لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-13, 01:04 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 200232
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: عطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عطر@المحبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة

 

الفصل الخامس لاحلى ليلاسيات


5 _ الثور قتل اخــــاه




راحت كولي تضرب بذراعيها صفحة الماء . و تستمتع ببرودته تحت دفء شمس الاصيل وهي تشكر من أعماقها جيس لانه اتاح لها ال
الفرصه لكي تسبح وحدها شرط الا تتوغل في المنطقه العميقه . كما اصبحت تمتطي جوادها ميستي وحدها بشرط الا تتجاوز الاراضي المحيطه بالحضيره .
و لكنها احست ان جيس اصبح بعيدا متنائيا عنها منذ الدرس الاول في ركوب الخيل وكأنها غريبة عنه و فكرت كولي في ان تكون ثرثرتها سبب تباعده , و كان قد
سافر امس الى مدينة سان انطوان و عرفت بنبأ سفره عندما سألت عنه و هي تجلس الى مائدة العشاء . كان في وسعه على الاقل ان يقول لها الى اللقاء .
و شعرت كولي بالكآبة و الالم وهي تغادر حوض السباحه و طفقت تجفف ذراعيها و ساقيها انها فتاة حساسه وكم من المرات اخبرها جيس بذلك . حسنا
انه شخص غير حساس . ولم يلبث ان انتشلها من افكارها صوت توني و هو يقول :
( مرحبا ايتها الفتاة الذهبية ماذا تفعلين هنا وحدك ؟ الا تعرفين ان وجود شخصين معا يصنع صحبة جميله )
( الخالة و العم يستريحان الان وداني يقوم بجولة في سيارته وجيس مسافر وانا ضقت ذرعا بالجلوس على المقعد في هذا الجو الحار اين كنت ؟ )
سألها توني و هو يتناول المنشفه من يديها ليساعدها في التجفف "

(هل تعتقدين انني كنت ابحث عنك ؟ كنت اظن انك تقومين بجولة على ظهر جوادك )
ناولها المنشفه فلمست راحتاه كتفيها بينما كانت تقول له :
( الجو حار للغاية و لا يسمح بركوب الخيل . و لماذا كنت ترغب في رؤيتي ؟ )
( داني يحتاج الى قطعة غيار لسيارته وتطوعت بالتوجه الى الحديقة لاحضارها له فهل ترغبين في الذهاب معي ؟ )
ابتسمت كولي و قالت له :
( احب ان اذهب معك انتظر قليلا لاستبدل ملابسي )
قال لها توني و هي تتوجه مسرعة نحو البيت :
( لا تتأخري ايتها الاميرة احب ان تكوني كلك .. ملك لي ! )

اسرعت كولي باستبدال ثيابها فارتدت ثوبا قطنيا و وضعت لمسات من مستحضرات التجميل على وجهها ثم مشطت شعرها في موجات جذابة وبعد ذلك اخذت تهبط
السلم لمقابله توني و قدأحست باهتمامه الزائد . انه منذ شاهدها مع جيس في حوض السباحة يراقبها وفي عينيه بريق جعلها تزداد وعيا به اكثر من وعيها
بأنه ابن اخت بن .
قدم لها يده وقادها عبر الباب و الى خارج البيت ثم قال لها :
( الحافلة الذهبية في انتظارك يا سندريلا )
ابتسمت له بحياء وهو يفتح لها سيارة الكاديلاك وعاونها على الجلوس في المقعد و شعرت فجاة بينابيع الثقه تنفجر في اعماقها و اخذت تستمتع بنظرات الاطراء التي
تبدو في عينيه وراح يجاذبها اطراف الحديث و يحاورها بمداعباته التي جعلتها تنفجر ضاحكه فلم تشعر بالسرعه الرهيبة التي كان يقود
بها السياره و فجأة وجدته يقف امام احد المتاجر و استأذنها في الغياب لحظه فأراحت كولي رأسها على مسند المقعد و أخذت تحدق عبر النافذه و تحلم و تتساءل , ترى اين جيس الان ؟
و ماذا يفعل ؟
و افاقت من احلامها عندما فتح توني باب السياره و القى طردا صغيرا على المقعد الخلفي قبل ان يجلس وراء عجلة القايدة .
قال لها و هو يدير محرك السيارة و ينطلق بها :
( قلت لك انني لن اغيب عنك طويلا ... هيا بنا نتناول مشروبا مثلجا )
وافقت كولي قائله :
( عظيم جدا )
و عندما وقف توني امام احد الاكشاك التي تبيع المثلجات طلب من المضيفه مشروبا مثلجا ثم تحول نحو كولي و سألها :
( فيم كنت تفكرين ... منذ دقييقة ؟ )
( متى ؟ )
عندما جلست وراء عجلة القيادة كانت عيناك حالمتين هل اتصور انك كنت تفكرين في ؟ )
داعبته كولي قائله :
( انت مخطئء في الحقيقه كنت افكر في جيس ة)
انعقدت تقطيبة فوق جبينه غير مصدق اذنيه و سألها :
( تقولين جيس ؟ فيم كنت تفكرين بشانه ؟ )
دهشت كولي من نبرته المريره فأجابت متلعثمة :
( انا .. انا ؟؟ اعلم انه ذهب ... الى مدينة سان انطوان .. كنت اتساءل فقط الى اي مكان ذهب ؟ عشنا في تلك المدينه داني وانا .. هذا كل ما في االامر )
اجاب توني بنبرة اعتذار :
( حقا ... نسيت ذلك )
ثم تطلع الى ساعته و اردف يقول :
( اتصور انه مستلق الان على حافة حوض السباحه في صحبة فتاة ساحرة ترتدي البيكيني )
سألته كولي و هي تتصور منظر جيس بصحبة فتاة :
( هل له صديقه ؟ )
اجاب توني ماكرا :
( اظن ان لديه العديد من الفتيات بالـتأكيد انك لا تظنين انه راهب . أليس كذلك يا كولي ؟ )
اجابت :
( بالطبع لا ... )
قال :
( كولي .. احيانا تبدو السذاجة على وجهك حتى اكاد لا أصدق ذلك )
عندئذ احمرت وجنتاها فاقترب منها وامسك بيدها ثم قال :
( كم انت جميلة مثيرة )
افزعتها النظرات التي ارتسمت في عينيه و اسعدها وصول المضيفه بالمشروبات فقد اضطر توني ان يترك يدها و عندما تناولت الكوب منه ابتعدت حتى التصقت بالباب .
قال توني ساخرا :
( هل تسببت في مضايقتك يا اميرتي ؟ )
قالت كولي بكبرياء :
( كلا , لا ادري لماذا تحاولون جميعا ان تضعوني في صندوق مكتوب عليه "قابل ببكسر " لقد بلغت العشرين )
وفجأة لاحت في مخيلتها صورة تلك اليلة التي حاولت فيها ان تثبت اجيس انها وصلت مرحلة المرآة الناضجه . و افاقت على صوت توني يقول :
( بالتأكيد . انك لا تستطعين اتهامي بأنني اتجاهل سنك )
اجابت غاضبة :
( بل انني اتهمك . فأنت لا تختلف عن الاخرين انك تعاملني كطفلة توجه اليها الاوامر )
هز توني راسه قائلا :
( و كيف استقر رايك على ذلك ؟ )
مالت كولي بجسمها نحوه و قالت :
( لمجرد السرية التمة التي تكتنف امر جيس - كل شخص يعرف ماذا حدث وسبب وجود الندبةالموجودةعلى وجهه . كل شخص يعرف .. الا انا
و كل مرة أسأل فيها عن الموضوع يسارعون الى التربيت على رأسي و يطلبون مني ان اذهب لألهو مع نفسي كأنني طفلة صغيرة )
انفجر توني ضاحكا لكلماتها الغاضبه و قال :
( كيف يجروء احدهم ان يفعل ذلك معك؟ فالقصة معروفة للجمـيع )
سألته :
( اذن فقد تسنى لاخي داني ان يعرف القصه ؟ )
( اجل يا اميرتي . انت الان واحدة من افراد الاسره ..ومن حقك ان تعرفي ماذا حدث ؟
سألته كولي لاهثة الانفاس :
(ستخبرني يا توني ؟ )
خيم الصمت عليه برهه ثم قال باهتمام :
( لا ادري حقا كيف أبدأ القصه كان ريك يكبر أخاه جيس بعامين واعتقد انه كان يحوز على اعجابك لوالتقيت به فهو شخص مجنون على استعداد لان يفعل اي شيء ..
وكان رييك الشخص المفضل لدى العم بن الذي كان يوافق دائما على كل ما يفعله ريك او يقوله وذات ليلة جاء ريك متأخرا ومتمتعا وتوجه الى الحظيره حيث
يوجد الثور الضخم ساتان وراح يمتطيه كالبهلوان حتى أثاره بحركاته فألقى به ارضا .و قال جيس انه سمع خوار الثور . فأسرع ليسحب ريك
من بين حوافره بعدما طعنه الثور طعنه نجلاء كذلك لم يسلم جيس من هجمات الثور الذي اصابه في وجنته .
لم يكن العم بن قد اصابه لشلل في ذلك الوقت رأيته يجلس على الارض ويضم ريك بين ذراعيه والدموع تنهمر علىى وجنتيه ولن انسى صورته
وهو يبكي و يصرخ كالطفل و لا اعرف اين كان جيس في تلك اللحظه ربما كان يطلب الاسعاف وكان ريك ما زال على قيد الحياة والعم يصرخ في وجه جيس
وهوفي السيارة وظل يهذي وجيس جامد القسمات وقد مات ريك في غرفة العمليات .
صمت توني قليلا ثم استطرد يقول :
( اقتيد جيس للتحقيق معه فقال انه لم يستطيع ان ينقذ ريك من براثن الثور لكن بن راح يصرخ و يتهمه بأنه كاذب و أنه ترك اخاه يموت
لانه يعرف ان ريك سوف يرث المزرعه ولم يتفوه جيس بكلمة و ترك الرجل يقول له :
( انت ستحمل علامة قايين على وجهك طوال حياتك وبعدها سقط العم بن مشلولا يتنقل من مكان الى اخر على مقعد متحرك )
وخيم الصمت على توني الذي تطلع الى كولين فرأى وجهها شاحبا فاستدعى المضيفه لتحمل الكوبين ثم وجه حديثه الى كولي قائلا :
( الان و قد عرفت القصة فهل انت سعيدة ؟ )
ولم تجب كولي ولم تفتح فمها طوال الطريق وهما عائدان الى البيت فقد ظلت تحملق عبر النافذه وعندما بلغا المزرعه انسلت خارجه من السياره
و اسرعت تتخذ طريقها نحو غرفتها و استلقت على فراشها تحدق في الزهور المتألقه المرسومه على الجدران .


