لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-15, 05:35 AM   المشاركة رقم: 421
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

صباح الخير جميلاتي
يارب كلكم بخير
بعطيكم خبر , هذا آخر بارت الى ما بعد الاختبارات
شدّوا حيلكم وفرحوني بنتايجكم
بالتوفيق للجميع
,
,
بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الواحد والخمسون
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الحاديةَ عشرةَ مساءً
اقتربت من اربعةِ نساء
لتقول بلطف
: تدورون على احد خالتي ؟ من دخلتي تتلفّتين
قالت مبتسمة
: ادوّر على ام صقر , انا ام ذياب
قالت مبتهجة
: يا هلا فيك والله , انا هديل بنت عم صقر
ابتسمن الفتيان فورًا
قالت ام ذياب بحنوْ
: هلا حبيبتي , سمعنا عنكم كثير
أشارت ليدخلوا
: تفضّلي خالتي , انتم حسبة اهل العروس !
مسحت ام ذياب على كتفها بمحبّة
: يا عيني , ان شالله انّنا اهل
جلست مع بناتها على احدى الطاولات , وضيّفتهم هديل
: الحين انادي لكم عمّتي ام صقر , خذوا راحتكم
تركتهن وانصرفت
قالت اكبرهن
: وه وه يا زييينها ويا ملحها
قالت الأخرى
: بس كأنها صغيرة على ذياب كثير ! لو نخطبها لسعد
قالت ام ذياب برفض
: ان شالله انها لذياب
,
القت نظرةً أخيرةً على شكلها في المرآة
ثم توجّهت الى القاعة
تلفتت تبحثُ عن أحدٍ يستقبلها
ولم يقترب أحد
جلست على أوّل طاولة بضيق
وأخرجت هاتفها لتّتصل
مرّت دقيقة حتّى جاء صوته
: هلا
قالت بضيق
: محد استقبلني ولا احد سلّم علي
صمتَ لثوانٍ , ثم زفر , قال بهدوء
: مها حبيبي , زواج وزحمة اكيد ما انتبهوا , انتي تعرفين امّي اذا شفتيها روحي لها
أغلق الهاتف ليتّصلَ بوالدته
أجابته بعجل
: وش فيه ؟
: يمّه مها جات و...
قاطعته بصرخة
: نعم ؟! من عزمها عشان تجي !
قال بعصبيّة وهو يكتم صوته
: وش من عزمها ؟! زوجتي زوجتي انا اخو العروس وولد عم العريس , شلون ما تحضر !
قالت والدته بغضب
: انت تبي تجنّني ؟ تبي تحرّ رتيل وبس !
قال بدهشة
: شدخّل رتيل ! يمّه حرام والله مها ما لها ذنب , هذه زوجتي واللي يمسها يمسني ! تكفين سلمي عليها وحطّي لها اعتبار , والله اخذها وامشي الحين واخلي لكم عرسكم
صمتت والدته لثوانٍ , ثم قالت ساخرة
: لهالدرجة !
قال بحزم
: ايه
: طيب
اغلقت الهاتف وذهبت تبحثُ عنها
استغفرت بخفوت , وابتسمت وهي تقترب منها
: مها ؟
نهضت مها لتقبّل رأسها بابتسامة
: شلونج خالتي ؟ عساه مبارك
ابتسمت بامتنان
: الله يبارك فيك , تعالي يمّه اجلسي قدّام
سارت معها حتّى اوصلتها الى طاولةٍ معيّنة , ثم قالت
: انتي خذي راحتك حبيبتي , انا شوي وارجع لك
هزّت رأسها بصمت
ابتعدت عنها واتّجهت الى الباب لتسلّم على البعض
اقتربت منها رتيل
: عمّتي
التفتت اليها
: هلا يمّه
قالت رتيل متسائلة
: ما عرفتها اللي خذيتيها لطاولتكم , ماهي من خالات داليا
صمتت لثوانٍ , ثم قالت بهدوء
: هذه مها
فتحت عينيها بصدمة
قالت ببطء
: مها ؟
رفعت كتفيها بقلّة حيلة , لتبتسم رتيل بارتجاف
ابتعدت مسرعة واتّجهت الى دورات المياه
لتحبس نفسها في احدها
غطّت فمها بقوّة لتمنع بكاءها
كيف تجرّأت وأحضرتها الى هنا !
كيف تجرّأت وانتهكت فرحي بأخي
كيف احضرت عدوّة عائلتي في يوم سعدهم
كم ستبقى بلاءً علينا بعد
في اللّيلةِ التي افكّر ان اعودَ الى قلبك , تهزمُ قلبي
وتدهس قراري
كأنّك تستحلفني ان لا انظرَ اليكَ ابدًا !
تماسكت وهي تعقد حاجبيها بغضب
لن يفسد صقر فرحتها بأخيها
لن يفسد هو وشمطاؤه سعادتها الليلة
خرجت من الحمامِ بخطىً قوية , لتعدّل من شكلها
اتّجهت الى القاعة بابتسامةٍ جميلة
اقتربت منها هديل
: وينك انتي
: قريبة
قالت هديل بحماس
: تعالي رقصة لخوات المعرس
ابتسمت هديل
: اجل نادي امّي وخالتي وملاك
: كلّنا هناك وننتظرك , بس تخلّص من هالاغنية تغنّي حقّتنا
ذهبتا سويًا , لتقول ام علي بقلق
: رتيل فيك شي ؟
نظرت اليها بصمتٍ وابتسمت
اقتربت ام علي لتهمس
: شفتيها ؟
قالت بهدوء
: من بعيد
مسحت على كتفها بحنوْ
: ما عليك , استانسي ما عليك من احد
قالت بنبرةٍ ميّتة
: محد يخرّب فرحتي بأخوي , لا تشيلين همّي
نادتهم المطربة , ودعت أحبّتهم الى رقصتهم
رقصن بسعادة , وبضحكٍ مبتهج
,
الثانيةَ صباحًا
أجاب هاتفه
: هلا , طيّب شوفوا لنا درب
أغلقه ونهض من مكانه
: علي يبونك للتصوير , وحنّا بندخل معاك نسلّم على داليا
قال صقر
: من اللي كلمك ؟
قال عبد الله
: امّي , تقول استعجلوا ما يبون تتأخّر الزفّة
تمطّط تركي بتعب
: كل ذا وما بيأخّرون الزفة !
نهض علي وقال
: انت لف راسك ونام , اذا خلّص العرس نصحّيك تودّي امي والبنات
قال بمكر
: ليه ما ترجعهم انت
رفعَ احد حاجبيه , ثم قال بصدق
: كل تبن
انفجر ضحكًا , وهو يقول
: والله تعبت
قال وليد بابتسامة
: ارجع البيت انا اردهم
: لا ومن مع يقعد معك لين يخلصون
نهض ابو صقر
: يلا يا شباب لا نتأخّر
دخلوا من الباب الخلفي وصعدوا الى الأعلى
دخلوا الى الغرفة
كانت تقفُ ورأسها منحنٍ الى الأسفل
وتشدُّ على باقتها حتّى ابيضّت اصابعها
وفي عينيها دمعتين ساخنتين !
خجلًا وخوفًا وتوتّرًا
اقترب والدها وهو يقول بحنوٍّ وتأثّر
: بسم الله لا قوّة الّا بالله , بسم الله على بنيتي , ما شالله على حبيبة ابوها , يا جعلني فدا يا بعد قلبي
اقترب وعانقها بخفّة حتّى لا يفسد زينتها
همست باختناق
: يبه !
قال بمحبّة
: عيون ابوك انتي وروحه , لا خلا ولا عدم هالطلّة , الله يجعل ايّامك كلّها سعادة يا بابا الله يفتح عليك ويسعدك ويسخر لك السعادة
قبّل رأسها بعمقٍ وابتعد
ليقترب صقر ويعانقها بمحبّة
قبّل رأسها وهو يهمس
: مبروك يا عيني
ابتعد ليقترب عبد الله
شهقت بخفة وتركت الورد جانبًا
لتعانقه بكلّ قوّتها
ضحك باختناق
: بتعفسين الدنيا يا هبلا !
شهقت ببكاءٍ مختنق وهي تشدُّ عليه
ابتسم وشدّها اليه
زفر وقبّل رأسها
شقيقها الأب , والصديق , والأخت !
رفيقُ حياتها
اوّل من تلجأ اليه في كلِّ امورها
اوّل من استشارته في خطبتها
اكثر من تتدلل عليه
اكثر من تثرثر على رأسه
شقيقها الحبيب
وجهُ الصباح
ووداعُ المساء
رفيق النزهات , والتسوّق
لا تنامُ ان لم يحضر لها حلوى او طعامًا في كلِّ ليلة !
ولا تأكلُ ان لم يجلس بجانبها ويسرقُ من صحنها
كيف ستعيشُ بعيدًا عنه !
عانقها وهو يزدرد ريقه
صغيرته
شقيقته الوحيدة
مدلّلته !
كانت رتيل ابنةُ صقر
وداليا ابنته !
المزعجةُ التي لا تتركه لينام
ولا تعتقه من محلّ المثلجات اذا خرجت من الجامعة
التي يوبّخها في كلِّ يومٍ على رائحةِ عطرها التي تفوحُ منها
وتقسمُ انّه لم تتعطّر , لكنّه علق في ملابسها منذ المرّةِ الماضية
ثم تغترّ بنفسها لتقولَ ان رائحتها عطرةٌ اصلًا !
التي تجلسُ عند رأسه في كل ليلة
لتعبث بشعره وتثرثر كثيرًا
التي ترفعُ صوتَ المسجّل لتزعجه
وتسرق سماعته وشاحنَ هاتفه دومًا
كيف تتركينَ المنزلَ يا داليا
كيف لا تخرجين من غرفتك لتطرقين بابي وتصرخين بازعاج
كيف يبقى ذلك البابُ مغلقًا
لمن سأمرّ اذا اتيتُ متأخّرًا
لمن سأضعُ الحلوى
لمن سأخبّئ العصير
من سأنادي لأرى وجهه وابتهج !
قالت ام صقر ببحّة
: بسكم عاد , والله خرب مكياجك , وانت انعدم ثوبك , اشوف وخّر بس
قال ابو صقر
: افا بس , كل هالحب لعبد الله ! انا ابوك حضنتيني بيد وحضنتي المسكة بيد
قال صقر
: وانا ولا طالعت وجهي حتّى , داليوه وش ذا التفرقة !
قال علي بوجوم
: عبد الله بتوخّر ولا شلون
ضحك وهو يشعر بأظافرها تؤلمه
قبّل رأسها وقال
: الله يبارك لك ويسعدك يا روحي
ابتعد عنها وأشار لعلي
: تفضّل
حمحم علي وظلّ في مكانه
قال صقر ساخرًا
: ها ؟ وش صار
قال عبد الله
: ومن الصبح يهايط
اقترب ابو صقر ليمسك بيدها , وباليد الأخرى أمسك بعلي
قال بحنوْ
: هذه بنتي وهذا ولدي – وضع ايديها ببعضها وقال – وطلعت داليا من ذمّتي لذمّتك , حطها بعيونك امّنتك الله , وحيدتي وحبيبتي هذه
ابتسم علي وهو ينظرُ اليها
: احطها في قلبي يا عمّي , سلطانة في قلبي !
هتفا عبد الله وصقر
: اوووه , كلام كبير !
سحبها والدها الى المقعد , وأشار لعلي ان يقترب
تنحّيا عبد الله وصقر
ليقف عبد الله امامهما , وصقر بجانبهما
فتحَ الباب , ليرفع علي وصقر ووالده أعينهم نحوَه
شهقت وأغلقت الباب
هتف علي
: لحظة رتيل
اسرع وعمّه من خلفه وخرجا
كادَ صقر ان يخرج وامسك به عبد الله
: خلها
قال بدهشة
: نعم ؟
قال عبد الله برجاء
: لا تنكّد عليها في زواج اخوها تكفى , خلها مستانسة
قال بذهول
: سبحان الله ! صرت انا سبب نكد رتيل !
قالت داليا برجاء
: صقر انت تدري ان علاقتكم متوتّرة , انا محتاجة رتيل ما ابيها تتشتّت وتختفي عنّي
سحب نفسه منهما بغضب
: وخّروا بس
وخرج من الغرفة مسرعًا
,
اوقفها علي وابتسم
: وين طايرة
التفتت وقالت بارتباك
: حسبتهم نزلوا ما دريت
قال بخفوتٍ وبساطة
: ماهي مشكلة !
ابتسمت وعانقته
: حبيبي الف مبروك
قبّل رأسها بمحبّة
ثم قال بابتسامة
: الحين احس نفسي معرس صدق
ضحكت وهي تشدّ عليه بمحبّة
: حبيبي انت
ابتعدت لتعانق عمّها
قال بصدق
: والله مشتاق لك , ماش تربية ما في , ما تقول عمّي حبيبي بمقام ابوي اكلمه امرّه
ضحكت وقبّلت كتفه
: يا عيوني انت سامحني , والله على بالي وانشغلنا بالزواج وكذا
ابعدها عنه ومسح على شعرها
قال بحنوْ
: عقبال نفرح فيك يا قلب عمّك
انزلت رأسها بسرعة , وقبل ان تجيبه
سمعت صوته يقول بهدوء
: آمين
فتحت عينيها بصدمةٍ , وتجمّد جسدها
قال علي بضيق
: صقر...
قاطعه بجديّة
: روح لزوجتك يا علي , ما يحق لكم تمنعوني اكلّم زوجتي ! انتم ما تبوني اراضيها ونرجع ؟! شلون تمنعون اي فرصة اكلمها فيها
زفرَ علي ثم قال
: لازم تكلّمها برضاها , ماهو تجبرها
قال صقر بهدوء
: ان ظلّت كذا بدون ما اجبرها مرة ومرتين وثلاث عمري ما راح اقدر اكلمها
قال ابو صقر
: ماهو وقته
قال صقر باصرار
: بكلّمها شوي , روحوا لداليا انتوا
قالت بحدّة
: انا ما ابي اكلمك
