وهي تنظرُ الى هاتفها
قالت هديل بابتسامةٍ ماكرة
: احنا خوات وبيني بينك , العقال وينه ؟
رفعت رأسها بسرعة
صمتت لثوانٍ , ثم قالت
: شدراني
انفجرت هديل ضاحكة , ثمّ قالت وهي تشير الى ذراعها
: اقطعها من الأصل ان ما كان عندك , يوم سألتك امّي بلعتي ريقك وقمتي تتراعدين
قالت بعصبيّة
: ما بلعت ريقي ولا تراعدت كلي تبن وانقلعي برى
رفعت حاجبيها باستفزاز
: اشوف العقال اوّل
نهضت رتيل فورًا , لتهرب هديل من الغرفة وهي تضحك
حينها ابتسمت رتيل رغمًا عنها
نظرت الى وسادتها وزفرت
تمنّت لو لم تأخذه من المجلس , ولم تخبأه عندها
سيعلمُ انّه عندها دونَ عناء !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الساسة وعشر دقائق مساءً
أغلق حقيبته وابتسامةٌ صغيرة على شفتيه
لن يتراجع
سيذهبُ اليها , ويأخذها اليه
سيأخذها ليمتلأ بها
ليسعد بحبّها الذي يختبئ في قلبه
التفت ليخرج من الغرفة
لتدخلَ زوجته حينها
عقدت حاجبيها
: وش ذي الشنطة ؟
قالت بهدوء
: طالع لحايل
رفعت احدَ حاجبيها , قالت بعد صمت
: كثرانة روحاتك لحايل , غريبة يوسف ما يجيك
لم يجبها
لتقول
: عمّتي تبيك
خرج الى غرفةِ الجلوس
قبّلَ رأسها وجلس بجانبها
تحدّثت اليه قليلًا
ثمّ قالت
: انت قلت لي يوسف عنده خوات ؟
رفعَ رأسه بسرعة
صمتَ لثوانٍ , ثم قال
: عنده
هزّت رأسها وقالت
: وش اعمارهم
ازدرد ريقه
: وحدة كبيرة ومتزوجة , ووحدة اثنين وعشرين او ثلاثة وعشرين سنة , والثالثة صغيرة توها متخرجة من الثانوي
نظرت الى كنّتها وكأنّها وجدت ضالّتها
: اي ذي اللي نبيها
ابتسمت كنّتها بهدوء
قال بهدوءٍ يواري خلفه جنونًا فزعًا
: تبينها شلون يعني ؟
التفتت اليه
: ابي ازوّج اخوك , ذي اللي تقول ثلاثة وعشرين بعمره , والصغيرة تناسبه , والرجّال راعي فضل علينا استضافك سنتين وعاملك احسن من اهلك , ودّي نناسبهم
اتّسعت عينيه بصدمة
ظلّ ينظرُ الى والدته لا يسمعُ ما تقوله
حينَ قرّرَ ان يتقدّم ليأخذها
امتدّت يدُ والدته من فوقه وانتزعتها
في لحظةٍ شعرَ انّ قلبه تهاوى
شعر انّ النفسَ يضيق به
مرّت ثوانٍ صامتةً منه
قبل ان يقول بلسانٍ ثقيل
: تبين تزوجينها لحامد !
قالت بحماس
: ايه ان شالله , انت تزوّجت وعيّلت الحمد لله , وهذا حامد يشتغل وابي ازوّجه وهذه البنت زوينة واخوها رجّال طيّب وقام فيك
نهض من مكانه وروحه تحترق
كادَ يصرخُ وحبسها في جوفه
هربَ من الغرفةِ فورًا
تتآمرُ والدته مع هلاكه
ماذا يعني ان يتزوّج حامد من انمار !
جميلته , التي أمضى قرابة عامين من حياته
يتنفّس على طيفِ عينيها
لا يبتسم الّا ان خيّلَ له شعرها
كيفَ يتزوّجها شقيقه !
