9 _ الكوخ ... من جديد
لم يخطر ببال كولي انها ستشعر يوما بمراره الى هذا الحد . غير ان الالم و الاذلال اخذا بالتضاؤل و الدموع توقفت وفجأة احست بالاسف على نفسها ...
لانها افتقدت السعادة خلال ايام الدراسه . وضحت بنفسها من اجل تمريض امها و عاشت حياتها تعتمد على الاخرين و اخيرا دفعتها الايام القاسية كي تأتي الى هذه المزرعه . و انتابها شعور بالكراهيه ضد هذا العالم ... هذا العالم الذي يضم اناسا يعيشون على الخداع و الحقد و لكن اكثر شيء كرهته في هذه اللحظه تلك الرغبه المتأججه التي اخذت تموج في صدرها لكي تؤذي احدا ... انها رغبه محرقه تعيش في اعماقها و قد احست بها و هي تهبط الدرجات و تتخذ سبيلها الى غرفة الطعام لتتناول العشاء .
و كانت قد اعتذرت عن تناول الغذاء بسبب صداع طارئ دهمها وظلت منزوية في غرفتها طوال فترة العصر .. و احست ان دقات قلبها سوف تفضح كذبتها البيضاء و شحوب وجهها سوف يكشف عن استراقها الحديث الذي دار هذا الصباح . فبذلت جهدها لان تهدئ من روعها و تقنع نفسها بان احدا لن يسألها توضيحا عن سبب غيابها .
و لما دخلت غرفة الطعام , سألتها الخاله فيللي :
( ها انت قد جئت لتناول الطعام هنا ... خشيت ان تلازمك الوعكه وان تطلبي طعامك الى غرفتك )
تمتمت كولي قائله :
( لا , انني اشعر بتحسن هذا المساء .. )
و شعرت بصدمه ارتج لها جسمها عندما وقع بصرها على جيس جالسا على رأس المائده في المكان الذي يشغله عادة بن و عندما افاقت من المفاجأة حدثت نفسها قائله المكان يناسبه تماما .
و استطردت تقول بصوت مرتفع :
( اظن انني اصبت بضربة شمس هذا الصباح )
و راحت تحتل مقعد داني كي تتجنب الجلوس على مقعدها المعتاد الذي يقع على يسار جيسون و رأت بن جالسا في مقعده المتحرك الى يمين جيس و حدق الكهل وكأنه يطلب منها ان تجلس بينه و بين حفيده . لكنها لم تشأ تحقيق رغبته . كما لم تحاول ان يلتقي بصرها ببصر جيس لئلا يرى الالم و المراره في عينيها و جاهدت لترسم ابتسامه على شفتيها و راحت تسال خالتها عن ورودها و هي تعرف مسبقا انها سوف تتحدث حديثا طويلا يستغرق الدقائق التاليه القليله .
و لم تشعر كولي بمذاق الطعام اثناء تناوله الطعام اثناء تناوله و انما راحت تزدرده ... مسلوبه اللب و بين الفينه والاخرى تختلس النظر لترى ماذا يفعل جيس . وعندما فرغو من تناول الطعام جاءت ماغي ترفع الاطباق و تحضر الحلوى فقال لها بن :
( سنتناول الحلوى في الشرفه يا ماغي و احضري ايضا بعض الشراب اذ حان الوقت لنقيم احتفالا صغيرا )
اخذ قلب كولي يقف في صدرها عند سماع الكلمات و شعرت انها لن تقوى على سماع بن يعلن انتقال ملكية المزرعه الى جيس ليكون هو المالك الجديد .
انتفضت كولي واقفه لتبتعد عن المائده ثم قالت بصوت ينم عن اضطرابها :
( اسمحو لي ان اغادر الغرفه . فأنا في حاجه الى بعض الهواء سأنضم اليكم فيما بعد )
و اثارت رغبتها في الرحيل غضب بن لكنها اسرعت تجتاز باب الغرفه و تتجه الى الشرفه ثم تواصل سيرها الى الحديقه قبل ان يناديها احد . و راحت تبحث عن ملاذ لها بين اشجار البلوط واستندت الى احد جذوعها . و اغمضت عينيها و راحت تتصور ما سيحدث . الان ستدفع رطلا من بدنها ثمنا للمزرعه و تساءلت " هل من العدل ان يكون قلبها هو هذا الرطل ؟ هل هي ضحية لتقبل قدرها بمثل هذه السهوله ؟ و اجابتها المراره التي لا تموج في اعماقها قائله لا ... لا يجب ان تجعلي جيس يشعر بالالم وخيبة الامل اللذين شعرت بهما .
وعندما فتحت عينيها كان قد فر عزمها على الا تجعل انتصاره عليها امرا سهلا .. فلن تكون الاداة التي ينال بها سلاش آس . وطرق سمعها وقع خطوات تقترب منها . كانت تعرف انه سيأتي للبحث عنها . فهو لا يستطيع ان يحقق شروط اتفاقيته مع جده ما لم يتحدث معها على انفراد . وكان هذا السبب هو الذي حفزها على مغادرة المائده عارفه انه سيبحث عنها . و بذلك كانت تدفعه الى المبادره ... و وفقا لشروطها هي .