سحبها من بينهما , وقال
: روحوا
قال علي بعصبيّة
: صقر !
قال صقر
: ماني مطوّل , ما بيصير لها شي , انا آدمي بعد اعرف الاصول واحنا بعرس ماني مسوّي شي
قال ابو صقر بهدوء
: امش علي
نظرت اليه برجاء
ليقول صقر
: دقيقتين وبتلحقك , رتيل دقيقتين بس
صمتت , ليقول علي
: اروح ؟
قالت بعد ثوانٍ
: اوكي
تركها وذهب مع عمّه
ليلتفت اليها صقر
قالت بغضب , وغصّةٍ متكومةٍ في روحها تؤلمها
: نعم !
ابتعد خطوة لينظرَ اليها
ولا يزال رأسها الى الأسفل
رفع رأسها لينظرَ الى وجهها
تأمّلها بكلِّ ما فيه من حب
ابتسم , واقترب ليقبّل جبينها بعمق
قال بخفوت
: اعظم نعمة بحياتي انتي , عشقتك من جديد وانا اشوفك بذا الجمال , اخذتي روحي يا رتيل !
ارتجفَ جسدها
قبلته كانت ناعمةً وأغرقتها الفًا
كلماته لامست روحها بخفةٍ وهدّأت طوفانًا تتخبّطُ فيه
نطقه لاسمها !
أعاد اليها الماضيَ بأكمله
كادت تسقط بين يديه
وترجوه ان يهربا من الدنيا !
تذكّرت في لحظةٍ مها
ثوبها الأصفر الذي جعلها كأميرة
اميرةٍ متباهية
جسدها بكاملِ انوثته , ابتسامتها انيقةٌ وعيناها مبتهجة
ذراعاها وكتفاها يظهرانِ ببياضهما وامتلائهما الجميل
ابتعدت عنه وروحها تحترق
قالت ودمعتين في عينيها
: اها , قلت لها نفس هالكلام قبل تجون ؟! ولا كان كلامك لها ارق والطف !
عضت لسانها بقوّةٍ بندم حالَ ما انتهت من كلماتها البلهاء
لم تفوّهت بها ! لمَ !
عقد حاجبيه
قال بهدوء
: مين ؟
حقًّا لم يكن يعلم من تعني !
رآها ونسيَ الحياة
أُسقط بها
وليسَ سواها في الكون
تتكاثر فيه , وتملأ ما حوله
صرخت بقهرٍ نابعٍ من قلبها
: من بيكون غيرها ؟ كم زوجة عندك اتكلّم عنها !
قال باستدراك
: مها !
اغمضت عينيها بوجعٍ لأنّه نطقَ اسمها
ويحكِ رتيل , الى ايّ حدٍّ تهيمين به ليؤلمكِ حتى نطقه لاسمها
فهمَ ما تعنيه , ليجرّها اليه بقوّةٍ ويعانقها , ليدخلها الى قلبه
قال بهمسٍ حاد
: مجنونة ! ولا شفتها حتّى , ولا اعرف شكلها ولا شكل ثوبها , ارسلت لي صورته وما فتحتها , ما كنت بشوف شي قبلك
ايضًا عضّ لسانه ندمًا على ما قال
لم يشأ ان يقلّل من مها امام احدٍ ابدًا
حتّى امام رتيل !
التي اغمضت عينيها , وتراخى كتفيها بشيءٍ من الراحة
ظلّ يعانقها لثوانٍ صامتة
ثم ابعدها ليقبّل عينيها
تأمّلها لثوانٍ , ثم زفر
: تعالي , اشوف عبد الله اذا نزل تدخلين لداليا
سارت خلفه
مترنّحة
لم تنسلخ من الحلمِ بعد
لا تزال تشعرُ انّها على صدره
كم اشتاقت الى عناقه
الى رائحته
الى همسه !
القى نظرةً في الغرفة
ثم قال بسخرية
: شوي شوي على البنت ! وش بتسوي فيها اذا مشيتوا اجل
شهقت داليا , وقال علي بغيض
: للتصوير يا حقير
انفجر ضاحكًا , ودفع الباب لتظهرَ رتيل
نهض علي بسرعة وقال
: رتيل !
دخلت ببطء , وقالت داليا بخفوت
: رتيل ؟
نظرت اليها بصمت
قال صقر
: يلا نسلّم عليكم , انا تعبت حيل بمشي
انتبه الى كتفيها الذين انشدّا
قال بهدوء
: يمه قولي لمها السوّاق يرجعها , انا رايح بيتنا بنام
نظرَ الى كتفيها حين ارتاحا , ليبتسم وينصرف
قالت رتيل ببحّة
: عمّة انزلي اذا تبين , انا اجلس عندها للزفّة
: تسوين فيني خير والله
خرجت ونزلت الى القاعة
قالت المصوّرة بابتسامة
: اخت العريس صح ؟
ابتسمت
: اي
: تحبّين تتصوّرين معاهم ؟
نظرت اليهما وقالت بمحبّة
: يا ليت
اقتربت منهما لتمسكَ بكفّ داليا المرتجف
وليضمّها علي من جنبها
التقطت المصوّرة , لتقول رتيل
: علاوي وخّر شوي بصوّر مع داليا
تأفّف لتضحك
ابتسم وابتعد
لتقفانِ بشكلٍ لطيف وتلتقطَ لهما صورة
قال علي
: لو تنادين امّي وهديل , ودّي نتصوّر سوى
هزّت رأسها
: اوكي
خرجت مسرعة
لتتراجع داليا وهي تزدرد ريقها
زفرَ بحدّة وهو ينظرُ اليها
حمحمت المصوّرة , لينتبه اليها
قالت محرجة
: عروستك تجنن , مبروك عليك
ابتسم ولم يبعد عينيه عنها
قال بخفوت
: اذكري الله
همست بذكرِ الله
دخلت ام علي حينها
تأوّهت حينَ رأت ابنها
الذي التفت اليها واتّسعت ابتسامته
اقترب منها وعانقها
شدّته اليها وهي تقول
: يا امّي انا , كبرت يا علي , صرت اطول منّي , صرت انت اللي تشيلني وانت اللي تأمّن حياتي ومصرفي واكلي وشربي , كبرت يا عيون امّك , يا اوّل فرحة وسعادة , يا احلى ضحكة اسمعها بحياتي , روحك روحي يا علي , لو اوزّع سعادتي على العالم كلّه بتكفي وتزود عليهم بعد , جعله سعيد ومبارك يا امّي , جعلك تتهنّى يا قلب امّك
ضمّها وقال باختناق
: وش انا بدونك بس ! الله لا يحرمني منّك يا عقالي
قبّلته كثيرًا , بكلّ امومتها وحبّها
وابتعدت لتقفز هديل وتعانقه , هتفت بسعادة
: حبيبي انت , الف مبروك علي الله يسعدك يا عيوني
ضحك وقبّل رأسها
: عقبالك , ولو ما في امل
رمشت بدلال
: اصلًا صدّعوا بي وهم يخطبوني الحريم
هزّ رأسه بسخرية
: ايه خير ان شالله
ابتعدت عنه بغيض
: عنّك لا صدقت
اقتربوا من بعضهم لتلتقط لهم المصوّرة صورةً جميلة
ابتعدتا هديل ورتيل , وبقيت امهما لتتصوّر معهما
نظرتا الى أخيهما بحنوْ
كم من السعادةِ يشعرانِ بها
كم يبدو جميلًا , كم تبدو سعادته بهيّة
الرجلُ الذي احبّتاه كثيرًا
واطمئنّتا في وجوده
وعاشتا دون همٍّ لأنّه معهما
كم يبدو انيقًا , بثوبه الأبيض
وردائه الأسود
ضحكته الجميلة
تأسر قلبيهما
تتوقان لأن يزفّ مع جميلته
كما تاقتا واشتاقتا لأن يريانه يزهو بثوبه وهو عريس
اختُ العريس !
كم هي رقيقةٌ ومبهجةٌ الجملة
كم تحملُ من سعادةٍ وفخرٍ تنثرها عليهما
زفرتا معًا وتبادلتا النظرات
قالت ام علي
: يلا اجل احنا بننزل , باقي كثير ويخصلون تصوير ؟
هزّت رأسها نفيًا
: لا ربع ساعة بالكثير اذا شدّوا حيلهم معاي , العريس بينزف ؟
قالت ام علي
: لا
تذمّرت
: كيف ما ينزف , شوفي كيف يجنّنون مع بعض
قالت رتيل بهدوء
: ما نفضّل ان الرجال يدخل على الحريم
قالت هديل منزعجة
: اصلًا امتهان لهيبته رجّال وداخل بين كمّ الحريم الهائل ! لا لا معليش
ضحكت رتيل وسحبتها معها
دخلتا الى القاعة
كانت المطربةُ تغنّي بحماس
وهي تحمّس الحضور
حينَ رأت هديل ورتيل هتفت بين الغناء
: حيّوا خوات المعرس
ضحكن وأشرن اليها بامتنان
اقتربتا منها
لتبعد المكبّر عنها وتسأل
: وش اساميكم ؟
قالت رتيل
: انا رتيل , وهذه هديل
صعدت هديل على المسرح لترقص
ورتيل مبتسمةٌ تنظرُ اليها
هتفت المطربة
: على قلبي هديل والله
قفزت هديل بسعادة
: الله تونسين
ضحكت المطربة والتفتت الى رتيل
: حيّوا رتيل , حيّوها
هتفن صديقات رتيل
لتلوّح بيدها بامتنان
التفتت مها بسرعةٍ اليها
نظرت اليها جيّدًا
وهي ترفع أحدَ حاجبيها
أشارت هديل الى اختها
: يلا تعالي معاي
صعدت معها لتتمايلانِ سويًا
لم تتحمّل مها النظرَ اليها , وأشاحت ببصرها عنها
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة صباحًا
ابتعد عنها وأولاها ظهره
شدّ على أسنانه وهو يسمعُ بكاءها الحاد
الذي كانت تحبسه حين كان بجانبها !
شعرَ انّه سيستفرغ
نهض من مكانه وأسرع الى دورةِ المياه
استفرغ حتّى شعرَ انّ روحه ستخرج
خرج بتعبٍ وهو يجرُّ جسده عنوة
جلس على الأريكةِ في الغرفة
يشعر انّه حيوانٌ جدًّا !
كيف يفعلُ ذلك
مع امرأة تتملّص منه
وتنفجر باكيةً اذا ابتعد عنها !
قالت ببحّةٍ ساخرة
: من فينا اللي قرفان عشان تروح ترجع
قال ببرود
: قلت لك مو حبًّا فيك , ذا اللي موجود , قرفان منّك ومضطر , سبب كافي انّي ارجع
ظلّت صامتة
ليزفرَ بحدّة
أكان يجبُ ان تنفثي سموم لسانكِ اللعين عليّ الآن واؤذيكِ بكلامي !
قال بهدوء
: معليش
قالت بهدوء
: ما احط كلامك باعتباري , انت كلّك مو شي عندي اصلًا
صمت , وابتسمَ بسخرية
لا قلقَ عليها ابدًا !
نهضت تجرُّ نفسها بخيبةٍ ظنّها خمولًا منها
كانت خائبة
ومكسورة !
متخاذلة
لم تظنّ ان نهايتها ستكون مع رجلٍ كنّت له احترامًا واخوّة يومًا
اصبحَ ابغضَ رجلٌ في حياتها
تكره شقيق حبيبها الراحل
متزوّجةٌ به
ويلمسها بدلًا عن اخيه !
شهقت باشمئزازٍ وهي تستفرغُ بحدّة
غسلت فمها وتركت الماء مفتوحًا
جلست واتّكئت الى الباب
صمتت لثوانٍ
ثم انفجرت باكية
أنّت بوجعٍ لم يترك قلبها ابدًا
وجعٌ يلازمها , ويعيشُ فيها
منذُ اليومِ الذي ماتَ فيه بندر
احبّته الى حدِّ ان توقفَ حياتها من بعده
ان تمتنع عن الحياة
لأنّه ليسَ فيها
احبّته , لترفضَ افضلَ الرجال
اوسمهم وأغناهم واعلاهم
لتبقى على ذكراه
لتبقي كل ما احضره لها في خزانتها
ليبقى آخر ما ارتدته حينَ رأته لآخر مرّة
كما هو !
رائحته عالقةٌ فيه
حتّى هاتفها الذي كان عندها في تلك الأيام
تفتحه كلّ يوم
لترسلَ الى بندر رسالة
تخبره بأنّها تشتاقُ اليه
تحب بندر , الى حدّ انّ الموت الذي سرقه منها , ابتلعها ثم لفظها
تحبّه وأحبّت عائلته كما يحبّهم هو
نذرت نفسها لبندر حيًّا وميّتًا
لكنّهم نكثوا نذرها
وتجاهلوا حبّها
دهسوها وآلموها ورذّلوا قلبها
رموا بها الى عبد العزيز
لتكرهه بقدرِ ما احبّت بندر
لتكره نفسها
تكره جسدها لأنّه يلمسه
تودّ الّا تتنفّس , لأنّه يتنفّسُ معها
تودُّ ان تحترق
لألّا تكونَ معه
علَى صوتُ نحيبها ولم تشعر
شهقت بفزعٍ حينَ سمعت ضرباتِ الباب القويّة
: بنت , وش صار لك , فجر !
ظلّت صامتةً بشرود
ناداها مجدًّدا
لتبكي بصوتٍ عالٍ مجدًّا
رفس الباب بقوّة
: افتحي الباب , فجر , فجججر
لم تجبه
ليرفس الباب بقوّة , ويُفتح
دخل وانحنى امامها
قال بغضب
: مجنونة انتي تبكين بالحمام ؟
صرخت به
: اتركني واطلع برّى
سحبها بقوّةٍ وأخرجها من الحمام
ضربته بكلِّ ضعفها
: اتركني عبد العزيز , اعتقني تكفى , والله ما ابيك والله اكرهك من قلبي , اتركنييي
ظلّ يمسكُ بها حتّى لا تسقط
صرخت به
: ما ابيك ما ابيك ما تفهم ! ليش ما تفهم ليش , انا لبندر انا حبيبة بندر , انا زوجة بندددر , المفروض بندر اللي ينـ...
ابتلعَ بقيّةَ أحرفها وهو يعنّفها بقبلة
قبّلها وهو يودّ سحبَ روحها منها من شدّة غضبه
غاضبٌ منها
ومن نفسه
لم يشعرُ بأنّ روحه تحترق لهذا الحد !
لمَ غارَ عليها
لم شعرَ للحظةٍ انّ لا حقّ لها في ما تقوله
حتّى هو لا يريدها
ولا يرغبُ بها
بل يكرهها
ويفعل من اجلِ بندر
الغيرةُ الطبيعية ليست من حقّه عليها
حتّى الرجلُ الذي لا يحبّ زوجته يغار
وهو لا يحق له ذلك
يجب الّا يفعل
يجبُ ان يتوقّف
ابتعد عنها
لتسقط ارضًا وتهتف بضعفٍ لم يعهده منها
: حرام عليك
نزل ارضًا
نظرَ اليها لثوانٍ
ثم عانقها بقوّة
عانقها وبكى دونَ صوت
حزينٌ هو عليهما
كم هما تعيسانِ وبائسان !
كم هما ضدّ بعضهما , وليس لهما سواهما !
بكت على صدره , لتشكوه اليه
وبكى على كتفها , ليشكوها ويشكو بندر , اليها !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة وثلاثٌ وثلاثون دقيقة صباحًا
قبّل ما بينَ عينيها بعمق
وقال بصدق
: علي امّنتك الله عليها
ابتسم علي
ولم يجد جوابًا
صافحه عبد الله
: مبروك مرّة ثانية , يلا تصبحون على خير
نهض علي معه ليوصله الى الباب
التفت عبد الله وتردّد , ثم التفت ليخرج
امسك علي بكتفه
: عبد الله لا تقلق , بنت عمي وحبيبتي وزوجتي , واعرف طباعها , لا تقلق من اي شي , اختك في قلبي وعيوني
ابتسم عبد الله وقال بخفوت
: تعرفها شوي مطيورة الله يصلحها , واذا انحرجت لسانها يتبرّى منها
ضحك علي بحقدٍ مضحك , وهو يضيّق عينيه بغلْ
: بتعلمني فيها
ضحك عبد الله وودّعه وخرج
أغلق الباب , وخلعَ رداءه الأسود وغترته , وحذائه
غسل وجهه وشربَ ماءً باردًا
ثم دخل الى الغرفة
ابتسمَ بسعادةٍ حقيقية حينَ رآها
اقترب ليجلس على ركبته أمامها
رفع رأسها بخفة , ورأى أدمعها
ولم يستغرب ابدًا
مسحها بابهامه وهمس
: تؤ تؤ تؤ , ماهو الحين , بدري عليك حيل تبكين , توْنا نفرح يا داليا , افرحي معاي , والله فرحان للسما فيك
رمشت واحمرّت بشدّة
ليبتسم
رفعَ نفسه قليلًا , وقبل جبينها
همس
: تعشّيتي ؟
هزّت رأسها ايجابًا
تذكّر ان رتيل قد اخبرته
" : ترانا عشّيناها لأن عارفين لو بتموت ما بتاكل معاك "
نهض وجلس على الأريكةِ أمامها
قال بخفوت
: داليا ظهرك بيعورك وانتي منحنية كذا
انتبهت الى جلستها , واراحت عضلاتها وجسدها
نظرَ اليها لثوانٍ طويلة
حتّى قالت ببحّة
: ببدّل
نهض من مكانه
: خذي راحتك
خرج من الغرفةِ الى الصالة
جلس على الأريكةِ بتعبٍ حقيقي
كم مرّ من الوقت وهو مستيقظ , ولم يجلس براحةٍ ابدًا
مرهقٌ جدًّا
أغمضَ عينيه ليريحها
مرّت عشرون دقيقة
لينهض ويدخل الى الغرفة
كانت ترتدي رداءً ابيضًا ناعمًا بنقوشٍ جميلة
فوق ما تلبسه
شعرها منسدلٌ براحته على ظهرها
وجهها آسرٌ وقد خلَى من الألوان
نقشُ الحنّاء الناعم يزيّن كفّيها الناعمَيْن
ابتسم ولم يقترب منها
اخذ لبسًا له ودخل الى الحمّام ليبدّل
زفرت بارتجاف
ووضعت كريمًا مرطبًا على يدها
خرج لتفزّ بشهقةٍ خافتةٍ لم يسمعها
قال بلطفٍ وهو في مكانه
: تصلّين معاي ؟
شعرت ان اثيرًا من طمأنينةٍ غشّى قلبها
ابتسمت وكتفيها يرتخيان
هزّت رأسها ايجابًا
ونهضت لترتدي رداء الصلاةِ الواسع
وقفت خلفه ليأمّها
صلّى وأطال في صلاته , لترتاح أكثر
سلّم وبقيَ على حاله , يستغفرُ ويصلّي على النبي
بقيت خلفه تنظرُ الى ظهره
حتّى اذّن الفجرُ من هاتفه
نهض وصلّى سنّتها
ثم قال
: نصلي جماعة ؟
هزّت رأسها ايجابًا
أمّها مجدًّدا
وحينَ فرغَ من صلاته ظلّ لبعض الوقتِ ينهي اذكارَ الصباح
ولم يلتفت اليها
نهضت هي وخلعت رداء الصلاة ووضعته جانبًا
ظلّت تنظرُ اليه وتتراجع الى الخلف
حتّى امسكت بعطرها
ضغطت عليه ببطءٍ شديد ومسحت به على ما ترتديه
وخلف اذنيها وعلى شعرها
وضعته جانبًا وسرّحت شعرها بأصابعها
سحبت مرطّب الشفاه ووضعت منه بسرعةٍ وأعادته
وهي خائفةٌ من ان يلتفت
كان يبتسمُ ويحبسُ ضحكته , وهو ينظرُ الى انعكاسها على زجاج التلفاز الذي لم تنتبه له
انتهت وجلست على المقعد تنظرُ الى اظافرها
تأكّد انّها انتهت , والتفتَ اليها
نهض وأطفأ نور الغرفة , ثم اقترب منها
مدّ كفّه اليها
لتضعَ كفّها فيه
نهضت معه , ليأخذها الى السرير
غطّاها , وضمّها اليه
شعر بارتجافها
ليهمس بحنوْ
: نامي , ولا تتقلّبين كثير بموت نعاس
ابتسمت وفي عينيها حارَ الدمع
حرّكت شفتيها دون صوت بـ " الحمد لله "
كم يحبّها الله ليرزقها به !
حمدًا لك يا رب
حمدًا لك ملئ السماء والأرض
حمدًا لك عدد ما ابصرنا
وعدد ما سمعنا
وبقدر ما تكلّمنا
حمدًا لك حين نسعدُ بنعمك
حمدًا لك على منّك وكرمك
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة وعشرون دقيقة صباحًا
همّ بتشغيلِ السيّارة
ليفتح الباب وتظهرَ منه
جحظت عينيه بصدمة
شهق حينَ ركبت السيّارة
تحرّكت سيارتها وتبعها فورًا
كان الغضبُ يغلي في رأسه
ماذا تظنُّ نفسها فاعلة !
توقّفت السيّارةُ أمام متجر
نزلت لبعض الوقت , وعادت بوردٍ وحلوى
ضرب جبينه بجنون
كانَ يعلمُ تمامًا انّها ليست كملامحها
انّها انثى ! كسائر الاناث
سارَ خلفها بجنون , وهو يكاد يدهس سيّارتها الحمقاء
توقّفت السيّارة امام المشفى , ونزلت منها بوردها وحلواها ودخلت
نزلَ خلفها مسرعًا
تبعها حتّى دخلت غرفة
نظرَ الى رقمِ الغرفةِ , وأسرع يستعلمُ عنها
لم يصدّق ما قاله الموظف , وعاد الى الغرفة
واقتحمها !
التفتتا بشهقة
صعد صدره وهبط بارتباك
: معليش مغلّط بالغرفة
قالت بتردّد
: سلطان ؟!
نظرَ اليها بهدوءٍ ظاهري
: تعرفيني !
نهضت وقالت بخجل
: انا لمى.
صمتَ لثوانٍ , ثم ابتسم ابتسامةً صفراء
: هلا لمى
التفتت الى المسنّةِ التي على السرير
قالت بخفوت
: جدّة هذا سلطان
التفتت اليه وابتسمت بترحيبٍ وارهاق
: شلونك يمّه
ابتسم بهدوء
: الله يسلمك , عسى ما شر يا خاله ؟
زفرت بتعب , وقالت
: منوّمة في المستشفى من سنتين , معاي سرطان الرئة
فتحَ عينيه بصدمة
ابتسمت
: الحمد لله , عيالي يمرّوني كل يوم وبناتي وحفيداتي
ازدرد ريقه واقترب ليقبّل رأسها بخفّة
: تقومين بالسلامة يارب
ابتسمت بحنوْ
: الله يسلمك يا امّي
تراجع عدّة خطوات
: انا استأذن
قالت الجدّةُ ببحّة
: روحي يا لمى انتي بعد , انا بنام تعبانة
نهضت من مكانها وقبّلت جبينها
: امرّك باللّيل ان شالله
خرجَ سلطان بهدوء
وقبل ان يسيرَ خطوةً واحدة خرجت لمى
توقّفت في مكانها حينَ رأته
كادَ يسيرُ ويتركها
لكنّه شعرَ انّه سيكونُ دنيئًا جدًّا حينها !
التفت اليها بتساؤل
: من جابك ؟
قالت بخفوت
:السوّاق
عقدَ حاجبيه
: انتي كل مشاويرك مع السوّاق !
رفعت كتفيها ببساطة
: ما في غيره
صمتَ لثوانٍ , ثم قال
: تعالي انا اوصلك
قالت بصدمةٍ وتأتأة
: لا , اقصد انا اروح
التفت اليها بكاملِ جسده وقال بحدّة
: ليه ما تبيني اوصلك ؟
رفعت رأسها اليه بخوفٍ من صوته
استدركَ نفسه وحمحم , قال بهدوء
: عادي بيتك على طريقي ودّي اوصلك , في مشكلة ؟
هزّت رأسها نفيًا
اجبر شفتيه على ابتسامةٍ هادئة , وأشار اليها لتسير معه
سارت معه وجسدها يرتجف
" يا ويل حالك يا لمى زوجوك لخبل ! من اوّل مرّة اشوفه بدال لا يعطيني وردة يصارخ ! يا عزّتي لي بس "
ركبت السيّارةَ بجانبه
حرّكها وفكّر فورًا
الم يكن من الواجبِ ان تخجل من الركوب معه , ام قد تكونُ معتادة !
نهرَ نفسه
" صاحي انت تتكلّم عن زوجتك كذا ! اركد بس واستغفر ربّك , شوف ظلمتها من اوّل مرّة "
ابتسمت حينَ شمّت رائحة سيّارته
عطرهُ مميّز , على الأقل هي تشعرُ انّه مميّز
توقّف عند سيّارة السائق وفتح الشبّاك
: انت روح انا اوصل ماما
عقدت حاجبيها بغيضٍ من كلمةِ " ماما " !
لكنّها رفعت رأسها باستغراب
قالت بخفوت
: شلون عرفت السيّارة ؟
التفت اليها بسرعة
صمتَ لثوانٍ , ثم قال بزفرةٍ مرتبكة
: شفتها بالملكة
هزّت رأسها بصمت
ليزدرد ريقه , ويتابعَ طريقه بصمت
,
,
فرنسا – باريس
الرابعة مساءً
كانت تنظرُ الى التلفازِ بملل
شعرت بحركةِ الخدم المستنفرة
التفتت لتسأل
: مادلين وش عندكم ؟
ابتسمت مادلين
: بنت خالتي ساكنة بـ لان , واليوم جايّة لعنّا , حكيتا من شوي ئال بعد شي نص ساعة بتوصل
ابتسمت لين لسعادتها
: حلو , يلا انبسطوا
عادت تنظرُ الى التلفاز
تأفّفت بضجر وهي تقلّبُ في القنوات
شعرت بجسدٍ ينحني من جانبها ويلتقط جهاز التحكّم من يدها
شهقت بفزعٍ والتفتت اليه
وضعت كفّها على قلبها وهي تزفرُ براحة
نظرَ اليها بصمت , وتجاهلها
فتحَ قناةً رياضية وجلس
ظلّت تنظرُ اليه بصمت
نادى
: مادلين
اتت مسرعة
: وي مسيو
: جيبي لي عصير ومويا باردين
انحنت بلطف
: ع راسي
انصرفت , لتقول لين ببحّة
: تقدر تقول لي وانا اسوي لك , انا زوجتك مو خدمك , الطبيعي الرجّال يطلب من زوجته
تجاهلها
لتحبسَ زفرةً طويلةً موجوعة
مرّت دقائقُ حتى اتت مادلين بالصينية
قدّمت له , ثم التفتت الى لين
: تفضّلي مدام
قالت ببحّة
: مشكورة ما ابي
وضعته امامها وانصرفت
بعد وقتٍ يسير
هتفت ديلا
: مادلين داليدا وصلت
اسرعت مادلين الى الباب , وابتسم سعود ونهض
عقدت حاجبيها ونهضت خلفه
دخلت فتاةٌ بطرزٍ غربيٍّ بحت
ببنطالٍ ممزّق , وكنزةٍ كتفها الأيمن منزلقٌ الى الذراع
شعرها بأطرافٍ ملتوية , وعلى انفها زمامٌ ناعم
هتفت بحماسٍ وهي تعانق ابنةَ خالتها , وتقولُ بفرنسيّةٍ بحتة
: اشتقت اليكِ كثيرًا
ضحكت مادلين
: وانا ايضًا
ابتعدتا لتعانقها ديلا
: كم تصبحين اجمل في كلِّ مرّة !
ضحكت داليدا بحماسٍ وابتعدت
التفتت الى سعود وشهقت بحماس
: مسيوو سعود ! شو اشتئتلك
قفزت لتعانقه
تراجع بدهشة
ضحكَ بذهولٍ وأبعدها
احمرّت وجنتيه , وقال بارتباك
: كيف حالك
رفعت كتفيها
: منيحة كتير , شو انت كيفك شو اخبارك , صارلنا كتير ما شفناك , شو يلّي جابك لعنّا
ابتسم بهدوء , وأشار ناحيةَ لين
التي كانت عينيها مفتوحةٌ بصدمةٍ كبيرة
وجسدها بأكمله يترجف
وتكاد تنقضُّ على هذه الحمقاء لتقتلها
قال
: جاي مع المدام
شهقت الفتاة والتفتت الى لين
: تجوزت ! يي شو خاين ما ئلت لك انا بدّي اتجوزك
انفجر ضحكًا منها
لتشتعل لين غضبًا
قرصتها مادلين لتصمت
لكنّها التفتت الى لين بابتسامة
: شو كيفو معك ؟ بالله شو فيكي حتّى يتركني منشانك