ظل الجواد وفارسه صامتين داخل الحظيره وراحا يحدقان في التلال التي تقع عند الافق البعيد وأخذ الجواد يصهل يائسا وتنهدت كولي كأنها تتعاطف معه
و راحت تربت على عنقه بحنان وتحدثه :
( كم اود ان انطلق بك ؟ ولكنك تعرف ما قاله جيس يا ميستي )
وكانت كولي تشعر بالاسى لقصة وفاة ريك التي رواها لها توني منذ ثلاثة ايام وكان جيس قد عاد من رحلته ىسان انطوان لكن كولي حرصت على الا تنفرد به
كانت تدرك تمما ان الحادثه لم تكن هي الوصمه التي ارتبطت بشخصيته و انما القسوة هي التي اصبحت جزءا لا يتجزأ من طبيعته .
و افاقت من افكارها على صوت يقول :
( مرحبا الى اين ستمضين بجوادك يا اميرتي الصغيرة )
و استدارت كولي برأسها لترى توني يقود جوادا نحو بوابة الحظيرة فقالت :
( محضور علي ان ابتعد عن الحظيرة و لكن أليس من المفروض ان تكون الان في عملك ؟)
و بالرغم من انها كانت تشعر برغبة في القيام بجولة فوق جوادها الا ان هذه الرغبة أنطفأت لانها لا تحب ان ينطلق معها توني . اما هو فقد قال لها ساخرا :
( هل هي واحدة من تعليمات جيس او انك لا تشعرين بالامن الا في صحبته ؟ )
سألته كولي معترضه :
( ماذا تظن ذلك ؟ جيس لا يريد ان انطلق بالجواد وحدي و انا لا ابغي ان اعرقلك عن مواصلة عملك )
قال و هو يزيح المزلاج ليفتح الباب :
( انك لن تعوقيني عن عملي .. فقد طلب مني جيس ان افحص البئر في القطاع الشمالي . انها واحدة من تعاليمه الحمقاء . و هكذا يمكنك ان تصحبيني في جولتي )
وامتطى جواده وسار به حتى اصبح في محاذاة كولي التي سألته :
( لماذا تقول ذلك ؟ )
قال مزمجرا:
( الامطار هطلت بغزاره ولدينا ما يزيد عن حاجتنا لنروي جيادنا هناك . ولكنه يتعمد ارسالي )
و لم تكن كولي في حالة تسمح لها بمناقشته بشان جيس فدفعت جوادها الى العدو و بادر توني الى دفع جواده بدوره في محاذاتها فقالت له :
( كنت انا وجوادي ميستي نرغب في أن نقوم بجولة )
فقاطعها قائلا و هو يحدق بعينيه في اعجاب :
( و انا سعيد ان اتاح جيس للي هذه الجوله معك وان احقق امنيتي بصحبتك وارجوان تتحقق امنيتك بهذه الجولة )
وطفقت كولي تجيل بصرها حولها لاهتمام زائد فقد كانت هذه اول مره تبتعد فيها عن المزرعه , و راحت تطوي الارض نحو التلال الجميله و الجبال النائيه
و بعدما قطعا عدة اميال بدأ توني يبطء من سير جواده فشدتكولي اللجام لتكبح جماح جوادها عن الانطلاق بينما كانت عيناها تتألقان بالسرور و البهجه و صاحت قائله :
( ما أحلى هذه الرحلة انك محظوظ لان تقوم بالجوله وحدك )
اوقف جواده عند واد صغير وهو يقول لها :
( استمتعت بها اليوم فقطلكنها كانت ممله في الايام السابقه )
وكان الوادي ينحدر ليكشف عن مرعى يشقه مجرى يتلألأ بالماء الفضي و لاح قطيع من الجياد بين الحشائش الكثيفه وعند مشارف الوادي وقفا وقال توني لها :
( لدينا احسن سلاله للجياد تدر اغلى الاثمان عند بيعها )
أخذت كولي تراقب الهاوية وهي تقترب منها بينما أخذت الجياد تمرح في اتجاهات شتى اخذ توني يروي لها تاريخها فقالت له كولي :
( انت محظوظ لانك تعرف كل هذا . متى جئت تقيم هنا ؟ )
قال توني وهما يشرعان في السير ثانية :
( جئت منذ سبع سنوات بعد وفاة والدي .كنت حينئذ في السابعه عشرة من عمري . و كانت امي شقيقة بن ... مسكين ابي عمل في هذه المزرعة .
وظن ان زواجه من شقيقة بن سيحقق له كسبا كبيرا , لكن للاسف لم يكن يعرف بن جيد . امي امرأة سليطة اللسان دائما تذكر ابي بما فعلته من اجله ,
وكانت تتهمه بأنه السبب في هذه الحياة البائسة التي كنا نحياها . وكنت في الثانية عشرة من عمري عندما ثارت ثورتها الغاضبة التي اودت بحياتها . ولكن ابي كان يبحث عن الحياة السهلة .
فتورط في تهريب المخدرات عبر الحدود و اصيب بالرصاص في معركة دارت بينه وبين الشرطة في احدى محاولاته . و على فراش الموت افضى لي
بأنني أحد ورثة المزرعة و علي ان اطالب بنصيبي فيها . انها قصة محزنه اليس كذلك ؟ لقد أخبرني داني بان قصة حياتكما ليست مبهجة ,
اننا متشابهان يا كولي .
و أحست كولي بحشرجة في حلقها منعتها من الاجابة . فبالرغم من بؤس توني لكنه يبدو دائما خالي البال وهو يحاول مداعبتها و الترويح عنها , و لكنها تسيئ الظن به . يساعدها على ان تحتل
مكانها كواحدة من افراد الاسرة و في ذلك الوقت ترقرقت الدموع في عينيها لكنها تماسكت حتى لا يرى توني على وجهها امارات الشفقة التي تحس بها نحوه .
شغلها ذلك عن متابعة السعادة التي تراقصت في عينيه وهو يتأمل وجهها ويبادرها قائلا :
( كولي , انظري )
و تلفتت حولها في دهشة فرأت مجموعة جياد تركض هنا و هناك وعلى البعد أقيمت مبان صغيرة وراءها التلال والجبال الشامخه , كما شاهدت قطيعا من الماشيه يتجول في االمراعي التي تقع بين المزرعة و الوادي.
قال توني بهدوء :
( تمتد أراضي سلاش آس مسافات بعيدة ويقولون ان مساحتها تزيد على ستين ميلا مربعا . و يقدر ثمنها بالملايين و الان يخيل الي انها ستصبح ملكي ... يوما ما )
صمت قليلا وطفقق يتأمل وجهها لفترة ثم استطرد يقول :
( انت تعرفين أن بن ازداد ولعا بك خلال هذه الاسابييع القليلة و أخبر الخالة بأنك تتمتعين بالعزيمة و الكبرياء . و أشعر بأن واجبي ان احذرك من ان جيس يعرف بحب بن لك , و يحاول ان يستخدم من هذا الموقف سلاحا لأبدو آمامك بصورة سيئة ,
فيعهد الي القيام بأعمال مهينة كاليوم ثم يخبر بن بأنني غير جدير بثقته . انه يبغي ان يفوز بالمزرعة بأية وسيلة ممكنة .
وتوقف توني عن مواصلة السير وأدار وجهه المتجهم نحو التلال وفي هذه اللحظه تذكرت كولي كلمات جيس التي وجهها للى بن عندما قال له
ان توني سيحااول تدمير كل شيء .. في فترة لا تتجاوز اسبوعا واحدا .
وأخيرا سألته كولي بتردد واضح :
( لو كان ما قلته لي عن وفاة ريك صحيحا الا تكون المزرعه من نصيبه .؟ )
ران صمت طويل و بدا توني كأنه يختار كلماته قبل ان يجيب . و اخيرا قال لها :
( لا احد راى ما حدث ... ولا نعرف شيئا الا ما اخبرنا به جيس و الصرخات التي اطلقها ريك و هو يطلب من اخيه ان يمد له يد المساعدة )
( ماذا كان يحدث لو ان احدا غير جيس كان هناك في تلك اللحظه ؟ )
سألها توني بهدوء :
( و ماذا عن ثور ثمنه ثلاثة الاف جنيه اشاع الجمود في اوصال جيس وأثار الفزع في نفسه فشل حركته ؟ )
فسألته كولي لاهثة الانفاس :
( هل هذا ما تعتقده ؟ )
اجاب توني بهدوء :
( هذا محتمل .. بن يعتقد ان جيس يريد ان يفوز بالمزرعة ومن المحتمل ان تكون ملكا لي )
و ابتسم ابتسامه كشفت عن اسنانه البيضاء ثم استطرد يقول :
( ما الذي جعلنا نتحدث عن موضوع كئيب في حين اننا ما جئنا الى هنا الا للاستمتاع بنزهة خلوية . سأطلب منك المكوث هنا
بينما أتوجه الى التل وأفحص آله ضخ الماء )
هزت كولي رأسها موافقة اذكانت في امس الحاجة الى فسحة من الوقت للتفكير في كل ما قاله توني و ابتسمت له وراحت تلوح له بيدها و هو يسعى بجواده نحو التل
وراحت نظراتها تتابعه حتى اختفى عن بصرها فـأطلقت تنهيدة مكتومة وترجلت عن جوادها و ارخت عنانه ثن القت بجسمها على المنحدرودفعت بجذعها الى الوراء و راحت تتأمل االسماء الزرقاء .
و تساءلت كيف انه لم يخطر ببالها ان خشونة توني نابعة من بؤس طفولته وتذكرت ان خطوط المراره نفسها كانت ترتسم على وجه داني قبل ان يأتيا الى المزرعه .
الظروف التي ألمت بحياة توني المبكره تشبه تماما الظروف التي مرت بها و بأخيها وليتها ما تبادلت معه الحديث عن جيس لأن كثيرا مما قاله توني يبدو منطقيا .
خاصة انها رأت الجهامة والقسوة على وجهه و حاولت كولي ان تدور بجسمها لتستريح على جنبيها و كأنها تبغي ان تدير ظهرها لافكارها .
و فجأة جذب انتباهها صوت خطوات بعيدة اذ تعثرت حوافر جوادها ميستي في اللجام فانتفضت كولي واقفة
( اوه ... ميستي .. انني اسفة _ كان علي ان اعرف انك ستتعثر في اللجام سأعقده فوق السرج )
و فجأة هز الجواد رأسه و انطلق يهبط المنحدر . فصاحت كولي :
( الى اين انت ذاهب يا ميستي عد الى هنا )
و راحت كولي تجري وراء الجواد علها تمسك به و لكنها لم تكد تقطع نصف المسافه حتى رأته يتوقف قرب قطيع الجياد و حاولت ان تدنو منه . لكن صهيله افزعها بعدما كشر عن انيابه
فأدركت انه لا يريد منها ان تقترب من القطيع الذي يلوذ بحمايته و تلفتت حولها في يأس فرأت صفا من الاشجار يرتفع عاليا في الجانب المواجه لها من الوادي و الى يمينها صخرة ضخمه
و وجدت انه من الافضل لها ان تعتليها حتى تأمن على سلامتها من جوادها الغاضب اذ احست من وقع حوافره و هي تدك الارض و نظراته النارية رغبته في مطاردتها .
و بصعوبة بالغه نجحت كولي في ان تعتلي الصخرة .و راحت تنادي :
( توني ... ساعدني ... )
و راحت تجول ببصرها في الوادي و هي تأمل في ظهور توني و انطلقت تصرخ لكن صرخاتها تبددت و تحولت الى نحيب مكتوم فبدأت تهدئ من روع نفسها و تدفع جسمها الى الاسترخاء
و تغري عينيها بالتمتع بالمناظر الطبيعية و ما كان عليها بعد ذلك ان تفعل شيئا سوى الانتظار .
و تناهى الى سمعها وقع حوافر جواد آتيا من ناحية التل و بعد عدة ثواني لاح عند قمته الجواد و فوقه فارسه فالتقطت كولي انفاسها و حدقت في الراكب .
و بالرغم من بعد المسافه عرفت من طريقة جلسته الهادئه و الثقة المفرطه في قيادة جواده الاحمر ... انه جيس
صاحت كولي عاليا وهي تلوح له بيدها بجنون :
( جيس ... جيس ! )
وفكرت .... ماذا تفعل لو انه لم يبصرها ؟
و فزعت من الفكرة و اعترى الشلل اوتار صوتها . و ما كان منها الا ان وقفت على الصخرة و كررت صيحاتها :
( انا هنا ... اناهنا .. فوق الصخرة )
و فجاة اختل توازنها فانزلقت الصخرة واطلقت صرخة قصيره و هي تحاول ان تتشبث بحافتها بكل ما اوتيت من قوة و اخيرا نجحت في ان تستوي بقامتها فوق الصخرة بعدما تمزقت بلوزتها .
فأطلقت لدموعها العنان و انسابت تجري فوق خديها و تطلعت بعينيها المغرورقتين نحو التل حيث شاهدت جيس . و لكنها وجدته اختفى .
و انصتت فسمعت ضجيجا خافتا و ادركت ان صوت هذا الايقاع الذي كانت تسمعه لم يكن صادرا عن قلبها و انما هو وقع حوافر جواد فاستدرات لترى توني يقطع المنحدر بجواده
و هو يلوح بحبل في يده ليطرد قطيع الجياد الذي ابتعد سريعا و ما كاد يقترب من قاعدة الصخرة التي تقف عليها كولي حتى ترجل عن جواده و اندفع لمساعدتها على الهبوط وكان وجهه شاحبا كوجهها .
و ان كان الانتصار باديا على ملامحه . و سألهاو هو يبتسم :
( هل انت بخير ؟ )
هزت رأسها بالايجاب وان كان صوتها قد توقف عن الانطلاق من حلقها و تطلعت ببصرها الى التل حيث كان يقف جيس منذ لحظات لكن لم تظهر اية علامة تشير الى وجوده
فتساءلت " هل كنت اتوهم وجوده ؟ "
و ثابت الى رشدها على صوت توني و احست بيديه ترتاحان على ذراعيها وهو يقول لها :
( كنت اخشى ان يحدث امر سيء لك .. اين جوادك ؟ )
قالت كولي بصوت مضطررب :
( انطلق مع القطيع .. اوه .. توني .. انني سعيدة لرؤيتك )
( استنديي بظهرك الى الصخرة و استرخي لا تقلقي سريعا سوف امسك بجوادك اما الان فدعيني القي نظرة على يديك )
و امتثلت كولي لاوامره و نظرت اليه وهو يمسح راحتيها بمنديله ثم قال لها وهو يتطلع الى عينيها :
( سنغسلهما بالماء عندما نعود الى المزرعه )
وسقطت نظراتها على يديها ولكنها عندما تطلعت الى بلوزتها الممزقه سارعت برفع يديها لتغطي صدرها العاري ثم رفعت رأسها و قد تورد وجهها بحمرة الخجل .
تلألأت عينا توين سرورا وهو يلمس وجنتها بيده ثم قال :
( كم هو جميل .. منظر الفتاة الخجول )
و تغيرت نبرة صوته عندما انزلقت يداه لتستقر على جنبها فسألها بشغف :
( أليس من النعتاد ان تعانق السيدة فارسها ؟ )
وبينما كان وجهه يقترب منها لاحت امام عينيها صوره قبيحة مرت بها ذات يوم .
و كانت صورة كارل اما الان فنها ترى امامها توني و قد انتابها شعور الرفض , فصاحت بحرقة و هي تتخلص من راحته :
( كلا )
صاح مشدوها غير مصدق اذنيه وعينيه :
( لن اغصبك )
قالت له و الكلمات تنطلق من جوفها في نبرة يشوبها التوتر و الخوف :
( اسفه يا توني لا اقصد ان ... اعتقد انني ما زلت متوترة الاعصاب )
قال بصورة يتسم بالجمود :
( بالطبع من الافضل ان نعود الى البيت )
استدار و في قبضته اللجام ثم امتطى جواده و قال لها وهو يمد يده :
( يمكنك ان تجلسي امامي .. )
حاولت كولي ان تلملم اطراف بلوزتها الممزقه في قبضه يدها بينما مدتيدها الاخرى الى يد توني الذي رفعها عاليا حتى استقرت على ظهر الجواد
و التفت ذراعه حول وسطها قريبا من بلوزتها الممزقه وحاولت ان تصيح احتجاجا على التفاف ذراعه لكن الجواد كان قد انطلق ليتخذ سبيله عائدا الى البيت ,




