كاتب الموضوع :
عطر@المحبة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة
3 _ زهرة أم اميره
وقفت كولي في غرفة نومها وراحت تتطلع من النافذه و هي تقضم اظافرها بلا وعي فقد ارتقت درجات السلم وثبا لتستبدل ثوبها لان
الخاله اخبرتها بأنهم اعتادو منذ سنوات طويله ان يرتدي الجميع ثياب انيقه عندما يتناولون طعام العشاء صحيح ان المرء يفضل الجلوس الى المائده
في ثيابه المنزليه لكن صورته ستكون مزريه و هي تختلف تماما عنها لو ارتدى ثيابا انيقه تجعل منه انسانا جديدا و تبعث جوا منعشا
يدفعهم الى الاقبال على الطعام و وجدت كولي في حديث خالتها الرأي السديد كما ان مثل هذا الجو سوف يبدد المشاعر المضطربه
التي تحس بها ؟
كانت كولي ترى في هذا البيت الحلم الذي راودها طويلا فحجراته واسعه ومريحهوالخاله جذابة و عطوف حتى الكهل بن وجدته
شخصيه محبوبه بالرغم من خشونته هذا ما بدا منه ظاهريا أمافي اعماله فكانت تلوح لها أشياء غريبه لا تعرف كنهها أشياء قد تدمر
احساسها بالامان وفكرت في جيس و رأت انه الشحص الذي لديه المفتاح لكل الخفايا انه الرجل الذي انقدها من العاصفه و الانسان
الذي جعلها تشعر بالامان و الحماية بالرغم من الخوف الذي بثه في اعماقها .
تطلعت كولي الى نقوش الزهور المتناثره في ثوبها وشكرت ماغي لانها ازالت بقع الطين الذي لوثته صحيح لنه افضل ثيابهاو لكن
كولي تدرك تماما انه لا يقارن بثياب الخاله الخاله الفاخره انه ثوب رخيص مع انه يختلف عن باقي ملابسها لانها اشترته بنقودها ولم يكن
هديه من احد.
وألقت ببصرها عبر النافذه ... و انتابتها الدهشه عندمارأت شقيقها يعبر بوابة الحديقه فاندفعت تغادرغرفتها و تهبط الدرجات السلم بسرعه
و تتوجه الى الباب في تلك اللحظه دخل اخوها , فصاحت فرحه :
( داني .... كنت اترقب قدومك )
القى بذراعه على كتفيها وسارا باتجاه السلم وهو يقول :
( ماذا كنت تفعلين طوال اليوم ؟ )
تساءلت كولي بدورها قائله :
( و انت ماذا كنت تفعل طوال اليوم ؟ ذهبت قبل ان استيقظ و افتقدت وجودك على مائدة الغداء )
سأل مبتسما :
( الا يمكنك ان تخمني اين كنت ؟ شمي اذن ! )
صاحت و هي تستنشق نفسا عميقا من رائحه تنبعث من كتفه )
( آف ... ! )
قال و هو يدفعها امامه لتجتاز الدرجه الاخيره من السلم :
( عهدو ا الي بتنظيف حضائر الماشيه )
ضحكت كولي و قالت :
( مسكين يا داني )
و راحت تؤرجح يده في سعاده وهما يجتازان الصاله في طريقهما الى غرفته و قالت له:
( شكرا للسماءء .. اسمع من المفروض ان ترتدي ثيابا انيقه عندما تتناول طعام العشاء و الا رفضت الخاله ان تسمح لك بالحلوس الى المائده
هل تعرف ماذا تعني قواعد ارتداء الثياب لتناول طعام العشاء )
قال و هو يحل ازرار قميصه :
( اجل .. توني اخبرني بذلك و الان اخبريني ماذا كنت تفعلين ؟ )
( لا شيء )
اتسعت عيناه في دهشه و هو يقول :
( لا شيء .. هل تحدثتي الى الكهل ؟ )
جلست كولي على الفراش و قالت :
( اجل )
و لكن افكارها لم تكترث بالمقابله بقدر ما كانت تدور حول الحديث الذي دار بين بن وجيس و عاد داني يسألها :
( وكيف سارت المقابله ؟ )
( على خير ما يرام فيما عدا .. انه لا يعرف ماذا هو يفعل بي )
راح داني يرفع كمي قميصه الى ما فوق مرفقيه و يعمل على تسويتهما و ابتسم قائلا :
( لا تقلقي ابدا اخبرته انني سأتولى دفع نفقات اقامتك هنا فأكد لي انه لا مانع عنده )
ابتسمت كولي بدورها و عادت تسأله :
( ما رأيك فيه يا داني ؟ )
تمهل داني قليلا قبل ان يجيب قائلا :
( احبه .. حقا احبه انه خشن و يقول كل ما يعن له .. و مع ذلك فانني احبه )
( و انا كذلك )
( عندما كنت انظف حظيره الماشية فكرت فيه وكيف انه لا يستطيع ان يأتي ليتأكد من انني اقوم بوظيفتي خير قيام لا بد ان يكون
قاسيا و لا فشلت اعماله .. انني اشعر بالاسف له و لا يمكنك الا ان تحسي بالشفقه نحو رجل مثله حتى لو كان عاجزا لقد قلت ذلك ل
توني و لكنه انفجر ضاحكا و لا اظنه يفهم ما اقصد )
و في هذه اللحظه تذكرت كولي الكلمات التي قالها جيس للرجل الكهل ان توني الغالي سيدمر في اسبوع كل شيء صنعته طوال عمرك .
و جلست كولي صامته على الفراش و الحيره تتجاذبها .. و تتساءل هل تخبر داني بالاشياء التي سمعتها ان تظل ؟ و لكن اخاها جذبها من يدها
لتنهض عن الفراش وقال لها :
( من الافضل ان تغادري الغرفه .. سأستحم ة ابدل ثيابي و حديثك يعوقني سألتقي بك في الطابق الارضي )
قالت : ( امرك )
و غادرت الغرفه في تراخ بدون ان تحدوها الرغبه لان تفضي اليه بما سمعته وفي ذلك الوقت وصل اللى سمعها صوت خالتها اتيا من الطابق الاول
وهي تدعوها
( كولين .. هل انت هناك ؟ هل يمكنك مساعدة ماغي في اعداد المائده لم احضر الزهور بعد و الا كنت عاونتها لم اعرف ان موعد
طعام العشاء قد حان )
اجابت كولي :
(لا مانع لدي ... )
و اخذت تهبط الدركات قفزا و لما بلغت اخر السلم سألتها الخاله :
( هل اخوك مستعد الان ؟ )
هزت كولي رأسها بالنفي فضغطت الخاله على شفتيها بعصبيه واستطردت تقول :
(ةحسنا .. الرجال لا يستغرقون وقتا طويلا في ارتداء ملابسهم )
ودفعت كولي امامها الى غرفة الطعام و هي تقول :
( الفضيات في خزانة الصيني اما باقي الادوات فهي عند ماغي في المطبخ )
و تطلعت كولي فوجدت ستة اطباق فوق المفرش الذي يكسو المائده فتساءلت :
( هل ستتناول ماغي طعام العشاء معنا ؟ )
( اوه ...كلا يا عزيزتي انها تقول ان الصعود و الهبوط يفسد جهازها الهضمي و لذلك ستتناول طعامها فيما بعد )
سألتها كولي :
( اذن لمن يكون الطبق السادس ؟)
( اوه الم اخبرك حفيد بينياممين سيأتي الليله لتناولطعام العشاء و الان اسرعي باعداد المائده لان الرجال سيأتون بعد لحظات )
قامت كولي بوضع الفضيات على المائده وملأت الاكواب بالماء المثلج و احضرت علب الملح والفلفل و الزبد و السكر من المطبخ
ودخل داني الغرفه عندما بدأت الخاله وضع اللمسات الاخيره للمائده . فسأها داني :
( هل الطعام جاهز ؟ )
أجابت الخاله و هي تتراجع وتتأمل المائده :
( سنجلس حالا .. داني , كم انت انيق ؟ )
فرحت كولي للثناء الذي اطرت به ذوق اخيها و كان قد ارتدى قميصاابيض وسروالا رماديا اللون فبدا جذابا وخاصه بوجهه المتورد
و البلل الذي اختلط بشعره فجاه ترددت همهمة اصوات في الردهة فقالت الخالة وهي تقوم بتثبيت صفوف الغقود فوق صدرها :
( لا بد ان الرجال قادمون )
فالتفتت كولي و داني الى الباب فرأيا بن قادما على مقعده المتحرك وهو يقول :
0 بالتأكيد الطعام جاهز الان .. )
اسرعت الخالة تقود المقعد المتحرك الذي يجلس عليه الرجل العجوز حتى يحتل رأس المائده , ثم اجابت قائله :
( بالطبع يا بينيامين انت تعرف اننا عادة ما نتناول طعامنا في مثل هذا الوقت )
و تبع توني الرجل الكهل الى غرفه الطعام وهو يبتسم في وجه داني و يربث على ضهره ويسأله :
( كيف حالك الان ؟ هل ما زالت عضلاتك مشدوده ؟)
ابتسم داني وهو يتطلع الى الشخص القادم الذي وقف متمهلا عند الباب ثم استدار برأسه نجو توني ليقول له :
( الى حد ما .. ذلك انني على ما اظن لم اتعود العمل بعد )
هزتوني رأسه وقال بسخريه :
( ستعتاد على العمل ... )
ثم استدار الى الباب و تابع كلامه :
( لا اظنك يا جيس قد التقيت بضيوفنا الجدد )
وقفت كولي تحدق في الرجل الذي وقف عند مدخل الباب وقد ازال لحيته فكشف عن قوة عظمتي وجنتيه وبرزت حدة خط فكه ولم تكن
ندبته واضحه في وجنته كوضوحها اول مره رأتها عندما كان شعره طويلا ولم تفقد عيناه بريقهما المتلألئ وبدا اكثر شبابا ,, في حوالي
الثلاثين من عمره وكانت ملابسه مختلفه تماما فقد ارتجى سروالا فضفاضا ازرق اللون مع قميص ازرق فاتح .
كان باختصار شخصا متميزا امرا قويا ..و سار الى الامام وسمعت كولي و هي في شبه غيبوبه صوت خالتها تقوم بمهمة التعارف
و قالت ل جيس :
( اقدم لك اولا ابنة اختي كولين وشقيقها دانيو اقدم لكما جيسون سافدج حفيد العم بن )
مد جيس يده لتحية داني و قال :
( انني مقدر التجربه القاسيه التي خضتها لمواجه الفيضان )
هز داني رأسه فيحيره ثم صافح يد جيسون واجاب :
( كنا محظوظين اد استطعنا ان نبلغ مزرعه سيمبسون )
فاستدار جيس نحو كولي قائلا :
( انني سعيد بلقائك)
وضعت كولي يدها في يده الدافئه و صافحته بدون ان تقوى على الكلامرو انما ابتلعت ريقها و اقتصرت على هز رأسها ثم تناهى
صوت ماغي الى اسماع الجميع وهي واقفه عند باب المطبخ تسأل :
( هل ترغبون في تناول طعام الان ؟ )
فقال بن مزمجرا :
( طبعا انا ما جئت لاجلس هنا .. بحثا عن مكان افضل )
قالت الخالة :
( هيا يا ماغي ... اننا مستعدون لتناول الطعام وتذكر يا بينيامين ان العراك على المائده يفسد الجهاز الهضمي )
سحب جيس المقعد الايسر المجاور لمقعد جده لتجلس عليه كولي قبل ان يتوجه ليجلس الى يسار فيلهليناو تطلعت كولي بتردد الى
اخيها الذي جلس الى جوارها لكنه قطب جبينه و اشار اليها خفيه بان تلتزم الصمت و راحت تراقب الاطباق تمر من العم بن الى توني ثم جيس
فالخالة وحاولت ان تبدو غير مبالية مثلما يفعل الاخرون وان تتخذ قناعا اشبه بالقناع الذي يرتديه جيس لكنها فشلت في محاولتها فقد كانت تقفزفي مقعدها
كلما تفوه بن بعباره وهي تتوقع في كلمره ان يبدأ الجدال او يسود الجو توتر اذا التزم الجميع الصمت .
سألها توني و قد انفرجت شفتاه عن ابتسامة :
( ماذا فعلت اليوم يا كولي ؟ )
تلعثمت كولي و كادت الشوكه تسقط من يدها وقداصطبغ وجهها بحمرة الخجل و هي تقول :
( ساعدت الخالة في الحديقه )
سألها وهو يرمق خاله بن بطرف عينه :
( و ماذا قرر العم بن ان يعهد اليك من عمل هنا ؟ )
تجنبت كولي عيني توني واطرقت برأسها وهي تنظر لاهثه الانفاس ما سوف يقول العم بن انها لم تفض باي شيء الى توني حول فشل الحوار
الذي دار بينها و بين العم بن .
اجاب بن مقطبا جبينه:
( انها غير جديره بالعمل في اي شيء سوىالزينه و الطريقه التي تبدو فيها الان اكبر دليل على ذلك عليك يا فيلهلمينا ان تفعلي
شيئا لشعرها انه اشعث دائما )
قال توني مداعبا :
( مثل شعرك تماما ياخالي )
حدق بن في ابن اخته توني و قال له :
( لا تكن وقحا )
ثم استدار بوجهه نحو الخالة و راح يلوح لها بالشوكه في الهواء و اردف يقول :
( اشتري لها ثياب انيقه . و في المرة المقبلة يجب ان تأتي الى المائئده في ملابس مناسبه حتى لا يبدو منظرها كالمتشرده )
بان الخجل و الاذلال على وجه كولي فغضت بصرها حتى لا يلتقي بنظرات جيسون الذي اخذ يحدق فيها ثم تطلعت بسرعة الى اخيها ووجدت وجهه
ازداد احمرارا واطبق شفتيه على غضبه اذ كان هذا المكان بالنسبة اليهما هو البيت الذي سوف يأويان اليه بأي ثمن حتى و لو على
كبريائهما .
زجرته الخالة قائله :
( بينيامين هل من الضروري ان تكون فضا للغاية ؟ احيانا تفتقر الى اللباقة في الحديث اعددت العدة لاصطحاب كولي في جوله نقوم بها
غدا على الحوانيت . اغلب ثيابها افسدتها مياه الفيضان و بالطبع كان لابد ان تبدو ملابسها في حالة سيئه للغايه )
قال جيس وهو يبعث بابتسامه الى كولي لكي تتمسك بأهداب الثقه :
( انا متأكد ان كولي سوف تستمتع بالجوله )
قالت الخالة و هي تمط شفتيها وقد رسمت عليهما ابتسامة لتبعث الامل و الثقه في قلب كولي :
( لا شكفي ذلك كل الفتيات يستمتعن بالتجول بين الحوانيت )
قالت كولين و الكلمات تتعثر على شفتيها :
( اجل .. ستكون جوله ممتعه تدخل السرور الى نفسي )
قال بن :
( كلام فارغ ان النساء يحببن تبديد النقود )
و مد يده وأراحها على ذراع كولي و أردف يقول :
( و لكنك يجب ان تكوني حريصه على اختيار ثوب فاخر مناسب لطعام العشاء في الغد اتوقع ان ارى فتاة جذابه تجلس الى جواري )
ولمست كلماته اوتار قلبه و احست به وكأنه يقدم اعتذارا عن خشونته معها و شعرت بأخيها قد استراح قليلا .
و صاح بن قائلا :
( ماغي ... )
وعندما أطلت برأسها من وراء الباب اردف يقول :
( سنتناول القهوة في الشرفة )
و عندما تراجعت المقاعد الى الوراء استدار نحو كولي و قال :
( حسنا .. هل انت مستعدة على مساعدتي للتوجه الى الشرفه ام لا ؟ )
هزت كولي رأسها بالايجاب و تقدمتت لتقف وراء المقعد المتحرك و تدفعه الى الشرفه و بينما كانت تأخذ سبيلها سمعت خالتها
تتحدث بصوت خفيض قائله :
( سوف تأتي معنا و تجلس في الشرفه أليس كذلك يا جيسون ؟)
أجاب بصوت حازم و صارم :
( لا )
قالت الخالة بوضوح :
( و لكن يا جيسون )
و تطلعت كولي الى الرجال الثلاثه وهم في الشرفه فوجدت توني وداني يتجاذبان الحديث بينما راح بن يحدق في الفضاء و هي كلها
اذان صاغيه لسماع الحوار الدائر بين الخاله وجيسون الذي قال بحده :
( لن اشترك في اي اجتماع يهدف الى المصالحه لا فائدة ترجى اتركيني ان و بن وحدنا لن يوجد اي فعل اوكلام يمكن ان يصلح
الماضي و دعينا و لا تشغلي نفسك بالكراهية المتبادله بيني و بين جدي )
رأت كولي الالم و الاضطراب على وجه الخاله عندما دلفت الى الشرفه و تطلعت الى بن بنظرات كلها رجاء و توسل ان يلين قلبه
و يتحدث الى حفيده جيس ولكنه لم يعبأ بها و انما راح يحدق بشرود في الوهجالقرمزي الذي كان يكسر التلال الواقعه على مرمى البصر
وراقبت كولي خالتها التي احتلت مكانا اثير في قلبها خلال الستو الثلاثين الساعه الماضيه فشد انتباهها ان ترى كتفي الخاله متوترين و ذقنها مشدود
قبل ان تتخذ مكانها الى جوار بن ,و لكنها سرعان ما استعادت كبريائها و شموخها وظلت كولي بعيده عن المجموعه وقلبها يثب في
نبضات سريعه و الالم يعتصرها وهي ترى اصابع يد خالتها ذات الاظافر المخضبه بالطلاء الاحمر تصب القهوة في الفناجين و بعدما
قدمتها امتدت هذه الاصابع حول عنقها لتثبت العقدعلى صدرها وعندما احست كولي انها لم تعد تحتمل منظر خالتها وهي تحترق الما انفلتت
خارجه من الشرفه و اتخذت سبيلها الى الحديقه .
وبدون ان يراها احد او يستوقفها انسان راحت خطواتها تسعى في هدوء عبر ممر يفضي الى واجهة البيت الخلفيه و اخيرا أبطأت في
سيرها و بدات تتجول بلا هدف بين اشجار البلوطفقد كانت افكارها مضطربه و غير مترابطه.
و راحت تتطلع الى الافق البعيد شاردة الذهن وهي تستعيد شريط الاحداث
فتذكرت الليله التي امضتها مع جيس لكنها كانت مختلطه بصدى كلمات بن :
( قاتل ... قاتل .. قاتل .. ) فتطلعت في حيرة الى السماء و نجومها المتلألئه وتأملت السحب تمزقها الاضواء تذكرت الندبة التي تشق
وجهه و اشارتها الساخره اليها و اغمضت عينيها تحاول ان تسدل الستار على الصور التي تراها في خيالها وتساءلت ترى ما سبب
الكراهية التي تتأجج بين الجد و حفيده ؟ و لماذا لم يخبرها جيس تلك الليله انه حفيد مالك هذه المزرعه ؟ و لماذا تركها تعتقد انه اجير فيها ؟
لا بد انه كان يعرف انها ستكتشف الامر .
وخفق قلبها بالود لأخيها داني ذلك الانسان الذي تراوده الامال الكبار .. لقد تاق الى ان تكون لها اسره و بيت و ها هي بين يديهلكن
هذه الاسره تمزقها الكراهية و عدم الثقه تقلصت امعاؤها بالالم عندما فكرت بالجدل الذي دار بين جيس و العم بن و انتابها الخوف لانها لا تستطيعان تتجاوب مع
الكلمات المريره التي تفوه بها و قالت لنفسها :" لا يمكن ان يكون جيس قاتلا و اذا كان قاتلا حقا , فلا بد ان يكون مكانه الان
السجن . لا بد من وجود اجابات عن اسئلتها .. و هذا ما يجب ان تعثر عليه .
و في غمار هذه الدوامه من الاسئله سمعت كولي صوت عود ثقاب يشتعل وراءها . فانتابها الخوف واستدارت تجاه الصوت
وصاحت بخشونه :
( من هناك ؟ )
تقدم شبح منها بدون ان يجيب و اطفأ الثقاب لكن ضوء القمر كشفعن قميصازرق ثم عن وجهه .. و تبينت انه جيس الذي اخذ يتقدم ببطء نحوها
وهو يتمتم بأدب :
( مساء الخير ثانية يا آنسة ماكغوير انها امسيه جميله للتجول في حديقة الورورد أليس كذلك ؟ )
توتر جسمها عندما وقف الى جوارها وشعرت بصعوبة للتحكن في رغبتها المحمومه التي كانت تحثها على الفرار لانها وقعت اسيره
عينيه الزرقاوين ولكن لوهلة قصيره , و لم تلبث ان حولت بصرها بعيدا عنه و تساءلت : " هل عرف او حدس انها سمعت حديثه مع الخالة ؟ و هل توقع ان يجدها هنا ؟
قالت له لاهثة الانفاس :
( احتجت ان استنشق قليلا من الهواء الطلق شعرت بالقلق عندما جلست في الشرفه مع الاخرين )
ثم حدقت فيه مترددة لإحست بنظراته تنفذ الى اعماقها و لكنه سرعان ما أجاب بتهكم :
( كلنا في حاجه الى استنشاق الهواء الطلق .. بعد تناول الطعام , هل استمتعت بوجبة العشاء ؟ )
وكانت كولي تعرف انه لا يشير الى الطعام فأطرقت برأسها و راحت تنظر الى الارض بدون ان تجيب عن السؤال .
واستطرد ساخرا :
( لابد انك وجدت صعوبة في التلاؤم مع التكوين الخاص لأسرتنا لكنني متأكد انه لن يمضي عليك وقت طويل حتى تصبحي ك الاخرين )
( هل انت حقا حفيد بن ؟ )
اجاب بابتسامه ساخره والمراره مرتسمه على شفتيه :
( اجل , انك تجدين صعوبة في تصديق هذا أليس كذلك ؟ )
هزت رأٍسها بالايجاب في صمت وشعرت بقبضة يده تمسك بمرفقها و انطلق يسير بها كأنه لا يطيق الوقوف في مكان واحد , قال لها :
( سمعت الشيء الكثير اليوم وأنا في مكتب بن ,, اليس كذلك ؟ )
اجابت كولي و هي تحس بالقلق يحرق اعماق رفيقها :
( اجل )
قال و هو ينفث دخان سيكارته :
( يا لسوء الحظ )
قالت و هي تتطلع اليه بتردد :
( لا استطيع ان افهم سبب الكراهية التي بينك وبين جدك ؟ ماذا حدث ؟ )
ضحك ضحكة مريره ممزوجه بالغضب ثم قال :
( انها قصة طويله .. حكيت عدة مرات .. و الافضل الا تعرفيها ليس في وسعك الانحياز الى احد الجانبين و الا تمزقت تماما كما حدث للخالة ..
اتركي الامر جانبا )
ازداد اتساع عيني كولي و هي تبذل جهدها لتفهم فحوى عبارته فسألته :
( كيف ؟ )
عندما أشاح بوجهه عنها قالت له بصوت ناعمرقيق و لكن تشوبه نبرة الاصرار :
( و لكنك لست قاتلا )
( و هل انا قاتل حقا ؟)
و كانت الطلمات ممزوجه بالمراره الحزينه مما دفع كولي الى ان تذرف دمعه ألم ندت من اعماقها .فقال لها وهما يسيران بلا هدف وسط الزهزر :
( أرى ان ثوبك لم تفسده العاصفه كما يزعمون )
أحست بالامتنان لأنه غير دفة الحديث فأجابت بهدوء :
( ما زال ثوبا جميلا ... بالرغم من تواضعه )
قال جيسون بصوت رقيق تشوبه نبرة الثقه التي بعثبها عبر مائدة العشاء :
( كلا .. كلا .. انه ليس كذلك .. لكنني متأكد انك ستعثرين على ثياب ستحوز رضاك عندما تقومين بجولتك غدا في الحوانيت )
و تناهت الى مسمعها أصوات ضحكات وصيحات صبيانية .. فتطلعت الى جيس متسائلة فقال لها :
( توني و اخوك يسبحان الان ..هل تحبين ان نذهب لرؤيتهما ؟ )
هزت رأسها موافقة فتحولا صوب البيت وكانت المصابيح التي تحيط بحوض السباحة تضيء لهما الطريق و وقفا بعيدا عن
رذاذ الماء المتطاير و شعرت بعيني جيسون مسلطتين عليها فابتسمت له ثم حولت بصرها نحو حوض السباحة فصاح داني
وهو يلوح لها بذراعه :
( مرحبا كولي ... اين كنت ؟)
و قال لها توني و شعره يبرق تحت الاضواء و شفتاه تكشفان عن اسنانه البيضاء :
( اذهبي وغيري ملابسك ارتدي المايوه .. الماء جميل )
اجابت كولي و ابتسامة خجل تضيء وجهها :
( لا استطيع ليس عندي مايوه )
قال توني ضاحكا بمرح و هو يتطلع الى وجنتيها المتوردتين بحمرة الخجل :
( اذهبي الى الخالة وهي تستطيع ان تدبر لك واحدا )
قالت مبتسمة :
( لا شكرا )
و شعرت بالغيره تنشب اظافرها في شغاف قلبها عندما رات توني يغوص ك السهم الى جوار اخيها داني . سألها جيس بخبث :
( هل تجيدين السباحه ؟ )
قالت كولي بصوت يشوبه الخجل والنعومه :
(كلا .. لم اتعلم السباحه )
سألها :
( هل تحبين ان تتعلميها ؟ )
أجابت و نظراتها تتطلع اليه وكأنها تحدثه بأنها تتمنى ان يتحقق لها هذا الحلم :
( بالطبع .. )
قال جيس وهو يحدق في حوض السباحة و الاضواء تتراقص على صفحة الماء :
( اذا احببت فسأعلمك السباحه )
صاحت كولي قائله و الفرحة تهز جسمها هزا :
(حقا ؟اذا لم يكن ذلك يزعجك )
تطلع الى وجهها السعيد وقال :
(كلا على الاطلاق فقط اطلبي من الخالة ان تشتري لك ملابس سباحة غدا )
قالت كولي فرحة :
( اوه .. سأشتري واحدا .. متى نبدأ ؟ )
أجاب :
( بعد غد عادة اسبح في السادسه صباحا اذا كنت تستيقضين مبكرا )
تطلعت اليه وتوقعت ان ترى ومضه مداعبة في عينيه و لكن نظراته كان من الصعوبه تحديدها . فقالت له وكأنها تقطع على نفسها عهدا
لا يمكن ان التراجع فيه :
(سأكون هنا في الموعد )
فقال لها بأدب :
( جميل .. طابت ليلتك يا كولي )
قالت كولي بينما كان جيس يسير متجها نحو البيت :
( طابت ليلتك يا جيس )
و راحت تراقب قوامه الفارع هنيهه وقلبها يكاد يطير من الفرح ثم حولت بصرها نحو السباحين في حوض السباحه و قالت لنفسها قريبا
جدا ... ستسبح مثلهما .
أخذت كولي تقضم أظافرها بعصبية واضحه وهي ترى السيدتين تقومان بدراسة ملامح وجهها في مرآة صالون التجميل و شعرت انها فتاة
ضغيرة ضئيلة البنيان عندما امسكت خالتها بخصلة من شعرها و راحت تناقش مشكلته مع مصففه الشعر غلوريا التي هزت رأسها
متفقة في رأيها مع رأي الخالة و تقدمت نحو المقعد حيث جلست كولي و امسكت بذقنها و راحت تهز رأسها يمينا ثم يساارا كأنها تدقق
النظر فيها و تدرس ملامح وجهها و لا تدري كولي من أين ظهر المشط فجاة حيث راحت غلوريا تطوح به الخصلات هنا وهناك ..
و أخيرا وجهت حديثها الى كولي قائله :
( حسنا أيتها الفتاة ... فلنبدأ العمل )
حاولت كولي ان ترسم ابتسامه خفيفه على شفتيها عندما رأت شابة اخصائية تقبل عليها لتقوم بغسل شعرها بالشامبو و قد أشارت غلوريا
على الاخصائيه باستخدام نوع خاص منه عند شطف الشعر ولمتشعر كولي بارتياح لها عندما وجدت اصابع الاخصائيه تدلك الشعر
بحمية ونشاط و تنفست الصعداء عندما لفت الشعر بالمنشفه و تركتها بين يدي خبيرة التصفيف التي قامت بتنشيفه ثم قسمته
اقساما و استخدمت المقص في تشذيبه و نظرت كولي بطرف عينيها فرأت بعضا من شعرها يتساقط على الارض و بعد ذلك قامت
الاخصائيه بلف كل خصلة حول رولر . و عندما حدقت كولي في المرآه رأت شعرها ملفوفا حول عدد كبير من الرولات ثم قادتها
الاخصائيه بعد ذلك الى احد المجففات وأدخلت رأسها فيه و تركتها .
أحست كولي بثقل غريب فوق رأسها فلم يحدث لها ان دخلت الى صالون تجميل من قبل و اقصى ما كانت تفعله هو ان تترك احدى جاراتها تقوم بقص شعرها
و تشذيب اطرافه و لكنها الان تجلس في صالون التجميل و ترى العاملات في زيهن غاديات رايحات بين السيدات لوضع اللمسات
الاخيره في التسريحة و لم تستطع كولي ان تكبح هزة اجتاحتها عندما فكرت في انها ستغدو بعد قليل متألقه في تسريحة رائعه مثلهن ,
وبعد ان انتهت كولي من شعرها جاءت غلوريا و طلبت منها ان تنتقل الى مقعد اخر امامه مائدة صفت عليها انواع مختلفه من ادوات التجميل و المساحيق .
كانت الخالة فيلهلمينا تقف الى جوار خبيرة التجميل و قد لفت هي ايضا خصلات شعرها الفضي حول الرولر وجاءت لتدلي برأيها في اختيار
المساحيق التي سوف تستخدم فس تجميل وجه كولي وبدات الاخصائيه بوضع كريم الاساس ثم جاء بعد ذلك دور ظلال العين اختارت
ظلا زيتوني اللون ليؤكد لون عيني كولي وانتقلت بعدها الى تجميل الرموش بالمسكارا و اخيرا صبغت الشفتين بأحمر الشفاه
وعندما تم وضع المساحيق عادت كولي الى المقعد الاول و تم رفع الرولات من الشعر فانتابها شعور بالسعادة عندما رأت شعرها متموجا حول وجهها .
و عندئذ تحدثت غلوريا الى الخالة قائله :
( الان سأستعمل سائلا ملونا ليضيفي ظلالا ذهبية على شعر كولي )
و أثناء الحديث تركت الاخصائيه الفرشاة تجري بين خصلات الشعر ثم امسكت بالمشط لتصوغ الثنايا المطلوبة و تبرز العقصات هنا و هناك
وتؤكد التموجات و استعملت السائل الملون ليضفي الظلال الذهبية على الشعر .
و عندما اتمت غلوريا عملها تطلعت كولي الى نفسها في المرآة فرأـ فتاة لا تمت بصلة الى التي دلفت صالون التجميل منذ قليل
بدا وجهها رقيقا جذابا في تسريحة متماوجة اخاذة تدير الرؤوس الرجال بجمالها الساحر
صاحت كولي و الخوف يتنازعها :
( خالتي هل انا حقا كولي ؟ )
أجابت الخالة بابتسامة عريضه ترتسمعلى شفتيها :
( اجل يا عزيزتي كولي ... اما انت يا غلوريا فسيدة عظيمة جديرة بالاعجاب و التقدير )
اجابت مصففه الشعر و اعطائها بهذا الاطراء :
( أنت ايضا يا سيدة غرنجر )
ثم قامت تنثر سائلا على شعر كولي ليساعد على تماسكه و اردفت تقول :
( الان .. ايتها السيدة الصغيره . .. انت جميلة للغاية و لك ان تفخري بنفسك )
قالت كولي لاهثه :
( اشكرك .. اشكرك شكرا جزيلا )
و لم تكن تريد ان ترفع عينيها عن المرآة فقد اصبحت شخصا جديدا و غادرت الصالون بصحبة خالتها و راحتا تتجاذبان الحديث حول الحوانيت
التي ستتوجهان اليها وأي الاثواب ستحتاج اليها كولي و احست أنها تسبح في دوامة اخرى حينما راحت ترتدي السراويل
و السترات و الملابسالمنزليه و ملابس للحفلات و التنانير و كانت تبدو فيها جميعا جميله و سمعت خالتها تطلب
من البائعه زوجين من الجينز و لم تستطع كولي ان تعيش السعادة كاملة اذ اعتراها شعور بالذنب للثمن الباهظ الذي
ستدفعه خالتها فهمست في اذنها قائله :
( خالتي هذه الملابس ستكلف كثيرا )
قالت الخالة بدهشه :
( لا تقلقي كثيرا يا كولين انك فيحاجه اليها ثم انني اتمتع بكل لحظه اقضيها هنا )
وكانت كولي بدورها تستمتع بهذه اللحظه فكلما نظرت الى المرآه كانت تشعر بالزهو و الخيلاء و تسارع بمد يدها الى شعرها لتتحسس موجاته و خصلاته الحريريه
وحينما ارتدت الثوب الاصفر الذي زينت عنقه و حافته الدانتيل و تطلعت الى نفسها في المرآه وقفت مشدوهه مأخوذه بجمالها
ولم تصدق عينيها فهي جميله .. جميله للغاية ,, بل فاتنة ..
صاحت الخالة فيلللي :
( اللون الاصفر يناسبك )
وسمعت كولي خشخشة العقود التي تزين صدر خالتها عندما حاولت تثبيتها على صدرها الذي اهتز فرحا واعجابا بالفتاة وصاحت تنادي على البائعة :
( يا آنسة لوسمحت .. احضري لي ثوب الحفلات المصنوع من الشيفون الاصفر والموضوع على هذا المانيكان )
قالت البائعه :
( تحت امرك .. سيكون جذابا عليها )
و حاولت كولي ان تقول :
( خالتي انني لست بحاجه الى ثوب اخر فهذا الثوب الذي ارتديه جميل للغاية )
قالت الخالة بصوت يتسم بالحزم :
( هراء ما تقولين .. صحيح ان هذا الثوب ممتاز و لكنك في حاجة الى ثوب اخر للحفلات يجب ان تكون لديك عدة اثواب و لكن ماذا
نفعل والثياب الموجودة هنا قليله و لا نستطيع ان ننتقي منها ما نشاء امامنا واحد او اثنان في الوقت الحاضر )
و عندما ارتدت كولي ثوب الشيفون بدت اميرة بل كأنها جنية تسبح كالفراشه هائمة وبدا جسمها النحيل كالاشعة الاثيريه ..خفيفه ذهبية اللون .
تمتمت الخالة قائله :
( سنحتاج الى بعض مكملات الزينة التي تتمشى مع لون الفستان سنختار بعضها حالما تفرغين من تغيير ثيابك واعتقد يا كولي اننا اشترينا ما تحتاجين
اليه في الوقت الحاضر سارعي الان و اخلعي هذا الثوب و ارتدي ملابسك )
قاالت كولي بترددد عندما شرعت خالتها في ان تدور على عقبيها :
( خالتي )
( نعم .. ماذا تريدين يا عزيزتي ؟ )
تلعثمت وهي تقول :
( ليس عندي مايوه )
صاحت الخالة :
( يا الهي ! نسيت ذلك تماما بالطبع لابد ان يكون عندك واحد ام افكر في امر السباحة .. )
قالت كولي في حيرة :
( لم أتعلم السباحة بعد .... )
( ألا تعرفينها حقا ؟من الذي سيتعهد بتعليمك . هل هو داني ؟ )
اجابت كولي بتردد و ان كانت لا تدري ماذا سيكون صدى كلامها لدى خالتها :
( لا ... و انما جيس قال انه سيقوم بتعليمي اذا كنت لا تمانعين ؟ )
اجابت الخالة :
( بالطبع لا مانع لدي )
و لكن لم تلبث الخالة ان قطبت جبينها وضيقت ما بين عينيها الزرقاوين ثم عادت تتساءل :
( هل سيقوم جيسون بتعليمك السباحه ؟)
اجابت كولي :
( اجل يا خالتي )
قالت الخالة :
( هذا امر غريب )
ثم بدأت تقول وكأنها توجه الحديث الى نفسها و ليس الى كولين :
( سنطلب من الابئعه ان تقدم لنا احسن مايوه لديها )
في ذلك المساء ارتدت كولين ثوبها الاصفروتطلعت الى نفسها في المرآه للمرة الاخيره وكادت تطير فرحا لمنظرها وعندما سمعت اخاها
يغادر الحمام ويعود الى غرفته اسرعت لتكون اول شخص يقع بصره عليها وهي ترتدي ثوبها الجديد و همست :
( داني .. انا ..كولي .. افتح لي الباب )
و فتح داني الباب وهو عاري الصدر و يداه تجففان شعره فدلفت الى الداخل وراحت تدور وسط الغرفه فتطلع اليها اخوها بدهشة قائلا :
( هل انت كولي .. حقا ؟)
( انا جميله .. اليس كذلك يا داني ؟يجب ان ترى الملابس الجميله التي اشترتها لي الخالة وما رأيك في شعري ؟ هل اعجبتك التسريحه ؟ )
ضحك داني وقال :
( شقيقتي اصبحت سندريلا هل تسمح لي سموها بأن اصحبها الى مائدة العشاء ؟ )
و انحنى امامها فطارت المنشفه امامه وضحكت كولي في جذل وهي تقول له :
( يسعدني ان اصحبك .... يا سيدي )
فقال :
( يمكنك ان تغادري الغرفه لأرتدي ثيابي )
غادرت كولي الغرفه و هي ترقص وبعد دقائق كان داني يقف امام بابها و قدم لها يده وأخذا يهبطان درجات السلم فشعرت
انها اميرة تتمتع بالكبرياء و الثقه الفائقه التي وهبتها مزيد من الحسن و الجمال . و عندما فتح لها داني باب غرفة الطعام دخلت واثقة الخطى .. و تألقت عيناها
وهي تنظر الى الجميع الذين التفو حول المائدة فنهض توني عن مقعده و الدهشة بادية على وجهه واشرقت ابتسامه رقيقه عندما شخصت ببصرها نحو بن
ورأته يبتسم و هو يتطلع اليها .
صاح توني و هو يدور حول المائدة ليقف امام كولي :
( خالتي .. انت ساحرة )
حولت كولي بصرها نحو جيس وتوقعت ان تسمع منه صدى كلمات توني او على الاقل الاطراء الذي لاح مرسوما في عيني بن ولكن وجهه بدا جامدا .فانتابها الالم و الاضطراب
قبل ان تتأبط ذراع توني الممدودة لها ولوانها تطلعت الى خالتها لوجدت الحيرة نفسها مرسومة على وجهها وهي تدرس سلوك جيس باهتمام زائد .
وكان طعام العشاء حلما طالما راودها منذ امد بعيد فقد تقدمنحوها توني وهو يغازلها بعينيه وكلماته وحتى الرجل الكهل القابع في
المقعد المتحرك خرج عن وقاره وراح يداعبها مداعبة الفرسان و رأت زهو الكبرياء في عيني اخيها عندما وجد الجميع مأخوذين بها
فيما عدا جيسون الذي خيم عليه صمت مطبق . وعندما غادرو الغرفة و انطلقو الى الشرفه اسعدها ان ترى جيسون ينضم اليهم
و قد جلست على اريكه بينما جلس داني في ناحية منها و جلس توني في الجانبالاخر اماجيس فراح يدخن سيكاره وهو جالس على مقعد قريب منهم.
مالت كولي برأسها نحو توني وسألته :
( هل ادهشك الى اي مدى تغيرت ؟ )
راح توني يحدق فيها مشدوهها وهو يلتهمها بنظراته ثم أجاب :
( القيت بي ارضا عندمادخلت الغرفه كنت اشبه بالفتاة الرثه التي اصبحت سندريلا بفضل الخالة فيللي و قمت انا بدور الامير المأخوذ بسحرك فلم أتفوه بكلمة واحده )
ترددت ضحكة كولي في ارجاء الشرفه و هي تثري بكلماته وكأن حفلات رأس السنه قد تجمعت في هذه اللحظه .ثم قالت بنعومه :
(شعرت اليوم و كأنني اميرة ... )
وصمتت و كانما أحست بالخوف من زوال سحر هذه اللحظه التي تحيط بها فتطلعت ببصرها بلا وعي الى جيس وهي تواصل حديثها :
( لكنني اتوقع بين لحظه و اخرى ان تدق الساعه فأعود الى بؤسي و شقائي ... هل ابدو مختلفه يا جيس ؟ )
كان جيس وحده يستطيع ان يعرف وجه الاختلاف فقد رآها في ملابسها التي اغرقتها مياه الفيضان و ها هو الان يراها شابة جذابه في ثيابها
المتأنقه و انتظرت بفارغ الصبر ان يجيب عليها وأن تأتي اجابته بالموافقه على ان التغيير واضح للعيان و اخيرا قال :
( انت لا تبدين أمامي ك الاميره بتاتا .توني أخطأ في وصفه )
و صمت و خلال صمته شعرت بالجرح يدمي قلبها وهي ترى انفه تهتزان غضبا فحاولت ان تلتقط بصعوبة انفاسها و تتحكم في اعصابها
بينما استطرد يقول :
( انت تشبهين احدى ورورد الخالة احدى براعمها الصفراء التي تتسم بالنقاء و البراءة .. و و التي على وشك ان تتفتح )
ترددت الكلمات الرقيقه الواضحه عبر الصمت الذي يعني انها بدأت تضع قدمها في بداية مرحلة النضج وفجأة بدد صوت بينيامين سافدج الصمت و هو يقول :
( الكلمات ما زالت تنطلق بسهوله من بين شفتيك .. يا جيس )
و فشل جيس في ان يعثر على اجابة عن هذه الكلمات الساخره و لم يجد امامه من سبيل سوى ان ينهض من مقعده و يتمتم قائلا :
( اسمحوا لي بالانصراف )
و انحنى ليحي خالته و راقبته كولي وهو يهبطرجات الشرفه التي تفضي الى الحديقه و يسير بعيدا حتى ابتلعه ظلام الليل وكانت خطواته بطيئه ولكنه منتصب القامة .
وتحولت كولي لتحتج على عمها و لكن نظرة داني الحادة جعلتها تخلد الى الصمت .
نهاااااااااااااااااااية الفصل الثااااااااااااااااااااااااالث
|