جحظت عيني لين , لتنفجر الفتاةُ ضحكًا
: عم امزح معك حيوئف ئلبك – اقتربت ومدّت يدها لتصافحها – ان شالله الف مبروك , انا داليدا
نظرت لين الى كفّها , ثم الى وجهها
لتتركها وتصعدَ الى الأعلى
نظرت الفتاة الى يدها , ثم حكّت شعرها
: بتكون زعلت !
قالت مادلين بغضب , بالفرنسية
: الا تكفّين ابدًا عن رعونتك ! كيف تتحدّثين مع السيّدةِ هكذا
قال سعود بهدوء
: داليدا المدام ما تحب هالنوع من المزح , اعتذري لها اذا شفتيها المرّة الجاية , اترككم براحتكم
تركهن وصعد الى الأعلى
نظرَ الى غرفتها
يكادُ يجزمُ انّها تبكي بحرقةٍ الآن
حمقاء !
لا تعلمُ انّ نساءُ الأرضِ جميعًا , لسن بشيءٍ في ناظره
لا يرى ولا يسمع ولا يشعرُ بسواها
ودّ لو يدخل ليعانقها
ليقبّل ما بين عينيها اللامعتين
ود ان يأخذ حزنها منها
نكّس رأسه , وذهب الى غرفته
سيبقى حاجزٌ بينهما , الّا بحصولِ معجزة !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانيةَ عشرةَ وعشرُ دقائق مساءً
فتحت عينيها بكسل
وأغمضتها مجدّدًا
مرّت ثوانٍ , لتستوعب انّها تزوجت في الأمس
وانّها على صدرِ علي الآن
حبست شهقتها , وفتحت عينيها بصدمة
التفتت جانبًا
لتنظرَ اليه
كان ينظرُ اليها بابتسامة
اطلقت شهقتها حينها !
واغمضت عينيها بقوّة
ليضحك ضحكةً جميلة , تليق بصباحهما
غطّت وجهها بكفّيها
ليقترب ويقبّلهما
قال بخفوت
: صباحك سعادة ورضى
صمتت
قبّل رأسها ونهض من مكانه
اخذ ثيابه وخرجَ من الغرفة
ارتخت قليلًا وابعدت كفّيها عن وجهها
تمدّدت بكسل
ثم ابتسمت
كم هو صباحٌ جميل !
صباحٌ ممتلئٌ بعينيه الباسمتين
بقلبه الرقيق , بضحكته التي تبثُّ فيها الحياة
اعتدلت في جلستها ومدّدت ذراعيها , ثم رتّبت شعرها
نهضت من مكانها
أخذت فستانًا زاهيًا مع صندلٍ ملوّن
وحقيبة تجميلها !
ودخلت الى الحمّام
مرّ وقتٌ حتّى خرجت بخطىً بطيئة
رفعت رأسها لتنظرَ اليه
ابتسم وأشار اليها
: تعالي
امسكَ بيدها وخرجا من الغرفةِ الى صالةِ الجناح
جلسا متقابلين
قال بابتسامة
: تاكلين معاي ولا اخلّيك براحتك ؟
قالت ببحّة
: لا عادي
صبّ بصره في صحنه ولم ينظرْ اليها , لترتاح
اختلست اليه النظر
لتخبّئ ابتسامتها
كم يبدو ملفتًا لها !
لا تصدّق انّها معه اخيرًا
بعد اربعةِ أعوام
رغمَ خجلها الذي تغرقُ فيه
الّا انّها سعيدةٌ ترفلُ في سعادةٍ لا منتهية
مع علي أخيرًا
نامت قريبةً من قلبه اخيرًا
تنفّسته , ووضعت كفّها بين كفّيه
رفعَ رأسه فجأة , لتنزلَ عينيها بسرعة
قال
: تشربين شاي ؟
حمحمت وقالت
: ما احبه
ابتسم
: وش تشربين ؟
صمتت لثوانٍ , ثمّ قالت بخجل
: حليب
رفعَ ابريق الحليب , لتقول بسرعة
: ما اشربه حار
وضعه وابتسم
نهض واتّصل بخدمةِ الغرف , وطلبَ علبةَ حليب
ثم جلسَ أمامها
قال متسائلًا
: نروح لبيتنا اليوم ؟؟
: امّي مسوية عزيمة وعازمة عمّتي والبنات في بيتنا
هزّ رأسه
: اوكي
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة مساءً
دارت في الغرفةِ بهستيريا
رفست الأريكةَ بجنون
دخل الى الغرفة , وقال بذهول
: وش فيك ! هيه صاحية انتي ؟
التفتت اليه وصرخت
: اتركني في حالي , الله ياخذني ويفكني منّك
صمتَ بصدمة
اقتربت لتضرب صدره بجنون
: وش سويت فيني وش سويييت ! كيف بهالسرعة , شلون شلوون
امسك بيديها وقال بصوتٍ عالٍ
: فـجـر , فجر هدّي كلميني , وش فيك !
جلست ارضًا وهزّت رأسها بهلع
: لا مستحيل , مستحيل , اذبح نفسي , والله ما اخليه
فكّك عقله كلماتها
نزلَ اليها , قال بتردد
: فجر
تأوّهت بوجعٍ مزّق روحها
عانقها بخفّة
قال بخفوت
: وش صاير ؟
لم تجبه
امسكَ بكفّيها , شدّ عليهما , وقال
: كلميني
هزّت رأسها برفض
: ما جات , ليش ما جات , مر عليها ثلاث ايّام ليش ما جات
ازدرد ريقه , قال بخفوت
: نروح للمستشفى ؟
انفجرت باكية , وهي تهتزّ بضعف
ساعدها لتنهض
ارتدت عباءتها بتعب وخرجت معه
ركبا السيّارة
ظلّت ترتجفُ وتأن , وهي تتنفّس باضطراب
وهو يسترق اليها النظر
دعى في سرّه ان تكونَ كذلك
ودعت الفًا ان لا تكون !
وصلا الى المستشفى وجلسا في الانتظارِ لدقائق
ثم نادوا على اسم فجر ليدخلانِ الى الطبيبة
جلسا , وسألت
: تفضّلي يا فجر , ايش المشكلة
قالت بارتجاف
: صارلي عشر ايام متزوجة , ودورتي موعدها قبل ثلاث ايّام وما نزلت
هزّت رأسها بتفهم وقالت
: اوكي , بسويلك تحليل حمل , وممكن ما يكون حمل مجرّد تغيير هرمونات
هزّت رأسها بلهفة
سحبت الممرضة الدم , ليسألها عبد العزيز
: كم يبيلها النتيجة عشان تطلع ؟
قالت الممرضة
: نص ساعة , انتظروا في غرفة الانتظار
خرجا معًا
وكلاهما يدعوان برجاء
وكلاهما , يدعوان بضدِّ بعضهما !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة مساءً
قالت تستعجلها
: تعالي اعدّل شعرك
جلست على الكرسي , وقالت بزفرةٍ طويلة
: يجنّن علي يا رتيل
ضحكت رتيل وهي ترتّب شعرها
: الله يسعدكم , انا هقيت بيغمى عليك
هزّت رأسها
: حتى انا هقيت والله , بس هو كذا ما خلّاني اخاف
ابتسمت رتيل
حينها دخلت هديل الى الغرفةِ بغضب
قالت رتيل
: سكنهم مساكنهم , شفيك
اشارت هديل ناحيةَ داليا
: بنات خالتها الفاشلات , قلّك ليش ما فتحتوا اغاني العرس كان باهت !
عضت رتيل شفتها السفلى
: يا بنت عيب
قالت داليا
: ما عليك منّهم , بنات خالتي نجاة انا غاسلة يدّي منهم
تأفّفت هديل وقالت
: جد سخافة , تقول ماهو من مظاهر الالتزام انكم ما تفتحون اغاني , الالتزام بالقلب , قلت لها طيّب من قال لك انّنا ما شغّلناها عشان مظهر التزام , ذنوبنا تكفينا نقوم ناخذ ذنوب الناس ونبدأ فرحتنا بذنب , تقول كان المفروض تشغلونها عشان نستانس , يعني غبية اجيها يمين تجيني يسار
قالت رتيل بحزم
: يا بنت , جالسة تغتابين ترى , يعني منكرة عليها انها تبي اغاني وانتي تغتابين فيها , انطمي واستغفري
استغفرت بتمتمة , ثم هتفت بحماس
: انتي قوليلي شسويتي مع علي امس
التفتت اليها بصمت
غمزت هديل
: علميني وش صار
صرخت بها
: يا زفت قومي انقلعي برى
انفجرت ضاحكة , ثم قالت
: والله بدون ما تتكلمين متأكدة ما صار شي , فديته اخوي مثقف , لو انّه تركي كان نلقى البنت تبكي ثاني يوم من الفجعة
صدّت عنها رتيل بمحاولةٍ لحبس ضحكتها
لكنّها انفجرت ضاحكة , لتضحكان هديل وداليا معها
حينها دخلت ام علي
ابتسمت في وجهِ داليا
نهضت داليا بخجلٍ لتقبّل رأسها
ضحكت ام علي
: تراني عمّتك نفسها ما تغيّر شي
ضحكت وجلست على السرير
قالت ام علي
: يلا يمه انزلوا تحت الضيوف اغلبهم وصلوا
نهضت هديل
: انا بنزل معك
قالت رتيل
: انا بجهّز داليا وننزل
خرجتا ام علي وهديل
لتقول داليا بخفوت
: ما قلتي لي , وش قال لك صقر امس ؟
جلست امامها وابتسامةٌ ناعمة زيّنت وجهها
ابتسمت داليا
: شي حلو ؟
رفعت كتفيها
: كلامه حلو لو كنّا في وضع طبيعي , بس احسّه يحرقني واحنا في وضعنا ذا
امسكت داليا بيديها وقالت برجاء
: تعرفين شكثر يحبك , تعرفين وش انتي بالنسبة له , وتدرين انّك تحبّينه , ليش ما تعطينه فرصة يا رتيل ؟ ليش ما تحاولين معاه تحسنون حياتكم
سحبت يديها ونهضت لتقول بنبرةٍ مرهقة
: ما ادري , يمكن خايفة , يمكن – صمتت , ثم قالت وهي تفرك وجهها بارتجاف – ما ادري , قومي انتي عدلي مكياجك عشان ننزل
نهضت داليا وقبّلتها وقالت بحنوْ
: الله يريح قلبك يا قلبي
أمّنت رتيل بهمس
وظلّت صامتة
,
,
فرنسا – باريس
الواحدة صباحًا
مدّت اليها بكأس الماء عقب حبّة المسكن التي ابتلعتها
شربت الماء , وأراحت رأسها الى الوسادة
قالت مادلين بقلق
: دخيلك يا الله شو صارلك !
قالت ببحّة
: ما فيني شي , بس صداع
: يا مدام ما عمّ تشوفي حالك شو صار بوشّك , خلّيني حاكي المسيو تتروحي عالمستشفى
قالت فورًا
: يا ويلك , لا تكلمينه ولا تقولين له شي
زفرت مادلين باستسلام , أغلقت اضاءة الغرفة
وفتحت اضاءةً صغيرة بجانبِ رأس لين
قبل ان تخرج من الغرفة توقّفت لوهلة
التفتت وقالت بشيءٍ من الخوف
: مدام , عم تسمعي صوت
عقدت حاجبيها
: مو ديلا تشتغل في المطبخ !
التفتت اليها بذعر
: ديلا وداليدا انا تركتون نايمين , ما بيفيئوا هلّأ ابدًا
نهضت لين وقالت
: وش فيك ! ما في شي
هزّت رأسها وقالت بهمس
: مدام في حدن دخل البيت
اقتربت لين منها وخرجتا من الغرفة
سارتا ببطء
ثم صرخت مادلين لتشهق لين
أُضيء الدورُ بأكمله
التفتت لين بسرعة
لتجدَ مادلين موثّقةٌ بين ذراعي رجلٍ ضخم , أحد حاجبيه مقطوع , ووجهه مليءٌ بالندب
صرخ بها بالفرنسية
: انبطحي فورًا
جحظت عينيها بذعرٍ من مظهره
ومن لبسها
ومن الموقف
صرخت مادلين
: عمّ يئلك انبطحي مدام
لم تستوعب لين ما قاله
اقتربَ منها وصفعها بظاهرِ كفّه الأيمن
هزّها بقوّة وشتمها
وفجأة , سمعت رصاصة , وسقط الرجل
صرخت بجنون وهي تغطّي اذنيها بكفّيها وتغمض عينيها
,
أمضى ثلاثةَ ساعات في الحديقة الخلفية للمنزل
ثمّ نهض بيأسٍ يسير ببطء
لا يعلمُ حقًّا الى متى سيبقيانِ على حالهما
يعجز عن الذهاب اليها , والتحدّث اليها بوضعٍ طبيعي
يشعرُ بالذعرِ من ان يبقيانِ على حالهما هذا
ومستسلمٌ هو , انّه حالهما سيبقى الى الأبد !
دخل الى المنزل من الباب الخلفي دون ان يصدرَ صوتًا
دخل الى وسطِ المنزل
وسمع صرخةً في الأعلى
فتح عينيه بصدمة
ليسمع صوتَ رجل , ثمّ صرخة مادلين
: عمّ يئلّك انبطحي مدام !
شعر انّ قلبه سيقفز من بينِ أضلعه
أسرع الى الدرج الخلفي الذي يؤدّي الى مكتبه
صعد الى مكتبه وأخذ سلاحه وخرج مسرعًا
جاء من خلفه وأطلق على ساقه , ليسقط فورًا , وتفلت مادلين منه
ركض اليها بفزعٍ وهو يرى صراخها وانهيارها
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة وخمسٌ واربعون دقيقة
نادت الممرضة
: مدام فجر
ظلّت في مكانها
جبلٌ من غمٍّ يثبّتها
مدّ اليها كفه لتنهض معه
دخلا الى غرفةِ الطبيبة
ابتسمت الطبيب وأشارت اليهما ليجلسا
جلسا , وقال عبد العزيز
: وش النتيجة يا دكتورة ؟
قالت بهدوء
: ما شاء الله , حملك جا سريع جدًّا !
,
,
الى الملتقى :)