اقبل جيس حتى وقف الى جوارها . و قال لها :
( انت هنا ؟ لماذا تركت المائدة فجأة ؟ )
اجابت كولي و هي تبتعد عنه :
( كنت قلقه و في حاجه الى بعض الهواء )
و اقترب منها واضعا يده على كتفيها لكنها تراجعت قليلا . فقال لها بحزم :
( كولي اريد ان اتكلم معك .. )
هزت كولي كتفيها لتبعد يده عنها و قالت :
( ليس لدينا اي موضوع نتكلم فيه ... )
حاول ان يتحكم بأعصابه و هو يقول :
( كفى . اننا نعيش في توتر دائم طوال الاسبوع الماضي .. و لكن شيئا حدث اليوم يهمك امره )
تجاهلته تماما و شرعت تسير نحو حديقة الزهور وكانت تعرف انها تتعمد تعذيبه وتعلم انه سيطلب يدها لكنها قررت ان تكون املا عزيزا بالنسبه اليه و لم تكن تدرك الى اي مدى ستلحق الاذى به . وافاقت على وقع قدميه وهو يلحق بها . و لمعت عيناها .. عندما ادركت مدى عبثها بصبره .
قال لها و هو يحدق في عينيها :
( يبدو اننا نستمتع هذا المساء بليلة قمريه )
قالت :
( اجل .. )
ثم تطلعت الى القمر الشاحب في كبد السماء و اردفت تقول :
( ولكن يبدو عليلا ... انه لا يجعلنا نشعر بشاعرية المكان )
و احس جيس بنبرة السخرية في كلماتها , فأمسك ذراعها بعنف و جذبها نحوه لتكون في مواجهته . ثم سألها بحدة :
( ما بالك يا كولي ؟ لماذا هذه المراره التي تتحدثين بها )
قالت كولي وهي تنظر اليه بجساره :
( كنت اظن انك ستكون سعيدا بمداعباتي ... )
وبالرغم من انها كانت تشعر بقلبها يتمزق في هذه اللحظه لكنها كانت سعيدة برؤية علامات الغضب التي ارتسمت في وجهه وو ستشنج اصابعه على كتفيها . و واصلت حديثها الساخر , فقالت له :
( ما لي اراك تصمت ؟ هل التهمت القطه لسانك ؟ )
تراخت اصابعه عن كتفيها ثم قال :
( يمكنني ان اهزك حتى ترتج اسنانك . اي نوع من الالعاب تلعبينه ؟ هل ترغبين في ان القي بك على ركبتي واضربك على قفاك ؟ انك تسلكين مسلك لاطفال )
حاولت ان تتخلص من ذراعيه وهي تقول له :
( انت يا جيس دأبت على ان تقول انني طفله )
( لا داعي للمحاورة .. يا كولي ... )
سألته بسخريه :
( الا ترغب في ان تخبرني الى اي مدى تحبني وتعبدني ؟ و كيف انك لا تحتمل الصبر حتى تتزوجني ؟ انني اتحرق شوقا لهذا الجزء من المسرحيه ؟ )
حاول ان يخفي غضبه و هو يقول :
( عم تتحدثين ؟ اين كنت هذا الصباح ؟)
لوحت كولي بيدها نحو السماء و هي تحاول ان تغير دفة الحديث :
( اوه .. جيس .. الليل قصير و رائحة الزهور تعبق المكان .. و بالتأكيد في وسعك ان تطرح اسئلة اكثر شاعرية من هذه الاسئله التي تـوجهها الي )
( ما هو القدر الذي سمعته هذا الصباح ؟ )
( لا تخبرني بأنني سوف اتقلد منصب الاستاذ هذه الليله )
و شرعت تمد ذراعيها لتحيط بهما عنقه . و ترفع وجهها نحوه بخفه و ببرود و سقطت ذراعاه لتحيطا بخصرها وهو يشدها نحوه . و احست بضلوعها تتهشم تحت ضغطه و شعرت ان فمه يعاقبها ... و ويذلها و ينتقم منها حتى لم يبق لديها شيء سوى عاطفه واحده . هي عاطفه الاستسلام لحبها .
و افاقت من نشوتها عندما اطلق سراحها . و فك اسر ذراعيها عن عنقه . و ابعدها عنه وكأن النار التي احرتها لم تمسه بسوء .
و تناهى الى اذني كـولي صوت قلبها و هو يدق بألم لانها عادت تستسلم لسحره ثانيه و لكنها سرعان ما سيطرت على مشاعرها و خضعت لحكم عقلها و استطاعت بصعوبة ان تستعيد هدوءها .
قالت ساخره :
( انتهت اللعبة . و الان جاء دور الحديث ..)
قال جـيس :
( اظن انه لا حاجه بنا الى ذلك ... يبدو عليك انك استرقت السمع للحديث الخاص الذي دار بيني و بين بن . فقط قولي لا او نعم و ان كنت ارغب في معرفه سبب المرارة التي تؤرقك )
قالت كولي غلضبه "
( مجرد نعم و لا ؟ يا لكمن شخص اناني . هل انا فريسه لك و لجدك ؟ من حقي ان اقول كلمه في الموضوع . اعلم انني لن اكون الاداة التي تهبك لقب صاحب هذه المزرعه . ارفض ان اكون مجرد قسيمه زواج تتأرجح فوق رأسك . لتقول "تزوج هذه الفتاة فتصبح المزرعه ملك لك " اعتقد ان الامر يبدو غريبا لك عندما يصر مثل هذا الكلام من فتاة فقيرة . و لكن ,, لن اتزوج بدون حب )
قال جيس ببرود :
( و الحب لن يدخل في زواج يعقد بيني و بينك .. )
قالت كولي بغضب :
( بالتأكيد لن يدخل . اعرف ان العم بن اخبرك بأنني متيمه بك و لكن هذا ما لم اقصده تماما . و الحقيقه انني قلت له انني احبك و احب العم بن و الخاله و توني ايضا , و بالتأكيد لن اتزوج احدا من العائله لا تسئ فهمي يا جيس كل ما كنت اود ان اراه هو ان يسود السلام بينك و بين جدك .. و ان كنت قد اضيفت البطوله على قضيتك معاه )
اخرج جيس سيكاره و وضعها في فمه ثم قال :
( وضعت القضيه في مسارها الصحيح . اليس كذلك ؟ اما مواقف الحب فما هي الا لحظات ترفيه كدروس السباحه و ركوب الخيل .. )
( ولكنك وصفتها بأنها تجارب .. او دروس تحتاج اليها الطبيعه البشريه و اذا اراد المرء ان يتعلم فعليه ان يبحث عن شخص تكون لديه التجربه . و كنت انت تتمتع بها ... و اكن الرغبه لا تدوم طويلا .. و مهما كان تفكيرك بي . فانني اصبحت ناضجه بما فيه الكفايه لان اعرف ذلك )
و اشعل جيس سيكارته ثم سألها :
( لا اظنك تعتقدين ان الرغبه يمكن ان تتحول الى حب ؟)
قالت كولي ببرود :
( لن اضحي بحياتي كلها حتى تحين الفرصه لكي يحب احدنا الاخر . اذا كان العم بن اشترط عليك الزواج مني لقاء حصولك على المزرعه يمكنك الحصول عليها بدون استخدام خيوطي التي تلعب بها . ابحث لك عن وسيله اخرى ,, لانني لن اقبل الزواج منك )
حدق جيس في وجهها ثم قال :
( ( افترضي انني نلت لقب صاحب المزرعه هذا الصباح ؟ )
قالت كولي وهي تشمخ برأسها :
( على هذا الشرط سأقبل خطبتك مني هذه الليله )
راح يدرس وجهها بهدوء ثم سألها :
( هل تعتبرينها خطبة وقتيه زائفه .. حتى استطيع ان اقنع بن برأيك )
اسرعت تقول :
( كلا ... كلا .. لن تنجح )
سحق جيس اللفافه بقدمه و قال :
( اذن انت تعرفين ان قلبه فعل ذلك من اجلك ... )
تطلعت اليه و قالت :
( سأشرح له الامر .و انا واثقه بأنه سيدرك حقيقة موقفي )
( اتمنى ان يكون لي نصف ثقتك . انه لم يشف تماما من ازمته الاخره )
و انساب صوت جيس هادئا في اعماقها و شعرت بكلماته تغوص في عقلها . و ادركت رغبته في ان يفوز بالمزرعه و قد استغل عواطفها استغلالا سيئا لكي تلتقي مع رغباته ,لكنها استجمعت شتات فكرها واحت تناضل الدوامه التي دفعها جيس اليها . فقالت له :
( انا لا اكترث كثيرا . لن اكون خطيبتك مهما كانت الظروف )
( اتهمتك مره بأنك فتاة شديدة الحساسيه لكن تلك القطه الوديعه التي انقذتها مرة من المطر تحولت الان الى قطه شرسه )
قاطعته و هي شتعر برجفه تسري في جسمها قائله :
( ارجوك .. لا تذكرني بتلك الفتاة الساذجه التي كنتها ذات يوم )
و احست بقبضة يده تعصر ذراعها و هو يحدق في وجهها و راح يسألها :
( ماذا حدث لتلك الفتاة التي فزعت مني اكثر من فزعها من العاصفه ؟ اين الفتاة التي كانت تخاف الماء و ترتعد نظراتها و هي تمتطي ظهر الجواد ؟ اين هي تلك الفتاة ؟ )
صاحت كولي قائله :
( كانت شديدة الحجل .. شديدة الفزع من معارضتك و لكنها كبرت الان . هل تتوقع منها ان تظل محصنه ضد مشاعر الكراهية و المراره والحقد التي تعيش في ارجاء المزرعه ؟ حسنا ... انا اكرهك الان , اكره الاسلوب الذي اتبعتماه لاستغلالي و اكره الثقه التي وضعتها فيكما ولتعلم يا جيس انني اصبحت الان جشعه ارغب في ان اكون مطلوبه لذاتي دون ان يكون هناك ثمن لزواجي اعتقد انك لم تتخيل انني استطيع البقاء في الصوره التي رأيتها اول ليلة التقينا )
قال و الكلمات تخرج بصعوبه من بين اسنانه :
( كلا ... لم اتصور ان تكون لديك القدرة على الوثوب فوق الحشود التي تعترض طريقك؟ كنت حمامة السلام .. اليس كذلك ؟ ولكن ابراج الحمام لا تقام للناس اريد منك ان تفكري برويه في الحديث الذي دار الليله , و ستعتذرين لي فيما بعد )
قالت كولي غاضبه :
( اذا كنت تفكر في انني سأزحف اليك لاقدم لك اعتذاري فانني .. )
عندئذ قاطعها جيس و شرر الغضب يتطاير من عينيه . قائلا :
( لاحاجه بك لان تقولي المزيد الذي قد تعتذرين عنه ... سأعود الان الى المنزل لاقوم باحتفال صغير مع بن انني اراك في حالة لا تؤهلك الاشتراك في حفلنا لذلك لن اطلب منك الانضمام الينا . طابت ليلتك يا كولي و لتنعمي باحلامك الورديه )
وهز جيس رأسه في كبرياء قبل ان يختفي تدريجيا في لجة الظلام و تمنت ان تلدغه ان تؤذيه كما اذاها , لكنه رحل عنها في كبرياء و هو واثق بأنها ستجري وراءه لتعتذر له ... لن تفعل ذلك حتى الرمق الاخير في حياتها و لا اهمية لحبها له فانها لن تطلب غفرانه من اجل الكلام الذي نطقت به هذه الليله .
و سمعت داني يناديها :
( كولي .. ماذا تفعلين عندك؟ اخبرني جيس انك لن تأتي للاشتراك في الحفل )
قالت كولي بصوت يكاد ينم عن اضطراب عواطفها :
( هذا صحيح )
مرت سحابه من العبوس ععلى جبينه وعيناه تسألانها في حيرة :
( و لكن ... يجب ان يشهد الجميع الحفل )
قالت بصوت مضطرب :
( و هذا تماما سبب عدم وجودي هناك .. )
هزداني رأسه وهو يحدق في شقيقته , ثم قال :
( كولي .. لم اعد افهمك فمنذ وصولنا الى هنا ,كنت الوحيده التي تدافع عن حقوق جيس وفي هذه الليله التي يعلن فيها العم بن نتيجة جهودك . تنزوين هنا كالطفله التي انتزعت منها دميتها )
تحشرجت الكلمات في حلقها الما . و اخيرا استطاعت ان تقول :
( انت لا تعرف القصه كامله يا داني )
قاطعها وهو نافذ الصبر :
( و انت ... لماذا لا تحاولين القاء الضوء لاستنير به في معرفه حقيقة الموضوع ؟ ترى ما هي النية المبيته التي تطوف برأسك ؟ )
اضطربت شفتها السفلى و تلاحقت انفاسها و هي تحاول ان تمنع عباراتها عن التدفق . و اخيرا قالت له :
( كف عن تمثيل دور الاخ الاكبر . لم اعد في حاجه لذلك )
اشتعلت عيناه بالغضب الذي ثار في اعماقه لدى سماعه كلماتها فقال لها :
(اظن انك بحاجه الى ركله سريعه تلقي بك في مكان يناسبك .. )
ثم استدار ليسير في اتجاه المنزل . فصاحت كولي تناديه :
( داني .. داني .. اسفه لم اقصد ان اجرحك )
تردد قليلا قبل ان يستدير نحوها ليقول :
( لا اظن انك كنت تقصدين ايلامي .. و لكنك انت على صواب , فقد اصبحت الان فتاة كبيرة , و حان الوقت لتعالجي مشاكلك بدون الاعتماد على ذراع احد . طابت ليلتك )
اخذت كولي تكفكف دموعها و هي ترى اخاها يسعى نحو البيت , انها تعرف جيدا كيف تتصرف !
بدأت قطرات المطر تتساقط على افريز النافذه كأنها تقدم تحيتها الى كولي ... و هي تستيقظ من نومها بعد ليله قلقه لم يغمض لها فيها جفن , الا قليلا , وكان الصباح داكنا و لم تشرق فيه شمس النهار كما انه كان يعكس موجه الكآبه التي امتلأ بها صدرها منذ صباح اليوم السابق . و راحت تسحب نفسها من تحت الاغطية بصعوبه وهي تتطلع عابسه الى الرعد الغاضب الذي اخذ يلطم زجاج النوافذ وتوجهت الى احد الادراج و تناولت سروالا من الجينز دست فيه ساقيها و جذبته حتى غطى وسطها , ثم ارتدت قميصا اصفر اللون . و تناولت المشط و القت نظره سريعه على انابيب مستحضرات التجميل . و لكنها هزت رأسها باستخفاف و اعرضت عنها و فكرت من سيهتم اذا لم تصبغ وجهها بالمساحيق ؟ و انفلتت خارجه من غرفتها في طريقها الى الصاله .
مرت بالباب المفتوح لغرفه توني فتوقفت عن السير و لدهشتها رأته يلقي ملابسه في حقيبة مفتوحه .
سألته مأخوذه :
( توني ... ماذا تفعل ؟ )
قال لها بحدة :
( كما ترين يا اميرتي )
وواصل حشو ملابسه في الحقيبه بدون ان يتطلع اليها فقالت له :
( انك راحل .. اليس كذلك ؟ الى اين انت ذاهب ؟لماذا ترحل ؟ )
شرع يسير نحو الباب و المراره تكسو وجهه , ثم قال لها :
( اصبح احدهم يدير الان المملكه و القلعه لن ابقى لأقوم بدور الاجير )
التوت شفتاه فوق كلماته بينما قبضت اصابعه النحيله على ذقن كولي و رفع رأسها المتجهم لتلقي ببصره , ثم استطرد يقول :
( انت تعرفين يا كولي ... انت لا تستمتعين بعينين كبيرتين فقط و لكن لك فم واسع ايضا ان الدور الذي قمت به انت و جيس قضى على وجودي هنا في المزرعه .كنت اتماع بحظ كبير في حياة ابي )
ثم اطلق توني ذقنها من قبضته .فتمتمت قائله :
(لا علم لي بالموضوع الذي تتحدث عنه )
تركها توني و عاد الى سريره ليتم وضع بقية ملابسه في الحقيبه و عندما فرغ منها اغلق الحقيبه بغضب , ثم قال لها :
( واصلي الاعيبك الصغيره .. و لكن لا تتوقعي مني ان اصدق انك لم تكوني وراء الخطوة الاخيرة التي اتخذها بن.. ابعدي عني لقد سببت لنا كثيرا من الألأم منذ وصولك الى هنا )
انتابها الاضطراب و اسرعت تبتعد عن الباب و قد المها الازدراء المر الذي شاب صوت توني عندما طردها , و شعرت بخطواتها ثقيله تهبط درجات السلم و ترددت قليلا عندما وصلت الى نهاية الدرج اذ كان طعام الافطار في انتظارها لكنها لم تكن تشعر بأي جوع .
سارت نحو الشرفه و هي تدس يديها في جيبي سروالها و راحت تتجول بلا هدف عندما سمعت طرقا على زجاج احدى النوافذ , فتطلعت عبر الزجاج فرأت بن يلوح لها و يدعوها للدخول , و حاولت ان تبحث عن عذر يـنقذها من مقابلته و لكن جهودها باءت بالفشل فاستسلمت و عادت لـتعبر الصاله و تدخل الى المكـتب , فاستقبلها قائلا :
( انت بالتاكيد شعاع شمس هذا الصباح ..)
بادرته قائله :
( و لكن الجو غير مشمس في الخارج )
( كنت تفزعين من رعودنا .. و لكن يبدو علك الان انك لم تعودي تكترثين بها بل اصبحت لديك الشجاعه على التجول في الشرفه بدون خوف )
تطلعت كولي الى الافق فرات السماء ملبده بالغيوم وكأنها تعكس عواطفها الغاضبه التي امتزجت بمراه الالم و دموع الاحباط التي اجتاحتها .
قالت له :
( لعل المطر يغسل الاقذار التي لحقتني من ال سافدج )
سألها بن :
( هل تناولت طعام الافطار ؟)
و عندما هزت رأسها بالتفي استطرد يقول :
( المعدة الخاويه تجعل اللسان حادا . كحدة شهوتها الى الطعام )
قالت له :
( لم تنادني لتناقشني في عادات الاكل )
قال بصوت غاضب :
( طبعا .. لكنني دهشت عندما لم تشتركي في الحفل ليلة امس )
ضحكت بمراره و قالت :
(لا شك انه كان حفلا من نوع خاص لانني رأيت لتوي توني في غرفته يعد حقيبته للرحيل )
( لا تحاولي تغيير دفة الحديث يا فتاتي . اسألك سؤالا محددا )
قالت كولي بأدب :
( الا تظن ان تساؤلي يحتاج الى اجابه ؟ )
و وقع بصرها على يديه فرأت البياض يكسوهما من طول تشبثه بمقبض المقعد و في الحال تذكرت المناقشه الاخيره التي دارت بينهما ..فاستسلمت سريعا .. و تنهدت لهزيمتها و قالت :
( لم احضر حفل الامس لانني كنت ارغب في مشاهدة حفل كبير )
تألقت الحيرة في عينيه و قال :
( و لكن كنت انت الشخص المطلوب طوال الحفل )
سألته كولي وذقنها يرتجف وهي تكبح جماح دموعها لئلا تنساب على خديها :
( و لكنني متى طلبت منك ان تشتري لي زوجا ؟ )
انعقدت تقطيبه فوق جبينه و رأت ما يشبه الشعور بالذنب يسبق اجابته حيث قال لها :
( لا أدري عما تتحدثين .. )
فقالت له و هي مشفقة عليه :
( امضيت بعض الوقت من ليلة امس مع جيس فلا داعي لأن تبدو بريئا انني لا انوي الزواج منه .. )
تألقت نظرات الصقر في عينيه و قال :
( الا تتزوجينه . هل طلب يدك ليلة امس .؟)
اجابت كولي :
( ليس تماما . لم اتح له الفرصه ... )
ابتسم الكهل ابتسامة مرح اثارت كولي وكأنه يبتسم لنفسه ثم قال لها :
( اوه .. لم تتيحي له الفرصه ليشرح لك الامور ..ها .. ها )
بذلت كولي جهدا يائسا للتغلب على اعصابها المضطربه و اخيرا قالت :
( ليست هناك اشياء تحتاج الى توضيح المح الي ان ادعي وجود خطبة بيننا لادخال السرور الى قلبك و لكنني رفضت )
قال بن :
( امر طبيعي )
بدا عليها الارتباك , ثم قالت له :
( لا يبدو عليك الانزعاج من حديثي )
( و هل هذا مطلوب مني ؟ )
قالت متلعثمه :
( اجل .. اعني .. ظننت .. اليس هذا هو المفروض من .. )
سألها :
( كان لدي احساس بأنك كنت تقفين عند مكتبي صباح الامس .. اليس كذلك ؟ )
ولما هزت كولي رأسها بالايجاب استطرد يقول :
( و انك سمعت جانبا من الحديث الذي دار بيني و بين جيس , اليس كذلك ؟ )
و عادت كولي تهز رأسها بالايجاب ثانيه فأردف يقول :
( اود كولي لا يفوز المرء بنتائج طيبه بالاستماع من ثقوب اقفال الابواب )
( و لكنني سعيده بما فعلت يا عمي بن .. كيف استطعت ان تقدم المزرعه هية ل جيس اذا رضي بالزواج مني ؟ الا تظن ان لدي كبريائي ؟)
و استطاع الكهل ان يحتفظ بالابتسامه على وجهه ثم قال :
( يمكنني القول بان لك كبرياء مثل اي فرد من افراد اسرة سافدج اما ان اجعل هبتي المزرعه لـ جيس رهنا بموافقته على الزواج منك , فاظن ان ذلك كان مجرد اختبار له . كان يجب عليك البقاء حتى ينتهي الحديث كله , و عندئذ كنت ستستمعين الى رفضه قبول المزرعه على اساس هذا الشرط لا يا كولي .. وقعت على تنازلي عن المزرعه له , بلا اي شروط تتصل بك من قريب او بعيد .)
و قفت كولي مبهوته مشدوهة و عندما استوعبت معنى كلماته تهاوت متهالكه على مقعد وثير و التفتت الى بن و قد اغرورقت عيناها بالدموع و قالت :
( ماذا فعلت يا رب ؟ ذلك الكلام الرهيب الذي قلته له ليلة امس .. اوه عمي بن .. ماذا افعل الان ؟ انني احبه كثيرا ...)
قال و على شفتيه ابتسامه رقيقة :
( الشيء الذي فعلته انا بالامس .. اعتذري له و اخبريه بانك كنت حمقاء .. )
بارقة امل تراقصت امام عينيها عندما تذكرت كلمات جيسون التي قالها ليلة امس الاول بأنها ستأتي اليه و تقدم له اعتذارها .
سألت الكهل و هي تزدرد كبريائها :
( اين هو الان ؟ )
كفكف الكهل بدوره دموعه ور اح يتطلع عبر النافذه ثم قال لها :
( انت تعرفين في مثل هذه الاحوال الجوية .. انه يجمع القطيع الشارد حتى لا يدهمه الفيضان )
زحفت كولي من مقعدها و الدموع تبلل خديها و اندفعت تجري من الغرفه و بن يحرك مقعده وراءها وهو يعطيها تعليماته :
( من المحتمل وجوده في القطاع الشرقي قرب الصخرة الزرقاء اختصري الطريق عبر المراعي المنخفضه , يجب ان ترتدي معطف المطر )
وكانت قد اغلقت الباب وراءها قبل ان تسمع عبارته الاخيره . و اردك انها متيمة بحب جيس لانها لم تلاحظ هطول المطر فأسرعت تجري بدون ان ترتدي معطفا . ودفع بن مقعده حتى بلغ الشرفه . و بعد دقائق رأها تمتطي جوادها و راحت تلوح بيدها للكهل بل ان تعدو تحت وابل المطر .
و اخذ الجواد يقطع المراعي عدوا وكانت الريح تلفح وجهها .. وقطرات المطر تلسع وجنتيها و لكنها لم تكترث لاي شيء ,, ثم وجدت الارضبدأت في الانحدار بشدة و رأت ان تخاطر بجوادها ميستي وهو يرتقي التلال . و في مواقع اخرى كانت الارض موحله تماما ك الليله الاولى التي جاءت فيها الى المزرعه .
اوقفت ميستي وراحت تبحث عن جيس في المنحدرات التي تحيط بها .و في الاراضي المنخفضه و اخذ الجواد يهز راسه عندما بدأت الارض تهتز تحت قدميه و يفزع من اصوات الرعد المدوية .فحاولت كولي ان تهدىء من روعه وفجأه تذكرت امرا ابتهجت له . و تذكرت الكوخ .. انه مكان قريب من هنا و لا بد ان جيس سيتوقف قليلا هناك . انه المكان المفضل لديه .
دفعت الجواد بمهمازها . و استحثته على ان يخترق مفترق التلال عبر الماء الجاري وان يطوي التلال طيا ويجتاز الوديان عدوا حتى لاح امامها الطريق العام , فبدأت تبطء من خطو جوادها على الارض المنبسطه حتى بلغت السهل الواسع المنبسط الذي سارت فيه منذ زمن بعيد عنئذ ارخت العنان , و اطبقت بيدها على السرج وتشبثت به عندما بدأ الجواد يرتقي منحدرا وقد توترت عضلاته في كل خطوه حتى بلغا قمة المنحدر وبعد لحظات لاح لها الكوخ تحيط به سحب الصباح الداكنه .وشريط الدخان يمتزج بالسحب و الامطار وفي الحال اطلقت كولي صرخة فرح و ضربت جوادها باللجام لتستحثه على العدو .
كان الجواد الاحمر الذي اعتاد جيس ان يمتطيه يقف امام الكوخ وعندما بلغت كولي المكان ترجلت عن جوادها بسرعه و ربطت اللجام بجوار جواد جيس ثم اسرعت تفتح الباب و دخلت الكوخ وقطرات المطر تنهمر منها وعندما توقفت تلتقط انفاسها اخذت عيناها تبحثان عن جيس , فرأته يسكب لنفسه قدحا من القهوة .وفجأة احست بالخجل و الخوف ترى ماذا ستقول له ؟ ومن اين تبدأ حديثها ؟
وضع جيس القدح ودار حول المائده ثم قال لها :
( ماذا تفعلين هنا ؟ )
اندفعت الكلمات من فمها سريعه وهي تقول له :
(انني اسفه .. انني مخطئه .. انني حمقاء .. يجب ان تغفر لي ما كنت اقصد ان اقول لك هذا الكلام الرهيب , اغفر لي .. من فضلك اغفر لي ... )
حدق في وجهها , ثم قال لها بنبرة ساخرة :
( امتطيت جوادك وقطعت كل هذه لمسافه لتقولي بانك .. في مثل هذا الطقس !)
( طبعا .. الا تفهم يا جيس ؟عمي بن شرح لي كل شيء .. سمعت فقط جانبا من حديثكما , ظننت انك تساومه على الزواج مني .. )
و جاهدت كولي لتعثر على الكلمات التي تساعده على فهم حقيقة الموقف لكن سعادتها بدأت تتبخر .. في كل ثانيه تمر و هو واقف امامها جامد الملامح ..
و اخيرا قال لها :
( و الان فهمت ان الموقف كان مختلفا ماذا علي ان افعل ؟اغفر لك ؟ )
اجابت كولي لاهثة الانفاس :
( اجل .. ظننت انك تريد الزواج مني من اجل حصولك على المزرعه وليس بسبب اهتمامك بي )
( انك لا تظنين انه السبب الان ؟ )
قالت متلعثمه و الدموع تتأرجح من مقلتيها :
( لا .. اقصد .. لا اعرف.. )
( و لا اذكر انني تقدمت لخطبتك ليلة الامس .. )
تمسكت بأهداب كبريائها و قالت :
( كلا .. و لن اطلب الان ذلك .. كل ما اريد ان تعرفه هو انني اسفه , يمكنك ان تعود الى فتاتك تانيا .. )
و استدارت وحاولت معالجة مزلاج الباب و لكن جيس امسك بذراعها وجذبها نحوه وهو يقول ضاحكا :
( كـولي .. انا لا اريد تانيا )
صاحت كولي قائله :
( دعني ارحل ... )
و حاولت ان تتخلص من ذراعيه . لكنها التصقت به عندما احتواها بشدة ثم رفع ذقنها بيده فراحت تتفرس في ملامحه و تحدق في وجهه .فقال لها بابتسامه رقيقة :
( هل ادركت يا كولي كم كنت قاسيه وعنيدة ليلة امس . لم تمنحيني الفرصه لاشرح لك و الان يا عزيزتي . انني احبك حبا جما لدرجة انني اغفر لك كل شيء . لم انشد تانيا يوما .و انما كنت اريدك انت )
وعندئذ مال برأسه .و عانقها برقة وما لبث ان التفت ذراعاها حول عنقه و تنهدت , والقت برأسها على صدره . و قالت له :
( اوه .. جيس .. قل لي ثانيه .. انك تحبني )
( احبك فمنذ الليله الاولى التي التقينا فيها انتابني احساس بأنك ستغيرين حياتي , وحاولت ان ابتعد بنفسي عنك وبذلت جهديلئلا تكتشفي شعوري نحوك . و لكنك لم تتركيني اغيب عنك )
ثم راح يبعد خصلات الشعر المبلله عن وجهها ة بيد مرتعشه فقالت له :
( كرهت عمي عندما عرض عليك المزرعه مقابل الزواج مني .. كنت اعر فمدى رغبتك في الحصول عليها . و لم ادرك كيف تقاوم مثل هذا الاغراء )
لمس شفتيها باصبعه . ثم قال :
( احببتك حبا كبيرا .. وكنت اعرف ان قبول عرضه معناه ان يضع ثمنا لهذا الحب . وهذا يعني انه يبتذل هذا الحب )
( اوه جيس , ماذا فعلت حتى استجق حبك ؟ انني لا اعرفكيف اطهو او احيك الملابس او اهتم بالزهور .. كما انني لست جميله ..)
( كولي انت ملأت ايام الكهل بالبهجة وجعلت قلب امراة عاقر مفعم بالحب , انت وهبت نفسك لهما و سوف ادللك طوال حياتك )
قالت له :
( ارجو ان يكون لاطفالنا عيون زرقاء مثلك .. )
و لم تواصل كلامها اذ راح يضمها الى صدره و عندما تخلصت من بين ذراعيه . سألته :
( لماذا غير بن رأيه ؟ )
( انت السبب ... و كذلك الحوار الذي دار بينكما , لا بد انك قلت له شيئا جعله يغير رأيه . على الاقل في الفترهالتي تفصل بين حوارك و الحوار الذي دار بينه وبين توني )
و تشابكت اصابعه وراء ظهرها و راح يدق فيها بنظرات كلها دفء و حرارة و سمعها تقول له :
( رأيت توني هذا الصباح يحزم حقائبه . ترى مالسبب الي يدفعه الى الرحيل ؟ )
(لم ابحت بدقه عن السبب . و لكن لدي احساس بـأن بن ادرك ان توني كان موجودا ليلة مصرع ريك و الشيء الوحيد الذي يردده بن الان انه ما كان يجب عليه ان يصدر حكمه بقسوة في الفترة السابقه و انه لن يحاول اصدار احكام مثلها مرة ثانيه )
وشرعت كولي تقول :
( هل تقصد ان توني كان .. )
و لكن جيس رفع يده و وضعها على فمها ليمنعها عن مواصلة الكلام و لدهشتها بدأت الامور تتضح في عقلها . عندما تذكرت صيحة توني ذلك اليوم الذي قضته معه في الوادي .. و قد اقبل مندفعا نحوها ليقول لها :
( اخشى ان تصابي انت ايضا في حادثه ... )
و عندما روت ذلك ل جيس , قال لها :
( ( صمتا المشاعر الاليمة لها صلة بالماضي و انا متفق مع بن بألا تصدر احكاما عشوائيه . هل تعرفين ان ثيابك مبتلة ؟ و انني قد اصبت بالبلل بدوري ؟ يجدر بك ان تتناولي قليلا من القهوة . و سأحضر لك بطانيه لتتدثري بها حتى تبعث الدفء في جسمك )
و تبعته كولي حتى بلغت الطاوله و تناولت فنجانا من القهوة و سار ليحضر لها بطانيه و وضعها حول كتفيها . ثم سألها :
( الا تبدو الان صورتنا مضحكه للغاية ؟ )
ضمت كولي البطانية حول جسمها . ثم قالت :
( حقا ما تقول . لا ادري ماذا ستفعل البطانيه مع هذه الملابس المبتله التي ارتديها تحتها . في حين انك امرتني في المرة السابقه و كنت غريبا بأن اخلع جميع ملابسي المبتله قبل ان اضع البطانيه فوق جسمي )
ضمها جيس هي و البطانيه الى صدره و احتواها بين ذراعيه ونظر في عينيها بوله ثم همس في اذنها قائلا :
( لن اطلب منك ان تخلعي جميع ملابسك هذه المرة يا كولي , لان ذلك يحتاج مني الى طاقه كبيرة من ضبط النفس .. و لن تفعلي ذلك حتى لو طلبت منك ... انـا صاحب ارض سافدج ...)
تـــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــت
باشكر الجميع على المتابعه و ان شاء الله ربي يبعتلكم ابطال زي ما بتحبو .. انا بدي يكون عيونه زرقاء زي جيس ^_^
دعـــــــواتكم لي بالتوفيق لان عندي امتحان نهائي
الى الللقاء في رواية قادمه
ل