كيف تحرّمُ عليه وتحلُ لأخيه
ضربَ الجدارَ بقبضته بقوّة
وهو يكاد يمزّق ما عليه ليبدّد اختناقه !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
عقدت حاجبيها
: سلطان يا امّي وش تعابل في ذي الشنط
قال مالك فورًا
: صادفت جدّتي على الدرج ما لحقت اقول لها , كانت توزّع لنا فلوس عشان عرسك
قالت جدّته باستغراب
: وش تقول لي انت الثاني
صمتَ سلطان لثوانٍ
وهو ينظرُ الى الفرح الذي يسبح في عينيها
الى ابتسامتها الجميلة التي جفّت منذُ زمن
زفرَ ثمّ قال ببحّة
: يقول لك انّي بطلع اتمشّى شوي
قالت فورًا
: اقطع صوتك بس , وش تتمشّى وانت مريض وذي حالتك واليوم عرسك
زفرَ مالك براحة
قالت جدّته
: انسدح يمّه وبنطلع لك اكلك , لازم تخف قبل الّليل
خرجت من الغرفة ليرفع مالك احدَ حاجبيه
اقترب منه
: اها !
جلس وقال بضعف
: ما قدرت , شفت نظرتها ؟ شفت كيف فرحانة ؟
جلس مالك أمامه ارضًا
شدّ على كتفه
: سلطان انت مكبّر الموضوع , تكفى يا اخوي تعوّذ من الشيطان , اللي يشوفك كأنّك رايح دفنك , استنانس يا اخوي اليوم عرسك , الطّبيعي تكون فرحان ومبسوط , يا اخي اللي مرّيت فيه حالة شاذّة ما تتكرّر كل شوي , زوجتك ان شالله انها بنت طيبة واهلنا شافوها وحابّينها
لم يجبه
زفر ونهض من أمامه
: انا باخذ اغراضي واروح للصالة مع الشّباب , تجي بروحك ولا ارجع لك بعد شوي ؟
: بنام شوي بعدين اكلمك , ما فيني شدّة سياقة
هزّ رأسه ايجابًا , وتركه وخرج
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة مساءً
دخلَ الى المنزل بهدوء
الصالةُ الرئيسيّة مظلمة
ونورٌ خفيف يأتي من المطبخ
ذهب اليه
قال بهدوء
: السلام عليكم
التفتت اليه وسحبت ثوبها الي الأسفل وعدّلت حجابها
: وعليكم السلام
قال متسائلًا
: فجر نايمة ؟
: ما اعرف , راحت غرفتها من اوّل
: اكلت شي اليوم ؟
هزّت رأسها نفيًا
: بس شربت عصير واكلت سلطة
: طيّب , لا تنسين تقفّلين لمبة المطبخ , ويلا روحي ارتاحي انتي بعد
: ان شالله
تركها وذهب الى غرفته
فتح الباب ببطء وأطلّ برأسه
كانت الاضاءة خفيفة من جهةِ رأسها فقط
مستلقيةٌ على جانبها الأيسر , وجهها ناحيةَ الباب
قال بخفوت وهو يغلق الباب ويدخل
: السلام عليكم
ردّت بهمس
استبدلَ ثيابه , واستلقى الى جانبها
واولاها ظهره
مرّ وقتٌ حتّى قال
: اذا مو محتاجة اللمبة قفّليها , تعبان ابي انام
صمتت لثوانٍ
ثمّ قالت
: ضايق خلقي , صار لي فترة مو شايفة احد ولا مكلمة احد
قال بنبرةٍ خاليةٍ من الحياة
: محد مانعك , اهلي فوق , واهلك قريبين اقدر انا او السواق او اخوانك يودّونك , وعندك صديقات تقدرين تزورينهم وتعزمينهم
: ابي اروح اقعد عند اهلي كم يوم
صمت لثوانٍ
شعر بضيق , همّ بقولِ " لا "
ازدردَ ريقه وهو يؤنّبُ نفسه
" ما لك حق فيها , تزوّجتها عشان اخوك وعشان الطفل , انت ما تحبها وهي ما تحبك , بسلامتها ما لك شغل فيها "
قالَ ببحّة
: سوّي اللي يريحك
مرّت ثوانٍ لتظلم الغرفة , وتوليه ظهرها وتنام
فتحَ عينيه حينها , يتأمّل الظلام
ارتفعت حرارةُ جسده , شعرَ بالحرارة في انفه وعينيه
هل عشقت يا عبد العزيز ؟
هل عشقت يا صاحِبَ البؤس الّلا منتهي
هل عشقت ذاتَ الخلق السّيء , واللسان البذيء
هل انتهت الفتياتُ يا معتوه
لم يرَ قلبك سوى فتاة شقيقك
لكنّها زوجتي !
زوجتك بالاكراه , زوجتك من اجلِ النّطفةِ التي في رحمها
زوجتك اللتي وعدتها الّا تقتربَ منها ما دامَ جنينك فيها
تنفّسَ بضيق
عليلُ هوىً أصبح
هوىً حلالٌ تحرّمه فجر !
هوىً من حقّه , يمتنعُ عنه
,
,
المملكة العربيّة السعودية – الرياض
الثالثة صباحًا
رتّبت والدتها ثوبها وهي مبتسمةٌ بدمعة
نهضت وقبّلت جبينها وهمست
: الف مبروك يا روح امّك , الله يهنيك يا امّي انتي
دمعت عينيها ورفعت ذراعيها لتعانق والدتها
: فديتك ماماتي الله لا يحرمني منّك
,
مسحت على كتفه
: تبي شي قبل ما اروح ؟
ظلّ صامتًا
قبّلت رأسه وقالت بوجع
: جعلني فدى لرجلينك سلطان , لا تقهرني فيك يا اهلي انت
قال ببحّة
: لا تتأخّرين على عمّي , يلا انزلي وسلمي على ابوي
نهضت باستسلام , قالت بنبرةٍ ثقيلة قبل ان تخرج
: تصبح على خير
وضعَ كلتا كفّيه على رأسه حينَ خرجت , وزفرَ بهم
شعرَ انّ المصيبة التي ستدخله الى الجنّة قد بدأت !
يتمالكُ نفسه من ان يدخلَ ويقضي على لمى الآن وينتهي منها
حينها خرجت والدةُ لمى من الغرفة وقالت بلطف
: سلطان يمّه
اغمضَ عينيه وحبسَ زفرةً طويلة
التفت اليها وقال بهدوء
: هلا
ابتسمت
: تعال
نهض واتّجه اليها
ليدخلا الى الغرفةِ سويًّا
قالت بمحبّة
: الله يهنيكم يا يمّه , انتوا الاثنين امانة عند بعض , انا ما عندي غير لمى يا سلطان , ومن اليوم صار عندي ولد , انتبهوا لأنفسكم عدل , ما بقول لكم ان الحياة حلوة وضحك ووناسة طول الوقت , الحياة الزوجية خصوصًا بدايتها , لا بد يصير شويّة صعوبة في التفاهم , بس كلّه في مصلحتكم لأنكم بتفهمون بعض وتعرفون طباع بعض , لمّا يشد واحد يرخي الثاني , ولمّا يرخي واحد يستغل الثاني الفرصة ويرخي معاه وتحلّون اموركم بموّدة , الله يبارك لكم ويرزقكم الذريّة الصالحة
قال بهدوء
: جعلك سالمة , الله يخلّيك
ودّعت ابنتها , وحينَ همّت بالخروج اقترب سلطان ليخرجَ معها
أشارت اليه
: خلّك مع زوجتك , انا اطلع
: براحتك
خرجت من الغرفة
وسمعا اغلاق الباب
التفت الى خزانة الملابس
اقترب وسحب منها وسادةً ولحاف
قال ببرود
: تصبحين على خير
خرجَ وأغلق الباب
فتحت عينيها بصدمة
انتظرت لثوانٍ وهي متأكّدةٌ انّه يمزح
مرّت ثوانٍ ودقائق
نهضت من مكانها ببطء
قالت بهمسٍ مدهوش
: من جدّه ذا
نظرت الى المرآة
ضربت خدّيها بخفّة
: يا ويلي كل هالكشخة والمخاسير وآخرتها لا تصوّرت ولا شافني !
بصعوبة خلعت فستانها ودخلت الى الحمّام
فكّت شعرها ومسحت وجهها
غيّرت ثيابها وخرجت
جمعت فستانها ووضعته في كيسه المخصّص
اخذت هاتفها واستلقت على السّرير
فجأة فتحت عينيها بصدمة
قالت
: يا ويل حالك يا لمى , لا يكون زوجوك لعاجز !
ضربت جبينها وقالت
: استغفر الله وش فيني انا , انام ابرك لي , جات منّه الحمد لله
دسّت جسدها النحيل تحت اللحاف
تكوّمت على نفسها وأغمضت عينيها
وخفقات قلبها سريعة , ومعدتها تؤلمها !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة وخمسةَ عشر دقيقة مساءً
وضعت آخرَ صحنٍ وجلست
سحبت صحنَ السلطة وأكلت منه بشرود
نظرَ الى والدته , ثمّ اليها
قال بحنوْ
: شلونك هدّول
التفتت اليه بانتباه
قالت باستدراك
: ما سألتك وينها داليا
ابتسم
: عند اهلها اليوم , قلت اجي اتغدّى معاكم مثل زمان
ابتسمت وصمتت
قال بحنوْ
: ذياب كلمني مرّة ثانية
لم تجبه
قالت والدتها بحنوْ
: وش قولك يا امّي , نرد على الناس ولا لأ ؟ ابطينا عليهم
ازدردت ريقها
اكل تركي من سلطتها وقال
: استخرتي ؟
نظرت اليه وهزّت رأسها ايجابًا
ابتسمَ علي
: وش رايك ؟
اشتعلَ خدّيها حرارة
ازدردت ريقها , ثمّ قالت ببحة
: اللي تشوفونه
شهقت رتيل باتبهاجٍ حينها
وابتسما شقيقيها
ضمّتها والدتها وابتسمت
: الله يكتب لك اللي فيه خير يا روحي
انزلت عينيها خجلًا
قفزت رتيل وقبّلت وجنتيها , ثمّ قالت
: ان شالله ما راح تندمين ابد
قال تركي ساخرًا
: من يشهد للعروس , قالوا امها , الحين صقر خويّه ومشتط فيه , انتي وش رازّك
تأفّفت وتجاهلته
قال علي بضحكة
: تركي لا تحتك بالنسيب , عاد كلّش ولا احد من صوب داليا , اوصّل الدم للركب
انفجر تركي ضحكًا حتّى سعل
ثم قال وهو يمسحُ عينيه
: امممبااع
ضحك علي وهو يرميه بعلبة المناديل
: يا حقير اخوك الكبير انا تكلّم عدل
تفادى العلبة , والتفتَ الى هديل
: اييه , عاد كلكم صرتوا بطرف صقر الحين
قالت والدته مؤنّبة
: صاير زعلك من صقر عداء , انتهت السالفة يا تركي وعدّت , لمتى بتظل كذا مع صقر ؟
رفعَ كتفيه ببساطة
: اللي بيني وبين صقر انتهى , ولد عمّي وعزوتي صح , بس علاقتنا اللي قبل انتهت بالنسبة لي
نظرت اليه رتيل بعدم رضى
ليقول بصراحة
: لا تطالعيني كذا , انتي عندي تساوين مليون صقر , صحيح انّي تقليدي وبدوي وعنصري لبني جنسي ومن ذا الكلام , بس عندك وعند هديل واوقف , اصير نذل اصير اللي اصير ضد اي احد , الدنيا بكفّة وانتي واختك بكفّة
رفعت هديل رأسها وقالت بتأثّر
: ترككي , يا حياااتي طلعت كيووت
ابتسمت رتيل ومسحت دمعتين تعلّقتا بهدبيها
التفتَ اليها ورفعَ احدَ حاجبيه
: كيوت عينك يا بنت , رجّال طول بعرض شنبي تارس وجهي وتقول لي كيوت
ضحكت وقالت
: لا تحاول تعصّب , خلاص انت كيوت كيوووت
تجاهلها وتابعَ طعامه
وقلبه مبتسمٌ لضحكتها
اختيه , وتصمتُ الدنيا
وينتهي العالم
وتظلمُ الشمس
اختيه حياة , وما سواهما حياةٌ اخرى !
,
,
الى الملتقى :)