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
قديم 27-05-15, 04:41 PM   المشاركة رقم: 422
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2014
العضوية: 266257
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: جبت العيد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جبت العيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

بِسْم الله الرحمن الرحيم

هذا اول تعليق لي في الرواية
صراحة جذبني اسمها وقريت اخر بارت واسلوبك جد جد جميييل ماشاءالله
فرجعت وقريتها من البداية

بالنسبة للأبطال
سلطان ولمى
متعقد من خيانة واتوقع السبب اخته روى قد ذكرتها اروى وشكله قتلها وابوه أنشل وبعدها طلق لينا وسافر
اما لمى الله يعيينها عليه بيطلع عينها لين نعدل ورايي يتعالج عند دكتور لانها ما راح يثق فيها واكبر دليل اخته اروى

سعود ولين
حبييتهم الاثنين يهبلون وسعود مو لايق عليه التطنيش بس متااكدة بعد اللي تهجم عليهم بيرجع زي اول
ولين كرهتها لما يقعد يدور عليها حزني يعني تحمد ربها عايش برا وكدا اخلاقه ومايشوف غيرها
صح أمها ماتتقارن فيه بس كان اعطته خبر وتوووبة معد تعيدها بعد قرصة الإذن اللي سواها واخذ بنصيحة خالته

ذياب و هديل
ماحبيته صراحة في البداية حسّيت هديل ماتنفع لو لولوة أحسن بس دام صقر دخل في السالفة غسلت يدي
هديل شخصيتها جميلة

خالد وفيصل
بياخذ ملاك أكييد
وفيصل اكرررهه لو الرصاصة فيه بدل خالد أحسن

احمد و أنمار
ماخذ أنمار مآخذها اذا هو عند زوجته ويفكر فيها فخلاص اخدت عقله مع قلبه
زوجته الله يعينها وبما انه عندها بنت واظن ماعندها احد مابتطلق منه

صقر ورتيل و مها
صقر ورتيل من هم صغار يحبون بعض وبيبدأ يسوي حركات نص كم عشان ترضى
مها يعني لو هو طلقها من دون سبب حرام ورتيل مستحيل ترجع وهي في
يمكن لما تعرف حقيقة اَهلها تطلب الطلاق

فجر وعزيز
رحمته اما فجر ردة فعلها زيادة يأختي ماتبغينه اسكتي مو لسانك وش طوله وانتي شايفة حالته
عزيزان مع الوقت بيحبها اما هي ما أظن
الحمل ردة فعلها أكييد تبغا تنزله بس مايرضي عزيز وممكن اذا مرا عندت يوريها وصية بندر اللي ليته ماكتبها
وممكن فجر بعد ماتشوفها ترضى تكمل معاه

داليا وعلي
عاد هم العرسان الحين ويمكن يحاولون يصلحون بين رتيل وصقر
اروى احس يليق تأخذ عبدالله بما انه راج أمه ويبغا يتزوج وإذا ما أخذته بتكون لمالك

ابو سعود وزوجتة تعجبني علاقتهم مع ولدهم وتقبلهم للين
ابو سعود سبب بانه مايجي السعودية ماعجبني يعني حرام وأمه المسكينة تلقاها من اولادها وإلا أحفادها

خلاص تعبت الباقي مرا ثانية ان شاء الله
وإذا ممكن جود طلب عاد أنا ضيفة جديدة
تبغا بارت اليومين ذي لبعد الاختبارات كثييير والأغلب خلاص اجزوا
وآخر سؤال كم بارت باقي ؟؟

ويعطيك العافية

 
 

 

عرض البوم صور جبت العيد   رد مع اقتباس
قديم 29-05-15, 02:47 AM   المشاركة رقم: 423
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264977
المشاركات: 13
الجنس أنثى
معدل التقييم: الهنوف الهوساوي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الهنوف الهوساوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

صباح الخير اول شئ ثاني شئ يتربى في عزك يا اجمل ام يا جود

الحين الرواية
كل شئ كل سطر حبيته صح انه تشويق و حرق اعصاب بس شئ جميل
لمى و سلطان / الله يعينها على سلطان مو لانه شين بس لانه مو قادر يتخلص من عقدته بس أتوقع لمى ببراءتها تساعدوا يتخلص منها في مدة قليلة تكفين لا تطولينها جود 😕
ذياب / شخص جميل توقعت في البداية انه يتزوج من قريبة مها نسيت اسمها بس لو موضوعه مع هديل سهالات بيكون شئ جميل
هديل / هي صح مخفوقة و حركة الخطاب زعلتني بس رُبى ضرت نافعة توقعت تكون لعبد الله حسيت ان له مشاعر تجاهها اذا فكرت صقر بتخرب كثير بلاها بدون مشاكل
عزيز و فجر / فجر معها حق و ما معها بعد حق في اللي تسويه لعزيز لو انه يبيها من نفسه ما احتاجوا أهله عشرة سنين يقنعوه بس عزيز بعد غلطان حاب الشقى لنفسه يوريها الوصية و يريح قلبه و يريحها حالهم صعيب كاسرين خاطري
وليد و ملاك و ام وليد / ان شاء الله معد عندهم مشاكل بس متى يتصالحون مع اخوانهم و ابوهم و اخوانه متى بيتركونهم بحالهم؟!!😡
علي و داليا / جميلين بس ما حسيت دلع داليا مبالغ فيه م علينا اهم شئ الوناسة
لين و سعود / بعد موقف الرجال اللي دخل البيت أتوقع يذوب الثلج بينهم و يرتاح سعود و يرضى بعذر لين في النهاية معها حق تخاف عليه لازم يسامحها
اروى / الفضول بيشيب راسي حتى نوصل لحكايتها المجهولة مع سلطاني
صقر و رتيل / وش اقول وش اخلي شئ جميل عمره فرق العمر ما كان حاجز في الحب هم هيمانين ببعضهم و انا هيمانه معاهم يا لبى و يا لباك جود

من ضمن توقعاتي ملاك اذا ما تزوجت تركي بتتزوج عبد الله
و طولت عليك و تسلم أناملك و ع الاختبارات الباقي غالبا ثلاث ايام بعدها نترقب البارتات الجميلة قبل رمضان جود كان تقدرين😚

 
 

 

عرض البوم صور الهنوف الهوساوي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-15, 11:55 PM   المشاركة رقم: 424
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265740
المشاركات: 53
الجنس أنثى
معدل التقييم: هَتيف عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 31

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هَتيف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

جوووووووووووود
أخيراً عطلت ولله الحمد أُف :(
ننتظر البارت بششككلللل ♥♥♥
*أرد عليك من الجوال .. ماقدرت أصبر لين أفتح اللابتوب ♥♥
المهم نجي للأبطال اللي أشتقت لهم والله والله ♥♥♥
البارت اليوم كله عبى بعضه جداً جداً جميل ولطيف
لولا موقف رتيل وصقر :(
المهم
علي وداليا :
علي ياعلي ♥♥♥♥♥
أنا قايلتلكم ممن زمااانن علي حبييبي إنسان لطيف
كذا تحسينه رجال << أسكت ؟ طيّب :(
ياحلوهم والله وحلو عرسهم ومنه المال ومنها العيال
الحمدلله مابينهم مشاكل يهدى بالنا شوي
تكفين جوود خليهم كذا كويسين بدون مأي مشكله

صقر ورتيل :
تدرين جود كلما كتبت كلام عن صقر أقول لا والله مايوفيه مصالته
يااااااه ياسعت وجهه .. عمييي مستانس عنده حرمتين إذا خلص قاص على مها مسكينه
راح لرتيل وأنتي أول حب وأخذتي روحي الله ياخذ روحك أُف !
يعصّب من رتيل وينفّس في وجه مها ! والله !
رتيل صارت تقهرني بشكل .. يالمخفّه ♥

لين وسعود :
أصلاً كلهم يحترون أصغر موقف عشان يرجعون لبعض
وزي ماقالت الهنوف توقّع كبييير يرجعون لبعض ♥♥♥

عائلة أم وليد :
ياااه عمّان الزفت ذولي أف
موتّو الحرمه وهي حيّه .. شتتوا عائله .. فرّقتوا أم عن عيالها .. أوجعتوا أرواح .. سويتوا حرام وحرام كبير
وعلى ذا كله بتقدمون شكوا ؟!
يابجاجتكم والله !
*عارفه الموقف من البارت اللي قبل بس والله في قلبي للحين -قلب مكسور- :(
أتوقع راح تكون مشاكل كبيره ومحاكم وما إلى ذلك .. لكن في النهايه الحق دايم ينتصر ♥♥
*حكم حكم والله هههههههههههههههههههه

عزيز وفجر :
فجر ياماما ياحبيبتي نعرف انك منقهره على بدر وعلى حياتك اللي ماجت على هواك ورغبتك
بس مو كل شي بيدنا .. هي بس لو تمسك لسانها وإنفعالاتها اللي بعضها نقول مبالغ فيها تصير مثل الفُل ♥
وعزيز الله يهديك داخل بشرّك أنت !

كتبت لأهم الشخصيات وبكمّل الباقي بعد البارت الجاي بإذن الله ♥
الهنوف الهوساوي تقول يتربى بعزك ♥♥♥♥ .. والله إذا صدق آآمييين يارب
والله يجعله يارب من عباده الصالحين ♥♥♥

نستنى البارت الطوييييييل قريب ياجود تكفين ♥♥
الله يسعدك يارب ♥♥♥

 
 

 

عرض البوم صور هَتيف   رد مع اقتباس
قديم 07-06-15, 12:27 AM   المشاركة رقم: 425
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