نهاااااااااااااايةةةة الفصل الخاااااااااااااامس

قرااااااااااااااااااااااءة سعيده

 
 

 

عرض البوم صور عطر@المحبة   رد مع اقتباس
قديم 12-11-13, 11:12 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260923
المشاركات: 29
الجنس أنثى
معدل التقييم: جنى وكرمه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جنى وكرمه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة

 

رااااااااااااااائع بجد مشكوره على الروايه الرائعه فى انتطار الفصل السادس ...........ما تتأخريش عليا يا اخت عطر بجد روايه جميله ومتميزه

 
 

 

عرض البوم صور جنى وكرمه   رد مع اقتباس
قديم 15-11-13, 01:02 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 200232
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: عطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عطر@المحبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة

 

مشكووورة اختي جنى .. و هذا الفصل السادس لعيونك



6 _ الحوار القاسي




لم تكد كولي و توني يبتعدان حوالي عشرين ياردة عن الوادي الذي يقضي الى الجدول , حتى لاح جيس و هو يقود الجواد الهارب .
اذن لقد شاهدته فعلا على قمة التل و لم تكذب عيناها وكانت عيناه يتطاير منهما الشرر عندما وقعتا على كولي وفي وجهه سحابة غضب
فتألقت الندبة التي تشق وجنته . ووقع بصره على بلوزتها الممزقه فقال لها :
( رأيت توني ينقذك في لمح البصر وهذا واضح من بلوزتك )
( تمزقت و أنا أتشبث بالصخره .... )
قال جيس بصوت ساخر :
( يا له من مكان مريح )
( جوادك تدرب على ان يبقى في مكانه عندما يكون اللجام مشدودا الى وتد في الارض لأن وضع اللجام على السرج يتيح له فرصة الفرار )
قال توني :
( كولي ... لم تتركيه ... )
فقاطعه جيس بحدة قائلا :
( كفى ... )
و شعرت كولي برفيقها توني يتجمد وهو جالس وراءها على ظهر الجواد قبل ان يترجل عنه و قد قطب حاجبيه .
سأله جيس :
( هل كانت المضخه دائره ؟ )
( اجل ... ماذا كنت تفعل ؟ هل جئت لتتأكد من قيامي بالمهمة ؟ )
قال جيس وهو يتجاهل سؤاله :
( هل وضعت السولار فيها ؟ )
( لا .. )
( اذن... اذهب وافعل ما امرتكبه .. و انت يا كولي انزلي و تعالي امتطي جوادك وارتدي هذا المعطف .. )
قال توني مزمجرا :
( يمكنك ان تذهب انت اما انا فسأصحب كولي الى المزرعه )
قال جيس باصرار :
( ستمتثل لامري )
انزلقت كولي عن ظهر الجواد و اخذت المعطف من يد جيس و ارتدته بينما قال توني :
( انك لست صاحب اليد العليا في اصدار الاوامر هنا )
قال جيس :
( و لكنني اصدرت لك هذا الامر .. )
امتطى توني جواده و هو يرتجف غضبا ولكزه بمهارة نحو الوادي لكنه قبل ان يرحل ادار وجهه الى جيس وقال له بيأس :
( سيأتياليوم الذي اصدر لك فيه اوامري)
قال جيس بحدة :
( انت و انا نعرف تماما ماذا سيحدث لهذه المزرعة ستبادر انت الى بيعها لاول مشتر وهذا ما سوف امنعه )
اخذ جواد توني ينهب الارض بينما استدار جيس برأسه ناظرا الى كولي التي لم تستطع ان تواجه نظراته القاسية و اضطرت الى ركوب جوادها
فقال لها :
( هل تحتاجين الى مساعدة ؟ )
اجابت وهي ترفع اكمام المعطف عاليا حتى تتمكن من اعتلاء ظهر الجواد :
( انني استطيع الركوب )
ودفع جيس جواده الى السير عندما اعتلت كولي جوادها بينما راحت تسعى وراءه و افكارها تتساءل " لماذا لم يهبط جيس عن التل لمساعدتها ؟ "
كانت تعرف الاجابة مسبقا اذ اوضح لها توني ان جيس يتصرف ببرود في بعض المواقف وهي لا تستطيع ان تنسى ما فعله ازاء ريك
و افاقت من افكارها على صوته يقول لها :
( سأطلب من احد الصبية رعاية جوادك . واذهبي الى المنزل وستهتم ماغي بامر يديك )
تطلعت كولي نحوه باكتئاب قبل ان تترجل وتلقي باللجام فوق السور وتهرع الى البيت و لم تقابل احدا في الصاله . و على الفور ارتقت درجات السلم
الى غرفتها وانتزعت المعطف و طوته ثم خلعت بلوزتها والقت بها في سلة الملابس المتسخه وارتدت اخرى نظيفة ولم تشعر باذنى رغبة في ان تستعيد
امام عينيها ما جدث اذ كانت تخجل من التفكير في سلوك جيس و بذلت جهدها لكي تخفف من شأن تصرفاته ثم و هي في طريقها الى الطابق الاول تركت المعطف
في غرفة جيس مدركه ان هذا سيوفر عليها فرصة لقاءه .

وفي اليوم التالي كانت كولي تطوف بصحبة جوادها ميستي حول المزرعه عندما برز امامها فجأة جيس وهو يمتطي جواده كانت مستغرقه في
افكارها حول احداث الامس و لم تلحظ وجوده امامها . فسألها :
( كيف حال يديك ؟ )
اجابت كولي و هي تنظر اليهما بلا وعي :
( بخير .. )
امرها قائلا :
( هيا بنا .. سنقوم بجولة فوق الجياد )
امتثلت كولي لطلبه وامتطت جوادها و سارت مسلوبه الارادة وراءه وهو يتجه نحو المراعي ورأته يبتسم لها ابتسامه ممزوجه بالمراره
ثم بدأ جواده في الركض وادركت انه يتجه بها الى الوادي و سرعان ما رأت امامها الجدول ولكن قبل ان يتجه اليه مال جيس و سار الى اليسار
فتطلعت اليه بعصبية و تاقت نفسها الى ان تسأله عن وجهته لكنها لم تقو على ان تكسر حدة الصمت الذي ران عليهما و في اللحظه التالية راحا يرتقيان تلة .

وعندما بلغا قمتها اوقف جيس جواده و ترجل و اشار الى كولي بأن تترجل بدورها فامتثلت له بلا تردد و وقفت بلا حراك وبهدوء اجلسها على الحشائش
و اطمأن الى جوادها جالسا قربها و بتلعت كولي ريقها فقد كان عليها ان تقول شيئا وكان هو بدوره يعرف انها ستتساءل لماذا لم يسارع بالامس الى انقاذها ؟
و بالرغم من ان توني يتهم جيس بالجبن الا انها ترفض ان توجه اليه هذا الاتهام . مهما كانت الحيثيات التي تدينه لعدم انقاذها .
سألها جيس بخشونه :
( و الان ما الذي يضايقك ؟ )
اجابت :
( لا شيء )
استطرد يقول :
( هناك شيء حدث عندما كنت في سان انطوان اليس كذلك ؟ )
التقطت كولي عودا من الحشائش بعصبية .و راحت تقلبه بين اصابعها و شعرت باصراره على الاجابه و ترددت في ان تفضي اليه بالسبب الذي يبعث الهدوء الى نفسه .
قال لها بصوت يشوبه الهدوء و التهديد معا :
( كولي ... اخبريني )
اخيرا قالت :
( اصطحبني توني الى المدينه يوم السبت الماضي .. )
( ثم ؟ )
تمهلت كولي قبل ان تواصل الحديث :
( ثم اخبرني كيف مات ريك )
و تطلعت اليه لترى وقع كلماتها عليه فوجدته يدفع برأسه الى الوراء وكأنه يفيق من لطمه اصابته ثم تمتم قائلا وهو يرتكز على احدى مرفقيه :
( فهمت )
قاطعته لتواصل حديثها:
( انا سألته .. لا داعي لان تخفي الامور عني .. فقد كبرت ولم اعد طفلة )
قال جيس ساخرا :
( اذا كنت قد كبرت حقا فلا داعي لان تواصلي تذكير الناس بذلك و الأن و قد عرفت القصة فهل افادتك ؟ )
هزت كولي كتفيها و قالت :
( لا اعرف و لكن ما اعلمه ان الجبن لا يصل بك الى ان تكون قاتلا )
صاح غاضبا :
( لست في حاجة الى سيدة للدفاع عني )
قالت كولي :
( لا تحاول ان تجعلني اعتقد بأنه كان في وسعك انقاذ ريك و لم تفعل ... اليس كذلك ؟ )
و احست بألم من غضبه فقفزت واقفه و اردفت تقول :
( لانه لوكان في وسعك انقاذه لفعلت اعرف انك لست جبانا )
نهض جيس بدوره و وقف صامتا الى جوارها و مد ذراعيه نحوها و جذبها نحوه حتى استراحت ذقنه على جدائلها ثم قال لها :
( كولي .. اعترف لك بأنني حقيقه اريد هذه المزرعه لنفسي اكثر من اي شيء في هذه الدنيا )
زاد وجيب قلب كولي فانتزعت نفسها من بين ذراعيه وهرعت نحو جوادها فامتطته و لكن جيس اسرع ليمسك باللجام فلم تملك الا ان اطلت عليه بنظراتها
بينما كانت دموعها تسيل على وجنتيها .
قال جيس بصوت هادئ بينما كانت القسوة بادية على ملامح وجهه :
(قلت لك بأنك ستتألمين )
( اسمع يا جيس سافدج .. اذا كنت لا تحتمل الكلام الذي قيل عنك فمن الافضل الا تكون هنا الان اما اذا كنت حقا تريد المزرعة فأنت تقبل على نفسك ان تلثم الاقدام او تدع
اخاك يموت من اجل ان تحصل عليها )
و لم تستطع كولي ان تواصل حديثها بل انفجرت الدموع في عينيها و انتزعت اللجام من يديه ولكزت جوادها الذي اندفع يهبط التل وهي لا ترى امامها سوى جدول الماء .
لم تكد تبلغ المنزل وترفع السرج عن جوادها حتى وجدت جيس يقف الى جوارها صامتا بينما حاولت هي ان تتجاهل وجوده
و اخيرا سألته و هي تنظر له بحدة :
( حسنا ؟ ماذا تريد ؟ )
توهجت عيناه و هو يقول :
( أتساءل .. هل ما زالت الاشواك تعلو وردتي الصفراء ؟ )
اجابت كولي بغضب و هي تلقي بالسرج على الارض :
( اجل .. ما زالت باقية )
قال :
( يمكنك ان تتريضي وحدك من الان فصاعدا و لكن في نطاق المزرعه و لا تقتربي من قطيع الجياد )
و استدار ليتجه بجواده نحو المراعي وظلت تراقبه حتى اختفى و على مائدة العشاء دارت مناقشات حامية بين جيس و بن حول نقل قطيع من الماشية بعيدا عن القطاع الجنوبي
و اثناء الحديث ألقى جيس نظرة على كولي ووهبها ابتسامه دافئه سحرتها ثم ادار وجهه بابتسامته ليتحدث الى الرجل الاشيب الذي يتصدر المائدة قائلا :
( بن انا على استعداد لنقل القطيع . اذا كان هذا رأيك ؟ )
وخلال الحوار الذي كان دائرا بين الرجلين كان يتناهى الى سمع كولي بعض تلك النوادر و الطرائف المرحة التي كان يتبادلها داني و توني
و بعد العشاء رفض بن ان يشارك الاخرين الجلوس في الشرفه و اصرعلى ان لديه كثيرا من الاعمال التي يريد ان يفرغ منها في مكتبه و بلا شعور جلست كولي الى جوار جيس
و اخذت تستمع الى داني و هو يستخدم اساليبه ليحمل توني على ان يأتي معه لاصلاح سيارته ...
وفي النهاية انصاع توني و تبع داني الى الفنااء بلا ادنى حماسة, و مالت كولي بجسمها على الاريكه وهي تستمع الى جيس الذي كان يتحدث مع الخالة في موضوعها المفضل .. و رودها .
قالت الخاله :
( كنت اشير في حديثي مع كولي انني بصدد اعداد حفل في الحديقه متى ازدهرت ورودي )
و فجأة تردد في الفضاء صوت رنين الهاتف فقالت :
( يا الهي .. ترى من يكون المتحدث ؟ )
ابتسمت كولي و هي ترى خالتها تنهض بسرعه من مقعدها لترد على المتحدث و رأت جيس يشعل سيكارته فطفقت تدرس ملامحه فأعجبها وجهه القوي
و كبرياء انفه و استدارة شفتيه الناعمتين وجبينه المتألق و انحناء حاجبيه فوق عينيه البراقتين و قد بدت الندبة طبيعية على وجنته حتى اصبحت جزءا منه
فلم تعد تراها قبيحه او مخيفه و اسدل الدخان المتصاعد من سيكارته ستارة فصلت بينهما فأدارت كولي عينيها تتأمل الافق ...
بدد جيس الصمت بأن قال ساخرا :
( ترى فيما تفكر جوهرة الحكمة الان ؟ ام انك تخلصت من افكارك بعد ظهر اليوم ؟ )
اجابت كولي :
( انت تعلم انني كنت على حق ان اي موضوع يدور بين اثنين يحتاج الى مناقشه و حوار .. و هذا ما اثبته انت في حوارك مع بن هذه الليله )
( لم يكن حوارا بل اختلاف في الرأي ... )
قالت كولي :
( انه اختلاف كبير )
سألها :
( و هل تشعرين انني فعلت الشيء الصحيح بالموافقه على قراره ؟ )
( اجل حان الوقت لكي تتوقفا عن التطاحن و عن ان يحاول احدكما ان يفوز بالغلبة على الاخر بن رجل مسن و مشلول يحتاج الى الشفقه وتوفير اسباب الراحه اكثر من حاجته الى الشجار )
قال جيس غاضبا :
( انه متوحش . و المتوحش لا يحتاج شفقة .. )
اندفعت كولي قائله :
( حسنا .. واذن هو يحتاج الى الرأفه . وبقدر حبك للمزرعه يجب ان تدرك كم هو مؤلم للرجل ان يكون مقيدا الى مقعد متحرك وعاجزا عن الخروج و رؤية ما يدور حوله
اعتقد انك وجدك تتساويان في حب هذه الارض )
ترك جيس الاريكة فجأة و استند على سور الشرفه ثم قال :
( سلاش آس ارض متوحشه و طالما يعيش واحد من افراد عائلة سافدج لن اقف مكتوف اليدين و انا اراها تؤول الى شخص اخر سأبذل ما في وسعي لأحول دون ذلك )
و دفعها غضبه العنيف الى ان تغادر الاريكه بدورها و تقف صامته الى جواره و تضع راحتها على ذراعه وعندما احس جيس بملمس يدها نظر اليها فسألته :
( الا تعتقد ان بن يحس مثلك تجاه الارض ؟)
استدار جيس ببطء وقال لها بصوت خفيض :
( كولي .. مهما كنت على صواب في رأيك ليس في وسعي بقليل من الكلمات ان ازيل بذور الشك وعدم الثقه التي تراكمت عبر السنين هناك العديد من الجراح التي لا تستطيع قبلة واحده ان تجعلها تلتئم . انها تحتاج الى وقت )
و دفعها برقه تجاه الدرجات التي تؤدي الى الفناء و اردف يقول :
( الان استطلعي ماذا يفعل اخوك و توني )
و سارت كولي متردده و هي تحدقفيه و رأته يشعل يسكارة اخرى فانتابها احساس بالهزيمه وشعور غريب بالعناء و كأنها تنوء بحمل ثقيل من متاعبه
لكن لماذا يخفق قلبها عاليا و ترتجف ؟ لماذا ؟
مسحت كولي حبات العرق التي علت جبينها من جراء حرارة شمس تكساس اللافحة ثم راحت تطعم جوادها قطعه من التفاح منعتها حراره من ان تمضي فترة بعد الضهر في ممارسه رياضة ركوب الخيل
فربتت على رأس الجواد و تركته و تردد صوت وقع حذائها على الارض وهي تسير و راحت تتلفت حولها لعلها ترى جيس فهذا الوقت هو موعد عودته , كان قد تركها في الصباح بعد الحديث الذي تبادلاه في الشرفه لينقل الماشيه بعيدا
عن القطاع الجنوبي .
كل شيء تراه بلا معنى بدون وجوده و في مثل هذا الجو الحار لا تستطيع ان تفعل شيئا . فكرت في ان تلقي بنفسها في حوض السباحه لكنها نبذت الفكرة سريعا .
سارت بلا هدف حتى وصلت الى الحضيره و اعتلت السور فشاهدت ثورا جامحا يجوب الحلبة لا بد انه ساتان الذي قتل ريك و ترك ندبة على وجنة جيس
فأحست بجفاف في حلقها وهي تحدق فيه و انتابها الفزع وهي تراه يدك الارض بحوافره في غضب مخيف .
وتساءلت كولي هل هذا الشعور الذي احست به الان هو الشعور نفسه الذي انتاب جيس ؟ هل هذا الشعور هو الشعور الذي شل تفكيره فمنعه من الحركه ؟
هل اشاعت نظرات الثور البروده في اوصال جيس فنام مغناطيسيا و لم يفق الا على صرخات ريك ؟
تقلصت اصابع كولي على السور وتلاحقت انفاسها و هي تشاهد نظرات الثور تنفث رعبا وكشفت حركاته عن نية الوثوب عليها و في اللحظه التاليه القت بنفسها بعيدا عن السور وهي تطلق صرخة خوف
واذا برأسها يصطدم بصدر صلب يرتدي قميصا من القطن و شعرت انها استعادت رباطة جأشها عندما شمت رائحة دخان مألوفه
وهي تلك التي تنبعث من انفاس جيس و زايلها الخوف عندما احست به يحتويها بين ذراعيه انها الان امنه و شعرت به يعتصرها في صدره يضمها اليه و يضغط وجهه في رأسها وحاولت ان تتخلصمن ذراعيه برفق
و أن ظلت اصابعها مرتاحه على صدره و عندما تطلعت الى عينيه رأت القلق باديا فيهما . فمالت نحوه ثانية كانها تريد ان تكون في كتفه
و همست قائله :
( كنت خائفه فلم استطع الحركه )
قال لها بخشونه و هو يهز كتفيها :
( قلت لك من قبل الا تأتي الى هنا . هل تفهمين ؟ )
قالت بضعف و هي تحس بالرقه تسري في نظراته :
( اجل انني سعيدة بعودتك)
امرها بحزم قائلا :
( اذهبي الى المنزل ... )
امتثلت لامره و بدأت تسير في خطوات بطيئه نحو المنزل لكنها ادارت رأسها وسألته :
( هذا الثور .. هل هو ساتان ؟ )
و لم يتفوه جيس بكلمة لكنه نظر اليها نظره بارده واتجه الى الحظيرة . و كانت كولي تشعر ان كل خطوة تقطعها نحو المنزل تزيد من اتساع المسافه بينها و بين جيس .و امضت ليلة تعسه
بالرغم من محاولات داني و توني للترويح عنها لكنها لم تحاول ان تفضي لاخيها بما حدث عندما جاء لزيارتها في غرفتها .

و امضت الايام الثلاثة التالية في شقاء تام لأنها اصبحت تعيش سجينه جدران المنزل . لمراضاة جيس .. وكانت تغرق نفسها في مساعدة خالتها و دأب هو على ان يتجاهلها اثناء وجبة العشاء و يختلق عذرا للذهاب .
و احست ان الكيل طفح بها في رابع ليلة عندما استأذن وغادر غرفة الطعام بدون ان تعرف وجهته و رافقت خالتها والعم بن الى الشرفه وراحت تراقب بقلق العاصفه التي تردد صداها في الافق.
قالت الخاله :
( يبدو ان عاصفه صيفيه سوف تهب علينا قبل شروق شمس الصباح . ارجو الا تكون عاصفه عاتيه فالعاصفه السابقه قضت على ورودي لكن ما بالك قلقة الليله يا كولين هل هناك امر يسبب لك الضيق ؟ )
اجابت كولي بسرعه :
( كلا يا خالتي افكر في التوجه الى غرفتي لاخذ حمام دافئ وانام مبكرا و اعتقد ان اعصابي متوتره من العاصفه )
لقى هذا التوضيح قبولا لدى الخالة فسارعت كولي الى غرفتها خوفا من طرح المزيد من الاسئلة فلا تجد لها جوابا و بعد الاستحمام القت بنفسها على الفراش وسحبت الاغطية فوقها ثم راحت تحدق في السقف .
اضاءت شعلة البرق صفحة السماء ثم تبعها الرعد فأيقظ كولي من نومها العميق و احست بنبض قلبها يدق دقات محمومه فاستوت جالسة في الفراش و اخذت تترقب ان يتلاشى اخر صوت لصدى الرعد
لكن السماء ابرقت تانيه فاسرعت تغطي اذنيها براحتيها حتى تنتهي موجة الرعد وعندما هدأت الاصوات زحفت من فراشها وارتدت الثوب وغادرت غرفة نومها
فواجهت ظلاما دامسا يكسو الطريق الذي يفضي الى درجات السلم فبحثت عن مفتاح النور لكن اصابعها توقفت عن البحث حتى لا توقظ الاخرين . فامسكت بالدرابزين
و راحت تهبط الدرجات على ضوء وميض البرق الذيكان يبدد الظلام ووصلت اخيرا الى الصالة فسارعت على اطراف اصابعها و سمعت الساعه تدق معلنه الواحده
فأفزعتها الدقه التي لم تكن تتوقعها وتعثرت في المنضدة وسط الصاله و اطاحت يدها بالزهريه التي تهشمت على الارض وبدد صوت تحطيمها سكون المكان .
وتناهى الى سمعها صوت اجشصادرمن المكتبة يسأل:
( من هناك ؟ هل هذا انت يا خالة ؟ )
وسمعت كولي سؤال العم بن وهو يدفع مقعده المتحرك على ضوء البطارية التي حملها فرسمت على شفتيها ابتسامه قبل ان تستدير لمواجهته
وتقول له بصوت هامس :
( انا كولي يا عمي . تعثرت في الزهرية )
سألها بخشونه :
( ماذا كنت تفعلين ؟ )
راحت كولي تجمع بقايا الزهريه المحطمه وهي تقول :
( العاصفه ايقضتني )
قال بن ساخرا :
( هل افزعتك اصوات الرعد ؟ الا تستطيعين النوم بمفردك ؟ )
و عاد الرجل المسن الاشيب الى غرفته و راحيغلق النوافذ ويسدل الستائر حتى يحول دون بلوغ اصوات الرعد الى الغرفه ثم دفع مقعده المتحرك نحو المكتب ووضع فوقه البطاريه واشعل شمعتين
قال لها وهو يحدق في وجهها الذي كساه الشحوب :
( التيار الكهربائي مقطوع اجلسي يا فتاتي و استرخي ودعينا نتبادل الحديث حتى يتوقف صوت الرعد )
جلست كولي على احد المقاعد الوثيره ولم تشعر بالاسترخاء مادام الرعد لا يزال يدوي في الخارج . وراحت تتطلع الى وجه الكهل الجالس امامها واخيرا قال لها :
( زوجتي رحمها الله اعتادت ان تتنقل من نافذه الى اخرى طوال فترة الرعد ولذلك ترين انني معتاد على ان اخفف من الفزع الذي يعتري الفتيات اثناء العاصفه )
قالت كولي :
( انت تفتقد وجودها )
تنهد بن و قال :
( اجل رحلت عني منذ عشر سنوات ماتت بعد زمن قصير من مصرع ابننا الوحيد وزوجته في حادث اصطدام وكان زوج الخاله قد توفى في عام سابق
لذلك انتقلت لتعيش هنا ومنذ ذلك الوقت لم يعد المكان لسابق عهده انه لامر غريب ان تعيد اصوات الرعد العتيقه هذه الذكريات )
صمت قليلا ثم فتح درجا في مكتبه و اخرج صوره داخل اطار مذهب ولمس الوجه بشغف قبل ان يناولها اياها ثم اردف يقول بصوت وقور :
( انها زوجتي التقطت لها هذه الصوره قبل وفاتها بشهور قليله )
وكانت الصوره عائليه تتوسطها سيده على شفتيها ابتسامه ولها عنق نحيل يحمل رأسا شامخا يعبر عن الكبرياء و الاعتزاز وكانت عيناها تفيضان بقنوط من الحياة تمسك بيد زوجها بن سافدج .
كان شعره حينئذ اسود ثم رأت شخصين على جانبي الصوره عرفت احدهما بسهوله كان جيس الذي كان يتطلع بعيون دافئه اصغر عمرا و لا اثر للندبه على وجنته
اما الشخص الاخر فكان ريك يتألق وجهه بضحكه صبيانيه وقد عرفته من التشابه بينه و بين اخيه جيس وان كان ارق منه و ادركت من خلال ذلك سر الجاذبيه التي كان يتمتع بها
و بعدما تأملت كولي الصوره اعادتها الى بن فحملها و راح يمعن النظر فيها قبل ان يضعها على المكتب .
و اخيرا قال بحنان :
( المآسي تاتي دائما ثلاثيه . فقدت حفيدي منذ خمسة اعوام مضت .. )
تمتمت كولي قائله :
( اعرف ذلك .. )
فنظر اليها بن بحده وبدا عقله كأنه ينبذ ذكرياته وركز تفكيره عليها فانتابها القلق لنظرته فاستطردت تقول :
( توني اخبرني بكل شيء )
( ماذا قال لك ؟ )
قالت بتلعثم وهي تعبث بحزامثوبها :
( انه ... انه .. قال لي ان اظل بعيده عن الموضوع )
سألها بن :
( هل هذا كل ما قاله لك ؟ )
اجابت :
( و لكن يا عمي كان الامر مجرد حادثه انا متأكده انه كان حادثه )
و راح يتفحصها بنظراته الحاده و قال :
( كل منكما اصبح شيئا رهيبا في الاونه الاخيره ... انت .. )
قاطعته كولي و كانها لا ترغب في ان تنهي عبارته :
( بالطبع لا .. حسنا رأيت الثور ساتان امس و فزعت منه لدرجة انني لم استطع ان اتحرك او حتى اقوى على الركض او الصراخ لم اتنكن من فعل اي شيء
جاء جيس و جذبني بعيدا قبل ان يهاجمني الثور هل تعلم ان جيس انقذني ؟ )
( ولكن كممن الوقت ظل واقفا هناك وهومفزوع مثلك ؟وما الدور الذي قام به عندما حدثت لك هذه الخدوش في يدك و انت تتشبثين بالصخره منذ عدة ايام ؟ )
شحب وجه كولي عندما سمعت كلماته فه زبن رأسه وكأنه ينهي دفاعها عن جيس ثم استطرد يقول :
( العاصفه سكنت تماما و يحسن بك ان تتوجهي الان الى فراشك )
وعندئذ حاولت كولي ان تتكلم لكنه اشار لها بيده ان تصمت ثم واصل حديثه قائلا :
( و تمسكي بنصيحة جيس كوني بعيدة عن الموضوع انا اصبحت مسنا اما هو فأنه كالفهد الذي ال يستطيع تغيير جلده اذهبي الى فراشك )
و احست كولي انها فشلت في كسب ود جيس و العم بن وحملت البطاريه لتسير في ضوئها وارتقت الدرجات على اطراف اصابعها وما كادت تبلغ باب غرفتها
حتى سمعت صوت باب الغرفه المجاوره يفتح فسارعت بتوجيه الضوء الى وجه القادم و كان جيس الذي سألها :
( ماذا تفعلين ؟ )
همست كولي قائله :
( انقطع تيار الكهرباء )
قال برقه :
( اعرف ذلك اعني ماذا كنت تفعلين ؟ )
( ايقضني صوت الرعد )
قال جيس :
( تساءلت اذا كان في وسعك النوم وسط الرعد اين كنت منذ لحظات ؟ )
اجابت كولي بتردد :
( في الطابق الارضي كان العم بن مستيقضا ايضا وقد تبادلت الحديث معه هل تظن ان العاصفه انتهت الان ؟ )
طرحت كولي سؤالها قبل ان يحاصرها جيس بأسئلته ونجحت في محاولتها اذ اخبرها ان العاصفه انتهت فعلا وتناول البطاريه من يدها وقادها الى غرفتها
و لاول مره لاحظت انه عاري الصدر فاخذ قلبها يخفق بعنف وهي تتأمل الشعر الاسود الذي يكسو صدره ناولها البطاره وقال وهو يغادر الغرفه :
( طابت ليلتك .. )
و اغلق الباب .. هي في داخل غرفتها ... و هو في الخارج !


نهاااايةةةةةةة الفصل السادس
قراءةةةةةةةةةةةة سعيدةةةةةةةةةة

 
 

 

عرض البوم صور عطر@المحبة   رد مع اقتباس
قديم 16-11-13, 09:51 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260923
المشاركات: 29
الجنس أنثى
معدل التقييم: جنى وكرمه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جنى وكرمه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة

 

تسلم عيونك يا اخت عطر .........كان نفسى تنزلى اكتر من فصل ياريت ماتتأخريش عليا فى الفصل السادس وشكرا على مجهودك بجد اختيار رائع ومجهود رائع

 
 

 

عرض البوم صور جنى وكرمه   رد مع اقتباس
قديم 19-11-13, 12:37 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 200232
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: عطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عطر@المحبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة

 

7 _ الوردة الصفراء



راحت كولي تتحسس بأصابعها حافة اوراق الورد الحمراء فشعرت بنعومتها و تذكرت تعليق جيسون حين قال " ايتها الوردة الصفراء "
حدث ذلك منذ زمن بعيد اما الان فهو يعاملها معاملة اخوية . و مختلفه حتى المعامله الاخويه تفتقدها احيانا و تنهدت بعمق عندما تذكرت انه منذ ايبوع مضى وفي تلك الليله التي ارعدت فيها السماء وصلت علاقتهما الى طريق مسدود .
انه امر مثبط للعزيمة مخيب للامل كانا في الماضي ينعمان بالصحبة سويا و كان هذا يرضيها فعلى الاقل كان مهتما بها اما الان فأنه يربت على رأسها و يقول لها " انطلقي مثلما تنطلق الطفلة الصغيره " و قد انتابها الغضب عندما فكرت انه يعاملها كالطفله
ونفثت غضبها في ساق الوردة المليئه بالاشواك فانغرزت احداها في اصبعها اطلقت صرخه لفتت انتباه الخالة التي ادرات رأسها في اللحظه وكانت كولي تمص اصبعها .
قالت الخالة :
( كولي ... اخبرتك مرارا بأن تحترسي من الاشواك فهي مؤلمه )
وتناولت الخالة الورود من يدي كولي و وضعتها في سلة قبل ان تنتقل الى مجموعه اخرى من الشجيرات ثم استطردت تقول :
( من الصعب ان تنمو الزهور في الارض الغربيه الجنوبية بسبب حرارة الشمس هل تعرفين ذلك يا كوليين ؟ اذا اردت رؤية الورود حقا اعني ملايين الوروردعليك ان تذهبي الى تايلر في تكساس فان
اكثرمن نصف الاراضي مزروعه بالورود في تايلر و تتاجر فيها منذ العام 1870 و يروي الناس حكاية تقول ان الورده تظل متفتحة اذا كان النفط في تربتها )
واطلقت الخالة ضحكة على هذه الصه ثم اردفت تقول :
( هناك اكثر من خمسمائه نوع من الورد و تتميز بالالوان المتعددة لكن لا يمكنك التمييز بينها اذا كانت تسبح في حوض النفط و قد رافقت جورج الى حديقه تايلر عدة مرات انها تجربة لا يمكن نسيانها )
هزت كولي رأسها و هي غائبه عن الوعي فلم يكن في وسعها ان تبدي اي حماسة لزيارة تايلر فهي مشدودة الى مشكلتها مع جيس و ليس لديها فسحة من الوقت للاهتمام بأمر الورد .. ان كبرياء ذلك العجوز سافدج قد دمر كل شيء .
و ثابت الى رشدها عندما سمعت خالتها تسألها :
( انت صامتة يا كولي .هل هناك شيء يؤرقك ؟ )
قالت كولي :
( اوه .. انه العداء الغريب بين جيس و العم بن ... )
زوت الخالة ما بين حاجبيها فلم تكن تتوقع ان تطرق كولي الموضوع و قالت :
( العداء ليس غريبا . و انما هناك امر اخر )
قالت كولي بحده :
( ولكن جيس حفيد العم بن و لا يمكن ان يدع اخاه يموت ... )
( الخوف يجعل الناس يأتون امورا غريبة يا كولين فعند بعض الناس يزداد الادرينالين الى درجه تدفعهم الى القيام بأمور تفوق قوتهم الطبيعيه و يتحول بعضهم الاخر الى صخور صماء
و هكذا في بعض الحالات نصفق لهم و في بعض الحالات الاخرى ندينهم )
قالت كولي :
( لا أعتقد ان جيس شخص جبان فضلا عن انني لا اتصور ان يكون قاتلا )
قالت الخالة بهدوء و هي تحمل في يدها برعما :
( لا يمكن لاحد ان يحكم على احساسك الداخلي يا كولين سوى الله اما المظهر الخارجي فيمكن للرجل ان يصدر حكمه عليه و قد صدر الحكم في وفاة ريك بأنه القضاء و قدر )
( اذن .. لماذا يصر العم بن على مواصله عقاب جيس و كأنه قتل اخاه بيده ؟ )
قالت الخالة فيللي :
( لا تداومي التفكير في الموضوع بهذه الصوره .. )
( و لكنني لا استطيع ان اتصور وجود شخصين اكن لهما كل حب ... )
و توقفت عن مواصله الحديث اذ تضرجت وجنتاها بلون الدم عندماوجدت خالتها تمعن النظر فيها و تقول لها :
( اسمعي يا طفلتي .. يجب عليك عدم التورط مع جيس .. )
قاطعتها كولي بغضب ثم اندفعت بجرأة قائله :
( لست طفلة .. انا في التاسعة عشرة من عمري وعلى مشارف العشرين لست طفله )
خيم الصمت على الخالة عند سماعها هذه الكلمات و انهمكت في ورودها كأنها تتأمل مضمون عبارة كولي التي وقفت الى جوار خالتها صامتة ايضا و ودت لو ان غضبها لم يدفعها الى التفوه بمثل هذه الكلمات
كانت ترغب الا تجرح خالتها لكنها ضاقت ذرعا بالجميع الذين دأبو على ان يقللوا من شأنها ...\
قالت لها الخالة :
( ما نريده حقا هو ان نقيم ذلك الحفل الذي حدثتك عنه حيث يمكنك الالتقاء بالشباب ومشاركتهم مختلف نشاطاتهم )
حدثت كولي نفسها قائلة "وسوف لا تتاح لي اي فرصه للتفكير في جيس " مسكينه الخالة انها تحاول اشاعة البهجه في نفس كولي وقد حاولت كولي بدورها ان توافقها في سرور بالغ على فكرتها .
راحت كولي تتطلع الى المرآة و اخذت تفكر في خالتها انها تتحمس حماسا بالغا عندما تأخذ على عاتقها تنفيذ اي قرار ففي عصر ذلك اليوم الذي اشارت فيه الى الحفل بدأت في دعوة عائلات المنطقه .
ولمتكن تعرف ان خالتها تستطيع ان تنظم هذا الحفل خلال يومين ان اشرفت بنفسها على الحلوى و الطعام كما اعدت الموائد في الحديقه وكذلك الاضواء بمساعدةة داني وتوني وتوجهت الى المدينة لشراء مكملات الزينه التي سترتديها كولي في الحفل .
و ليلة الحفل تأملت كولي نفسها في المرآة كان شعرها في تصفيفة رائعه وثوبها الاصفر جميلا و سمعت ابواب سيارات المدعوين تفتح و تغلق امام المنزل وتمنت في اللحظة نفسها ان يكون داني في غرفته حتى تستطيع ان ترافقه الى الطابق الاسفل .
و لم يعد لديها الان اي شعور بالقلق عند مواجهة الغرباء ابتسمت عند مغادرة الغرفه و هي تتمنى ان يحضر جيس فسيراها هذه الليله في ثوبها الشيفون الاصفر ..امرأة كاملة الانوثة .
اخذت كولي تتهادى في خطواتها في الممر عندما سمعت خالتها تقول :
( اخيرا .. وصلت يا عزيزتي كولين انت جميلة الليلة . ايفيل .. اقدم لك ابنة اختي في الحقيقة ابنة اختي و لكن لا تحاولي مناقشة موضوع السن الان )
و ضحكت الخالة وهي تسحب كولين من ذراعها وتتجه الى رهط من الناس يضم ايفيل ميريك و زوجها بوب و ابنتيها راشيل و روبرتا .
حيت كولين الفتاتين بايماءة من رأسها و بدأت وفود المدعوين تصل تباعا و تاه عقل كولين في بحر الوجوه و الاسماء تعرفت الى اسرة هاملتون و ابنها هيوارد و ابنتها برندا واسرة راسموسن و اطفالها الخمس جيم جو جانيت جود جين
ثم عائلات بيترسون وسيمبسون وجونسون ... و ماسون .. واخيرا توقف عقلها عن متابعة الاسماء كما قدمو لها فتاة ذات شعر اسود رمقت كولي بنظره غريبة وقحه وعندئذ دق الجرس يدعو المدعوين الى العشاء و لمس توني ذراع كولي بخفه و قال لها :
( سأحضر لك طبقا )
و كان ثلاثه من الصبية على مقربةمنهما فبادرصبي اشقر يقول :
( كلا انا الذي سأحضر لك الطبق ... )
و تذكرت كولي انه احد ابناء راسموسن و في هذه اللحظه اقبلت فتاة ذات شعر احمر تقول له :
( لا ... انت ستحضر لي طبقي انا يا جون راسموسن )
اجاب جون :
( بالطبع ولكنني استطيع ان احمل طبقين )
قالت الفتاة :
( بل ثلاثة اطباق ... هل نسيت نفسك ؟ )
و سار الصبية الثلاثة نحو المائدة و هم يتجادلون حول من منهم سيحمل طبق كولي و التفتت الفتاة ذات الشعر الاحمر الى كولي قائلة :
( ارجوك... ابتعدي عن جون بذلت جهداكبيرا لكي يعتقد كل انسان انه سيقترن بي )
وشرعت كولي تقول :
( ارجو الا افعل شيئا .. )
و عندما قاطعتها الفتاة قائله :
( كل الشباب يهتمون بكل فتاة جديده تأتي الى هنا وخاصة اذا كانت واحدة وافرة البدن مثلك على فكرة اسمي جيل سوندرز)
و في هذه اللحظه مرت الفتاة ذات الشعر الاسود التي رمقت كولي بنظره غريبة .و تطلعت الى الفتاتين ببرودو لم تستطع كولي ان تخفي دهشتها فسألت جيل :
( من تكون هذه الفتاة ؟ )
( انها تانيا فورد لا اغرف سبب مجيئها الى هنا فلا يوجد احد هنا يناهز سنها الا ... هاأنا ذا اعود ثانية .. واترك لساني ينفلت بالكلام .. )
و صمتت جيل و لكنها رأت نظرات التساؤل في عيني كولي فأضافت تقول :
( من المحتمل انك لا تعرفين ..كانت تتواعد بانتظام مع جيسون قبل الحادث هذا على الاقل ما تردده الشائعات وقد سمعت انها تركته عندما بدأت الفضيحه تنتشر لكنني في الحقيقه .. اوه اقبل الفتيان .. تعالي يا كولي و انضمي الى مجلسنا .. )
وافقت كولي و سارت نحو المائده لكن عقلها كان في سباق مع نفسها لكي تتم عبارة جيل لا يوجد احد هنا يناهز سنها الا جيس ...
اعتادت ان تقابله لكنها توقفت عن مقابلته و ربما جاءت لتعيد المياه الى مجاريها ثانية .. و عندما وصل تفكيرها الى هذا الحد احست بقلبها يغوص الى الاعماق .و شعرت بالسعادة لوجود الطعام لانه سيشغلها عن الحديث و لكنها وجدت ان الطعام يقف في حلقها .
ومع ذلك رات ان ذلك افضل من ان ينم صوتها عن مشاعرها التي اضطربت لسماع حديث جيل .
بدأت كولي تتفقد الوجوه التي وقفت حول المائده و تمنت في تلك اللحظه ان يأتي جيس لكنها فوجئت بوجوده جالسا على بعد عدة موائد منها كان متجهما و كأن تجهمه كان موجها اليها ومع ذلك هز رأسه و ابتسم لها بعد لحظه
و تظاهر بأنه فوجئ برؤيتها فابتسمت له بدورها قبل ان تعود لمواصلة الحديث مع رفاقها .
و بعد ان انتهى الجميع من تناول الطعام التفو في جماعات و لاحظت كولي ان اخاها يتحدث الى فتاة هادئة ذات شعر بني طويل و اقترح احدهم الرقص . فقام توني بالتوجه الى المنزل لاحضار الاسطوانات و في ذلك الوقت قالت جيل لكولي :
( ما رأيك في ان نتوجه الى المنزل لتجديد نشاطنا اثناء انهماك الشباب في نقل الموائد جانبا ؟)
وافقت كولي على اقتراح جيل التي انهمكت في الحديث مع بعض الفتيات و سرن جميعا الى المنزل . و فجأة شعرت كولي برغبة في الانفراد بنفسها وعندما بلغن المنزل ادعت كولي ان احمر الشفاه الخاص بها قد نسيته في غرفتها و استأذنت احضاره.
و ارتقت درجات السلم سريعا بينما توجهت الفتيات الى غرفه نوم الخالة التي اعدتها لتصلح مكانا تجدد فيه المدعوات جمالهن و عندما وصلت كولي الى غرفتها وضعت لمسات من الاحمر على شفتيها ثم سارت بتراخ نحو النافذه لتحدق في وجوه المدعوين .
وفجأة انجذب بصرها الى الخميله الموجوده في الحديقه اذ رأت جيس واقفا هناك و في بادئ الامر ظنت انه يقف وحده و لكنها رأت شبحا اخر يخرج من تحت الخميلة و كان الظلام حالكا فلم تستطع ان تحدد شخصيته .
و ان كانت معالم القوام توحي بأنه لواحدة من الجنس اللطيف و ادركت بغريزتها لا بد ان تكون ثانيا فورد و عندئذ احست بألم يعتصر معدتها و هي تشاهد الفتاة تسير باغراء الى جوار جيس .
و عندما التفت ذراعه حول وسط تانيا تحولت كولي مبتعده سريعا عن النافذه و ارتجفت شفتاها و تلاحقت زفراتها و لم تستطع ان تعود على الفور الى الحفل لكنها تذكرت ان الفتيات ينتظرن قدومها و لم تنتظر طويلا اذ قررت ان تهبط الدرجات
وتمهلت قليلا عندما بلغت غرفة الخاله و سمعت ضحكات الفتيات تتردد عاليا و كانت على وشك ان تدلف الى الغرفه عندما طرق سمعها اسم جيسون يترددعلى لسان احدى الفتيات الموجودات في الداخل فتوقفت تستمع :
قالت الفتاة :
( اعتقد انه انيق ... لا اقصد انيق المظهر و انما يتمتع برجولة فائقه ... )
و صاحت اخرى تقول :
( و لكن ما رأيك بالندبة الموجوده على وجنته ؟ )
قالت الفتاة بتفاخر :
( انها تعطيني احساسا بأنه طبيعي الفطره )
قالت فتاة اخرى :
( انا اهرب منه وخاصه بعد ان اتهمه الجميع بقتل اخيه .. انه يعيش الان في معزل عن الناس نظراته تجعلني اتجمد في مكاني )
قالت الفتاة الاولى :
( اظن انه شخص مثير ... وخطير ايضا ... )
قاطعتهم جيل لقائله :
( صمتا يا فتيات . كولي ستأتي في اي لحظه .. و ستسمع حديثكم )
و عندئذ ابتعدت كولي عن الباب مدركه ان تانيا ليست الفتاة الوحيده التي تجد جيس جذابا و راحت تخترق الممرات متجهه الى مكان غير مضيء و وقفت تحت شجرة بلوط و فجأة سمعت صوت جيس الساخر ياتي عبر الظلام الدامس قائلا :
( هل انت في طريقك الى موعد غرام ؟ )
اجفلت كولي لصوته و قالت :
( بالطبع لا ... على الاقل ليس الطريق الذي تقصده )
و سمعت دقات قلبها تتلاحق بسرعه عندما لحق بها و استطردت تقول :
( رأيتك من نافذة غرفتي كنت واقفا عند الخميله )
قال مؤيدا كلامها :
( اجل و انت هل كنت تستمتعين بصحبة طيبه ؟ )
( اجل يعاملني الجميع معامله طيبه و لا أحس انني غريبه عنهم )
بقى جيس فترة في صمت مطبق قبل ان يقول :
( انا سعيد من اجلك الخالة ستقطع عنقي لانني سرقت احدى ورودها )
و تقدمت كولي الى الامام حتى بلغت دائرة الضوء الهابط خلال فروع الاغصان و القى بنوره على الورده وكانت ورده شديدة الاصفرار في اوج تفتحها
قال بهدوء :
( وردة صفراء.... لزهرة صفراء ... )
همست كولي قائلة :
( انها جميله يا جيس ... )
و حاولت ان تزيل صورة تانيا من ذهنها لكنها تخيلته يقدم اليها وردة حمراء كما يفعل معها الان و رأته يثبت الوردة في الدبوس الذي يزين صدرها
و عندما انتهى ابتسم لها ثم شرع يشعل سيكارته و بعد ان اطلق الدخان قال :
( يبدو انك استمتعت بوقت طيب حتى انه لم يخطر ببالك انني سأون هنا لا بد انك محاطه بمجموعه كبيرة من المعجبين )
رفعت كولي حاجبيها دهشه و قالت له بسخرية :
( و انت ايضا كنت محط انظار العديد من المعجبات سمعت مصادفة احدى الفتيات قبل مجيئي الى هنا .. انها تعتقد انك كنت شيئا هاما )
قال جيس :
( حقا ؟ )
قالت باستخفاف :
( اجل حقا دعني اقول لك كيف كانت عبارتها ... اوه ... اجل .. قالت انه يتمتع برجولة فائقه .. وطبيعي الفطرة .. كما انه شخص مثير و خطير )
قال ضاحكا :
( المفروض ان يكون كل انسان محط اعجاب شخص ما و انا اكره ان تعتبريني بغيضا منفرا و ان كنت اعرف مسبقا انك تكنين لي هذا الشعور )
و قبل ان تقاطع كولي حديثه اسرع يقول لها :
(اعتقد ان الرقص بدأ و انا متأكدان هناك بعض الشباب يتحينون الفرصه ليطلبو منك مشاركتهم الرقص )
تطلع اليها جيس فرأى علامة غاضبه على وجهها فابتسم وقال بندم :
( لا تخبريني ... اعرف .. انت لا تستطيعين الرقص اليس كذلك ؟ تريدين مني ان اعلمك ؟ما قولك لو اخبرتك بأنني لا اعرف الرقص ايضا )
صاحت كولي :
( اوه انك تستطيع الرقص يا جيس و الا فمن سيتولى تعليمي ؟ انا اطلب منكان تعلمني )
و مرت بهما لحظه سادها توتر خفيف بينما راحت كولي تنتظراجابته و تحرك جيس قليلا فسقط ضوء على وجهه المضطرب و برزت الندبة جلية واضحه و اخيرا قال بسخرية :
( الافضل ان تطلبي من توني ان يقوم بتعليمك )
لم تتفوه كولي بكلمه و انما وقفت امامه وعيناها تتوسلان اليه الا يرفض طلبها ثم قالت له :
( اخبرني كيف ارقص ؟ )
و وضعت يدها اليسرى على كتفه و اقتربت منه و بلا شعور التفت ذراعه اليمنى حول وسطها بينما امسكت يده اليسرى بيدها الاخرى كانت خطواته بسيطه و سهلة و يده فوق ضهرها ترشدها الى حركات خطواتها حتى شعرت كولي في النهاية انها تطير بين ذراعيه .
وعندئذ توقفت عن التركيز في حركة خطواتها و اسندت رأسها على صدره تدريجيا تلاشت المسافه التي تفصل بينهما و لم تعد تصغي الى انغام الموسيقى لان دقات قلبها المتلاحقه حالت دون وصول الالحان الى اذنيها في حين زاد احتكاك ذقنه بشعرها كما تضاعفت ضمة ذراعه لحصرها
ثم توقفت خطواته لحظه فرفعت رأسها متساءله فقال جيس بحزم :
( لا اظن انك في حاجه الى المزيد من الدروس )
ارادت كولي ان تعترض عندما امسكت يداه بكتفيها ليتحركبها بعييدا ولكن اشواك الورده المثبته على صدرها تعلقت بسترته وحالت دون الفراق كما اتاحت لها الفرصه لكي تدرس رأسه فرأت شعره الاسود متألقا في الضوء وحاجبيه مقوسين فوق رموش غزيرة السواد التي استراحت فوق وجنتيه
و انفه اشبه بانف النسر يلقي بظله على وجهه و كش ف اتساع فتحتي انفه عن عدم سيطرته على عواطفه بينما برزت شفتاه باستداره رقيقه كلها رجوله ورغبه .
ولمحت كولي بطرف عينيها ان الوردة لم تعد مشتبكه بسترته و رات جيس يرفع رأسه ويفتح فمه للحديث . و لكن الكلمات توقفت على شفتيه عندما اطل ببصره عليها ورأها تتطلع اليه و التقت عيناها بعينيه و وجدت يديها ترتاحان على صدره ثم تلتفان حول عنقه و هي تقترب من وجهه و احست به يجذبها نحوه
و رأسه يميل ليلتقي برأسها كانت متردده في بادئ الامر و لكنها استسلمت لغريزتها و احست بقشعريره تسري في جسمها و بعد لحظه ابتعد عنها جيس لكنه عاد ثانية و قد اثارته استجابتها له ... ثم دفعها عنه بعيدا و قد اخذت ذراعاه تسترخيان و ان كانت قبضته ما زالت متصلبه .
تطلعت اليه كولي و قد انعكست نشوتها على عينيها انها تحبه و لا بد انها كانت تحبه طوال الفترة الماضية و هذا سبب ثقتها به . لماذا كانت كلمه تشفيها بينما اخرى تسعدها ؟انها لا شك تحبه ...
زوى ما بين حاجبيه و هو يتطلع اليها و فجأة صاح قائلا :
( كفى )
ولكن كولي ظلت واقفه .. بعيدة عنه و ان كانت النار التي اشعلها فيها ما زالت متأججه في عينيها فتحول عنها و هو يتوسل اليها الا تطيل النظر اليه . و اشعل سيكاره و راح ينفث دخانها ثم راح يحدق في الظلام الدامس ويقول لها بغضب :
( اللعنه )
و لكن كولي همست قائله :
( جيس ... انا .. )
قاطعها بصوت حاد ومرير :
( لا تقولي شيئا اذهبي و انظمي الى الحفل )
( لا اريد ان اذهب ... )
( ربما نسيت انك لست من النوع الذي ابحث عنه ... )
استنشقت كولي انفاسها بصعوبه عندما سمعت هذه الكلمات القاسية التي ادمت قلبها وملأ الألم صفحة وجهها قبل ان تقول له بحده :
( هذا صحيح ..انت تحب الفتاة التي تمنحك كل شيء مثل تانيا )
قال مؤكدا كلامها :
( اجل مثل تانيا ... انت تعرفين الان كيف ترقصين )
قالت بمراره :
( لا حاجه بي الى الرقص )
( ربما تبحثين عن صحبة شخص له اسم مشين فضلا عن اتهامه بارتكاب جريمه شنعاء اوربما تراودك الرغبة في شخص خطير ..)
وصمت قليلا ثم استطرد يقول :
(اخبريني بأمر الحديث الذي استرقت السمع اليه .. لم تقولي ماذا قالو عن اخي ؟ هل اشاروالى وفاته ؟ )
اجابت و هي تخفي وجهها في راحتيها :
( اجل اشارو الى مقتله .. )
وكانت كلماتها لا تكاد تسمع لان دموعها بدأت تترقرق وتسيل على وجنتيها ثم اردفت تقول :
( لا شيء يهم .. )
اطلق جيس ضضحكه ساخره و قال :
( ها لا شيء يهم .. اعرف انك شخصيه متفاءله منذ التقيتك ماذا يظن بنا الناس اذا عدنا سويا الى الحفل و الدموع تبلل وجهك ؟ )
اشاحت كولي بوجهها جانبا بينما سحب جيس الدخان من سيكارته ثم واصل حديثه :
( حسنا دعيني اخبرك اولا " انهم سيلاحظون صمتنا و ثانيا سيرون دموعك وستكون مدعاة لاتهامنا ومن المحتمل ان يتنحى بي اخوك جانبا ويسألني عن اهدافي وستتنحى خالتك بك جانبا لتتقصى مدى علاقتك بي و اذا كنا سعيدي الحظ لن يرانا العم بن اما ان حدث ورأنا فسينهض من مقعده المتحرك و ينهال عليك ضربا لسوء سلوكك ويصدرقرارا بألا تطأ قدماي ارض سافدج .. )
و انفجرت الدموع في عيني كولي غزيرة اذ كان الجرح غائرا داميا في اعماقها من جراء كلمات الازدراء الساخره و عندئذ تملكها الغضب و قالت له بحده :
( ارض سافدج , ارض سافدج هذا ما يهمك فقط )
ثم شابت صوتها نبرة ازدراء و كأنها تلتقط الكلمات من جوفها وهي تواصل حديثها قائله :
( لم اعرف شخصا يهتم بهذه الرقعه القذره مثل اهتمامك انت و جدك انكما سوف تقتتلان عليها ..)
و احست كولي ان جيس قد بدا عملاقا امام عينيها و هو يشخص اليها بعينيه فتجمدت اوصالها لقسوته بينما اشاح بوجهه عنها فبدت الندبه واضحه لعينيها و احست بالانزواء بعد ان صدرت عنها تلك الكلمات القاسيه فبدأت تقول له بتلعثم :
( لم اقصد ... يا جيس ... اقسم انني .. )
و لكنه قاطع كلماتها المتلعثمه قائلا :
( انت على حق ... طابت ليلتك يا كولين )
و احست كولي بأن كلماته قد تعني ايضا الوداع .. فوقفت صامته بلا حراك بينما اخذ جيس سبيله فب الظلام الدامس و شعرت بالحزن يمزق اوتار قلبها و هي تدرك انه لن توجد كلمات تستطيع ان تمحو اثار الكلمات القاسيه التي تفوهت بها .
و اخيرا التقطت الورده التي سقطت على الارض ووجدت ان اوراقها تمزقت كتمزق شغاف قلبها لا شك انه ضحك من اشواكها لكن ترى ماذا يظن بها الان ؟ و انطلقت من بين شفتيها ضحكه هستيريه قصيره ثم دفنت رأسها بين ذراعيها و استندت علىى شجرة البلوط و راحت تبكي ...




نهاية الفصل الساااااااااااااااااااااااااااابع



يومين و ان شاء الله انزل اخر فصلين
قراءه ممتعه

 
 

 

عرض البوم صور عطر@المحبة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, savage land, عبير, وردة قايين
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:35 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية