البارت الأول
[بسم الله الرحمن الرحيم
( اللهم سامحني على الزلل وتقصير واجعل روايتي شاهده لي لا علي )
***
عمري ألم غربه ,, ’’ البؤساء ’’
بؤس .. مرهفه
* * *
سكون ونظرات انتهت اخيرا بصرخات ’’
براء بيتي يله براء بيتي
- يا أبو اسامة أستهدي بالله هذولا عيالي مالهم غيري لا خوال و لا اعمام , غلطه و أوعدك ما يكررونها
أبو أسامة : كانو صغار والحين كبرو وش كلفني فيهم أبوهم قاتل وعيال كلاب
- أحترم نفسك
أم أسامة بصراخ : أسكت يا رعد لا تزيدها بله
رعد : أصلا مكاني هينا غلط , ولا اني بحاجه لك ولمنتك
أبو أسامة يلتفت على الام : لا تبين تقنعيني يجلس , انا رجال تاجر وماني فاضي سمعتي تدنس علشان عيالك ذولا ولا ابيهم يخطلطون مع عيالي اسمعي الكلام ولا الباب يوسعك معهم
- لا يبه , تكفى أمي ابيها كل حياتي مالي غنى عنها .
أم أسامة : أبوس رجولك يأبو أسامة خلهم ولك الاجر تكفى "بدموعها"
رعد بأنكسار : ماني انا إلي انسى ابوي كانت ذي حالتي مثلك يا أنوار ابي ابوي وامي , بس إلي قلوبهم سودا ضيعونا وقتلو البراءة
أبو أسامةَ : فكنا من احاسيسك وشعور الزايف , واخذ اخوك البيت يتعذركم كافي علي اكلكم وشربكم ونومكم وتكاليف دراستكم الحين أقعد وراكم في المخافر وكأني ولي لكم , سود الله وجيهكم يا عيال القاتل .. لعنتالله عليكم
< دخل أسامة >
أسامة : يالله ليلة عيد سعيد , وش عندكم بعد نفسي اروح وارجع والقاء البيت هادي . وش بلاكم
أبو أسامة : عيال امك
أسامة بستفزاز : أخواني ايه وش بعد جابو
أبو أسامة : رعد ولدها سارقا سيارة وممسوك وهوفيها ونادوني وكتبوا انذار عاد انا صرت ولي امر اخر عمري في مراكز الشرطة . علشان عيال الكلب
رعد : لا تسب الميت وتذكر اني ولده
أبو أسامة بأكبار : كلب الى يوم تبعثون .
(( صمت لحظات ))
أم أسامة : هزيم ماسوى شي خله
)) صرخ رعد من قلبه ((
رعد : لا لا لا ,, لا تكررين الماضي هزيم اخوي دربي هو دربه للابد ما اسمح لك تفرقينا
أم أسامة : هزيم إلي يختار " أوقفتها عبراتها "
)) نظرات متشرده واخر متمرده واخر تضيع في صمت الجواب اي بئس اي حياة هاذي اخذت الجميع على اكفها تلعب بهم أرجوحة الاقدار ’’ حتى قضى على صمت صرخة قسوة ((
أبو أسامة : برى بيتي .. " كل حرف خرج كرصاصة ختام "
عمري ألم غربه مع جور الأزمان ’,
عمري سراب والصحاري خذتني "
وقف في سرداب ذالك الحي القديم اجبر نفسه على الوقوف في جو ممطر وناس في ذالك الحي تشد اسقف منازلها من قطرات المطر التي اختبرها المطر ان لا صبر لها كا ذالك الجسد الذي ابتدت تخور قواه حتى سقط جالسا ورأسه بين ركبتيه ودموع تجمدت على أجفانه , حتى وقف على رأسه مطبطبا على كتفيه .
هزيم بالغه عطف : قو قلبك انا معك يا أخوي ..
) رفع رأسه يتأمل لحظات (
رعد بعبرات : هزيم "حتى أبتسم له " محد يقدرنا شايف كيف الحياة قاسيه هزيم سامح طيشي يمكن كان غباء روح أرجع لبيت أمي افضل لك
هزيم : نرجع سواء ولا نبقى سواء
رعد عصى عبراته : أحنا قادرين نعيش بدون منت زوج أمك "سكت شوي"زوج امي احنا عيال سلطان إلي خانه الزمانه , كرامة أبوي بنشيلها بيدينا لو كان ميت هزيم أنا عشت أيام كانت على أبوي جحيم دنيا نكران ومرض وخذلان حتى صار إلي صار هزيم تدري وش أمني أبوي عليه غير الدعاء له ؟؟
هزيم دمعة عينه : تراها بقلبي لهيب يا أخوي متحسف على وقت وعمر ما سألت فيه عن أبوي أملي حضنه ادري فات والحين أبي له صورة أو حتى قطعة قماش اشم ريحته فيها ,, يا خوي ما جيت وراك والله عشان أعطي ابوي بدل ماكان يعاني .. "يشوف طوله"رعد قولي تراء كبرت لا يغرك قصري , بس عجزت وأنا أسألها قولي لي عن ابوي ويش صار قالت توك صغير ..
)) نظرات أمل من هزيم مليانه دموع ما قدر يوقفها ,, أبتسم له أخوه وناده يجلس بجمبه من المطر وابتدى يأخذه إلي سنوات كثيرة مضت ((
قبل خمسة عشر سنه ""
طرق باب بيت العائلة الصغير المكونه من طفلين رعد خمسة اعوام وهزيم ثلاثة اعوام ,, قام أبو رعد يفتح باب بيتهم الشعبي ,,
أبو رعد : طلال ,,! حيالله النسيب عاش من شافك , كيف الاحوال
طلال قليلا مبتسم : عاشت ايامك , نحمد الله .. أنت كيف حالك وكيف حال رعد ان شاء الله كبر وصار رجال
أبو رعد : اقلط , كبر رعد وصار عندنا هزيم
طلال وقف شوي : وش ذا الأسم الغريب ؟
أبو رعد جلس وابتسم : هاذا الاسم من يومي وانا ابي اسما به ابو هزيم بس راح الاول على عمي الله يرحمة
طلال : هيه الله يرحمك يابوي ويجعل مثواك الجنة انت وامي
أبو رعد : اللهم امين "ينادي بصوت عالي" يا رعد رعد
)) دخل يركض بثوبه وطاقيه ((
طلال : مشاء الله هاذا رعد تغير والله صارت ثلاث سنين ماشفته
أبو رعد : أدخل يارعد سلم على خالك طلال ,, البطل اليوم راح يصلي معي الجمعه "بعد ماسلم رعد"رعد روح لأمك قال خالي هنا وخلها تجيب القهوة .
راح رعد يركض لأمه الي بالمطبخ تسوي الغداء وكانت مشغولة بالي بين يدها البطيخ ,,
أم رعد : خير يا رعد مافيه حبحب الا بعد ماتبرد ونحطها ونأكلها سواء .
رعد : لا يمه ابوي يقول تسوي قهوة خالي هنا
أم رعد نزلت على مستوى طوله : فيه رجال في المجلس
رعد يهز راسه : اسمه خالي
تركت إلي بيدها رتبت شعرها وقيميصها راحت لغرفتها رشت عطر وأخذت هزيم وراحت مسرعه للمجلس "أخوي ياريحة أهلي ابتدى السلام الحار بينهما ,,
أم رعد : وينك يا خوي ثلاث سنوات يا ظلام كله تركض وراء التجاره هاذي حياتنا ميسورة يوم وعسره ايام بس مرتاحين البال ماتريح حالك يا أخوي
طلال ضحك : ههههه , وش نسوي نبي نأمن مستقبل قبل تصير عندنا عائلة والحياة بتطور وتعسر زياده عاد نبي نلحق قبل يفوتنا الفوت . خليك مني المهم أنتي أن شاء الله مرتاحة بعد الهزيم هاذا والله اسمه ماعجبني
أبو رعد : بالعكس ابو هزيم يالله محله كنيت أبوي لي وأن شاء الله هزيم بيرفع الراس لكبر
أم رعد : حرم ورعد وين راح ولا علشانه أسم أبوي؟
أبو رعد : الله يخليهم ثنينهم ,, بس ما جاء مجال لرعد ولا رعد هو الاول وشبيهي
طلال : أيه صح يشبه لك كثير , إلا يا أم رعد أظاهر أني بتعبك
أم رعد : التعب لأجلك راحه يأخوي أمر
طلال : بأخذك معي للبيت ابي ترتبينه كله غبر لاني بستقر اخيرا بالرياض ولا اني مسافر ان شاء الله .
أم رعد ابتسمت : أبشر من عيوني بس بعد ما تغداء ونشرب لنا شاهي اروح معك
طلال : سلمتَي .
بعد الغداء وعلى قرب اذان العصر لبست ام رعد عبايتها ,,
أم رعد : لا وصيك يابو رعد على عيال لين ارجع انتبه لهم .
أبو رعد : أن شاء الله بس لا تطولين لان لصبر حدود .
طلال : أن شاء الله ما تطول , وانت اصبر وش عليك عيالك
* * * *
× في بيت طلال ×
ترتب بكل جهدها البيت الي قد احتضنها وهي طفله حتى زفافها حتى أخذها طلال بيدها وجلس على الكنب وهي قريبه منه ,,
طلال : ابي اكلمك بموضوع واتمنى تتفهميني واصبري حتى اكمل كلامي لنهاية يا اختي "كانت تناظره بكل خشوع" ابي سلطان يطلقك "جت بتقاطعه مسكها بقوة وسكتت" صح أني امانة امي عليك , لو ما تطلقتي انا بنسجن وبعدها اكيد الحكم قصاص فكري بأخوك , ولا انتي الخسرانه , تذكريني طارق
أم رعد سكتت شوي : أيه اذكره ولد عمتي وش فيه ؟
طلال : أبيك تتزوجينه , هو حياتي اقصد أن حياتي بتكون بخير بعد ما تعقدون على بعض فكري , وسلطان يقدر يتزوج .
أم رعد : بعد هالعمر ؟ وعيالي
طلال : عيالك بشرفي بيكونون معك , أه يا فوزية حياتي تعسرت الحمد الله اني قدرت ارجع من مصر ولا انتهت اخباري وانفاسي هناك والحين ديون ثقلت علي .
أم رعد بخجل : والله يأخوي ضحيت لك كثير عادعيالي اسمح لي , محد بيعز الولد غير ابوه ولا حد بيعيش السعاده إلا بينهم , يوم كان طارق يبيني ليش ما جاء من زمان انتظرته كثير لين ذبل املي بزوج وانقذه سلطان وتبيني اخذله لا يا خوي انا اسفه .
طلال تنهدت وكتم غيظه : اها طيب قومي قومي سوي لي شاهي , وانا اسف أني كلمتك بموضوعي على بالي احد بيخاف علي بعد امي الله يرحمها , لو كانت وش بيكون رددت فعلها ,,
( تركت الفوطه إلي بيدها وراحت للمطبخ مرعوبه من هاذا الموضوع وقفت مشاعرها بين هنا وهناك ,, )
طلال بخاطره : عاد هو كيفك موافقه ولا لا , فرصة عمري زي كذا ماراح تضيع مني بس هو خبر حطيته عندك تجهزين مشاعرك يا اختي العزيزه .
ام رعد : تفضل الشاهي السكر قليل لاني مالقيت الكثير . "تنهدت" ..
( طلال ساكت ويرشف الشاهي )
أم رعد بتردد : وش موضوعك يا رعد وش دخل طارق وكيف تتساومون علي انا ؟
طلال : طارق شاريك ويبيك ومالقى غير انا يحقق بي طمعه فيك , طلبني بس انا قلت تخسي اهدم حياة اختي الي انتظرتك سنين علشان عيونك , قام وشراء محلات في الاسكندرية وكنت قد وقعت مع شركة سويدية انا نص الحصه لي قام ورفع الاجار علي والله اني خفت ورحت اطلبه بحق النسب و قرابه وشرط زواجة منك ويفك عني ذا الازمة . واعطاني مهله اسبوع .
(( وصار يناظرها عسى انكسر خاطرها ,, وتساعده برضاها وطيب ))
أم رعد تنهدت : الساعة صارت ثمانيه وعيالي على النص وقت نومهم بروح اكيد عذبوا سلطان ,, يله يأخوي ودني بيتي خلصت كل شي هنا ,,
طلال يناظرها بكره : يله نوديك ..
× في السيارة ×
كان صمت وطلال بسيارة من حاره لحاره ومن شارع لشارع يبي الطريق يطول , حست أم رعد بطريق طال وتغير عليها ..
أم رعد : اقول طلال كأن الطريق متغير علي وطال ؟ اخبر ربع ساعه الدرب ألحين صارت ساعه ؟
طلال تنهدت : سؤال يافوزية وجاوبي , بتطلقين من سلطان وتتزوجين طارق ؟
أم رعد : لو به حل ثاني ابشر من عيوني يأخوي بس ذا الحل مستحيل تعرف كيف ؟ ماهو علشان سلطان علشان رعد وهزيم وش ذنبهم حتى أنت لو أب ماترضاها , وسلطان بعد ماقصر معي ليش الخذلان رغم الحياة صعبه كان يركض علشان يسعدني ويسعد عياله بعد ولا رضى بشي من حلالي , ألي تنازلت لك عنه الورث والبيت والدكان مع اني احتاج وعيالي وزوجي , بعد كيف تطلب مني طلب مثل كذا
طلال : هاذا اخر كلام عندك , وانا الى سبعين داهيه ؟
أم رعد تكتم عبرتها : بس عيالي ,,
طلال : أنا استاهل , ماعمري حسيت باليتم والحين حسيت به صدق , من يوم لاسبوع لو اضرب كل ابواب ذا الناس ما لحقت إلم مصيبتي وغبائي , والحكم اعدام , وانا ضحيتك انتي وطارق ليش !! هاذا نصيبي واعرف حضي من يومي تقول لي امي انت ما ناقصك غير الحظ يا ولدي , ركضت ابيه يعدل ما عدل .. انتهيت وانتهى حلمي وسعيي .. بتفقدني التعاسه .
( وقف سيارته على مدخل الحي والبيت قريب منه ,, وفوزية تحارب دموعها وعبراتها على حال اخوها وامانة امها لها ,, خذت شنطتها الصغير وعلى نزولها )
طلال : برجع بكره يا فوزية . " وضل بسيارة يراقبها "
طول طريقها للبيت بخطوات بطيئة تفكر بالموضوع ومليون مره تكرر عيالي عيالي ,, حتى وصلت باب بيتهم المفتوح دخلت واخذت الباب وتناظر سيارة اخوها حتى حرك وطلع من الحي ,, دخلت وشالت عبايتها
أم رعد : ياربي ,, وش جبت يا طلال معك مصيبه , كل ما تسافر تطل علي وتأخذ مامعي من فلوس وتحرجني مع سلطان والحين جبت لي مصيبه يا حسافة دلالي لك , بتذلني نظراتك ولو صار وسجنت بيعذبني ضميري لانك امانة امي ,, أه ياربي وش اسوي اقول لسلطان لا لا ,, مايصير بعد هو كافيه زمانه يركض وراه علشاني وعلشان عياله واجيب السالفه الي تسود الوجه ويأخذ فكر ما أتمنها على اخوي .. بحاول احلها بإذن الله ماتوصل لسجن ولا طلاق ,, وطارق ذا لازم اوصل له الحقير ..
دخلت حدود البيت الشعبي الي سقفه مكشوف ,, كانت تتأمله من بعيد وهو لبس النظارة ويقراء بالجريدة ضحكت عليه لان الجريدة صار لها ايام واخبارها قديمه ,,
أم رعد : ليش ذا الاحاسيس تسيطرعلي كأني بقبل بكلام طلال , لا مستحيل بعد ذا العمرابعد عن سلطان , بعد انت يا طلال حيرتني واتعبتني معك ..
أبو رعد انتبه : أدخلي يا فوزية قاعده تتأمليني توي شباب بس الدنيا ظالمه والشمس حارقة ولا أتزوج عليك تصدقيني .
أم رعد : لا أصدقك , لا تتزوج علي ... هههههههههههههه ,,
دخلت وجلست بجمبة وترك عنه الجريدة ,, وهي صامته ..
أبو رعد بأنشراح : عسى ما تعبتي
أم رعد بأبتسامة باهته : لا ابد ماتعبت الحمد الله .. نامو العيال ؟
أبو رعد : أيه نامو تدرين شي يا فوزية , أنا بكره بشتري لك تلفزيون لقيت واحد يبيعه بسعر رخيص يونسكم انتي والعيال .
أم رعد بضحكة : وتشوف اخبار فلسطين
أبو رعد : ههههههههههه ,, أخبار فلسطين اشوفها بذا الجرايد ,,
(( سكتو شوي ))
أبو رعد : فوزية فيك شي ؟
أم رعد : ابد مافيني شي " هاربه من الموضوع " بس تعبانه ودي ارتاح
أبو رعد ضحك : ههههههه ,, وانا الي ابي اجدد شبابي اليوم , يله نروح نرتاح شيبنا ..
*****
صباح في شروقه حيرة وتسأل ,, وملامح تائهه !
طلال : اصبر يا طارق لا تستعجل هي عروسك وربي كله ساعات , ,انت تعال لرياض اليوم قبل بكره .. يله مع السلامة ..
سكر التلفون وشبك البيجر وأخذ شماغه وطلع لسيارة ,,
*****
ترتب بيتها وعيالها بحوش البيت يلعبون وسعاده روح البيت وتعاسه روح ملكة البيت ,, كانت اصوات ضحكاتهم وركضهم حولها ينعش روحها وخاطرها المحتار ,, وصوت العصافير تسبح وتهلل ,, بس القلق إلي في القلب نبض مع دقت الباب ,, راح رعد يركض للباب يبي يفتحه ,,
أم رعد بصوت عالي : رعد ارجع أنا بفتحه روح وإلعب مع هزيم داخل .
( فتحت الباب وكان طلال بوجهها )
طلال مبتسم : صباح الخير
أم رعد : صباح النور تفضل حياك ..
طلال وهو يدخل : سلطان هينا ؟
أم رعد : لا راح يجيب خبز وبيجي .
دخل طلال وجلس بالمجلس وراحت ام رعد تجهز الفطور قبل وصول سلطان بالخبز , في الحوش الي تلطل عليه جميع غرف البيت وسقفه المفتوح ,, حطت السفرة وصحن البيض واللبنه وخيار وأكواب الشاي بالنعناع ,, كانو جالسين حول السفر أبو رعد بجمبة هزيم وأم رعد بجمبها رعد وطلال بين الاب والام ,, ..
أبو رعد : الله يهديك يا طلال, يأخوي اسمعني وتعال عيش معنا بدل منت جالس في ذاك البيت الحالك بين اخت وعيالها ,
طلال بدون نفس : لا انا اشغالي كثير وبيتكم بعيد عن الحياة .
)) سكت أبو رعد إلي مافهم الكلام بضبط بس حسه زي الجرح على قلبه ((
أم رعد بقلبها : أيه والله جبتها يا ابو رعد يجي يسكن عندنا ويبيع البيت ويسدد الي عليه لين يفرجها الله , لازم أقوله ذا الراي يجوز غفل عنه . الحمد الله ي رب .. أن بعد العسر يسرى .
طلال قام : تعالي يا فوزية أبيك في المجلس .
أبو رعد يمزح : والله صرت اخاف لايكون تخططون على راسي ! ههههههههههههههههههه
أم رعد ارتبكت : هاه لا لا و وش نخطط
أبو رعد مستغرب : وش فيك كنت امزح .
تركت ام رعد الي بيدها وقامت للمجلس وأبو رعد وعياله باقي يفطرون , دخل طلال المجلس وبعد دخول ام رعد سكر الباب وظل واقف ,,
طلال اخذ نفس : للمره الاخيرة بتطلقين منه ؟
أم رعد تبهذلت : أه اسمع يا خوي وانا جالسه جاء بالي فكرة , تعال اسكن معنا وبيع البيت وسياره وسدد بها الي عليك وبلا طلاق ولا منه من طارق
طلال بعصبيه : لو السالفه مثل ما تشوفين كان ما جيتك وذليت نفسي بطلب منك , أقول لك كل ثروتي ما تغطي ملايين يا فوزية ملايين , فكر بأخوك فكري انك بتفقدين وصية امك الوحيدة ,, أه يا فوزية انا خاطري بالحياة وابي اجيب لي ولو ولد واحد يشل اسمي .. وطارق يحبك علشان كذا سواء فيني كذا . وأنتي بعد تحبينه
أم رعد قاطعته : كنت أحبه , بس أنا الحين بذمة رجل تشهد ذا الغرف والجدران أني عشت معه سعاده ولا جرحني ولا جاء يوم وقال لي لا , ولي كان يصير زمان واشتكيه طيش بنت
طلال قاطعها : طيش بنت ولا ما كنتي تبين حياته ؟
أم رعد : مهما كانت الاسباب هو الحين ابو عيالي الي ما ارضى بغيره لي ولعيالي .. وهاذا اخر كلام عندي يا طلال ولاعاد تحرجني كل مره تحرجني واقول سم وامر اخوي تاج راسي من له غير بس ذا الطلب اسمح لي ,, اسفه
طلال : يعني خلاص .
)) سكتت أم رعد وهي تقوي ملامحها الي من داخل منهاره على اخوها ((
طلال تنهدت بغضب : ماهو على كيفك
أم رعد بصدمة : وشهو ألي مو على كيفي ؟
طلال بنفس النبره : كنت محترمك وضنيت بتسيريني ,, وأذا انتي رافضه في سمحي لي كل شي بيمشي غصب , أنا وش ذنبي صرت بينك انتي وطارق لا انهي حياتي وأنتي وطارق في نعيم ..
أم رعد : بس
)) قاطعها صوت البيجر ,, رفعه طلال وشاف الرقم ((
طلال : فكري بأخر ساعات وحسابك عسير لو فكرتي تعاندين ..
أم رعد بصدمة : بس يا طــ
فتح طلال باب المجلس وغادر البيت بسرعة ,, شكله اثار أبو رعد إلي قام للمجلس وعياله وراه ,,
أبو رعد : فوزية فيه شي ؟؟ ليش طلال طلع معصب
أم رعد ابتسمت : لا مافيه شي ,, المهم خلصتو فطور " أبو رعد يهز راسه بنعم وهو مستغرب " أها خلاص يله يا رعد روح الحمام علشان تسبح ,, " وشالت هزيم بيمينها "
مرت الساعات وحل المساء على البيت الصامت ,, العيال كانو قدام عيونهم يلعبون بهدوء بألعابهم وأم رعد قاعده تنخل الدقيق وأبو رعد كالعاده منشغل بالجرايد وأخبار فلسطين .
أم رعد بقلبها : صليتها ولا دعاء قادر يغادرلساني اللهم أني استخير بعلمك ,,,,,,,,,,,, الله يهديك يا خوي وش سويت والله حياة الفقر ذي الي انت هارب منها افضل من ذا المصيبه الي جبتها ,, ولا طارق وش رجعه على موضوع له سنين و بنين معقوله حنين وحب وصله انه يساومني على حرية اخوي , وش ذا النذاله بعد ما صار لي عيال وبيت جاء بيهدمه بحجة الحب , أنا كنت أحبك وبايعه الخلق علقت حياتي انت وامك حتى ضاعت احلامي وعنست وعشت بظلام نوره سلطان ,, وألحين تبون تفرقونا .. بلعبتكم البايخه و تجارتكم .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..
قامت وبين يديها الدقيق الي نخلته ودخلت المطبخ تسوي لهم العشاء ,, على دخولها المطبخ اندق الباب ولا حست فيه قام ابو رعد يفتح الباب ,, وكان بوجهه طلال ومعه شيخ وبين يده كتاب ,,
أبو رعد المستغرب : تفضلو ..
(( فتح المجلس ودخل طلال و الشيخ وراح لام رعد في المطبخ ))
أبو رعد : فوزية فوزية
(( كانت مشغولة البال وما انتبهت ))
أبو رعد بصوت عالي : فوزية وش فيك ؟
أم رعد انتبهت : هاه مافيني شي أنت إلي وش فيك
أبو رعد : أخوك طلال جاي ومعه شيخ والحين بالمجلس مدري وش السالفة ,, وش صاير ؟
أم رعد ارتبكت : هاه شيخ ليه؟
أبو رعد : بسم الله عليك أنتي وش فيك أنا أسألك و أنتي تسأليني ,, سوي قهوة ويصير خير
أم رعد : ما عندنا قهوة
أبو رعد : شوفي الجيران .. "وطلع للمجلس"
× في المجلس ×
الشيخ : قهوة دايمه ,, يله يا اخ طلال خلنا نستغل الوقت لو سمحت ,,
طلال المتخوف : يله يا شيخ ابتدي بالكتابه ,,
الشيخ : هاذا زوجها سلطان ؟
طلال : ايه نعم زوجها ..
)) أبو رعد مستغرب ,, وأم رعد أخذت اولادها وقفت عند الشباك تسمع إلي قاعد يصير داخل ((
أنه وفي يوم السبت الموفق ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
)) أم رعد محتاره ويدها على قلبها وجالسه عند الشباك وعيالها في حضنها تنتظر مصيرها ((
أبو رعد منقهر : طلال وشفيه توي كانت جالس معها ما شتكت وش صاير تبيني ارمي عليها اليمين وش عشانه أنا وش سويت
طلال : سلطان بلا ولدنه البنت ما تبيك في حياتها شخص ثاني فاهم
أبو رعد : وش ماتبيني وش الشخص الثاني كنامتفاهمين على طول والله عقلي صار بكفي
طلال : روح نادها واسمع منها .
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله ,, يا اخواني انا عندي التزامات اذا مستمر ذا النقاش انا استاذن وبعد ما تنتهي اموركم تعالو لي في المحكمه .
طلال : لا ياشيخ خلك يسمع منها وينتهي الامر
الشيخ : استعجلو بارك الله فيكم ,,
الاجواء كلها توتر وترقب ,, وقفت ام رعد بعبايتها عند باب المجلس بعد ما أخذت عيالها وخلتهم بالغرفه ,, وأبو رعد كان منقهر وضياع لانها جت له فجئة ذا المصيبة وبدون مقدمات ولا اسباب وكان ينتظر الفرج بكلمات ام رعد إلي ربط بكلامها بطلاقه ,, إذا كانت ما تبي طلاق ,,,
الشيخ : تفضلي يا بنتي ولا تستعجلين وفكري زين وترى وانا اخوك ابغض الحلال عند الله الطلاق
طلال قاطعه : تعرف كل شي ,, يله فوزية قولي ,, ولا تنسين وصية امي ,,
دموعها غرفت نقابها ,, وأبو رعد كان عنده تفائل لانه واثق انه ماضرها بيوم ,, كانت عبراتها تخنقها وصور عيالها ما غابت وكانت تفكر لو ولو في المصير المجهول ,, وتتذكر عيون امها يوم كانت على فراش الموت وتوصيها على طلال سبعين مره ,, ضاعت مشاعرها وتخيلت كل شي ,, وكلمه تبي تطلع وتضيع كل مره في عبرتها والاه ,,
أم رعد بلعت عبرتها : سلطان الحياة ماهي غصب ولها نهاية ابي الطلاق بدون رجوع ,,
كانت صدمه قويه مالها مقدمات ,, مثل المطر بدون غمام ,, مرت الكلمة جارحه ولقت قلبا مصدوم رد مثل كل الردو ما يعرف قولة لا ,, أرسلها بقلبن ابتدت الجروح و سواد يكساه بعض البياض ونقاء حبهما ,, وأعطاها الكلمة التي طلبتها الطلاق* ,, وابتدء التشبذ بعيالها وهو جالس المصدوم ما قدر يوقف على اقدامه ,, منهو الرجل الي بقلبك يا زوجتي ورفيقة العشره !
أم رعد وهزيم بين يديها : رعد تعال تعال نروح للالعاب " ودموعها ما وقفت "
رعد الطفل ,, ضايع يلتفت لابوه في المجلس ويسمع نداء امها ,, ماهوعارف وش قاعد يصير لا انا قلبه خذاه لي صار يركض ورمى نفسه بين احضان ابوه المصدوم ,, إلي في ذااللحظة ذاب الجليد الي بداخلها وطلعت ذيك العبره المكتومه وسالت دموعه ,, واحتوى رعد بين ضلوعه ,,
طلال بصراخ : فوزية ,, أخلصي ساعة بنتظر ولا اقعد استنا ذا الدموع ؟ تخلص
أم رعد : أبي رعد
طلال مسكها مع يدها : أمشي بكره اجيبه لك ,,
مسكها مع يدها وسبحها من بيتها والكيان الي احتضنها واحتضن عيالها سنوات وعمر ما هو بسيط ,, غادرت البيت وظل الذكرى , غادرت علشان اخوها ووصيت امه الجنه ,, بس ما غادرت ذالك البيت احزانه ,, واحزانها ,, وكل يوم ومع كل شروق وغروب تجدد الاحزان وكأن مالها نهاية ,, حتى أكتسا ذلك القلب السواد وبلا مشاعر واحساسي ..
************************
بعد ثلاث اشهر
رائحة المسك و العوده تملي البيت ,, وتمر من امام عيون العروس الام ,, بفستان الابيض الي في سنوات لفته وحطته في دولاب وهي تنهي ليلة الي في حياتهاافضل ليل عمرها الي مستحيل تتكرر وبين كل عام وعام تجدد ذكرها وتتمنى لو تعيشها مره ثانيه ,, وصار وعاشتها بملامح حزن وابتسامات باهته ونظرات تائهه ,, لبست خاتم العقد الجديد بعد ثلاث شهور العجاف من طلاقهما ,,
طلال مبتسم : بارك الله لكم وبارك عليكما وجمع بينكم بخير ,, يله منك المال يا طارق ومنها العيال ,,
طارق : الله يبارك بأيامك وعقبالك أن شاء الله يا الغالي يا اخو الغالية
طلال ابتسم : يله نخلي العروسين
طارق : على وين ؟
طلال : في رقم جايني بالبيجر وبروح لكبينه اتصل اشوف يمكن من أخبار التجارة ,, أخذ هزيم ؟
أم رعد بلهفه : لا ,, لا تأخذه
طلال : يله سلام " وطلع"
طارق تنهدت : والله سنين يا فوزية ما تغيرت جمالك هو هو ,, بس كنت اتسال بترجعين بعد الي صار طلع حبك وافي ودارت الايام والسنين وإلتقينا
أم رعد قاطعته : ألتقينا بطمعك و مساومة حريتي خوي بزواج مني عمر النذل ما تتغير اخلاقه وعمر الظفر ما يطلع من اللحم قبلك الوالدين .
طارق ابتسم : اوه بدينا نخطي توها اول الساعات , اسمعي ترى ما ساومتك بس اخوك الي عرضك وكل ذا علشان كم ريال لو ادري كان قلت لك من زمان بس ذا نصيبك ,, شايفه طمع اخوك ودنيا وش سوت به؟
أم رعد صعقت وانصدمة للمرحلة الي وصل لها اخوها كل ذا علشان الدنيا الي نهايتهتا مقابر ولا يبقى الا الاعمال قبل الممات ,, صبرت ما انهارت ولا تبي تزيد الاوجاع وراء اوجاع أخذت هزيم في احضانها ,, وكأنه هو الباقي لها من ذكريات القديمة مع سلطان ,, كل ما شافت عيون هزيم ذكرت ايامها وغلطتها إلي ما فكرت الف مره قبل تسويها ,,
***
× طلال عند الكبينه وكان المتصل سلطان أبو رعد ×
طلال بعصبيه : الحين كنت ساكت واليوم جاي تبي تقهرها بسالفه حضانه , ما فيك ذرت رحمه ؟؟ أجله على الاقل ايام البنت عروس تفهم كيف يله تيسر .. "قفل الخط بوجهها" هاذا بيدمر كل شي لازم اروح له وأوقفخ عند حدها ولا قلب الحياة علي وطارق ماهو شددت مشاكل بيطلقها ويعيش ماهمه غير سمعته وتجارته ,, يا صبر ايوب .. " سكر باب الكبينه بقوة وركب سيارته وبسرعة جنونيه "
* * * * * *
دخل البيت محبط وهموم الدنيا على راسه ,, تأمل المكان البيت اللحظات الحلوة وضحكات الي ما توقع بيجي اليوم الي بيكت لها نهاية ,, كان مهموم لانه جرب فرق الام وهو طفل تذكر ملامح عياله تذكر الضياع الي عاشه في بيت خاله بعد موت امه وقسوة زوجة الخال ,, قال الاه وسالت الدموع ,, مايبي عياله يعيشون الشتات او نصف اليتم وهو عايش مايبي يكون سبب في تعاسه قدر عاشها ,, لين دخل الغرفه وشاف رعد معتكف في زاوية الغرفه بلا فراش ولا غطاء مايدري سعيد تعيس جوعان مريض كره هاذي الصورة ,, رفع راس رعد من الارض وحطه على حضنه ,,
أبو رعد بدموعه : سامحني يا رعد ,, ياليتني اصم وابكم ولا نطقتها ,, اه يا عيال كم ركض وتدينة علشان ما اشوفكم مكسورين الخاطر او حتى تتمنون الشي ولا يجيكم , "فتح عيونه رعد مستغرب من دموع ابوه " أسمعني يا رعد مدري انا وش اسوي بس قلبي قابضني اذا كبرت لا تزعل علي ولا تلومني نفس لو الدنيا بيديني والسعاده أعطيكم اياها ,, أسنغفر الله "تنهدت" الحياة وسعاده والاقدار بيد رب العباد الي ارحم عليكم مني ومن دموعي ذي , مناي يا ولدي اشوفكم قدامي تكبرون وكل سنه تقربون مني بطول , ورفع راسي بكم يوم تحفظون كتابه وتهدوني بعد تعبي وشقاي نجاحكم ومرتبات العليا ,, الله كريم يا رعد .. " أوقفته عبراته "
رعد جلس : يبه ,, جت امي ؟
أبو رعد مؤلم السؤال بنسبه له : لا باقي ,, بس بتجي
رعد بحزن : يبه , أبي هزيم تدري شي العيال يقولون امي وهزيم ماتو
أبو رعد غمض عيونه وتنهد : لا ,, عيب ذا الكلام ,, رعد ودك تروح لروضة تدرس صار عمرك سته ولا تبي المدرسة ,, صاير رجال
رعد ابتسم : هزيم وش بيدرس ؟
أبو رعد حط يده بجيبه : شف وش جبت لك من البقالة "رعد كان يناظره بلهفه " حلو يله وحده لك وحده لي .هههههه "بأنكسار"
رعد أخذها بسرعة : أنا جوعان .."أبو رعد تنهد"
) أنشغل تماما رعد بالحلوة ,, ونظرات الاب تتأمله (
أبو رعد : قلبي ساكنه الخوف ياولدي ,, بس انت الامل ,بكره لا كبرت ابيك انت واخوك اخوان صح متغركم الدنيا ولا تطمعكم ببعض ابيكم جسد واحد نبض واحد مابي الشيطان وعيال الحرم يدخلون بينكم , أنا أنحرمت من الاخوان والعزوه وشفت فيكم الاهل والقبيلة والعزوة بكره ان الله عطاكم عمر مابي يفرقكم ولو صحن الغداء وكاس الماء , الاخو لصار له أخوه عزوة وعضيد ما خابه زمانه , الدنيا بتتغير لكبرتم بس الوجيه وحده فيها الشر وفيها الخير ,, فيها من يبيك لاخوه وفيها من يبيك لطمع ,, وأنا أمنتكم الله واستودعتكم اياه ,, ولا تغركم دنيا مغروره , الواحد ماهو طالع من ذا الحياة الا بنصيبه والي كاتبه له ربه ,, توكل عليه وابذلو اسباب السعاده الي هي مع الله ,,
(( قاطعه صوت الباب الي تزامن مع صوت الاذان وفز له))
أبو رعد : اللهم أجعله خير !