صباح الخير جميلاتي
يارب الكل بخير وصحة
اشتقت لكم كثير
مبروك النجاح , والاجازة
,
ردودكم اللطيفة قريتها واستانست فيها , ولعلّي اجاوب عليها في وقت آخر
وبالنسبة للي يباركون لي على المولود
جعلكم سالمين
الطفل ولد بنت عمّي , وولد حماي اخوي زوجي وهو بعد ولد عمّي
وحقيقةً اعتبره ولدي
فرحت لفرحتكم لي
الله يسعدكم
وهذا بارتكم
يارب يعجبكم
,
,
بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الثاني والخمسون
,
,
فرنسا – باريس
الواحدة وخمسِ دقائق صباحًا
ركض اليها بفزعٍ من انهيارها
سقطت أرضًا ليتلقّفها
هتف
: بسم الله عليك , اعيذك بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق , لين حبيبي طالعيني , راح خلاص – التفت الى مادلين وصرخ بغضب – ابعدي هالكلب من هنا
التفت اليها وضمّها اليه ليمنعها من النظرِ الى الرجل
رفع صوته وهو يحاولُ ان يسكن رعبها
: { إِنّ الّذِينَ قَالُواْ رَبّنَا اللّهُ ثُمّ اسْتَقَامُواْ تَتَنَزّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنّةِ الّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونْ }
حينها هتفت ديلا التي فزعت من نومها من الأصوات
: مسيو المدام منيحة ؟
التفت اليها
: بدخلها غرفتي وارجع , اتّصلي على الشرطة بسرعة
حملها الى غرفته وهو يهمس في اذنها بذكرِ الله
كان سيقعُ من شدّة خوفه ان يصيبها مكروه
انزلها على سريره , قبّل رأسها وأمسك بوجهها
: لين , انتي كويسة ؟
لم تجبه
كانت عينيها هائمتين في الفراغ
أدارَ وجهها ناحيته ورفعَ صوته
: لين كلميني
نظرت اليه بصمت
صرخ بها بفزع
: وش فيك كلميني
لم تتكلّم ايضًا
قبّل جبينها بلهفةٍ وهو يهتف برجاء
: حبيبي لين ردّي علي , وش صار لك
نهض من مكانه وخرج من الغرفة
صرخ بالفتيات
: اتّصلتوا على الشرطة ؟
قبلَ ان يُجبنه , وصله صوتُ صافرات الشرطة
نظرَ اليهن
: وحدة فيكم تنزل تفتح الباب
اقترب من الرجلِ الذي كانَ يتلوّى من الألم
نزلَ الى مستواه , نظرَ اليه لثوانٍ
ثم صفعه بكلّ قوّته , وصرخ بالفرنسية
: ستندم على دخولك الى منزلي , سأقتلك ان اصاب زوجتي مكروه
سمعَ صوتَ رجالِ الشرطة والتفت
قال باشمئزاز
: أخرجوه من هنا ثمّ نتحدّث
قال المفتّش بتساؤل
: هل تضرّر شيءٌ في المنزل ؟
صرخ سعود بجنون
: زوجتي ستجنُّ من الخوف – أشار الى مادلين التي تبدّل لونها ولا تستطيع الوقوف – امسك بالعاملة وكاد يطلق عليها
هزّ المفتّش رأسه بتفهّم
: لا تقلق يا سيّد , خذوه
أنزلوه , ليسأل المفتّش
: من الذي أطلق عليه ؟
قال سعود بحدّة
: انا اطلقت عليه , كانت العاملةُ اسيرةً بين ذراعيه وكاد يتهجّم على زوجتي
قال المفتّش
: هل نستطيع رؤيتها ؟
هزّ رأسه برفض
: لا , على الاقل ليس الآن
هزّ رأسه بتفهّم
استغرقوا نصفَ ساعةٍ وذهبوا
ليسرع سعود الى غرفته
اقترب من لين وجلس على ركبته أمامها
همس
: لين
كانت مستلقيةً في وضعِ جنين
وعينيها تائهتين في لا شيء
مسح على شعرها
: رعبتيني والله , بس كلميني
امسك بيدها وقبّلها , ولم تتحرّك او تُجبه ابدًا
همّ بالنهوض , لتشدّ على يده
التفت اليها بسرعة
فهم انّها لن تتحدّث , وربّما تكون خائفة ولا تريدُ ان يبتعدَ عنها
جلسَ على السريرِ ونادى
: ديلا
مرّت ثوانٍ لتدخل داليدا
: بدّك شي مسيو ؟
شدّت لين على كفّه بضعف
قال بهدوء
: وين ديلا ؟
: معلِش مسيو مادلين كتير تعبانة وديلا عمّ تساويلا شي تشربو
هزّ رأسه بتفهّم
: اوكي , افتحي الدفّايات من السنترال , وقولي لديلا تسوّي بابونج وعصير ليمون بعسل للمدام
ابتسمت بلطف
: على راسي , سلامتك مدام
خرجت من الغرفة وأغلقت الباب
التفت الى لين ولحّفها جيدًا
جلس بجانبها يمرّر أصابعه على شعرها بخفّة
بدَأ بقراءةِ سورةِ البقرة بشجن
وهو يتأمّلها
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة وستٌ واربعون دقيقة مساءً
قالت الطبيبةُ بهدوء
: ما شاء الله , حملك جا سريع جدًّا !
تأوّهت بوجع/بيأسٍ شديد
ازدرد ريقه والتفت اليها
غطّت وجهها بكفّيها وهي تأنُّ بتعب
: لا ياربي لاا
نهضت الطبيبةُ بقلقٍ واقتربت منها
: وش صار لك
ضربت بطنها باعتراض وبكت بضعف
: لييش , ليييش ! لاا ياربي ما ابييه
شهقت الطبيبة
: استغفر الله واتوب اليه , يا بنتي ما يجوز اتّقي الله , لا يعاقبك ربّك بكلامك , استغفري ربّك
امسك عبد العزيز بكلتا يديها بقوّة
قال بحزم
: فجر اهدي , نتكلّم اذا رجعنا للبيت , اهدي
نظرَ الى الطبيبة
: وش تحتاج من فيتامينات او ادوية ؟
ازدردت ريقها
: خذها الحين , بسويلها موعد تجي فيه ونتكلّم واعطيها ادوية
ربتت على كتفها
: اهدي يا بنتي واذكري الله
ساعدها عبد العزيز لتنهض
وخرجا من المستشفى
ركبت الى السيّارة وظلّت تبكي بضعفٍ طوالَ الطريق
رقَّ قلبه لبكائها
مذ تزوّجها ورغم قسوته لم تبكي ولم تضعف , ولم تُكسر نظرتها ابدًا
وصلا الى المنزلِ وصعدت قبله
بعدها بدقائق دخل الى الغرفة
كانت تجلسُ على السرير
وكفّها الأيمن على بطنها
التفتت اليه حينَ دخل
نهضت وصرخت به
: هالقرف ما يظل في بطني , ما راح اخلّيه سامع , دام ما فيه روح بسقطه – صرخت بهستيريا – ما يظل , مستحيل اخلّيه
وكأنّ دلوَ ماءٍ باردٍ سُكب على رأسه
صمتَ لثوانٍ بصدمة
ثم تصاعد الغضب الى رأسه
امسك بذراعها بقوّة , وقال بغضبٍ هادر
: اقسم بالله لو يصير للجنين شي بسببك ما يصير لك طيّب , اذبحك يا فجر , والله اذبحك بدم بارد
افلتت نفسها منه لتصرخ
: اذبحني , انا ابيك تذبحني , الجنين ما يظل ولا راح اولده ولو باقي له يوم بذبحه
رفع يده ليضربها , وتراجع ليوليها ظهره وهو يستغفر بصوتٍ عالٍ
صمتَ لثوانٍ يهدئ نفسه
ثم التفت اليها
سحبها لتجلس على السرير , وجلس أمامها على ركبته
قال وهو يحاول ضبطَ هدوئه
: الطفل بيظل , وبتولدينه على خير وسلامة – قبل ان تتكلّم قاطعها – ما راح اقرّب منّك ولا المسك ابد , كل اللي تبينه يجيك , وبجيب خدّامة , واي شي تبينه , ولا لي شغل فيك ابد , ابي الطفل يا فجر , لا تحدّيني على اشياء ما ابي اسوّيها , انتي تزوّجتي يعني لازم في النهاية تحملين وتخلفين , احنا اسرة رضينا ولا قعدنا
اقتربت منه , لتقول بهمسٍ حاد , وببطء
: ما راح اخلّي قطعة مقزّزة منّك برحمي , ما راح اخلّف حيوان منّك , سنين عمري كلّها كنت احلم بطفل من بندر , ودام بندر راح يعني انا عاقر ولا اخلّف
نظرَ اليها بصمت
ثم نهض من مكانه
قال ببحّة
: اللي قلته بيصير , وان ظلّيتي تعاندين انتي اللي بتخسرين , اقسم بالله هالطفل لو بيكلفني روحي وروحك بيجي يعني بيجي بقوّة الله
صمتَ لثوانٍ , ثم قالَ ساخرًا
: وبدال هالحوسة اللي مسويتها ادعي ربّك يكون ولد , لأنّه لو بنت بتضطرين تحملين مرّة ثانية لين يجيني ولد
نهضت وصرخت بجنون
: تخسي يا حقير , اطلع برّى اطلـ...
قاطعها وهو يجرّها الى صدره
فَزع من صراخها
عانقها بقوّة , وهمس
: بس بس , خلاص انا اسف , فجر تعوّذي من الشيطان مو زين عليك
انفجرت باكية وهي تضربه لتبعده عنها
لم يبتعد حتّى هدأت انفاسها
ليحملها الى السرير
وغطّاها جيّدًا
وخرج دون ان يتكلّم
دفنت وجهها في وسادتها
همست بانهيار
: بندر , حبيبي , الحقني يا بندر , وش اسوي ! تكفى تعال لي بالحلم وعلمني , بموت يا بندر بمووت , هذا عبد العزيز اللي كنت تموت فيه ؟ تعال وشوفه , شوف اخوك وش سوّى فيني , الحقني يا حبيبي , ابي اجيك بندر , ابي ارتاح !
شهقت بالبكاء , وظلّت تهذي ببندر
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
مطار الملك خالد
الثانية مساءً
عانقَ شقيقه , ثم التفت اليها
قال بسخرية
:من قايل لك اللي تتزوّج ينبلع لسانها ؟
نظرت اليه بحدّة
ابتسمَ علي
: تريكي لا تحتك
ضحك وقال
: والله جد , قبل لقافتها تصدّع راسي...
سعلت بشدّة لتقاطع حديثه
انفجرَ ضحكًا , وقال
: يلا عاد استانسي عدل , وين يحصل لك يا القملة اسبوع بدبي
فتحت عينيها بغضب , ليقول علي
: تراك ذلّيتنا , لو مهدينا ساعة ولّا عطر ابرك من ذي الرحلة اللي من الصبح تعايرنا فيها
ضحك وهو يقبّل رأس اخيه
: خلاص سكتنا يلا , تروحون وتردّون سالمين , استودعكم الله دينكم وامانتكم وخواتيم اعمالك
ابتسم علي ولوّح الى شقيقه بكفّه , ثم عانقَ كفّه كفّ زوجته
وسارا الى قاعة المغادرين
جلسا , ليقول
: باقي نص ساعة ويفتحون البوّابة , تشربين شي ؟
هزّت رأسها نفيًا
ليفتح هاتفه , ويفتح محادثته مع رتيل
ارسلَ اليها
: رتيل
بعد دقيقة أجابته
: هلا حبيبي , ما طرتوا ؟!
: بعد نص ساعة البوّابة تفتح , اسمعي داليا وش تحب تشرب ؟
: تراك قروشتني انت وذي الداليا
: اخلصي
: جب لها سموذي توت , واذا ما في جيب اي مشروب مثلّج , وتراها ما تحب الحار
: مشكورة
أغلق هاتفه ونهض
: دقايق وراجع
ابتعد , لتخرجَ هاتفها وتعبثَ به
مرّ وقتٌ حتى شعرت ببرودةٍ تلامس كفّها
رفعت رأسها بسرعة
قال بابتسامة
: بغيب اجيب لك قهوة وما لقيت , خذي ذا سموذي توت , انا احبّه قلت تذوقينه
رفعت احد حاجبيها
اخذت الكوبَ منه وظلّت صامتة
جلسَ بجانبها وابتسامةٌ لعوب على شفتيه
شربت منه وفكّرت لثوانٍ
ابعدته , وقالت بشيءٍ من الغيض
: اكره احد يستغبيني
التفت اليها بعقدةٍ صغيرة بين حاجبيه
هزّ رأسه
: قلتي شي ؟
تلعثمت , وقالت
: لا , لا ما كلّمتك
ابتسمَ وعاد ينظرُ الى هاتفه
ضربت جبينها بخفّة
ليحبسَ ضحكةً مدوية
نهضَ بعدَ قليل
: يلا داليا , فتحوا البوّابة
نهضت وسارت بجانبه
تنظرُ الى كوبها
تارةً تكاد تلتفتُ اليه وتخبره انّها ليست حمقاء
وتارةً تظنُّ انّها مصادفة !
وهو مستمتعٌ بنظراتها المتردّدة !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الخامسة وخمسٌ واربعون دقيقة مساءً
سقطت ارضًا من شدّة الضحك
لتدفعها والدتها بضحكة
: بس ووجع
تأوّهت وهي تمسكُ ببطنها
ثم هتفت بضحك
: شلون دبّرت الرقم , العرس توّه من ثلاث ايّام والاخت بتجي تخطب , يمممه تكفين متى هالمجتمع يبطّل من ذي الطريقة
تأفّفت والدتها
: بسّك عاد بينفجر قلبك من ذا الضحك , عادي حرمة شافت بنت تحسبها مناسبة لولدها , يا عزّتي لها بس انخدعت بالفستان والتسريحة
انفجرت ضاحكة , وقالت
: لا لا , انا ضيّفت الناس ورحبت فيهم , انخدعوا بالترحيب
ضحكت والدتها وهزّت رأسها منها
نزلت رتيل , لتعقد حاجبيها
: سكنهم مساكنهم ! وش ذا الضحك الله يجعله خير
امسكت بأختها
: تكفين رتيل تعالي شوفي , حرمة خقّت علي وبتجينا تخطبني لولدها
ضحكت رتيل وجلست امامها
: الله يعينه المسيكين
رفستها هديل وهي لا تزالُ تضحك
: عدال يا الخفوق , الّا يا هناه وسعد عينه
زفرت والدتها
: اكيد انّه من الصابرين اللي يدخلون الجنّة بدون حساب
ضحكت وصرخت باعتراض
: يمممااه
انزعجت والدتها
: وصمّه صدعتيني بسّك صراخ
استلقت وأراحت رأسها في حجرِ والدتها
: المهم قولي للحرمة ما عندنا بنات للزواج
قالت والدتها بسخرية
: بدال ما نمسك الناس ونترجّاهم ياخذونك ويفكّونا ؟
ضحكت بخفّة , ثم قالت
: جد مامي , ما ابي اتزوج
عبثت بشعرها
: قلت للحرمة تفضّلي , يمكن يكون نصيبك ما تدرين
هزّت رأسها نفيًا
: من الحين اقول لك ماني متزوجة
صمتت والدتها
لتسألها رتيل
: ليه ذا القرار الحازم !
نظرت الى رتيل لثوانٍ , ثم قالت ببحّة
: ما ابي , ما اتخيّل زوجي ياخذ على راسي ضرّة وانا عندي عيال , وتخلّف ضرّتي وتموت هي وزوجي
صدمت رتيل , فتحت فمها لتتكلّم , ولم تجد ما تقوله
قالت ام علي بصدمة
: هديل !
اعتدلت في جلستها
لتقول بحدّةٍ باكية
: ولا اتخيّل اتزوّج ويختفي زوجي ثمان سنين ويرجع بضرّة , ويطلقني ويردني , واصير ابيه وما ابيه
صرخت بها والدتها
: هديـــل
نهضت رتيل من مكانها , لتصرخ هديل ببحّة
: لا تزعلين منّي , انا كنت ابكي على امّي وازعل من ابوي , وصرت ابكي عليك وعليها , متجاهلين انوثتكم تمامًا ومتعايشين مع اوضاعكم الفضيعة وكأنها ولا شي
قالت رتيل بارتجاف
: هديل بس
: ماهو بس , تعرفين وش معنى رجّال يتزوّج على زوجته ؟ والضرّة تخلّف وتموت , وتطيح بنت الضرّة على مين ؟ تربّيها وتكبّرها قدّامها , وامها سرقت زوجها منها !
شهقت رتيل وغطّت فمها , لتتبلورَ دمعتانِ في عينيها
ضربتها والدتها على ذراعها بقوّة , وصرخت بها
: وش شاربة انتي ؟ وش تخربطين علينا ؟
التفتت الى والدتها
: انتي ورتيل طلعتوا حالة شاذّة بعلاقتكم , انا اتكلّم عن نفسي , مستحيل ارضى , مستحيل اتقبّل بنت الضرّة واربّيها مع بنتي , ولا اتقبّل حقير اسمه زوج يتركني ثمان سنوات ويتزوّج ويرجع
هربت رتيل من الغرفةِ فورًا
وخنجرٌ مسمومٌ مثبّتٌ في قلبها
يأبى ان يسقط
لم تنتظره من اختها الوحيدة ابدًا
نامت على بطنها , ودفنت وجهها في وسادتها
لهذه الدرجة هي ثقيلةٌ على عائلتها !
لدرجةِ ان تستثقلها هديل الضاحكة دومًا !
الى ايّ حدٍّ هي عمياء
حتّى لا ترى ضيقَ عائلتها منها
الى ايّ حدٍّ هي حمقاء
لترمي ببكائها وهمّها على قلبِ التي تعتبرها امًّا لها
لتقضيَ ليلًا طويلًا مع اختها الوحيدة
تحدّثها عن كلِّ شيء !
لا تراها اختًا فقط
بل هي روحها ! هي قطعةٌ منها
وكأنّ روحها تُنتزعُ منها بكلماتِ هديل
هديل الحبيبة
كيف تستطيعُ نفثَ كلماتها القبيحة عليها !
لم تكُن لتوجعها يومًا , احبّتها دومًا
فكّرت بحسرة
الى اينَ ستهربُ الآن !
كانت قد هربت من صقر وقسوةِ ما فعلهُ بها الى عائلتها
والآن الى من ستهربُ من عائلتها !
قبلَ ان تسهبَ في تفكيرها الأظلم أكثر , فتح بابُ غرفتها
وجاء صوتُ امّها
: رتيل , رتيل قومي طالعيني
اعتدلت في جلستها , قالت ببحّة
: معليش خالتي اتركيني لحالي
قالت ام علي بعصبيّة
: تخلخلت عظام العدو , من عقلك انتي تتأثّرين بكلام هالخبلة ؟ ترى عقلها ناقص ما عليك منها
مسحت أدمعها , وظلّت صامتة
جلست ام علي بجانبها , وأمسكت بيدها
: انتي بنتي يا خبلة , والله بنتي , وايمان اختي , لا استثقلتك ولا استثقلتها
قالت ببحة
: خـ...
قاطعتها فورًا
: ازعل عليك ان قلتي خالتي
دخلت هديل الى الغرفة
لتصدّ عنها رتيل
قالت هديل
: كنت ادري بتصعدين تختلين مع شياطينك توسوس لك وتجيب لك افكار شينة
قالت رتيل بحدّة
: مو محتاجة اسمع شياطيني , اللي قلتيه كافي
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السادسة مساءً
نظرت اليه طويلًا
حتّى ابتسم ووضع فنجانَ قهوته
: شعندك اليوم ؟
قالت بنصفِ نظرة
: افكّر
: وش تفكرين
: ذا سعود افتكينا منّه , وسلطان بنفتك منّه و...
قاطعها بضحكة
: وش رايك تفتكّين من حسن , انا بدري علي شوي
قالت باعتراض
: ليش ان شالله , صغيرون انت ؟
قبّل كفّها
: ما لقيت بنت تناسبني
شهقت وقالت
: شلون تناسبك ؟ تبي تماشي بنت وتالي تتزوّجها ؟
ضحكَ وقال
: ماهو كذا , بس انا بختار , زواج خبط لزق ذا ما ابيه
لوت شفتيها بانتقاد
: ما عندنا ذي السوالف , تبي تختار بنات عمّك يا كثرهم , ما تبي منهم حنّا نختار لك
ابتسم بصمت
ليقولَ سلطان بهمس
: مبروك من الحين , ماهي عاتقتك
قال مالك بخفوت
: ماني مثلك , انت حطّتك في بالها , انا عادي عندها الّا اذا مصّختها
صمتا لدقائق , ثمّ قال مالك
: عزمني ابو راجح لعرس اخته قبل كم يوم
: رحت ؟
هزّ رأسه ايجابًا
: اعتذرت , ولّا القى سعد قدّام الباب يقول لي ما ابي اروح لحالي , رحت معاه , شفت وليد ولد خالة عيال عم ابو راجح
قال سلطان ساخرًا
: وش ذي اللفّة
ضحك مالك وتابع
: المهم قضّيت اغلب الوقت معاه انا وسعد
هزّ رأسه
: اذكر شفته في عزيمة ذياب , سعود راح سلّم عليه , محترم
هزّ رأسه ايجابًا
: اي محترم واسلوب
صمتا لثوانٍ , لتقول الجدّة بتردّد
: سلطان
حبسَ زفرةً طويلة , وقال بابتسامة
: سمّي يمّه
نظرت اليه بصمت
ليقتربَ ويقبّلَ رأسها
: آمريني
قالت بهدوء
: زوجتك تكلمها ؟
صمتَ لثوانٍ , ثمّ قال
: لا
لم تتكلّم
لكنّه علِمَ ما تودُّ قوله
قال بحنوْ
: بكلمها اليوم
ابتسمت , وسحبته لتقبّل عينيه
قالت بصدق
: جعل ربّي يسعدك يا يمّه ويهنيك
أمّن بهمس
قالت
: ترى مو باقي لعرسك شي , جهّزت نفسك ؟
رفعَ كتفيه
: ما يحتاج
ضربَ مالك جبينه , ثمّ قال
: ما قلنا لك روح قش الأسواق , فصّل كم ثوب جداد , اشتر نعالين وجزمتين , كم غترة كم شماغ , كم عطر , وبس !
قال بسخرية
: وبس !
دخل ابو مالك حينها
نهضا وسلّما عليه
جلس , ونظرَ الى سلطان
: كلمتك الصبح قلت لك عندي لك سالفة
هزّ رأسه بصمت
مدّ اليه مفتاحًا بابتسامة
: هذا مفتاح بيتك , منّي ومن عمّك محمد
صمتَ بصدمة
لتقول الجدّة بابتهاج
: الله يحفظكم , جعلكم سالمين , جعل تطولْ أعماركم ويبارك برزقكم
قال مالك بابتسامة
: خذ المفتاح !
قال بصدمة
: عمّي , كثير والله
قال عمّه مؤنّبًا
: مثلك مثل مالك وسعود عندنا , انت ولدنا , وهذه هديّتك , جعله بيت عامر
نهض وقبّل رأس عمّه بامتنان
قال عمّه بابتسامة
: مشطّب وجاهز , يبيله بس اثاث , عاد روح له وشوف وش ودّك تأثث
قالت جدّته
: اثاثك عليْ , كلّم عمّاتك يختارون الاثاث ويجوني اعطيهم فلوسه
قال برفض
: لا عاد مو لهالدرجة
ضربت ساقه بعصاها
: اقطع صوتك يا ولد , هذا عمّك واسأله , عيالي اهديتهم اثاثهم , ماهم اعز منّك
قال مالك بضحكة
: كأن صار ودّي اتزوّج
ضحك والده , ثم قال
: اشّر بس
ابتسم ولم يعلّق
,
,
فرنسا – باريس
العاشرة صباحًا
فتحَ عينيه بكسل
نظر الى وجهها القريب
نائمةٌ على صدره , وذراعه اليمنى تضمّها اليها
وكفّها متمسّكٌ بثيابه
قبّل جبينها بعمق
لا يصدّق انّها اخيرًا بجانبه
احتاجَ حقًّا الى معجزة
وقد حصلت
رغمَ حبّه اللا منتهي لها
رغمَ لهفته عليها
لم يحالفه حظّه يومًا ان تكون بهذا القرب
ان يفتحَ عينيه على وجهها الحبيب
شدّها اليه وأغمضَ عينيه مجدّدًا
تحرّكت حينها
فتحت عينيها ببطء , لتستوعب ما يحصل
ابعدت رأسها ونظرت اليه
انحنى وقبّل عينها اليمنى
قال بخفوت
: بونجوغ
لم تجبه
اعتدل في جلسته
: لين من امس ما تكلّمتي ولا كلمة , ردّي علي , خوّفتيني عليك
لم تتكلّم
التفت اليها
: تعاقبيني يعني ولا فيك شي ؟
لم تجبه ايضًا
نهض من مكانه حينها , وهو يتحرّك بعصبيّة
فتحَ الباب ونادى بحدّة
: مادلين
مرّت ثوانٍ , لتصعدَ ديلا وتقترب
: سيفو بليه مسيو , مادلين مريضة اليوم , شو بتؤمر ؟
: جيبي ملابس المدام وعبايتها من غرفتها , وتعالي ساعديها تجهز , واتّصلي على مارت يجهّز السيّارة
هزّت رأسها
: ع راسي مسيو
بعدَ خمسةَ عشرَ دقيقة كانا في السيّارة
جلسَ سعود خلف مارت بجانبها
قال بتوتّر
: اذهب الى المشفى
تحرّك مارت بالسيّارة
التفت اليها سعود
سحبها الى صدره وظلّ ممسكًا بكفّها
لا يعلمُ كيف همسَ لها وبماذا همس
كان باله مشغولًا بها حقًّا
: يا ويلك يكون صار لك شي , ما عشنا لين , تكفين كوني بخير
قبّل رأسها وأغمض عينيه
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السابعة وخمسٌ وخمسون دقيقة مساءً
أوقفَ سيّارته , نزلَ يسيرُ ببطء
تجاوزَ البوّابة وتمتم
: السلام عليكم اهل الديارِ من المؤمنين والمسلمين , انتم السابقون وانّا ان شاء الله تعالى بكم لاحقون , نسأل الله لنا ولكم العافية
تخطّى القبور , ليصلَ الى قبره
زفرَ بتعب , وجلس أمامه
: السلام عليكم , شلونك بندر , مشتاق لك يا اخوي , سامحني مرّت فترة ما جيتك , توّها رجلي ترد لها قوّتها , تمنّيت اجيك لمّا قريت الوصية , خيرة انّي ما جيت , كنت معصّب عليك حيل , ما انتظرت منّك ذي الكارثة , ليش يا بندر , لو تعرف شكثر ودّي اعرف ليش سوّيت فيني كذا , انا اخوك الوحيد ! ليش توجعني لهالحد , ليش تبليني فيها !
صمتَ لدقائق , ثم قال بوجع
: ماهو موضوعنا , ابشرك حملت , حملت وتهدّد تطيحه , بذبحها صدّقني ! هذاني قلت لك , تحمّلتها هالفترة وضغطت على نفسي عشان ذا البزر , لو يروح تعبي عالفاضي بذبحها
صمتَ مجدّدًا
ثمّ بكى بضعف
: شلون بكمّل معاها , شلون نربّي الطفل ! شلون اعيش معاها يا بندر – صرخ بحرقة – قول لي شلوون , شلون وانت بيني وبينها , انت في كل شي , انا رجّال وهذه صارت زوجتيي , زوجتي تبيك يا اخوي , زوجتي تحبّك يا قلب اخوك , زوجتي تقول لي المفروض بندر اللي ينام معاي ! وش اسوّي يا بندر وش اسوّي , كتبت لي قصّة عذاب ووقعتها بقلب بارد , شكثر اتمنّى اكون مكانك وتكون انت اللي زايرني تبشّرني بحملْ زوجتك , سرقت حياتك وسرقت زوجتك وسرقت بيتك , وسرقت طفل كان المفروض يكون لك
صمتَ لثوانٍ , ثم قالَ بسخريةٍ باكية
: بس انت ما قصّرت , اخذت سعادتي وراحتي
مسحَ على القبر بصمت
مرّ وقتٌ حتّى قبّل القبر وقال بخفوت
: آسف
ابتسم بحنين
وهمس
: الا يا موت وش باقي , الا منّه رحل بندر !
نهض من مكانه بارتجاف
لا يختفي هذا الألمُ ابدًا
المُ فقدِ الشقيق
المُ فراقه
مرّت أعوام العمر , ولا زالَ بكاؤه وكأنّ بندر يموت في الأمس
الحزنُ التعيس
الذي يملأه عن آخره
قطعةٌ من قلبه ماتت
قطعةٌ من قلبه ممرّغةٌ في التراب , لم يبقى منها سوى عظمةٌ صغيرة تعيسة
شطرٌ من روحه , منذ ثمانيةِ أعوام , وحيدٌ في هذه الأتربة
مدفونٌ في وحشةِ القبور
تحرقه شمسُ الصيف
وتشتدُ به أعاصير الشتاء
لا تنبتُ ازهارُ الربيعِ بجانبه
وتكتسحه أوراقُ الخريف , ولا احدَ يزيحها عنه
شقيقه الوحيد
الذي يحملُ ذاتَ دمائه , ويحملُ ملامحه
ويحملُ شيئًا من قلبه معه
هنا , داخل أسوارِ المقبرةِ التعيسة
وهو يتلوّى وجعًا في الخارج
كم هو مؤلمٌ فراق الأشقّاء !
لم يظنَّ انّه عذابٌ سحيق
دومًا يتصبّر , بأنّ هذا الألم سيمرُّ وينتهي يومًا
لكنّه لا ينتهي ابدًا
لا يمر , لا زال يشتعلُ فيه
لا زال ينزفُ ويكبرُ داخله
لو استطاع لما فارق المقبرةَ ابدًا !
ليبقى بجانبِ أخيه
ودّعه وخرج
ركِبَ سيّارته , وبكى
يبكيه مجدّدًا
يبكيه باحباطٍ كبير
يبكيه مؤنّبًا له !
,
,
فرنسا – باريس
الحاديةَ عشرةَ وسبعةَ عشر دقيقة مساءً
امسكَ بيدها وقال بهدوء
: ما بها ؟
جلسَ الطبيبُ خلفَ مكتبه وقال
: عضويًّا هي سليمة , ربّما صمتها نتيجةُ صدمة , او قد يكونُ عاملٌ نفسي
نظرَ اليها , ثم الى الطبيب
: كيف ؟
: قد تكون محبطةً ويائسة , وداخلها يرفضُ الحديث
تنفّسَ بعمق
ثم قال
: يعني انّها تحتاجُ الى رعاية واهتمام ؟
رفعَ كتفيه
: ليس تمامًا , يجبُ ان تبحثَ عن السّبب وتعالجه
ابتسم بهدوء
انا السبب ايهالطبيب
هزّ رأسه
: حسنًا
خرجا من المشفى وركبا السيّارة
قال مارت
: هل نذهب الى المنزل ؟
نظرَ اليها , ثم قال
: اذهب الى الشانزلزيه
نظرَت اليهِ دونَ تعبير
ابتسم ابتسامةً صغيرة
وظلّ ينظرُ الى عينيها
لم تطل النظرَ اليه
والتفتت لتنظرَ الى الطريق
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
جلست امامها وقالت بجديّة
: شوفي اذا كنتي بتزعلين وتفكرين افكار غبيّة , ذا مو ذنبي , ذنب غبائك , انا ما احمّلك ذنب احد ولا قلت لك انتي عالة علينا مثل ما تفكرين , انتي اختي رضيت ولا اكلت تبن , وانا والله راضية ومحظوظة فيك , اختي الوحيدة , من ابوي , واختي بالرضاعة , امّي امّك , وتركي وعلي اخوانك قبل ما انولد , رتيل انا تكلّمت من نقص فيني مو اتشكّى منّك , لا تصيرين غبيّة تكفين
لم تنبس رتيل ببنت شفة
قالت هديل ببحّة
: انتي سألتيني ليش ما ابي اتزوّج , انا اخاف من كل سنة أكبرها , اخاف يقرّب الوقت اللي لازم يزوجوني فيه , ما ابي اتزوّج , انا خايفة يا رتيل , خايفة والله , ما اتخيّل يصير فيني مثلك ومثل امّي ومثل خالتي , داليا اللي تزوّجت من يومين مكسور قلبي عليها وخايفة عليها , حتى وزوجها اخوي اللي اموت فيه , كل ليلة ابكي لو تخيّلت تركي ولّا علي يجبروني اتزوّج
شهقت رتيل بلوعة وامسكت بكفّي اختها
قالت بحسرة
: ليش يا عيون اختك , ليش
بكت وهي تهزّ رأسها
: اكره الرجال , ما اتخيّلهم الّا حقارة ابو وليد , ونذالة صقر , وخيانة ابوي
سحبتها والدتها الى حضنها
ضمّتها وابتسمت
: يمّه بنيتي ذا تفكيرها وانا ما ادري , يا ريحة اهلي انتي , ابو وليد واحد من عشر , وتراه ندم وتاب وحاول بكل الطرق يصالح عياله , وابوك ماهو خاين يا امّي انتي , ابوك تزوّج وحطني بالصورة , وجابلي ايمان وهي والله عسل على قلبي ومعزّتها من معزّة لطيفة , وصقر
التفتت الى رتيل , التي نكّست رأسها بهربٍ من عينيّ امّها
سحبتها ام علي اليها
لتضمّهما معًا
قالت بحنوْ
: صقر له اعذار وله اسباب , وكلنا ندري انّه يموت على رتيل ويبيع الدنيا ويشتريها
قالت هديل بحدّة
: كذب , ميّت على شينة الحلايا وطلّق رتيل بسببها
: لا تظلمين يا هديل , ما طلّق رتيل عشانها , طلّق رتيل من طولْ لسانها ومن كثر ما ضغطت عليه , ويوم سمع بخطبتها جا مثل المجنون وملّك عليها بنفس اليوم
صمتت هديل
لتقول والدتها بحنوْ
: الرجّال نبينا يا يمّه , نبينا اللي تزوّج تسع ولا ظلم ولا فرّق ولا اشتكوا منّه زوجاته , الرجّال ابوي الله يرحمه ما جاه غيري وغير لطيفة وما قدرت امّي تخلّف غيرنا , والله شالنا ثلاثتنا بعينه , ومات من حسرته على لطيفة , الرجّال عمّك اللي ربّاكم معاي عقب ابوكم الله يغفر له , الرجّال ذياب خوِي صقر اللي ترك امّه وحياته وبيته وشغله عشان صقر , الرجّال عبد الله اللي عادى اخوه عشان رتيل , الرجّال وليد اللي كرّس حياته لأخته الوحيدة , ربّاها وعلّمها وصرف عليها , الرجّال علي وتركي اللي يجيبون راتبهم ويحطّونه بيدي ويقولون يمّه شوفي وش قاصرك وقاصر البنات , الرجّال اب واخ وزوج وابن , حنّيته ومحبته على حريمه , يحوفهم بعيونه ويشيل همهم على ظهره , الرجّال بني آدم مثلي ومثلك , مثل ما فينا عيوب فيه , ومثل ما عندنا تقصير عنده
وصلهن صوتُ تركي من الأسفل
: يمـه , يا بنات وينكم
ابتسمت ام علي بحنوٍّ ومحبّة
ابعدتهن وأشارت الى الباب
: هذا الرجّال , لاحظوه بعد كذا , اوّل ما يدخل يتفقّدنا ويسلّم علينا
حينها دخل
: السلام عليكم
ابتسمن ورددن السلام
اقترب وقبّل رأس والدته
: شلونكم
ضحكن اختيه , وابتسمت والدته
نظرَ اليهن
: وش فيهم ذولا !
رفعَ احدَ حاجبيه , وقال بحدّة
: وش فيك انتي ويّاها ؟ ليش باكين , وش مضايقكم ؟
قفزت هديل وعانقته بقوّة
ارتدّ بذهول , ثم ابتسم
: وش فيك يا خبله
قبّلت كتفه وقالت
: ما فيني شي
ابتعدت عنه
لينظرَ الى والدته متسائلًا
قالت بهدوء
: ما عليك منها , اخوك وين صار ؟
: وصل الحمد لله , اوّل ما وصل ارسل لي رسالة يحلّفني انتبه عليكم
التفتت ام علي لابنتيها
اللّتان غطّتا وجهيهما , وبكت هديل !
ضحكت ام علي وعانقتها
قال بجديّة
: لا جد وش فيهم ذولا
قالت ام علي
: تقول بتفقد علي
ابتسمَ تركي
: اي والله حتّى انا بفقده , الله يسعده ويردّه سالم
امّنَّ بهمس , ليقول تركي
: جوعان يمّه
نهضت والدته
: يخسي الجوع يا امّي , يلا يا بنات ننزل نتغدّى
,
,
المملكة العربيّة السعودية – الرياض
العاشرة مساءً
دخل الى غرفة الجلوس , والقى التحيّة
التفتت اليه والدته
: وعليكم السلام , تعال يمّه
جلسَ بجانبها , وأراح رأسه الى حجرها
قالت بحنوْ
: ما تحط راسك فحضني الّا وانت متضايق
نظرَ اليها بصمت , ثم قال
: مو متضايق – التفت الى شقيقته – تهاني وطّي الصوت
التفتت اليه اميرة
: مصدّع ؟
: لا , بقول لكم شي
كتمت تهاني الصوت وقفزت أمامه
: قول يا بعد عوينتي سرّك في بير
دفعها بتأفّف
صمتَ لثوانٍ
ليقول والده بقلق
: وش صاير !
قالت غالية
: فجر فيها شي ؟
نظرَ اليها , ثم قال ببحّة
: حامل
شهقن شقيقاته
وخرّ والده ساجدًا
هتفت والدته بنبرةٍ باكية
: بعد عمري , حبيبتي هي
اعتدل في جلسته لتقترب منه غالية وتقبّل وجنتيه
: مبروك حبيبي
امسكت اميرة بكفّه بابتسامة
: الف مبروك يا عيوني , الله يتمّم لها على خير
نهض والده وقال بتأثّر
: اللهم لكَ الحمد , الحمد لله الحمد لله
ازدردت تهاني ريقها , وقالت
: كمّل كلامك طيّب
نظرَ اليها بصمت
ثم أحاط رأسه بيديه بغم
قال بتعب
: ما تبيه , تحلف وتهدّد تطيحه
نظروا اليه بصدمة
نهضت غالية بغضب
: لا ذي مو صاحية , يبيلها كف يعدّل مخها
امسك بها والدها , واسرعتا اليها والدتها واميرة
قالت اميرة بحدّة
: وش بتسوين يعني ؟ بتزيدين الطين بلّة
التفتت اليها بغضب
: ما تسمعين وش يقول ؟ عزّتي لك يا اخوي دبّسناك في ذي الخبلة , من تزوّجها وهو بنص عقل , جننته الله يجنّنها
قرصتها والدتها
لتقول تهاني بسخرية
: لاا ! وين كنتي اجل يوم...
قاطعها والدها بحدّة
: بس انتي وهي , ما عاد فيه حشيمة لي ولأمكم ؟
زفرت غالية وجلست على الأريكة
جلست ام بندر بجانبِ عبد العزيز
مسحت على كتفه
قالت بحنوْ
: اكيد انها معصبة الحين ومصدومة من الخبر , كم يوم وبتتعلق في ولدها وبتندم على كلامها
التفت الى والدته وقال بغضبٍ يكبته
: وش يضمّن لي انّها ما تأذي الجنين في هالكم يوم ؟ وش يضمن لي ما انزل القاها مطيّحته اصلًا
ضربت اميرة على صدرها بشهقة
: لا اعوذ بالله , فاول خير عزيز وش ذا الكلام
قال بتحذير
: ورب الكعبة لو تضر الجنين اذبحها , هذاني علمتكم , كل ذا الهم اللي انا فيه عشان الجنين , لو يصير له شي بسببها بذبحها
قال والده بحدّة
: استغفر ربّك ولا تتكلّم كلام ماله معنى , لا تخلّي الشيطان يلعب بمخّك
استغفر بهمسٍ حاد
ربتت والدته على كتفه
: قوم يمّه انزل لها , تطمّن عليها , حسّسها بأهميّة صحتها وصحة جنينها
أشار بيده بلا مبالاة
لتقول والدته بصبر
: لا يمه , ما يصير حبيبي , هذه فيها قطعة منّك الحين , بكرة تولده بالسلامة وهمّك وهمها يصير واحد , همكم ذا الطفل , وكل واحد منكم همّه ان الثاني يكون مرتاح وبخير , عشان الطفل لا ينقص عليه شي , هذه هي العشرة يا يمّه , هذه العشرة اللي تجيب المودّة , قوم حبيبي قوم يا امّي انت
زفرَ ونهض
قبّل رأسها , وهمّ بالخروج
ثم التفت باستدراك
: يمّه نبي خدّامة , قلت لها ما ابي منّك شي كل اللي تبينه يجيك واجيب خدّامة , بس تنتبهين للطفل
هزّت رأسها
: بسيطة , بكرة خديجة تنزل لكم , تظل عندكم لين نجيب غيرها
سعلت تهاني بصدمة
التفتت الى والدتها وقالت
: يـمـه !
ضحك عبد العزيز رغمَ ضيقه
ابتسمت والدته , وقالت
: خير
قفزت امامَ والدتها وقالت برجاء
: تكفين يمّه , ماهو عشان ذي الشحيمة ام شعر تعذبيني ! تكفين
فتحَ عبد العزيز بدهشة
: وش شحيمة وام شعر !
قالت غالية بضحكة
: شحيمة كناية عن شدّة البياض , وام شعر اختك تغار من شعر فجر
ضيّق عينيه وقال بنبرةٍ غريبة
: اي والله يا عليها شعر بنت الذينَ
تبادلوا نظراتِ ذهول
ليستدركَ نفسه
قال بهدوء
: تصبحون على خير
قالوا بهدوئه ذاته
: وانت من اهله
نزلَ وضربَ جبينه
قال بهمس
: غبي
دخلَ الى شقّته
دخلَ الى المطبخ ليشربَ كوبَ حليبٍ بارد
ثم اتّجهَ الى غرفته
فتح البابَ بخفّة
أضاء الغرفة
كانت تجلس على السرير وتضمّ ساقيها اليها , عينيها هائمتان في اللا شيء , وتتحرّكُ بهستيريا
ناداها
: فجر !
التفتت اليه , وتوقّفت عن الحركة
اقتربَ منها
: اكلتي ؟
قال ببحّةٍ عميقة
: مشالله حيل يهمّك انّي آكل ؟
شدّ على قبضته وجلسَ أمامها
قال بهدوء
: لا تخلقين مشاكل مو رايق , اكلّم امّي ينزلون لك عشا ؟ ولا تبين اطلب لك
ابتسمت بسخرية
: باقي ما بيّن فيني الحمل بدري عليك ذا القناع
فركَ وجهه ليكبتَ غيضه
قالت ببرود
: مو مشتهية
نهض من مكانه
: يكون احسن
بدّل ملابسه وأغلق نورَ الغرفة
ثمّ استلقى على ظهره
التفتت تنظرُ اليه
لم يعرها اهتمامًا
قوّتها تستفزّه
يصدم منها احيانًا
لكنّه يتذكّر انّها تصغره بأعوامٍ قليلة
امرأةٌ ناضجة
امرأة جريحة !
يجبُ ان يحذرَ منها
لا ان يستفزّ جراحها
التفتَ اليها بجسده
قال بهدوء
: ما بتنامين ؟
قالت بحدّة
: شتبي منّي ؟
ابتسم
: ما ابي شي , انا وعدتك
: اجل لا تسأل
صمتَ ليفكّر
مذ تزوّجها يفكّرُ بمدى المه بزواجه منها
يفكّر انّه مظلوم , وانّه مرغمٌ ويفعلُ من اجلِ بندر
ولم يفكّر بفجر ابدًا
كم أحبّت بندر
وأجبرت على شقيقه
على الأقل هو يعلمُ لمَ تزوّجها , لكنّها لا تعلم
مذ تزوّجها عكسَ غضبه من شقيقه عليها
عنّفها وضربها وأجبرها
يستطيعُ تخيّل مدى المها
تخيّل لو انّ احدى شقيقاته في مكانها
سيقتلُ زوجها لا محال !
تنفّسَ بعمق
لا تستحقُ فجر ان يؤذيها
فجر كأسدٍ مُصاب
يهجمُ بكبرياءٍ مجروح
أغمضَ عينيه
ليهمس قلبه برجاء
يارب أعنّي على نفسي
يارب انّي ابتغي رضاكَ فأعنّي
علّك تنجيني باحساني اليها
فتحَ عينيه ومدّ يده بتردد
ليمسك بيدها
كادت تسحبُ يدها بغضب
لكنّه لم يفلتها
قال بهدوء
: ما ابي لك الأذيّة , ابيك تكونين مرتاحة صدقيني
قالت بحدّة
: ما اصدقك
شدّ على يدها
قال بحنوْ
: فجر , بتظلين زوجتي باذن الله , انا امدْ لك يدّي عشان نصلح حياتنا , حاولي معاي
سحبت يدها وقالت بغضبٍ مرتجف
: ما ابي اصلح معاك شي
نهضت من مكانها وخرجت من الغرفة
شدّ على رأسه وزفرَ بقوّة
كم هو عملٌ مرهق !
ربّما لأنّه لا يشعرُ بما يقوله
لأنّه خالٍ من المشاعر
لم تتقبله !
,
,
الى الملتقى :)

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلامي, مقلتيك, قلمي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t190844.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-08-17 07:18 AM
ظ‚طµط© ظ‚طµظٹط±ط© &#1548; ط§ظ„ظ„ط؛ط© ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط©: طھظ†ط¨ظٹظ‡ Google - ظ‚طµطµ This thread Refback 09-10-14 02:40 AM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ظپظگظ€ظٹ ظ…ظ‚ظ„طھظٹظ‡ظ€ظ€ظ€ظ€ط§ This thread Refback 01-09-14 06:07 PM
ط®ظ„طھ ظپظٹ ظ…ظ‚ظ„طھظٹظƒ ط·ظٹظپ ط£ط­ظ„ط§ظ…ظٹ ط¨ ظ‚ظ„ظ…ظٹ This thread Refback 15-08-14 05:24 AM
Untitled document This thread Refback 08-08-14 08:08 PM


الساعة الآن 10:57 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية