لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-11-13, 01:32 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 200232
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: عطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عطر@المحبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Bird رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية مشاهدة المشاركة
   يا اهلا و سهلا باحلى طلة عطورة نورتى و اسعدتينا بطلتك برواية حلوة كتييييييير و من اوائل ما قريت من روايات
اكيد من المتابعين لاسترجاع أحداثها من ايدبكى الحلوة
موفقة حبيبتى

هلا و غلا بالغالية زهووووووووورة
و انا سعيدة بمرووورك يا الغلا و خليك متابعه معاي

 
 

 

عرض البوم صور عطر@المحبة   رد مع اقتباس
قديم 06-11-13, 01:34 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 200232
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: عطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عطر@المحبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة

 

3 _ زهرة أم اميره



وقفت كولي في غرفة نومها وراحت تتطلع من النافذه و هي تقضم اظافرها بلا وعي فقد ارتقت درجات السلم وثبا لتستبدل ثوبها لان
الخاله اخبرتها بأنهم اعتادو منذ سنوات طويله ان يرتدي الجميع ثياب انيقه عندما يتناولون طعام العشاء صحيح ان المرء يفضل الجلوس الى المائده
في ثيابه المنزليه لكن صورته ستكون مزريه و هي تختلف تماما عنها لو ارتدى ثيابا انيقه تجعل منه انسانا جديدا و تبعث جوا منعشا
يدفعهم الى الاقبال على الطعام و وجدت كولي في حديث خالتها الرأي السديد كما ان مثل هذا الجو سوف يبدد المشاعر المضطربه
التي تحس بها ؟
كانت كولي ترى في هذا البيت الحلم الذي راودها طويلا فحجراته واسعه ومريحهوالخاله جذابة و عطوف حتى الكهل بن وجدته
شخصيه محبوبه بالرغم من خشونته هذا ما بدا منه ظاهريا أمافي اعماله فكانت تلوح لها أشياء غريبه لا تعرف كنهها أشياء قد تدمر
احساسها بالامان وفكرت في جيس و رأت انه الشحص الذي لديه المفتاح لكل الخفايا انه الرجل الذي انقدها من العاصفه و الانسان
الذي جعلها تشعر بالامان و الحماية بالرغم من الخوف الذي بثه في اعماقها .
تطلعت كولي الى نقوش الزهور المتناثره في ثوبها وشكرت ماغي لانها ازالت بقع الطين الذي لوثته صحيح لنه افضل ثيابهاو لكن
كولي تدرك تماما انه لا يقارن بثياب الخاله الخاله الفاخره انه ثوب رخيص مع انه يختلف عن باقي ملابسها لانها اشترته بنقودها ولم يكن
هديه من احد.
وألقت ببصرها عبر النافذه ... و انتابتها الدهشه عندمارأت شقيقها يعبر بوابة الحديقه فاندفعت تغادرغرفتها و تهبط الدرجات السلم بسرعه
و تتوجه الى الباب في تلك اللحظه دخل اخوها , فصاحت فرحه :
( داني .... كنت اترقب قدومك )
القى بذراعه على كتفيها وسارا باتجاه السلم وهو يقول :
( ماذا كنت تفعلين طوال اليوم ؟ )
تساءلت كولي بدورها قائله :
( و انت ماذا كنت تفعل طوال اليوم ؟ ذهبت قبل ان استيقظ و افتقدت وجودك على مائدة الغداء )
سأل مبتسما :
( الا يمكنك ان تخمني اين كنت ؟ شمي اذن ! )
صاحت و هي تستنشق نفسا عميقا من رائحه تنبعث من كتفه )
( آف ... ! )
قال و هو يدفعها امامه لتجتاز الدرجه الاخيره من السلم :
( عهدو ا الي بتنظيف حضائر الماشيه )
ضحكت كولي و قالت :
( مسكين يا داني )
و راحت تؤرجح يده في سعاده وهما يجتازان الصاله في طريقهما الى غرفته و قالت له:
( شكرا للسماءء .. اسمع من المفروض ان ترتدي ثيابا انيقه عندما تتناول طعام العشاء و الا رفضت الخاله ان تسمح لك بالحلوس الى المائده
هل تعرف ماذا تعني قواعد ارتداء الثياب لتناول طعام العشاء )
قال و هو يحل ازرار قميصه :
( اجل .. توني اخبرني بذلك و الان اخبريني ماذا كنت تفعلين ؟ )
( لا شيء )
اتسعت عيناه في دهشه و هو يقول :
( لا شيء .. هل تحدثتي الى الكهل ؟ )
جلست كولي على الفراش و قالت :
( اجل )
و لكن افكارها لم تكترث بالمقابله بقدر ما كانت تدور حول الحديث الذي دار بين بن وجيس و عاد داني يسألها :
( وكيف سارت المقابله ؟ )
( على خير ما يرام فيما عدا .. انه لا يعرف ماذا هو يفعل بي )
راح داني يرفع كمي قميصه الى ما فوق مرفقيه و يعمل على تسويتهما و ابتسم قائلا :
( لا تقلقي ابدا اخبرته انني سأتولى دفع نفقات اقامتك هنا فأكد لي انه لا مانع عنده )
ابتسمت كولي بدورها و عادت تسأله :
( ما رأيك فيه يا داني ؟ )
تمهل داني قليلا قبل ان يجيب قائلا :
( احبه .. حقا احبه انه خشن و يقول كل ما يعن له .. و مع ذلك فانني احبه )
( و انا كذلك )
( عندما كنت انظف حظيره الماشية فكرت فيه وكيف انه لا يستطيع ان يأتي ليتأكد من انني اقوم بوظيفتي خير قيام لا بد ان يكون
قاسيا و لا فشلت اعماله .. انني اشعر بالاسف له و لا يمكنك الا ان تحسي بالشفقه نحو رجل مثله حتى لو كان عاجزا لقد قلت ذلك ل
توني و لكنه انفجر ضاحكا و لا اظنه يفهم ما اقصد )
و في هذه اللحظه تذكرت كولي الكلمات التي قالها جيس للرجل الكهل ان توني الغالي سيدمر في اسبوع كل شيء صنعته طوال عمرك .
و جلست كولي صامته على الفراش و الحيره تتجاذبها .. و تتساءل هل تخبر داني بالاشياء التي سمعتها ان تظل ؟ و لكن اخاها جذبها من يدها
لتنهض عن الفراش وقال لها :
( من الافضل ان تغادري الغرفه .. سأستحم ة ابدل ثيابي و حديثك يعوقني سألتقي بك في الطابق الارضي )
قالت : ( امرك )
و غادرت الغرفه في تراخ بدون ان تحدوها الرغبه لان تفضي اليه بما سمعته وفي ذلك الوقت وصل اللى سمعها صوت خالتها اتيا من الطابق الاول
وهي تدعوها
( كولين .. هل انت هناك ؟ هل يمكنك مساعدة ماغي في اعداد المائده لم احضر الزهور بعد و الا كنت عاونتها لم اعرف ان موعد
طعام العشاء قد حان )
اجابت كولي :
(لا مانع لدي ... )
و اخذت تهبط الدركات قفزا و لما بلغت اخر السلم سألتها الخاله :
( هل اخوك مستعد الان ؟ )
هزت كولي رأسها بالنفي فضغطت الخاله على شفتيها بعصبيه واستطردت تقول :
(ةحسنا .. الرجال لا يستغرقون وقتا طويلا في ارتداء ملابسهم )
ودفعت كولي امامها الى غرفة الطعام و هي تقول :
( الفضيات في خزانة الصيني اما باقي الادوات فهي عند ماغي في المطبخ )
و تطلعت كولي فوجدت ستة اطباق فوق المفرش الذي يكسو المائده فتساءلت :
( هل ستتناول ماغي طعام العشاء معنا ؟ )
( اوه ...كلا يا عزيزتي انها تقول ان الصعود و الهبوط يفسد جهازها الهضمي و لذلك ستتناول طعامها فيما بعد )
سألتها كولي :
( اذن لمن يكون الطبق السادس ؟)
( اوه الم اخبرك حفيد بينياممين سيأتي الليله لتناولطعام العشاء و الان اسرعي باعداد المائده لان الرجال سيأتون بعد لحظات )
قامت كولي بوضع الفضيات على المائده وملأت الاكواب بالماء المثلج و احضرت علب الملح والفلفل و الزبد و السكر من المطبخ
ودخل داني الغرفه عندما بدأت الخاله وضع اللمسات الاخيره للمائده . فسأها داني :
( هل الطعام جاهز ؟ )
أجابت الخاله و هي تتراجع وتتأمل المائده :
( سنجلس حالا .. داني , كم انت انيق ؟ )
فرحت كولي للثناء الذي اطرت به ذوق اخيها و كان قد ارتدى قميصاابيض وسروالا رماديا اللون فبدا جذابا وخاصه بوجهه المتورد
و البلل الذي اختلط بشعره فجاه ترددت همهمة اصوات في الردهة فقالت الخالة وهي تقوم بتثبيت صفوف الغقود فوق صدرها :
( لا بد ان الرجال قادمون )
فالتفتت كولي و داني الى الباب فرأيا بن قادما على مقعده المتحرك وهو يقول :
0 بالتأكيد الطعام جاهز الان .. )
اسرعت الخالة تقود المقعد المتحرك الذي يجلس عليه الرجل العجوز حتى يحتل رأس المائده , ثم اجابت قائله :
( بالطبع يا بينيامين انت تعرف اننا عادة ما نتناول طعامنا في مثل هذا الوقت )
و تبع توني الرجل الكهل الى غرفه الطعام وهو يبتسم في وجه داني و يربث على ضهره ويسأله :
( كيف حالك الان ؟ هل ما زالت عضلاتك مشدوده ؟)
ابتسم داني وهو يتطلع الى الشخص القادم الذي وقف متمهلا عند الباب ثم استدار برأسه نجو توني ليقول له :
( الى حد ما .. ذلك انني على ما اظن لم اتعود العمل بعد )
هزتوني رأسه وقال بسخريه :
( ستعتاد على العمل ... )
ثم استدار الى الباب و تابع كلامه :
( لا اظنك يا جيس قد التقيت بضيوفنا الجدد )
وقفت كولي تحدق في الرجل الذي وقف عند مدخل الباب وقد ازال لحيته فكشف عن قوة عظمتي وجنتيه وبرزت حدة خط فكه ولم تكن
ندبته واضحه في وجنته كوضوحها اول مره رأتها عندما كان شعره طويلا ولم تفقد عيناه بريقهما المتلألئ وبدا اكثر شبابا ,, في حوالي
الثلاثين من عمره وكانت ملابسه مختلفه تماما فقد ارتجى سروالا فضفاضا ازرق اللون مع قميص ازرق فاتح .
كان باختصار شخصا متميزا امرا قويا ..و سار الى الامام وسمعت كولي و هي في شبه غيبوبه صوت خالتها تقوم بمهمة التعارف
و قالت ل جيس :
( اقدم لك اولا ابنة اختي كولين وشقيقها دانيو اقدم لكما جيسون سافدج حفيد العم بن )
مد جيس يده لتحية داني و قال :
( انني مقدر التجربه القاسيه التي خضتها لمواجه الفيضان )
هز داني رأسه فيحيره ثم صافح يد جيسون واجاب :
( كنا محظوظين اد استطعنا ان نبلغ مزرعه سيمبسون )
فاستدار جيس نحو كولي قائلا :
( انني سعيد بلقائك)
وضعت كولي يدها في يده الدافئه و صافحته بدون ان تقوى على الكلامرو انما ابتلعت ريقها و اقتصرت على هز رأسها ثم تناهى
صوت ماغي الى اسماع الجميع وهي واقفه عند باب المطبخ تسأل :
( هل ترغبون في تناول طعام الان ؟ )
فقال بن مزمجرا :
( طبعا انا ما جئت لاجلس هنا .. بحثا عن مكان افضل )
قالت الخالة :
( هيا يا ماغي ... اننا مستعدون لتناول الطعام وتذكر يا بينيامين ان العراك على المائده يفسد الجهاز الهضمي )
سحب جيس المقعد الايسر المجاور لمقعد جده لتجلس عليه كولي قبل ان يتوجه ليجلس الى يسار فيلهليناو تطلعت كولي بتردد الى
اخيها الذي جلس الى جوارها لكنه قطب جبينه و اشار اليها خفيه بان تلتزم الصمت و راحت تراقب الاطباق تمر من العم بن الى توني ثم جيس
فالخالة وحاولت ان تبدو غير مبالية مثلما يفعل الاخرون وان تتخذ قناعا اشبه بالقناع الذي يرتديه جيس لكنها فشلت في محاولتها فقد كانت تقفزفي مقعدها
كلما تفوه بن بعباره وهي تتوقع في كلمره ان يبدأ الجدال او يسود الجو توتر اذا التزم الجميع الصمت .
سألها توني و قد انفرجت شفتاه عن ابتسامة :
( ماذا فعلت اليوم يا كولي ؟ )
تلعثمت كولي و كادت الشوكه تسقط من يدها وقداصطبغ وجهها بحمرة الخجل و هي تقول :
( ساعدت الخالة في الحديقه )
سألها وهو يرمق خاله بن بطرف عينه :
( و ماذا قرر العم بن ان يعهد اليك من عمل هنا ؟ )
تجنبت كولي عيني توني واطرقت برأسها وهي تنظر لاهثه الانفاس ما سوف يقول العم بن انها لم تفض باي شيء الى توني حول فشل الحوار
الذي دار بينها و بين العم بن .
اجاب بن مقطبا جبينه:
( انها غير جديره بالعمل في اي شيء سوىالزينه و الطريقه التي تبدو فيها الان اكبر دليل على ذلك عليك يا فيلهلمينا ان تفعلي
شيئا لشعرها انه اشعث دائما )
قال توني مداعبا :
( مثل شعرك تماما ياخالي )
حدق بن في ابن اخته توني و قال له :
( لا تكن وقحا )
ثم استدار بوجهه نحو الخالة و راح يلوح لها بالشوكه في الهواء و اردف يقول :
( اشتري لها ثياب انيقه . و في المرة المقبلة يجب ان تأتي الى المائئده في ملابس مناسبه حتى لا يبدو منظرها كالمتشرده )
بان الخجل و الاذلال على وجه كولي فغضت بصرها حتى لا يلتقي بنظرات جيسون الذي اخذ يحدق فيها ثم تطلعت بسرعة الى اخيها ووجدت وجهه
ازداد احمرارا واطبق شفتيه على غضبه اذ كان هذا المكان بالنسبة اليهما هو البيت الذي سوف يأويان اليه بأي ثمن حتى و لو على
كبريائهما .
زجرته الخالة قائله :
( بينيامين هل من الضروري ان تكون فضا للغاية ؟ احيانا تفتقر الى اللباقة في الحديث اعددت العدة لاصطحاب كولي في جوله نقوم بها
غدا على الحوانيت . اغلب ثيابها افسدتها مياه الفيضان و بالطبع كان لابد ان تبدو ملابسها في حالة سيئه للغايه )
قال جيس وهو يبعث بابتسامه الى كولي لكي تتمسك بأهداب الثقه :
( انا متأكد ان كولي سوف تستمتع بالجوله )
قالت الخالة و هي تمط شفتيها وقد رسمت عليهما ابتسامة لتبعث الامل و الثقه في قلب كولي :
( لا شكفي ذلك كل الفتيات يستمتعن بالتجول بين الحوانيت )
قالت كولين و الكلمات تتعثر على شفتيها :
( اجل .. ستكون جوله ممتعه تدخل السرور الى نفسي )
قال بن :
( كلام فارغ ان النساء يحببن تبديد النقود )
و مد يده وأراحها على ذراع كولي و أردف يقول :
( و لكنك يجب ان تكوني حريصه على اختيار ثوب فاخر مناسب لطعام العشاء في الغد اتوقع ان ارى فتاة جذابه تجلس الى جواري )
ولمست كلماته اوتار قلبه و احست به وكأنه يقدم اعتذارا عن خشونته معها و شعرت بأخيها قد استراح قليلا .
و صاح بن قائلا :
( ماغي ... )
وعندما أطلت برأسها من وراء الباب اردف يقول :
( سنتناول القهوة في الشرفة )
و عندما تراجعت المقاعد الى الوراء استدار نحو كولي و قال :
( حسنا .. هل انت مستعدة على مساعدتي للتوجه الى الشرفه ام لا ؟ )
هزت كولي رأسها بالايجاب و تقدمتت لتقف وراء المقعد المتحرك و تدفعه الى الشرفه و بينما كانت تأخذ سبيلها سمعت خالتها
تتحدث بصوت خفيض قائله :
( سوف تأتي معنا و تجلس في الشرفه أليس كذلك يا جيسون ؟)
أجاب بصوت حازم و صارم :
( لا )
قالت الخالة بوضوح :
( و لكن يا جيسون )
و تطلعت كولي الى الرجال الثلاثه وهم في الشرفه فوجدت توني وداني يتجاذبان الحديث بينما راح بن يحدق في الفضاء و هي كلها
اذان صاغيه لسماع الحوار الدائر بين الخاله وجيسون الذي قال بحده :
( لن اشترك في اي اجتماع يهدف الى المصالحه لا فائدة ترجى اتركيني ان و بن وحدنا لن يوجد اي فعل اوكلام يمكن ان يصلح
الماضي و دعينا و لا تشغلي نفسك بالكراهية المتبادله بيني و بين جدي )
رأت كولي الالم و الاضطراب على وجه الخاله عندما دلفت الى الشرفه و تطلعت الى بن بنظرات كلها رجاء و توسل ان يلين قلبه
و يتحدث الى حفيده جيس ولكنه لم يعبأ بها و انما راح يحدق بشرود في الوهجالقرمزي الذي كان يكسر التلال الواقعه على مرمى البصر
وراقبت كولي خالتها التي احتلت مكانا اثير في قلبها خلال الستو الثلاثين الساعه الماضيه فشد انتباهها ان ترى كتفي الخاله متوترين و ذقنها مشدود
قبل ان تتخذ مكانها الى جوار بن ,و لكنها سرعان ما استعادت كبريائها و شموخها وظلت كولي بعيده عن المجموعه وقلبها يثب في
نبضات سريعه و الالم يعتصرها وهي ترى اصابع يد خالتها ذات الاظافر المخضبه بالطلاء الاحمر تصب القهوة في الفناجين و بعدما
قدمتها امتدت هذه الاصابع حول عنقها لتثبت العقدعلى صدرها وعندما احست كولي انها لم تعد تحتمل منظر خالتها وهي تحترق الما انفلتت
خارجه من الشرفه و اتخذت سبيلها الى الحديقه .
وبدون ان يراها احد او يستوقفها انسان راحت خطواتها تسعى في هدوء عبر ممر يفضي الى واجهة البيت الخلفيه و اخيرا أبطأت في
سيرها و بدات تتجول بلا هدف بين اشجار البلوطفقد كانت افكارها مضطربه و غير مترابطه.
و راحت تتطلع الى الافق البعيد شاردة الذهن وهي تستعيد شريط الاحداث
فتذكرت الليله التي امضتها مع جيس لكنها كانت مختلطه بصدى كلمات بن :
( قاتل ... قاتل .. قاتل .. ) فتطلعت في حيرة الى السماء و نجومها المتلألئه وتأملت السحب تمزقها الاضواء تذكرت الندبة التي تشق
وجهه و اشارتها الساخره اليها و اغمضت عينيها تحاول ان تسدل الستار على الصور التي تراها في خيالها وتساءلت ترى ما سبب
الكراهية التي تتأجج بين الجد و حفيده ؟ و لماذا لم يخبرها جيس تلك الليله انه حفيد مالك هذه المزرعه ؟ و لماذا تركها تعتقد انه اجير فيها ؟
لا بد انه كان يعرف انها ستكتشف الامر .
وخفق قلبها بالود لأخيها داني ذلك الانسان الذي تراوده الامال الكبار .. لقد تاق الى ان تكون لها اسره و بيت و ها هي بين يديهلكن
هذه الاسره تمزقها الكراهية و عدم الثقه تقلصت امعاؤها بالالم عندما فكرت بالجدل الذي دار بين جيس و العم بن و انتابها الخوف لانها لا تستطيعان تتجاوب مع
الكلمات المريره التي تفوه بها و قالت لنفسها :" لا يمكن ان يكون جيس قاتلا و اذا كان قاتلا حقا , فلا بد ان يكون مكانه الان
السجن . لا بد من وجود اجابات عن اسئلتها .. و هذا ما يجب ان تعثر عليه .
و في غمار هذه الدوامه من الاسئله سمعت كولي صوت عود ثقاب يشتعل وراءها . فانتابها الخوف واستدارت تجاه الصوت
وصاحت بخشونه :
( من هناك ؟ )
تقدم شبح منها بدون ان يجيب و اطفأ الثقاب لكن ضوء القمر كشفعن قميصازرق ثم عن وجهه .. و تبينت انه جيس الذي اخذ يتقدم ببطء نحوها
وهو يتمتم بأدب :
( مساء الخير ثانية يا آنسة ماكغوير انها امسيه جميله للتجول في حديقة الورورد أليس كذلك ؟ )
توتر جسمها عندما وقف الى جوارها وشعرت بصعوبة للتحكن في رغبتها المحمومه التي كانت تحثها على الفرار لانها وقعت اسيره
عينيه الزرقاوين ولكن لوهلة قصيره , و لم تلبث ان حولت بصرها بعيدا عنه و تساءلت : " هل عرف او حدس انها سمعت حديثه مع الخالة ؟ و هل توقع ان يجدها هنا ؟
قالت له لاهثة الانفاس :
( احتجت ان استنشق قليلا من الهواء الطلق شعرت بالقلق عندما جلست في الشرفه مع الاخرين )
ثم حدقت فيه مترددة لإحست بنظراته تنفذ الى اعماقها و لكنه سرعان ما أجاب بتهكم :
( كلنا في حاجه الى استنشاق الهواء الطلق .. بعد تناول الطعام , هل استمتعت بوجبة العشاء ؟ )
وكانت كولي تعرف انه لا يشير الى الطعام فأطرقت برأسها و راحت تنظر الى الارض بدون ان تجيب عن السؤال .
واستطرد ساخرا :
( لابد انك وجدت صعوبة في التلاؤم مع التكوين الخاص لأسرتنا لكنني متأكد انه لن يمضي عليك وقت طويل حتى تصبحي ك الاخرين )
( هل انت حقا حفيد بن ؟ )
اجاب بابتسامه ساخره والمراره مرتسمه على شفتيه :
( اجل , انك تجدين صعوبة في تصديق هذا أليس كذلك ؟ )
هزت رأٍسها بالايجاب في صمت وشعرت بقبضة يده تمسك بمرفقها و انطلق يسير بها كأنه لا يطيق الوقوف في مكان واحد , قال لها :
( سمعت الشيء الكثير اليوم وأنا في مكتب بن ,, اليس كذلك ؟ )
اجابت كولي و هي تحس بالقلق يحرق اعماق رفيقها :
( اجل )
قال و هو ينفث دخان سيكارته :
( يا لسوء الحظ )
قالت و هي تتطلع اليه بتردد :
( لا استطيع ان افهم سبب الكراهية التي بينك وبين جدك ؟ ماذا حدث ؟ )
ضحك ضحكة مريره ممزوجه بالغضب ثم قال :
( انها قصة طويله .. حكيت عدة مرات .. و الافضل الا تعرفيها ليس في وسعك الانحياز الى احد الجانبين و الا تمزقت تماما كما حدث للخالة ..
اتركي الامر جانبا )
ازداد اتساع عيني كولي و هي تبذل جهدها لتفهم فحوى عبارته فسألته :
( كيف ؟ )
عندما أشاح بوجهه عنها قالت له بصوت ناعمرقيق و لكن تشوبه نبرة الاصرار :
( و لكنك لست قاتلا )
( و هل انا قاتل حقا ؟)
و كانت الطلمات ممزوجه بالمراره الحزينه مما دفع كولي الى ان تذرف دمعه ألم ندت من اعماقها .فقال لها وهما يسيران بلا هدف وسط الزهزر :
( أرى ان ثوبك لم تفسده العاصفه كما يزعمون )
أحست بالامتنان لأنه غير دفة الحديث فأجابت بهدوء :
( ما زال ثوبا جميلا ... بالرغم من تواضعه )
قال جيسون بصوت رقيق تشوبه نبرة الثقه التي بعثبها عبر مائدة العشاء :
( كلا .. كلا .. انه ليس كذلك .. لكنني متأكد انك ستعثرين على ثياب ستحوز رضاك عندما تقومين بجولتك غدا في الحوانيت )
و تناهت الى مسمعها أصوات ضحكات وصيحات صبيانية .. فتطلعت الى جيس متسائلة فقال لها :
( توني و اخوك يسبحان الان ..هل تحبين ان نذهب لرؤيتهما ؟ )

هزت رأسها موافقة فتحولا صوب البيت وكانت المصابيح التي تحيط بحوض السباحة تضيء لهما الطريق و وقفا بعيدا عن
رذاذ الماء المتطاير و شعرت بعيني جيسون مسلطتين عليها فابتسمت له ثم حولت بصرها نحو حوض السباحة فصاح داني
وهو يلوح لها بذراعه :
( مرحبا كولي ... اين كنت ؟)
و قال لها توني و شعره يبرق تحت الاضواء و شفتاه تكشفان عن اسنانه البيضاء :
( اذهبي وغيري ملابسك ارتدي المايوه .. الماء جميل )
اجابت كولي و ابتسامة خجل تضيء وجهها :
( لا استطيع ليس عندي مايوه )
قال توني ضاحكا بمرح و هو يتطلع الى وجنتيها المتوردتين بحمرة الخجل :
( اذهبي الى الخالة وهي تستطيع ان تدبر لك واحدا )
قالت مبتسمة :
( لا شكرا )
و شعرت بالغيره تنشب اظافرها في شغاف قلبها عندما رات توني يغوص ك السهم الى جوار اخيها داني . سألها جيس بخبث :
( هل تجيدين السباحه ؟ )
قالت كولي بصوت يشوبه الخجل والنعومه :
(كلا .. لم اتعلم السباحه )
سألها :
( هل تحبين ان تتعلميها ؟ )
أجابت و نظراتها تتطلع اليه وكأنها تحدثه بأنها تتمنى ان يتحقق لها هذا الحلم :
( بالطبع .. )
قال جيس وهو يحدق في حوض السباحة و الاضواء تتراقص على صفحة الماء :
( اذا احببت فسأعلمك السباحه )
صاحت كولي قائله و الفرحة تهز جسمها هزا :
(حقا ؟اذا لم يكن ذلك يزعجك )
تطلع الى وجهها السعيد وقال :
(كلا على الاطلاق فقط اطلبي من الخالة ان تشتري لك ملابس سباحة غدا )
قالت كولي فرحة :
( اوه .. سأشتري واحدا .. متى نبدأ ؟ )
أجاب :
( بعد غد عادة اسبح في السادسه صباحا اذا كنت تستيقضين مبكرا )
تطلعت اليه وتوقعت ان ترى ومضه مداعبة في عينيه و لكن نظراته كان من الصعوبه تحديدها . فقالت له وكأنها تقطع على نفسها عهدا
لا يمكن ان التراجع فيه :
(سأكون هنا في الموعد )
فقال لها بأدب :
( جميل .. طابت ليلتك يا كولي )
قالت كولي بينما كان جيس يسير متجها نحو البيت :
( طابت ليلتك يا جيس )
و راحت تراقب قوامه الفارع هنيهه وقلبها يكاد يطير من الفرح ثم حولت بصرها نحو السباحين في حوض السباحه و قالت لنفسها قريبا
جدا ... ستسبح مثلهما .
أخذت كولي تقضم أظافرها بعصبية واضحه وهي ترى السيدتين تقومان بدراسة ملامح وجهها في مرآة صالون التجميل و شعرت انها فتاة
ضغيرة ضئيلة البنيان عندما امسكت خالتها بخصلة من شعرها و راحت تناقش مشكلته مع مصففه الشعر غلوريا التي هزت رأسها
متفقة في رأيها مع رأي الخالة و تقدمت نحو المقعد حيث جلست كولي و امسكت بذقنها و راحت تهز رأسها يمينا ثم يساارا كأنها تدقق
النظر فيها و تدرس ملامح وجهها و لا تدري كولي من أين ظهر المشط فجاة حيث راحت غلوريا تطوح به الخصلات هنا وهناك ..
و أخيرا وجهت حديثها الى كولي قائله :
( حسنا أيتها الفتاة ... فلنبدأ العمل )
حاولت كولي ان ترسم ابتسامه خفيفه على شفتيها عندما رأت شابة اخصائية تقبل عليها لتقوم بغسل شعرها بالشامبو و قد أشارت غلوريا
على الاخصائيه باستخدام نوع خاص منه عند شطف الشعر ولمتشعر كولي بارتياح لها عندما وجدت اصابع الاخصائيه تدلك الشعر
بحمية ونشاط و تنفست الصعداء عندما لفت الشعر بالمنشفه و تركتها بين يدي خبيرة التصفيف التي قامت بتنشيفه ثم قسمته
اقساما و استخدمت المقص في تشذيبه و نظرت كولي بطرف عينيها فرأت بعضا من شعرها يتساقط على الارض و بعد ذلك قامت
الاخصائيه بلف كل خصلة حول رولر . و عندما حدقت كولي في المرآه رأت شعرها ملفوفا حول عدد كبير من الرولات ثم قادتها
الاخصائيه بعد ذلك الى احد المجففات وأدخلت رأسها فيه و تركتها .

أحست كولي بثقل غريب فوق رأسها فلم يحدث لها ان دخلت الى صالون تجميل من قبل و اقصى ما كانت تفعله هو ان تترك احدى جاراتها تقوم بقص شعرها
و تشذيب اطرافه و لكنها الان تجلس في صالون التجميل و ترى العاملات في زيهن غاديات رايحات بين السيدات لوضع اللمسات
الاخيره في التسريحة و لم تستطع كولي ان تكبح هزة اجتاحتها عندما فكرت في انها ستغدو بعد قليل متألقه في تسريحة رائعه مثلهن ,
وبعد ان انتهت كولي من شعرها جاءت غلوريا و طلبت منها ان تنتقل الى مقعد اخر امامه مائدة صفت عليها انواع مختلفه من ادوات التجميل و المساحيق .
كانت الخالة فيلهلمينا تقف الى جوار خبيرة التجميل و قد لفت هي ايضا خصلات شعرها الفضي حول الرولر وجاءت لتدلي برأيها في اختيار
المساحيق التي سوف تستخدم فس تجميل وجه كولي وبدات الاخصائيه بوضع كريم الاساس ثم جاء بعد ذلك دور ظلال العين اختارت
ظلا زيتوني اللون ليؤكد لون عيني كولي وانتقلت بعدها الى تجميل الرموش بالمسكارا و اخيرا صبغت الشفتين بأحمر الشفاه
وعندما تم وضع المساحيق عادت كولي الى المقعد الاول و تم رفع الرولات من الشعر فانتابها شعور بالسعادة عندما رأت شعرها متموجا حول وجهها .
و عندئذ تحدثت غلوريا الى الخالة قائله :
( الان سأستعمل سائلا ملونا ليضيفي ظلالا ذهبية على شعر كولي )
و أثناء الحديث تركت الاخصائيه الفرشاة تجري بين خصلات الشعر ثم امسكت بالمشط لتصوغ الثنايا المطلوبة و تبرز العقصات هنا و هناك
وتؤكد التموجات و استعملت السائل الملون ليضفي الظلال الذهبية على الشعر .
و عندما اتمت غلوريا عملها تطلعت كولي الى نفسها في المرآة فرأـ فتاة لا تمت بصلة الى التي دلفت صالون التجميل منذ قليل
بدا وجهها رقيقا جذابا في تسريحة متماوجة اخاذة تدير الرؤوس الرجال بجمالها الساحر
صاحت كولي و الخوف يتنازعها :
( خالتي هل انا حقا كولي ؟ )
أجابت الخالة بابتسامة عريضه ترتسمعلى شفتيها :
( اجل يا عزيزتي كولي ... اما انت يا غلوريا فسيدة عظيمة جديرة بالاعجاب و التقدير )
اجابت مصففه الشعر و اعطائها بهذا الاطراء :
( أنت ايضا يا سيدة غرنجر )
ثم قامت تنثر سائلا على شعر كولي ليساعد على تماسكه و اردفت تقول :
( الان .. ايتها السيدة الصغيره . .. انت جميلة للغاية و لك ان تفخري بنفسك )
قالت كولي لاهثه :
( اشكرك .. اشكرك شكرا جزيلا )
و لم تكن تريد ان ترفع عينيها عن المرآة فقد اصبحت شخصا جديدا و غادرت الصالون بصحبة خالتها و راحتا تتجاذبان الحديث حول الحوانيت
التي ستتوجهان اليها وأي الاثواب ستحتاج اليها كولي و احست أنها تسبح في دوامة اخرى حينما راحت ترتدي السراويل
و السترات و الملابسالمنزليه و ملابس للحفلات و التنانير و كانت تبدو فيها جميعا جميله و سمعت خالتها تطلب
من البائعه زوجين من الجينز و لم تستطع كولي ان تعيش السعادة كاملة اذ اعتراها شعور بالذنب للثمن الباهظ الذي
ستدفعه خالتها فهمست في اذنها قائله :
( خالتي هذه الملابس ستكلف كثيرا )
قالت الخالة بدهشه :
( لا تقلقي كثيرا يا كولين انك فيحاجه اليها ثم انني اتمتع بكل لحظه اقضيها هنا )
وكانت كولي بدورها تستمتع بهذه اللحظه فكلما نظرت الى المرآه كانت تشعر بالزهو و الخيلاء و تسارع بمد يدها الى شعرها لتتحسس موجاته و خصلاته الحريريه
وحينما ارتدت الثوب الاصفر الذي زينت عنقه و حافته الدانتيل و تطلعت الى نفسها في المرآه وقفت مشدوهه مأخوذه بجمالها
ولم تصدق عينيها فهي جميله .. جميله للغاية ,, بل فاتنة ..
صاحت الخالة فيلللي :
( اللون الاصفر يناسبك )
وسمعت كولي خشخشة العقود التي تزين صدر خالتها عندما حاولت تثبيتها على صدرها الذي اهتز فرحا واعجابا بالفتاة وصاحت تنادي على البائعة :
( يا آنسة لوسمحت .. احضري لي ثوب الحفلات المصنوع من الشيفون الاصفر والموضوع على هذا المانيكان )
قالت البائعه :
( تحت امرك .. سيكون جذابا عليها )
و حاولت كولي ان تقول :
( خالتي انني لست بحاجه الى ثوب اخر فهذا الثوب الذي ارتديه جميل للغاية )
قالت الخالة بصوت يتسم بالحزم :
( هراء ما تقولين .. صحيح ان هذا الثوب ممتاز و لكنك في حاجة الى ثوب اخر للحفلات يجب ان تكون لديك عدة اثواب و لكن ماذا
نفعل والثياب الموجودة هنا قليله و لا نستطيع ان ننتقي منها ما نشاء امامنا واحد او اثنان في الوقت الحاضر )
و عندما ارتدت كولي ثوب الشيفون بدت اميرة بل كأنها جنية تسبح كالفراشه هائمة وبدا جسمها النحيل كالاشعة الاثيريه ..خفيفه ذهبية اللون .
تمتمت الخالة قائله :
( سنحتاج الى بعض مكملات الزينة التي تتمشى مع لون الفستان سنختار بعضها حالما تفرغين من تغيير ثيابك واعتقد يا كولي اننا اشترينا ما تحتاجين
اليه في الوقت الحاضر سارعي الان و اخلعي هذا الثوب و ارتدي ملابسك )
قاالت كولي بترددد عندما شرعت خالتها في ان تدور على عقبيها :
( خالتي )
( نعم .. ماذا تريدين يا عزيزتي ؟ )
تلعثمت وهي تقول :
( ليس عندي مايوه )
صاحت الخالة :
( يا الهي ! نسيت ذلك تماما بالطبع لابد ان يكون عندك واحد ام افكر في امر السباحة .. )
قالت كولي في حيرة :
( لم أتعلم السباحة بعد .... )
( ألا تعرفينها حقا ؟من الذي سيتعهد بتعليمك . هل هو داني ؟ )
اجابت كولي بتردد و ان كانت لا تدري ماذا سيكون صدى كلامها لدى خالتها :
( لا ... و انما جيس قال انه سيقوم بتعليمي اذا كنت لا تمانعين ؟ )
اجابت الخالة :
( بالطبع لا مانع لدي )
و لكن لم تلبث الخالة ان قطبت جبينها وضيقت ما بين عينيها الزرقاوين ثم عادت تتساءل :
( هل سيقوم جيسون بتعليمك السباحه ؟)
اجابت كولي :
( اجل يا خالتي )
قالت الخالة :
( هذا امر غريب )
ثم بدأت تقول وكأنها توجه الحديث الى نفسها و ليس الى كولين :
( سنطلب من الابئعه ان تقدم لنا احسن مايوه لديها )


في ذلك المساء ارتدت كولين ثوبها الاصفروتطلعت الى نفسها في المرآه للمرة الاخيره وكادت تطير فرحا لمنظرها وعندما سمعت اخاها
يغادر الحمام ويعود الى غرفته اسرعت لتكون اول شخص يقع بصره عليها وهي ترتدي ثوبها الجديد و همست :
( داني .. انا ..كولي .. افتح لي الباب )
و فتح داني الباب وهو عاري الصدر و يداه تجففان شعره فدلفت الى الداخل وراحت تدور وسط الغرفه فتطلع اليها اخوها بدهشة قائلا :
( هل انت كولي .. حقا ؟)
( انا جميله .. اليس كذلك يا داني ؟يجب ان ترى الملابس الجميله التي اشترتها لي الخالة وما رأيك في شعري ؟ هل اعجبتك التسريحه ؟ )
ضحك داني وقال :
( شقيقتي اصبحت سندريلا هل تسمح لي سموها بأن اصحبها الى مائدة العشاء ؟ )
و انحنى امامها فطارت المنشفه امامه وضحكت كولي في جذل وهي تقول له :
( يسعدني ان اصحبك .... يا سيدي )
فقال :
( يمكنك ان تغادري الغرفه لأرتدي ثيابي )
غادرت كولي الغرفه و هي ترقص وبعد دقائق كان داني يقف امام بابها و قدم لها يده وأخذا يهبطان درجات السلم فشعرت
انها اميرة تتمتع بالكبرياء و الثقه الفائقه التي وهبتها مزيد من الحسن و الجمال . و عندما فتح لها داني باب غرفة الطعام دخلت واثقة الخطى .. و تألقت عيناها
وهي تنظر الى الجميع الذين التفو حول المائدة فنهض توني عن مقعده و الدهشة بادية على وجهه واشرقت ابتسامه رقيقه عندما شخصت ببصرها نحو بن
ورأته يبتسم و هو يتطلع اليها .
صاح توني و هو يدور حول المائدة ليقف امام كولي :
( خالتي .. انت ساحرة )
حولت كولي بصرها نحو جيس وتوقعت ان تسمع منه صدى كلمات توني او على الاقل الاطراء الذي لاح مرسوما في عيني بن ولكن وجهه بدا جامدا .فانتابها الالم و الاضطراب
قبل ان تتأبط ذراع توني الممدودة لها ولوانها تطلعت الى خالتها لوجدت الحيرة نفسها مرسومة على وجهها وهي تدرس سلوك جيس باهتمام زائد .
وكان طعام العشاء حلما طالما راودها منذ امد بعيد فقد تقدمنحوها توني وهو يغازلها بعينيه وكلماته وحتى الرجل الكهل القابع في
المقعد المتحرك خرج عن وقاره وراح يداعبها مداعبة الفرسان و رأت زهو الكبرياء في عيني اخيها عندما وجد الجميع مأخوذين بها
فيما عدا جيسون الذي خيم عليه صمت مطبق . وعندما غادرو الغرفة و انطلقو الى الشرفه اسعدها ان ترى جيسون ينضم اليهم
و قد جلست على اريكه بينما جلس داني في ناحية منها و جلس توني في الجانبالاخر اماجيس فراح يدخن سيكاره وهو جالس على مقعد قريب منهم.
مالت كولي برأسها نحو توني وسألته :
( هل ادهشك الى اي مدى تغيرت ؟ )
راح توني يحدق فيها مشدوهها وهو يلتهمها بنظراته ثم أجاب :
( القيت بي ارضا عندمادخلت الغرفه كنت اشبه بالفتاة الرثه التي اصبحت سندريلا بفضل الخالة فيللي و قمت انا بدور الامير المأخوذ بسحرك فلم أتفوه بكلمة واحده )
ترددت ضحكة كولي في ارجاء الشرفه و هي تثري بكلماته وكأن حفلات رأس السنه قد تجمعت في هذه اللحظه .ثم قالت بنعومه :
(شعرت اليوم و كأنني اميرة ... )
وصمتت و كانما أحست بالخوف من زوال سحر هذه اللحظه التي تحيط بها فتطلعت ببصرها بلا وعي الى جيس وهي تواصل حديثها :
( لكنني اتوقع بين لحظه و اخرى ان تدق الساعه فأعود الى بؤسي و شقائي ... هل ابدو مختلفه يا جيس ؟ )
كان جيس وحده يستطيع ان يعرف وجه الاختلاف فقد رآها في ملابسها التي اغرقتها مياه الفيضان و ها هو الان يراها شابة جذابه في ثيابها
المتأنقه و انتظرت بفارغ الصبر ان يجيب عليها وأن تأتي اجابته بالموافقه على ان التغيير واضح للعيان و اخيرا قال :
( انت لا تبدين أمامي ك الاميره بتاتا .توني أخطأ في وصفه )
و صمت و خلال صمته شعرت بالجرح يدمي قلبها وهي ترى انفه تهتزان غضبا فحاولت ان تلتقط بصعوبة انفاسها و تتحكم في اعصابها
بينما استطرد يقول :
( انت تشبهين احدى ورورد الخالة احدى براعمها الصفراء التي تتسم بالنقاء و البراءة .. و و التي على وشك ان تتفتح )
ترددت الكلمات الرقيقه الواضحه عبر الصمت الذي يعني انها بدأت تضع قدمها في بداية مرحلة النضج وفجأة بدد صوت بينيامين سافدج الصمت و هو يقول :
( الكلمات ما زالت تنطلق بسهوله من بين شفتيك .. يا جيس )
و فشل جيس في ان يعثر على اجابة عن هذه الكلمات الساخره و لم يجد امامه من سبيل سوى ان ينهض من مقعده و يتمتم قائلا :
( اسمحوا لي بالانصراف )
و انحنى ليحي خالته و راقبته كولي وهو يهبطرجات الشرفه التي تفضي الى الحديقه و يسير بعيدا حتى ابتلعه ظلام الليل وكانت خطواته بطيئه ولكنه منتصب القامة .
وتحولت كولي لتحتج على عمها و لكن نظرة داني الحادة جعلتها تخلد الى الصمت .





نهاااااااااااااااااااية الفصل الثااااااااااااااااااااااااالث







 
 

 

عرض البوم صور عطر@المحبة   رد مع اقتباس
قديم 07-11-13, 06:59 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

يسلم ايديكى عطورة
الخالة مبسوطة بتقارب جيس و كولى
و باشجعه بس انطواء جيس محيرها
مش حبه تونى و خايفة منه
شكرا كتير عطورة
مممممممممواه

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 08-11-13, 11:45 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 200232
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: عطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عطر@المحبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية مشاهدة المشاركة
   يسلم ايديكى عطورة
الخالة مبسوطة بتقارب جيس و كولى
و باشجعه بس انطواء جيس محيرها
مش حبه تونى و خايفة منه
شكرا كتير عطورة
مممممممممواه

الله يسلمك يا غالية

ايه الخاله مبسوطه و خاصه ان بقية العائله متحسسه منه وهو انطوائي شوي

ههههه توني مش كثير شرير حباب شوي .. طبعا مو زي البطل


سعيده بتشجيعك و متابعتك معاي

موااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااهين ليك

 
 

 

عرض البوم صور عطر@المحبة   رد مع اقتباس
قديم 08-11-13, 11:56 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 200232
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: عطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عطر@المحبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة

 

و هذا الفصل الرابع لاحلى زهوووورة
مع ان زعلانه من قلة التشجيع


ا4 _ الخيل و الماء



راحت كولي تراقب الرجل القوي يضرب بذراعيه المفتولتين مياه حوض السباحة بلا مجهود يذكرو قد ومضت بشرته بتألق جميل
تحت شمس الصباح كانت تعرف انها تأخرت عن موعد تمرينها الصباحي لكن دقه ضربات الذراعين في الماء نالت اعجابها
و تساءلت هل تستطيع ان تتغلب على مخاوفها وتجيد السباحه مثله .
وكان هذا الصباح يعتبر خامس يوم تتلقى فيه دروس السباحة و بالرغم من ان رغبتها في تعلم السباحة كانت قوية الا انها كانت تشعر
بخوف من الماء وقد ساعدها جيس ان تتغلب على مخاوفها . و في هذا الصباح حققت تقدما كبيرافي تدريبها يفوق اليوم الاول الذي بذل فيه جيس
جهدا لكي يحملها على النزول الى الماء و قد ادهشه ان يراها تتمسك بالصبر في التعلم برغم مخاوفها. و ان تتشبث بالامل في ان
تصبح سباحه ماهره. و بدا جيس في تعليمها القواعد الاساسية للسباحه خطوة فخطوة .حتى تفهمتها جيدا و أقنعها ان تغوص في الماء
وتطلق الهواء من فمها . و بعد ذلك اخذ يدربها على ان تمسك بيديها حافة الحوض و تحرك قدميها حركات متناسقه ثم راح يعلمها
كي تحرك ذراعيها ونجحت في ان تضرب الماء بلا جهد كبير .
كانت تقف عند حافة الحوض السباحة عندما رأته يعبر الى الطرف الاخر ثم توقف قليلا . نفض الماء الذي بلل شعره وأمسك الحافه
بأحدى يديه و عندما وقع بصره عليها لوح لها بيده الاخرى محييا , ثم قال :
( تأخرت في النوم هذا الصباح ... )
و طلب منها ان تسرع بالنزول الى الماء فسارت كولي الى حافة الحوض و اصطبغ وجهها بحمرة الخجل عندما خلغت رداء الاستحمام
و سبح جيس ببطء حتى بلغ المكان الذي وقفت عنده و استقر بقدميه على ارضية الحوض و ترك رأسه يعلوصفحة الماء وراح ينفض
الماء عن وجهه ويبعد شعره عمجبينه ثم تطلع الى كولي مأخوذا بجمالها وهي ترتدي المايوه .و بعد ذلك قال لها :
( سنتدرب اليوم على السباحة طفوا . تعالي الي وانت تسبحين على بطنك وتذكري ان يظل رأسك في الماء )
اخذت كولي نفسا عميقا وبدأت تنزلق الى الماء تدريجيا ومدتذراعيها أمامها و راحت تسبحعلى بطنها ورأسها في الماء و قطعت مسافة استغرقت
عدة ثوان لكن خيل اليها انها سبحت عدة ساعات و أخيرا لمست راحتاها يديمدربها فرفعها الى اعلى وعندئذ مسحت الماء عن رأسها
و تطلعت اليه تسأله عن مدى نجاحها في محاولتها ولكنها كالعادة رأت القناع المعهود يكسووجهه و لم يقل لها شيئا سوى :
( حسنا ... فلنعد الكره )
و اعادت كولي التمرين مرتين وكانت تطفو بجسمها على الماء وتضرب الماء بقدميها في حركات منسجمه وهي تسبح ببطء نحوه
وعندما وصلت اليه قال لها :
( حسنا .. فلنبدأ الان السباحة على الظهر .. انها سهلة .فقط استرخي كما فعلت في المرات السابقه امسكي بيدي )
اطاعته كولي و استلقت على ظهرها مستعينة بذراعيها ولكن الماء تلاطم بوجهها وفوق رأسها فاختل توازنها و اضطربت و راحت تبحث
عن يديه لعله ينقذها .
قال لها بصوت تتسم نبرته بالصبر :
( لا تنزعجي .. استلقي ثانيه على ظهرك واسترخي لا تشدي جسمك )
أغلقت عينيها حتى لا يقرأ الخوف فيهما و استلقت على ظهرها واستسلمت ليديه الحازمتين و راح يسند كتفيها الى ذراعيه حتى اصبح ظهرها
يطفو ساكنا فوق الماء وفكرت ان الامر ليس صعبا كما كانت تتصور بينما راحت موجات رقيقة من الماء تلطم جسمها وشعرت بالهدوء
والسكينه عندما استقر جسمها فوق الماء فانعقدت ابتسامة السعادة على شفتيها .
سألها جيس :
( أظنك استمتعت بهذه السباحة .. أليس كذلك ؟ )
التقطت كولي انفاسها و قالت :
(انها مريحة للاعصاب )
و فتحت عينيها لتتطلع اليه فرأت السرور باديا في عينيه وكانه يجيب على ابتسامتها و عادت تغلق عينيها مرة ثانيه .فسمعته يقول لها :
( الان لم يعد ينتابك ادنى خوف حركي يديك قليلا لكي تدفعي جسمك الى الوراء )
و عندما بدأت تحرك ذراعيها بعنف شعرت انها تغرق في الماء و لكنه سارع الى مساعدتها على حفظ توازنها بيديه و اردف يقول :
(لت لك حركي يديك قليلا ... قليلا ... و ليس بعنف )
و في هذه المرة حركت يديها الى الوراء و شعرت بسعاده عندما اندفع جسمها مع حركتها , فتنهدت حالمة واسترخت مع تيار الماء وفتحت عينيها
لتسأله :
( هل حقا . نجحت في تعلم السباحة ؟ )
و لكنها لم تجده الى جوارها ..و فجأة انتابها الفزع وادارت رأسها بسرعه بحثا عنه فوجدته يقف على مسافه بعيدة عنها .وعندئذ ساءت
الامور اذ اضطربت ساقاها وبذلت جهودا يائسة لتعثر قدماها على القاع و عندما عجزت صرخة منادية :
( جيس ! )
وأخذت ذراعاها تضربان الماء في محاولة مستميته لتصل اليه ورأته يسارع الى نجدتها والت بجسمها بين ذراعيه وسبح بها حتى بلغ حافة الحوض
في سلام و عندما استقر بها المقام وجدت نفسها لا تزال ممسكة بكتفيه و جسمها يرتجف ويضطرب خوفا فقال لها ويده ما زالت ممسكة بخصرها :
( هل انت بخير الان ؟ كنت رائعه و انت تسبحين نحوي ! )
سألته :
( أحقا ما تقول ؟ )
كان الفزع يملأ عينيها وهي تحدق في عينيه وتتلمس الهدوء لنفسها المضطربه في قربه ثم أردفت تقول :
( و لكن لماذا ابتعدت عني ؟ )
اجاب مبتسما و هو يحاول ان يبعث الطمأنينه في قلبها :
( لأنك ما عدت في حاجة لي ..كان جسمك طافيا بدون معونه مني و استطعت السباحه وحدك )
شعرت كولي بدفء اطراءه برغم الفزع الذي ملأ قلبها منذ لحظات فسألته :
( هل نجحت في محاولتي ؟ )
ابتسم ابتسامة رقيقه ثم قال :
( اجل نجحت )
ولم تتوقع كولي ان تجد نفسها تطيل النظرالى حركة شفتيه و بدات تدرك مدى المسافة القصيره التي تفصل بينهما فأحست بلمسة يده
الحارقه تلسع خصرها وبدأ رأسه يميل نحوها فشعرت بعينيه تخدرانها ولكنها أفاقت على صوت آت من احد جوانب حوض السباحه .
يقول :
( ماذا لدينا هنا ؟ موعد غرام في هذا الوقت من الصباح الباكر ؟ )
امتدت يد جيس لتدفع كولي بعيدا بجفاف لكنه لم يدعها تذهب عنه , و انما التفت نحو وجه توني الساخر و قال جيس :
( كنت ادرب كولي على السباحه . الخوف ينتابها من المياه العميقه )
قال توني ساخرا :
( و أبي الحنون سيقبلها لكييزيل المخاوف عنها ........ )
اصطبغ وجه كولي بحمرة الخجل وتركت ملاذ جيس الذي كانت تحتمي فيه وشرعت تأخذ سبيلها على طول حافة الحوض حتى بلغت الاعماق
الضحلة وتألقت الندبة في وجه جيس وهو يتطلع الى توني بوجه متجهم قبل ان يتحرك ليقتفي اثر خطوات كولي المتقهقرة .
قال توني :
( اذا كانت دروس السباحه بهذه الصورة فنني على استعداد للانتظار حتى تسنح لي الفرصة يا ابن الخال .. في يومما ! )
راح توني يصرف باسنانه و هو يتطلع الى كولي وجيسقبل ان يأخذ سبيله الى الحديقه و هو يصفر بمرح . و راقبت كولي رحيله وتساءلت كيف تستطيع
مواجهة جيس بعد كل ما حدث ؟ كانت تعرف انه يقف على مقربة منها و عيناه تتمليان فيها , و اخيرا قال بصوت تشوبه الخشونه :
( يكفيك ما تلقيته من درس هذا اليوم ؟ )
فهزت كولي رأسها موافقه وكان جيس يقف امامها و احدى ذراعيه على درابزين سلم الحوض ويده الاخرى على خصره و شعرت بالرغبة تحذوها
في ان تمر به سريعا و لكن الماء عاق خطواتها فأبطات سيرها وحرصت على ان تنكس رأسها حتى تخفي حمرة الخجل التي اصطبغت
بها وجنتاها و قد راح الضباب يتراقص امام عينيها و هي تتسلق السلم فتعثرت قدمها عند اول درجاته واسرع جيس يساعدها لكنها تفلتت منه
و نجحت في الخروج من الماء , و توجهت الى مقعد طويل و ألقت بجسمها و بدات تجفف شعرها بالمنشفه و تمنت في هذه اللحظه ان يرحل جيس
و لكنه راح يحوم حولها كالصقر الذي يريد ان ينقض على فريسته فحاولت ان تتجاهله . و كانلزاما عليها ان تفعل ذلك
لانها لا تستطيع مواجهته و على الاخص .. و هي في هذه الحالة .

و لكن يده امتدت نحوها و اطبقت على ذقنها و ادار وجهها نحوه و شعرت انه يقوم بدراسه وجهها باهتمام زائد و لكنها لم تستطع
ان تواجه نظراته . وفجاه تركها تماما كما امسك بها فجأة , و سار بضع خطوات نحو المقعد الذي على يمينها حيث كانت منشفته و سمعت صوت
عود ثقاب يشتعل و رائحة سيكارة تنفذالى خياشيمها و فجأة سمعته يقول :
( قلت لك انك دائما انسانه حساسه . و اذا دامت اقامتكهنا فلا بد ان يخشوشن جلدك )
و بعد ذلك ذهب فأحكمت وضع الفوطه حول كتفيها و قالت لنفسها انه على صواب انها فتاة حساسة للغاية و من الحماقه ان تنزعج لذلك
الح على توني وراء ما تشعر به من ضيق . انها لا تعرف ان كان حقا قد راودته هذه الرغبه و فجأه شعرت كولي انها في حاجه الى جيس
وعلى الفور انتابها الذهول عندما اكتشفت ذلك فراحت تحدق في حوض السباحه شاردة الذهن .
كانت تشعر دائما بخجل من ان تقيم اية علاقة مع الجنس الاخر و خاصه بعد القصه المشينه التي حدثت مع كارل لكن منذ دقائق مضت كان الموقف مختلفا
فعندما امسك بها جيس شعرت ان ما يفعله شيء طبيعي و صحيح و ان ما ضاقت منه هو مفاجأة تونيلهما ...في لحظه حساسه .
و اتخذت سبيلها نحو البيت ارتقت الدرجات الى غرفتهاو كان ما يقلق بالها هو انكشاف ما حدث و امضت بقية الصباح تسير في اعقاب
مع خالتها بجولتها اليومية في حديقة الزهور و اثناء وجبة الغذاء وجدت افراد الاسرة قد التفو حول المائدة .
و ابتسمت كولي عندما تطلعت نحو جيس وقد عبرت عيناها عن اعتذار صامت لسلوكها في الصباح لم تستطع ان تصوغه في
كلمات و ادرك جيس ما يجول في عينيها فهز رأسه هزة لا تكاد تكون ملحوظه و كأنه يقول لها انه يقبل اعتذارها .
و كان داني متجهما قليلا وهو يجلس الى جوار كولي بينما غمز توني لها بعينيه . فبذلت جهدا مضنيا لتحتفظ بهدوءها بالرغم من وجود
نقطتين شاحبتين على وجنتيها .
سألها توني و في عينيه نظرة خبيثه :
( كيف حال دروس السباحه ؟ )
لم يحتمل داني وقع السؤال فطعن بشوكته حبات البسله الموجوده في طبقه . وأجابت كولي و هي تتقبل صحنها من بن :
( سأكون ممتازة مثلك ومثل اخي داني )
قال توني و هو يكشف عن اسنانه بابتسامه صفراء :
( عندما تصلين الى المستوى الرفيع . فلماذا لا أحل محل جيس ؟ انني مدرس ممتاز )
وتطلعت الى جيس و التقى بصرها بنظرته النافذه وكان ينتظر اجابتها . و احست برغبه في الا تترك توني يضايقها كان عليها ان تكشف
لجيس بأن جلدها اخشوشن وأن في وسعها ان تواجه الموقف . فقالت ببرود :
( حقا ... يا توني ؟ لم اعرف انك خبير في مهنة التدريس )
اختلس توني النظر الى جيس ورأت كولي ابتسامه ماكره على شفتيه حاول ان يكتمها بوضع قطعه من اللحم في فمه وهنا التفتت نحوأخيها
كأنها تستنجد به ليقوم بتغير دفة الحديث و سألته :
( ماذا فعلت هذا الصباح ؟ )
لم يستطع داني ان يخفي نبرة الزهو في صوته وهو يقول :
( كنت اعتني بالفرس التي ولدت مهرا وكان علينا الا تغيب عيوننا عن المهر )
صاحت كولي وقد هزها نبأ مولد المهر :
( وليد صغير ! )
و التفتت الى بن باضطراب وسألته :
( هل استطيع ان اذهب لرؤيته ؟ )
ابتسم بن و قال بمرح :
( طبعا .. يمكن ان يصحبك داني بعد الغداء )
فسألت أخاها :
( هل أصحبك يا داني ؟ )
أجاب داني :
( طبعا .. و لكن يجب ان ترتدي الجينز فالثياب القصيره لا تتناسب مع الحضيره )
دفعت كولي مقعدها الى الخلف ونهضت و هي تصيح قائله بسرور واضح :
( حالا , هل تسمحون لي بالانصراف ؟ )
قالت لها الخالة :
( و لكنك لم تتناولي الحلوى ؟ )
قالت وهي على باب الغرفه :
( لست جائعه سأتناولها فيما بعد . انتظرني يا داني ... )
( سأنتظرك )
و كان صوته هادئا و قد ارتسم تعبير سعيد على محياه عندما رأى الابتسامه على وجه شقيقته وهي تغادر الغرفه . و راحت كولي ترتقي الدرجات
بسرعه و اخذت تسحب ادراجها لتخرج منها بنطلون جينز و استبدلت ثيابها في وقت قصير
ثم وقفت امام المرآه تمشط شعرها و تضع لمسة من احمر الشفاه و انطلقت تهبط الدرجات ووصلت لاهثه الى حيث يقف اخوها في انتظارها
عند الباب نافذ الصبر .. و عندئذ قالت له :
( انني مستعده )
غادرا المنزل وسارا جنب الى جنب و حاولت كولي ان تهدئ من خطوات قدميها القلقتين حتى تساير خطوات اخيها الوثيدة و ابتسمت ابتسامهسعيده و هي تتأبط
ذراعه . و قالت له :
( لماذا انت جاد بهذه الصوره ؟ )
سألها متجهما :
( ماذا حدث في حوض السباحه هذا الصباح ؟ )
و كانت مفاجأه بالنسبة اليها ان تواجه منه مثل هذا السؤال و ادركت من روى له القصه . فأجابت قائله :
(أعتقد ان توني تكلم معك )
بدا الاهتمام على وجه داني و التساؤل في عينيه عندما نظر الى وجه شقيقته واخيرا خرجت الكلمات من بين اسنانه و هو يقول :
(اخبرني توني بأنه رأى جيسون يميل عليك ... )
اجابت كولي :
( لم يكن الامر على هذه الصوره)
وراحت تحدثه عن الخوف الذي اعتراها عندما كانت تسبح في المنطقه العميقه من حوض السباحة.ومبادرة جيسون لانقاذها .
و أضافت تقول :
( كنت متعلقه بكتفيه لانني كنت خائفه . وحدث ذلك عنما أقبل توني )
التقط داني انفاسه وكأنه كان ينوء تحت عبء ثقيل . و قال ك
( اذن .. هذا كل ما في الامر ؟ )
حاولت كولي ان تعثر على كلمات تقولها ل شقيقها ولكنها لم تجدشيئا تقوله سوى :
( حسنا ... )
ولم تستطع ان تواصل كلامها لان مشاعرها كانت مضطربه . فقد كان من عادتها ان تفضي بمشاكلها لاخيها و هي في هذه اللحظه في امس الحاجه اليه
كي يضع الامور في نصابها الصحيح وبعد فترة من الصمت أضافت تقو ل:
( ليس الامرهكذا .وانما احسست بعد ذلك برغبه في عناقه .. لكنني لم افهم حقا سبب رغبتي وكان سبب ضيقي و ارتباكي ظهور توني
المفاجئ .كنت ارغب في عناقه وهو شعورلم احسه من قبل و خاصه بعدما حاول كارل ... )
وعاد الصمت بينهما فبادر داني يقول :
( كولي .. هناك بعض لامور التي تجهلينها عن جيس ... )
قالت كولي بصوت منخفض مما اضطر داني الى الانتباه :
( سمعت جيس و العم بن يتناقشان ذات يوم . عقب وصولنا و قد وصفه لعم بن بأنه "قاتل " أليس هذا ما يتحدثون عنه ؟ )
راح داني يدرس ملامحها قبل ان يجيب و اخيرا قال :
( أجل هذا ما اريد ان اتحدث عنه سمعت اشياء كثيره وحكايات لا أدري مدى صدقها . و في اي حال فأنه اكبر منك بثلاثه عشر عاما و لا أدري
.. انما كل ما اريده منك هو ألا تقتربي منه كثيرا و الا اصابك ضرر بالغ )
و كانت هذه هي الممرة الثانيه التي تلقت فيها تحذيرا الاول من جيس نفسه و راودها هذا التفكير عندما بلغت الاسطبل وسألت نفسها هل ما زالت
تبدو في نظرهم طفله ! الا يمكن ان يثقو بحكمها على الامور ؟
وواصلا سيرهما في طريق مسقوف وكولي تتلفت حولها الحديث الذي دار بينها وبين شقيقها أثارها قليلا . فلم تلحظ المباني المحيطه بها .
لكنها استطاعت ان تثوب الى رشدها و رأت على بعد مئات من الياردات حظيرة كبيرة للماشية احيطت بسياج متين ولم تستطع ان تتبين
جيدا نوع القطيع وراء الاسوار فلفتت انتباه داني و سألته :
( ما هذا القطيع هناك ؟ )
( تقصدين القطيع في الحظيره ذات السياج انه قطيع براهما يقومون بتربيته لعرضه في مباريات الروديو التي لا تقام لاختيار احسن قطيع
وقدفهمت من جيس انه تجرى بعض التجارب لتهجينه و القطيع يحتمل الحشرات و الطقس الحاار . وهو افضل بكثير من نوع الهيرفورد
و الانفوس . و من خصائص قطيع براهما انه جامحسريع الغضب .و لذلك كان من الضروري اقمة مثل هذا السياج المنيع حتى يمكن تجنب
مهاجمته لأحد . فاحرصي يا كولي على عدم الاقتراب من حظيرته . انهم لم يقيمو هذا السياج الا من اجل حماية الناس ..

هزت كولي كتفيها هزة خفيفه . و تذكرت مباريات الروديو التي كانت تقام وتحرصعلى مشاهدتها ومنظرالثيران الجامحه التي كانت تدفع
براكبيها الى الارض . لا لن تقترب من هذا القطيع .
رأت كولي شقيقها داني يسير الى حظيرة تقع في القطاع الجنوبي من الاسطبل . ويطلب منها ان تتقدم وعندما اقتربت قال لها :
( هذا هو المهر الصغير )
ووضع داني يد حانية على عنق المهر الذي تألق لونه البني . و امسك بيد اخته كولي وجذبها لتقف الى جواره و تراه على الارض ممددافيتراخ
ثم قال داني :
( هذا هو جوني الذي انجبته الفرس اخيرا )
و يبدو ان الفرس كانت تشعر بأن داني يعرض المهر على كولي . فراحت تدفع المهر برأسها لينهض وبعد محاولات نجحت الام في مهمتها
. مما اثار ضحك كولي .
قال داني و هو يراقب شدة اهتمام شقيقته بالمهر :
( سينمو خلال ثلاثة اشهر )
و حاولت كولي ان تلاطف المهر الصغير لكن داني اسرع نحوها ليحميها من تحفز الفرس الام . و استدار يسأل شقيقته :
( اخبريني يا كولي .. هل تحبين المزرعه ؟ أعني هل ترغبين في البقاء هنا ؟ العمل يستنفذ اكثر وقتي و لا ابقى بصحبتك كثيرا . فأذا كنت غير سعيده .. )
قاطعه كولي قائله :
( اوه .. انني احب العيش هنا الخالة فيللي طيبه معي , و اشعر بالذنب حيث لا استطيع ان ارد لها الجميل , لكنني لا ارغب في ان تقوم بعمل يرهقك فانت تقضي
أكثر وقتك في الحظائر او الاسطبلات )
قال لها بحماسة شديده :
( هل تعرفين انني احب عملي هنا . انه مثير للغاية . و هل تتصورين ان فتى المدينه مثلي يحب هذا العمل ؟ ولكن هناك الشيء الكثير
المفروض عليك معرفته ليكون في وسعك ادارة مزرعه كبيرة مثل هذه المزرعة بنجاح . هل ترغبين في رؤية جياد أخرى ؟ )
اجابت كولي :
( اجل )
و سارا حتى بلغا حظيره فاعتلت كولي السياج الى جوار شقيقها وراحت تراقب الجياد تركض هنا و هناك . و اقترب واحد منها و راح
يداعب ذراع داني الذي قال :
( هل ترين يا كولي ؟ انه لا يؤذيك وانما يطلب منك بعض الاهتمام )
و راحت كولي تربت بيدها على رأس مهر صغير وعندئذ رأت فرسا تدنو منها فأجفلت وازدادت التصاقا بشقيقها لكن الفرس اخذت
تدعكذراعها فصاحت قائله :
( انفها ناعم للغاية ... مثل الحرير )
و استغرقت كولي وداني في مشاهدة الجياد و اصبحت واثقه بنفسها وجريئه فلم تعد تفزع من تحركاتها . بل كانت تضحك هي وشقيقها
عندما ترى الجواد يلاعب زميله . و في غمرة ضحكتها لم ينتبها الى جيس وهو قادم نحوهما ممتطيا جواده ,و فجأة نادى على داني
فأجفلت كولي , و سأله :
( لماذا لا تصحب شقيقتك في نزهة على ظهر جواد ؟ )
تطلع داني الى شقيقته وعيناه تقولان لها بوضوح ان تنسى هذه الفكره .
و لكنها تمتمت باكتئاب :
( احب ذلك ... و لكن .. )
ضحك جيس ضحكة دغدغت اوصال كولي ثم قال :
( أعرف انك لا تجيدين ركوب الخيل هل ترغبين في التعلم ؟ )
انزلقت كولي عن السور كما فعل شقيقها ثم قالت :
( بالتأكيد ... و لكن )
قال جيس مقترحا :
( داني يستطيع تعليمك )
صاح داني باصرار واضح :
( اوه... لا تعهد الي بذلك نفذ صبري معها . كانت توافق على ان تتعلم ولكن موافقتها كانت لا تستغرق من الزمن اكثر من المدة التي اضع
فيها السرج على ظهر الجواد ثم تغير رأيها )
سألها جيس وهو يتحداها بعينيه الزرقاوين :
( هل تحبين تعلم ركوب الخيل ؟ )
قالت كولي بصوت يشوبه الغضب من انتقاص شقيقها لعزيمتها :
( بالطبع ... )
وعندئذ صاح جيس مناديا :
( غرادي )
واستدار على جواده ليشاهد السائس الذي اخرج جوادا من الاسطبل و اردف جيس يقول :
( احضر الجواد ميستي هنا ان الانسه ماكغوير ترغب في ركوب جواد رقيق و ابحث لك عن جواد اخر تمتطيه بعد الظهر )
سارعت كولي تقول :
( لا اعني الان ... تماما .. )
ولكن جيس كان قد ترجل عن جواده الاحمر وأقبل السائس يقود ميستي وراءه فتناول جيس منه اللجام ثمحول وجهه نحو كولي فرأت
عينيه تتفرسانفيه بوحشيه و الصرامه باديه على ملامحه و اخيرا التقط انفاسه وسألها :
( و لم ليس الان ؟ )
رأى داني المأزق الذي وقعت فيه شقيقته فقال لها :
( هل هناك مانع من ان تقومي بجوله الان ؟ )
قالت كولي :
( لا و لكنني وعدت خالتي ... )
و تعثرت الكلمات على شفتيها بحثا عن عذر تتخلص به من هذا المأزق اكملل جيس كلامها :
( ليست هناك اية مهمة تطلبها منك الان الخالة )
و استدار نحو الجواد وراح يربت على عنقه ثم اردف يقول :
( انها لا تحبك يا ميستي )
( اوه انه جواد ممتاز اقصد ليس فيه اي شيء معيب انه مجرد .. )
هزيس رأسه يائسا أسفا قال لها :
0 يمكنك ان تخبريه بذلك بنفسك )
بدت كولي الفتاة الحمقاء اذ تقدمت و هي مسلوبه الارادة نحو الجواد وراحت تحدق في عينيه الرماديتن فأشاع الثقه في نفسها و لكي
يؤكد لها هذه الثقه تقدم الجواد منها وراح يمسح رأسه في كتفها لإأخذت تربت على رأسه وظل داني على صمته بينما قال جيس :
( ميستي يحبك ستمتطين ظهره وتقومين بعدة دورات حول الحظيره )
أحست كولي بالخجل من طول ترددها فقالت موافقة :
( حسنا )
و حولت بصرها نحو شقيقها و اردفت تقول :
( و لكنني لا اريد جمهورا )
فقال داني متجهما :
( سأكمل جولتي )
و تحول عنهما متخذا سبيله الى الاسطبل وهو يلوح لشقيقته مودعا ومتمنيا لها حظا سعيدا . و عندما غاب داني عن عينيها . استدارت لتسأل جيس :
( والان ... ماذا نحن فاعلان ؟ )
تناول جيس يدها و راح يعطيها ارشاداته :
( تعالي الى الجانب الايسر من الجواد )
سألته كولي :
( هل من الضروري ان امتطي الجواد من هذا الجانب ؟ )
( هذا افضل ....... لان من عادة الجواد ان يدير رأسه الى هذا الجانب ليرى راكبه و هو يقترب منه فأذا ذهبت انت الى الجانب الاخر لن يتوقع قدومك فيجفل )
قالت كولي :
( اذن . .. فالانسان لا يحق له ان يمتطي الجواد الا من هذا الجانب )
ابتسم جيس و قال :
( هذا ليس صحيحا فالهنود الحمر يمتطون جيادهم من الجانب الايمن وكانت هذه الصفه المميزه لهم سبب في انقاذ فصيله من الفرسان تعرضت
لكمين نصبوه لها )
اثارها حديثه وبدا الاهتمام على وجهها ,فسألته :
( هل حقيقة ما تقول ؟ )
( كان من المفروض ان تلتقي فصيلتان من الفرسان عند نقطه محدوده . وحدث ان شاهد كشاف احدى الفصيلتين موقع الفصيله الاخرى فاستدار ليقدم تقريره
لقائده عن مكانها . و لكنه فوجئ بأحد الجنود يمتطي جواده من الجانب الايمن و على الفور ادرك ان الهنود الحمر ابادو الفصيله و سرقو
ملابسها العسكريه .و ارتدوها ونصبو كمينا لابادة الفصيله الاولى لكن لا اروي لك هذه القصه لاثبطمن عزيمتك فتتراجعي عن تعلم ركوب الخيل )
شخصت كولي ببصرها اليه في خجل و لدهشتها رأته يبتسم في وجهها و القى اللجام فوق رأس الجواد واستدارنحو كولي واشار الى درجه
تعلو الارضوتقع الى جوار الجواد. و قال لها :
( ارتقي هذه الدرجه . وضعي يدك اليمنى على السرج و اقبضي بيدك اليسرى على اللجام وتشبثي بها عند عنق الجواد لا تديري ظهرك
للجواد و ليكن رأسه نصب عينيك . وكوني يقضه لحركاته و الان ضعي قدمك اليسرى في الركاب )
امتثلت كولي لارشاداته لكن توازنها اختل قليلا عندما بدأت تضع قدمها في الركاب و لحسن حظها لم يكن الجواد ضخم الجسم وكانت هي
فارعة الطول , قال لها جيس :
( لا عليك, ارفعي جسمك الى اعلى )
و اكتشفت كولي ان الامر ليس سهلا كما تصورت اذ لم تكد ترفع جسمها الى منتصف المسافه حتى فقدت توازنها لتسقط على الارض . فتطلعت الى جيس
لكنه لم يتفوه بكلمه كررت المحاوله ثانيه و في هذه المره نجحت وكان جيس يدفعها أثناء الحركه حتى استقر جسمها في النهاية على ظهر الجواد.
و اخيرا جلست منتصبه القامه و يدها اليسرى على السرج ثم راحت تحدق في الارض تحت حوافر الجواد لئلا يرى جيس موجات الاضطراب التتي كانت تخدر
حواسها . و بذلت جهدا لئلا تنم سكناتها عن شيئ كهذا . لكنه كلن مشغولا عنها باعداد جواده ثم امسك الجواد و اخذ يسحبه وهو يتحدث اليها
بصوت جاد قائلا :
( سأقود جوادك الى خارج الاسطبل كي تعتاديعلى حركته المطلوب منك ان تسترخي و لا تجعلي جسمك متصلبا وانما سايري الجواد في حركته اثناء انطلاقه )
حدقت كولي في نقطه تقع بين اذني الجواد وحاولت ان تسترخي كما امرها جيس . و كان الامر يبدو سهلا الى ان توقف جيس عند باب الاسطبل وفتحه
وقاد الجوادين خارجه . ثم اغلق الباب وراءه و بعد ذلك اعتلى السرج بسهوله وسار في محاذاة جواد كولي ورفع يدها عن مقدمة السرج وعيناه تحددقان
فيها فابتلعت ريقها بعصبيه وطلب منها ان تمسك اللجام بيدها اليسرى وان تدع ذراعها الاخرى تتدل الى جانبها .
و اراها جيس طريقه استعمال اللجام كيف تضعه على عنق الجواد لتجعله يدير رأسه و يقفل راجعا ثم الطول المطلوب بين يديها وبين فمه
. و الاهم من ذلك الوسيله التي تستخدمه بها كي يتوقف الجواد عن مواصله السير .
و اخيرا قال لها :
( سنقوم الان بجوله حول الحضيره اضغطي بساقيك وكعبيك على بطن الجواد )
و استجابت لتعليماته قبل ان يبدأ الجواد في السير و بعد ان قامت بدورات عده حول الحظيره شعرت كولي انها بدأت تحسن قيادة الجواد فاسترخت قليلا .
و هنا قال لها :
( و الان جاء دور التدريب على مرحله جديده في قيادة الخيل وهي ان تكون سرعه الجواد بين المشي و العدو و اضغطي بساقيك على بطن الجواد كما فعلت من قبل )
و دفعت كولي الجواد الى الاسراع في خطواته لكن جسمها بدأ يختل توازنه فوق ظهر الجواد و كادت تهوي فجذبت اللجام لكي يتمهل الجواد في سيره ,
و قد بدا الفزع في نظراتها عندما تطلعت الى جيس . فقال لها :
( ميلي بجسمك و انت جالسه فوق السرج و سايري حركة الجواد الى الامام و الى الخلف و لا تتحركي ضد حركته حاولي مره ثانيه )
و راودتها فكرة ان تتوقف عن مواصله التعلم نتيجة العناء الذي تكابده من التدريب الشاق لكنها وجدت نفسها قد قطعت شوطا كبيرا في التعليم .
فسارعت الى تثبيت ساقيها على بطن الجواد كما قال لها جيس ونجحت محاولتها في قيادة الجواد الى حد ما . وان كان توازنها ما زاليختل قليلا .و لكن ليس بالصوره التي
كانت عليها في بداية التدرب و قامت بدورات اخرى وكان جيس حريصا على ان يكون على مقربة منها و اخيرا امرها قائلا :
( و الان فلنبدأ التدريب على الجواد و هو يخب في خطواته )
دفعت كولي الجواد حتى باتت خطواته اسرع و صاحت فرحه :
( هذا سهل للغاية )
اوقف جيسجواده في منتصف الحظيره و راح يراقبها تقوم بالدورات و اخيرا طلب منها ان تأتي اليه لمست رأس جوادها و سارت به
الى حيث يقف جيس الذي قال لها :
( يكفيكما تلقيت من تدرييب اليوم وستصبحين امهر فارسه بمزيد من التدريب سأخبر السائس بأن ميستي اصبح جوادك و يمكنك ان تمتطيه
في ااي وقت تشائين و تطوفين به هنا في المزرعه خلال الاسبوع المقبل او حتى تعتادي على قيادته بسهوله )
ربتت كولي بيدها على عنق الجواد و هي في اوج سعادتها ثم صاحت قائله :
( اشكرك )
ثم انزلقت عن ظهر الجواد و قادته الى السور وجيس يتابعها فاستطردت تقول له :
( لم افكر يوما انني ساتمكن ركوب الخيل .كنت دائما اصاب بهلع لكنك وهبتني الفرصه )
فقال جيس وهو يستند الى السور :
(هذا هو الرأي السائد ... )
قالت كولي :
( ما زلت اشكرك .. لانك علمتني السباحه ثم دربتني الان على ركوب الخيل ... )
وتوقفت عن مواصلة الحديث وتطلعت اليه وفي نظراتها احساس مفاجئ بالذنب ثم قالت له :
( اعتذر لكعما بدر مني هذا الصباح عندما كنا في حوض السباحه ... )
قال لها جيس ببرود وهو يشيح بوجهه عنها فاستقر بصرها على ندبته :
( لم يحدث شيء ابدا .. الا ما دار في خيال توني )
قالت كولي وهي تطرق ببصرها نحو حذائها الذي غطاه الوحل :
( لا اقصد ذلك و انما ارجو االا تكون الامور قد ساءت بالنسبه اليك )
سألها وهو يرمقها بطرف عينه :
( كيف تتصورين ذلك ؟ )
تضرج وجهها بحمرة الخجل .و قالت له :
( حسنا .. اعرف انك تعيش هنا في المزرعه وسط ظروف حرجه . و لا ادري السبب و لا اريد ان افعل شيئا قد يسي ءاليك كنت رائعا
في سلوكك معي و لا اريد ان تواجه مزيدا من المتاعب )
حدق جيسفيوجهها و على وجهه علامات التجهم وعندما رأى القلق باديا في عينيها اسرع و رسم ابتسامه على شفتيه وقال لها :
( لن اواجه شيئا لا تقلقي علي يا زهرتي الصفراء .. ) ابتسمت بدورها وقالت له :
( انت تعرف انك مدرس جيد للغاية ويمكن ان اتخيلك وانت تدرس الصغار )
و راح خيالها يصور لها صورا لاولاد صغار ذويشعور سوداء وعيون زرقاء ثماستيقضت من احلامها عندما سنعت صوته يقول لها :
( لن يكون لي اولاد او بنات ! )
و كانت عبارته يشوبها البرود و القسوه وندبتهلفتتها من جديد فرأت نظراته مليئه بالسخريه و الاحتقار و بعد هنيهه واصل كلامه قائلا :
( لانني ببساطه لن تكون لي زوجه )
انتاب كولي الخوف عندما شاهدت علامات الغضب والبرود على وجهه
سألته :
( و لماذا لا تتزوج؟ )
قال جيس بمراره :
( لانني لا املك شيئا استطيع ان اقدمه لهذه الزوجه لا البيت و لا المستقبل ولا الميراث للاولاد لا شيء ابدا )
وحدقت كولي في وجنته حيث رأت الندبة تعكس نبض ثورته فرفع يده و لمسها بخفه بأطراف اصابعه و قال ساخرا :
( لدي هذه الندبة اقدمها لزوجتي ... )
ومضى وتركها في صمت .. وكلماته تلسعها ..

نهااااااااية الفصل الراااااااااااااااااااااااابع

 
 

 

عرض البوم صور عطر@المحبة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, savage land, عبير, وردة قايين
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية