كاتب الموضوع :
عطر@المحبة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة
اسفه على التأخير و هذا الفصل الاول
1 _ مطر ... مطر
توهجت شعله من الضوء وسط السحب الملبده بالغيوم , تبعها صوت الرعد الذي يجفل القبل , ف ارتفع نبض كولين متكغوير
و تشبثت اصابع يديها بمقعد السياره حسث كانت تجلس .وضلت عيناها مثبتتين على على الزجاج والمساحات تحاول جاهدة في يأس
قاتل ان تزيل المطرالمتساقط بغزاره , ثم تطلعت في خوف واضح الى اخيها الذي كان يجلس وراء عجلة القياده ..وقالت له
بوت يشوبه الاضطراب , وان كانت قد بذلت جهدها لكي تخفيه :
( داني .... الا تظن انه من الافضل ان تتوقف )
قال بدون ان يحيد بصرهعن الفراغ الممتد امامه :
( اين تقترحين ان نقف يا كولي ؟ اذا توقفنا الان فمن المحتمل الا يبدأالمحرك في الدوران تانيه ))
رأت كولي الماء ينهمرعلى السياره فتمتمت قائله :
( كان يجب ان تأخد برأي الرجل و تعود الى الكاراج )
قال داني بحدة :
( المسافه التي قطعناها تبلغ ثلاثين ميلا .. وكان المطر رذاذا عندنا بأنا الرحله )
و كان داني قد انتابه التوتر و هو يقود السياره عبر طريق تكساس المتعرج , و لذلك اردف يقول بالحده نفسها :
(كيف كان لي ان أتنبأ بأن الطقس سوف يصبح على هذه الصورة )
( و لكن الرجل قال بأن المطر سيكون سيئا ف الجبال .و قد يتعرض الطريق للفيضان .. و هذه اللافتات التي نراها .. )
توقفت كولي عن مواصلة الحديث ... اذ لاحت احدى لافتات الطريق , على ضوء الكشافات الاماميه للسياره ثم استطردت تقول :
( في الجو الممطر يجب ان تنتبه عندما تقترب من مفترق الطرق )
صمتت تانيه , و ندت عن صدرها صرخه خافته و قالت :
( اوه .. داني هناك لافته اخرى )
( كولي... الا تكفين عن الحديث عن هذا المطر و الرعد ؟ الا تكبرين و تتخلصين من مخاوفك الطفوليه؟ )
و تشبثت اصابعها ب عجلة القايده .. وكأن حياته تتعلق بها و روحه لا تحب ان تفارق جسده ..ثمتابع كلامه قائلا :
( سننجح فلا تقلقي )
رسمت كولي ابتسامه على شفتيها .. وحاولت ان تبتلع مخاوفها و أشاحت بوجهها..و تطلعت عبر النافده المجاوره ,و ااخذت
تقضم بلا وعي احد اضافرها , بينما كانت عيناها تراقبان الاضواء المتناثره فوق التلال و الجبال , وخيل اليها انها ترى
اشبحا تتطاول قاماتها في الفضاء , وعيناها ناعستين واسعتين و شعرها البني تتأرجح خصلاته وراء اذنيها ومع هذا ..
كان سحرها الطفولي جذابا ...و يبشر ب جمال غير طبيعي عندما تبلغ مرحله النضج .
ابطأت الشياره الشفروليه القديمه في سيرها عندما بدأت تخترق مفترق طريق تغمره المياه . فـدارت كولي رأسها , و تطلعت الى
داني الذي شعر بارتياح عندما نجح في اجتياز بركتين من الماء وبدات العجلات تطأ ارضا صلبه مره اخرى
و سألته :
(لماذا اقيمت هذه اللافتات ؟ )
كانت كولي تحاول من خلال الحديث ان تتغلب على الاضطراب الذي بدأ يجيش في اعماقها , و كانت تدرك ان أخاها بدأ يقلق بدوره ,
وعندما فشل في العثور على اجابة سريعه , كررت سؤالها ف أجابها :
( انها لافتات تحذر من وجود نسبة مياه مرتفعه )
وكشف وجهه عما يعانيه من توتر نتيجة قيادة السياره . وتطلع بقلق الى شقيقته قبل ان يعود بببصره الى متابعة الطريق .
ثم قال :
(أنا متأكد انه لم يتبق أمامنا مسافة طويله )
و بالرغم من محاولته تهدئة شقيقته فأن مخاوفه المتزايدة أثارت مزيدا من اضطرابها و كان داني اصغر منها ب عشرة اشهر , و لكنه
كان دائما يحتل مقام الاخ الاكبر بالنسبه اليها , يراقبها و يحميها برغم أنها بلغت العشرين من عمرها .. قالت :
( كان من الافضل ان تخبر الخالة فيلهلمينا قبل قدومنا .على الاقل جتى يعرف احدهم اننا هنا ..لماذا لم تتركني اكتب اليها , و اخبرها )
انفلتت ضحكه ساخره من شفتي داني , و لم يكن يرغب في ان يعبر عن مشاعره الحقيقيه لانه يعرف ان شقيقته رقيقه القلب
لا تعرف ان كثيرا من الناس يقدمون المساعده بدون ان يكونو جادين في رغبتهم, انهما لم يلتقيا بالخالة فيلهلمينا و لذلك تعمد الايكتب
لها خضيه الا ترحب بدعوتهما للاقامه معها .
راح داني يتطلع الى شقيقته وهي قابعه في المقعد المجاور له وجفناها يضطربان كلما برقت الاضواء امام عينيها ,و لخذ يأمل قوامها النحيل
. وثوبها الرخيص ,, قبل ان يشيح بوجهه عنها .. ثم حدث نفسه قائلا ( يا لها من حياة قاسيه عاشتها اختي )
و كانت هي الحياة القاسيه نفسها التي عاشها هو بدوره . اذ ترعرعا في كنف والد ماجن وحاول داني ان يحمي شقيته من معاملة الاب
السيئه قدر الامكان , اما هي ف شعرت في اعماقها بالارتياح عندما مات اخيرا في حادث اصطدام سيارة ..
و واجه داني وكولي سنوات قاسيه فيبداية حياتهما , ف في غضون عام اصيبت امهما بأزمة ربو _ و عاشت الاسره محرومه من اسباب
الرفاهيه , و تعاني من فترات البطاله التي يتعرض لها داني الذي لم يكن اجره يكاد يكفي افراد الاسره , و مع ذلك رفضت الام ان يترك
المدرسه ... فما يكاد الجرس يدق ايذانا بانتهاء الوم الدراسي حتى يسارع داني الى العمل , بينما تتوجه كولي ل رعاية امها و لم يكن امامه
متسع من الوقت حتى يتمتع بالرحلات او يعقد الصداقات و لم يكن يفكر في هذا كثيرا. اما كولي فكان عليها ان تنجز كل شؤون البيت ,,
بالاضافه الى تمريض امها و قطعت كولي تفكير داني عندما سألته :
(لماذا لم تذكر امي الخالة فيلهلمينا ؟ )
هز داني كتفيه و قال :
(لا اعرف و لكنني سعيد ان لها خالة )
( أ لم تشعر بالخوف عندما فكرت في الحضور الى هنا . و تقديم نفسك الى انسانه غريبه عنا تماما .. لا تعرف بوجودنا حتى يوم كتبت
لها اول رساله . تخبرها فيها ان امنا ماتت )
كانت كولي لا تميل الى الاختلاط بالناس و تعزف عن مقابلة الغرباء . ف قدكانت تشعر بالخجل و بالعزلة , و كان هدوءها يدفع الناس
الى نسيان وجودها .. مما زاد في تحفضها و انها لتتذكر جيدا ما حدث . فبعد اسبوع من وفاة امها . كانت تساعد اخاها على اعادة ترتيب صندوق ثياب امها
. فأذا باضطراب غريب يعتريه عندما عثر على رساله تحت مجموعه من الصور . ف بعث بها الى هذه القريه المجهولة . وهو يصلي الاتكون
قد ماتت ..وبعد مضي اسبوع جاء الرد , فحمله داني الى المطعم حيث تعمل كول كمضيفه و اخبرها بان تقدم استقالتها من وظيفتها
كم كان يشعر بكراهية ل عملها في المطعم نظرا لما تتعرض له من عبث الزبائن. انه لميحبذ ابدا فكرة قيام كولي بخدمة الناس الذين لا
يستحلون خدمتها .. و تعمقت لديه هذه المشاعر عندما رأى كارل يحاول مغازلتها .
و ها هما الانفي طريقهما والسماء تطلق فرقعه اخرى من الرعد فزعت كولي ف شخصت ببصرها نحواخيها الذي تشبثت اصابعه ب عجلة القياده
.وكأنه يضع ثقته في اصراره على مواصله الرحله , و اخيرا قال :
( يجب ان ننسى كل شيء تركناه و راءنا , هذه هي الفرصه التي يمكن ان نبدأ فيها حياة جديده , و نصنع شيئا لنفسينا بدون ان نجد احدا
يثبط من عزيمتنا )
اجابت كولي وهي تحملق في وجه اخيها :
(و لكن كان في وسعنا ان نحقق ذلك في سانت انطوان لو التحقت بعمل يمكن ان يوفر لنا مزيدا من المال . و يساعدنا على استئجار شقة
فخمه . وفي وقت لاحق كان يمكنني ان احصل على وظيفه افضل , و انت لديك العديد من الاصدقاء هناك )
قال بعنف :
( لم احتمل العمل في هذا المكان ان مجرد التفكير في زواجك من واحد من هؤلاء الاصدقاء يثير تقززي , ف عندما تفكرين ف الزواج
لا بد ان يقع اختيارك على واحد من الاشخاص ذوي المكانه , يوفر لكمنزلافخما وملابس فاخره يجب ان يكون شخصا مهذبا وقورا
لا يشبه كارل بأي حال ! )
و اهتزجسم كولي عندما تذكرت الموقف الكريه الذي حدث في تلك الليلة فقد اخبرها كارل ان داني سيتأخر و لذلك سوف يرافقها
الى بيتها وحاولت ان تكون مهذبه معه لانه صديق اخيها و ما زالت تتذكر عينيه تتفحصانها في صمت ثم تضرج وجهها بلون الدم عندما
انزلقت ذراعه حول ظهرها وجذبها نحوه . و قد حاولت ان تدفعه عنها , فأطلق ضحكه و اجبر وجهها على ان يقترب من وجهه
.. و افزعتها الرغبه العارمه التي كانت تعربد على ملامحه .. لكنها كانت عاجزه امام قوته البهيميه .. و لم ينقذهاالا وصول داني الذي امره بلهجه حازمه بالانصراف
و رحل كارل وهو يغمز لها بعينه !.
|