المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
صديقتى قطة
تبدل الجو فجاة من بارد الى مثلج عندما قاربت شمس هذا اليوم على المغيب , احكم سترته حول جسده وهوه يسير فى الشوارع شبه الخالية من المارة فى هذا التوقيت و محلات شبه مغلقة يختبئ العاملون بداخلها اتقاء البرد , يتجول بعينيه بين الفاترينات و الارصفة و يسير بلا هدف سوى محاولة لتمضية الوقت الطويل الذى يقضيه وحيدا منذ تسلم عمله الجديد و انتقاله الى هذه المدينة الساحلية الشاسعة , يعشق هذه المدينة عندما كان ياتى اليها زائرا مع اصدقاؤه كان يتمنى ان يستطيع ان يعيش بها دائما حيث ان له اقارب كثر يعيشون هنا ايضا و لكن الاقارب كل مشغول بحياته وهو لا يريد ان يثقل على احد فهو يعيش فى شقة والده و اعمامه عندما كانوا فى الجامعة فى هذه المدينة , شقة قديمة و لكن تفى بالغرض و فى وسط المدينة و تطل على شارع من اصخب شوارعها .. ظل يسير بلا هدف ثم دلف الى احدى المقاهى لتناول كوب شاى دافئ و يتدفئ باصوات الجالسين يدخنون الشيشة و يلعبون الدومينو .. سرح ناظرا خارج المقهى على الرصيف المقابل قطة صغيرة جدا ترتعد من البرد و مبتلة تماما .. حاسب القهوجى و خرج عابرا الى الرصيف المقابل و التقطها بيده ولفها فى كوفيته الصوف و اخذها معه الى البيت لقد اصبحت تلك القطة منذ هذا اليوم صديقته و مؤنسته فى وحدته الطويلة .
احتار كثيرا فى اختيار اسم مميز لها و غير مكرر . قدم اليها وجبة لبن و خبز و جهز لها طبق غسيل كبير ببطانية قديمة و احضر وعاء اخر مملؤ بالرمل لقضاء حاجتها فيه كعادة القطط . تقرقر القطة مسرورة من تحسن حالتها . و اصبح هو ايضا فى حالة مميزة . لا يميل هو للاكتئاب فى الشتاء كعادة البعض لكن الوحدة و الصمت كادوا ان يفتكوا به و يلقوه فى غيابات الملل. اصبحت قطته " مونى " شريكته فى كل شئ حتى سريره .احيانا تترك مكانها و تصعد لتنام بجواره و توقظه عند سماعها منبه الهاتف المحمول فى السادسة يوميا .
اصبحت القطة بعد عدة اشهر حادة المزاج قليلا و تحاول دائما الخروج و تقف عند باب الشقة تموؤ بغضب . اصبح قلقا عليها و سال بعض زملاؤه اصحاب الخبرة فى تربية القطط فنصحوه بان يتركها تذهب لان هذا وقت تزاوج . اسقط فى يده انه يحبها نعم و لكن لا يريد ان تمتلئ الشقة بالقطط . وضعها فى شنطة جلد و خرج بها الى اول مكان قابلها فيه و فتح لها الشنطة للخروج ... و التقت عيناهما ...
|