لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-13, 02:19 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الرابع
في مقر الاطفاء
الساعة التاسعة مساءً
استلقى سعود على سريره الخاص
وأمامه كان شادي جالساً على سريره يقرأ
زفر سعود وهو يضع هاتفه جانباً
: قرف قلق , نجي هنا كل يوم وفي السنه مره يصير حادث
نظر اليه شادي باستخفاف
: ليش انتَ بَدَك كِل يَوم النَاس يموتوا ويحترئوا ؟!
ضحك سعود وهو يرميه بوسادته
: وجع انا م قلت كذا , بس لو نكون دوريات , يعني كل دويه تمشي بحي واذا صار حريق طفوا النار وخلاص ليش نقعد هنا وننتظر
ضحك شادي
: عَن جَد ! , دَخلَك منين جايبون لعألاتك ! , يا لطيف شو غَبي
نظر اليه سعود بطرف عينيه
: انثبر بس لا احوسك
دخل ماكس الغرفة ومعه كيس
جلس أرضاً وأخرج محتويات الكيس
قال سعود بطريقة الأطفال
: طعاام !
جمع ماكس الطعام أخفاه عن سعود بشقاوة
: انه لي أيهالمزعج , اذهب واحضر لنفسك طعاماً
نظر اليه سعود باستعطاف , ما جعل ماكس يضحك ويهز رأسه نفياً
: لن اعطيك لا تحاول
نهض سعود وجلس امامه وسحب احدى العلب وقال بغير اكتراث
: مب على كيفك
قال ماكس بتهديد
: اتفقنا الّا تتكلم العربية أبداً !
ضحك سعود
: حسناً قلت أنه ليس كما تريد , امم أو أنه آآ لا اعرف كيف اشرح لك ماكس !
نظر اليه ماكس بوجوم ثم تمتم
: أحمق – نظر ناحية شادي – هي الن تأكل !
نهض شادي وانضم اليهما
قال سعود بتساؤل
: أين البقية اذاً
همس ماكس
: خلف المبني , انهم يشربون
فتح سعود عينيه بقوة وقال بصدمة
: ماذا ! , يشربون ! , سوف يقتلهم ادوارد ان علم هذا خرق للأنظمة , ان اُستُدعينا للانقاذ الآن كيف سيأتون !
رفع ماكس كتفيه
: لا اعلم أخبرتهم بذلك لكنهم لم يهتموا
نهض سعود وأسرع الى خلف المبنى
اقترب منهم بغضب
: شباب
ضحكوا جميعاً , يعرفون مرح سعود ومرونته , لكنه لا يرضى بالخطأ وفوراً يردعهم
قال أحدهم مبتسماً
: لن نثمل , القليل فقط !
قال سعود بحزم
: ولا قطرة , هيا ارموا هذه القوارير أو خبئوها لا يهم , فقط لا تشربوا رجاءً
نظروا لبعضهم ثم ضحكوا , قال احدهم
: ألم اقل لكم !
قال آخر
: كنا نشرب بسرعة لأننا نعلم أنك ستأتي لتردعنا , حسناً شباب لقد اتفقنا ان أتى سآود سنتوقف فوراً
ابتسم سعود وهو يراهم يرمون قواريرهم في سلة المهملات
مضوا عائدين الى غرفتهم
كان أحد أعضاء الفرقة العاشرة واقفاً في البهو يدخن
نظر اليهم باستغراب
: أين كنتم !
ضحكوا وقال سعود
: فقط كنا نتجول
نظر اليه ببرود وأولاه ظهره
ما جعل سعود ينفجر ضحكاً
ثم حمحم ومضى مع رفقته الى غرفتهم
قال أحدهم سائلاً سعود
: سآود لم يكرهك مارتن !
قال سعود ببساطة
: لأنه مسيحي متعصب وأنا مسلم !
صاح آخر باعتراض
: لا يحق له , الأديان حرية شخصية كيف يسمح لنفسه أن يكرهك فقط لدينك !
قال سعود مبتسماً
: انه لا يهمني يا عزيزي ! , فليكرهني بقدر ما يشاء اني لا آبه لأمره
ابتسم شادي
: يؤبرني الطيب الزريف اللي ما بيكره حدا ولا بيشيل بئلبو ع حدا
ضحك سعود بخفة وجلس بجانبه
: هيا شباب تعالوا لتتناولوا الطعام
انضموا اليهم وهم يتهامسون حول موضوع مارتن وتعصبه !
,
,
في الرياض
العاشرة مساء
كان الثلاثة مع والدتهم في غرفة الجلوس
صامتين واجمين
حين سمعوا جرس المنزل
نهض أكبرهم ليفتح الباب
فتحه ونظر بملل
: خير
: الله لا يوريكم الخير يا مسودين الوجه – دفعه من كتفه ليدخل وهو لا يزال يسب ويشتم –
زفر الشاب وتبعه لغرفة الاستقبال
: آمر يا عم وش تبي , وش جايبك ذا المرة وش سوينا الحين ؟
صاح في وجهه
: ليه هو انتم فضيحتكم الأوّلا خلصنا منها عشان تسوون غيرها
قال بهدوء
: الله لا يفضح مسلم
صاح فيه
: واللي سوته عايبتكم اللي ما عرفتوا تلمونها
صاح أحدهم من عند باب الاستقبال
: وقص بسان أي واحد يغلط عليها
هب العم بغضب , وكأنه كان ينتظر أن يتطاول أحدهم حتى يفرغ فيه غضبه
حين تقدم اختفى الشاب من امامه , بفعل امرأة متسترة من رأسها لأخمص قدميها , سحبته خلفها وواجهت العم
قالت بحزم
: والله ما تلمسه ولا تقرب منه وانت في بيته , اطلع يا ابو جاسم ولا تجينا مرةً ثانية , مالك عندنا شي اطلع واتركنا في حالنا
صاح فيها
: توقفين بوجهي يا ام خالد , تمنعيني اربي ولد اخوي
قالت بقوة
: يخسي من يربي عيالي عقب عين محمد , عيالي متربين احسن تربية اللي يبيله تربية في بيتك رح قابله لا تستقوي علينا
رفع يده وهوى بها ناحية وجهها
لكن يداً قويةً منعته
: تمد يدك على أمي !
قال بغضب
: واكسر راسها
همس مجدداً
: تضرب ام خالد يا عم ! , تضرب زوجة محمد وهو بقبره ! , تتقول ع عرضه وتهتك شرفه وتتهجم ع عياله ! , ليه , وش خليت للغريب وش خليت للعدو , هذا انت القريب الحبيب سويت فينا كذا , شلون بالناس اللي برى ! , هذه علومك يا عم , هذه وصية أخوك
تراجع العم ولمعت عيناه اشتياقاً وألماً
لكنه نهرهم بقسوة
: ماني بعمٍ لكم ان ما رجعت
صاح فيه خالد بجنون
: وحنّ ندري وينها عشان نرجعها ! , انت ولا اخوانك بتخافون وتحرصون عليها أكثر منّا حنا ي اخوانها وامها !
زفر العم بحرارة , وعاد يزمجر
: والله ان تجي واسفك دمها بيدي والله لا أخليها عبرة لمن يعتبر
قالت ام خالد بحقد
: الله أكبر منك ي ظالم , اللي ما توصله ب يدك وصله برجولك , هي ترجع لحظني بس , والله تحلمون ب رضاها وشوفتها , بيتي يتعذرك يا ابو جاسم
حملق فيها بغضب
: تطرديني من بيت اخوي !
: اخوك ما راعيت حرمة بيته ولا قدرت عرضه , ولو هو موجود كان طردك , اطلع , اطلع يا عم عيالي حسبي الله عليك الله لا يسامحك
نظر اليها مطولاً قبل أن يخرج بغضب
صاح فيصل بغضب
: ليش ليشش يما ليش وقفتي بيني وبينه ليش ما خليتيه يجي واذبحه واشرب من دمه – صاح بها بقوة – لليشش
صاح خالد بغضب
: اخس واقطع يالخسيس لا ترفع صوتك على امك
بكت ام خالد , بسبب الضغط الفضيع , بسبب الحرمان , بسبب الاشتياق , وأخيراً فيصل الذي يصرخ في وجهها لأنها حمَته !
هُلع فيصل من بكاء أمِه , وهرع يقبل قدميها بأسف وبكاء
: يما والله آسف , آسف يا بعد راسي يمما تكفين سامحيني والله ما اعودها جعل لساني القص الله لا يسامحني الله لا...
أخرست فمه بيدها
: اشش لا تدعي على نفسك – دفعته بحزن – ابعد عني يا فيصل قهرتني ابعد
عاد يقبل قدمها
: يما تكفين سامحيني والله ما اعودها , يما طلبتك لا تبكين
انهارت بالبكاء , كانت تبكي بحرقةٍ كبيرة بوجعٍ عميق , بقلبٍ مكسور
جلس خالد الى جانبها وضمها الى صدره , قبل رأسها وهمس
: لا توجعين قلبك يا فديتك , بترجع والله أكبر منهم ومن ظلمهم , أوجعتي قلبي يا يما , لا تبكين حرقتي روحي يا يما
انتحبت بحرقة وهي تضرب صدر ابنها العريض بضعف
: ابي بنتي يا خالد , العمر يمششي والناس تكبر والحياة ما بتوقف وتمهلني اشوفها , آآه يا حرقة قلبي , آآه يا ضنناي , خذوك من امك يا بعد امك , آآه يا يمما وينك تشوفين دموعي وحرقتي , خاالد رجع بنتيي
بكت , وأبكت الثلاثة
رجالٌ أشداء
انهاروا من دموع انثى تحترق وتهترئ أمامهم , تذبل روحها كل يوم عشرة مرات
جلس بندر عند اقدامها بجوار فيصل
بكى وهو يضم ساقيها الى قلبه
: يما خلاص , كافي تعبتي نفسك , لا تبكيين يمما
صاحت فيهم بغضب , ابعدتهم بقسوة
: ابعدوا عني , محد محترق قلبه كثري , محد بكاها كثري , محد يبيها كثري , بنتي ضاعت مني , تغيبت عن حظني , تبون تحرموني ابسط حقوقي وحقوقها , اني ابكيها ! , يا قسوتكم يا عيال عمكم مثله في كل شي – صاحت بهستيريا – ما تستاهل ابكيها !! , روح امها ما تستاهل انعاها والبس الأسود لين ترجع لحظني ! , قومموا عني لا تجوني مرةٍ ثانية , ممابيكم ابيي بننتييي
ابتعدوا عنها وخرجوا من الغرفة ليتركوها تهدأ
وهم يرثون قلوبهم ويدارون أدمعهم !
,
,
لندن
ميري سينت
التاسعة صباحاً
شعرت بهمس خفيف
: لين , قومي حياتي يلا بنطلع
فتحت عينيها بكسل , وأغمضتها مرةً أخرى
ضحكت رفيقتها بخفة
: بنت قومي بنروح البيت
عادت تفتح عينيها وتهمس
: لمار خليني أنام تعبانة
: أدري انك تعبانة بس بنمشي ترتاحين في البيت , أنا قمت من الفجر جبت لك ملابس وعباية وحجاب وجزمة عشان تطلعين فيهم
فتحت عينيها وقالت بحب
: الله لا يحرمني منك
قبّلت جبينها وهمست
: ولا منك يلا قومي وانا بصحي هالعصلا
نهضت لين بتعب , وتوجهت لدورة المياه
اقتربت لمار من لمى النائمة بعمق
مسحت على شعرها وداعبت أنفها
: لمى , لممى , لممماا
: همم
: قومي
لم تردّ لمى
اقتربت لمار اكثر وعضت كتفها
قالت لمى بانزعاج
: انقلعيي
: قومي بنطلع
: روحوا انتوا انا ماني رايحة
ضحكتا لمار ولين التي خرجت من دورة المياه
قالت لين ببحة
: لمى يالمفهيه حنا ف المستشفى قومي
فتحت عينيها تدريجياً
نظرت اليهما بغيض
: يا كرهكم , انتوا حاقدين على المجتمع تكرهون تشوفون أحد مرتاح تكرهون تشوفون المرح
ضحكتا بشدة , وشدت لمار أذن لمى بلطف
: بلا تحلطم قومي اخلصي , ولا تنسين اننا سامحناك على سواتك أمس
قالت لمى
: أي واضح سامحتوني , على الضرب ولا التهزيئ اللي أخذته
ضحكتا وتجاهلتاها
نهضت بتأفف ودلفت لدورة المياه
ارتدت لين ما أحضرته لمار لها
وخبئت ملابسها يوم الحريق في كيس
انتعلت حذاءها
وتركت حجابها على السرير لحين يخرجن
مدت بهاتفها للمار
: حطيه بشنطتك هو وكيس الملابس
هزت لمار رأسها ووضعت الكيس والهاتف في حقيبتها الكبيرة نسبياً
قالت لمار بتساؤل
: كلمتي أهلك وقلتيلهم ؟!
هزت لين رأسها بهدوء
: اي
خرجت لمى من دورة المياه وارتدت معطفها الطويل وحجابها
رفعت حاجبها الأيمن
: الحين مزعجتني قومي قومي وانتي باقي مو جاهزة
ابتسمت لين
: وش اللي مو جاهزة بقي بس طرحتي ما يبيلها مشوار
لفت حجابها بإحكام , وخرجن من الغرفة
توجهن للاستعلامات
قالت لين بهدوء
: صباح الخير , اليوم موعد خروجي هلّا أعطيتني ورقة التوقيع ؟!
قالت الموظف بابتسامة لطيفة
: ما اسمك ؟
: لين محمد
نظرت الموظفة للأوراق أمامها وأخذت ورقةً وقلماً مدّت بهما للين
: تفضلي
وقعت لين وشكرت الموظفة وخرجت
قالت لين بتساؤل
: لمار جاية بسيارتك ؟!
: اي , تعالي من هنا
مضين ناحية السيارة , وكف لمى تعتنق كف لين
فتحت لمار الباب الأمامي المجاور للسائق
ساعدت لين التي ضحكت على الجلوس
: تراه ذراعي اللي متعور موب رجليني وكلي
قالت لمار بابتسامة جملية
: ما عليه ندلعك لين تطيبين
ركبت لمى في الخلف ولمار وراء المقود
وضعت لمار حزام الأمان وسارت ناحية " الاجوار رود "
قالت قبل أن تسلك الشارع المؤدي " للاجوار رود "
: تبين شي ؟
قالت بتفكير
: مدري , لا ما ظنتي توني مقضيه
قالت لمار
: شوفي لو الشقة متضرره كثير من فوق خشمك بتجين عندنا لين نعدلها
قالت لين معترضة
: لا خير
قاطعتها لمار
: اص ولا كلمة ما قاعد اشاورك
مدّت لين شفتيها ب غضب كالأطفال
ضحكتها منها
وصلوا للعمارة التي تقطنها لين
نزلن من السيارة ولين تتحسر
: يا ويل حالي شوفي كيف صارت من بعد الحريق
قالت لمى
: الحمد لله على كل حال , ان شالله بيعدلونها لا تتضايقين
دلفن للعمارة ودخلن شقة لين
لم يكن يظهر ظرر كبير بها
دخلت لين غرفتها واغرورقت عيناها دمعاً
: ممكتبييي
دخلن الفتاتان للغرفة بسرعة
قالت لمار بأسف
: يا الله
قالت لمى
: ليين لا تبكين كنك بزر عادي مكتب بداله عشر
قالت لين بغيض
: يا غبية اوراقي وكتبي وبحوثي كلها ففيه
ضربت لمى جبينها بخفة
: يووه
جلست لين أرضاً بحزن
: شسوي الحين !
قالت لمار
: نروح ادارة الجامعة ونعلمهم السالفة نشوف وش يسوون
رفعت لين رأسها بأمل
: تهقين كذا
هزت لمار رأسها بتأكيد
: اي أكيد بيساعدونك ويحلونها
تعاونّ الفتيات على تنظيف الشقة ورمي المحترق والمتضرر
اقتربت لين من خزانة ملابسها مبتسمة
: الحمد لله الدولاب ما جاه شي
تفحصته جيداً
وتأكدت من صندوقها أنه بخير
نادينها الفتاتان من غرفة الجلوس
: ليين
ذهبت اليهن مبتسمة
: هلا
قالت لمى
: وش تبين غدا ؟
: آمم , مدري !
قالت لمى
: أنا ابي بيتزا
هزت لين رأسها بقبول
: براحتكم أي شي
اتصلت لمى على المطعم وطلبت ودلتهم على الشقة
جلست لين باعياء
: تعبنا ! , لنا ثلاث ساعات نشتغل
ابتسمت لمار
: أهم شي خلصنا الحمد لله
قالت لين بامتنان
: بنات جد مشكورات مرة , مدري وش كنت بسوي بروحي
نظرن الفتيات الى بعضهن ثم اليها , قالت لمى بملل
: جد ! , انطمي بس لا احوسك , كم مرة قلنالك ما بيننا شكر
ضحكت لين وأغمضت عينيها باستجداء للراحة
,
,
في الرياض
الخامسة مساءً
كانت رتيل تقف في المطبخ مع عمتها
تغسل أطباق الغداء , وعمتها تعدّ القهوة العربية
قالت رتيل
: عمه عادي أروح لأخواني اليوم ؟!
قالت عمتها بمحبة
: أكيد حبيبتي , تبين عمك يوديك ؟!
: لا انا كلمت علي بيجيني
هزت عمتها رأسها
: مو مشكلة , يلا يما تعالي تقهوي معنا
: جاية بس أخلص هالكم صحن
خرجت العمه وجلست مع زوجها وابنها وابنتها
قالت بهمس حاد
: داليا قومي لرتيل بالمطبخ ساعديها
هبت داليا مسرعة للمطبخ وهي تعض شفتيها
: والله نسيتها
دخلت المطبخ مبتسمة
: رتوول وش تسوين
ابتسم رتيل
: وش أسوي بعد أغسل الصحون !
اقتربت منها داليا تساعدها
قالت رتيل مبتسمة
: بروح لبيت أهلي اليوم , تجين !
احمرت وجنتا داليا خجلاً , وقالت بتأتأه
: لا مابي
ضحكت رتيل بعمق
: لييش – غمزت بمرح – علاااوي بيجي ياخذني , تععالي تغيرين ججو
نظرت اليها داليا بغضب
: وجع
تركت الطبق وابتعدت عنها
ضحكت رتيل وهي تناديها
: تعالي امزح امزح
قالت داليا بغضب
: سخيفة مدري شلون تزوجك أخوي
اختفت ابتسامة رتيل ووجم وجهها
عضت داليا شفتيها ووضعت كفها على فمها
قالت بسرعة
: رتول والله آسفة مم , والله جد مو قصدي
نظرت اليها رتيل بضياع
تبللت أهدابها بالدموع
قالت بعد أن بلعت غصتها
: لا عادي
اولتها ظهرها وتابعت غسل الأطباق
اقتربت داليا بهدوء
قبّلت كتفها وهمست
: آسفة
لم ترد عليها رتيل التي كانت تبكي بصمت
خرجت داليا من المطبخ بحزن
جلست مع عائلتها
نظر لها والدها
: ليش جيتي ؟ , مو قالت أمك اقعدي مع رتيل ساعديها
ازدردت داليا ريقها واغتصبت ابتسامتها لتظهر
: ما تبي مساعدة خلصت !
نظر شقيقها اليها بعمق , قال بهمس
: شفيك !
بلعت عبرتها
: طريت زوجها وبكيتها !
قال بغضب وهو يهمس
: ليش يالرفلا , كم الف مرا قلنالك لا تطرينه عندها !
نزلت دمعتاها
: ما كان قصدي
زفر بحرارة , واتجه للمطبخ , حمحم عند الباب لينبهها
غطت وجهها وأنزلت أكمام ثوبها
حمحمت لتصفي حنجرتها عقب بكائها
: حياك عبد الله
دخل مبتسماً
: خلصتي
: اي , بطلع الغرفة , تبي شي ؟
قال بعد صمت
: رتول ترا داليا ما تقصد
هزت رأسها نفياً
: لا تهتم ماني زعلانة منها داليا اختي وما قالت شي , انا صايرة حساسة
زفر بقلة حيلة
: والله يا رتيل لو بيدي اجيبه لك !
قالت بانتحاب
: عبد الله وغلاتي عندك لا تطري هالسيرة , عن اذنك
تعدته مسرعةً لغرفتها
ارتدت ملابسَها وهي تبكي بألم
رنّ هاتفها
ردّت بتعب
: هلا
قال بهلع
: رتيل شفييك
: ولا شي , وينك !
: بالله عليك شفيك
: ولا شششي تذكرت ولد عممك بس !
صمت ولم يعرف بمَ يجيب
قالت بتعب
: وينك
قال بهدوء
: تحت أنتظرك
: طيب , مع السلامه
أغلقت الهاتف وارتدت عباءتها وحجابها ونقابها
اجتذبت حقيبتها وانتعلت حذاءها ونزلت
مرت بعمها وزوجته قبل خروجها
قالت ببحة
: عمي عمتي أنا طالعه علي برى , تامرون على شي ؟
قال عمها بحنان
: بتباتين هناك ؟
: لأ , شوي وراجعة ان شالله
: حافظك الله يبه
خرجت وركبت بجوار أخيها
ابتسم
: حيا الله رتيل
اقتربت وقبّلت كتفه
: الله يحييك , شلونك
: بخير الحمد لله , بشريني عنك
همست
: الحمد لله
صمت وتابع طريقه , متوجعاً على أخته
,
,
الى الملتقى :)

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
قديم 01-11-13, 02:20 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الخامس
,,
المملكة العربية السعودية
منطقة الشرقية - الدمام
الثانية ظهراً
أحد الفلل الراقية التي تطل على البحر بجمال
في حديقة المنزل
كانت تجلس امرأة تبدو في عقدها الرابع
ومعها رجل في عقده السادس تقريباً
وفتاةٌ في سن المراهقة
يشربون العصير ويتحدثون
حين فُتحَت بوابة الفيلا
ودخلت سيارةٌ راقية سوداء
قال الرجل مبتسماً
: وهذا وليد وصل مع ملاك
توجهت السيارة للمواقف الداخلية للفيلا
نزل منها شابٌ يافع , وفتاةٌ ناعمة
اقتربا من الجلسة
قال الشاب مبتسماً وهو يرفع نظارته الشمسية عن عينيه
: السلام عليكم
: وعليكم السلام
اقتربت الفتاة لتقبل رأس الرجل بهدوء
: السلام عليكم
ردوا عليها السلام
قالت المرأة بهدوء
: تفضلوا معانا !
أجابها الشاب مبتسماً
: مشكورة , نبي نطلع نرتاح كان يومنا متعب بعض الشيء
رفعت المرأة كتفيها
: براحتكم , تبون غدا ؟
أجابها بهدوء
: تغدينا برى
زفر الرجل وصمت
قال الشاب وهو يمسك بكف الفتاة بلطف
: عن اذنكم
تركوهم ومضوا للفيلا
صعدا الى الدور الثاني
نظر وليد ناحية ملاك مبتسماً بحنان
قبّل جبينها وهو يوصلها لغرفتها
: نامي , نوم العافية , وأنا بنام لما تصحين كلميني على طول من غير لا تطلعين من الغرفة لين أجيك
ضحكت بخفة
: حاضر
دخلت غرفتها
انتظر عند الباب دقيقة , ثم قال بصوتٍ عالٍ
: أنتظر !
ضحكت وأقفلت الباب بالمفتاح
ضحك حينها ودخل غرفته مطمئناً
رمت ملاك بحقيبتها وحجابها على الأريكة التي في الغرفة
اقتربت من سريرها
ورفعت صورةً كانت على مكتبةٍ صغيرة بجوار سريرها
ابتسمت بحب
: مسا الخير ماما , توني راجعة من الجامعة مع وليد , انا بخير اختبرت وحليت زين ووليد بعد طيب , تغدينا مشاوي اليوم , مشتاقة لك يا ماما !
قبّلتها ووضعتها مكانها ونهضت لدورة المياه
,
,
في الغرفة المقابلة لغرفة ملاك
دخل وليد وأغلق الباب وأقفله
اتجه لسريره وحمَل صورةً كانت على مكتبةٍ صغيرة بجوار سريره
ابتسم بحب
: مسا الخير يما , تونا راجعين من برا انا وملاك , انا بخير وكان شغلي تمام اليوم , وملاك بعد طيبة , تغدينا مشاوي اليوم , مشتاق لك ي يما !
قبّلها ووضعها في مكانها ونهض لدورة المياه
,
,
المملكة المتحدة - تشيلسي
التاسعة صباحاً صباحاً
كان سعود يضع هاتفه على اذنه وهو يركب السيارة ويضع الأوراق التي في يده على المقعد المجاور
: الو , صباح الخير
: هلا صباح النور
: عزوز انت بالجامعة ؟
: اي , ليش ؟
: جاي بالطريق عندي كم بحث أسلمه , أنت طالع الحين ؟!
: لا عندي محاضرة بعد ساعتين , يلا تعال أنتظرك في الحديقة
: زين , سلام
أغلق هاتفه وسار ناحية جامعة " اكسفورد "
كان يدندن بمرح
مضى اسبوع مذ وعد عزيز أنه لن يذهب الى بوب الَا نهاية الأسبوع
ابتسم بخفة
ومضى اسبوع أيضاً على لقائه بالفتاة السعودية التي آذاها بغير قصد
ومنذ اسبوع ايضاً تناول عزيز طعام الغداء في منزله وهذا من النوادر
زفر بتعب , ومنذ اسبوع أيضاً ووالدته في حالةِ ارتباك وشرود
وصل للجامعة الضخمة بعد ما استغرق ساعةً وعشرَ دقائق في الطريق
ترجل من سيارته وسار ناحية الحديقة وهو يجري اتصالاً
: وينك ؟
: توني وصلت ودخلت الحديقة , أنت وين !
: عند بوابة المكتبة , مو داخل برى قريب منها
التفت سعود ناحية بوابة المكتبة واقترب وهو يغلق الهاتف
رأى عزيز مع مجموعةٍ من الشباب العرب الذين يعرفهم
ابتسم وهو يرفع يده
: صباح الخير شباب
نهضوا مبتسمين , مرحبين
: الله حيه القاطع اللي ما نشوفه الا وعنده ورق بيسلمه
ضحك سعود وهو يربت على كتف رفيقه
: العذر والسموحة يا سلمان , والله مشاغل دوام وزحمة
قال سيف الكويتي
: والله عاذرينك ياخوي , اهي الدنيا جذي كله مشاغل والتزامات !
قال سعود ضاحكاً
: صدقت يا ريال اهيا شزي
أطلق سيف ضحكةً صاخبة
: أنت بعدك على شزي !
ضحك سعود
: عاد شسوي أول مرة بحياتي نطقت الكلمة غلط , استصعب علي أعدلها
قال عزيز مبتسماً
: سعود رح سلم أوراقك وارجع
ضرب جبهته بخفة
: يوه نسيت , لا تتحركون ماني مطول
تركهم متوجهاً لداخل الجامعة
عاد بعد ربع ساعة
كان يسير وهو يبتسم
صادف عدداً من زملائه الذين رحبوا به وسروا برؤيته
وهو يسير , أسرع حين رأى رفقته
وصدم بأحدهم
تراجع باعتذار وهو يهتف
: عذراً عذراً آنستي
كانت مخفضةً رأسها وتمسك كتفها الأيسر بكفِها الأيمن متأوهة
قالت صديقتها بخوف
: لين فيك شي !
همست بألم
: لا شوية عوار بس
قال باعتذار وبالعربية بعد سماع لهجتها
: آسف والله ما انتبهت
رفعت رأسها لتردّ لكنها صمتت حين رأته
حين رأى وجهها عض شفتيه وهو يغمض عينيه
بعد ثوانٍ فتحها وقال وهو لا يعرف ما يقول
: والله ما انتبهت , كنت مستعجل وما انتبهت وما دريت انو انتي
قالت مبتسمة بلطف
: مو مشكله لا تعتذر , حتى انا كنت مستعجلة
انحنى وجلس على ركبة واحدة وعقف الأخرى
وجمع حاجياتها
قالت بسرعة وخجل وهي تنحني معه
: لا لا والله ماله داعي
ضحك بخفة وهم يمدّ لها حقيبتها وكتبها
: آسف مرة ثانية , مدري وش حظك معي كل ما شفتك عورتك
قالت بتأنيب
: استغفر ربك هذا لا بيدي ولا بيدك
هز رأسه موافقاً
: صرتي بخير ؟
ابتسمت
: الحمد لله
تراجع خطوتان وهو يبتسم
: ثاني مرة نلتقي بفعل القدر , الثالثة ثابته
ثم ضحك بمرح
هزت رأسها وهي تبتسم
: صح
: انتبهي لنفسك والله يوفقك , مع السلامة
لوحت له بيدها بلطف
: مع السلامة
ابتعد وتوجه لأصدقائه
كانوا يضحكون منه
قال بزفرة
: استغفر الله بس
قال سلمان غامزاً
: شفيك
نظر اليه بطرف عينيه
: انثبر بلاها حركات الهبال ذي
ضحكوا منه وسأله عزيز
: طولت تسولف معها !
زفر ثم قال
: قبل اسبوع كنت في مهمة انقاذ وتسببت عليها بدون قصد , واعتذرت وزرتها بالمستشفى , واليوم وانا مسرع عورت كتفها !
ضحك سيف
: ويهك نحس ع البنيه
قال سعود بغيض
: جب أنت
ضحك منه سيف مرةً أخرى
قال سعود بتحذير
: قسم بالله اللي يقرب منها ما يلوم الا نفسه
ضحك عزيز بعمق
: كنك داري بتفكيرنا , هم ثلاث وحنا ثلاث , وانت الله يعوضك
نظر اليه مهدداً
: والله يا ويلك ي عزيزان , سألتكم بالله البنات الثلاثة أمانة برقبتكم لحد يتعرض لهم وان شفتوا أحد آذاهم افزعوا لهم , اللي عورتها سعودية ووحدة من خوياتها كنها سعودية سمعتها تتكلم والثالثة مدري وش , اعتبروهم خواتكم
نظر الثلاثة الى بعضهم ثم انفجروا ضاحكين
قال سعود بانزعاج
: ما قلت شي يضحك !
قال عزيز بضحك
: شفيك توصينا ومرة مكبر الموضوع ! , انت تدري انّ مالنا في البنات خصوصاً الخليجيات !
حكَ سعود رأسه بملل
: اص
ضحك منه عزيز مرةً أخرى
يعرف رفيقه جيداً
حين يكون في حالة تفكير عميق يتحدث كثيراً ويتفوه بأمور لا وجود لها , وبأسلوب غريب ينهي النقاش !
قال سعود بعد فترة
: يلا انا ماشي وانتم روحوا لمحاضرتكم
قال عزيز
: وين بتروح
نظر اليه سعود
: لبوب
وجمَ عزيز وقال بسرعة
: لا ت...
قاطعه سعود فوراً
: ولا كلمة , اتفقنا اروح نهاية الأسبوع
زفر عزيز استسلاماً
: براحتك !
ودعهم سعود ومضى لسيارته خارجاً من الجامعة
متوجهاً لمنطقة بعيدة بعض الشيء
ناحية طريق مطار هيثرو !
,
,
جامعة اكسفورد
نظرتا لمى ولمار الى لين بتساؤل
ضحكت دون أن تتكلم
قالت لمار
: من ذا ؟
قالت لمى
: من وين يعرفك ؟
أجابتهما بابتسامة
: اشش , تعالوا نجلس ونبعد من هنا وانا اقول لكم , وبما أن اوراقي وملفاتي الحمد لله تصرفوا الادارة بموضوعها أنا بفطركم ع حسابي
رفعتا حاجبيهما الأيمن
ضحكت وهي تغطي عينيها بكفها الأيسر
: لا تطالعوني كذا قلت بقول لكم
سار الفتيات الى جلسة في حديقة الجامعة
جلسن مقابل لين وسألنها مجدداً
: من ذا ؟
اخذت لين نفساً عميقاً ملئت به رئتيها
ثم قالت بهدوء
: يوم صار الحريق الاسبوع اللي فات وجوا فريق الانقاذ هو اللي دخل شقتي ينقذني وبدون لا يقصد عورني ومنه طاحت على ذراعي الخشبة , جاني اليوم الثاني للمستشفى واعتذر , وما شفته بعدها الا اليوم
نظرتا الى بعضهما بصمت
قالت لين
: شاكين بكلامي !
قالت لمار فوراً
: لأ طبعاً
: أجل شفيكم مو مقتنعين ؟
هزتا رأسيهما
: ولا شي
صمتت ولم تعر الموضوع اهتماماً
فتحت أحد كتبها لتقرأ
ومدت للمى بورقةٍ نقدية من فئة العشرة باوند
قالت مبتسمة
: خذي جيبي لنا فطور
ابتسمت لمى ونهضت
,
,
المملكة العربية السعودية - الرياض
السادسة مساءً
توقفت سيارة علي أمام منزله وابتسم
: يلا
نزلا سوياً
وتوجها للمنزل
فتحه علي بمفتاحه ودخلا
استقبلتهما رائحة البخور والقهوةِ العربية
قال علي بصوتٍ عالٍ
: جينا يا عرب
خرجت فتاةٌ في عمر رتيل تقريباً مبتسمة
: هلا والله
اقتربت من رتيل وعانقتها بقوة وهي تصرخ بمرح
: اششتقت لك يالمخيسه
ضحكت رتيل وهي توثق يديها حولها
نزلَ شابٌ الدرج وابتسم بسعادة
: وأخيراً
اقترب منها وقبل رأسها
قبّلت كتفه بمحبة
قال علي مبتسماً
: وين أمي ؟
قالت الفتاة
: فوق تصلي المغرب تعالوا تعالوا الحين تنزل
دخلوا غرفةً جانبية وأخذت الفتاة عباءة رتيل وحجابها بلطف
جلست رتيل وهي تنظر اليهم بابتسامة
: اشتقت لكم
قال الشاب بسخرية
: أي مبين
ضحكت بخفة
: والله جد
جلست الفتاة بقرب رتيل وأحاطت خصرها بذراعها ووضعت رأسها على كتف رتيل
: رتيل حقتي اليوم لحد يقرب منها
تعالت أصواتهم باعتراض
ضحكت رتيل وهي تبعدها عنها
: هدييل وخري ماحب أحد يمسكني كذا
كادت هديل تتكلم قبل أن يردعها علي بنظرةٍ قوية
بلعت كلماتها وصمتت
حينها سمعوا صوتاً حنوناً عند باب الغرفة
: يا الله انك تحيي رتيل هلا والله , ما بغيتي تحنين وتجيني
نهضت رتيل مسرعة واقتربت تقبل كفيها ورأسها بمحبة
: هلا خالتي شلونك
قالت المرأة بتحذير
: وششو
ضحك رتيل ثم قالت
: هلا هلا يما
انضمتا للجميع , كانوا سعداءَ جداً بوجودها معهم
قالت الأم
: هديل جيبي القهوة
نهضت هديل مسرعةً الى المطبخ
كادت رتيل تتبعها لو لا يد علي
: اقعدي وين
: بساعد هديل
قالت أم علي بابتسامة
: معاد هي صغيرة خلاص صارت سنعة
ضحكت رتيل وجلست
نظرت للشاب بمحبة
: شلونك تركي شخبارك
ارتخى بجلسته وتنهد
: بخير الله يسلمك
: وليد وملاك شلونهم ؟ , متى آخر مرة كلمته
: والله كل يوم أكلمه , طيبين ما عليهم
قالت ام علي بحزن
: والله اني ابيهم عندي , على الأقل ملاك , بس أبو وليد أبد مو راضي , أدري ان وليد ما عليه من ابوه ولا جايب له خبر بس أنا مابيه يتجرأ ويسوي شي غصب عن ابوه
ابتسمت رتيل
: ماعليه يما خليهم عند ابوهم أريح لهم , البيت كبير ومستوى تعودوا عليه خوفك يجون هنا ويتضايقون خلهم بعيدين وعزيزين , وبعدين الفجوة اللي بينهم وبين ابوهم كبيرة لو بعدوا بتكبر أكثر
قال تركي بسرعة
: لا والله وليد وملاك مو ذا تفكيرهم
رفعت رتيل كتفيها
: مدري والله أم فهد يوم يجون زيارات مبين الضيق في عيونها , بس والله انها طيبة الحمد لله ولا اشتكوا منها
قالت ام علي
: هي ما ضرتهم , بس ماهي معوضتهم عن الأم , وليد وملاك محرومين , أنا خالتهم ومكان أمهم , هي تضل مرة أب طلعت ولا نزلت
اقتربت رتيل من ام علي ووضعت رأسها على صدرها
: مو كل مرة أب مو زينة , هذه أنتي مرة أبوي ولا احسك الا امي , لو امي عايشة ما عطتني اللي عطيتيني اياه
وثقت أم علي ذراعاها حول رتيل مبتسمة
: لا تقولين كذا , انتي بنت قلبي وحبيبتي والله يشهد ان مكانتك من مكانة هديل وعلي وتركي , وامك الله يرحمها لو انها موجودة كان ما خلت عليك قصور ابد , الله يغفر لها ويحسن اليها كانت طيبة بشكل ما تتخيلينه وحنونة وحبيبة وما شافها احد الا حبها
قالت رتيل بهمس
: ابي اشوفها
مسحت ام علي على شعرها
: بالجنة ان شالله
ابتسم علي
: يما ما غرتي , ما زعلتي يوم جابها أبوي ؟!
قالت مبتسمةً للذكريات
: يوم جاني الخبر ان عادل الله يرحمه تزوج , انهرت وتعبت نفسياً , كنتوا انت وتركي عندي انت ثمان سنوات وتركي ست , زعلت وطلعت لهلي وقلت مانب راجعة له ابد , ابوي الله يرحمه كان حنون حيل وما يرضى على بناته قال لي بيجيك ويتفاهم معك , ان رضيتي رحتي معه , وان ابيتي ف والله ما يجبرونك عليه وانا حي , وفعلاً بعد يومين ترك ايمان في بيته وجاني لبيت أهلي , راضاني واخذ اللي بخاطري , قال لي تعالي وشوفيها اذا ما حبيتيها لك اللي تبين , بغيت أنجن وش يقول هالرجال أنا اروح اشوف طبينتي ! , أقنعني ومشينا , يوم دخلنا البيت وتستقبلنا الريحة الزينة , والنظافة والترتيب
ضحكت وتوقفت عن الحديث
قالوا جميعاً بحماس
: كملي
التفتت لهديل ضاحكة
: متى جيتي
: من أول بس انتي مغمضة عيونك كملي كملي
تابعت مبتسمة
: عاد أنا قلت في نفسي بدأ النفاق , دخلنا غرفة المعيشة وجلسنا وعيالي راحوا غرفتهم , شوي ودخلت علينا , نسخة من رتيل , والله يوم اشوف رتيل الحين كن الزمن رجع فيني ورا , مبتسمة الله يرحم ذاك المبسم , يوم شفتها صديت عنها , وطت علي وحبت راسي وجلست جنبي تاخذ أخباري , انصدمت التفت لأبوكم ابي اسأله هي ذي اللي متزوجها ! , كان مبتسم قالتلي بعد ما سألت وخذت علومي , تبين تتعشين الحين ولا بعد شوي , عاد انا الله يسامحني قلت بورطها قلت لا الا بتعشى الحين وخري خل اسوي عشاي وعشى عيالي ورجلي , قالت والله ما تقومين انا طابخة وخالصة , وقامت وحطت السفرة مو مخليه شي مو مسويته
صمتت وتنهدت بعمق وحرارة
قالت رتيل ودموعها تحرق وجنتيها
: كملي
تابعت بحزن
: صرخت عليها قلتلها لا تنافقين وتكذبين وتسوين نفسك تحبيني وتحبين رجلي تراك طبينة وخطافة رجاجيل , الله يغفر لي كسرت بخاطرها ناظرتني شوي ولا ردت وطلعت لغرفتها وانا رحت غرفتي , والله اني مو شينة على طول ندمت , بس ما قدرت اشوف غيري تشاركني بزوجي
تنهدت مرةً أخرى , ونزلت دمعتان على وجنتيها
: جاني عادل الغرفة بعدها بساعة , ما صرخ ولا هاوش ولا عصب , قال لي بهدووء ولا يقول اليوم , ليش يا عايشة كسرتي خاطرها , ايمان صغيرة بينك وبينها عشر سنوات , ولا تبي تزعلك ولا تبي تضايقك , خليتيها تدخل غرفتها تبكي وهي تبي رضاك , هاوشته عصبت عليه وبكيت , اخذني لحضنه وهداني , قال لي انا ما سويت الحرام ولا تزوجت من قل غلاك , مو الرسول يقول حُبب الي من من دنياكم الطيب والنساء , لا تزعلين مني يا عايشة , يرضيك أسوي الحرام ولا أتزوج بالحلال ؟! , سكت ولا عرفت وش اقول كلامه صح , بس غريزة في الحرمة ما تتحمل تشوف غيرها مع زوجها , انتظرته لين نام , الله يرحمهم تركها وهي عروس ونام عندي عشان لا ازعل أكثر , تسحبت من سريري ورحت لغرفتها
سكتت قليلاً , ثم تابعت بحنين
: لقيتها تصلي قيام وبيدها مصحف , خلصت والتفت لي , ابتسمت وما خفى علي العتب بعيونها , قالت آمريني يا ام علي , تلعثمت , صغييرة واستصغرت نفسي قدامها اعتذرت وبينت لها اني ما اقصدها لشخصها بس غصب عني , عذرتني وقالتلي اللي ما انساه , قالت انا يتيمة يا ام علي وذقت الأمرين على يد مرة عمي , لا تضيميني يا ام علي ضميني لك ووالله ما تلقين مني اللي يزعلك , لا تقهريني فوق قهري , انا يتيمة , يتيمة يا ام علي فقدتهم وانا طفلة
نشجت ام علي بالبكاء وتابعت
: كنها رتيل , والله رتيل , يتيمة ومقهورة وصغيرة – شدت على رتيل في حضنها وهي تبكي – حلفت ذيك الليلة ما تلقى مني اللي يضرها ويزعلها , وعدتها ووفيت , وهذا أنا أوفي مرةً ثانية , ايمان قبل عشرين سنة جعلتها اخت (ن) لي وبنتها الحين بنت (ن) لي
كانت رتيل تبكي بحرارة
قال علي بعد أن حمحم ومسح دمعتان علقتا بأهدابه
: آحم , الله يرحمهم ويغفر لهم , قومي هديل قهوينا
التفت لشقيقته التي كانت تبكي
ضحك وهو يرميها بوسادةٍ صغيرة
: بنت
التفت له بغيض
: شتبي انت وش فيك حاقد على البشرية خلينا نعبر عن احساسنا يا عديم الاحساس
ضحكوا منها جميعاً
حتى رتيل ووالدة علي
تنهد تركي وابتسم
: قصة مؤثرة , الله يرحمهم
نهضت رتيل لدورة المياه
عندما اختفت من امامهم
قالت ام علي هامسة
: قفلوا السالفة ونسوها , مسكينة رتيل فوق هم زوجها تجينا ونبكيها
ضربت هديل صدرها بتفاخر
: افا عليك ان م خليتها تكركر الحلين ما اكون هدييل
قال تركي بسخرية
: عن الهياط
صاحت فيه باعتراض , وضحكت رتيل التي دخلت للغرفة على كلمة تركي فقط
,
,
المملكة المتحدة – طريق مطار هيثرو
مقبرة المسلمين
الثانية عشر مساءً
أوقف سعود سيارته في المواقف الخاصرة بالمقبرة
ترجل من سيارته وهو يشد معطفه عليه بسبب البرد الشديد
دخل المقبرة بهدوء ظاهري
سار بين القبور وهو يهمس
: " السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله تعالى بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية "- صمت قليلاً ثم تابع – " السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر "
اقترب من قبرٍ قصَده
ابتسم وجلس أمامه
: السلام عليكم يا جدي , أنا سعود ولد محمد ورونا , اشتقت لك يالغالي , كلنا بخير وجدتي بخير , أبوي وأمي بخير , كلنا مفتقدينك , خالتي رنا غضبت عليها جدتي وطردتها لأنها غلطت غلط كبير , ماني قايله عشان لا تتضايق بقبرك , أنا كنت جاي لبوب , ولك بعد يا تاج راسي , الله يرحمك ويغفر لك ويحسن اليك , نلتقي بالجنة يبا
نهض من أمامه وسار ناحية قبرٍ آخر
زفر بحرارة وجلس على ركبتيه أمامه
: السلام عليكم ورحمة الله , بوب يا عزيزي أنا سآود , أعلم أنك تعرفني دون أن أعرف بنفسي , قبل أسبوع كنت أريد المجيء لكن عزيز منعني , اشتقت اليك كثيراً , والى وجودك وحديثك , توفيت منذ أربعةِ أعوام ولا أستطيع نسيانك أو التوقف عن التفكير بك , أنا أعيش كما تحب أن أعيش , ملتزمٌ في صلاتي , أحب الجميع , وجادٌ في عملي ودراستي , أساعد الجميع أسعى للخير , لكنني أفتقدك بشده , قبل اسبوع ذهبنا في مهمة , آمم لقد ارتكبت خطأً كان يجب أن أبقى خارجاً لكنني دخلت لأن سكان العمارة عرب من دولتي وجوارها , آذيت فتاةً مسكينة لم تكن لتتأذى لولا تدخلي , لكنني ذهبت لأعتذر وسامحتني , انني أقوم بعملي بشكلٍ جيد , هذه أول مرةٍ أخطأ سامحني , نعم لم أخبرك لقد أجبرت عزيز على تناول الغداء في منزلنا – ضحك بخفة – أحمق صحيح , أنا أخوه ويرفض أن يأتي لمنزلي , أمي متوترة منذ أسبوع أشعر أنها تخبئ أمراً كبيراً , سأنتظر حتى تخبرنا , السيدةُ العجوز التي حدثتك عنها مراراً , جارةُ عزيز , إنها مسكينة يا بوب , رأيتها منذ أسبوع كانت حزينة وتكاد تبكي , أتمنى أن ارى من ظلمها حتى انتقم لها , بوب اليوم سأكمل ثمانيةً وعشرون عاماً , وأدخل عاميَ التاسع والعشرون , أشتاقك يا سيدي وأبي وعزيزي , سآتي مرةً أخرى أعدك
نهض ونفض ملابسه وابتسم بحزن وهمس
: وداعاً
أولاه ظهره ومشى لباب المقبرة , قبل أن يخرج التفت ولوح بيده ثم خرج لسيارته عائداً الى تشيلسي
نظر الى ساعة سيارته
كانت تشير الى الثانية ظهراً
هاتفه يرن بإلحاح
أغلقه بملل
وغير طريق تشيلسي الى طريق سفري يفرغ فيه طاقته السلبية حالياً
,
,
الى الملتقى :)

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
قديم 01-11-13, 02:22 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
البارت السادس
المملكة العربية السعودية - المنطقة الشرقية
السابعة مساءً
فتح وليد باب غرفته وهو جاهزٌ للخروج
دقَّ باب غرفة ملاك بهدوء
قالت بسرعة
: جاية
فتحت الباب وهي تضع حجابها على رأسها
أغلقت باب غرفتها ونزلا سوياً
مرّا بغرفة الجلوس
قال والدهما مبتسماً
: هلا والله , مسا الخير
قال وليد مبتسماً بهدوء
: مسا النور
قال الشاب الذي كان جالساً أمام الوالد
ببرود : بتطلعون ؟
رفع وليد حاجبه الأيمن وقال بذات البرود
: انت وش شايف !
أشاح الشاب بوجهه بضيق
نظرت اليه الأم بتحذير
قالت الفتاة الصغيرة
: وليد خذني معكم
قال وليد
: المرة الجاية
قالت الأم
: ما بتتعشون ؟
: بنتعشى برى ان شالله
قال والده بضيق
: لمتى يعني !
قال وليد بسخرية
: أنت تدري لمتى
ابتسمت الام بارتباك
: وليد لا تتأخرون ودنا نجلس معكم
نظر لها نظرةً ذات معنىً , وأولاها ظهره وهو يجتذب يد شقيقته
حين خرجوا التفتت الأم لابنها بعصبية
: فهد كم مرة قلتلك لا تحتك بأخوووك
قال فهد ببرود
: ليه ! , على راسه بطحا ما نكلمه ولا لنا شغل فيه يخسي دامه عايش معنا بكلمه وبتدخل فيه وبكسر راسه بعد
التفت له والده بغضب
: مير تعقب وتهبى موب انت اللي تمشي كلمتك على وليد , اذا ناسي يا ولد امس ترا وليد أكبر منكك يالجاهل
نظرت الأم للفتاة وقالت بسرعة
: روان على غرفتك
تأففت ونهضت
: مو لازم كل ما تكلمتوا طردتوني ع بالكم باقي بزر م اعرف وش عندكم
قال أخوها بغضب
: على غرفتك قلنا
أولته ظهرها متضايقة وصعدت لغرفتها
قال فهد لوالده محاولاً امتصاص غضبه
: على هونك يبا على هونك ما نسيت ولا راح أنسى ان وليد اكبر مني , أنا اتكلم عن اسلوبه معنا وتصرفاته اللي تضايق , ماله حق انا وروان اخوانه انت ابوه امي خالته حسبة امه , دايم عازل روحه حتى ملاك عازلها صرت اشتاق اقعد مع اختي ! , ما يسمح لها تطلع لنا وتجلس معنا ما نشوفها الا وهي طالعه من البيت او وهي داخله للبيت !
نهض والده وهو يقول بحسرة
: ما ينلام , الله يلوم اللي يلومه هو واخته , فاقدين امهم يابوك , ام هذه ما تتقدر ولا ينحط أحد بالميزان معها
قال فهد بغضب وقد وصل لما يريد للنقاش ان ينحدر اليه
: وامهم وينها , ليه ما تريحونهم وتقولون لهم
نظر اليه والده بقهرٍ وحسرة , وتركه خارجاً من المنزل
اقتربت أمه منه وضربته على صدره بغل
: ردي , والله ردي ما ربيتك عدل , لييه تطري لأبوك اللي يكره ليه تأذي أبوك بذا السيرة يالعاق
قال بغضب
: عاجبك حالهم
قالت بغضب مماثل
: مب عاجبني بس ما بيدي شي
: ليش ما تحاولين فيه يتكلم ليشش
اولته ظهرها
: حاولت والله حاولت مرة واثنين وعشر , ما يبي يتكلم , أبوك دفن الماضي ما يبي يطريه خلاص
صرخ بضغينة
: مب على كيفه , بيتكلم والله ان يتكلم ويطلع العلم منه
تجاهلته والدته صاعدةً لغرفتها
وهي تحوقل وتتحسب بحزن
,
,
المملكة المتحدة – تشيلسي
السادسة مساءً
صرخت السيدة جوليا بغضب وهي ترمي هاتفها على الأريكة
قالت ابنتها رونا بمحاولة لتهدئتها , وهي قلقة مثلها
: امي اهدئي ارجوكِ , قد يكون مشغولاً
صرخت السيدة جوليا
: ابنكِ سيء انه يتعمد إغاظتي , مرت أربع ساعات منذ أغلق هاتفه وثمانِ ساعات مذ خرج من المنزل
قال والد سعود بهمس
: جحدته الحين , يوم انه زين بني وبني الحين صار ولدنا السيئ
حبست رونا ضحكتها وهي تلكزه بخفة
حملت السيدة جوليا هاتفها مرةً أخرى لتتصل
قال والد سعود بجدية
: سيدتي يضايقني اهتمامك الزائد بسعود , انه رجلٌ وليس طفل انك تفسيدنه بدلالك
لكزته زوجته أخرى وهي تحاول ردعه عن الحديث
: مححمد !
نظرت اليه السيدة جوليا ببرود
: حقاً ! , وكأنني سأهتم , أرجو أن تفهم سيدي سآود حفيدي الأول ومدللٌ عندي مذ ولد لن أغير طبيعتي حتى لا تتضايق
همّ والد سعود بالرد عليها
حين قاطعهم صوت الباب تلاه صوت سعود بارداً شاحباً
: السلام عليكم
نهضت والدته وجدته مسرعتين
قالت السيدة جوليا بقلق
: هل أنت بخير ! , اين كنت لم لا ترد على اتصالاتي
قال باختصار ودون أن يبتسم
: انا بخير
نظرت أمه وجدته الى بعضهما نظرةً خاطفة
قالت امه بحنان
: طيب اطلع ارتاح
أولى الجميع ظهره صاعداً للأعلى
قال والده بهدوء
: كان عند بوب
قالت السيدة جوليا بغضب
: نعم عرفت ذلك من تصرفاته قلت له لا تذهب لم يعصيني كثيراً
كانت عينا والدة سعود تلمعان بالدمع , قالت بحزن
: لا شأن لكم به , فليذهب الى بوب في ذلك سعادة له , اتركوا ابني وشأنه كفا عن الشد والجذب في حياته
صعدت للأعلى مسرعة وهي تبكي
تبعها زوجها بسرعة
وجلست السيدة جوليا على الأريكة وهي تزفر
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الواحدة بعد منتصف الليل
*في سيارةٍ بيضاء صغيرة
فتاةٌ صغيرة بزيٍ مدرسي للمرحلة الابتدائية
وشاب في الخامسة والعشرين من عمره يقود السيارة
صاح فيها بملل
: اقعدي اشغلتيني
نظرت اليه بتأفف
: انت ليه كذا اقعدي اقعدي , تشوف نفسك شايب ما فيك حيلة ع بالك انا زيك , خلنيي بكيفي بتحرك بغني بستانس
قهقه وهو يشد احد ذيلي شعرها الذي كان ( قرنين )
: انا شايب يالبزرة
صاحت وهي تبعد يده
: عورتنني
: قولي آسفة ما أعودها يا تاج راسي
قالت بغضب
: ما اقول تاج راسي
ترك شعرها بسرعة وتابع طريقه بصمت وحاجبيه معقودين
اقتربت منه بتساؤل
: وشفيك !
التفت لها ثم الى طريقه بسرعة
: ولا شي
: لا جد وش فيك سكت فجأة
نظر اليها متسائلاً
: ليش قلتي ما اقول تاج راسي ؟!
ضحكت وهي تقترب منه تعانقه بطفولة
: أمزح معك
: يعني عادي تقولين انا تاج راسك !
قبّلت رأسه مبتسمة وهي تعانقه مرةً أخرى
: ايه , تاج راسي وابوي وكل شي
ابتسم بمحبة وهي يشدها اليه
قبّل جبينها
: يلا اقعدي خل اسوق
جلست في مكانها باعتدال
: بتوديني بيتنا ولا بيتكم ؟
: ابوي مشتاق لك باخذك بيتنا والعصر اوديك بيتكم
قالت متسائلة
: ماما وعلي يدرون ؟
: ايه
قالت بمرح
: ابي آيسكريم
ضحك ثم قال
: ما في بتشبعين منها وما تتغدين
قالت وهي تمد سبابتها
: والله والله والله اتغدى , خلاص ما آكلها الحين بعد الغدى , الله يخلييك ابي
التفت لها
: بوسيني واجيب لك
فزت تقبّل خدَه
مد لها بالأخر
: هنا بعد
قبّلت الآخر ثم قالت بسرعة
: يلا اشتريلي
ضحك وهو يقف بسيارته عند محلٍ صغير
نزل وهو يحملها بين ذراعيه
كأنها ابنةُ العامين وليست ابنةَ العشرةِ اعوام !*
انتهت الذكرى التي خطرت عليها
ابتسمت بحنين وهي تمسح أدمعها
قالت بهمس متعب
: وينك ! , شاب حالي عقبك يا هواي متى ترجع
نهضت من سريرها لتتوضأ وتصلي الوتر وترجو خالقها أن يعيده
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثامنة مساءً
دخل بندر المنزل ونادى بهدوء
: يمه وينك
نادته من المطبخ
: تعال
ذهب اليها ومدّ لها بكيس الخبز
أخذته دون ردّ
قبّل كتِفها وخرج لغرفة الجلوس
جلس مع إخوته
قال له خالد بابتسامةٍ شاحبة
: ارحب , شلون كان اختبارك ؟
ابتسم
: الحمد لله حليت زين
قال فيصل بشك
: بندر شفيك , وجهك كنّ وراك علم
عض شفته السفلى بأسنانه العليا
: ششش
قال خالد هامساً بجدية
: وش صاير ؟
: صادفت فارس وجاسم بالجامعة
رفع فيصل حاجبه الأيمن ببداية غضب
تابع بندر
: فارس الكلب قام يقط كلام ويعطيني نظرات , وتداخلنا في بعض , دخل بيننا جاسم ويوم فارس يقول له ليش ما تخليني اذبحه قال له اللي بيته من قزاز لا يرمي الناس بالحجر يا فارس , لو فرضاً هم غلطانين مرة حنا ما لنا دخل لا يفضحنا رب العالمين , انا وفارس انصدمنا من كلامه من متى صار ذا تفكيره وصدمني أكثر يوم ابتسم لي والله ابتسامتة مكسورة قال لي رح ي بندر الله يفرج همكم ويغفر ذنوبنا
هب فيصل واقفاً وهو يزمجر
: يخسى الكلب
سحبه خالد وهو يخرس فمه بكفه
: اشش اسكت وعود يشق بلعومك لا تسمعك أمك
حينها دخلت الأم بفزع
: شفيكم !
قال بندر ضاحكاً بارتباك
: فيصل معصب علي لأني ما حليت زين باختباري
نظرت الى ابنائها الثلاثة وهزت رأسها نفياً
: والله انك كذاب , بس معليه دامك ما تبي تقول براحتك
جلست على الأريكة وقالت مخاطبةً بندر
: قم جب العشا صبيتوا عظامي ع بالي فيكم شي
ابتسم بندر وهو ينظر الى خالد نظرة ذات مغزى
حين اختفى بندر قالت الأم بجدية
: خالد اصدقني القول , وش قايل لكم بندر
ضحك خالد وهو يقرص فخذ فيصل بغيض
: وش فيك يمه تشكين بكلامه !
: ايه اشك كذاب بندر , فيصل من متى يهتم بالاختبارات !
قال فيصل معترضاً
: ليه ليه هالعنف , والله أهتم
أشاحت بوجهها عنه
: أي مبين
نظر لأخيه ثم لأمه بحزن
قال خالد بحنان
: طولتي بزعلك على فيصل يمه
نهضت وقالت بحدة
: ولاني براضية , ذي وصية أبوك يالبار ؟! , ذا اهتمامك بأمك ! , سود الله وجهك كانك تظن ذي مرجلة وشجاعة
تركتهم ودخلت غرفتها
قال فيصل بندم
: يارب اغفر لي , وش انا سويت , والله مو قصدي اللي ف بالها والله اني ندمت واستغفرت كانت لحظة شيطان الله يلعنه
قال بندر الذي سمع حديث أمه
: وبتقعد كذا تنتظر السماح يجيك برجوله ؟!
: وش تبيني اسوي
قال خالد بهدوء
: الحقها واعتذر وحب ايدينها وراسها
نهض فيصل وسار ناحية غرفة أمه
همّ بطرق الباب حين سمع صوتها تتحدث
كان سيعود لغرفة الجلوس ويؤجل الحديث معها
إلا أن عينيه جحظت بفاجعة حين سمع حديثها
: وشلونك انتي , طيبة تاكلين زين تنامين زين
صمتت قليلاً ثم قالت بحنان
: جعلك دوم بخير يا بعد أمك وربعها وديرتها , كلنا زينين يا روحي
صمتت , ثم قالت
: اخوانك بخير والله
صمتت قبل أن تقول بحزن
: لأ للحين ما سامحته , كسرني يا بنتي , رديت عنه أذى عمه ويصرخ فيني , فيصل ماهو على خبرك
صمتت , ثم تابعت بحنان وتعب
: يا بعد هلي والله اشتقت لك اشتقت لك كثيير
صمتت , ثم قالت
: تطمني يمه محد حس ولا أحد يدري , كان اني أبي عناي وتعبي حسستهم والله اني حريصة
صمتت , قبل أن تقول بنحيب وتعب
: حافظك الله يا روحي حافظك الله يا ضناي الله معك ي بعد أمك , لا تبطين علي يمه
عاد أدراجه وعينيه تائهتين في الفراغ
جلس وهو مصدوم
قال خالد مستغرباً
: شفيك !
نظر اليه بصمت وصدمة
نهض بندر بخوف
: فيصل وش صار
هز بندر كتف فيصل بعنف
شهق فيصل ونظر اليهما بجنون
: أمي
هبّا بفزع
: شفيها !
قال بهذيان
: ........................
,
,
المملكة المتحدة – تشيلسي
الثامنة مساءً بعدَ عودة سعود بساعتين
سمِع ضربات خفيفة على باب غرفته
لم يرد
كانت عيناه تائهتان في الفراغ
اقتربت منه أمه
مسحت على كتفه
: حبيبي ما بتنزل تتعشى !
قال بعد صمت
: ما ابي
تهدّج صوتها
: ليه
قال بهدوء
: يمه ما لي نفس
: بس انت مو متغدي
: يمه الله يرضى عليك جد ما ابي , لا تلحين
جلست أمامه
: وش سولفت مع بوب
لاح على شفتيه شبحُ ابتسامة
: قلت له وش صار معي هالأسبوع واني مشتاق له وافتقده وقلت له عن خالتي جارة عزيز
قالت امه مبتسمة
: وسلمت على جدك ؟!
: ايه , وقلت له انكم تسلمون عليه , وقل له عن خالتي رنا ان جدتي غضبت عليها بس ما قلت له وش السبب
ارتبكت والدته وتوترت
قال مبتسماً ببرود
: ما بتقولين وش فيك !
: ما فيني شي حبيبي , يلا يمه عشان خاطري انزل معاي تعشى
: ما ابي
نهضت بيأس , قبّلت ما بين عينيه بحب
وتركته خارجةً من الغرفة
حين أغلقت الباب
أسند رأسه على الحائط من خلفه وزفر بحزن
حينها رنّ هاتفه للمرةِ المائة
رفعه ببرود
: خير
جاءه صوتٌ غاضب
: حسبي الله عليك , من الظهر وانا اتصل ما قلت خل أخاف الله بالكلب ذا ارد عليه اشوف شيبي
قال مبتسماً ببرود
: شيبي الكلب
صرخ فيه بغضب
: ليش ما ترد على جوالك , شغلت بالي
: ليه أول مرة أسحب عليك !
: مب أول مرة يالردي , المهم قول لي انت بخير ؟!
ابتسم بحبٍ عميق
: بخير
: احلف
: والله
: تعشيت ؟
: لا
: وتراب , قم تعش , طبعاً مو متغدي
: ما لي نفس
: اجهز بجيك
ضحك منه ثم قال
: تجيني ب شنو ؟ , اشتريت سيارة وانا مدري
: لا بجي بالباص , ومن بيتكم نطلع بسيارتك
: ما ابي اطلع
قال عزيز يقلد نبرة سعود الدائمة
: ما شاورتك
ضحك مرةً أخرى
: اقلب وجهك بنام
: كذاب ما بتنام , تبي تجلس مثل النفسيات تفكر وتغم نفسك زيادة
زفر سعود بملل
: عزيز اقلب وجهك
: قم البس جايك
: لا تجي
: مب على كيفك
أغلق عزيز الهاتف ونظر اليه سعود ضاحكاً
نهض بتكاسل غير ثيابه ونزل الى غرفة الجلوس
نظروا اليه باستغراب
قال أمه
: وين بتروح ؟!
: عزيز اتصل علي أصر يجيني ونطلع
ابتسم والده
: زين سوى , اطلع استنانس معه
ابتسم ولم يرد
همست السيدة جوليا لابنتها
: ماذا قال ؟
أجابتها رونا بهمس مماثل
: سوف يأتي عزيز لاصطحابه يتعشيان معاً ويستمتعان بوقتهما
ابتسم السيدة جوليا بامتنان
: آوه إنه شاب طيب , جزاه الله خيراً
ابتسمت رونا وهي تنظر لابنها بحنان
,
,
الى الملتقى :)

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
قديم 01-11-13, 02:24 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
البارت السابع
المملكة المتحدة – لندن
الواحدة ظهراً
دخلت لين شقتها وأغلقت الباب
مشت بتعب وجلست على الأريكة
رنّ هاتفها فور جلوسها
تأففت ورفعته
: هلا لمى !
: ليين تعالي معانا بنروح نتمشى عند لندن آي وناكل ونستانس
قالت بلطف
: لمى توني دخلت البيت تعبانه بنام شوي عشان أروح دوامي
قالت لمى بإلحاح
: تكفيين لمار مستانسة متصلين عليها أهلها خاطبين لأخوها وتبي تطلعنا
قالت بحزن
: صدق !
رقّ قلب لمى لحال رفيقتها , لكنها فوراً تابعت
: يلا لين بليز امشي معانا مو لازم تروحين الدوام
قالت لين برفضٍ قاطع
: مستحيل ما اروح دوامي , خلاص مو مشكلة ب آكل لي لقمة خفيفة وآخذ شور منتظرتكم
طارت لمى فرحاً
: فدييتك كنت أدري انك ما ب تخيبيني
جاء صوت لمار تصرخ بمرح
: لممى ليش قلتي لهاا انا كنت بقول
قالت لمى ضاحكة
: خلاص قلت وتقول ب تنتظرنا
اخذت لمار الهاتف وهتفت
: لين
: ي عيونها
: خطبوا ل يوسسف , كلمني فديته فرححان
بلعت لين غصتها وابتهجت لبهجة رفيقتها
: مبروك ي روحي , الله يوفقه ويتمم له ع خير , فديتك والله استانست عشانك
قالت لمار بحنان
: يوم اللي استانس لك ان شالله
قالت لين بضحكة متصنعة
: أي هين , يلا انا بجهز
ودعتها لمار بحزن
أغلقت الهاتف وارتخت برأسها على ظهر الأريكة
دندنت بحزن
: لسوف أعود يا أمي أقبل رأسك الزاكي , أبثك كل أشواقي وأرشف عطر يمناكِ , أمرغ في ثرى قدميكِ خدي حين ألقاكِ , أروي الترب من دمعي سروراً في محياكِ
زفرت بتعب
: آه يمه , اشتقت لك , يبه اشتقت لك , برجع لك يبه برجع لحنانك ورحمتك , راجعه ي هلي والله راجعه
استعاذت بالله من الشيطان الرجيم
ونهضت تتجهز وتنتظر رفيقتيها
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة مساءً
كانت تقف أمام القدِر لتشرف على طبختها
لامس طرف إصبعها الطعام الساخن جداً
تأوهت ووضعت اصبعها في فمها
غامت عينيها بذكرى مضت
*دخلت المطبخ على حين غفلة من أمها وزوجة عمها
قرّبت كرسياً في المطبخ للقدر
وقفت وبيدها ملعقة
حاولت أن تأكل لكنها آذت اصبعها
صرخت بآهة ورمت الملعقة أرضاً
دمعت عينيها فوراً
شعرت بأحدهم يدخل المطبخ
أغمضت عينيها بخوف
اقترب منها وحملها بين ذراعيه
قال بحنو
: عورتي نفسك ؟
فتحت عينيها مطمئنة لأنه هو , وقالت بنبرةٍ باكية
تشتكي له
: أي
مد يده
: وين اللي يعورك
أشارت له بإصبعها الذي تأذى
أمسك بإصبعها بخفه , قبله بحنان
وضمها لصدره
: لا تقربين من القدور مرة ثانية
أحاطت رقبته بذراعيها وقالت بنبرةٍ باكية
: جوعانه
قبل رأسها وأجلسها على طاولةٍ في المطبخ
: يخسى الجوع
سكب لها من ما في القدر
وأطعمها بيده
ثم حملها وخرجا من المنزل يتنزهان لينسيها ألماً صغيراً جداً في طرف إصبعها !*
انتهت الذكرى
كانت ابنةَ الخامسة
وهو فتى العشرون
كان يدللها كثيراً
ويعتني بها كثيراً
ناداها صوتٌ انتشلها من ذكرياتها
: رتيل بسم الله عليك !
التفتت بسرعة
: هلا !
قالت بقلق
: ليش تبكين ؟
مسحت دمعاتها , وغصةٌ جارحة تؤلم حلقها
: ما فيني شي
ظهر جلياً الألم في نبرتها
نظرت عمتها وابنتها لبعضهما ثم اليها بسرعة
اقتربت عمتها تربت على كتفها
: حبيبتي لا تتعبين نفسك !
ابتعدت عن عمتها وهي تجاهد ابتسامتها
: ما فيني شي
غسلت وجهها ودعكت عيناها لتمنع دمعهما
قالت داليا تتصنع المرح
: ما خلصت طبختك !
ابتسمت
: باقي لها شوي بس , سوي السلطة لين أخلص
شمرت داليا كمّ قميصها وبدأت تقطع الخضار
: رتول حمّري الدجاج الله لا يهينك
ضحكت رتيل وشغلت الفرن من الأعلى
: وش ذا الدجاج اللي بليتينا فيه كل يوم مسويته
رفعت حاجبها الأيمن
: مو شغلك انا وابوي نحبه
دخلت العمة للمطبخ مرةً أخرى
وقالت تستعجلهن
: اخصلن , الغدا طوّل اليوم , أبوكم هاوشني
تحركن باستعجال يجهزن سفرةَ الطعام
كانت رتيل ترتدي ثوباً طويل وعريضاً بأكمام طويلة
لفت حجابها على رأسها وارتدت غطاء وجهها ثم ذهبت حيث يجلسون لتضع الطعام
قال العم مبتسماً
: بشرن عسى ذبيحتكن استوت !
ضحكت بإحراج
: معليه عمي بدينا متأخر اليوم
قال عبد الله بسخرية
: وش شاغلكم
نظرت اليه بطرف عينيها
: أمس جمعة عشان الويك اند سهرنا وقمنا متأخر
زفر ثم قال
: طسي جيبي الباقي بموت من الجوع
ضحكت وعادت للمطبخ
,
,
المملكة المتحدة – تشيلسي
العاشرة والنصف صباحاً
في غرفة الجلوس
قال أبو سعود بقلق
: سعود ما نزل يفطر اليوم
قالت زوجته
: رجع متأخر أمس شكله للحين نايم
هزّ ابو سعود رأسه بغير اقتناع
: لا ما هقيت , احس فيه شي
نهضت بقلق وصعدت لغرفته
فتحت الباب وهمست
: سعود
لم يردّ
فتحت ضوءاً خافتاً واقتربت من سريره
: سعود حبيبي
لم يردّ أيضاً
مدت يدها لجبينه
وشهقت بخفة
: يا روح أمك
هزته بخفة
: يمه سعود , سسعووود قوم انت مسخن قوم تروش وكل عشان تطيب , سعود
همهم دون رد
أصرت أكثر
: قوم مب زين تظل نايم , كل وتروش عشان ترتاح ومو مشكلة ترجع تنام بعدين
قال بتعب
: يمه ما فيني شده اتحرك اتركيني نايم
: يا بعد امك انت , والله ادري بس لازم تقوم
تأفف وجاهد نفسه لينهض
ساندته حتى وصل لدورة المياه
: خذ شاور بمويا دافية , لا تخليها حارة سمعت
هز رأسه بتعب ودخل لدورة المياه
عادت أمه لغرفته وجهزت له لبساً واخذت منشفته
وضعت أغراضه على رفٍ أمام الحمام
: ملابسك قدامك خلص وخذهما
لم يردّ عليها ونزلت هي الى الطابق الأرضي
أسرعت نحو المطبخ تعد له حساءً
قال والده بصوتٍ عالِ
: وش فيه ؟
: مسخن !
: كنت شاك
قالت السيدة جوليا وهي تبعد النظارة الطبية عن عينها
: ماذا هناك ؟
قال والد سعود
: سعود متعبٌ بعض الشيء
قالت بخوف
: ما به , ما الذي يؤلمه مما هو متعب !
قال والد سعود بملل
: حرارةٌ فَحَسب !
نهضت مسرعة لتراه
تأفف والد سعود بضجر وتوجه للمطبخ
: رونا
كانت منشغلةً بالحساء
: هلا !
كان يصر على أسنانه بغيض
: امك وبعدين معها !
التفتت اليه مستغربة
: محمد شفيك ! , تلاحظ صاير تناقر امي كثير !
: معاد تنطاق تصرفاتها , سعود مو طفل ! , بتخرب على ولدي
قالت بصبر
: انت تعرف شكثر هي متعلقة فيه ومدللته , حفيدها الأول وتربى ف حضنها وكبر قدامها , ما نقدر بعد تسعة وعشرين سنة تقريباً نغير طبعها وتصرفاتها !
: امك كل ما كبرت وكبرنا تزيد بحرصها واهتمامها , استغفر الله كنه زوجها مو حفيدها
غضبت منه
: محمد !
ضحك بغيض ثم قال
: المهم كلميها ووضحي لها تخف , الولد صار يتضايق منها في كل شي تتدخل وعن كل شي تسأل , وما تسمح له يخطي خطوة الا بإذنها ورضاها , والله ان فسدت تربيته ماهو زين لها
قالت بهدوء
: تهددني فأمي بعد هالعمر !
داعب شعرها بمحبة
: لا والله ما اهدد , امك لها قدر عندي , بس لا تأذيني في ولدي !
أولته ظهرها تتابع عملها وزفر هو وخرج من المطبخ صاعداً للدور الثاني
أمام الدرج مباشرةً الصالة العلوية وعن يمينه جناحه وزوجته , ويساره غرفة سعود وغرفة السيدة جوليا , وحماماً مشتركاً بينهما
اتجه لغرفة ابنه
طرقَ الباب بخفة
جاء صوت سعود وهناً
: ادخل
فتح الباب ودخل
كان سعود نائماً على سريره وجدته تجلس ملاصقةً له تمسح على شعره
زفر بقلة حيلة
قال سعود بتعب وانزعاج
: ما ودي اقول لها تطلع , بس جد ما ابي احد عندي , صرفها يبه تكفى
ابتسم والده واقترب منه
: أجر وعافية يبه
: الله يعافيك
: ماخذ برد أمس !
: شكله , مطرت علينا ومشيت تحت المطر بدون كاب ولا مضله وكوتي كان خفيف
: ما تشوف شر , انتبه المرة الجاية
: ان شالله , وش قلت بتصرفها ولا شلون !
ضحك والده
: قايل لك الف مرة اكرشها لا تخلها تلصق فيك
ابتسم بتعب
: ما اسمح لك , حلالها بس الحين تعبان
قالت السيدة جوليا بانزعاج
: هلّا تحدثتما بالانجليزية لأفهمكما !
قال والد سعود
: لا شيء مهم سيدتي , رونا تطلبك كي تعدي الحساءَ كما يحبه سعود , هل تذهبين لمساعدتها ؟
نظرت الى سعود بتردد
: ولكن هل اتركه !
قال سعود
: اذهبي نانا انا بخير , ساعدي أمي , وان وجدتماني نائماً لا توقظاني
هزت رأسها وقبلت جبينه ونهضت
خرجت من الغرفة وخلفها والد سعود
التفت لابنه مبتسماً
: اذا ما خفيت آخذك المستشفى
: ما يحتاج يبه الله يحفظك , ارتاح شوي وأطيب ان شالله
هز رأسه وخرج مغلقاً الباب خلفه
زفر سعود
واخذ هاتفه يتصل
ثوانٍ وردّ عليه
: هلا سعود
: عزوز ماني جايك اليوم
: ليه عسى ما شر
: ما يجيك , والله مرضان شوي
قال عزيز بقلق
: وش ممرضك ؟
: شكلي ماخذ برد , برتاح وان شالله اخف
: عندك العافية سلامتك , طمني عليك
: ان شالله , سلام
: الله يحفظك
أغلق الهاتف وأغمض عينيه وراح في النوم سريعاً
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثامنة وعشرون دقيقة مساءً
صرخا خالد وبندر بصدمه
: ايش !
قال فيصل بجنون وهو يهبّ مسرعاً
: والله العظيم سمعتها بإذني
أسرع لغرفة والدته
وشقيقيه لا يقلان جنوناً عنه
تبعاه بسرعة
فتح الباب بقوة ودخل الثلاثة
كانت تقف أمام خزانة ملابسها
التفتت شاهقةً بفزع
: وش فيكم !
حين رأت وجوههم غاضبة ً مصدومة , خُلع قلبها رعباً
: وش فيييه , تكلممموا وش صااير
قال خالد وعينيه محمرتان من الغضب
: وينها !
قالت بحيرة وخوف
: من هي !
صرخ بغضب
: بنتك !
جحظت عينيها وابيضت شفتيها واكفهر وجهها
قالت بتأتأة وصدمة
: ب ـنتـ بب بنتتييي !
اقترب فيصل منها وقال وهو يزفر ناراً من غضبه
: يمه سمعتك وانتِ تكلمينها , قولي يمه وينها فييه وين راحت
دارت الغرفة فيها ومارت
جلست ارضاً بانهيار
: اطلعوا برى
قال بندر
: مو قبل ما تقولين لنا وينها فييه
صاحت بجنون
: اطلعوووا بررااااا
جلس خالد أمامها يبكي ك طفل
: داخل على الله ثم عليك يمه علميني وينها , نخيتك يمه قولي لي , ويننها يمه وينها , وين راحت تكفيين قولي لي , يمممه ارحمممي ضعفي ارحمي كسرتي ارحمي همي , علميني يمه وين راحت اختي ويين
سكن قلبها حين قال ’ اختي ’
لو كانت ’ بنتك ’
لأحدثت وقعاً آخر في قلبها
جلس بندر بجوار خالد وأمسك بيدها يقبّلها بجنون
: علمينا يمه , علمينا تكفين ريحينا , وينها فيه يمه وين راحت , تكفيين قولي تكفييين
جلس فيصل أخيراً ودمعتين متحجرتين في أهدابه
قال برجاءٍ منكسر
: علمينا يمه , طلبتك تكلمي , شلون هنّا عليك شلون هانت عليك قلوبنا اللي تنحرق عليها , اختنا فوق أرض وتحت سما ما نخبرهم , علمينا يمه ريحينا الله يريح قلبك
نشجت بالبكاء ووضعت كفها موضع قلبها
: تكفون لا تغدروني , دامكم عرفتوا مالي مفر الا تعرفون , طلبتكم يا يمه وغلاتي , وغلاة ابوكم اللي تحت التراب لا تغدروني وتعلمون عمامكم عنها , طبلتكمم يممه تكفوون
قال فيصل بغضب
: مهابيل حنّا عشان نشتري ضيمنا بيدنا لو علمناهم ! , ما لهم عندنا شي ويخسون يقربون منها وحنّ موجودين
قالت بضعف
: انا اللي طلعتها , ادري وينها ووش تسوي وكل يوم أكلمها
قال خالد بصدمة
: انتي اللي هربتيها !
صاحت فيه
: ايه انا اللي هربتها , انا اللي طلعتها من هنا , انا اللي نسقت كل شي عشان تروح وترتاح , بسس بسها ضيم وقهر ونكد , بنتي طفلة , تووها صغييرة وانظلمت وانظامت , لأنها يتيمه ولأن اخوانها ما يقدرون يوقفون بوجه عمامها , ودامني ما قدرت ادافع عنها , حميتها بطريقتي
قال فيصل بجنون
: قولي لنا طيب وينها فيه
قالت برفضٍ قاطع
: والله ما اعلمكم وينها
صرخ خالد برجاء
: لا تحلفيين يمممه , تكفييين علميني خل اجيبها , شلون بقابل ربي فيها وانا ضيعتها شلوون
قالت امه
: تطمن ما ضيعتها , مرتاحة وعايشة أحسن عيشة في قصر ناس من عربنا بناتهم بعمرها , احسن لبس واحسن اكل واحسن عيشة , اريح لها من عندنا
قال فيصل بغضب
: تعيش في بيت غرب وبيت اهلها موجود
صاحت فيه أمه
: وش لقت من اهلها , الاهانة ؟ , الضرب ؟ , رموها بعرضها ؟ , ما انصفوها ؟ وششش لقت يا ولد عممك وش لقت , بنتي ذبلت وتعبت وماتت الف مرة هنا , عند هالناس هي مرتاحة وانا متطمنة عليها
قال بندر
: نبي نشوفها طيب
صدّت عنه
: ما تشوفونها
قال خالد برجاء
: يمه لا تحرقين قلبي
بكت بتعب
: وانا قلبي مو محترق ي خالد ؟! , انا من يوم اللي طلعت ما شفتها والله , اكلمها بين كل كم يوم اتطمن عليها واعرف اخبارها , اللي يبيني ارضى عليه لا يطريلي سيرتها مرةً ثانية , والله اغضب عليكم ليوم الدين اذا تكلمتوا بهالسيرة مرة ثانية , جاكم العلم
قال فيصل
: بس يمه...
قاطعته بغضب
: تبيني اغضب عليك يا فيصل !
قال بغبن
: لا والله مابي , بس هذه اختي عرضي !
صدّت عنهم جميعاً
: جاكم العلم ي عيال بطني , اطلعوا برى
خرجوا من غرفتها مكسورين مقهورين
وجلست ارضاً تبكي وتندب حظها وحظ ابنائها !
*ملاحظة : موقف ام خالد وابنائها تابع لليوم السابق وليس لليوم الذي فيه مواقف رتيل وسعود ولين *
,
,
المملكة المتحدة – لندن
الثانية والنصف مساءً
ابتعدن الفتيات عن كشكٍ يبيع ’ البطاطس المقلية ’ وهن يضحكن
قالت لمار
: يا ربييه يا لمى والله بثرة
ضحكت لمى بقوة
: والله وجهه يستدعي الضحك
قالت لين وهي تضحك بخفة وتبتسم بهدوء
: أحرجتيه
قالت لمى بمشاكسة
: تراه كافر لا راح ولا جا , ليه يبيع في كشك وينام !
ضحكت لمار وهي تضرب رأس لمى بخفة
: أولاً قلنا بلاها هرجة كافر حلال فيه – توقفت عن الحديث لتضحك – ثانياً عيب ومو من الذوق تبحلقين ف الرجال وتصرخين بوجهه قم بعملك جيداً
مدّت لمى لسانها بمرح
: خلاص ما اعودها
جلسن على أحد الكراسي الطويلة المنتشرة في المكان
اخذت لين كميةً كبيرةً من الهواء
: بنات تأخرنا !
قالتا فوراً وبرجاء
: لاآآ
قالت برفض
: دوامي بقي عليه نص ساعة يا دوب اوصل للبيت واغير واطلع له
قالت لمى بمحاولةٍ أخيرة
: طلبتك بس اليوم خلينا لين نتعشى ونرجع !
نظرت اليها بذهول
: انهبلتي انتي ! , ناسية اختبار بعد بكرة ناسية اشغالنا
زفرت لمى بملل
: أف منك كل شي اشغال دراسة التزامات ! , عيشي لنفسك شوي الدنيا فانية
لكزتها لمار لتصمت
سكتت , ثم قالت بعد أن زفرت
: يلا نخلص أكلنا ونمشي
تجاهلتها لين بغيضٍ من كلامها الذي تلقيه ولا تلقي له بالاً
قالت لمار بتودد
: لين ما ودك لمن تطلعين من الدوام أمرك تجين لبيتنا نتعشى سوا
قالت بلطف
: لا ما ودي
قالت بهدوء
: براحتك
أنهين طعامهن ونهضن متجهات للمخرج
كانت لمى تتحدث وهي تسير حين ارتطمت بأحدهم وارتدت بقوة
تأوهت بألم وهي تضع يدها على كتفها , فوراً اغرورقت عيناها بالدمع
رفعت بصرها الى الذي آلمها , وقالت بالانجليزية
: سيدي ألا ترى طريقك !
قال بوقاحة , وبالعربية
: انتي اللي ما تشوفين تهذرين وتمشين
قالت بذهول , وبالعربية حين أدركت عروبته
: انا اللي ما اشوف ! , انت اللي دقيتني وانت اللي جيت على طريقي
صرخ فيها
: يعني انا متعمد !
قالت لين بهدوء , وقد استفزها لكنها لم تتوقح
: لو سمحت ماله داعي ترفع صوتك ! , أولاً حنا في مكان مزدحم ومليان من كل الجنسيات م اعتقد تحب أحد يلاحظ الاسلوب المحترم جداً , ثانياً انت مين عشان ترفع صوتك علينا ؟! , ثالثاً وأخيراً انت اللي غلطت لكن ان حبيت تخلينا حنا الغلطانين مو مشكلة , انا اعتذر عن نفسي وعن خواتي اذا غلطنا , امشوا بنات
اجتذبت كفّي رفيقتيها لكنه عاد يقف في طريقها
: انتي وش محسبة نفسك تتفلسفين ؟! والله يالسعوديات اذا طلعتوا من ديرتكم تهيتون
رفعت حاجبها وهي تضغط على كفّي رفيقتيها تمنعهما عن الحديث
: ابعد عن وجهي يا رجعي
اقترب ليرفع يده لكن صديقه ردعه محرجاً
: سلطان شفيك انهبلت !
ابعد يدّ رفيقه
: اتركني يا مالك هذه وقحة !
قال مالك بخجل
: المعذرة انا والله ما شفت شي رحت أجيب مويا وش صاير !
قالت لين بنفاذ صبر وهي تحاول المحافظة على هدوئها
: انا ما اعرف هو ليش كبر المسألة وخلانا فرجة للناس ! , ابعد لو سمحت !
عاد ليصرخ في وجهها
: كلميني بأدب
قالت بذهول
: انت مريض ! , انت جد معين نفسك مسئول عنّا أو شخص جداً محترم عشان أكلمك بأدب ! , عورت اختي وانت الغلطان وانا اعتذرت لك عشان تبعد , وش تبي ؟!
قال مالك وهو يغوص في خجله
: والله آسف وحقك علينا , حقكم على راسي والله – ابعد رفيقه بقوة – تفضلوا الله يسمح دربكم واعذرونا مرة ثانية
لم تردّ عليه ومضت مسرعة مع صديقتيها
كانت ترتجف
تذكرت ماضٍ سحيق
كثيراً جداً وقفت في موقفٍ كهذا
وحيدة !
تبرئ ساحتها
ليست مخطئة
وتعتذر لتكتفي الشر !
قالت لمار وهي تضم كتفيها بقلق
: لين شفيك
قالت بارتجاف
: ولا شي , يلا يلا خل نروح مابي اضل هنا
سحبت لمى حقيبة لين بخفة حتى تخفف رجفتها
لكن بمجرد لامست اصابعها كتف لين شهقت والتفتت لها
ثم قالت محرجة
: معليش !
هزّت لمى رأسها بحزن
: ما صار شي , عطيني الشنطة عنك
لم تستطع الرفض
مدت لها بالحقيبة وهي ترتجف
خوفاً وبرداً !
حين اوصلنها لمنزلها
قالت بعد تردد
: انزلوا معاي
قالت لمار بخوف
: لا تخوفيني عليك وش صار لك !
قالت برجاء
: تكفون انزلوا معي
أوقف لمار السيارة ونزلن معها فوراً
دخلنّ للشقة
ومددنها على سريرها
قالت بتعب
: بردانة !
دثرتها لمار باللحاف بحنان
: ارتاحي !
جلسن قريبات منها
وأعينهن حزينةٌ على حالها
أبداً لم يكن خوفاً من الشاب وصراخه
كان من ماضٍ لا يعرفنّ عنه إلا أنه كان قاسٍ , ويرجون ألّا يعود أبداً
بقينّ معها حتى خيم الظلام وامتنعت عن الذهاب للعمل !
,
,
قال بغضبٍ يحاول كَبته
: خبل انت ؟! وش هالتصرفات
زفر واشاح بوجهه عنه
: مالك اتركني ف حالي مالي خلق
: خاف ربك ي سلطان وش هالجنون اللي انت فيه , بنات الناس اللي كل ما شفتهم انهبلت عليهم مو تحت سلطتك , ما يححق لك , سلطاان لا تجنني !
التفت له بغضب
: هي وقحه !
قال مالك بذهول
: من الوقحه ! , كانت تتكلم بكل احترام مع انك مو وجه احترام , سليطين اعقل اركد ما لك شغل بالناس
زفر وهو يغطي وجهه بكفيه
صمت مالك حتى لا يتعبه أكثر
رنّ هاتف سلطان
لم ينظر اليه
سحبه مالك وحين رأى المتصل حمحم ثم ردّ باحترام
: هلا طال عمرك
قال المتصل مستغرباً
: مالك ! , وين سلطان !
: سلطان نايم طال عمرك آمر
زفر ثم قال
: وش فيه سلطان
ارتبك مالك قليلاً ثم قال بهدوء
: ما في شي بس متضايق شوي
: الله يفرج همه , خلصتوا شغلكم ؟!
: ايه طال عمرك رحنا لهم وعقدنا اتفاقية معهم هذا صار أمس , وبكرة ان شالله نروح للمحكة نوقع العقد ونعطيهم دفعة أولى
قال مبتسماً
: الله يبارك فيكم ما قصرتوا , لا تبطون محتاجكم هنا الشغل متعطل
ابتسم مالك محرجاً
: الشباب ما يقصرون طال عمرك
قال بنفي
: الله يبارك ف الجميع بس انتوا الاثنين ساعدّي الأيمن
: عسانا قد الثقة ولا نخيب ثقتك
ابتسم بمحبة ثم ودعه وأغلق الهاتف
نظر مالك ل سلطان بصمت
ثم قال
: يستعجلنا بالرجعه يقول الشغل متعطل
هزّ سلطان رأسه ودخل لغرفته يرتاح
زفر مالك ونهض هو الآخر لغرفته
,
,
المملكة المتحدة – تشيلسي
السادسة مساءً
فتح سعود عينيه بتثاقل
أنّ بوهن
فتح ضوءً خافتاً بجوار سريره
وسحب هاتفه
زفر حين رأى الساعة
حاول النهوض لكنه من فرط التعب لم يستطع
اتصل بصديقه
ردّ الآخر بعد ثلاث رنات
: أهلين
: شلونك شادي
عقد شادي حاجبيه
: منيح , شبك ليش هيك صوتك ؟ ضعفان شي !
: اي والله فلاونزا هادتني
: سلامتك حبيبي بعد الشر عن آلبك
: الله يسلمك , شادي الله لا يهينك كلم ادوارد اعتذر عني
: اي تكرم عينك بتؤمر , بس وينك دير بالك ع حالك الله يرضى عليك بديّاك بكره تكون منيح , سمعت !
ضحك سعود بتعب
: ان شالله , يلا ما اعطلك , سلام عليكم
: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أنهى الاتصال واتبعه بآخر لأمه
كانت في غرفتها وحين سمعت هاتفها يرن بنغمة مخصصة لابنها
اسرعت لغرفته
فتحت الباب والضوء
: سعود
أنزل الهاتف وهو يحاول الجلوس باعتدال
: يمه
: عيون امك , شلونك الحين حبيبي
جلست بجانبه وضمت رأسه الى صدرها
قال بتعب
: كل شي يعورني
قبّلت رأسه بحنان وابتسمت
: اكيد كل شي بيعورك مو انت لا ماكل ولا شارب من امس نايم
سعل ثم قال
: ابي اقوم والله تعبت مقدر اتحمل يوم ثاني
: قوم حبيبي , خذ شاور وصلي اللي فاتك وانا بحط لك أكل , حتى الشوربة اللي سويناها لك مثل ما هي محد لمسها
ساعدته على النهوض وأوصلته لدورة المياه
ثم نزلت تعد له طعاماً
دخلت المطبخ وصعقت حين وقعت عينها على الباب الخلفي للمطبخ الذي يطل على حديقة المنزل
أغلقت الباب الرئيسي للمطبخ واقتربت بجنون
: وش تسوين هنا
اجهشت بالبكاء
: وين أروح , روننا والله تعبت , ضربني وأهانني وطردني
صكت رونا خديها بحسرة
: الله يكسر ايده ويهد حيله , طيب وهنا من بيستقبلك ؟ امي لو شافتك بتلعن سابع جد لك
قالت بألم
: بس انا بنتها !
: بنتها اللي عصتها ووطت راسها بالأرض ؟!
هزّت رأسها نفياً بتعب
: انا تبت !
: حتى لو تبتي هي غضبانه عليك , وزاد عليها موضوع فكتوريا اللي مو راضية تدلينها عليها
قالت برفض
: ومستحيل اقول لها
: حرام عليك ! وش القلب اللي عندك
أولتها ظهرها خارجة
: رجاءً رونا لا نتناقش في هالموضوع
أسرعت رونا وأمسكت بكتفها بحزن
: بترجعين له !
: ما لي غيره حتى لو قسى !
: طيب انتظري اودي أكل لسعود وانزل لك نطلع لأي مكان تنامين فيه
هزت رأسها نفياً , ثم ابتسمت بحنان
: شلونه سعود
: بخير الحمد لله , بس اليوم ماسكته فلاونزا ما تحرك من السرير منها
عقدت حاجبيها
: بسم الله عليه ما يشوف شر , يلا اجل انا برجع , مدري شلون جيت هنا اصلاً
ضمتها رونا بحنان
: زين انك جيتي وشفتك , طمنيني عليك , قفلي عليك باب غرفتك ولا تخلينه يمد ايده , واذا تطاول اتصلي على الشرطة لا تخافين
بكت بصمت , وبعد ان افرغت ما فيها ابتعدت بهدوء
: مع السلامة
: حافظك الله
خرجت وأغلقت الباب
جلست رونا على الكرسي بتعب
وعيناها تلمعان بالدمع
تنهدت ونهضت تعد طعام ابنها ببال مشغول
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة مساءً
منذ البارحة لم ترهم
ولم تسمع أصواتهم
كان أحدهم يحبس نفسه في غرفته لم يخرج الا للمسجد يصلي ويعود
والاثنان الآخران خرجا من المنزل ولم يعودا
كانت مستلقيةً على سريرها تستغفر
وعينيها تلمعان بالحزن
نهضت وأخرجت هاتفها الصغير من خزانتها واتصلت
ثوانٍ وردّ الطرف الآخر
: هلا يمه
: هلا حبيبتي , شلونك يمه
زفرت ثم قالت
: بخير الحمد لله
: والعرب اللي انتي عندهم شلونهم معك
ابتسمت بمحبة
: والله طيبين وما يقصرون
تنهدت الأم بتعب
: الله يجزاهم بالخير , آمم اسمعيني يمه
: آمري
قالت بحذر
: اخوانك دروا أمس , سمعني فيصل وانا اكلمك وعلمهم وجوني معصبين يبوني اعلمهم
قالت بهلع وقلبها يكاد يقفز من مكانه
: وش قلتي لهمم
قالت بحزن
: قلت لهم اني اللي مهربتك واني ادل مكانك واكلمك واتطمن عليك
شهقت بذعر وسقطت ارضاً
: ليش يمه علمتيهم بيلقونييي والله بيلقوني ويرددوني , تراني قريبة يممه لو تلفتوا شوي بيلقوني والله
قالت الأم بحنان
: هدّي يمه هدّي , والله ما يقربونك وانا موجوده , ما علمتهم بمكانك والله بس قلت لهم انك بخير
سمعت صوتاً من خلفها
التفتت بسرعة وقبل أن تغلق الهاتف أخذه منها
: الوو , الووو رددي علي تكفيين بس قولي لي انتي وين برجعك والله ما بخلي أحد يمد ايده عليك ولا يقربك تكفيين ارحميني وردي علي
قالت بانهيار وهذيان
: خ خخــ....ــا لل ل – شهقت بقوة ونادته برجاء وتعب وحزن وهم – خخاااالللددد
أغمض عينيه وسقط على ركبتيه بهم
: يا شقاه , يا تعبه يا عصبة راسسه , وينكك وييينننك قوللييي ليي والله بردك وبحميك بددمممي وبروحي , قولي ليي طلبتكك بغلاتي عندك
هزت رأسها نفياً وهي تصرخ بتعب
: وينكك ياخوووي , تعببت ذبححني الهمم ي خخااالد , ليش ليش لييش خليتني اروح ليش ما حميتني , مشششتاااقه لكك مشتااقه لك خاالد ابييك ياخوي والله ابيكك
صرخ بجنون
: والله اجيك قولي لي وينكك وينك
كانت تبكي وتنتحب ولم تجبه
عاد يسألها برجاء
: علميني وينك
هزّت رأسها نفياً وكأنه يراها
: قريبة حيل , حولكم ما رحت بعيد
سحبت أمه الهاتف أغلقته
قال بسرعة
: لاآآ لحظة يممه لحححظة بتقول والله بتقول وينها بروح أجيبها
نهض وهو يتلفت بجنون
: قالت قريبة قالت حولكم بروح أدور عليها
تشبثت به أمه بقوة وهي تبكي
: بس يمما , خاالد حبيبي هد , بس ي يمه بس لا تحملني همك فوق همي , اختك انا ماني براضية ترجع , خلها بعيدة وسعيدة ي خالد , تكفى ي يمه طيعني انا ابخص بمصلحتكم
هزّ رأسه نفياً وهرب من أمه
هرب من البيت
هرب من الشارع الذي يسكنونه
هرب من الرياض
كان يقود سيارته بلا وعي وهو يهذي باسم شقيقته ويقول ’ بردك ’ !
,
,
الى الملتقى :)

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
قديم 01-11-13, 02:25 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الثامن
المملكة المتحدة
في مبنى الاطفاء
كان سعود يجلس في غرفة فرقته
قال شادي مبتسماً
: الحمد لله ع سلامتك
ابتسم
: الله يسلمك
: دخلك من شو مرضت !
: والله ضربني برد , بس امي وجدتي اهتموا فيني دفا وشوربا وكذا والحمد لله
: أي , ان شالله آخر المرضات
ابتسم وكادَ يرد , حين قاطعه هاتفه
رفعَه وابتسم
ردّ بمحبة
: ارحبي
: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابتسم أكثر
: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , يا الله انك تحيي أم مساعد الزينة شيخة الحريم
: الله يحييك ويبقيك يالشين
ضحك باستنكار
: اففاا , انا سعودك حبيبك شيين ليه
قالت بهدوء
: متى آخر مرة شفتك , من كم شهر !
قال بخجل
: يمه اعذريني والله شغل وجامعة صعب علي اسافر
قالت بحزن
: تكسر قليبي يا سعود , لك حول سبع شهور عني , والله مشتاقة لك يا ابوي , انت حتى ما تكلمني الا في المناسبات
قال بحنان
: حقك علي يمه والله مقصر وردي , سامحيني
قالت بغضب
: ليه تقصر , ولا البريطانية أعز مني
ضحك بقوة وقال بذهول
: يمممه تغارين من نانا !
: يا وجه الله وش نانته ! ذي علومك ي سعودوه
عاد ليضحك ثم قال بحنان
: ازهليها , والله بسوي اللي اقدر عليه عشان أجيك
زفرت ثم قالت بحزم
: تجيني هالشهر سمعت
قال بصدمة
: يمه ماقدر هالشهر
قالت باصرار غير قابلٍ للنقاش
: انتهى , هالشهر يعني هالشهر وان ابطيت والله ما عاد تعرفني
قال بهدوء
: لا تحلفين يمه قولي ان شالله , ما تدرين الظروف شلون تجي , بس أبشري والله أحاول وآخذ كل الأسباب , عاد ان ما قدرت لازم تعذريني
قالت بحدة
: بسكر منك الحين , أتمنى ما يخلص الشهر الا وانا شايفتك
زفر ثم قال بمرح
: اقول وين شايبك ما يهجدك عني
قالت وما زالت غاضبةً منه
: مالك شغل
ضحك ثم قال بحنان
: خلاص قلتلك بحاول ابشري بالخير
ودعته ودعت له بحنان
أغلق الهاتف وهو يضحك متخيلاً وجه جدته جوليا ان سمعت ما تقوله عنها ’ أم مساعد ’
,
,
استراليا - كانبرا
المطار الدولي
الثانية والنصف ظهراً
هبطت الطائرة على أرض المطار
استنشق الركاب رائحة مدينتهم باشتياق
قال أحد الركاب مبتسماً بخفة
: لبيه يا استراليا كن روحي ردت لي , بالله مالك ما تحس بسعادة
نظر اليه رفيقه بسخرية
: لا يا شيخ , ليه قاطين سرك فيها , ما كنك ضب من نجد
كشر بوجهه ثم قال بغيض
: تلايط بس , يلا قم ننزل
نهضا سوياً واجتذبا حقائبهما من رفٍ أعلى مقاعدهما
سارا جنباً حتى أنهيا الاجراءات الخاصة بالوصول
ثم الى قاعة القادمين
تلفتا قليلاً
ثم قال مالك
: تعال سلطان هذا سعد
سارا الى المدعو سعد الذي ابتسم لهما وعانقهما
: هلا والله , الله حيهم
قال سلطان مبتسماً
: الله يحييك ويبقيك , شلونك
: الله يسلمك بخير وعافية , مشتاقين لكم والله
قال مالك بمحبة
: ما تشتاق لغالي
مد سعد يده يحثهما على السير أمامه
: يلا مشينا , طويل العمر منتظركم
ساروا سوياً الى السيارة التي كانت بانتظارهم والسائق بجانبها
حياهما باحترام وحمل حقائبها
ركبا في الخلف وسعد بجوار السائق
قال سلطان
: وشلون ماشي الشغل ؟
ابتسم سعد
: الحمد لله , بس طويل العمر مو مقتنع فيه لأنكم مو موجودين , يقول لازم أحس بوجودهم عشان أتطمن
ضحكا بخفة وقال مالك
: الله يحفظه ولا يحرمنا منه
أمنوا بهمس
وصلوا الى فيلا بتصميمٍ شرقي
دخلت السيارة الى الحديقة وسارت حتى البوابة
نزل السائق وفتح الباب الخلفي
نزلا وهما يمددان أطرافهما بتعب
سار سعد أمامهما
: تفضلوا
دخلا المنزل والى صالة الاستقبال على الجهةِ اليمنى
كان باستقبالهما رجلٌ بمظهرٍ أنيق , تضفي اليه بعض الشعيرات البيضاء في رأسه وقاراً فوق وقاره
كانَ يرتدي ثوباً ( بيجي ) اللون , وغترةً صفراءَ فاتحة
وتفوح منه رائحة العودِ العربيّ
ابتسم مرحباً
: هلا وغلا , هلا والله ارحبوا ارحبوا
أسرع سلطان اليه
قبّل شموخَ أنفه , وكتفه وعانقه بخفة
قال بمحبة
: هلا فيك , والله اشتقت لك
ربت الرجل على كتف سلطان بمحبة
: والله وانا مشتاق لك , نورت يا بعدي
ابتعد سلطان واقترب مالك وقبّل أنفه وكتفه وكاد يقبّل كفه الا أن الرجل منعه
: شلونك يا مالك
: بخير يا مال الخير
: استريحوا , صب القهوة يا سعد الله يرضى عليك
سكب لهم سعد القهوةَ العربية وضيفهم
قال سلطان وهو يأخذ فنجانه
: بيض الله وجهك
قال الرجل مبتسماً
: وش أخباركم وش سويتوا في لندن وين رحتوا وين جيتوا – نظر الى سلطان نظرةً ذات معنى – عساكم بيضتوا وجيهنا
حك سلطان أنفه محرجاً
وانتهز مالك الفرصة
: والله أول ما وصلنا ارتحنا كم ساعة نوم , بعدين طلعنا تعشينا كان الوقت ما يسمح نطلع للشغل , اليوم الثاني طلعنا لشركة ابو سالم وتفاهمنا معهم , اليوم اللي بعده طلعنا مع الباص السياحي قلنا نتمشى في لندن شوي , وهناك حصل أمرٌ جلل
توقف مالك عن الحديث وضحك
وضحكوا جميعاً لأنهم توقعوا ما الأمر الجلل
تابع مالك محرجاً
: الله يفشله تركته أجيب ماء , رجعت لقيته متفرعن على ثلاثة سعوديات
ضحك الرجل بقهقهه
: حسبي الله على ابليسك يا سلطان , سعوديات
قال سلطان غاضباً
: وقحات
قاطعه مالك
: اعقب , والله محترمات وساكتات وحده منهم بس اللي تحاول فيه يبعد عنهم وهو معيي مسوي وصي على نساء العالم يبيها تحترمه
ضحكوا مجدداً , ثم قال سلطان
: لا تبالغ
قال مالك ببرود
: ما بالغت , الله يفشله والله طاح وجهي يوم جيت الا هو بيضرب الحرمه
قال سعد بصدمة
: تبي تضرب الحرمه اللي ما تعرفها ولا تعرفك !
نظر اليه سلطان بحدة
فصمت سعد وصمت مالك وغير الرجل الوقور مجرى الحديث
بعد قليل دخلت خادمة بزيٍ محتشم وحجاب
قالت على استحياء
: عمي بو راجح الأهل طالبينك داخل
أولته ظهرها وخرجت
نهض من مكانه مبتسماً
: عن اذنكم
خرج من صالة الاستقبال الى داخل منزله
نظر سلطان الى مالك بوعيد
: الله لا يسلمني ان عديتها لك
ضحك مالك بشدة وهو يغيضه برفع حاجبيه
وسعد يضحك منهما
,
دخل بابتسامة وحينَ رأى وجه زوجته عقد حاجبيه
: مها وش فيه !
هبت بسرعة وأمسكت بيده
كانت كبيرةً في عمرها , تقارب عمره تقريباً
قالت بخوف
: حبيبي يدي تعبان وطالبني أروح له
مسح على شعرها بتفهم
: روحي مو مشكلة , سلمي عليه وطمنيني
هزّت رأسها
: كل شي زاهب , الغدا والجاي , دير بالك على روحك لين أرد ما راح أطول
ابتسم وهزّ رأسه
قبّلت كتفه وابتعدت
وعاد هو لمجلس ضيوفه بهدوء
دخل مبتسماً
: حيا الله من جانا
قالا بصوتٍ واحد
: الله يحييك
,
,
المملكة العربية السعودية – المنطقة الشرقية
الثامنة مساءً
دخلا للمنزل بعد يومٍ متعبٍ لهما
ابتسم والدهما حين رآهما
قالا
: السلام عليكم
ردّ والدهما وزوجته
: وعليكم السلام ورحمة الله
قالت ابو وليد
: يبه وليد اجلس بنكلمك بموضوع انا وخالتك
نظرت أم فهد لملاك بلطف
: موضوع خاص شوي
نظر وليد الى ملاك نظرةً خاطفة , وكأنه فهم الموضوع
قال
: طيب , بوصل ملاك غرفتها وأنزل
اتضح الضيق عليهما لكنهما لم يتفوها بكلمة
صعد مع شقيقته لغرفتها
قالت بقلق
: وش يبون !
ابتسم يطمئنها
: لا تفكرين كثير , ادخلي صلي العشا وارتاحي , انا بنزل أشوف وش يبون وقبل لا اروح غرفتي بجي أعلمك
هزّت رأسها بطاعة
دخلت غرفتها
انتظر حتى سمع اقفالها للباب ثم نزل
جلس وقال ببرود تام
: تفضلوا
قالت ام فهد مبتسمة
: حبيبي وليد أختك كبرت وبنوتة حلوة وخلوقه و...
قاطعها بهدوء
: ام فهد ما يحتاج هالمقدمة انا فاهم
قالت وهي تحافظ على ابتسامتها
: أم زيد زوجة راشد , عرفتهم ؟!
سكّت قليلاً ليتذكر ثم قال ببرود
: ما لهم نصيب عندنا
رفع والده حاجبه الأيمن بغضب
: نعم ! ما لهم نصيب عندك لمن تصير ملاك بنتك , لا تتعدى حدودك يا وليد ملاك بنتي أنا
قال وليد بقوة
: ما لي حدود عشان أتعداها , ملاك مسؤوليتي من يوم اللي شافت النور , وأول ما صار عمري 18 انت وقعت لي نقل وصاية , ناسي ولا تحتاج تذكير
قال والده بغضب
: نقل الوصاية شكليات وبسبب اصرار خوالك , البنت بنتي وباسمي وترجع لي , انا المتحكم المتصرف في حياتها ومن بعدي زوجها , لا تخليني أعاملك بالقوة ولا تتطاول لأني ساكت الى الآن عنك
نهض من مكانه وهو يكتم غيضه حتى لا يفجره في وجه والده
: تدري اني اقدر اشيلها واطلع بها للرياض لبيت خالتي ام علي , بكل بساطة أحرمك شوفتها لآخر يوم في حياتك , واذا حاولت تنتهك خصوصيتي اقدر اوقعك على محظر عدم تعرض , ملاك تحت وصايتي يبه لا تحدني أغضبك فيها
نهضت أم فهد وقالت وهي تستجدي ارضاء وليد الغاضب
: اسمعني وليد , عيب والله ما يصير نردّ الناس بدون سبب , طيب حتى لو عندك سبب , ما يصير لازم تجي الحرمه تشوفها خلينا نسايرهم الله يرضى عليك , والله الناس تتكلم فينا لو عرفوا اننا منعنا حتى حضور الخطاطيب
قال بغضب
: تطقطقين علي , وش اللي نسايرهم وبعدين نجحدهم
قالت برجاء
: الله يخليك والله ينأكل وجهنا , خلها شكليات بس , بعدها استخير وان ما عجبك الموضوع مو مشكلة نرفض , الزواج مو غصب
صمتَ قليلاً , ثم زفر باستسلام
قال بتحذير
: شكليات بس , ما تعطينهم كلمة , ولا والله افشلكم معهم اشيلها واطلع ولا اطق لأحد خبر
هزّت رأسها موافقةً فوراً
أولاها ظهره وسار للدرج
: تصبحون على خير
لم ينتظر ليسمع ردهمّا
طرقَ باب غرفة شقيقته
قالت بهمس
: نعم
: انا وليد
فتحت الباب فوراً
دخل واغلق الباب
جلس على سريرها مبتسماً
: تعالي
اقتربت بتوتر
: وش فيه ؟
قال يلاطفها
: والله وكبرتي وصرتي تنخطبين
نظرت اليه بصدمة , ثم اعتلى وجهها احمرارٌ شديد
ضحك ووضع يده على شعرها يلاطفها
: بتجي ام زيد تشوفك , ع اساس تخطبك لولدها , زياد أعتقد , المهم انا قلت ماني راضي وتجادلت مع ابوي , بس ام فهد قالت نسايرهم بعدين نرفض لأن ما يصير من البداية ما نخليهم حتى يجون
هزت رأسها باستفهام
: يعني ما بتزوجني ولدهم
هزّ رأسه نفياً بابتسامة
: مو هو اللي يستاهلك
عانقته بشدة وهي تهمس
: الله لا يحرمني منك
قبّل رأسها بحنان
: ولا منك يا بعد كلي , يلا حبيبتي نامي وارتاحي محاضراتك بدري بكرة
هزت رأسها وهي تبتعد عنه
نهض وسار للباب وهي خلفه
ابتسم
: تصبحين على خير
: تلاقي الخير حبيبي
خرج وأغلقت الباب وأقفلته من بعده
,
,
المملكة المتحدة – لندن
التاسعة مساءً
منذ عدة أيام نفسيتها في الحضيض
لم تذهب الى الجامعة ولا الى العمل
وتمتنع عن رؤية صديقتيها
وتحبس نفسها في شقتها
تنهدت بتعب وهي تشعر بمعدتها تحرقها
لم تأكل شيئاً منذ يومين , وقبلها لم تكن تأكل الّا ما يوقف ألم معدتها
نهضت للمطبخ وفتحت الثلاجة
لم تجد ما يسكت جوعها
تأففت وذهبت لغرفتها
تثاقلت لبس عباءتها واحضار الطعام وكادت تتجاهل الأمر
الا أن معدتها أحرقتها أكثر
ارتدت عباءتها وحجابها ومعطفاً يقيها برد الليل وأخذت محفظة نقودها وهاتفها
عند الباب ارتدت خفاً خفيفاً يظهر أصابعَ قدمها
خرجت وأغلقت الباب
,
,
أوقف سيارته ونزل ليدخل العمارة
لكنه صادف صديقه عند مدخلها
ارتد صديقه للخلف ثم ابتسم
: هلا والله , تعال معي بجيب من البقالة كم شغلة
سارا جنباً الى محلٍ قريب
قال متسائلاً
: شلونك الحين راحت الحرارة ؟
ابتسم بمرح
: أي الحمد لله , رونا وجوليا ما الحق امرض عندهم على طول يداووني
ضحك عزيز ودخلا للمحل
كان سعود يتجول ويكتشف البضائع
وعزيز ملتهٍ بأخذ ما يريد
أمسك سعود علبة معدنية ونظر لعزيز ضاحكاً
: من زمان مو ماكل ذرة معلبة , ما ترضى نانا آكلها تقول فيها مواد حافظة
ابتسم عزيز وغمزَ بمرح
: ما به نانا هنا
ضحك وهو يهمُ بالإلتفات للخف حين هتف عزيز
: انتبه
فات الأوان وكان قد دهس قدم الذي يقف خلفه
قال بسرعة وهو يدير جسده بأكمله
: آنستي أنا آسف هل تأذيتي !
,
,
نزلت لين لمحلٍ قريب من العمارة
وكانت شاردة الذهن وهي تجتذب المعلبات وتضعها في سلتها الصغيرة
حين سمعت أصواتاً لشباب عرب
ابتسمت بشرود وحنين لأشقائها
سارت غير منتبهه
ولم تعُد لوعيها الا حين شعرت بأصابع قدمها تدهس بقسوة
صرخت بألم ونزلت أرضاً تضع يدها على مقدمة قدمها بتأوه
تبلورت أدمعها في مقلتيها
فوراً سمعت صوتاً مألوفاً يهتف بالانجليزية
: آنستي أنا آسف هل تأذيتي
بكت فوراً من فرط حزنها وهمها , وأخيراً ألم قدمها
انحنى وهو يقول بارتجاف
: هلّا رددتي علي , أتؤلمك كثيراً !
رفعت رأسها وشهق بصدمة ثم أغمض عينيه
عادت تبكي أكثر فتح عينيه بغضبٍ كبير
قال بندم
: قومي أوديك المستشفى رجلك تضررت
لم تردّ عليه
أمسك بيدها ورفعها
سارت وهي تبكي مترنحة تعرج
التفت سعود لعزيز
: عزوز انتظرني بشقتك انا بوديها المستشفى وارجعها واجيك
هز عزيز رأسه بتيهان
قالت وهي تتملص منه
: اتركني انا بخير
قاطعها بغضب
: لا رجلك متضررة تعالي بسرعة
دارت فيها الأرض وسقطت
شهق سعود ورفعها وأدخلها السيارة
سار بسرعة للمشفى القريب
ضرب يدها بخفة
: يا بنت , صحصحي , بننت
استعادت وعيها وهي تمسك برأسها وتبكي وتنتحب
: يممااا , آآه يممه أبي أمممييي ابي اخواااني , آآه يباا يمماا
لم يعرف ماذا يفعل
صمت وتابع طريقه بسرعة
حين رنّ هاتفه
ردّ بقلق وعجل
: هلا
: سعود وينك يبه
قال بعجلة
: بعدين بعدين نتكلم الحين ما اقدر
قال والده بسرعة وقلق
: طيب طيب مو مشكلة انتبه لنفسك ولا تغلط
أغلق الهاتف ووصل للمشفى – مدخل الطوارئ
أسرع بالنزول ودخل يهتف
: هناك حالةٌ في الخارج لا تستطيع المشي
أسرع أحد الممرضين معه وهو يدفع كرسياً متحركاً
وصلوا للسيارة
اقترب الممرض ليحملها لكن سعود منعه
حملها بنفسه برفق
وضعها على الكرسي وابتعد عنها بسرعة
دخل الممرض وأخذها لغرفة المعاينة
انتظرها سعود خارجاً وهو متوتر ونادم جداً على ايذائها
خرج بعد ربع ساعة الطبيب الذي عاين حالتها
سأل سعود
: هل أنت زوجها ؟!
: لا , أنا قريبها
قال الطبيب
: قدمها لم تتضرر كثيراً , فقط جروح طفيفة
سأل سعود
: لمَ فقدت وعيها ؟
: سوء تغذية , يبدو أنها لم تتناول طعاماً جيداً منذ يومان أو أكثر , وحالتها النفسية سيئة جداً انها تبكي وتهذي كثيراً وترفض الاستجابة
قال سعود بارتباك
: ماذا نفعل !
: يجب أن تهتموا بحالتها النفسية وبغذائها , يبدو أنها قوية ستكون بخير , يمكنها الخروج
هزّ رأسه ودخل لغرفتها حين غارد الطبيب
قال بهمس
: السلام عليكم
عدّلت حجابها ومسحت أدمعها , ثم أشاحت بوجهها عنه
قال بأسف وخجل
: آسف
قالت بصوت باكٍ
: انا ما اعرفك الا من كم اسبوع , ومن يوم عرفتك انت تسبب لي الألم , وش سويت لك وش سويت بحياتي عشان تضررني كل ما شفتني , اللي فيني كافيني تكفى ابعد عن طريقي
قال بحزن
: ما اقصد والله , انا ما اعرفك ولا اتعمد اأذيك , مادري وش اقول لك بس جد ما اقصد – صمت قليلاً , ثم همس – سامحيني
لم تردّ عليه
كانت تبكي بحدة
سألها بقلق
: تبيني أكلم أحد تعرفينه هنا يجيك !
قالت من بين حزنها
: ما ابي اقلق أحد علي
: طيب قومي أوديك بيتك
نظرت له بحدة
قال يبرر
: انتي تعبانة , وانا المسؤول عن تعبك , والوقت متأخر ما ينفع ترجعين بذا البرد وذي حالتك بروحك , ما بسويلك شي أوصلك بيتك وخويي ينتظرني قريب من عمارتك
صمتت قليلاً ثم قالت باستسلام
: طيب , انتظرني برى الله لا يهينك
هزّ رأسه وخرج
زفر وهو يجلس على أحد المقاعد
انتظرها لدقائق
خرجت تسير بتعب
مقدمة قدمها اليسرى مضمدة
نهض وسار أمامها دون أن ينبس ببنت شفة
سارت خلفه
فتح لها باب السيارة الخلفي
ركبت وأغلق لها الباب
أخذ مكانه وسار لمنزلها
حين وصل نزل وفتح لها الباب
نزلت بتعب
قال هامساً
: الحمد لله ع السلامة
لم تردّ عليه
تقدم بسيارته للعمارة التي يسكنها عزيز واتصل به
: عزوز انزل
: وينك !
: تحت , كلم خالتي ساره تجي معك ضروري
قلق عزيز وتوجه لشقة السيدة ساره جارته
التي تعيش وحيدة
فتحت الباب بخوف
: عزوز ! شفيك يمه وش صاير
قال مبتسماً بتوتر
: سعود تحت يقول يبيك ضروري
شهقت بخوف
: صاير له شي
: لا لا خالتي ان شالله ما به شي , يلا البسي جاكيتك وتعالي
ارتدت معطفاً طويلاً ونزلت معه بقلق
كان سعود يقف بقرب سيارته حين رآها ابتسم بود
اقتربت منه بسرعة
: سعود يمه وش فيك
قال بمحبة
: ما فيني شي الله يحفظك , ابيك تجين معانا لسوبر ماركت بقضي
قالت باستغراب
: وش دخلني أجي !
قال بخجل
: خالتي في بنت سعودية ساكنة قريب من هنا , من شوي عورتها بدون لا اقصد واغمى عليها وديتها المستشفى قالوا سوء تغذية ونفسيتها تعبانه , انا بروح اشتري لها أكل وأشياء وابيك معنا انتي ابخص بحاجاتها وعشان لمن أوديها لبيتها انتي تدخلينها , انا ما اقدر
هزّت رأسها بتفهمٌ وعطف على الفتاة
: يلا يمه مشينا
ركبوا السيارة وعزيز يطلق نظراتٍ كالسهام لرفيقه ويتوعده
وسعود مكتفٍ بابتسامة
نزلوا للسوق
وكلّ ما اشتروه كان باختيار السيدة ساره
عادوا ’ للاجوار رود ’
للعمارة التي تسكنها الفتاة
نزل سعود وعزيز بالأكياس والسيدة ساره خلفهما
طرقَ سعود الباب وابتعد
بعدَ قليل من خلف الباب صوتٌ متعبٌ مبحوح
: من !
قالت السيدة سارة بحنان
: افتحي يمه انا من جاراتك جاية أتطمن عليك
استنكرت لين هذه الجارة
قالت باستغراب
: ما اعرفك !
قال سعود بخجل
: انا سعود اللي وديتك المستشفى , جبت خالتي سارة تتطمن عليك افتحي بس هي بتدخل
بعدَ دقيقتين فتحت لين الباب وهي تقف خلفه
: تفضلي خاله
دخلت الخالة مبتسمة ومدّت يدها تدخل الأكياس
قالت لين باستغراب
: وش ذا !
مازحتها السيدة سارة
: لا تنشدين يا بنت
ابتسمت وانتظرت لحين أدخلت كل الأكياس
همس سعود للسيدة سارة
: خالتي احنا بننتظرك تحت
هزّت رأسها وأغلقت الباب
,
,
حين أغلق الهاتف
سألته زوجته فوراً بقلق
: وشفيه !
قال ضاحكاً
: اضحكي اضحكي لا تبثر امّه الحين
ضحكت زوجته وهي تقول
: خوفتني شصاير
انفجر ضاحكاً من منظرها
احمّرت وجنتاها غضباً
: محمد ققول وشفيه الولد
ابتسم
: مدري والله هو قبل يطلع قايل انّه بيروح لخويه اللي تخبرينه , والحين كلمته قال انّه مستعجل وبيكلمني بعدين , خليه براحته وصيتّه على نفسه , استودعيه الله
قالت جدة سعود بقلق
: هل سآود بخير !
: نعم سيدتي هو كذلك
رفعت هاتفها لتطمئن بنفسها
أسرعت أم سعود وأخذت الهاتف بلطف
: أمي إنه بخير , لكنه مع اصدقائه وقال لا تتصلوا لن أرد
هزّت رأسها نفياً
: يجب أن اطمئن عليه بنفسي
قالت أم سعود بضيق
: قلت لكِ انه بخير وقال لا تتصلوا , ان كنتي تريدين مضايقته فاتصلي
نظرت اليهما جوليا قليلاً , ثم نهضت لغرفتها
زفر ابو سعود ثم انشغل بالتلفاز
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السابعة والنصف مساءً
نزل عبد الله وهو يحمحم
غطّت رتيل وجهها وأنزلت أكمامها بسرعة
ثم قالت
: اقرب عبد الله حياك
دخل غرفة الجلوس مبتسماً
: مساكم الله بالخير
قبّل رأس أمه
قالت أمه مبتسمة
: بسم الله عليك وش هالزين
ضحك وهو يجلس
: أنفع أكون عريس صح
قالت أمّه
: لا
حكّ رأسه ضاحكاً
: يمه زوجيني
: مافي
: ليه ! , خلال صرت شايب
: لين تتزوج داليا ثم أزوجك
غطّت داليا وجهها بكفيها بخجل
قالت رتيل ضاحكة
: حرام عمتي بيتأخر كذا , علي مو مستعجل يقول سنتين ثلاث مو مشكلة
صاحت داليا بغيض
: يولي مو سائلة فيه , أصلاً أنا بطلت
ضحكوا منها بصخب
حينها دخل والدهم مبتسماً
: حيّ ذا الضحك عساه دوم
ابتسمت رتيل لعمها الذي تعشق
: عممو وش هالزيين
زفر مبتسماً
: الله يهديه خوي علي أصر نحضر أنا وعبد الله
قالت زوجته
: ما عليه غيروا جو واستانسوا
هزّ رأسه ونظر لابنه
: يلا عبد الله
نهض عبد الله وتوجها للباب , قبل خروجهما التفت عبد الله لرتيل
: رتول ما تروحين معنا لأمك واخوانك ؟
: لا ماني مستعدة لزيارة
: براحتك , سلام عليكم
خرجا سوياً ثم كشفت رتيل وجهها
قالت متسائلة
: وش يبي خوي علي بعمي وعبد الله
قالت عمتها
: عادي جمعة رجال , أمك تقول أبوه وعمه وأخوانه جايين معه
هزّت رأسها ثم نظرت الى داليا بمكر
: قلتيلي بطلتي أجل داليا
احمّر وجه داليا وارتبكت
: أننا , ممو قصدي كذا , يعنني , آمم
سكتت وأغمضت عينيها
ثم قالت بغضب
: رتيل انطمي
ضحكت رتيل ونظرت لعمتها
: بنتك لسانها طولان , ما كني أكبر منها
ضحكت العمة
: كبران راسها ع بالها زوجناها علي تاخذ راحتها
: يممماااا
ضحكن منها
وانقضت هي على الفطائر والمعجنات تأكل بنهم تفرغ غضبها وخجلها !
,
,
وصلت سيارة عبد الله لمنزل عمه
نزل مع والده ودخلا للمنزل
استقبلهما تركي محتفياً بهما
وبعد دقائق وصلَ رفيق علي مع عائلته
,
في المطبخ
مدّت أم علي بصحنٍ كبيرٍ نسبياً ملئ بأصناف الحلوى , لتركي
أخذه وعاد لمجلس الرجال
همّت أم علي بالخروج من المطبخ حينَ رنَ هاتفها
ردّت بابتسامة
: حيّ الله ام ابراهيم
: الله يحييك ويبقيك يا بعدي , شلونك يا ام علي
: بخير ونعمه الله يسلمك , انتي وشلونك وشلون البنات , ليه ما جيتوا مع ابراهيم الله يحفظه
: والله ناوين نجيكم ان شالله , بس ابراهيم وابوه وعمامه جايينكم بشغلة اليوم
: خير عساه خير ان شالله
قالت ام ابراهيم ضاحكة
: بنخطب منكم يا ام علي
ابتسمت ام علي مستغربة
: والنعم فيكم يا ام ابراهيم , عمها وولده موجودين والله يقدم اللي فيه الخير
قالت ام ابراهيم بسعادة
: ان شالله انها من نصيب ابراهيم , انا من يوم اللي شفتها دخلت قلبي كنها وحده من بناتي , والله ان رتيل زين وجمال واخلاق الله يحفظها ويجعلها من نصيبنا
قالت ام علي مبتسمةً تصحح لها
: قصدك هديل !
: لااا لاا , رتيل بنت زوجك اخت عيالك
فتحت ام علي عينيها بصدمة
قالت لتتأكد
: ام ابراهيم , ولدك وهله جايين يخطبون رتيل رتيل ! , بنت زوجي !
: اييه وش فيك يا ام علي
قالت بصدمةٍ أكبر
: الطويلة اللي شعرها طويل , الحنطية
: ام علي وش فيك , انا افرق بين بناتك , ايه هي رتيل جايين يخطبونها
أغمضت ام علي عينيها بقوة
بصدمة وغضب
ثم قالت
: الله يهديك يا ام ابراهيم الله يغفر لك الله يسامحك
قالت ام ابراهيم بفزع
: وشفيك !
قالت بغضب تحاول كبته
: ليه ما كلمتيني قبل يجون لييه ما قلتي لي
قالت ام ابراهيم بغضب هي الأخرى
: وش فيها ان قلت لك بعد ما يجون , وبعدين ليه انصدمتي كذا هماك كنتي مبسوطة يوم كان على بالك انها هديل , ولا ذي اليتيمه ما تفرحين لها , ولا انتم ما تبون نسبنا
قاطعتها ام علي وهي تصر على أسنانها وتشد شعرها من الغضب
: بس يا ام ابراهيم الله يهديك بس , بنيتي رتيل متزوجة ولد عمها من سنين
شهقت ام ابراهيم بصدمة
: اسألك بالله !
قالت ام علي
: ام ابراهيم أكلمك وقت ثاني , سلام عليكم
أغلقت الهاتف بسرعة وذهبت لغرفة الجلوس
: هديل , هدييل
: هاا
قالت بغضب
: هويتي في بير ماله قاع
ضحكت هديل وهي تحك رأسها
: يما ليشش تدعين علي وش مسوية
جلست وهي تستشعر هول المشكلة
: العرب اللي عند اخوانك
: وش فيهم !
قالت وهي تضع يديها على رأسها
: جايين يخطبون
نظرت لأمها بصدمة , ثم قالت بلا مبالاة
: ما لهم عندنا مرة , انا مو مفكرة بالزواج حالياً
قالت ام علي بحسرة
: مو جايين يخطبونك , يا لييت جايين لك , جايين لرتيييل
شهقت هديل بفزع
: يمما والله ما غير يذبحونهم عبد الله وتركي ويشربون من دمهم ويطلعونهم جثث
هزّت رأسها بخوف
: يارب سلم سلم
سكتت هديل لبرهه قبل أن تضحك بحماسة وتحمل هاتفها لتجري اتصالاً لأختها
,
قال ابو ابراهيم مبتسماً
: والله انتم ناس طيبين ونسبكم ينشرا بالذهب
تبادلوا نظراتٍ سريعة
كان لديهم حدس أنهم آتين لخطبة
تابع ابو ابراهيم
: حريمنا شافوا بنتكم وحبوها وقالوا ان شالله ان نصيبها لولدنا ابراهيم
قال العمُ مبتسماً
: وانتم ناس طيبين وفيكم الخير ان شالله , وتشرفونا والله
قال ابو ابراهيم
: حنّا استغربنا ان البنت تعيش في بيت عمها , لكن ما به خلاف
قاطعه عبد الله بسرعة
وجميعهم تغيرت ملامحهم لصدمة
: من تقصد يا ابو ابراهيم الله لا يهينك
قال ولا زالت ابتسامته تزين محياه
: بنت عمك , أخت علي غير الشقيقة
هبّ عبد الله بجنون
: اخس واقطع
وصاح تركي في ذات اللحظة
: وش هالكلام يا ابو ابراهيم
,
,
الى الملتقى :)

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلامي, مقلتيك, قلمي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t190844.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-08-17 07:18 AM
ظ‚طµط© ظ‚طµظٹط±ط© ، ط§ظ„ظ„ط؛ط© ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط©: طھظ†ط¨ظٹظ‡ Google - ظ‚طµطµ This thread Refback 09-10-14 02:40 AM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ظپظگظ€ظٹ ظ…ظ‚ظ„طھظٹظ‡ظ€ظ€ظ€ظ€ط§ This thread Refback 01-09-14 06:07 PM
ط®ظ„طھ ظپظٹ ظ…ظ‚ظ„طھظٹظƒ ط·ظٹظپ ط£ط­ظ„ط§ظ…ظٹ ط¨ ظ‚ظ„ظ…ظٹ This thread Refback 15-08-14 05:24 AM
Untitled document This thread Refback 08-08-14 08:08 PM


الساعة الآن 06:19 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية